هولاند في لبنان لزيارة عمل.. وواشنطن: الرئاسة في طريق مسدود...«الوفاء للمقاومة»: لا يجوز للحكومة إسقاط ما أقرّه مؤتمر البرلمانات العربية..هولاند يحث «المعنيين» لإحداث اختراق.. في الاستحقاق الرئاسي

تسهيل حلّ الأزمة أم زيادة الضغوطات جرّاء تصاعد المواجهة العربية مع طهران...«لقاء عابِر» بين سلام والملك سلمان أحبط الآمال بـ... «تنقية العلاقات»

تاريخ الإضافة الجمعة 15 نيسان 2016 - 6:10 ص    عدد الزيارات 2093    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

هولاند في لبنان لزيارة عمل.. وواشنطن: الرئاسة في طريق مسدود
الجمهورية..
فيما سيقفَل الأسبوع على زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للبنان غداً السبت، في إطار جولة تحمله إلى عمّان والقاهرة، فإنّ الحدث الإقليمي سينتقل الخميس المقبل إلى الرياض حيث ستنعقد قمّة دول مجلس التعاون الخليجي في حضور الرئيس الأميركي باراك أوباما، بعدما شكّلت تركيا مسرحاً لهذا الحدث باحتضانها قمّة منظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول والتي تُختَتم أعمالها اليوم، وقد حضَر لبنان فيها ممثَّلاً برئيس الحكومة تمّام سلام، إلى جانب أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة ورؤساء برلمانات ووزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة. وركّزت هذه القمّة على تقييم أوضاع العالم الإسلامي وقضايا السلام والأمن والقضية الفلسطينية ومحاربة الإرهاب والتطرّف. تفيد المعلومات التي تسرّبت من الكواليس أنّ مسوّدة البيان الختامي لقمّة اسطنبول تدعو إلى «علاقات حسن جوار» بين إيران والدول الإسلامية تقوم على عدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول. كذلك تتضمّن هذه المسوّدة دعوة أرمينيا إلى «سحب قواتها فوراً وبنحو كامل» من إقليم كرباخ الأذربيجاني، ودعم تسوية الأزمة السورية وفق بيان «جنيف»، والعملية السياسية برعاية الأمم المتحدة لتحقيق انتقال سياسي يقوده السوريون. كذلك تدعو المسوّدة المجتمع الدولي والدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، إلى دعم الدول المستضيفة للّاجئين السوريين في أقصى سرعة ممكنة، ودعمِ «التحالف العسكري الإسلامي لمحاربة الإرهاب» الذي أطلقَته السعودية أخيراً، وانضمام كلّ دوَل منظمة التعاون إليه.

الملك سلمان

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قال في كلمته أمام المؤتمرين «إنّ واقعنا اليوم يُحتمّ علينا الوقوف معاً أكثر من أيّ وقت مضى لمحاربة آفة الإرهاب». ودانَ، في انتقاد مُبطّن لإيران، «التدخّلَ السافر في شؤون الدول الإسلامية، ونشر الفتن والانقسامات وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية، واستخدام الميليشيات المسلّحة لغرضِ زعزعة أمننا واستقرارنا وبسط النفوذ والهيمنة».

سلام

ومن جهته، تمنّى سلام في مستهلّ كلمة لبنان في القمّة «إنجاز الانتخابات الرئاسية في أقرب وقتٍ ممكن، لكي يعودَ التوازنُ الى المؤسسات الدستورية وتستقيمَ الحياة السياسية في بلدنا، ولكي يأتي الرئيسُ المسيحيُّ المارونيُّ إلى المحافلِ الدَوْلية متحدّثاً باسم بلدِ العيشِ المشترك لبنان». ودعا الدول الإسلامية الى مساعدة لبنان لمواجهة عبء النازحين السوريين، مؤكداً «أنّ عدم توفير المعونة في موضوع النازحين قد يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار الأمني»، وطالبَ بـ«إيلاءِ هذه المسألة العنايَةَ التي تستحِقّ» وأكّد مجدّداً رفضَ لبنان «أيَّ شكلٍ من أشكال توطينِ النازحين السوريين»، مُعتبراً وجودَهم على أراضيه «وجوداً موقّتاً يجب أن يزولَ بزوالِ مُسبِّباته ورفضَ سلام «محاولةَ فرض وقائع سياسيّةٍ في الدول العربية عن طريق القوّة، بما يؤدّي إلى تعريض الاستقرار في المنطقة للخطر، وإثارة الضغائن بين شعوبٍ ودولٍ لديها ما يجمعُها أكثر بكثيرٍ مما يفرِّقُ بينها». وأعلن «التضامن الكامل مع أشقّائنا العرب، في كلّ ما يمَسُّ أمنَهم واستقرارَهم وسيادةَ أوطانهم ووَحدةَ مجتمعاتهم»، مؤكّداً «وقوفَنا الدائمَ إلى جانبِ الإجماعِ العربيّ».

مع الملك سلمان

وفي نهاية الجلسة الافتتاحية لأعمال القمّة عقِد لقاء جانبي عابر بين الملك سلمان الذي غادر اسطنبول عائداً إلى الرياض، وبين سلام، واقتصَر على السلام والمجاملات، علماً أنّه اللقاء الأوّل بينهما منذ نشوب الأزمة مع السعودية ودول الخليج. كذلك التقى سلام نظيره الماليزي محمد نجيب عبد الرزّاق، ثمّ التقى نظيره التركي أحمد داود أوغلو وعرضَ معه لآخر المستجدّات على الساحة السورية، ومسائل تتعلق بمكافحة الإرهاب وأزمة اللاجئين السوريين ومدى تأثيرها على الداخل اللبناني، إضافةً إلى محادثات جنيف بين النظام والمعارضة السورية. وأوضَح داود أوغلو لسلام «أنّ تركيا تدرك الأزمات الداخلية للبنان، نتيجة تدفّق اللاجئين السوريين إلى أراضيه»، لافتًا في هذا الصَدد إلى «استمرار أنقرة في العمل من أجل إنهاء الأزمة السورية».

«
الوفاء للمقاومة»

وكانت كتلة «الوفاء للمقاومة» دانت «الضغوط التي يمارسها النظام السعودي في الاجتماعات المتصلة بالقمّة الإسلامية من أجل الإساءة الى حزب الله وسمعة مقاومته، وهو ما يوجب على الحكومة اللبنانية الوقوف ضدّها بحزم وبلا تردّد، في اعتبار أنّ حزب الله المقاوم هو مكوّن أساسي في الحكومة وفي البلاد، وأنّ الافتراء عليه بتهمة الإرهاب هو توجّه كيديّ وطعنٌ يطاولها ويجب الاعتراض عليه والتصدّي له». وإذ لفتت الكتلة الى «أنّ مؤتمر رؤساء البرلمانات العربية قد أَقَرَّ في القاهرة قبل أيام حقّ المقاومة في تحرير أراضيها من الاحتلال واستعادة حقوقها المشروعة»، شدّدت على أنّه «لا يجوز للحكومة اللبنانية ان تقبل بإسقاط هذا الحق عبر السكوت أو مجرّد التحفّظ عن أيِّ إساءةٍ للمقاومة يحاول البعض تمريرها في أيّ محفلٍ أو مؤتمرٍ من المؤتمرات، خصوصاً تلك التي يكون لبنان مشاركاً فيها». وأكدت «أنّ التسامح أو المجاملة في هذا المجال يجب أن يوضع له حدّ، منعاً للتمادي وحِرصاً على مصلحة بلادنا العليا».

غيمة صيف

داخلياً، شهدَ الصرح البطريركي في بكركي نشاطاً لافتاً أمس، تَمثّل بزيارة السفراء الخليجيين، حيث أتى اللقاء في سياق التشاور بين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والسفراء، لكن ما ميّزه أنّه جاء بعد التوتر في العلاقات اللبنانية ـ الخليجية، حيث أكّد الراعي الحرصَ على أفضل العلاقات مع الخليج والدول العربية. وقال الراعي خلال اللقاء: «يَعنينا اليوم خصوصاً تأكيد الصداقة بين لبنان وكلّ بلد من بلدانكم النبيلة، والإعراب عن أسفِنا لغيمة صيف مرّت وعكّرت الأجواء مع بعض من أوطانكم. وأودّ في المناسبة التعبيرَ عن امتنان شعبنا اللبناني الذي يعمل في بلدانكم، وقد وجَد فيها مجالاً لتحقيق ذاته وإيجاد فرَص عمل. ويعتزّ بأنّه ساهم في نموّها الاقتصادي والتجاري والإعماري. ولذا يَعنينا أن نحافظ على هذه العلاقات البنّاءة لخير الجميع».

