إيران تبتز أفغانيين من أجل القتال في سوريا كثير منهم هربوا مع قوافل اللاجئين إلى أوروبا

تأكيد في الأمم المتحدة على المحاسبة في سورية..نظام الأسد يصعّد عسكرياً في حلب وحمص تزامناً مع وصول وفده المفاوض إلى جنيف...واشنطن وموسكو «تبحثان» الدستور السوري في جنيف

تاريخ الإضافة السبت 16 نيسان 2016 - 5:37 ص    عدد الزيارات 1996    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

واشنطن وموسكو «تبحثان» الدستور السوري في جنيف
الحياة...لندن - ابراهيم حميدي 
يعقد مبعوثون للرئيسين باراك أوباما وفلاديمير بوتين في جنيف محادثات للاتفاق على مبادئ دستورية للحل السياسي تحدد مصير الرئيس بشار الأسد ودوره وسلطات الهيئة الانتقالية، في وقت التقى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أمس، في شكل منفصل وفدي الحكومة السورية برئاسة السفير بشار الجعفري و «الهيئة التفاوضية العليا» برئاسة أسعد الزعبي. وسعى وزيرا الخارجية الأميركية جون كيري والروسي سيرغي لافروف أمس، إلى إنقاذ الهدنة من الانهيار جراء تصاعد المعارك في جبهات عدة في حلب وإعادة الدينامية إلى اتفاق إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة.
وعُلم إن مسؤولين إميركيين وروس، يعتقد ان بينهم مسؤول الشرق الاوسط في البيت الابيض روبرت مالي ومبعوث الرئيس الروسي الى سورية الكسندر لابرنتييف، يجرون محادثات في جنيف منذ أيام عدة بعيداً من الإعلام على مسودة دستور، كان الجانب الروسي سلمها إلى كيري خلال زيارته موسكو بالتزامن مع انتهاء الجولة الماضية من مفاوضات جنيف في 24 الشهر الماضي. وتتناول المحادثات نقاطاً محددة لمبادئ الدستور السوري، بين رغبة واشنطن بإعطاء صلاحيات واسعة للهيئة الانتقالية وتقليص دور الرئاسة وحرص موسكو على إبقاء صلاحيات، خصوصاً ما يتعلق بقيادة الجيش لدى الرئاسة والاتجاه إلى تشكيل حكومة واسعة بصلاحيات تنفيذية مع بعض السلطات التشريعية أو القضائية.
وفي حال توصل الطرفان إلى تفاهمات بموجب توجيهات أوباما وبوتين، كما حصل سابقاً مع اتفاق وقف العمليات القتالية في نهاية شباط (فبراير) الماضي، ستشكل هذه المبادئ مظلة سياسية للمفاوضات الجارية في جنيف التي استؤنفت أمس، بلقاء دي ميستورا وفدي الحكومة والمعارضة. وعلم أن «الهيئة التفاوضية» التي من المقرر أن ينضم منسقها العام رياض حجاب إلى الوفد، تتمسك بتسلسل سياسي، يقوم أولاً على تشكيل هيئة انتقالية ثم صوغ دستور جديد، وشكلت لهذا الغرض ثلاث لجان متخصصة تتعلق بالهيئة الانتقالية والمرحلة الانتقالية والأمور العسكرية، في حين يصر الوفد الحكومي، الذي وصل أمس، على البحث في مبادئ التسوية ورفض الهيئة الانتقالية واعتبارها «غير دستورية» مع الاستعداد لتشكيل حكومة موسعة تضم موالين للنظام ومعارضين ومستقلين بموجب الدستور الحالي ثم صوغ دستور جديد لاحقاً. وقوبل أنباء سابقة عن محادثات أميركية - روسية عن الدستور بانتقادات من موالين ومعارضين باعتبار أن «بيان جنيف» نص على أن العملية السياسية «يجب أن تتم بقيادة سورية».
وبدا أن المعارك الدائرة في حلب وإعلان دمشق نية استعادة حلب أو فرض حصار على ثاني أكبر مدينة في البلاد، القت بظلالها على المفاوضات الأميركية - الروسية التي تمت بعيداً عن انخراط حلفاء دمشق والمعارضة والدول الأعضاء في «المجموعة الدولية لدعم سورية».
وأفاد موقع «روسيا اليوم» بأن كيري بادر بالاتصال بنظيره الروسي لـ «التأكيد على دعم وقف إطلاق النار باستثناء مكافحة الجماعات الإرهابية». وحذر قادة «الجيش الحر» بينهم «أبو أسامة الجولاني» في جنيف من انهيار الهدنة، ما لم يحصل تقدم في العملية السياسية وتوقف خروقات النظام وحلفائه.
وتشمل معارك ريف حلب، مواجهات بين القوات النظامية وحلفائها بدعم روسي للتقدم في جنوب المدينة وشرقها ومواجهات بين عناصر المعارضة و «داعش» شمال حلب قرب تركيا، ما أسفر عن نزوح حوالى 30 ألف سوري. ويرمي النظام إلى حصار مناطق المعارضة شرق حلب وتضم حوالى 200 ألف شخص، إضافة الى 750 الفاً في مناطق النظام غرب المدينة ومئة آلاف في حي الأشرفية والشيخ المقصود اللذين يضمان غالبية كردية.
كما شكل ملف المساعدات الانسانية نقطة إضافية في جدول المحادثات الأميركية - الروسية، إذ إن كيري ولافروف «أكدا على تسهيل الوضع الإنساني»، بحسب موسكو، ذلك بعد إعلان الأمم المتحدة أن دمشق لم تعد تسهل دخول المساعدات بما فيها المواد الطبية الى مناطق محاصرة بينها مدن داريا وحرستا ودوما قرب العاصمة. وعلم أن دولاً غربية اقترحت خلال اجتماع مجموعة العمل الخاصة بالمساعدات الإنسانية الخميس، إلقاء مساعدات من الطائرات إلى المناطق المحاصرة قرب دمشق، كما حصل مرات عدة بإسقاط المساعدات إلى دير الزور شرق البلاد المحاصرة من «داعش».
الى ذلك، أعلن رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم أن كلفة إعادة إعمار سورية تصل إلى 180 بليون دولار أميركي، علما أن شخصيات معارضة نقلت عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن الكلفة تصل إلى 300 بليون دولار وأن «روسيا لا تستطيع دفع هذا المبلغ» لأسباب يعتقد أن بينها تدهور أسعار النفط، الأمر الذي يمكن أن يفسر على أنه استعداد روسي لقبول تسوية سياسية في سورية مقبولة من الدول المانحة في المنطقة والعالم.
 
