المؤسسات الإعلامية... في «عين التوتر» اللبناني - السعودي..عسيري: علاقتنا بلبنان أعمق من اختصارها برسم كاريكاتوري..قمة روحية مسيحية في بكركي غداً ..والرئاسة تتصدر البحث.. الصياح: الراعي يسعى إلى الوقوف على رأي بطاركة الشرق

لبنان في دائرة الاهتمام الدولي... ملاقاة للتسويات أم «حرَكة بلا برَكة»؟ وإطلالة بارزة لـ «فخامة المرشح» فرنجية من طرابلس..الجيش: توقيف 6 سوريين في دير الأحمر

تاريخ الإضافة الأحد 3 نيسان 2016 - 7:27 ص    عدد الزيارات 2280    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

المؤسسات الإعلامية... في «عين التوتر» اللبناني - السعودي
وزير الإعلام لـ «الراي»: أدين اقتحام مكاتب «الشرق الأوسط» كما أدنتُ «كاريكاتورها»
 بيروت - «الراي»
تتعدّد الخلفيات والحيثيات، والنتيجة واحدة: المزيد من وضْع لبنان في دائرة «العين الحمراء» الخليجية، التي تنذر بفصول جديدة من التوتير في علاقات بيروت مع بلدان الخليج، لا سيما مع المملكة العربية السعودية.
وبدت ثقيلةً أمس، وطأة الحدَثين الإعلاميين المرتبطين بوسيلتين سعوديتين، اللذين شهدهما لبنان، اول من امس، وتحديداً القرار المفاجئ لقناة «العربية» بقفل مكاتبها في بيروت وتسريح نحو 27 من موظفيها، تحت عنوان «إعادة الهيكلة وحفاظاً على سلامة الموظفين»، ثم الاقتحام الذي تعرّضت له مكاتب صحيفة «الشرق الاوسط» في منطقة التباريس - الأشرفية من مجموعة من الشبان الغاضبين، يقودهم عباس زهري، القريب من «حزب الله» وتضمّ ناشطين برزت اسماؤهم في إطار ما سمي «الحِراك المدني» في لبنان قبل فترة، وذلك احتجاجاً على كاريكاتور نُشر في الجريدة واعتبروه مسيئاً للبنان وعلمه.
«المثير للقلق» في الحدَثين اللذين وقعا بفارق ساعات، تقاطُعهما عند البُعد الأمني الذي يطلّ على السياسة، واستطراداً على الأزمة المتصاعدة بين بيروت ودول الخليج، منذ خروج وزارة الخارجية اللبنانية عن الإجماع العربي في إدانة الهجوم على السفارة السعودية في طهران، وصولاً الى إعلان الرياض إعادة النظر في العلاقة مع لبنان «المصادَرة إرادته من حزب الله» ووقف العمل بهبتيْ الأربعة مليارات دولار (مساعدات عسكرية)، قبل ان تتمدّد الأزمة مع اعلان بلدان الخليج وجامعة الدول العربية تصنيف الحزب «منظمة إرهابية» وبدء ترحيل لبنانيين منتمين اليه او يؤيّدونه.
فالقرار الذي اتخذته «العربية» عزته الى «أسباب أمنية» من دون ان توضح ماهيّتها، وهو التبرير الذي ترافق مع تدابير مشددة تتعلق بأمن السفارة السعودية اتُخذت أخيراً، بالتزامن مع إعلان السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري أنه تلقى تهديدات باغتياله، لكنه أكّد بقاءه في لبنان.
إلا ان أوساطاً أخرى لم تُسقط عاملاً آخر يتّصل بهذه القضية، ويتداخل مع الأزمة المستجدة بين الرياض ولبنان، يتمثّل في ملاحظات لدى القائمين على «العربية» ولدى قادة سعوديين على مكتب بيروت في المحطة، باعتباره «خارج السيطرة»، وأن قرار القفل والتسريح قد يكون من تداعيات مضمون إقدام الإعلامي في المكتب عدنان غملوش على بث الخبر الذي كانت نشرته إحدى الصحف القريبة من فريق «8 آذار» عن صحة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ضمن تقرير عن الصحف البيروتية على «العربية» التي كانت واجهت في فبراير الماضي أيضاً «غضبة» من اوساط سعودية بعد بثّ وثائقي «حكاية حسن» الذي تناول الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، وبدا وكأنه ترويجي للأخير.
وفيما لمّحت بعض الدوائر الى ملاحظات ايضاً لدى القائمين على «العربية» على الخلفيات السياسية لبعض العاملين في مكتب بيروت، كان بارزاً بُعيد تبلُّغ الموظفين قرار التسريح اعلان أحدهم عبر شاشة «الجديد»: «أنا عندي 3 أولاد.. وفدا إجر السيد (حسن نصرالله)».
كما استوقف كلام الزميل غملوش على صفحته على «فيسبوك» وقوله انه «خلال مسيرتي الاعلامية في قناة (العربية)، تعرفتُ على الكثير من الزملاء، بعضهم مات او قُتل، وآخرون ماتوا بنظري وهم أحياء لقلة وفائهم، وزيف أقنعتهم، وتمنيت لو انني لم ارَ وجوههم ولم اتعرف إليهم، وآخرون أضعهم تاجاً على رأسي، وهم يعرفون انفسهم جيداً (...) لكن لم ادرك، ان في لبنان مليون حقل للالغام، وآلاف القناصين المتربّصين بك، القريب منهم والبعيد»، ليختم: «شكراً قناة (العربية) رغم كل شيء، وانا مستمر بأداء رسالتي، وما زال لديّ الكثير لأقوله، والقصة لم تنتهِ بعد، وقرار الصرف لن يكون المفاجأة الاخيرة، فالمفاجآت بالنسبة لي لم تبدأ بعد».
وفي خصوص اقتحام مكاتب «الشرق الاوسط» وبعثرة محتوياتها وتمزيق أعداد من الصحيفة، فإن هذا الحادث طرح علامات استفهام إزاء عدم وجود حماية أمنية حول مقر الجريدة في بيروت، لا سيما ان ساعات بعد ظهر الجمعة كانت حملت اشارات واضحة حول نية تنظيم تظاهرات احتجاج امامها، فيما كان بارزاً أمس، مسارعة القوى الامنية الى توقيف أحد المشاركين في عملية الاقتحام المدعو بيار حشاش في منطقة البترون.