سفير الكويت

بعد الاجتماع، أدلى عميد سفراء دول الخليج سفير الكويت عبد العال القناعي ببيان أشار فيه الى أنّه تمّ البحث في معظم القضايا، وقال: «أكّد البطريرك أهمّية تنقية علاقات لبنان مع أشقّائه العرب وإنهاء أسباب التوتّر التي شهدتها المرحلة السابقة وضرورة المحافظة على أفضل العلاقات الأخوية بين لبنان والدول العربية الشقيقة ودول الخليج خصوصاً». وأشاد السفراء بـ»الجهود الحثيثة التي يبذلها صاحب الغبطة لجمع كلمة اللبنانيين ودعواته المتكرّرة الى انتخاب رئيس للجمهورية، وأكّدوا له أنّ مواقف دول الخليج تجاه لبنان وشعبه اتّسَمت بالأخوّة والدعم انطلاقاً من العلاقات التاريخية العميقة التي تربط هذه الدول بلبنان، وهذه الدول كانت ولا تزال تحتضن المواطنين اللبنانيين وتحيطهم برعاية خاصة للعمل والإقامة وتقدّم لهم أفضلَ التسهيلات وفقَ القوانين المرعية». ودعا القناعي باسم السفراء «الأشقّاء اللبنانيين إلى وضع مصلحة بلدهم فوق كلّ اعتبار وتعزيز وحدتِهم الداخلية والإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية لوقفِ التدهور». وأوضَح «أنّه لم يُرَحّل أيّ لبناني من دول الخليج بطريقة اعتباطية، إنّما لأسباب قانونية، ولا أزمة ديبلوماسية مع لبنان، ولكن حصلت بعض الخلافات بسبب الاختلاف في وجهات النظر». وأكّد «أنّ الخلاف مستمرّ مع «حزب الله» وغيرِه طالما هناك هجوم على دول الخليج من «حزب الله» وغيره».

هولاند في بيروت

وفي هذه الأجواء، ينشغل لبنان اعتباراً من الغد بزيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وعلمت «الجمهورية» أنّه سيلتقي خلال زيارته وفداً من «حزب الله» برئاسة رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد. وفي المعلومات أنّ هولاند سيلتقي فور وصوله رئيسَ مجلس النواب نبيه برّي في مجلس النواب فيُعقد بدايةً لقاءٌ خاصّ بينهما، ثمّ يليه لقاء موسّع ينضمّ إليه نائب رئيس المجلس فريد مكاري ورؤساء كتل نيابية. وتضيف المعلومات أنّ زيارة هولاند ترتدي طابَع زيارة العمل وستتناول مجملَ التطوّرات المتعلقة بالأزمة اللبنانية وبالأزمات الإقليمية وانعكاساتها على لبنان والمنطقة. ومن المنتظر أن تكون لهولاند لقاءات مع رئيس الحكومة في السراي الحكومي، وكذلك مع البطريرك الراعي وقيادات سياسية مختلفة في قصر الصنوبر قبل أن يغادر لبنان إلى عمّان والقاهرة.

كاغ

وعشية زيارة هولاند للبنان، التقَت المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ في باريس أمس الاوّل الأربعاء وزيرَ الخارجية الفرنسية جان مارك أيرولت والمسؤولين الكبار في الوزارة و«الكي دورسيه». وأوضَحت المنسّقية الخاصة للأمم المتحدة أنّ الزيارة هي «ضمن مشاورات المنسّقة الخاصة الجارية مع الجهات الإقليمية والدولية الفاعلة». وأنّ المحادثات ركّزَت على «ضرورة استمرار الدعم الدولي المنسّق للبنان لمواجهة التحدّيات المتعدّدة التي تواجه البلاد، ولا سيّما منها تلك الناجمة عن تداعيات النزاع في سوريا». وأشارت المنسّقية إلى أنّ محادثات كاغ مع وزير الخارجية الفرنسية تناولت «الوضع السياسي في لبنان والحاجة الملِحّة لأن تقوم جميع الاطراف بتسهيل عمل مؤسسات الدولة وتقديم الخدمات العامة، إضافةً إلى معالجة الفراغ الرئاسي الطويل والذي أدّى إلى تقويض قدرة لبنان على معالجة التحدّيات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية التي تواجه البلاد». وأشادت كاغ «بالجهود التي تبذلها حكومة فرنسا منذ أمد طويل في دعم لبنان». وفيما كرّرت «دعم الأمم المتحدة القوي لسلامة لبنان الإقليمية وسيادته واستقلاله السياسي»، شدّدت على «الدور الحيوي الذي يلعبه الجيش اللبناني والقوى الأمنية في بسطِ وحفظ سلطة الدولة وفي دعم استقرار البلد».

جونز

إلى ذلك، أوضَح القائم بأعمال السفارة الأميركية في بيروت، السفير ريشارد جونز، بعد زيارته الرئيس سعد الحريري في «بيت الوسط» أمس، أنّ المحادثات التي يجريها مع المسؤولين اللبنانيين «تتركّز على الانتخابات البلدية، التي يبدو أنّها تسير بشكل جيّد، والرئاسية أيضاً. وأكّد أنّه لمسَ وجود «شِبه إجماع على أنّ الأمور ما تزال في طريق مسدود»، وقال: «نحن نحاول معرفة ما إذا كانت هناك أيّ طريقة للمساعدة في هذا الشأن، ولكن لا يمكنني إعطاء أيّ جواب إلّا بعد أن أنهي لقاءاتي مع الجميع».

المبعوث الأميركي

في الموازاة، جال المبعوث الأميركي الخاص بقضية الرهائن جيم أوبراين قبَيل سفره الى لندن مساء أمس، على وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، مبدياً إعجابه بعمل الاجهزة الامنية اللبنانية، وتقديرَه لإنجازاتها في مجال مكافحة الإرهاب وتوطيد الأمن والاستقرار، وعلى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وبحثَ معه في قضايا ذات اهتمام مشترك.

سفير ألمانيا

بدوره، دعا السفير الألماني مارتن هوث خلال جولة قام بها على فاعليات مدينة صور، النوابَ للحضور الى مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية، مشدّداً على أنّ «ألمانيا ستزيد من مساعدتها للنازحين السوريين إلى لبنان وستسمرّ في تقديم الدعم».