المعارضة: رسالة الأسد مفادها أنه يريد الحل العسكري
 المصدر : العربية
قال أسعد الزعبي رئيس وفد المعارضة السورية للمفاوضات، إن الحكومة تبعث رسالة قوية مفادها أنها لا تريد التفاوض للتوصل لاتفاق سلام في جنيف وأنها تسعى لحل عسكري بعد شن هجوم على حلب.
وقال الزعبي إن "النظام" بعث برسالة قوية كما يفعل قبل كل جولة من المحادثات مفادها أنه لا يريد الحل السياسي لكنه يريد الحل العسكري الذي سيؤدي إلى تدمير البلاد بالكامل.
وأضاف أن التعديلات التي قدمتها الحكومة لمبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا في وقت سابق اليوم بشأن المبادئ الأساسية التي طرحت في الجولة السابقة من المحادثات تظهر أن دمشق ليست جادة بشأن الحل السياسي وأنها منفصلة عن الواقع.
سليماني في موسكو لبحث معركة حلب
 (أ ف ب، رويترز، السورية نت، «المستقبل»)
مشهدان متعارضان متصلان بالشأن السوري شهدتهما العاصمة الروسية موسكو، أحدهما اتصال هاتفي بين وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة جون كيري بحثا خلاله التسوية السياسية في البلاد، وثانيهما زيارة يقوم بها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، لبحث شن عملية عسكرية واسعة على حلب، حيث تزداد الخسائر البشرية الإيرانية ويقرع نظام بشار الأسد والإيرانيون طبول الحرب ضد المدينة المحاصرة.

ومشهدان متعارضان أيضاً بين جنيف سياسي حيث المفاوضون السوريون من طرفي المعارضة والنظام وصلوا لعقد جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة، وسوري ميداني حيث تتصاعد حدة المعارك في محافظة حلب وأيضاً بين حمص وريف دمشق، إلى مستوى دفع المعارضة التي أبدت إيجابية في مشاركة سياسية مع بعض رجال النظام باستثناء الأسد، إلى التحذير من انهيار الهدنة المفروضة أميركياً وروسياً في سوريا، وبالتالي انهيار مسار العملية السياسية الدائرة بلا نتيجة واضحة حتى الآن، في سويسرا.

ونقلت وكالة «رويترز« عن مصادر مطلعة أمس أن اللواء قاسم سليماني توجه إلى موسكو لإجراء محادثات مع القيادة العسكرية والسياسية لروسيا لمناقشة الصراع في سوريا وكذلك من أجل ما يتعلق بشحنات الصواريخ الروسية. وقالت المصادر إن الغرض الرئيسي من الزيارة هو مناقشة طرق جديدة لتسليم أنظمة صواريخ «إس300«. وأضاف أحد المصادر أن سليماني يريد أيضا مناقشة السبل التي يمكن لروسيا وإيران بها مساعدة النظام السوري للسيطرة الكاملة على مدينة حلب.

وذكر مصدر أن سليماني اجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الدفاع سيرغي شويغو، لكن متحدث باسم الكرملين قال إن اجتماعا مع سليماني لم يكن على جدول أعمال بوتين. وبسؤال السفارة الإيرانية في موسكو عن زيارة سليماني قالت إنها ليست لديها معلومات عنها.

وارتفعت منذ بداية العام الجاري خسائر القوات الإيرانية المشاركة في العمليات القتالية إلى جانب نظام الأسد في سوريا، ويبدو أن الخسائر ستستمر في التزايد من جراء زج طهران أعداداً جديدة من قواتها بينها قوات خاصة من «اللواء 65« بمعارك ريف حلب، إذ لم يمضي أسبوع على الإعلان عن مشاركة هذه القوات بالمواجهات، حتى سقط 4 قتلى منها بينهم ضابط.

وقالت صفحة «السورية نت» الإلكترونية إنها حصلت على قائمة للقتلى الإيرانيين منذ 7 تشرين الأول الماضي وحتى الـ 13 من الشهر الجاري، وتتضمن القائمة الصادرة عن «وحدة المعلومات في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية» أسماء 230 مقاتلاً إيرانياً قضوا في سوريا خلال المدة المذكورة.

وتظهر القائمة خسارة كبيرة للقوات الإيرانية منذ بداية العام الجاري، إذ وصل عدد العسكريين القتلى خلال أقل من 4 أشهر إلى 117 شخصاً، لقي 63 منهم مصرعهم فقط في شباط الماضي، ويعد هذا الشهر الأكبر في عدد القتلى الإيرانيين منذ بداية العام 2016 حتى اليوم.

وفي غضون ذلك، قال قادة من المعارضة السورية أمس إنهم لا يزالون على دعمهم لمحادثات السلام التي تتوسط فيها الأمم المتحدة، لكنهم اتهموا الحكومة بمحاولة إفساد اتفاق وقف إطلاق النار ودعوا قادة العالم لتقييم ما إذا كان هذا الاتفاق لا يزال قائماً.

وجاء القصف بعد أن أطلقت الأمم المتحدة جولة جديدة من محادثات السلام في جنيف حيث التقى وفد النظام برئاسة بشار الجعفري أمس مبعوث الأمم المتحدة الخاص الى سوريا وسلمه تعديلات على 12 من المبادئ الأساسية العامة التي وضعها الأخير في الجولة السابقة من المفاوضات، وقال إنه يأمل بحث تلك التعديلات مع الأمم المتحدة يوم الاثنين.

وحذر القيادي البارز بالجبهة الجنوبية التابعة للمعارضة أبو أسامة الجولاني وقد أحاط به قادة آخرون من الجيش السوري الحر من وحداته الجنوبية والشمالية والمفاوض السياسي البارز من جيش الإسلام محمد علوش، من أن الهدنة على وشك الانهيار. وقال الجولاني إن الوفد جاء إلى جنيف من أجل عملية سياسية. وأضاف أنه حريص على التوصل لهذا الحل السياسي، لكن النظام هو الذي يسعى لتدمير الهدنة. وتابع حين سئل إن كان يعتقد أن اتفاق وقف الأعمال القتالية لا يزال قائما فأجاب إنه حتى الآن لا يزال بانتظار القوى العالمية التي اتخذت قرارات الهدنة للبدء في اتخاذ قرار في هذا الصدد.