ورغم اعلان «الشرق الاوسط» استمرار عملها من بيروت، محمّلة السلطات اللبنانية مسؤولية الحفاظ على سلامة العاملين فيها، فإن مجمل هذا المناخ اعطى اشارات الى ان الانتكاسة في العلاقة بين لبنان ودول الخليج ما زالت بعيدة عن الاحتواء، مع ان بعضاً يعوّل على اللقاء المرتقب لخادم الحرمين الشريفين ورئيس الوزراء تمام سلام على هامش قمة إسطنبول الإسلامية منتصف الشهر الجاري.
وعلّق وزير الإعلام رمزي جريج عبر «الراي» على ما قررته «العربية» واقتحام مكاتب «الشرق الاوسط»، فاعتبر ان «قرار قفل مكتب (العربية) اتُخذ لذرائع أمنية، وأنا غير مقتنع بأن هناك أسباباً أمنية تحول دون وجودهم في لبنان، ولربما هناك أسباب متعلقة بموقفهم من الإعلام اللبناني وبسبب العلاقة المتوترة مع المملكة، ففيما اعتقدنا أن هذا التوتر بات وراءنا وتم إيضاح الموقف اللبناني المتضامن كل التضامن مع الإجماع العربي، يبدو أن هذا التوتر ما يزال موجوداً ونأمل أن يزول قريباً نتيجة الاتصالات الجارية».
واضاف: «أما بالنسبة إلى (الشرق الأوسط) فكاريكاتورها سمج، وفيه مساس برمز الوطن اللبناني، وليس فقط بالحكومة أو بفريق من القوى السياسية في لبنان، بل مساس بلبنان وطن الرسالة، ولذا أستهجن هذا الرسم وأجده سمجاً. أما من ناحية ردة الفعل التي حصلت واقتحام مكاتبها فأدينه بقدر ما أدنت الكاريكاتور، وستتم ملاحقة المعتدين، لأننا دولة قانون، والدولة تطبق القانون على الجميع».
وعمّا إذا كانت هناك اتصالات مع إدارة «الشرق الأوسط» لحل المشكلة، أجاب: «ما صار عندي وقت لأعمل أي اتصال».
عسيري: علاقتنا بلبنان أعمق من اختصارها برسم كاريكاتوري
بيروت - «الراي»
أعلن سفير المملكة العربية السعودية في بيروت علي عواض عسيري أن «ردود الفعل التي لاحظناها على مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض وسائل الاعلام، على الرسم الكاريكاتوري الذي نشرته صحيفة (الشرق الاوسط) حمّلت الموضوع اكثر من حجمه الطبيعي»، متمنياً على «الاشقاء اللبنانيين إبقاءه في اطاره الاعلامي البحت، حسبما اوضحته صحيفة (الشرق الاوسط) لئلا يصبح مادة للاستغلال من بعض الجهات التي تسعى الى تخريب علاقات لبنان باشقائه العرب».
وأكد عسيري ان «العلاقات الاخوية القائمة بين المملكة العربية السعودية ولبنان اعمق من ان تُختصر برسم كاريكاتوري، كما ان احترام المملكة للدولة اللبنانية ومؤسساتها وشعبها ليس بحاجة الى برهان، فمواقف القيادة السعودية التي تدعو الى وحدة الشعب اللبناني والحوار الوطني وتفعيل عمل المؤسسات واستعادة هيبة الدولة عبر المسارعة الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يعرفها القاصي والداني، ويعرف انها تنبع من حرص المملكة الدائم على سيادة لبنان واستقلاله وحضوره العربي الفعال».
«مجلس التعاون» يستنكر «الاعتداء الهمجي»: لا يُعبّر عن مواقف الشعب اللبناني الشقيق
الرأي...الرياض - د ب أ - استنكر مجلس التعاون الخليجي «حادث الاعتداء الهمجي» الذي طال مكتب صحيفة «الشرق الأوسط» في بيروت، ووصفه بأنه «عمل جبان يتعارض مع الحرية الإعلامية التي تكفلها القوانين الدولية».
وقال الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف بن راشد الزياني في بيان له امس «إن هذا الاعتداء الجبان لا يعبر عن مواقف الشعب اللبناني الشقيق الذي يدرك تماما الدور الفاعل والمتميز الذي تقوم به صحيفة (الشرق الأوسط) في دعم لبنان إعلاميا، ومساندة حكومته في جهودها للمحافظة على أمن واستقرار لبنان وتحقيق تطلعات أبنائه في الحرية والكرامة والتنمية»، معربا عن ثقته «في قدرة الأجهزة الأمنية اللبنانية في كشف ملابسات هذا الاعتداء الإجرامي، والقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة».
مكتب «الشرق الأوسط» في لبنان... هدوء ما بعد العاصفة
ثائر عباس لـ «الراي»: مستمرّون في بيروت وننوي تطوير عملنا هنا
 بيروت - من آمنة منصور
الصحيفة أوضحت ولم تعتذر وسحبت الكاريكاتور عن الموقع الإلكتروني
بعدما واظب على مدى 21 عاماً على تغطية أحداث لبنان، تحوّل مكتب جريدة «الشرق الأوسط» في بيروت إلى الحدَث بعينه. وسائل إعلام مقروءة ومرئية ومسموعة تناوبت على زيارة المكتب الكائن في مبنى «برج الغزال» - الاشرفية لتكتب الخبر عن صانع الخبر.
في الطبقة الحادية عشرة من المبنى، حيث مكاتب الصحيفة، تستقبل أعدادها الممزقة والمبعثرة الزائرين بدءاً من المدخل، فيما تصبح معالم التخريب أكثر وضوحاً بين المكاتب. فهناك الفوضى أكبر، وتعمّد محدِثوها الغاضبون التعبير على طريقتهم عن احتجاجهم على ما اعتبروه كاريكاتوراً مسيئاً للبنان قامت «الشرق الأوسط» بنشره على صفحاتها.
ورغم الاعتداء، لم يتغيّب الزملاء الصحافيون عن المكتب. فعلى جري العادة، حضروا صباحاً إلى عملهم لتغطية الأحداث، فتوزعوا على مكاتبهم وشرعوا بالإعداد للعدد الجديد الذي سيصدر ككل يوم من دون أي تأخير.