الحريري

إلى ذلك، جدّد الرئيس سعد الحريري تأكيده أنّ الانتخابات البلدية ستجري في موعدها، داعياً الجميع إلى الاستعداد للمشاركة فيها، وقال: «نحن مع إجراء هذه الانتخابات ومع كلّ انتخابات، وخصوصاً الرئاسية منها، عاجلاً أم آجلاً، ومهما جرى تعطيلها، سننتخب رئيساً للجمهورية في النهاية». وقال الحريري خلال استقباله أعضاءَ المجالس البلدية والمخاتير وفعاليات مدينة المنية «إنّ ما يحصل حولنا في المنطقة يتطلّب مزيداً من الحكمة لكي نتمكّن من تمرير هذه المرحلة الصعبة، فالعواصف المحيطة حرَقت بلداناً عدة، ونحن علينا الحفاظ على لبنان». ولفت إلى «أنّ التحدّيات التي تواجه المنطقة هي محاولة لضربِ الاعتدال الذي ننادي به دائماً ونؤمِن به، لأنّه يمثّل الطريق الوحيد الذي يمكن أن ينقذ البلد. فأيّ نوع من التطرّف، يضرّ بلبنان».
«الوفاء للمقاومة»: لا يجوز للحكومة إسقاط ما أقرّه مؤتمر البرلمانات العربية
بيروت - «الحياة» 
اعتبرت كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية برئاسة محمد رعد «أن مؤتمر رؤساء البرلمانات العربية أَقَرَّ في القاهرة قبل أيام حق المقاومة في تحرير أراضيها من الاحتلال واستعادة حقوقها المشروعة، ولا يجوز للحكومة اللبنانية أن تقبل إسقاط هذا الحق، عبر السكوت أو مجرد التحفظ عن أيِّ إساءةٍ للمقاومة يحاول بعضهم تمريرها في أي محفلٍ أو مؤتمرٍ من المؤتمرات، خصوصاً تلك التي يكون لبنان مشاركاً فيها».
ورأت «أن أولوية ملء الشغور الرئاسي لا تبرر لبعض القوى السياسية إطاحة المتطلبات الأخرى للاستقرار والنهوض بالدولة في لبنان، خصوصاً تفعيل عمل المجلس النيابي وإقرار قانون للانتخابات». ورأت أن «الحكومة اللبنانية معنية بالقيام بواجبها من أجل إعادة حق «المنار» بالبث عبر «نايل سات» وضمان حرية الإعلام لمؤسساتها».
تساؤلات عن مدى تأثير تغيير خريطة القوى الإقليمية بزعامة السعودية على لبنان
تسهيل حلّ الأزمة أم زيادة الضغوطات جرّاء تصاعد المواجهة العربية مع طهران
اللواء...بقلم معروف الداعوق
ظهور القوة الجديدة في المنطقة العربية برئاسة المملكة العربية السعودية لمواجهة التدخل والمطامع الإيرانية بالمنطقة العربية بعد عملية «عاصفة الحزم» باليمن لا بدّ وأن تؤثر بشكل فاعل على مسار الصراعات  والحروب الأهلية لا سيما في سوريا والعراق
طرحت التحوّلات الأخيرة في المنطقة والناجمة عن التقارب السعودي - المصري والسعودي - التركي، جملة تساؤلات واستفسارات وتوقعات عن التبدلات المحتملة في موازين القوى السياسية والاقتصادية والعسكرية، ومدى تأثيرها في مواجهة التدخّل الإيراني في العديد من الدول العربية ولبنان من ضمنها ومكافحة ظاهرة الإرهاب المتنامي في أكثر من دولة عربية وأجنبية على حدٍّ سواء.
ولعلّ أهم التساؤلات المطروحة إزاء هذا التقارب المستجد والمرتكز على قدرات بشرية واقتصادية وعسكرية كبيرة، هو عن التأثيرات المرتقبة لهذه التبدلات المتسارعة على الأزمة المتعددة الجوانب في لبنان، وهل تساهم في تسريع الحلول المطروحة أم تنعكس سلباً وتؤدي إلى زيادة التعقيدات والصعوبات أمامها؟
تُشير مصادر سياسية بارزة إلى أن ما حصل في الأيام الأخيرة على صعيد التقارب السعودي - المصري والسعودي مع تركيا يرقى إلى مستوى التحالف في بعض جوانبه بين أكبر ثلاث دول إسلامية لديها طاقات بشرية واقتصادية وعسكرية كبيرة وتتوزع في حلقة جغرافية حسّاسة، قد رسم معالم خريطة توزيع قوى جديدة ومؤثرة من شأنها أن تُحدث تبدلات في مجرى الأحداث والأزمات والصراعات الدائرة في المنطقة العربية عموماً وفي الدول التي تشهد حروباً وصراعات تغذيها وتشارك فيها إيران والميليشيات التابعة لها، لأنه لم يعد بالإمكان تجاهل نشوء هذا الواقع الجديد أو القفز فوقه أو التقليل من أهميته وتأثيره بل يتطلّب الأمر التعاطي مع هذه المستجدات المتسارعة بكل جدّية لتفادي الاضرار الناجمة عن مواجهتها في المرحلة المقبلة.
وتعتبر المصادر ان لبنان سيتأثر بالطبع جرّاء رسم موازين قوى جديدة في المنطقة العربية، لأنه جزء من هذه المنطقة ويتفاعل معها سلباً أو إيجاباً كما حصل في احداث وتطورات سابقة على مر السنين، وكذلك بسبب نفوذ النظام الإيراني من خلال «حزب الله» في الداخل اللبناني وإمعانه في استعماله كمنصة لتنفيذ سياسات إيران وتدخلاتها وارتكاباتها في المنطقة العربية والعديد من دول العالم لغايات ومصالح إيرانية تتعارض كلياً مع مصلحة لبنان والشعب اللبناني كما دلت الوقائع خلال العقود الثلاثة الماضية.
اما لناحية التأثيرات المرتقبة لهذه التحولات على حل الأزمة اللبنانية بمجلها، تُشير هذه المصادر إلى انه وبالرغم من اعتراف خصوم هذه التقاربات وخصوصاً حلفاء إيران بأهمية ما حصل ونهيهم من نتائجه ومؤثراته، وقلقهم من تفاعلاته بالداخل اللبناني وخارجه، الا انه ما يزال مبكراً إعطاء أي توقعات أو استنتاجات مرتكزة إلى مفاعيل واقعية ومؤثرة لهذه المستجدات.
فهناك من يعتقد ان ظهور هذه القوى الجديدة في المنطقة العربية على هذا النحو وهي تشكّل الدول الأساس برئاسة المملكة العربية السعودية لمواجهة التدخل والمطامع الإيرانية بالمنطقة العربية وتضع نصب اعينها وضع حدّ له بشكل حاسم بعد عملية «عاصفة الحزم» باليمن وما حققته حتى الساعة من نتائجة مؤاتية، لا بدّ وأن تؤثر بشكل فاعل على مسار الصراعات والحروب الأهلية لا سيما في سوريا والعراق ولو استغرق الأمر بعض الوقت ولبنان قد يستفيد جزئياً أو كلياً من إنهاء الحرب الدائرة في سوريا منذ أكثر من خمس سنوات، وهذا سينعكس إيجاباً على حل الأزمة التي يتخبّط فيها جرّاء تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية واستمرار وجود السلاح الميليشيوي لدى «حزب الله» متفلتاً من أي ضوابط شرعية بمعزل عن موافقة معظم اللبنانيين.
وهناك وجهة نظر أخرى لدى البعض تعتبر ان التقاربات الجديدة ستزيد من حدة التأزم بالمنطقة العربية ولن تساهم في حل وتبريد الأزمات والصراعات القائمة ولبنان من بينها لأن النظام الإيراني ليس في وارد تقليص تدخلاته أو انهاءها في الوقت الحاضر هكذا وبلا ثمن ملموس، إن كان في سوريا أو لبنان، وهذا يعني ان المواجهة بين الدول الثلاث المنضوية تحت عباءة هذا التقارب الجديد مع النظام الإيراني ستستمر وتأخذ اشكالاً وأوجهاً جديدة وهذا بالطبع سينعكس على الداخل اللبناني وعلى الأزمة السياسية التي تتخبط فيها البلاد منذ ما يقارب السنين وحتى اليوم وباتت تنذر باستيلاد أزمات أخرى متتالية في مختلف المؤسسات والمرافق الرسمية كما هو معلوم.
وبالرغم من اختلاف التوقعات والاستنتاجات المرتقبة جرّاء هذه التبدلات على لبنان والمنطقة العربية، الا ان هناك اعترافاً واضحاً من كل الأطراف بأن واقعاً جديداً قد وجد ولا بدّ من التعاطي معه بواقعية.
 جونز من بيت الوسط : طريق الرئاسة مسدود
اللواء..
أكّد القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الاميركية السفير ريتشارد جونز أن الانتخابات الرئاسية لا تزال في طريق مسدود، فيما اعتبر ان الانتخابات البلدية تسير بشكل جيد.
كلام جونز جاء خلال زيارته الرئيس سعد الحريري، أمس في بيت الوسط، في حضور نادر الحريري، وعرض معه على مدى ساعة الاوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وتحدث جونز اثر اللقاء، فقال: «أقوم بجولة من المشاورات على جميع القيادات، وقد التقيت النائب وليد جنبلاط والجنرال ميشال عون والرئيس سعد الحريري، وسألتقي زعماء آخرين في الأيام القليلة المقبلة. وتتركز المحادثات التي اجريها على موضوعين، الاول الانتخابات البلدية والتي يبدو أنها تسير بشكل جيد ولم أشعر بوجود أي تردد لدى أي فريق من الأفرقاء حول إجرائها وهذا أمر جيد. أما بالنسبة للموضوع الثاني فهو الانتخابات الرئاسية، هناك شبه اجماع على أن الأمور لا تزال في طريق مسدود، ونحن نحاول معرفة ما إذا كانت هناك أية طريقة للمساعدة في هذا الشأن، ولكن لا يمكنني إعطاء أي جواب إلا بعد أن انهي لقاءاتي مع الجميع».
«كلام ودّي» بين العاهل السعودي وسلام.. ووزير خارجية البحرين يأمل «تغيير سلوك حزب الله» وقمة اسطنبول تدين إيران.. ولبنان متضامن مع العرب
المستقبل..اسطنبول ـ جورج بكاسيني
انطلقت صباح أمس فعاليات القمة الـ13 لمنظمة التعاون الإسلامي، بمشاركة قادة ورؤساء وفود أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية، على أن تختتم أعمالها عند الواحدة ظهراً اليوم بإصدار البيان الختامي للقمة مرفقاً بما سيطلق عليه «إعلان اسطنبول». وطبقاً لما كانت قد أوردته «المستقبل» فإنّ البيان سيتضمن إدانة واضحة لإيران رداً على تدخلاتها في الشؤون العربية، بعدما حازت هذه الإدانة إجماع الدول الأعضاء في المنظمة بما فيها لبنان الذي أكد رئيس حكومته تمام سلام في كلمته أمس أمام القمة «التضامن الكامل مع أشقائنا العرب في كلّ ما يمس أمنهم واستقرارهم وسيادة أوطانهم ووحدةَ مجتمعاتهم، والوقوف الدائم إلى جانب الإجماع العربي»، رافضاً في مقابل «التدخلات الخارجية» في شؤون دول مجلس التعاون الخليجي «محاولةَ فرض وقائع سياسية في الدول العربية عن طريق القوة».