وقال إياد شمسي القائد في الجبهة الشمالية للجيش السوري الحر إن قوات المعارضة تواجه هجوما ثلاثي الجبهات تشنه قوات موالية للقوات الحكومية وكذلك «داعش» ووحدات حماية الشعب الكردية. وأضاف أن ما يحدث في حلب خرق للهدنة من قبل النظام، مشيرا إلى أن هناك معارك ضارية وقد يؤدي هذا إلى أكبر مأساة إنسانية في العالم. وحذر من أنه في حالة إغلاق طريق الكاستيلو وهو طريق إمداد محوري للمعارضة باتجاه حلب فإن ذلك سيتسبب في حصار أكثر من مليون من ساكنيها.

وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية عن منظمة «هيومن رايتس ووتش» ان ثلاثين ألف شخص على الاقل «نزحوا في الـ48 ساعة الماضية» هرباً من المعارك التي تشهدها محافظة حلب بشمال سوريا ودعت تركيا الى فتح حدودها للسماح بمرورهم.

وقالت في البيان المنشور على موقعها الالكتروني «أدى تجدد القتال بين داعش وجماعات المعارضة المسلحة شمال حلب إلى نزوح ما لا يقل عن 30 ألف شخص خلال الـ 48 ساعة الماضية».

وفي جنيف، اعلنت الهيئة العليا للمفاوضات انها لا تمانع في مشاركة ديبلوماسيين او تكنوقراط من النظام الحالي في هيئة الحكم الانتقالي الى جانب ممثلين عن المعارضة، وفق ما افاد متحدث باسمها سالم المسلط، وقال «لا يمكن قبول مشاركة اطراف اقترفت جرائم بحق الشعب السوري في هيئة الحكم الانتقالي، لكن هناك الكثير من الموجودين لدى النظام او المستقلين في سوريا». واضاف «هناك ايضا الكثير من الدبلوماسيين والتكنوقراط... لكن هذا القرار يحدده الشعب السوري، وهو من يفوضنا باختيار اسماء اعضاء الهيئة». وشدد على انه «لا يكمن القبول ببشار الاسد او من اقترفوا جرائم بحق الشعب السوري». وبحسب المسلط، لم يتم التطرق بعد الى الاسماء التي يمكن القبول بها، «لأننا ما زلنا في بحث الانتقال السياسي وهيئة الحكم الانتقالي»، لكن «الشعب يعرف من اجرم بحقه ومن اتخذ موقفا محايدا». ولفت الى ان «توزيع المقاعد سيخضع لنقاش طويل وهو سابق لأوانه الان». وقال المسلط «نستند في هذه المفاوضات الى بيان جنيف 1 الذي اعطى الصورة الحقيقية لهيئة الحكم لانتقالي ذات الصلاحيات الكاملة والتي تشكل بمشاركة الطرفين وموافقتهما كما نص البيان». وسط هذه الأجواء، طلب وزير الخارجية الاميركي جون كيري من نظيره الروسي سيرغي لافروف ممارسة ضغوط على دمشق لحملها على احترام وقف اطلاق النار الساري في سوريا منذ نهاية شباط، ولكن المهدد بفعل المعارك المتواصلة في بعض انحاء البلد، كما اعلنت واشنطن.

وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية جون كيربي ان كيري اجرى مكالمة هاتفية مع لافروف ابلغه خلالها ان «الولايات المتحدة تنتظر من روسيا حض النظام (السوري) على الالتزام بوقف الاعمال القتالية، فيما نحن سنعمل مع المعارضة من اجل القيام بالأمر ذاته».

واوضح المتحدث ان كيري اعرب للافروف عن «مخاوف كبيرة حيال التهديدات المتواصلة لوقف الاعمال القتالية في سوريا والحاجة الملحة الى ان يوقف نظام الاسد انتهاكاته لوقف اطلاق النار». واضاف ان كيري «اكد بوضوح اننا قلقون بشأن العنف في مدينة حلب وحولها، اننا قلقون إزاء التقارير - التي نعتقد أنها تحظى بصدقية - حول انتهاكات لوقف الاعمال القتالية».

واضاف ان القوات الموالية للأسد «تتلقى مساعدة من الضربات الجوية الروسية، نعم، هذا مصدر قلق بالنسبة لنا». كما اعرب كيري للافروف عن قلقه إزاء التقارير التي تفيد أن قائد فيلق القدس سليماني، يقوم بزيارة الى موسكو.

واضاف المتحدث «لقد اثار كيري ذلك خلال الاتصال. اطلعنا على تقارير تفيد ان الجنرال سليماني سافر إلى روسيا. لست في موقع لتأكيد ما اذا كان هذا صحيحا في الواقع».

وتابع كيري «لكن كما قلنا عندما كانت هناك تقارير سابقة حول زيارة مماثلة، فهناك عقوبات من الامم المتحدة على الجنرال سليماني تبقى سارية المفعول. واذا كان هذا صحيحا فسيكون انتهاكا لقرارات مجلس الامن الدولي، ونحن نعتقد ان هذا يشكل مصدر قلق لكل من الامم المتحدة والولايات المتحدة».

واكد كيري ولافروف اللذان يمثلان قناة التواصل الديبلوماسي الوحيدة شبه اليومية بين الولايات المتحدة وروسيا، «اهمية الحفاظ على وقف الاعمال القتالية وتوطيده» وحضا «جميع الاطراف على الالتزام» بالهدنة.
نظام الأسد يصعّد عسكرياً في حلب وحمص تزامناً مع وصول وفده المفاوض إلى جنيف
المستقبل.. (زمان الوصل، أ ف ب، رويترز)
 صعد النظام السوري، بالتزامن مع وصول وفده إلى جنيف، عملياته العسكرية وغاراته في كل من محافظتي حلب وحمص، وتسببت الغارات على مدينة الرستن بسقوط عدد من المدنيين، فيما تم إحصاء سقوط 210 قتلى خلال أسبوع في حلب.

قضى مدنيان وأصيب آخرون بجروح خطيرة صباح أمس، جراء استهداف طيران النظام بعدة غارات جوية مدينة الرستن، وبلدة دير فول، بريف حمص الشمالي، في خرق جديد للهدنة التي بدأت في 27 شباط الماضي باتفاق أمريكي روسي وبرعاية أممية.

وأفاد مراسل «زمان الوصل» في حمص، بأن طائرات حربية شنت 6 غارات جوية على الأحياء السكنية في مدينة الرستن، حيث قضى والد وابنه، وجرح 6 آخرون بجروح في حصيلة أولية.

