الرياض ستمول احتياجات القاهرة من البترول لمدة 5 سنوات بنحو 20 مليار دولار..روما تهدّد بإجراءات «فورية وملائمة» ما لم تظهر حقيقة مقتل الطالب ريجيني

أكد وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني، امس، ان بلاده ستتخذ إجراءات «فورية وملائمة» ضد مصر إذا لم تتعاون الحكومة المصرية بشكل كامل في الكشف عن الحقيقة وراء مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، فيما رفضت القاهرة على الفور تصريحاته.

وكان ريجيني (28 عاما) طالب دكتوراه في جامعة كامبريدج البريطانية يعد في مصر اطروحة حول الحركات العمالية عندما اختفى في وسط القاهرة في 25 يناير ليعثر على جثته بعد 9 ايام وعليها اثار تعذيب.

وقال جنتيلوني للبرلمان (وكالات): «إذا لم يطرأ تغير في المسار (الذي تتخذه السلطات المصرية) فإن الحكومة مستعدة للتصرف واتخاذ إجراءات ستكون فورية وملائمة».

وأضاف ان «تغيير المسار يعني عدم القبول بالحقائق الملتوية والمريحة. إن ذلك يعني الوصول إلى المسؤول عن وضع جوليو ريجيني المحتمل تحت المراقبة قبل اختفائه»، داعيا إلى «تحقيق أكثر حيوية من جانب مصر وتعاون أكبر مع إيطاليا».

وتابع إن «من المقرر أن يجري محققون مصريون محادثات في روما الخميس والجمعة بعد سلسلة تأجيلات».

الى ذلك، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبوزيد، إن بلاده "تمتنع عن التعقيب على تصريحات جنتيلوني لأنها تزيد من تعقيد الموقف". وأضاف: "الغريب أن هذه التصريحات تأتي قبل يوم واحد من وصول فريق المحققين المصريين إلي إيطاليا لإطلاع الجانب الإيطالي على كل ما وصلت إليه التحقيقات".

وكانت النيابة العامة المصرية أعلنت في وقت سابق ان فريقا من اعضاء النيابة ورجال الشرطة سيسافر الى روما اليوم، لعرض اخر مستجدات التحقيقات في القضية.

واوضحت مصادر مصرية لـ «الراي»، إن «الوفد يستعرض مع السلطات القضائية والأمنية الإيطالية ما آلت إليه التحقيقات التي تجريها النيابة العامة المصرية في القضية، وما توصلت إليه الفرق الأمنية، من معلومات جديدة»، لافتة إلى ان «زيارة الوفد إلى إيطاليا، تأتي تنفيذا لما تم الاتفاق عليه بين النائب العام المصري نبيل أحمد صادق ونظيره الإيطالي جيوسبي بينياتوني في زيارته الأخيرة إلى القاهرة».

قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن «الثورة الإيرانية كان لها تأثيراتها في المنطقة وتسعى الى مد نفوذها في النظام الإقليمي وفقا لرؤية سعت فيها طهران لمد نفوذها في مسيرة الدول الإقليمية المحيطة».

وأضاف خلال منتدى الأعمال «المصري ـ الكندي»، مساء أول من أمس، إن «مصر مستمرة في موقفها من قطع العلاقات مع إيران حتى اللحظة»، داعيا إيران الى «انتهاج سياسية معتدلة ونزع فتيل أزمات المنطقة وعدم التدخل في شؤون الآخرين».

وأوضح إن «مصر تتحسب أي نوع من الأضرار فيما يتعلق بسد النهضة»، مشيرا إلى إن «إثيوبيا اعترفت بحق مصر في الحياة، وفي مياه النيل»، داعيا، الى «أخذ خُطى ثابتة مع ضمان المصالح المصرية».

وأضاف إن «مصر ستظل في إطار العلاقات مميزة مع الأشقاء العرب، وإنها لا تسعى للانقضاض على أحد، ولن تسمح بأن ينقضّ أحد عليها، ولها علاقات مميزة مع السعودية»، مشيرا إلى تطور العلاقات المصرية ـ السعودية، و"الدليل زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى مصر الخميس".