مدير مكتب الصحيفة في بيروت ثائر عباس روى لـ «الراي»، التي زارت الزميلة «الشرق الأوسط» للوقوف على ما حصل والسؤال عن الإجراءات التي ستتخذها بحق المعتدين، ما جرى مساء أول من أمس، فلفت إلى أن «مجموعة من الشبان أقدمت قبيل نهاية الدوام اليومي على الدخول إلى المكتب بطريقة واضحة أظهرها تصوير هذه المجموعة لفيديو، ما يدّل على أنها لا تخجل من فعلتها لا بل تعلن عنها»، مشيراً إلى أن «هذه المجموعة تعبّر، في رأيها، عن احتجاجها على ما اعتبرته إساءة إلى الدولة في لبنان، في حين أن هؤلاء الشبان كانوا هم بتصرفهم هذا يسيئون إلى الدولة ومنطقها».
وتابع: «بإمكان مَن لديه أي مشكلة مع (الشرق الأوسط) استخدام منطق الدولة، والتوجه إلى محكمة المطبوعات»، مذكّراً بأن الصحيفة «أصدرت بياناً توضيحياً لهذا الكاريكاتور، أشرنا فيه بشكل واضح جداً إلى أن هذا الكاريكاتور قد يكون فُهم خطأ وإلى أن المقصود منه أن لبنان يعيش كذبة كبيرة في ظل محاولات الهيمنة على قراره بسبب أوضاعه التي لا تخفى على أحد»، مشدداً على «أننا في المقابل سنستخدم منطق الدولة، وسنتابع هذه المسألة عبر القانون».
وعن تفسيره لرد الفعل على الكاريكاتور وما إذا كان فعلاً سياسياً أم مجرد اعتداء لغاضبين، أجاب: «أحب أن أفكر وأن أصدّق أن هذه المسألة هي عبارة عن استعراض إعلامي لأشخاص يحبون الظهور والتعبير عن موقفهم بطريقتهم الخاصة، حتى يثبت العكس».
عباس أكد، رداً على سؤال «الراي» عن سبب عدم قيام «الشرق الأوسط» بتشديد الإجراءات الأمنية تحسباً لأي ردة فعل نتيجة الكاريكاتور «أننا لم نعتبر أنفسنا يوماً مستهدَفين، فهذا المكتب موجود في بيروت منذ العام 1995، وهو لم يتوقف يوماً عن القيام بعمله في كل ما مرّ على لبنان من ظروف وأحداث. فنحن لم نشعر يوماً بأننا مهدَّدون لأننا نقوم بعملنا بأكبر قدر ممكن من المهنية، واعتبرنا أن معاييرنا المهنية تحمينا»، مجدداً التأكيد أنه «كان على مَن شعر بانزعاج من الكاريكاتور اللجوء إلى محكمة المطبوعات لتقديم دعوى».
وإذ شدد على أن «المقتحمين معروفون بالكامل من القوى الأمنية»، كشف أن وزير الداخلية نهاد المشنوق أعلمه أنه «تم توقيف أحد المقتحمين، ولدى السلطات الأمنية كامل هويات المقتحمين، وبالتالي سيصل لكل واحد منهم الدور (للتوقيف)».
وعمّا إذا كانت «الشرق الأوسط» ستزيد من إجراءاتها الأمنية بعد ما تعرضت له من اعتداء، قال عباس: «لا أتصور ذلك، سنكون أكثر وعياً ربما، ولكن لا أتصوّر أن بالإمكان اتخاذ إجراءات أكثر من المتّخَذة حالياً، فنحن موجودون في مبنى ضخم وتحتنا سريّة جي، فماذا بإمكاننا أن نفعل أكثر؟».
وحول احتمال أن تعتذر الصحيفة عن الكاريكاتور، ذكر:«(الشرق الأوسط) لم تعتذر، بل أوضحت قصدها في بيان رسمي، ولأننا اعتبرنا أن هذه المسألة أثارت حساسية سحبنا الكاريكاتور عن الموقع الإلكتروني»، خاتماً بتأكيد أن«(الشرق الأوسط) مستمرة في بيروت ولن تتوقف، لا بل تنوي تطوير عملها هنا».
لبنان في دائرة الاهتمام الدولي... ملاقاة للتسويات أم «حرَكة بلا برَكة»؟ وإطلالة بارزة لـ «فخامة المرشح» فرنجية من طرابلس
بيروت - «الراي»
الحريري لمس تصميم بوتين على الحل السياسي في سورية
تنشط الحركة الديبلوماسية حول لبنان وفي اتجاهه على نحو لافت، وسط تقديرات متباينة لما قد ينتج عنها، خصوصاً لجهة تأمين نصاب اقليمي - دولي يتيح ملء الفراغ الرئاسي القابض على آلة الحكم ومؤسساته، بفعل احتجاز عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية منذ مايو 2014 والشلل الذي أصاب تالياً المؤسسات الدستورية كالحكومة والبرلمان.
وتسجّل مفكّرة الحركة الديبلوماسية التي تولي لبنان اهتماماً خاصاً محطات بارزة، كانت آخرها المحادثات التي اجراها زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، والتقارير التي تحدثت عن ان لبنان كان على الطاولة في اللقاء الذي ضم امس، الرئيسين الاميركي باراك اوباما والفرنسي فرانسوا هولاند، وسط انتظار لزيارة هولاند لبنان منتصف الشهر الجاري.
ويتم التعاطي في بيروت، التي زارها اخيراً ايضاً الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، مع هذه الحركة الديبلوماسية، انطلاقاً من مقاربتين متناقضتين هما:
* الاعتقاد بأن ثمة جهوداً لتحضير المسرح اللبناني لتسوية ما على وهج حراك دولي - اقليمي في اتجاه الأزمات اللاهبة في المنطقة، كالدفع المضطرد للمفاوضات بين النظام والمعارضة في الملف السوري، والتحضيرات الجارية لحوار تستضيفه الكويت بين طرفيْ الصراع اليمني.
وتنطلق هذه المقاربة من إمكان توظيف مناخ الحلحلة في الأزمات الأكثر تعقيداً في المنطقة، لإمرار اختراق في جدار الأزمة اللبنانية، خصوصاً في ظل الحرص الدولي المتزايد على الاستقرار في لبنان لتمكينه من استمرار احتضان نحو مليون ونصف المليون مهجّر سوري والحيلولة دون أي اضطراب، من شأنه دفع هؤلاء الى الإبحار في اتجاه شواطئ أوروبا.
ويسود انطباع لدى أنصار هذه المقاربة بأنه لم يعد في الإمكان ضمان استقرار الحال اللبنانية بمعزل عن انتخاب رئيس للجمهورية، لا سيما أن تحديات متعاظمة في الداخل اللبناني أصبحت تضغط على الواقعين السياسي والأمني، لا يمكن مواجهتها بمعزل عن كسر المأزق الرئاسي.