وأكد مراسل «زمان الوصل»، أن طيران النظام الحربي والمروحي، صعّد من قصفه لمدن وبلدات الريف الشمالي في الأيام الخمسة الماضية، فبعد المجزرة التي وقعت في تلبيسة، قبل 4 أيام، وذهب ضحيتها 6 أشخاص، نصفهم من الأطفال، تم استهداف تلبيسة مرة أخرى الخميس بـ3 غارات قضى على إثرها شخص وأصيب 10 آخرون بجروح خطيرة، كما استهدف طيران النظام بغارة جوية مدينة كفرلاها، كبرى مدن الحولة، وقرية دير فول ومزارعها بـ5 غارات جوية، وعاود طيران النظام المروحي لاستهداف بلدة تيرمعلة بالبراميل المتفجرة، وبشكل يومي.

والجديد في الغارات الجوية بريف حمص الشمالي المحاصر، حسب سكان محليين استعمال الطيران بالونات حرارية أثناء التنفيذ.

ونظرا للظروف الراهنة، وقيام طيران النظام ومدفعيته باستهداف التجمعات السكانية، أصدر مكتب «الحراك الثوري» في مدينة «الرستن» قرارا بإيقاف المظاهرات حتى إشعار آخر حرصا على سلامة المتظاهرين والأهالي، كما تم إلغاء صلاة الجمعة في عدة قرى وبلدات في ريف حمص الشمالي.

كما تدور في محافظة حلب اشتباكات على جبهات عدة تصاعدت حدتها منذ بداية الاسبوع الحالي، إذ تخوض قوات النظام السوري معارك ضد جبهة النصرة والفصائل المقاتلة المتحالفة معها في ريف حلب الجنوبي والمناطق الواقعة شمال مدينة حلب. وبين تنظيم «داعش» وقوات النظام قرب خناصر في ريف حلب الجنوبي الشرقي، واخرى تمكن خلالها التنظيم المتطرف من التقدم على حساب الثوار قرب الحدود التركية في اقصى ريف حلب الشمالي.

ووثق المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة مقتل 210 عناصر منذ الاحد الماضي على جبهات حلب كافة، وهم 82 عنصرا من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها و94 مقاتلا في جبهة النصرة والفصائل المقاتلة، فضلا عن 34 عنصرا من «داعش».

وتعد معارك حلب الحالية الاكثر عنفا منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف الاعمال القتالية في سوريا في 27 شباط الماضي.

وافادت منظمة «هيومن رايتس ووتش» امس ان ثلاثين الف شخص على الاقل «نزحوا خلال الـ48 ساعة الماضية» هربا من المعارك التي تشهدها محافظة حلب ودعت تركيا الى فتح حدودها امامهم.

وبحسب المنظمة، «أجبر زحف داعش في 13 و14 نيسان ما لا يقل عن نصف سكان مخيمات اللاجئين شرق اعزاز (في محافظة حلب) قرب الحدود التركية البالغ عددهم 60 الف نسمة على الفرار»، وذلك نقلا عن مسؤولين في هذه المخيمات وعاملين انسانيين في تركيا.

واوردت المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان ان «حرس الحدود التركي اطلق النار على بعض النازحين عند اقترابهم من الحدود» التي لا زالت مغلقة امامهم.

وتنتشر مخيمات النازحين على مقربة من الحدود التركية، وهي مكتظة باكثر من 51 الف مدني منذ هجوم قوات النظام السوري قبل الهدنة في شباط بدعم من الطيران الروسي، على مواقع للفصائل المعارضة في ريف حلب الشمالي.

وغرد مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة على حسابه على «تويتر» ان «الآلاف يفرون من المعارك في شمال غرب سوريا». وارفق التغريدة بخريطة تظهر حركة النازحين وخصوصا من المناطق التي تشهد معارك بين تنظيم الدولة الاسلامية والفصائل المقاتلة بالقرب من الحدود مع تركيا.

واعتبر مسؤول اميركي الخميس ان التطورات على جبهة حلب يمكن ان تؤدي الى «خرق اتفاق وقف العمليات القتالية المستمر منذ نحو سبعة اسابيع والذي يتعرض لضغوط متزايدة في الاسابيع الأخيرة». من جهة اخرى، عبرت واشنطن عن اسفها بعد مقتل طبيب سوري في غارة جوية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية ان الطبيب حسن العراج قتل في غارة استهدفت سيارة في منطقة بعيدة نسبيا عن ارض المعركة قرب مدينة حماة (وسط).
..ودرعا تتظاهر في جمعة «بتوحيد الصفوف يسقط الأسد»
 (كلنا شركاء)
استمراراً للحراك الشعبي الذي تجدد في محافظة درعا مع إعلان اتفاق وقف الأعمال وفي استجابة للحملة التي تم إطلاقها في الجنوب السوري تحت عنوان «بتوحيد الصفوف يسقط الأسد« خرجت التظاهرات امس، في عدد من مناطق المحافظة ومنها درعا البلد وبصرى الشام، ولأول مرة في مدينة طفس التي سيطرت عليها كتائب الثوار في الثلث الأخير من آذار الماضي.

وجاءت تظاهرات الأمس استجابة من قبل الأهالي للحملة التي تم اطلاقها قبل أيام تحت عنوان «بتوحيد الصفوف يسقط الأسد«، حيث وجد الناشطون والأهالي في الحملة بصيص أمل وأداةً للضغط على قادة تشكيلات «الجيش الحر« ليتوحدوا.
 