ورغم أجواء الكلمات الهادئة التي تخللت الجلسة الافتتاحية والمتوقع أن تسود اليوم أيضاً في كلمات المتحدثين الخمسة عشر المتبقين، غير أنّ ذلك لم يحجب حال الإدانة الصارخة للتدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، وقال رئيس وفد عربي لـ«المستقبل» تعليقاً على كلمة الرئيس الإيراني حسن روحاني «العادية» أمام القمة: «ما يهمنا الأفعال لا الأقوال ولذلك فإنّ البيان الختامي سيدين بشكل واضح تدخلات إيران في المنطقة العربية»، مضيفاً: «كلام الملوك والرؤساء الآخرين في القمة كان «كلام ملوك» لا يدخل في التفاصيل باعتبار أنّ بيان القمة سيكون واضحاً في إدانة طهران».

علماً أنّ الرئيس الإيراني لم يغادر تركيا بعد إلقاء كلمته، وهو بصدد القيام بزيارة رسمية إلى أنقرة اليوم.

بدوره، نوّه وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة بكلمة سلام أمس. وقال لـ»المستقبل» إنها «تؤكد عمق العلاقات بين لبنان ومجلس التعاون الخليجي»، وأضاف: «لبنان في القلب لكن هناك تهديداً لدول مجلس التعاون متمثل بـ»حزب الله» الذي لا يزال يدرب ويحرّض ويعمل على تهديد أمن البحرين ولذلك نحن سنبقى على الموقف الذي اتخذناه إلى أن يغيّر هذا الحزب ومعه إيران سلوكهما تجاهنا، ونحن نأمل أن يغيرا هذا السلوك لكن حتى الآن لا نسمع إلا أقوالاً ولا نشهد أفعالاً».

في وقت لفت على هامش القمة التقاء سلام لدى دخوله قاعة المؤتمر بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بحيث تبادلا السلام والكلام وتعانقا بحرارة وقالت أوساط رئيس الحكومة لـ»المستقبل»: «كان كلاماً ودياً ولم يتطرق إلى أي مواضيع سياسية».

وفي أبرز ما جاء في كلمة سلام الذي يلتقي اليوم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، إعرابه عن الشعور بالألم «لأنّني أتحدثُ من على هذا المنبر باسم لبنان، بديلاً من متحدث أصيل، هو رئيس الجمهورية اللبنانية الذي مازال مقعده شاغراً منذ قرابة عامين«، آملاً «إنجاز الانتخابات الرئاسية في أقرب وقت ممكن لكي يعود التوازن الى المؤسسات الدستورية وتستقيم الحياة السياسية في بلدنا، ولكي يأتي الرئيس المسيحيّ المارونيّ إلى المحافل الدولية متحدثاً باسم بلد العيش المشترك«. كما شدد على رفض لبنان «أيّ شكل من أشكال توطين النازحين السوريين، وأنّ وجودَهم على أراضيه يعتبره وجوداً مؤقتاً يجب أن يزول بزوال مسبّباته«.

وكانت الجلسة الافتتاحية قد استهلت بكلمة وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي كانت بلاده تتولى رئاسة القمة الإسلامية في دورتها الـ12، وما لبث، بعد أن تلا رسالة قصيرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي يؤكد فيها التزام القاهرة تجاه المنظمة الإسلامية، أن سلّم رئاسة الدورة الحالية إلى تركيا ومن ثم غادر القمة واسطنبول من دون تبادل التحيات مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو.

الملك سلمان

وغادر العاهل السعودي اسطنبول بعد إلقاء كلمته أمام المؤتمر وبعدما حضر وأردوغان توقيع وزيري خارجية بلديهما محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي التركي للتنسيق بين البلدين في المجالات الدبلوماسية والاقتصاد والتجارة وغيرها من المجالات، ومما جاء في كلمته: «يسرني في البداية أن أتقدم ببالغ الشكر والتقدير للجمهورية التركية الشقيقة حكومة وشعباً بقيادة فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان لاستضافتها القمة الإسلامية الثالثة عشرة وعلى حسن الاستقبال والتنظيم. ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر لجمهورية مصر العربية على ما بذلته من جهود مميزة خلال رئاسة مصر للدورة السابقة، والشكر موصول لمعالي الأمين العام للمنظمة، وكافة العاملين فيها على ما يبذلونه من جهود مميزة. أيها الإخوة الكرام، إننا مطالبون بمعالجة قضايا أمتنا الإسلامية وفي مقدمها إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وإنهاء الأزمة السورية وفقاً لمقررات جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2254، ودعم الجهود القائمة لإنهاء الأزمة الليبية. وفي الشأن اليمني ندعم الجهود المبذولة من الأمم المتحدة لإنجاح المشاورات التي ستعقد في الكويت تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 2216«.

وأضاف: «إن واقعنا اليوم يحتم علينا الوقوف معاً أكثر من أي وقت مضى لمحاربة آفة الإرهاب وحماية جيل الشباب من الهجمة الشرسة التي يتعرض لها والهادفة إلى إخراجه عن منهج الدين القويم والانقياد وراء من يعيثون في الأرض فساداً باسم الدين الذي هو منهم براء. وقد خطونا خطوة جادة في هذا الاتجاه بتشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي يضم تسعاً وثلاثين دولة لتنسيق كافة الجهود من خلال مبادرات فكرية وإعلامية ومالية وعسكرية تتماشى كلها مع مبادئ المنظمة وأهدافها. إن ما يتعرض له عالمنا الإسلامي من صراعات وأزمات تتمثل في التدخل السافر في شؤون عدد من الدول الإسلامية وإحداث الفتن والانقسامات، وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية واستخدام الميليشيات المسلحة لغرض زعزعة أمننا واستقرارنا لغرض بسط النفوذ والهيمنة يتطلب منا وقفة جادة لمنع تلك التدخلات وحفظ أمن وسلامة عالمنا الإسلامي«. وختم: «وفقنا الله جميعاً إلى كل ما نصبو إليه ونتطلع لبلوغه من التضامن والتعاضد لما فيه خير أمتنا وشعوبنا عملاً بقوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)«.

أردوغان

وكان الرئيس التركي قد أكد في كلمته الافتتاحية للقمة أن «المنظمات الإرهابية التي تعتدي على المظلومين، وتقتل وتنهب باسم الإسلام، لا تمثل الدين الإسلامي الحنيف الذي هو دين سلام«، وشكر مصر على جهودها خلال رئاستها للدورة السابقة، كما أعرب عن أمله أن تمثل القمة وسيلة لمستقبل يتصف بالأمن والرفاه للمسلمين ولجميع مواطني العالم.