تمكنت قوات الجيش والشرطة في شمال سيناء، من «تصفية مجموعة ارهابية مسلحة من تنظيم بيت المقدس وأحبطت محاولة تفجير رتل أمني في منطقة جنوب الشيخ زويد في سيناء».

وذكرت مصادر أمنية لـ«الراي»، إن «القوات استطاعت تصفية المجموعة، أثناء قيامها بزرع عبوات ناسفة على طريق آليات أمنية، وتوقيف 20 إرهابيّا». وأضافت ان «قوات الأمن تمكنت من تفجير 3 عبوات ناسفة أخرى، وضبط فتحة نفق حدودي وتدميرها في منطقة الحدود مع غزة».

وأوضحت ان «العمليات الأمنية شملت تطويق مناطق شعبية وفحص قاطنيها من السكان المقيمين فيها والوافدين عليها، ومطاردة مجموعات وخلايا مسلحة داخل مدينة العريش، إضافة إلى فحص السيارات والدراجات النارية، ومراجعة أوراق السيارات».

الى ذلك، دعا القائم بأعمال المرشد العام لجماعة «الإخوان» محمود عزت، طلاب الجماعة الى التظاهر مع نهاية العام الدراسي الحالي.

وأكد في بيان، أمس، أن «روحا جديدة تسري في الحراك الطلابي مع الاستعداد لامتحانات نهاية العام، واجب الوقت هو التواصل مع الطلاب والطالبات، وسيكون صيفا ساخنا يترقبه الجميع».

وعن حالة الانقسام التي تشهدها الجماعة، كشف القيادي الإخواني عز الدين دويدار، أن «لجنة الإدارة العليا الموقتة للإخوان لديها 14 مكتبا إداريّا يؤيدونها، بينما جبهة محمود عزت لديها 8 مكاتب إدارية فقط، وبقية المحافظات لم تحسم أمرها بعد».

وفي الاتجاه نفسه، ألمح عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية عاصم عبدالماجد، عن إمكانية دخول جماعة «الإخوان» في مفاوضات مع النظام المصري الحالي من دون إخطار بقية رفقاء «تحالف دعم الشرعية» المؤيد للجماعة، مطالبا أعضاء «تحالف دعم الشرعية، بأن تكون لديهم خطة للتعامل مع مثل هذا الأمر لكي لا يفاجئنا حال وقوعه».

من جانبه، دعا مدير «مركز ابن خلدون»، سعد الدين إبراهيم، النظام المصري من جديد، «بالتعامل مع جماعة الإخوان كمعاملة الرسول لكفار قريش عند فتح مكة وقال لأهلها: اذهبوا فأنتم الطلقاء».

وشدد على «ضرورة انتهاج أسلوب المسامحة مع جماعة الإخوان وإعادة تأهيلها لتصبح إحدى القوى الوطنية وتشارك في بناء مصر».

قضائيّا، أجّلت دائرة فحص الطعون، نظر طعن وزير العدل لإلغاء حكم محكمة القضاء الإداري، ببطلان التحفظ على أموال «مدرسة الخلفاء الراشدين» الخاصة لأنها إحدى مدارس «الإخوان» الى جلسة 20 يونيو المقبل.

أعلنت «دار الإفتاء» المصرية، أنها «تبحث مع البرلمان الأوروبي تدريب الأئمة الأوروبيين، بهدف التصدي للفتاوى المتشددة وتفنيد مزاعم الجماعات الإرهابية وما تسوقه من مفاهيم وتصدرها للعالم بأنه الإسلام». وأشارت، إلى «سعيها لتوزيع موسوعة رقمية باللغات الإنكليزية والألمانية والفرنسية، تراعي الأوضاع الخاصة لمسلمي أوروبا وقوانينها».