مصرع 210 من المقاتلين خلال أسبوع و30 ألف نازح في غضون يومين
معارك عنيفة في حلب تلقي بظلالها على مفاوضات جنيف
السياسة...عواصم – وكالات: شهدت محافظة حلب تصعيدا عسكريا بين أطراف عدة وعلى جبهات كثيرة ما يهدد الهدنة الهشة المعمول بها في سورية ويشكل ضغطاً على المفاوضات غير المباشرة الجارية في جنيف بين المعارضة والحكومة، حيث خاضت قوات النظام السوري، أمس، معارك ضد تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” على حد سواء.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، أمس، أن “معارك عنيفة تدور بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها وتنظيم داعش شرق خناصر” في ريف حلب الجنوبي الشرقي.
وأضاف إن قوات النظام تسعى لاستعادة مناطق عدة استولى عليها “داعش” أول من أمس، قرب خناصر.
في المقابل، ذكر التنظيم في بيان، أنه سيطر على حقل دريهم والتلال المحيطة به، وهي منطقة تطل على خناصر الواقعة تحت سيطرة الحكومة.
وعلى جبهة اخرى، تدور اشتباكات بين قوات النظام من جهة و”جبهة النصرة” والفصائل المقاتلة المتحالفة معها من جهة أخرى في المناطق الواقعة شمال حلب وتحديدا بحندرات، وذلك بالتزامن مع قصف الطائرات الحربية السورية مواقع “جبهة النصرة” والفصائل المتحالفة معها.
وأسفرت تلك الاشتباكات خلال 24 ساعة عن مقتل “14 عنصرا من قوات النظام و20 مقاتلا من جبهة النصرة والفصائل” المتحالفة معها.
وفي ريف حلب الجنوبي، تتواصل الاشتباكات بين قوات النظام و”جبهة النصرة” في محيط بلدة العيس الستراتيجية والمطلة على طريق حلب-دمشق الدولي.
وتتقاسم قوات النظام والمتطرفين والاكراد والفصائل المقاتلة السيطرة على محافظة حلب “التي تملك مفتاح السلام أو الحرب في سورية”.
في سياق متصل، أعلن المرصد السوري عن مقتل 210 عناصر من قوات النظام ومتطرفين ومقاتلي المعارضة، منذ الأحد الماضي خلال معارك حلب، هم 82 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، و94 مقاتلا في “جبهة النصرة” والفصائل المتحالفة معها فضلاً عن 34 من “داعش”.
ووثق المرصد “مقتل 50 عنصراً من قوات النظام والموالين لها خلال قصف واشتباكات وكمائن في منطقة العيس بريف حلب الجنوبي، فضلا عن 61 مقاتلاً من الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة”.
كما قتل “20 مقاتلا من الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة النصرة خلال القصف والمعارك في محيط مخيم حندرات ومزارع الملاح في ريف حلب الشمالي بالاضافة إلى 14 من قوات النظام والمسلحين المتحالفين معها”.
وعلى جبهة أخرى، وثق المرصد “مقتل نحو 18 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بالإضافة الى عشرة عناصر من داعش في محيط خناصر بريف حلب الجنوبي الشرقي”.
وقرب الحدود التركية، قتل “13 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة والإسلامية خلال معارك مع “داعش” الذي فقد بدوره 24 عنصراً”.
إلى ذلك، أعلنت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، في بيان نشرته أمس، على موقعها الإلكتروني، أن 30 ألف شخص “نزحوا خلال 48 ساعة” هربا من معارك حلب، داعية تركيا الى فتح حدودها للسماح بمرورهم.
وذكرت المنظمة، نقلا عن مسؤولين في هذه المخيمات وعاملين انسانيين في تركيا، أن “زحف داعش في 13 و14 أبريل (الجاري) أجبر نصف سكان مخيمات اللاجئين شرق أعزاز قرب الحدود التركية البالغ عددهم 60 ألف نسمة على الفرار إلى مخيمات أخرى”.
ونددت باستخدام الجيش التركي لـ”الذخيرة الحية على بعض النازحين عند اقترابهم من الحدود المغلقة.
وأول من أمس، أعرب مسؤول رفيع المستوى في واشنطن عن “القلق البالغ” حيال معلومات عن هجوم لقوات النظام السوري “قرب حلب”، الأمر الذي أثار أيضا قلق مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمن فريدريكا موغريني.
وتزامن التصعيد العسكري وتأزم الوضع الانساني في حلب مع اليوم الثالث من جولة المفاوضات في جنيف حيث التقى مبعوث الأمم المتحدة الى سورية ستافان دي ميستورا أمس وفد الحكومة السورية.
وفي جنيف، قال المتحدث باسم هيئة التفاوض العليا التابعة للمعارضة السورية، سالم المسلط، أمس، إن “هيئة الحكم (التي تريدها المعارضة) ستكون ضمن مبدأ التكنوقراط، للحفاظ على استمرارية مؤسسات الدولة وخدماتها، باستثناء المؤسسة العسكرية والأمنية التي سيعاد تشكيلها”.
جاء ذلك في تغريدات نشرتها هيئة التفاوض في حسابها بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وتوضيحاً لموقف المعارضة من هيئة الحكم الانتقالي، بعد أنباء عن موافقة المعارضة مقاسمة النظام بحكومة انتقالية.
وكشف المسلط أن “هيئة الحكم الانتقالي التي يتم التفاوض من أجلها، لن تضم (رئيس النظام بشار) الأسد، أو أي أحد من زمرته ممن تلطخت أيديهم بدماء السوريين”.
موسكو تعلن تأييد مبادرة “مجموعة القاهرة”
أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو ستؤيد مبادرة “مجموعة القاهرة” للمعارضة السورية بشأن إنشاء مؤسسة حكم انتقالي تضم خمس هيئات إذا وافق السوريون عليها.
ونقلت مواقع إلكترونية عدة عن نائب وزير الخارجية المبعوث الرئاسي الخاص للشرق الأوسط وشمال إفريقيا ميخائيل بوغدانوف قوله، أمس، “إننا نؤكد فكرة رئيسة واحدة تتمثل في ضرورة تسوية السوريين أنفسهم لكل هذه المسائل في ما بينهم”، مؤكداً أن روسيا ليست طرفاً في النزاع، ونحن لا نستطيع فرض حلول أو إعدادها بدلاً من السوريين.