وأكد أردوغان ضرورة الإسراع في تحقيق مفهومي العدالة والسلام «اللذين يمثّلان محور القمة»، قائلاً إن العالم الإسلامي بأكمله ينتظر ما ستسفر عنه هذه القمة. وفي ما يتعلق بالإرهاب ومكافحته، قال أردوغان «نذكر جيدًا كيف دُمرت أفغانستان، وقُتل مئات آلاف المسلمين، وظُلم الملايين منهم بسبب «القاعدة«، والآن يعمل «داعش«، الذي يسيطر على مناطق في العراق وسوريا ويسعى للتحرّك في ليبيا، لخدمة الغاية القذرة ذاتها«.

ودعا أردوغان المجتمع الدولي إلى «إعادة النظر في طريقة مواجهته للمنظمات الإرهابية«، قائلا إنه «لا بد من العمل على تجفيف المصادر المالية والبشرية للإرهاب بالإضافة إلى مواجهة تهديده على الأرض«. وأضاف: «سيكون من الملائم تأسيس هيكلية لتقوية التعاون بين دول منظمة التعاون الإسلامي، لمواجهة الإرهاب، وغيره من الجرائم. وقد حصل الاقتراح التركي بإنشاء مركز للتعاون والتنسيق بين شرطة دول منظمة التعاون الإسلامي يكون مركزه إسطنبول، على القبول، وأشكركم على الدعم الذي قدمتموه بهذا الخصوص».

وقال أردوغان: «الدول الإسلامية مستاءة من التمثيل غير العادل في آليات اتخاذ القرار الدولي. فالآلية القائمة على الظلم لا يمكن أن تسهم في تأسيس العدالة الدولية«، مشيراً في هذا الإطار إلى عدم وجود دولة مسلمة بين الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، ومؤكدا ضرورة إصلاح الأمم المتحدة.

وتطرق أدروغان إلى أزمة اللاجئين، فقال: «جُلّ من يحاولون الوصول إلى أوروبا، عبر بحر إيجة والمتوسط، بقوارب وزوارق غير صالحة، هم من المسلمين، وهذا مدعاة للخجل بالنسبة لنا، وإذا كان الملايين من هؤلاء الناس، قد أُرغموا على المجازفة بحياتهم من أجل مستقبلهم، فإنّ علينا الجلوس والتفكير في هذا الوضع«.

الملك المغربي

من ناحيته، حذر العاهل المغربي الملك محمد السادس، من محاولات إعادة رسم ما وصفه بـ»خريطة جديدة» للعالم الإسلامي، داعيًا الدول الإسلامية إلى وضع استراتيجيات ملائمة لتجاوز «مرحلة عصيبة» يمر بها العالم الإسلامي. وقال إن جهات تعمل على استغلال «الوضع الهش» في المنطقة لـ»إذكاء النزعات الانفصالية، وإعادة رسم خريطة جديدة للعالم الإسلامي».

ولفت العاهل المغربي، في كلمته، إلى أن المرحلة الحالية تتميز بـ»تصاعد التيارات المناهضة للدين الإسلامي، وثقافة الخوف والحذر والكراهية تجاه الأقليات المسلمة داخل المجتمعات الغربية»، معربًا عن قلقه من توسع ظاهرة «الإسلاموفوبيا» في الغرب.
هولاند يحث «المعنيين» لإحداث اختراق.. في الاستحقاق الرئاسي
المستقبل...ثريا شاهين
لم يشأ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند القيام بجولة في المنطقة من دون زيارة لبنان على الرغم من عدم وجود نظير له أي رئيس للجمهورية، وذلك وفقاً لمصادر ديبلوماسية. وبالتالي، تكتسب زيارته غداً السبت أهمية خاصة لا ترتبط فقط بوجود رئيس. مع الأهمية التي توليها فرنسا لهذا الملف. إذ لا يمكن استثناء لبنان لسببين؛ الأول مباشر وأساسي، والثاني غير مباشر متصل بمتابعة الرئيس هولاند للوضع في المنطقة كلها، إذ لن يسمح بحصول حل فيها على حساب لبنان.

وفي هذا الاطار، تندرج الزيارة حيث أولوية الوضع في المنطقة لديه مع اهتمام خاص بملف الرئاسة، وإن كانت فرنسا لا تملك وحدها القرار الخارجي في هذا الشأن، الأمر الذي يفسّر جموده لأن اطرافاً اقليمية تعرقل حصوله.

وتكشف مصادر ديبلوماسية في باريس ان هولاند لا يحمل أفكاراً محددة بالنسبة إلى ملف الرئاسة، وليس لدى فرنسا مرشح معين. إنما سيبحث موضوع الرئاسة، انطلاقاً من انه سيطلب من المسؤولين اللبنانيين تحمل مسؤولياتهم واختيار رئيس في أسرع وقت، لما يمثل هذا الاستحقاق من عامل استقرار سياسي وأمني، ومن استعادة كاملة لعمل المؤسسات، وهو الأمر الذي يهم فرنسا جداً. وسيدعو هولاند المسؤولين إلى القيام بعمل ما لحصول اختراق، وان حل مشكلة الرئاسة هو في يدهم. ولن تتدخل فرنسا في تفاصيل الاستحقاق الرئاسي، ولن يطرح أي سيناريو أو تصور معين، وسيكون هولاند في زيارته مستمعاً أكثر مما هو متحدث، مستطلعاً كافة التطورات، وفي مقدمها ما آل إليه ملف الرئاسة، وهو سيقابل كافة القيادات لهذه الغاية.

كذلك تهدف الزيارة إلى التضامن مع لبنان والتعاطف مع اوضاعه نظراً إلى أنه يمرّ بفترة صعبة، لا سيما في ظل الوضع المحيط في المنطقة وخطورته. هناك تشجيع على حل موضوع الرئاسة، انما لا قرار دولياً حول ذلك يسوّقه، وإلا لكان زار كلاً من السعودية وإيران.

هناك أسئلة لبنانية ستطرح عليه خصوصاً ما يتصل بتسليح الجيش. وسيعلن هولاند دعمه للجيش الذي يساهم بشكل فعلي في محاربة الإرهاب الذي يطال أوروبا، ومواجهة الإرهاب مطلب ثنائي لبناني فرنسي. فضلاً عن اهمية الاستقرار وتعزيزه، وحسن سير المؤسسات، والمساعدة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بحسب المصادر الديبلوماسية.

هناك موضوع اللاجئين السوريين، والقرار 2254 الذي صدر، ما يتطلب من هولاند توضيحاً لموقف بلاده من العودة «الطوعية» الواردة فيه. إذ ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لم يتخذ هذا القرار بل مجلس الأمن، الذي يضم فرنسا والولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وغيرها. وتفسير القرار وتوضيحه موجّه إلى كل الدول، مع ان العودة «الآمنة» هي الكلمة الأصح. المقصود «بالطوعية» عودة غير زجرية. والآن لا يزال الوضع السوري في مرحلة حرب، الأمر الذي لن يجعل العودة سهلة. موضوع العودة كما هو وارد في القرار، قابل للنقاش والتعديل لدى التنفيذ. أي تفسير له لا يمكن ان يلزم لبنان إلا إذا وافق عليه، وسيوضح هولاند ما المقصود بالأمر، والتعبير عن التطمينات لأنه من غير المقبول وضع عبء إضافي على لبنان بعد العبء الوجودي، ومن المؤكد ان على المجتمع الدولي القيام بشيء ما لتحمل مسؤولياته. من الصعب تعديل القرار، لكن ليس من الصعب أن يتفسر اذا بقيت الحالة السورية طويلاً على ما هي عليه، ولا يتم أي توجه إلا إذا قبل لبنان به، كدولة صاحبة سيادة.

وسيعبر هولاند عن الاهتمام الفرنسي لعقد مؤتمر دولي للسلام في المنطقة، وتحضر له باريس. ولبنان يفترض أن يكون حاضراً في أي مؤتمر من هذا النوع. وسيتم الاستماع الى رأيه. وفكرة ان لا حل على حساب لبنان ولا حل من دونه تنطبق على كافة التسويات ذات الصلة بالمنطقة. ولبنان يعتمد على أصدقائه من الدول لكن لا يُغيب موقفه أو لا يحصل ما لا يناسب مصلحته. ويفترض أن يكون حاضراً في كل ملف لكي لا تحصل أمور لا تصبّ في مصلحته.