الى ذلك، أوفد «مجمع البحوث الإسلامية» التابع لمشيخة «الأزهر»، قافلة دعوية إلى جنوب سيناء، «في إطار خطة الأزهر لتوعية المواطنين في تلك المناطق المهمة من خلال اللقاءات الميدانية التي تقوم على التواصل المباشر مع المواطنين في أماكنهم، لتعريفهم بصحيح الدين وتحذيرهم من مخاطر الأفكار المضللة».

وقال الأمين العام للمجمع محيي الدين عفيفي ان «القافلة هدفها الوصول إلى مدن: رأس سدر، والطور، ودهب، وسانت كاترين، لحماية المواطنين من الفكر المتطرف».

ذكرت مصادر أمنية أن قوات الجيش والشرطة ضبطت قيادياً في تنظيم «أنصار بيت المقدس»، الفرع المصري لتنظيم «داعش»، خلال حملة دهم شنتها أجهزة الأمن على مدينة العريش (شمال سيناء)، حيث كان متنكراً في زيّ امرأة منقبة. وأشارت إلى أن الموقوف «شديد الخطورة» مسؤول عن زرع عبوات ناسفة كانت استهدفت قوات الأمن وأسقطت عدداً من القتلى والجرحى خلال الفترة الماضية.

وأضاف المصدر أن الحملة التي استهدفت جنوب غربي العريش، وأغلقت خلالها جميع الطرق المؤدية إليها ومنعت السكان من مغادرة منازلهم كما منعت المواطنين من الوصول إلى تلك المناطق، اعتقلت 30 مشتبهاً بهم للتحقيق معهم، كما ألقت القبض على 107 مطلوبين على خلفيات متعددة.

في غضون ذلك، حدد مجلس التأديب الأعلى برئاسة المستشار أحمد جمال الدين عبد اللطيف رئيس محكمة النقض رئيس مجلس القضاء الأعلى، جلسة 18 نيسان (أبريل) الجاري، لنظر الطعن المقدم من المستشار زكريا عبد العزيز رئيس نادي القضاة السابق، على حكم إحالته إلى المعاش، لمشاركته في وقائع اقتحام مبنى الإدارة العامة لمباحث أمن الدولة (الأمن الوطني حالياً) بمدينة نصر إبان أحداث ثورة يناير 2011.

وكان مجلس التأديب والصلاحية (أول درجة) قد سبق وأن أصدر في 7 آذار (مارس) الماضي، حكمه بإحالة زكريا عبد العزيز إلى المعاش. وسبق للمستشار محفوظ صابر وزير العدل الأسبق أن أصدر قراراً بالموافقة على إحالة المستشار زكريا عبد العزيز، إلى مجلس التأديب والصلاحية، في ضوء التحقيقات التي كانت قد جرت معه بمعرفة المستشار صفاء الدين أباظه قاضي التحقيق المنتدب من مجلس القضاء الأعلى في عدد من الوقائع المنسوبة إليه في هذا الصدد.

على صعيد آخر، نقلت «رويترز» عن مسؤول إن السلطات المصرية انتشلت أمس أربع جثث لمهاجرين غير شرعيين من مياه البحر المتوسط قبالة قرية مسطروه في محافظة كفر الشيخ (شمال القاهرة) بعد أيام من غرق 12 آخرين.

يبدأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز غداً الخميس زيارة رسمية إلى مصر، يجري خلالها محادثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار المسؤولين، للتأكيد على عمق العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين والحرص على تعزيزها بما يخدم الشعبين الشقيقين، إضافة إلى بحث مجمل التطورات في المنطقة.

وأكد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري، أمس، أن العلاقات المصرية – السعودية نموذج للعلاقات بين الدول العربية، مضيفا أن زيارة خادم الحرمين ستكون في موعدها المقرر غداً الخميس ولا صحة لما تردد من أنباء عن تأجيلها.