أما المقاربة الأخرى، فتتعاطى مع «الطفرة» الديبلوماسية الجارية على أنها حرَكة بلا برَكة، نظراً لأن مصير الأزمة في لبنان يرتبط في شكل وثيق بالأزمة السورية، التي من السابق لأوانه توقُّع أي تطور حاسم في شأنها، يمكن ان ينتج عن المفاوضات الجارية، خصوصاً ان العقدة المتمثلة بمصير الرئيس بشار الأسد ما زالت مستعصية على الحل، رغم التقارير عن تفاهمات أميركية - روسية.
وثمة اعتقاد لدى الدوائر المؤيدة لهذه المقاربة بأن إيران ما زالت على تمسّكها بالأسد، الذي يتحدد مصيره عبر الانتخابات لا عبر التفاهمات المسبقة، الأمر الذي من شأنه تعريض المفاوضات الجارية لمزيد من «الكر والفر» في الميدان والديبلوماسية لتكريس وقائع تخدم خيارات هذا الطرف أو ذاك.
ونشطت في بيروت امس، عملية «تدقيق» في نتائج زيارة الحريري لموسكو، وسط تقارير افادت انه لمس خلال اللقاء الموسع مع بوتين تصميمه على الحل السياسي في سورية بدءاً بإقرار دستور جديد وحكومة انتقالية وصولاً إلى انتخابات نزيهة، عملاً بقرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بحل الأزمة السورية، ناقلة عن الرئيس الروسي انه أكّد التزام بلاده وحدة لبنان واستقراره وتنوعه، وأن بلاده ستبذل جهدها في سبيل الحفاظ على هذه القيم والمبادئ، كما انه على الرغم من حرصها على عدم التدخل في شؤون لبنان الداخلية، فإنها ستبذل جهداً للمساعدة في الحد من التأثيرات السلبية الإقليمية على لبنان، والمساعدة على إنهاء الشغور الرئاسي.
وبحسب هذه التقارير، فإن بوتين استمع باهتمام إلى الشرح الذي قدمه الرئيس الحريري حول ظروف الشغور الرئاسي وتداعياته السلبية على عمل المؤسسات والنشاط الاقتصادي والاستقرار الأمني، متوقفاً عند دور أصدقاء لبنان، وفي مقدمهم الاتحاد الروسي للمساعدة في إنهاء هذا الشغور.
ولفتت التقارير نفسها الى ان مجرّد حصول اللقاء بين بوتين والحريري، وهو لم يكن مقرَّراً حين وصل الأخير الى موسكو للقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف، يعكس اهتمام موسكو بألا تكون الحلول في المنطقة على حساب لبنان، وبأن يُصار في أقرب وقت الى ملء الشغور الرئاسي لتكون بيروت «مكتملة النصاب المؤسساتي» في ملاقاة التحولات في المنطقة.
وكان بارزاً في بيروت، عشية اسبوع مثقل بمحطات داخلية، أبرزها جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، التي تحفل بملفات خلافية مثل جهاز أمن الدولة وتمويل التجهيزات لتحسين الأمن في مطار رفيق الحريري الدولي، إطلالة المرشح الرئاسي زعيم تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية من طرابلس، التي زار مرجعياتها الروحية قبل ان يستقبله مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار في دارته ويولم على شرفه، في حضور شخصيات سياسية وفاعليات من المنطقة.
وحرص الشعار في كلمته الترحيبية على مخاطبة فرنجية، الذي يحظى ترشيحه بدعم الحريري، بـ«فخامة المرشح والزعيم»، رافضاً شعارات أن «رئيس الجمهورية يختاره الموارنة أو المسيحيون والأكثرية المسيحية هي التي تفرز مَن هو رئيس الجمهورية والرئيس هو صاحب الأكثرية النيابية المسيحية ليس له علاقة لا بالدستور ولا بالأعراف».
أما فرنجية، الذي اكتسبت إطلالته من «الخزان السنّي» لتيار «المستقبل» في طرابلس دلالات عدة، لجهة الرغبة في تسويق ترشيحه على انه «عابر للطوائف»، فلفت في كلمته الى ان «التمثيل المسيحي اتفقنا عليه في بكركي، والمسلمون وافقوا على هذا الاتفاق، واذا كان لفريق (14 اذار) اليوم مرشح آخر يحظى بالتوافق، واذا وضعت بكركي اليوم مواصفات اخرى، فانني في الحالتين ملتزم، ومسألة الاقوى في كل طائفة هو امر خطير، لان الاعتدال قد لا يكون بالضرورة هو الاقوى، والتطرف يصبح مفروضاً، وهذا أمر أخطر. والمرشح القوي لرئاسة الجمهورية يجب ان ينبثق من طائفته ويمثّل بيئته ويكون مقبولا من الفئات الأخرى».
سلسلة استنكارات وطنية لاقتحام «الشرق الأوسط» وعسيري يجدد احترام المملكة للدولة اللبنانية وفرنجية في طرابلس رافعاً لواء العروبة
المستقبل...
من عاصمة الشمال واحة العيش المشترك، حرص رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية على إعلاء صوت لبنان العروبي في الوقت الذي يتعرض فيه الوطن لأشرس المحاولات وأخبث الحملات الرامية إلى تشويه صورته وطمس هويته العربية. زار فرنجية طرابلس أمس رافعاً لواء العروبة ليؤكد «من بيته وبين أهله»: «عروبتنا تاريخنا، كلنا عرب وعلى العروبة ربانا الرئيس الراحل سليمان فرنجيه لم نفرّق يوماً بين طائفة وأخرى وبين مذهب وآخر والله يخرب بيت من أوصلنا الى المذهبية والطائفية». وعقب الزيارة صرّح زعيم «المردة» لـ«المستقبل» قائلاً: «شعرتُ نفسي في بيتي»، وأردف بالقول: «من الطبيعي أن أكون بين أهلي في طرابلس بينما التباعد كان هو الأمر غير الطبيعي بيننا»، لافتاً إلى أنّ «عودة الأحوال إلى طبيعتها تعيد المياه سريعاً إلى مجاريها بدليل أنّ تباعد 10 سنين تبدّد بلحظة».