الرئيس هولاند سيلتقي في بيروت رئيس مجلسي النواب نبيه بري وتمام سلام والوزراء، كما سيلتقي كافة القيادات اللبنانية، وستستغرق زيارته 24 ساعة، إذ يصل ظهراً ويغادر ظهر الأحد. وسيحرص على التركيز على عمق العلاقات بين البلدين، كما سيستفسر عن تطورات العلاقات مع الخليج، لا سيما وأن فرنسا لعبت دوراً كبيراً في تخفيف الضغوط عن لبنان خصوصاً في مجال الأوضاع الاقتصادية.
هولاند سيجمع الأطراف اللبنانيين في قصر الصنوبر غداً
باريس، بيروت - «الحياة» 
يصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى بيروت بعد ظهر غد السبت في زيارة رسمية من ضمن جولة تشمل القاهرة التي ينتقل اليها الأحد ويبقى فيها لمدة يومين، وعمّان الثلثاء للقاء العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني. ويرافق هولاند في زيارته وزير الدفاع جان ايف لودريان ووزيرة الثقافة الفرنسية أودري أزوليه ورئيس معهد العالم العربي جاك لونغ.
وقال مصدر فرنسي مواكب للزيارة لـ «الحياة» إن جولة الرئيس الفرنسي تأتي على خلفية ظرف إقليمي عام لا منظور فيه لحل للازمة اللبنانية، وفي ظل صعوبات كبرى تشوب المفاوضات السورية في جنيف على رغم تسجيل بعض التقدم في مكافحة تنظيم «داعش»، وفي ظل تعطيل في المسار السياسي السوري مع ظروف اقتصادية متوترة ناتجة من ازمة اللاجئين السوريين التي تلقي بثقلها على لبنان والأردن وتركيا. وقال المصدر إن في هذا الظرف هناك مبادئ سيؤكدها هولاند دعماً للشراكة مع هذه الدول ومعلناً عن بعض الاجراءات.
وأوضح المصدر أن هولاند يبدأ بزيارة لبنان لأنه لا يمكنه ان ينتظر ايجاد حل للأزمة السياسية، وكي يؤكد أن فرنسا ملتزمة استقرار لبنان وأمنه ووجوده وسيادة أراضيه وتطبيع الحياة السياسية فيه، ولا يمكن لفرنسا ترك لبنان وحده في وقت تلاحظ ان الضغوط الناتجة من الصراع السوري تتكثف يوماً بعد يوم عليه.
وترى باريس، وفق المصدر ان تعطيل المؤسسات اللبنانية مع وجود أزمة اللاجئين السوريين يؤدي الى توتر اجتماعي واقتصادي قوي جداً في لبنان، وفي هذه الظروف يرى هولاند ان عليه زيارة لبنان، ليس لحل جميع هذه المشاكل بعصا سحرية لأن ذلك غير ممكن، ولكن ليقول للبنانيين ان فرنسا لا تتركهم وعليهم تسريع الجهود لإيجاد حل للتعطيل الحاصل، ولتقول للأسرة الدولية والدول المجاورة للبنان ان هذا البلد مهم وينبغي تحفيز الجهود لمساعدته.
وعما اذا كانت زيارة لبنان تقتصر على تضامن كلامي، قال المصدر إن السياسة تتمثل بمبادرات ملموسة، فهولاند سيلتقي جميع المسؤولين اللبنانيين وعدداً كبيراً من الشخصيات التي تلعب دوراً في امكان الخروج من الأزمة، وسيكون اللقاء في قصر الصنوبر على عشاء عمل تشارك فيه شخصيات مسؤولة ورؤساء احزاب ووزراء وممثلون عن المجتمع المدني. وتشير المصادر إلى ان وزراء «حزب الله» غير مدعويين.
وعما اذا كان سيلتقي ثنائياً المرشحين لرئاسة الجمهورية، قال المصدر إن هذا يعود للرئيس وكيفية تصوره للقاءاته، ولكن المهم له في هذه الزيارة انها مناسبة للقائه عدداً كبيراً من المسؤولين وليقول لهم ان ليس لنا ان نقوم بما يجب ان تفعلوه مكانكم ولكن يجب ان تقوموا بفك تعطيل الرئاسة حتى ولو ان العامل الاقليمي يؤثر في التعطيل. يجب ان تبذلوا كل الجهود لأن مصلحة لبنان أهم من مصلحة كل طائفة معينة.
وقال المصدر إن هولاند سيزور رئيس الحكومة تمام سلام في السراي الكبيرة ورئيس المجلس النيابي نبيه بري في البرلمان وسيلتقي البطريرك الماروني بشارة الراعي.
وأضاف المصدر إن اتصالات باريس والسعودية تشير الى ان كل ما يناسب اللبنانيين يناسب المملكة العربية السعودية عموماً والبرهان انهم كانوا وافقوا على مبدأ ترشح (النائب) سليمان فرنجية للرئاسة من منطلق انه لو كانت القوى السياسية اللبنانية تؤيد هذا الترشيح فالسعودية لا تعارضه. واليوم، وفق المصدر، فإن الحلف بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون للرئاسة لا يبدو ان في إمكانه الحصول على اجماع من السياسيين. فرئيس جمهورية لبنان ليس رئيس المسيحيين بل هو رئيس كل لبنان وينبغي ان يحصل المرشح على أصوات الغالبية في البرلمان وهذا الحلف ليس له هذه الغالبية. وفي المقابل فإن طرح فرنجية وزعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري ليس له غالبية في البرلمان. وما تريد باريس قوله وما سيقوله هولاند ان ليس شأن فرنسا ان تعين المرشح فهذا شأن لبناني. والمسؤولون اللبنانيون وحدهم يعرفون المعادلات الرابحة، وما يحتاجون اليه ان يوافق عدد من المسؤولين على ابداء مصالح المؤسسات اللبنانية على مصالح حزبية معينة.
وعن الموقف الإيراني من الرئاسة اللبنانية، قال المصدر إن ما يقوله الايرانيون نسخة عن خطاب الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله وهو ان الوقت لم يأتِ بعد لانتخاب رئاسي وإن طهران تقول إنها لا ترى كيف يمكن حل الأزمة السياسية اللبنانية طالما الصراع السوري لم يحل.
وعن إيقاف الهبة السعودية للجيش اللبناني وهل تتوسط فرنسا لدى السعودية لإعادتها، قال المصدر إن الأمر بيد اللبنانيين الذين لا تنقصهم قنوات مع السعودية. فلبنان والمملكة لديهما علاقات وثيقة ولا يحتاجان الى وساطة آخرين. وما تقوله باريس للجميع ان الجيش اللبناني جزء اساسي من مؤسسات لبنان يؤمن صمود هذا البلد وأظهر انه مؤسسة لها أجندة لبنانية وليست حزبية وينبغي تعزيز هذه المؤسسة، خصوصاً في وجه «داعش»، وباريس تلاحظ ان الإدارة الأميركية لها رأي مماثل بالنسبة الى الجيش اللبناني.
وقالت مصادر ديبلوماسية إن زيارة هولاند ليست «للتدخل في شؤون لبنان إنما لدعمه»، وذلك رداً على سؤال عما إذا كان سيلتقي المرشحين للرئاسة.
وعن لقاء هولاند «حزب الله»، شددت المصادر على أن الرئيس «ملتزم القرار الأوروبي بالنسبة إلى حزب الله». وينص القرار على أن الجناح العسكري لـ «حزب الله» هو على لائحة الإرهاب. ووزِّع أمس، برنامج زيارة هولاند لبنان. وهو برنامج مكثف باللقاءات في زيارة تستمر نحو 25 ساعة. ويتخللها زيارة تجمعات للاجئين السوريين صباح الأحد في البقاع.
وفي السياق، التقت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ أمس في باريس، وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أرولت وكبار المسؤولين في وزارة الخارجية وركزت على «ضرورة استمرار الدعم الدولي المنسق للبنان لمواجهة التحديات المتعددة التي تواجه البلاد، خصوصاً تلك الناجمة عن تداعيات الصراع في سورية».
 