من جانبها، ذكرت وزارة الخارجية المصرية أنه يتم التنسيق للزيارة بشكل متكامل بين الجانبين المصري والسعودي، مؤكدة أن الزيارة مهمة وتاريخية وتقضي على أي تشكيك في العلاقات بين المملكة العربية السعودية ومصر.

وأضافت أنه من المقرر أن يلتقي خادم الحرمين خلال زيارته بالرئيس عبد الفتاح السيسي، للتأكيد على عمق العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط بين مصر والسعودية، وحرص البلدين على دعم هذه العلاقات، بما يحقق تطلعات البلدين، ويخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين، مضيفة أن العلاقات المصرية – السعودية تمثل ركيزة لاستقرار المنطقة العربية، ونموذجاً للعلاقات بين الدول العربية.

ومن المقرر أن تنعقد اليوم في القاهرة اللجنة المصرية – السعودية المشتركة في دورتها الخامسة، حيث سيتم توقع 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم، من بينها اتفاقيات مع الصندوق السعودي للتنمية لتعمير بعض المناطق في سيناء.

وتشمل الاتفاقيات تجنب الازدواج الضريبي، ورسم الحدود البحرية بين البلدين، وإنهاء المشكلات الاستثمارية، والربط الكهربائي بين البلدين.

ومن المقرر أن تناقش الاجتماعات بحث تمويل توفير المواد النفطية لمصر لمدة 5 سنوات، وسبل تفعيل مبادرة الملك سلمان بضخ استثمارات من صندوق الاستثمارات العامة، قيمتها 30 مليار ريال في الاقتصاد المصري.

وفي السياق نفسه، ينعقد منتدى للاستثمار المصري – السعودي السبت المقبل، بمشاركة رجال أعمال ومسؤولين ومختصين في البلدين، بهدف تعريف المستثمرين بالفرص الاستثمارية، ومقومات الاستثمار في مصر والسعودية في القطاعات الزراعية والتجارية والصناعية والطاقة المتجددة، واستعراض أبرز المشاريع الاستثمارية الحالية والمستقبلية.

ونقلت وكالة «رويترز»، أمس، عن مصدرين حكومين مصريين قولهما ان زيارة الملك سلمان ستشهد توقيع اتفاقية لتمويل احتياجات مصر البترولية لمدة خمس سنوات بنحو 20 مليار دولار وبفائدة اثنين في المئة، إلى جانب تقديم قرض لتنمية سيناء بقيمة 1.4 مليار دولار.

وقال أحد المصدرين «سيتم التوقيع خلال الزيارة على اتفاقية لتمويل احتياجات مصر البترولية لمدة خمس سنوات بنحو 20 مليار دولار بحجم 800 ألف طن (شهرياً) من المواد البترولية»، مضيفاً ان «صندوق الاستثمار السعودي سيدفع مقابل المواد البترولية لشركة أرامكو بشكل فوري على أن يستعيد تلك المبالغ من مصر على أقساط وبفائدة اثنين في المئة وفترة سماح ثلاث سنوات على الاقل».

وقال المصدر الثاني «سيتم خلال زيارة الملك سلمان توقيع اتفاقية قرض من السعودية الى مصر بقيمة 1.5 مليار دولار لتنمية سيناء، وسيتم أيضاً توقيع عدد من مذكرات التفاهم في مجالات الاسكان وبعض المشروعات السياحية».

من جهته، قال نائب رئيس مجلس الاعمال السعودي – المصري عبدالله بن محفوظ انه تم تأسيس شركات سعودية جديدة في مصر برأسمال أربعة مليارات دولار، مشيراً إلى أن الشركات الجديدة ستعمل في مشروعات ضمن محور تنمية قناة السويس وأيضا في مجالات الطاقة والاستيراد والتصدير وتأهيل الكوادر الطبية المصرية وفي المجالات الزراعية والحيوانية.

وإضافة إلى الدعم الاقتصادي، تحمل زيارة خادم الحرمين التاريخية إلى مصر عدداً من الرسائل الإقليمية والديبلوماسية، بحسب خبراء.