وأشار إلى أن المعارضة السورية يجب أن تجتمع وراء طاولة المفاوضات لبحث كل هذه المسائل والتوصل إلى قواسم مشتركة، مؤكداً أن موسكو ستدعم “ما سيكون مناسباً لها”.
ورحب بتشكيل القيادة الموحدة لمجموعة “موسكو- القاهرة” للمعارضة السورية، مشيراً إلى أن ذلك سيساعد على توحيد المعارضة في إطار وفد موحد. وأضاف “نحن بالطبع نؤيد ذلك ونؤيد تحديد أناس عقلاء في المعارضة التي توجد الآن مشتتة في جنيف”.
إيران تبتز أفغانيين من أجل القتال في سوريا كثير منهم هربوا مع قوافل اللاجئين إلى أوروبا
إيلاف...ترجمة عبدالاله مجيد من لندن
هرب الكثير من الأفغان المقيمين في طهران والذين أرسلهم النظام الإيراني إلى القتال في سوريا بالإكراه وتحت طائلة اعتقالهم أو طردهم إلى بلدهم الأم أفغانستان، هربوا مع قوافل اللاجئين من سوريا إلى أوروبا، بعد تجربة مريرة قضوها وهم يقاتلون في سبيل قضية غيرهم لتطاردهم أعمالهم الإجرامية.
 طهران: تتوافر أدلة متزايدة أكثر فأكثر على أن إيران ترسل آلاف الأفغان للقتال مع قوات النظام السوري. ويُجند الأفغان، الذين غالبيتهم من الهزارة الشيعة من أحياء المهاجرين الفقيرة والبائسة، في إيران، ثم يُشحنون للانضمام إلى ميليشيا متعددة الجنسيات، هي عمليًا "فرقة أجنبية" حشدتها إيران لدعم الأسد. لكن كثيرًا من هؤلاء، الذين جُندوا بالإكراه والابتزاز، قرروا الهروب من ساحات القتال، لينضموا إلى قوافل اللاجئين المتجهة نحو أوروبا. 
 جنازات المقاتلين الأفغان في سوريا يشارك فيها أحيانًا مسؤولون إيرانيون
وعود بالتجنيس
"أمير" واحد من هؤلاء الأفغان الهاربين، وهو في أوائل العشرينات من العمر، انتهى به المطاف طالب لجوء في المانيا. وكان أمير وُلد لأبوين لاجئين في أصفهان الإيرانية. وهو مثله مثل ما يقرب من 3 ملايين افغاني في ايران، عاش حياة مواطن من الدرجة الثانية. 
كان التعلم في مدرسة أو العمل في مكان ما متعذرًا على أمير، لعدم امتلاكه بطاقة هوية شخصية أو إقامة قانونية في إيران. وكان الخوف من الاعتقال والترحيل كابوسًا يعيشه أمير كل يوم. وكان من الصعوبة بمكان على أمير أن ينتقل بحرية أو يحصل على رخصة لقيادة السيارة أو حتى ان يشتري بطاقة شريحة (سيم كارد) لهاتفه الخلوي. 
في هذا الوضع المزري تلقى أمير ذات يوم عرضًا أحدث انقلابًا في حياته. يروي أمير قائلًا "ان بعض الأفغان القريبين من الحرس الثوري الايراني" تحدثوا معه ومع اصدقاء له في المسجد الذي يصلّي فيه. اضاف في مقابلة اجرتها معه "بي بي سي" في مدينة ألمانية صغيرة: "اقترحوا علينا ان نذهب الى سوريا للمساعدة على الدفاع عن الأضرحة الشيعية ضد داعش، وقالوا اننا سنحصل على جوازات سفر، ونعيش حياة سهلة بعد ذلك، بل سنكون مواطنين ايرانيين، ونستطيع ان نشتري سيارات وعقارات...".
الحرس الثوري الإيراني وعد المقاتل أمير بأن يحصل على جواز سفر إيراني إن قاتل في سوريا
"ما فعلته يطاردني"
انخرط أمير في "لواء فاطميون"، وهو ميليشيا افغانية بالكامل، يقودها ضباط من الحرس الثوري الايراني. ورغم عدم امتلاك المجندين الأفغان جوازات سفر، فانهم نُقلوا جوًا الى سوريا مباشرة في طائرات خاصة. 
وقال أمير "ان الحرس الثوري كان يتولى كل شيء، وحين وصلنا رأينا آثار الرصاص وأضرار القصف. كانت ساحة حرب، وما فعلتُه وشاهدتُه هناك ما زال يلاحقني. فأنا لا استطيع النوم وأغضب بلا سبب". 
يقول البروفيسور سكوت لوكاس من جامعة برمنغهام البريطانية، الذي يتابع التدخل الايراني في سوريا، "ان اولى الميليشيات الأفغانية بدأت تصل في عام 2012"، مشيرا الى ان الحرس الثوري الايراني قرر ان جيش النظام السوري "لا يستطيع النجاح بمفرده". ونقلت "بي بي سي" عن البروفيسور لوكاس قوله "ان خطوط الجبهة كانت مستنزَفَة، والرجال يحاولون التهرب من الجندية".
ربما وصل عدد الذين جندوا من قبل الحرس الثوري الإيراني إلى 10.000 مقاتل أفغاني
تجنيد الأجانب
لذا قرر الايرانيون تشكيل ما يُسمى "قوة الدفاع الوطني" من 50 الف عنصر للقتال الى جانب جيش النظام. وبسبب نقص المقاتلين الراغبين في القتال في سوريا بدأ الايرانيون يبحثون في اماكن أخرى، واخذوا يجنّدون إيرانيين وأفغان ولبنانيين وعراقيين وباكستانيين من الشيعة. 
في مخيم للاجئين في جزيرة ليزبو اليونانية، تحدث مراهق كانت آثار الصدمة النفسية بادية عليه، عن مقاتلي "لواء فاطميون"، وكيف كانوا يُدفَعون الى المقدمة، ليكونوا الموجة الأولى من المقاتلين الذين يمكن التضحية بهم. 
أفغانيون عدة قالوا إنهم تعرّضوا للتهديد بالترحيل أو السجن إن لم يتوجهوا إلى سوريا
قال "كنا أحيانًا بلا مؤن، او ماء أو خبز، نعاني من الجوع والعطش وسط الصحراء. كنا فرقة مشاة خفيفة نسير 20 ـ 30 كلم لمواجهة "العدو" ومقاتلته. وكنا نسيطر على الأرض بثمن باهظ، ثم نسلمها الى الجنود السوريين، لكنهم كانوا عادة يخسرونها مجددا لمصلحة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش". وذات ليلة طوّقونا في بستان، واطلقوا علينا قاذفات آر بي جي، ورأيت رفيقي يتمزّق اربًا اربًا امام عيني. بعد ذلك كرهتُ الحرب، وبدأتُ اخاف من الحرب". 
إيران تؤكد أن جميع المقاتلين الأفغان هم جميعًا متطوعون يريدون الدفاع عن المقامات الشيعية في سوريا
معركة حلب