«لقاء عابِر» بين سلام والملك سلمان أحبط الآمال بـ... «تنقية العلاقات»
ألقى كلمته أمام القمة موازِناً بين موجبات التضامن العربي ومقتضيات الواقع اللبناني
 بيروت - «الراي»
«اللقاء العابر» و«على الواقف» الذي تخلله سلام ومجاملات بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وبين رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام، على هامش الجلسة الافتتاحية للقمة الاسلامية في إسطنبول أمس، شكّل مؤشراً سلبياً دهم بيروت، التي كانت تراهن على اجتماع عمل، كان يجري العمل لعقده بينهما، في سياق الجهود الجارية لوضع الأزمة غير المسبوقة في علاقة لبنان بدول الخليج، ولا سيما السعودية، على طريق المعالجة.
وتَسبّبت مغادرة الملك سلمان إسطنبول بُعيد إلقاء كلمته المقتضبة في جلسة افتتاح القمة، بإحباط كل الآمال التي عُلّقت على عقد اللقاء بين الملك سلمان وسلام، الذي كان طلب بُعيد انفجار الأزمة مع الرياض قبل نحو شهرين موعداً لزيارتها، الا ان السلطات السعودية لم تستجب للطلب.
ورغم اعتبار عدم حصول الاجتماع بين خادم الحرمين الشريفين وسلام اشارة الى ان الانتكاسة في العلاقات الناجمة عما اعتبرته الرياض «مصادرة (حزب الله) لإرادة الدولة اللبنانية» ما زالت تحتاج الى عناية كبيرة لتجاوُزها، فإن مصادر لبنانية لم تقفل الباب امام امكان عقد لقاءات لبنانية - سعودية في إسطنبول لمعالجة العلاقة المأزومة، الى جانب اجتماعات بالغة الاهمية، كانت حُددت لسلام مع سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني اضافة الى قادة آخرين. وكانت هذه المصادر تترقب كلمة رئيس الحكومة امام القمة بعد ظهر أمس، ولا سيما بعدما عكست الساعات التي سبقتها بوضوح اتجاهاً لديه الى اتخاذ موقف الحد الأقصى من التضامن مع الاتجاهات الأساسية للقمة بما فيها ادانة التدخلات الايرانية في دول المنطقة، وذلك بما يوازن التحفظ اللبناني عن إدانة «الاعمال الارهابية لحزب الله (كما جاء في مسودة البيان الختامي للقمة) في سورية والبحرين والكويت واليمن، ولدعمه تحركات جماعات إرهابية تزعزع أمن واستقرار دول أعضاء في المنظمة»، وهو الأمر الذي يعطي دفعاً لجهود تنقية الأجواء بين لبنان ودول الخليج وإعادة الحرارة الى العلاقات بينهما.
وفي معرض قراءتها لمجريات المشاركة اللبنانية في القمة، كما للاستعدادات الجارية في بيروت لاستقبال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند غداً وبعده، اعتبرت أوساط معنيّة برصْد التحركات الديبلوماسية الكثيفة الجارية في شأن الواقع اللبناني، ان لا شيء يبعث الآمال في إمكان تَجاوُز نتائج هذه التحركات حدود إعادة تطبيع العلاقات اللبنانية مع دول الخليج ولو في نطاقٍ أكثر مرونة من الأشهر الأخيرة في حال اتخذ لبنان موقفاً واضحاً متماهياً مع الاتجاهات الى ادانة السياسات التوسعية الايرانية في المنطقة. كما ان زيارة هولاند لبيروت لا تواكبها أوهام تتجاوز الطابع الواقعي للزيارة في إظهار الاهتمام الفرنسي بالواقع اللبناني ودعم الحكومة والجيش والحض على تسريع الخروج من الأزمة الرئاسية.
«نيران صديقة» تُصوّب على «بيت الوسط»
اللواء..بقلم ربيع شنطف
لم يكن يدرك رجل الأعمال سعد الحريري أنه سيأتي عليه يوم ويرث أمبراطورية سياسية لا مثيل لها أقله في عصرنا الحالي..
الرجل المهتم بالاقتصاد وغير المبالي كثيرا بالتطورات السياسية، بات بعد زلزال الرابع عشر من شباط 2005 السياسي الأول في لبنان من حيث الفعالية والذي له مكانة عالية في العالم أجمع.
.. بات عمر الحريري السياسي أحد عشر عاماً، وفي هذه الأعوام لديه من الانجازات والاخفاقات التي فرضتها الظروف، ولعل أتعس يوم في حياته كما يردد دائما هو لقاؤه بقاتل أبيه في دمشق، فيما أسعد يوم بالنسبة اليه حين سارع منذ اللحظة الأولى الى تبني الثورة السورية كأول زعيم عربي ينحاز الى هذه الثورة.
.. لقد مر على الحريري ما لا تحمله الجبال وبقي صامدا، واجه عدوان تموز 2006 برفقة الرئيس فؤاد السنيورة ديبلوماسياً وتخطى كل سهام «حزب الله»، مصراً على استقبال من يخاصمونه سياسيا في كل مناطق محبيه بما فيها قريطم، وفي العام 2007، وجد الحريري نفسه أمام مخطط «ضنية 2»، فتصرف في نهر البارد كما تصرف والده في الضنية اذ انحاز الى الجيش والمؤسسات الأمنية الشرعية متصدياً لارهابيي العبسي الأسديين.
وبصدر عار وقف في السابع من أيار عام 2008 في قصر قريطم حيث النيران من كل جانب باتجاه القصر وأراد الدفاع عن النفس بطرق تحفظ دماء أهله، وفي شاهد على ذلك ما قاله لمسؤولي تلفزيون وصحيفة «المستقبل» واذاعة «الشرق» من أنه لا يريد أن تنزف قطرة دم واحدة من أي صحافي أو موظف.
وبعد أن شكّل الحكومة للمرة الأولى اثر طول عناء، تم الانقلاب عليه بسلاح الثلث المعطل وغادر البلاد لسنوات عدة، وهنا بدأت النيران الصديقة تصوب على بيت الوسط المهجور قسراً.
فقد حاول أكثر من تابع وحليف وصديق وشيخ وخصم، أن يلعب دور الزعيم السني البديل في ظل غياب الأصيل، وهنا الناس تاهت ولامت وانصرفت الى أشغالها حينا والى مواقع تواصلها أحيانا.. واليوم بعد أن عاد الحريري، عاد شيء من الأمل الى محبيه، لكن النيران الصديقة لاتزال تطلق باتجاهه بطريقة مباشرة وغير مباشرة وربما من أقرب المقربين، فساعة تأخذ شكل السعي من قبل البعض الى منافسة في زاروب هنا وحي هنالك، وساعة تأخذ شكل المزايدة في الحب من قبل بعض آخر لتغطية تجاوزات، وللعمل على اعلاء أسهم حتى الاطاحة وابعاد ابن مرمم السراي عن كرسيه.
وهنا شكا بعض المواطنين للحريري عن تصرفات بعض المحسوبين عليه، فأجابهم جازماً: «أنا عدت ورح مشيلك هني عالسكة والأمر لي من الآن فصاعدا».
ولعل غير المقبول، هو التحريض على ابن رفيق الحريري من قبل محيطين بأتباع وحلفاء وذلك لأغراض عدة، إما لتصفية حسابات سياسية كيدية من بعض «الحلفاء السابقين»، أو سعياً الى سحب البساط الشعبي ولو نسبياً من تحته.
وفي هذا الاطار، تأتي كل الدعايات المغرضة والكاذبة والمضحكة والتي تغمز من قناة الحريري وعلاقته بدول عربية مهمة.
.. لقد سعى الحريري صادقا الى لمّ الصف السني، لكن لا يزال البعض يسعى الى تأليب بعض الشخصيات السنية عليه، ويزعم أن المملكة العربية السعودية تدعم آخرين أيضا، لكن أقل رد على هذا الكلام ما كشفه مصدر عن محاولات لبعض الشخصيات السنية الالتفاف على الحريري عبر زيارات الى المملكة العربية السعودية قبل مجيئه الى لبنان، الا ان السعودية استقبلته كزائر ولم يحصل على مبتغاه الا بعد أن زار هذا البعض بيت الوسط اثر عودة صاحب البيت الدائمة.  