وقال المحلل العسكري العميد متقاعد في الجيش المصري صفوت الزيات ان زيارة الملك سلمان تحمل «رسائل سياسية وعسكرية وديبلوماسية»، مضيفاً ان «الرياض تسير في إطار يجعل الموقف المصري أكثر انحيازاً للتوجه السعودي» في أزمات المنطقة.

وأضاف ان «السعودية تسعى لترسيخ دورها الريادي في المنطقة، بما لديها من قدرات عسكرية واقتصادية باعتبارها دولة مانحة، وإظهارها أخيراً دوراً استقلالياً عن الدور الأميركي المهيمن على المنطقة منذ أوائل التسعينات وحرب تحرير الكويت في شتاء العام 1991».

وأكد أن «السعودية باتت قادرة على العمل بشكل منفرد عن القوة العسكرية التقليدية التي لعبت دوراً كبيراً في النظام العربي، أو في الحديث عن القدرات العربية في إطارها العربي، مثل مصر وسورية والعراق والجزائر التي تعاني بشكل خاص».

من جهته، قال السفير المصري السابق رخا أحمد حسن، وهو عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أن أبرز الملفات المنتظر تداولها بين الملك سلمان والسيسي هي المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين البلدين والتنسيق المشترك، وتوقيع عدد من الاتفاقات الاقتصادية بما قيمته 6 مليارات دولار، مشيراً إلى أن المحادثات ستتطرق إلى «الأزمات في اليمن وسورية وليبيا، بما يمس الدولتين من قضايا، ووجهات النظر المشتركة بشأن التطورات».

وفي السياق نفسه، قال مدير مركز الدراسات الستراتيجية والقانونية بجدة أنور عشقي إن «المملكة العربية السعودية ومجلس التعاون الخليجي ينظران إلى مصر على أنها تسير على الطريق الصحيحة»، مشيراً أن «القاهرة حققت إنجازات في السنة الماضية لم تتحقق خلال الــ20 عاماً الماضية».

وأكد أن «دول مجلس التعاون الخليجي والسعودية ستدعم كل الجهود الاستثمارية التي من شأنها أن تحقق مزيداً من الاستقرار في مصر»، مضيفاً ان «القمة المرتقبة ستكون عبارة عن تنسيق للمواقف التي تجمع البلدين الشقيقين في القضايا العربية المختلفة مثل (اليمن وسورية والعراق وليبيا) وسيشهد العالم العربي والإسلامي بعد هذه الزيارة انفراجة في كثير من المواقف والرؤى».

أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام الجديد للجامعة العربية، أن أولوياته عقب تولي المنصب رسمياً مطلع شهر تموز المقبل ستنصب على تعزيز العمل العربي المشترك، وتوحيد صف الدول العربية في مواجهة التحديات المشتركة غير المسبوقة التي تتعرّض لها، وتنال من كياناتها ومؤسساتها الوطنية ومقدرات شعوبها.

وقال خلال لقائه، أمس، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إنّه سيكرس خلاصة خبرته الدبلوماسية لصالح خدمة القضايا العربية والدفاع عن مصالح الدول والشعوب العربية، معربا عن تطلّعه للمساهمة في الجهود الرامية للتوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة بما يحفظ وحدة وسيادة الدول العربية ومواصلة الجهود المبذولة لتحريك عملية السلام، والتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقاً للثوابت العربية.

من جانب آخر التقى أبو الغيط بسامح شكري وزير الخارجية المصري، حيث تناولا دور الجامعة العربية في تسوية الأزمات التي تواجهها العديد من الدول العربية في الوقت الحالي، وكيفية تعزيز العمل العربي المشترك في مختلف المجالات، وتحقيق طموحات الشعوب العربية في الحياة في أمن وسلام وأوضاع اقتصادية واجتماعية أفضل مما هي عليه الآن.

التقى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر في طرابلس، أمس، رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج وأعضاء حكومته.