وكان فرنجية قد زار دارة مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار الذي أولم على شرفه بحضور حشد وطني وسياسي وروحي إسلامي مسيحي وأكد على كونها «مناسبة وطنية جامعة يسعد بها الشمال» داعياً إلى «رفع حواجز الماضي الوهمية والنفسية» والعمل والتعاون في سبيل «إطفاء المحرقة السياسية التي أصابت الوطن والمتمثلة بالفراغ الرئاسي»، مع تشديد الشعار على أنّ القول بأنّ رئيس الجمهورية يختاره الموارنة أو المسيحيون حصراً هو بمثابة «الخروج عن الانتظام العام لأنّ الرئيس يختاره اللبنانيون عبر ممثليهم في البرلمان».

أما المرشح الرئاسي الشمالي فاستهل كلمته بالتأكيد على ضرورة أخذ العبر من الماضي ووجوب «النظر إلى الأمام»، وقال: «ترشيح الرئيس سعد الحريري لنا جاء من منطلق الاتفاق المسيحي والتوافق اللبناني (...) ومسألة الأقوى في كل طائفة هو أمر خطير لأن الاعتدال قد لا يكون في الضرورة هو الأقوى» في كل المراحل، مضيفاً: «المرشح القوي لرئاسة الجمهورية يجب أن ينبثق من طائفته ويمثل بيئته ويكون مقبولاً من الفئات الأخرى، ونحن نعتبر أنفسنا منبثقين من بيئتنا وطائفتنا ومقبولين من الفئات الأخرى».