في ميناء ميتيلين اليوناني، قال افغاني آخر هارب من سوريا "أخذونا الى الحرب بالقوة. لم أكن راضيًا، لكنهم قالوا انهم سيرحلوني الى افغانستان أو يضعوني في السجن، لأني افغاني لا يملك بطاقة هوية. انتهى بي المطاف في معتقل أصغر آباد قبل ان ألتحق".
لا تتوافر ارقام رسمية عن عدد الأفغان، الذين ارسلتهم ايران للقتال في سوريا، أو عدد القتلى منهم. لكن منظمة هيومان رايتس ووتش لحقوق الانسان قدرت أخيرا ان الحرس الثوري ربما جنَّد زهاء 10 آلاف افغاني.
بينما يؤكد مقاتلون أفغان أن قادتهم الإيرانيين أجبروهم على القيام بعمليات خطيرة
 وإذ تستعد قوات النظام لشن هجوم واسع في محافظة حلب، مع موسم الربيع، يبدو ان "الفرقة الأجنبية"، التي شكلتها ايران ستقاتل، ويُقتل افرادها من أجل الأسد لفترة اخرى مقبلة. 
 تأكيد في الأمم المتحدة على المحاسبة في سورية
نيويورك - «الحياة» 
طالب ديبلوماسيون وناشطون سوريون في الأمم المتحدة، بوضع مسألة المحاسبة السياسية في صلب العملية السياسية في سورية، ذلك في جلسة غير رسمية نظّمتها مجموعة دول، بينها قطر والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وتركيا وألمانيا ولشتنشتاين وهولندا والدنمارك والسويد.
وأكد السفير السعودي عبدالله المعلمي، ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، «وألا يكون له موقع في إدارة سورية المستقبل بسبب المعاناة التي سبّبها للشعب السوري بأكمله».
وقال أن الأسد سبب «إفلاس الوطن والشعب والدولة في سورية، وقادها الى حواف الانهيار في كل المجالات»، وأنه بسبب تلطّخ يديه بالدماء «فإن العدالة لا يمكن أن تتحقق على يديه».
وأضاف: «إن كنا صادقين في طلب العدالة للشعب السوري، فإن المساءلة يجب أن تبدأ مع أول من تسبّب» بارتكاب الجرائم. وجدّد تأكيد أن القضاء على تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة»، «لا بد أن يتم من خلال التعامل بحسم مع النظام السوري»، لأنه تعمّد إيجاد الفراغ لمصلحة التنظيمات الإرهابية.
وشدّد المعلمي على تمسّك المملكة العربية السعودية بالحل السلمي المبني على «بيان جنيف»، وإنشاء هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة.
وأدلى الناشط السوري والمعتقل السابق مازن دوريش بشهادة، أكد فيها ضرورة إجراء المحاسبة «بهدف حماية الشعب السوري من استمرار الأعمال الانتقامية التي تطيل الحرب الأهلية، في حال غياب المحاسبة».
كذلك، شدّد على ضرورة إيجاد لجان الحقيقة والعدالة وجبر الضرر لتمهيد الطريق نحو مصالحة حقيقية في سورية، و «حماية الأقليات من الأعمال الانتقامية على الجرائم التي ارتكبتها السلطة والجماعات التابعة لها».
كما لفت الى الحـــاجة الى «بنك للمعلومات لتوثيق الجرائم»، والى «صندوق خاص للتعويض على الضحايا»، مشيراً الى المصـــــــير البائس الذي يواجه مئات الآلاف في سورية نتيجة أعمال الاعتقال التعسّفي والإخفاء القسري.
وتحدثت الناشطة سيما نصر، حول النساء المعتقلات في سورية، مشيرة الى أنهن «يخضعن للابتزاز الجنسي، إن في معتقلات داعش أو النظام السوري، حيث يعاملن كسبايا».
وأوضحت أن المعتقلات لدى النظام السوري «يضطررن الى دفع الأموال لإخلاء سبيلهن أو لإحالتهن الى المحكمة».
وقالت إن أسماء ٤١٢٥ امرأة «وثّقت حتى الآن، على رغم وجود الكثير من غير الموثّقين»، وإن بين المعتقلات ٢٠٠ طفلة تحت سن الـ١٨، وإن ٣٣ حالة ولادة سجلت حتى الآن في سجن عدرا (قرب دمشق) وحده. ولفتت الى معاناة السجينات اللواتي لا يحصلن على الرعاية الطبية، وأن ٦٧ سجينة «لا يعرف مصيرهن أو مكان اعتقالهن».
وتحدثت المفوضة السابقة لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي، مشيرة الى أن إحالة الوضع في سورية على المحكمة الجنائية الدولية تعطّلت بسبب الفيتو الروسي - الصيني في مجلس الأمن.
وقالت إن قوانين الحرب التي وضعت بعد الحرب العالمية الثانية، «يتم تجاهلها بالكامل في سوريــة من أطراف النزاع، حيث المدنيون هم الهدف الرئيسي للعنف».
وأكدت ضرورة أن يتضمن الحل السياسي «إنهاء الحصانة، ومشاركة الأقليات والنساء في عملية المصالحة، وإجراءات بناء ثقة تعالج مسائل الاعتقال التعسفي والخطف والإخفاء والتعذيب وإعادة المهجرين». كما طالبت بيلاي بإخضاع مراكز الاعتقال لرقابة اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأكدت السفيرة القطرية علياء بنت أحمد آل ثاني، حق الشعب السوري في المحاسبة على الجرائم التي ارتكبت بحقه، مشددة في كلمة افتتحت بها الجلسة، على أن أي حل سياسي يجب أن يتضمن المحاسبة.
وقالت السفيرة الأميركية سامنثا باور، إن نظام الأسد هو «في مقدم مرتكبي الجرائم في سورية، على رغم أن داعش والمجموعات المسلّحة الأخرى مسؤولة عن الجرائم التي ترتكبها». وأضافت أن «الشعب السوري هو من سيختار التوازن الأفضل بين العدالة والمحاسبة والمصالحة».
دي ميستورا يلتقي وفدي الحكومة والمعارضة ومطالب بإدخال مساعدات إلى المناطق المحاصرة
لندن، جنيف - «الحياة»، أ ف ب 
التقى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أمس في شكل منفصل وفدي الحكومة السورية برئاسة بشار الجعفري و رئيس «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة العميد أسعد الزعبي فور وصول الوفد الحكومي بعد مشاركة عدد من أعضائه في انتخابات برلمانية أجريت الأربعاء، واعتبرتها المعارضة ودول غربية «مهزلة»، في وقت تجددت مطالبة دمشق بتعجيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة.