وقال كوبلر لدى لقائه السراج «نثمن خطوتكم الشجاعة ووجودكم في طرابلس»، مضيفاً جئت إلى طرابلس «لكي أسمع منكم ما تريدونه أو ما تطلبونه من المجتمع الدولي لدعمكم»، ومن ثم عقدا اجتماعا.

وكتب كوبلر في تغريدة على موقع «تويتر» أرفقها بصور له خلال لقائه السراج وأعضاء حكومة الوفاق الوطني «الآن في اجتماع مع رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي في طرابلس»، مضيفاً «مسرور جداً أن أكون هنا لمناقشة المضي قدما».

وفي وقت سابق، نشر كوبلر على حسابه صوراً لدى وصوله إلى قاعدة طرابلس البحرية حيث مقر حكومة السراج، وكتب «لدى وصولي الى طرابلس، أول زيارة لي بعد مجيء المجلس الرئاسي، مسرور جدا لوجودي هنا».

وهذه أول زيارة للمبعوث الأممي الى طرابلس منذ أن منعته السلطات الموازية غير المعترف بها دوليا في المدينة من زيارتها في 23 مارس الماضي، قبيل دخول حكومة السراج المدعومة من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الى طرابلس.

 وأول من أمس، فشل مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق شرق ليبيا، للمرة الثامنة، في عقد جلسة للتصويت على منح الثقة لحكومة «الوفاق الوطني»، برئاسة فائز السراج، وذلك بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني لحضور الأعضاء، والذي يعد شرطا لازما لانعقاد الجلسة.

وقالت عضو مجلس النواب سلطنه مسعود، «تعذّر عقد الجلسة لعدم اكتمال النصاب القانوني، بسبب غياب عدد كبير من الأعضاء».

وتحتاج حكومة «السراج» إلى موافقة أربعين عضواً فقط في حالة اكتمال النصاب اللازم (120 عضواً) من إجمالي عدد المقاعد الـ200 لمجلس النواب.

وخلال الشهرين الماضيين، أخفق مجلس النواب في عقد جلسة رسمية للتصويت علي منح الثقة لهذه الحكومة من عدمه، بسبب تغيّب أعضائه عن الحضور، الأمر الذي دعا رئيس المجلس عقيلة صالح قويدر، إلى توجيه كلمة متلفزة، أخيراً، طالب من خلالها النواب المتغيبين عن جلسات المجلس بضرورة حضور جلسة أول من أمس.

ودعا قويدر المجلس الرئاسي لـ»حكومة التوافق» إلى المثول بكامل أعضائه أمام البرلمان، وأن يعرض السير الذاتية لوزارة حكومة الوفاق لنيل الثقة.

وردا على ذلك وجهت البرلمانية سلطنه رسالة إلى رئيس مجلس النواب قالت له فيها «قبل أن تطالب أعضاء المجلس الرئاسي للحكومة بالقدوم إلى مجلس النواب أجمع النواب من شرم الشيخ (منتجع سياحي مصري) ودبي»، في إشارة إلى تغيّب عدد كبير من النواب خارج البلاد.

من جانبه، قال مقرر مجلس النواب صالح قلمه، إن جلسة أول من أمس، شهدت غيابا كبيرا من قبل نواب المجلس، سواء المؤيدين أو المعارضين لحكومة «الوفاق الوطني».

في سياق متصل، دعت وزارة الخارجية المغربية، مجلس النواب في طبرق إلى تغليب المصلحة الوطنية من خلال الاجتماع، في أقرب وقت، لمناقشة المصادقة على حكومة الوفاق.

وأكدت الوزارة، في بيان، أن «انتقال السلطة السياسية الليبية الشرعية إلى العاصمة خطوة إيجابية ومشجعة على طريق تفعيل الاتفاق السياسي بين الفرقاء الليبيين الموقع في 17 ديسمبر الماضي بمدينة الصخيرات المغربية».