كذلك، زار فرنجية مطرانية طرابلس المارونية حيث كان في استقباله راعي الأبرشية المطران جورج بو جودة وعقد معه لقاء مطوّلاً أكد بعده بو جودة على كونها زيارة «مهمة جداً» مشدداً على ضرورة محافظة طرابلس «على سمعتها بأنها مدينة العيش المشترك منذ القدم». وبدوره أشاد زعيم «المردة» بعاصمة الشمال بوصفها «مدينة الانصهار الوطني»، منوهاً في الوقت عينه بالدور «الوفاقي التوافقي» الذي يلعبه المطران بو جودة في طرابلس.

«الشرق الأوسط»

في الغضون، برزت أمس مروحة واسعة من الاستنكارات الوطنية للاعتداء الذي تعرضت له مكاتب صحيفة «الشرق الأوسط» في بيروت، بالتوازي مع قيام الأجهزة الأمنية بتوقيف أحد أبرز المحرضين والمشاركين في عملية اقتحام مقر الصحيفة وتخريب محتوياته بيار حشاش بينما عمد شبان آخرون من المرتكبين إلى تسليم أنفسهم والخضوع للاستجواب حول الحادث.

فقد دانت كل من منسقية الإعلام في «تيار المستقبل» الاعتداء لافتةً إلى أنّ «أي خطأ تتضمنه مادة صحافية أو إعلامية لا يُعالج بخطأ مماثل ضد وسائل الإعلام»، وأهابت بالأجهزة الأمنية العمل على محاسبة الفاعلين واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أمن مكاتب الصحف اللبنانية والعربية. كذلك استنكر الاعتداء كل من «الحزب التقدمي الاشتراكي» الذي أبدى تضامنه مع أسرة الصحيفة، وحزب «القوات اللبنانية» الذي شدد على ضرورة الاحتكام للقوانين في أي اعتراض، وأمانة الإعلام في «حزب الوطنيين الأحرار» التي استغربت «منطق اللادولة بحجة الدفاع عن الدولة».

عسيري

تزامناً، تمنى السفير السعودي علي عواض عسيري إبقاء الردود على الرسم الكاريكاتوري الذي نشرته «الشرق الأوسط» في إطارها الإعلامي وعدم تحويل الموضوع إلى «مادة للاستغلال من بعض الجهات التي تسعى الى تخريب علاقات لبنان بأشقائه العرب»، مجدداً إبداء احترام المملكة العربية السعودية للدولة اللبنانية ومؤسساتها وشعبها باعتباره احتراماً «ليس بحاجة الى برهان»، مع التأكيد على كون «العلاقات الأخوية القائمة بين المملكة ولبنان أعمق من أن تُختصر برسم كاريكاتوري».

الزياني

كذلك أعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني عن ثقته «بقدرة الأجهزة الأمنية اللبنانية على كشف ملابسات هذا الاعتداء الإجرامي والقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة»، مشدداً على أنه «اعتداء جبان لا يعبّر عن مواقف الشعب اللبناني الشقيق الذي يدرك تماماً الدور الفاعل والمتميز الذي تقوم به صحيفة الشرق الأوسط في دعم لبنان إعلامياً، ومساندة حكومته في جهودها للحفاظ على أمن واستقرار لبنان وتحقيق تطلعات أبنائه في الحرية والكرامة والتنمية».

قمة روحية مسيحية في بكركي غداً ..والرئاسة تتصدر البحث.. الصياح: الراعي يسعى إلى الوقوف على رأي بطاركة الشرق
المستقبل..
أكّد النائب البطريركي العام المطران بولس الصيّاح، أن «في زمن التحولات الكبرى لا بد إلا أن يتواصل المسيحيون في ما بينهم ويتحدثون بلغة واحدة«، لافتاً إلى أن اللقاء الذي سيجمع الرؤساء الروحيين المسيحيين في بكركي غداً «لا يمكن اعتباره قمة رسمية، فاجتماع البطاركة ضرورة لبحث أمور أساسية تخص الكنيسة إضافة إلى أوضاع لبنان خصوصاً والمنطقة العربية عموماً، نظراً لأن كل بطريرك يسعى إنطلاقاً من علاقاته الخارجية وخبرته في مجال عمله إلى معالجة ظروف رعيته في أي بلد لمساعدة الشعوب في قضايا السلام، كما أن البطريرك الراعي يسعى إلى الوقوف على رأي بطاركة الشرق كي لا يعتبر البعض أنه يتفرد بالقرارات«.

وأوضح الصياح في حديث إلى وكالة «الأنباء المركزية» أمس، أن اليوم البطريركي «سيبدأ بقداس ماروني في العاشرة صباحاً، ثم لقاء تليه مأدبة غداء، وفي ختام اللقاء يصدر بيان يتضمن تفاصيل البنود الأساسية التي تتابعها أجهزة الكنائس التي تقوم بدورها في شكل مستمر».