هذه العودة ترافقها سفرات مهمة كالسابق، اذ يلعب الحريري دوره المعتاد في اللقاءات المهمة مع كبار المسؤولين في العالم كحريص على تحسين الاوضاع في وطنه وكمساهم في العملية السياسية الاقليمية برعاية عربية وسعودية كما حصل مؤخرا في زيارته الى موسكو ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قال له: «أنت رئيس الحكومة الدائم للبنان».
زحلة: أحزاب بقيادة مارونية ضد سكاف والتحالف الشيعي و «المستقبل» يدعمان «الكتلة الشعبية»
بيروت - «الحياة» 
لم يعد ممكناً تدارك المعركة البلدية في زحلة- المعلقة- تعنايل بإنعاش المحاولات الرامية إلى تشكيل لائحة ائتلافية. وباتت المواجهة حتمية بين أحزاب «القوات اللبنانية»، «التيار الوطني الحر»، «الكتائب» من جهة وبين «الكتلة الشعبية» بزعامة ميريام إلياس سكاف من جهة أخرى. هذا إذا لم تتشكل لائحة ثالثة يرعاها النائب نقولا فتوش في حال لم تحبذ بعض الأحزاب المنضوية في التحالف تمثيله في اللائحة، على خلفية أن رئيسها أسعد زغيب هو صاحب المبادرة الى جمع آلاف التواقيع على عريضة ضد إقامة آل فتوش مصنعاً للترابة في خراج مدينة زحلة.
وتتسم المعركة البلدية في زحلة بطابع المنافسة الحامية على زعامة عاصمة الكثلكة في لبنان، خصوصاً أن المدينة تشهد أول اختبار انتخابي بعد وفاة زعيم «الكتلة الشعبية» النائب السابق إلياس سكاف، مع أن قادة الأحزاب الثلاثة هم من الموارنة في مواجهة ميريام سكاف التي تخوض امتحاناً صعباً للحفاظ على هذه الزعامة.
وطبيعي أن تتحول المنافسة البلدية معركة إلغاء في ضوء ما آلت إليه المفاوضات التي وصلت إلى طريق مسدود، لأن سكاف رفضت العرض الذي تقدمت به الأحزاب الثلاثة ويتضمن انضمامها الى اللائحة الائتلافية بتسمية 5 أعضاء للمجلس البلدي العتيد من أصل 21 عضواً على أن تكون الرئاسة لزغيب، وتقدمت بعرض مضاد تتمثل «الكتلة الشعبية» فيه بنصف عدد الأعضاء زائد واحداً ليكون لديها القدرة على تسمية رئيس المجلس البلدي.
واعتبرت مصادر في «الكتلة الشعبية» أنه يراد من التعامل معها بهذا الأسلوب وكأنها ضيف على زحلة وأن الأحزاب تحاول أن تنتزع موافقتها على عرضها لتوفير الغطاء السياسي للائحة لا تأثير لها في برنامج عملها وبالتالي من الأفضل أن تخوض المعركة بدلاً من الاستسلام لهم بملء إرادتها.
ومع أن قادة الأحزاب هم من الموارنة، فإن هذا لا يعني أن نفوذهم الانتخابي يبقى محصوراً في الطائفة التي ينتمون إليها، إذ لديهم حضور في الطوائف الأخرى على رغم أن «الكتائب» على اختلاف مع «القوات» و «التيار الوطني».
لذلك، تشهد هذه المعركة خلط الكثير من الأوراق السياسية التي يمكن أن تفجر مفاجأة غير محسوبة فور الانتهاء من فرز الأصوات. كما أن تمثيل آل فتوش في اللائحة المدعومة من الأحزاب قد لا يكون لمصلحة الائتلاف الحزبي، مع أن زغيب يحظى باحترام وتقدير لدى الزحليين وهو يرفض التعاون مع النائب فتوش وامتنع عن زيارته في إطار جولاته السياسية على قادة الأحزاب.
وفي المقابل، أحسنت ميريام سكاف في مخاطبة الزحليين بخطاب حماسي- تحريضي بغية رفع منسوب المشاركة في الانتخابات البلدية، بعد أن نعت تحالفها مع الأحزاب الثلاثة بذريعة أن هذه الأحزاب تريد مصادرة القرار في زحلة وتخطط لإقفال دارة آل سكاف.
ولم يكن في وسعها -كما تقول مصادر في «الكتلة الشعبية»- سوى مخاطبة الزحليين بموقف تعبوي لحضهم على الاقتراع بكثافة للحفاظ على زحلة كما أرادها الراحل إلياس سكاف ومنع الأحزاب من تغيير معلمها السياسي. ناهيك بأن المعركة البلدية هذه قد تكون بمثابة اختبار مسبق لما ستكون عليه الانتخابات النيابية المقبلة، وهذا ما يفسر تحالف الأحزاب من موقع المنافسة لاحقاً على من يرث عروس البقاع سياسياً.
لكن مصادر أخرى تسأل عن مدى قدرة الأحزاب، وتحديداً «القوات» و «التيار الوطني» على تأمين حشد انتخابي يراد منه إسقاط استطلاعات الرأي المؤيدة للمصالحة بين سمير جعجع وميشال عون التي اقتربت من 86 في المئة من المؤيدين في الشارع المسيحي، على صناديق الاقتراع البلدي.
فنسبة التأييد هذه لا تعني بالضرورة أنها ستنسحب على الانتخابات البلدية في البلدات المسيحية، ليس لأن من أجراه يتعاطف مع هذه المصالحة، وإنما لأن للعائلات خصوصية في المعارك البلدية غيرها في النيابية.
وعليه، فإن ميريام سكاف حركت مشاعر الزحليين عندما تحدثت عن أن هدف تحالف الأحزاب تحجيم السكافيين وإلغاء مرجعيتهم، ليس في زحلة فحسب وإنما في البقاع الأوسط، وبالتالي فإن المعركة هي من وجهة نظرها، معركة وجود ومصير في آن.
كما أن تمسك عون بتمثيل آل فتوش في المجلس لن يخدم في نهاية المطاف ائتلاف الأحزاب ويصب في خانة أن «الجنرال» أراد من تمثيلهم تسديد فاتورة سياسية للنائب فتوش على خلفية أنه تعهد بالتصويت له في حال حصول انتخابات رئاسية. ولم يصدر أي تعليق عن «القوات» الذي يشكل رافعة هذه الأحزاب، ولا عن «الكتائب»، وقد يكون تمثيل هذه العائلة ينم عن حاجة الجـــنرال إلى تجميع أصوات لإسقاط «الكتلة الشعبية».
وهناك من يقول إن المعركة بنتائجها ما زالت غامضة وستشهد توزيع لوائح بلدية ملغومة وتشطيباً، فيما تسأل المصادر عن مواقف «حزب الله» وحركة «أمل» وتيار «المستقبل» من احتدام هذه المعركة التي قيل وسيقال إنها مارونية ضد «الكتلة الشعبية» في عاصمة الكثلكة.
وفي سياق السؤال عن موقف هؤلاء، لا بد من الإشارة الى أن «المستقبل» يميل إلى دعم لائحة «الكتلة الشعبية» وأن قيادته على وشك أن تتخذ قرارها في هذا الشأن. كما يبدو أن حركة «أمل» تميل كلياً لتأييد ميريام سكاف في معركة ينظر إليها البعض في الوسط السياسي على أنها ستبلغ ذروتها مع اقتراب موعد الانتخابات في 8 أيار (مايو) المقبل، وأن خصوم آل سكاف يخططون لشطب هذه العائلة من المعادلة السياسية في زحلة.
أما بالنسبة إلى موقف «حزب الله»، فإن الأوساط نفسها لا تستبعد أن يأتي موقفه بمثابة نسخة طبق الأصل عن موقف «أمل» لكن مع فارق بسيط يتعلق بمراعاة مرشحي «التيار الوطني» على لائحة الائتلاف الحزبي من دون الآخرين.
وإلى حين إعلان اللوائح المتنافسة، هناك من يسأل عن سر تحالف الأحزاب ضد «الكتلة الشعبية»، على رغم أن رئيسها الراحل إلياس سكاف كان في السياسة أقرب إلى عون قبل أن يفترق عنه ويقاطع اجتماعات «تكتل التغيير والإصلاح»، خلافاً لحزبي «القوات» و «الكتائب» اللذين كانا على خلاف سياسي معه وخاضا في السابق الانتخابات البلدية والنيابية على لوائح «14 آذار».
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,315,762

عدد الزوار: 7,627,550

المتواجدون الآن: 0