كما رحبت الإمارات بوصول السراج وأعضاء المجلس الئاسي إلى طرابلس، والذي يمثل خطوة إيجابية باتجاه الحل السياسي للأزمة الليبية، داعية إلى اعتماد الحكومة من قبل مجلس النواب.

من جانبه، دعا مبعوث تركيا الخاص إلى ليبيا النائب إمر الله إيشلار، في ختام اجتماع مع السراج، أول من أمس، الليبيين لتقديم الدعم لحكومة الوفاق.

في جلسة حضرها 94 من أعضائه، صوّت المؤتمر الوطني العام (برلمان طرابلس) بإجماع الحاضرين، على تعديل الإعلان الدستوري، بحيث يصبح اتفاق الصخيرات الموقع في 17 من كانون الأول (ديسمبر) 2015 جزءاً لا يتجزأ منه»، وفق الصياغة التي تلاها صالح المخزوم نائب رئيس المؤتمر وأعلن في مستهلها: «هذه الجلسة النهائية للمؤتمر الوطني بعد الإنجاز التاريخي لتوحيد البلاد وحقن دماء الليبيين ولرفع المعاناة عنهم في كل بقاع ليبيا».

وتحول المؤتمر جلسة أولى لمجلس الدولة الليبي المؤلف من 134 عضواً، معظمهم من أعضاء المؤتمر الموقعين على اتفاق الصخيرات، مضافاً إليهم 11 عضواً من الدوائر الانتخابية التي لم يتمكن أعضاؤها من حضور جلسات حوار الصخيرات.

ترافق ذلك مع وجود مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر في طرابلس حيث اجتمع مع أعضاء حكومة الوفاق المنبثقة عن اتفاق الصخيرات والتي يرأسها فائز السراج. في الوقت ذاته، أعلنت فرنسا عزمها على إعادة فتح سفارتها في طرابلس لتبيان تأييدها للحكومة التي تدعمها الأمم المتحدة.

وترأس الجلسة الأولى لمجلس الدولة المنبثق عن المؤتمر، عبد الرحمن الشاطر، أكبر الأعضاء سناً، وتولت هناء العرفي مهمة مقرر الجلسة باعتبارها الأصغر سناً.

ودعا الشاطر في كلمته أمام مجلس الدولة، حكومة الإنقاذ برئاسة خليفة الغويل، إلى «التسليم والتسلم مع حكومة فائز السراج ليتم انتشال الوطن من المحن». وأضاف أن المجلس سيسعى إلى «تفاهم مع الجسمين الآخرين، وهما المجلس الرئاسي (للحكومة) ومجلس النواب (طبرق)، وسيلتزم التزاماً كاملاً بما نص عليه الاتفاق السياسي» في الصخيرات.

وقال عبد الرحمن الشاطر لـ «الحياة»، إن «الجلسة والإجراءات التي رافقتها شرعية مئة بالمئة»، مؤكداً أن «النصاب كان أكثر من مكتمل، إذ كان يكفي حضور 70 عضواً لعقد الجلسة».

دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في ختام لقاء مع نظيره البوركيني روش مارك كريستيان كابوري، الى «تعاون نموذجي» على الصعيد الأمني مع مجموعة دول الساحل الخمس التي تعرضت في الأشهر الأخيرة لعدد من الهجمات الإرهابية.

وقال هولاند في تصريح صحافي والى جانبه كابوري: «يجب أن نقيم مع بلدان مجموعة دول الساحل الخمس تعاوناً نموذجياً على الصعيد الأمني وتبادل المعلومات والتنسيق الاستخباراتي».

وتضم مجموعة دول الساحل الخمس: بوركينا فاسو ومالي وموريتانيا والنيجر وتشاد، ويقيم فيها الجيش الفرنسي عملية «برخان» لمكافحة الإرهاب، والتي تعرضت لمجموعة من الهجمات الإرهابية.

وشدد الرئيس الفرنسي على القول إن «الإرهاب يمكن ان يضرب في كل الدول»، وخصوصاً في تلك المجاورة لبلدان تنتشر فيها مجموعات مسلحة، وطرح شمال مالي مثالاً.