وأشارت وكالة الأنباء «المركزية»، إلى أن الرؤساء الروحيين المسيحيين سيجتمعون غداً دون سواهم في بكركي، «بعدما أنجزت اللجنة الخاصة بالإعداد والتنسيق جدول الأعمال ومواضيع البحث التي يتقدمها الإستحقاق الرئاسي الذي بات ضرورياً إنجازه، ويبحثون في كيفية حث المسؤولين على انتخاب رئيس في أسرع وقت وقبل دخول الفراغ عامه الثالث في 25 أيار المقبل ويطالبون الأطياف السياسية كافة بالإسراع في اعتماد خريطة طريق تبدأ بانتخاب فوري لرئيس للجمهورية وفقاً للأصول الدستورية ويدعون النواب كافة إلى حضور جلسات الإنتخاب بعدما بات معيباً أن تلامس الأربعين من دون أن تفلح في انتخاب رئيس، وإذا ما لزم الأمر طلب المساعدة من الخارج لبذل ما يلزم في هذا الاتجاه«، كاشفةً أن «موضوع البحث الثاني يتصل بالتشديد على أهمية الحفاظ على علاقات لبنان الطيبة والتاريخية مع الدول العربية من دون أن تعكرها شوائب، وذلك بالإحتكام إلى النصوص الدستورية التي تحدد طبيعة هذه العلاقة وإرسائها على أسس ثابتة«.

أضافت: «ويركز الرؤساء الروحيون على الإرهاب وتمدده في دول المنطقة، ووجوب تحصين لبنان في مواجهته باللحمة الداخلية والوقوف صفاً واحداً خلف المؤسسات العسكرية والأمنية وتقديم ما يلزم من دعم لها. كما يحضر هاجس التوطين في جدول الأعمال من بوابة النزوح السوري، بحيث يؤكد القادة الروحيون المسيحيون على أهمية إدراج هذا الملف في أجندة التسوية للأزمة السورية ويجددون الدعوة إلى المجتمع الدولي لمساعدة لبنان على تحمل عبء النزوح وتوفير مقومات ومقتضيات عودة النازحين كافة إلى ديارهم«.