وكان دي ميستورا قال أن الانتقال السياسي سيكون محور الجولة الحالية من مفاوضات السلام التي تسعى لإنهاء خمس سنوات من الحرب، فيما قال الناطق باسم «الهيئة» التي تمثل المعارضة الرئيسية الخميس أن الهيئة مستعدة للمشاركة في هيئة حكم انتقالي مع أعضاء حاليين من حكومة الرئيس بشار الأسد، ولكن ليس الأسد نفسه.
ويقول الأسد أنه يعتقد أن محادثات جنيف يمكن أن تُثمر عن حكومة سورية جديدة تضم المعارضة ومستقلين وموالين، لكنه رفض في شكل صريح فكرة سلطة انتقالية.
وأعلن ممثلون عن مؤتمري موسكو والقاهرة (لقاءان جمعا شخصيات وأحزاباً معارضة لم تشارك في لقاء الرياض الذي انبثقت منه الهيئة العليا) الذين التقوا دي ميستورا مساء أول من أمس أن البحث تطرق إلى صلب عملية الانتقال السياسي. واستمع دي ميستورا إلى رؤيتهم حول كيفية تشكيل الجسم الانتقالي وشكله وصلاحياته.
وانتهت الجولة السابقة من محادثات جنيف في 24 آذار (مارس) من دون تحقيق أي تقدم باتجاه التوصل إلى حل سياسي للنزاع الذي تسبب خلال خمس سنوات بمقتل أكثر من 270 ألف شخص.
ولا يزال مستقبل الأسد نقطة الخلاف الرئيسية بين طرفي النزاع والدول الراعية لهما، إذ تصر المعارضة على رحيل الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية، فيما تعتبر دمشق أن مستقبل الرئيس غير خاضع للنقاش ويتقرر عبر صناديق الاقتراع فقط.
داريا
وانتفقد مسؤولون غربيون ومعارضون سوريون عرقلة دمشق إيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق محاصرة بينها داريا وحرستا ودوما في ريف دمشق.
وقال عضو الهيئة السياسية في «الائتلاف الوطني السوري» المعارض ياسر فرحان أن «تعنت نظام الأسد ورفضه رفع الحصار عن المدن المحاصرة، يفاقمان معاناة المدنيين، ويتسبب بمشاكل متجددة، وأهمها لقاحات الأطفال، والتي تهدد حياتهم وتعرضهم للإصابة بالكثير من الأوبئة والأمراض المزمنة، ما يرقى بممارسة النظام هذه إلى مستوى جريمة حرب».
ونقل «الائتلاف» عن فرحان مطالبته «مجلس الأمن ومجموعة العمل الدولية بالضغط على نظام الأسد وميليشيا حزب الله بفك الحصار عن تلك البلدات وبقية المناطق المحاصرة»، متسائلاً: «كيف يكون وفد النظام في جنيف يفاوض على الحل بينما قواته تحاصر الأطفال وتمنع عنهم اللقاح والغذاء؟».
وأطلق المحاصرون في مضايا وبقين والزبداني بريف دمشق الليلة الماضية، نداء استغاثة من أجل إدخال اللقاحات اللازمة للأطفال إلى المناطق المحاصرة. وأكد المحاصرون أن الأطفال لم يتلقوا أي لقاح منذ عام كامل، ما يعني خطراً كبيراً على صحة الأطفال وسلامتهم.
كما ناشد المحاصرون في تلك البلدات المحاصرة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية «إنقاذ الأطفال الذين سيبنون مستقبل سورية التي يطمح إليها كل السوريين، سورية الخالية من الاستبداد والإرهاب»، وفق بيان «الائتلاف».
هولاند يقول ان مقاربة فرنسا «مثال يُحتذى»
الحياة...باريس - أ ف ب
اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في حوار تلفزيوني مساء الخميس، أن بلاده كانت «مثلاً يحتذى» في مقاربتها للنزاع السوري منذ بدايته في 2011، بدعمها المعارضة حتى اليوم، وبتأييدها حلاً تفاوضياً يقصي في نهاية المطاف الرئيس بشار الأسد.
وقال هولاند في حوار مباشر على الهواء عبر قناة «فرانس-2» العامة، رداً على سؤال عن الــــتدخل العسكري الروسي في سورية ودور موســـــكو في حل النزاع، أن «ما نقوم به مع روسيا هو السعي الى حل سياسي لا يكون في نهايته بشار الأسد هو الحل، هذا أمر مؤكد».
وأضاف أن «الأسد ليس الحل. اليوم، جزء من سورية يخضع لسيطرته، ثلث مساحة سورية، وبالتالي نحن في حاجة الى أن تتم مفاوضات، وهذا ما هو حاصل الآن»، في إشارة الى مفاوضات السلام في جنيف.
وعن موقف فرنسا من الأزمة السورية، لفت هولاند الى أن مقاربة باريس كانت «مثالية في الملف السوري: فرنسا هي التي كانت على حق منذ 2012 وحتى اليوم، وفرنســـــا هي التي، مع بقية الشركاء، تسمح بحصول مفاوضات سياسية».
وتابع: «لا يمكنكم أن تشكّوا البتة في ما كان عليه موقف فرنسا. منذ 2012 وفرنسا تقف الى جانب الديموقراطيين السوريين، فرنسا دعمت المعارضة السورية، فرنسا قاتلت داعش، ويشرفنا أن نكون قد أردنا التدخل عندما كانت هناك أسلحة كيماوية».
وأعرب الرئيس الفرنسي عن أسفه لعدم حصول التدخل العسكري في صيف 2013، مؤكداً أنه «لأننا لم نفعل شيئاً، فقد صبّ هذا الأمر في مصلحة داعش وكل تحالفاته مع المتطرفين».
ويقوم وزير الخارجية الفرنسي جان - مارك آرولت الثلثاء بزيارة إلى موسكو، حيث يبحث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف النزاع في سورية وأزمتي أوكرانيا وليبيا، وفق الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال. وستكون تلك الزيارة الأولى لرئيس الوزراء السابق إلى روسيا منذ تعيينه وزيراً للخارجية في شباط (فبراير).
واستؤنفــــت في جــــنيف الأربعاء، مفــــاوضات السلام غير المباشرة بين النظام السوري والمــــــعارضة، والتي لا تزال نقطة الــــخلاف الرئيسية فيها هي مـــصير الأسد، الذي تصر المعارضة على رحيله مــــع بدء الـــــمرحلة الانتقالية، فيما تعتبر دمشــــق أن مستقبل الأسد ليس موضـــــع نقاش ويتقرّر عبر صناديق الاقتراع فقط.
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,332,970

عدد الزوار: 7,628,509

المتواجدون الآن: 1