وتعرضت واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو في 15 كانون الثاني (يناير) الماضي، لهجوم إرهابي استهدف فندقاً ومطعماً وحانة وأسفر عن 30 قتيلاً و70 جريحاً. وذكر الرئيس الفرنسي أن قوة برخان الفرنسية التي يشارك فيها 3500 رجل في إطار مجموعة دول الساحل الخمس، «هي في تصرف البلدان التي تقدم طلباً» للحصول على مساعدتها. لكنه أضاف أن «على الدول ان تنظم أمنها بقواها الذاتية، وبوركينا فاسو تدرك ذلك جيداً». وأشاد هولاند من جهة أخرى بانتخاب نظيره البوركيني «في ظروف تشرف الديموقراطية»، نتيجة «انتخابات اتسمت بالشفافية والتعددية» حتى لو ان «العملية كانت طويلة وشابتها الفوضى»، كما قال.

وقال رئيس بـــوركينا فاسو إن «علــى رغم العــــملية الديموقراطية التي نقوم بها، فنحن حريصون على اعتبار مسألة الإرهاب عنصراً دائماً في شؤون بلداننا»، مشدداً على ضرورة تبادل الوسائل «العسكرية والاستخباراتية» لمجموعة دول الساحل الخمس. وأضاف انه «طلب من فرنسا الاستمرار» في تقديم دعمها «من خلال تدريب» الجنود وتجهيز القوات الخاصة المحلية بالمعدات.

أعلنت تونس، عن إعادة فتح سفارتها وقنصليتها في طرابلس، بعدما كانت أغلقتهما على التوالي في 2014 و2015 إثر خطف عدد من موظفيهما.

وذكرت وزارة الخارجية التونسية في بيان، أنه «على إثر انتقال المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني إلى طرابلس، وفي إطار الحرص على دعم العملية السياسية في ليبيا وتعزيز نهج التوافق بين مختلف الأشقاء الليبيين، تعلن تونس إعادة فتح بعثتيها الديبلوماسية والقنصلية بطرابلس».

وأضافت «يستند هذا القرار إلى الروابط الأخوية التاريخية الوثيقة التي تجمع الشعبين التونسي والليبي وإلى التزام تونس الثابت والدائم بالوقوف إلى جانب أشقائها في ليبيا ودعم جهودهم في استعادة أمنهم واستقرارهم وفي الحفاظ على سيادة ليبيا ووحدتها الوطنية».

وأضافت «كما يندرج هذا القرار في إطار الحرص المتواصل على رعاية مصالح التونسيين المقيمين بليبيا وتوفير أفضل ظروف الإحاطة بمشاغلهم، والمساهمة في تطوير علاقات التعاون بين البلدين».

وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت، إن فرنسا تعمل على إعادة فتح سفارتها في طرابلس في لفتة تأييد لحكومة الوفاق.

وقال إيرولت، بعد لقائه نظيره الالماني فرانك فالتر شتاينماير، «تونس أعادت فتح سفارتها، ونحن نعمل على الأمر اذا كانت الاوضاع الامنية مضمونة، هذا سيكون لفتة قوية لاظهار أننا لا نرضخ أمام الارهابيين».

ذكرت مصادر اسرائيلية، امس، ان «مجموعة من 13 سائحاً اسرائيلياً وصلت منذ يومين الى المغرب في رحلة وتم احتجازهم في مطار مراكش الدولي ولا يسمح لهم بالدخول بعدما اتضح أن تأشيرة الدخول الجماعية التي تزودوا بها لم تدخل حواسيب شرطة الحدود المغربية». ونقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» عن المصادر ان «الاسرائيليين الذين توجهوا الى المغرب في اجازة لمدة عشرة أيام تتضمن جولة على الدراجات الهوائية ظلوا في المطار، رغم توجههم الى وزارة الخارجية الاسرائيلية مطالبين بتقديم المساعدة اليهم».