تابعت: «ولن يفوت هؤلاء المناسبة من دون بحث معمق في أهمية الوجود المسيحي في لبنان ودول المنطقة والدور التاريخي الذي أرسى مفاهيم الديموقراطية والعدالة والتسامح، ما يوجب على الدول الكبرى أن تأخذ في اعتباراتها هذا الدور إبان نسج التسويات السياسية للأزمات من زاوية أن المكون المسيحي متجذر في المنطقة وجزء لا يتجزأ من نسيجها الديموغرافي والحضاري«، لافتة إلى أنه «مع انتهاء أزمة النفايات سيؤكد رؤساء الطوائف المسيحية على أهمية المحافظة على البيئة والتنبه لمعالجة ما خلفته الأزمة من تداعيات، على أن يصدر في نهاية القمة بيان متضمناً ما أثير من مواضيع وما تم الإتفاق عليه«.
فرنجية:لن أقف في وجه التوافق الشعار: قوة الرئيس باحترامه الدستور
بيروت - «الحياة» 
اعتبر زعيم «تيار المرده» النائب اللبناني سليمان فرنجية أن «الأقوى عند المسيحيين قد يكون الأخطر عليهم»، مؤكداً أنه «مع التوافق على أي شخصية أخرى للرئاسة»، فيما حمل مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار بشدة على من يرفعون شعار أن «رئيس الجمهورية يختاره المسيحيون»، معتبراًَ أن ذلك «يشكل خروجاً عن الانتظام اللبناني العام».
كلام فرنجية جاء قبل مأدبة الغداء التي أقامها الشعار في دارته في طرابلس على شرفه تكريماً له في حضور نواب المدينة وعدد من فعالياتها وقياداتها الاجتماعية.
ورحب الشعار بفرنجية في دارة «لم يعرف أهلها وساكنوها معنى للكراهية والقطيعة أو الخصومة مع أحد لأنني اعتبر أننا جميعاً عائلة واحدة اسمها لبنان»، موضحاً أنه «لقاء تكريمي ووطني وتضامني لا يحمل معنى للخصومة ولا حتى للنكايات التي لم نعرفها لمطلق حزب أو فريق، أو كيان، أو إنسان». وأكد أن «الوطن لا يبنى بالعناد ولا بتهييج الغرائز ولا بتفجير الأحقاد ولا بنبش الماضي الذي مضى، ولا يبنى بتعطيل المؤسسات وقطع الطرق والتهديد والتخويف والتحدي بل يبنى بالتقارب والحوار وتقديم المصلحة العامّة الوطنية على كل المصالح الحزبية والمناطقية والطائفية والمذهبية والدولية ويبنى للاحتكام إلى الدستور والمؤسسات وبالسهر على مصالح الناس».
ولفت إلى «أنني أردت أن أجعل من زيارة فخامة المرشّح الزعيم سليمان بك، لدارتي مناسبة وطنية جامعة يسعد بها الشمال ويتفاءل بها اللبنانيون ونرفع ما تبقّى من الحواجز الوهمية والنفسية التي لم تزل بعض آثارها من بقايا ماض مضى وكان مؤلماً». وتابع: «كان للأسف محرقة وقودها أبناء وطننا الذين غلبت غرائزهم عقولهم ولنعمل وإياكم جاهدين ومتعاونين على إطفاء المحرقة السياسية التي أصابت الوطن والتي تتمثّل اليوم بالفراغ الرئاسي وببعض القناعات والمفاهيم السياسية التي أفرزتها الغرائز وردود الفعل».
وقال: «كأن لبنان لا يعرف معنى للديموقراطية أو الاحتكام إلى الدستور أو احترام المؤسسات والبرلمان». وأضاف: «أن يرفع شعار بأن رئيس الجمهورية يختاره الموارنة أو المسيحيون أعتقد أنه رد فعل خاطئ وخروج عن الانتظام العام لأن الرئيس باختصار يختاره اللبنانيون عبر ممثليهم في البرلمان».
وأضاف: «أن يرفع شعار بأن الأكثرية المسيحية هي التي تقرر من هو الرئيس انفعال مذهبي». وسأل: «ماذا تقولون في انتخاب سليمان فرنجية الجد والياس سركيس وشارل حلو؟». وزاد: «أن يرفع شعار بأن الرئيس هو صاحب الأكثرية النيابية المسيحية ليس له علاقة بالدستور ولا بالأعراف».
وتابع: «أن يقال يجب أن يكون رئيس الجمهورية قوياً فنعم، وألف نعم، لكن ينبغي أن ندرك أن القوة هنا لا علاقة لها بالسلاح ولا بالعضلات لأن الرئيس يكون قوياً بمقدار تمسّكه بالدستور.
وتوجّه إلى فرنجية بالقول: «أمامك مهمات وأعباء ومسؤوليات وتحديات لكن كلها تهون أمام إرادة صلبة عبَّرت عنها قبل أيام يوم قلت لن أوافق على إلغاء نفسي وكذلك ستقول يوماً لن أوافق على إلغاء وطني».
وتابع: «الفراغ نهايته تصدّع المؤسسات وذهاب الهيبة وعدم احترام العالم لبلدنا وكأننا نقول أننا شعب نحتاج إلى وصاية جديدة».
ورد فرنجية بكلمة أكد فيها «أننا ننطلق من الذي اتفقنا عليه في بكركي وعلى طاولة الحوار، وترشيح الرئيس سعد الحريري لنا جاء من منطلق الاتفاق المسيحي والتوافق اللبناني، وإذا كان لفريق 14 آذار اليوم مرشح آخر يحظى بالتوافق كما أنه إذا وضعت بكركي اليوم مواصفات أخرى فإنني في الحالتين ملتزم ومع أي شخصية يتم التوافق عليها، ولن أقف في وجه التوافق».
ولفت إلى أن «مسألة الأقوى في كل طائفة هو أمر خطير لأن الاعتدال قد لا يكون في الضرورة هو الأقوى، والتطرف يصبح مفروضاً وهذا أمر أخطر ولكي لا يستغل كلامي خطأ، فنكرر القول الذي طالما رددناه أن المرشح القوي للرئاسة يجب أن ينبثق من طائفته ويمثل بيئته ويكون مقبولاً من الفئات الأخرى، لذلك نعتبر أنفسنا منبثقين من بيئتنا وطائفتنا ومقبولين من الفئات الأخرى».
وقال: «المرحلة الماضية لن تكون عائقاً أمامنا، وسنتطلع إلى الأمام، إن الأقوى في الطائفة يمكن أن يكون خطيراً على لبنان وعلى المسيحيين في المرحلة المقبلة، ويمكن أن تكون هناك خطورة للسير في هذا المبدأ».
ولفت إلى «أننا في طرابلس وزغرتا عشنا مع بعضنا في أسوأ الظروف، وجمعتنا الوحدة الوطنية، ولا أنسى الحرب المشؤومة التي مررنا بها بين عامي 1975 و1976 التي وضعناها خلفنا وانفتحت المناطق على بعضها البعض».
وأكد أن «عروبتنا هي تاريخنا وعلينا تعزيز الإيجابيات على السلبيات ونضع ما نختلف عليه جانباً لنستطيع أن نبني على ما هو إيجابي، وهو ما حصل بيننا وبين الرئيس سعد الحريري الذي اتفقنا معه على تقديم الإيجابيات لأن هناك العديد من الأمور التي يمكننا العمل بموجبها سوياً»، مشيراً إلى أن «المرحلة الأصعب هي التي تلت اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأسرع تطبيع حصل خلال الأشهر الماضية». وحيا الشعار «رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي شجع هذا اللقاء والحريري». ثم أولم للحضور.  وكان فرنجية زار راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده.
الجيش: توقيف 6 سوريين في دير الأحمر
بيروت - «الحياة»
أوقف الجيش اللبناني أمس، في منطقة دير الأحمر - بعلبك، 6 أشخاص من التابعية السورية، لتجوّلهم داخل الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية، بينهم وفق بيان قيادة الجيش - مديرية التوجيه، «المدعو عز الدين رحيل السليمان، المطلوب بجرم الانتماء إلى تنظيم إرهابي وتجنيد عناصر لمصلحة هذا التنظيم، وضبطت في حوزتهم 4 دراجات نارية من دون أوراق قانونية».
على صعيد آخر، أنهى المحامي العام لدى محكمة التمييز القاضي شربل أبو سمرا، تحقيقاته الأولية في شأن اختلاس أموال وتزوير فواتير صحية في قوى الأمن الداخلي.
وأحال النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود، كامل الملف والمستندات مع الموقوفين الذين بلغ عددهم عشرين موقوفاً، من بينهم ثلاثة ضباط، على ذمة التحقيق إلى القاضي صقر، وفق الصلاحية لإجراء المقتضى.
 

المصدر: مصادر مختلفة

ملف فلسطين وغزة..في ذكرى 7 أكتوبر..

 الإثنين 7 تشرين الأول 2024 - 5:03 ص

الغزّيون ملّوا الحروب ويحلمون بحياة تشبه الحياة.. لا يهمهم مَن يحكم القطاع بعد وقف القتال..والهجر… تتمة »

عدد الزيارات: 173,038,822

عدد الزوار: 7,722,591

المتواجدون الآن: 0