الروس يتحركون مع إيران رئاسياً... والنتائج محدودة ..هولاند: أرغب بالعودة في أسرع وقت للقاء رئيس الجمهورية.. جعجع: محور الممانعة فكك دولاً والمصالحة مع عون تاريخية

هولاند للنواب: الجواب الرئاسي معكم.... بري يثير الهواجس الأمنية والنفطية والانفراجات الإقليمية.. وسلام يطلب الدعم لرفع أعباء النزوح

تاريخ الإضافة الأحد 17 نيسان 2016 - 5:28 ص    عدد الزيارات 1998    التعليقات 0    القسم محلية

        


 


هولاند للنواب: الجواب الرئاسي معكم.... بري يثير الهواجس الأمنية والنفطية والانفراجات الإقليمية.. وسلام يطلب الدعم لرفع أعباء النزوح
المستقبل...
بمزيج من الشعور بالسرور لاستضافة رئيس دولة عظمى في بيروت وبالأسى والأسف لحؤول الشغور دون أن يكون رئيس الجمهورية في طليعة مستقبليه والمحتفين بقدومه في قصر بعبدا، استقبل لبنان الرسمي أمس الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي انتقل فور وصوله من مطار رفيق الحريري الدولي إلى ساحة النجمة حيث أعدّ له رئيس مجلس النواب نبيه بري استقبالاً رسمياً عند مدخل المجلس قبل أن يعقدا اجتماعاً في مكتب بري بحضور نائبي رئيسي مجلسي النواب والوزراء تلاه اجتماع موسع لبناني فرنسي فمؤتمر صحافي مشترك انتقل بعده هولاند إلى السرايا الحكومية ليجتمع برئيس الحكومة تمام سلام، ليعود فيختتم يوم زيارته الأول لبيروت بلقاء عدد من الشخصيات السياسية في قصر الصنوبر. وإذا كان كل من بري وسلام قد أثار مع الضيف الفرنسي جملة مواضيع وملفات تحاكي الهموم الوطنية وفي طليعتها همّ الفراغ المدوي في رئاسة الجمهورية، فإنّ هولاند صارح في رسالته اللبنانيين بأنه لا يحمل أي جواب رئاسي لهم متوجهاً من تحت سقف البرلمان اللبناني إلى أعضاء المجلس بالقول: «الجواب ليس في يدي الجواب معكم» في إشارة إلى كون مفتاح الحل والربط في انتخاب الرئيس هو في يد النواب اللبنانيين أنفسهم دون سواهم.

وعن لقاء ساحة النجمة، نوهت مصادر رئيس المجلس النيابي بأجوائه الجيدة وأوضحت لـ«المستقبل» أنّ بري استهله بالإعراب عن أسفه لاستمرار الشغور في موقع الرئاسة الأولى مستعرضاً مع هولاند عدد الجلسات الرئاسية التي لم تفض حتى الساعة إلى انتخاب رئيس مع إشارته إلى أن جلسة الغد الاثنين ستكون السابعة والثلاثين التي يدعو إليها لإنجاز الاستحقاق المتعثر بسبب عدم النجاح طيلة الجلسات السابقة في تأمين نصاب الثلثين القانوني لانعقادها. ولفت بري في الوقت عينه إلى أهمية الحوارات الجارية على مستوى المنطقة لما تعكسه من إيجابيات تفيد لبنان وتريحه في الموضوع الرئاسي وفي غيره من الملفات، خاصاً بالذكر في هذا المجال الدور المحوري الذي يلعبه أمير الكويت في رعاية واستضافة الحوار اليمني اليمني، وأبدى تفاؤله بنجاح هذا الحوار مؤكداً أنّ لبنان يراهن على هذا النوع من الحوارات لأنه يحقق نوعاً من التقارب بين قوتين إقليميتين كبيرتين هما السعودية وإيران بشكل ينعكس إيجاباً على ساحات المنطقة ومن بينها لبنان.

كذلك أفادت المصادر أنّ بري أثار مع الرئيس الفرنسي موضوع الهبة السعودية المجمّدة لتزويد الجيش بأسلحة فرنسية مبدياً استغرابه لقرار تجميدها ومطالباً باريس، لما لها من موقع دولي ولما يربطها من صداقة مع المملكة العربية السعودية ولما تكنّه من حرص على لبنان، بأن تبادر للمساعدة في إعادة تفعيل هذه الهبة ربطاً بالمسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتق المؤسسة العسكرية وبحاجة الجيش الملحّة للمساعدات العسكرية في هذه المرحلة الدقيقة التي يخوض فيها حرباً ضد الإرهاب. ونقلت المصادر في المقابل أنّ هولاند وعد بري بالقيام بما أمكن للمساعدة في هذا الموضوع.

وإذ لفت بري إلى أنّ أهم مساعدة دولية مطلوبة في سبيل رفع أعباء النزوح السوري هي في حل المشكلة الأساس من خلال دفع المجتمع الدولي باتجاه إبرام حل سياسي للأزمة السورية ينهي الحرب المندلعة هناك ويساعد السوريين واللبنانيين وكل المنطقة على التخلص من أعبائها، أثار بري أيضاً مع هولاند مسألة الخروق الإسرائيلية المستمرة براً وجواً وبحراً للسيادة اللبنانية، مشيداً في المقابل بالدور الذي تلعبه الكتيبة الفرنسية المنضوية تحت راية قوات الطوارئ الدولية لحفظ الأمن والاستقرار على جبهة الجنوب منذ العام 1978 لا سيما وأنها كانت الكتيبة الوحيدة التي سُجّل لها التصدي بالنار للاعتداءات الإسرائيلية على بلدات جنوبية. ومن هذا المنطلق طالب رئيس المجلس فرنسا بلعب دور في سبيل مساعدة لبنان على ترسيم الحدود البحرية والحفاظ على ثروته النفطية خصوصاً وأنّ هناك العديد من الشركات العالمية ومن بينها «توتال» الفرنسية مهتمة بالاستثمار في هذا القطاع الحيوي للبنان، معرباً في المقابل عن رفض الوضع الذي خلقته إسرائيل بتعديها على المنطقة الاقتصادية الخاصة، ولفت انتباه هولاند إلى خطورة استمرار الوضع على ما هو عليه باعتباره يشكل «شرارة حرب» جديدة محتملة بين لبنان وإسرائيل، داعياً في ضوء ذلك إلى مسارعة المجتمع الدولي إلى حل هذه الإشكالية من خلال ترسيم الحدود البحرية لمنع خطر اندلاع أي حرب مستقبلاً، علماً أنّ كل اللبنانيين موقفهم واحد موحد ضد إسرائيل في حال اندلاع مثل هذه الحرب.

السرايا

وإلى السرايا الحكومية حيث أقام رئيس مجلس الوزراء استقبالاً رسمياً للرئيس الفرنسي عقدا بعده اجتماعاً ثنائياً تلاه آخر موسع قبل أن يعلنا في مؤتمر صحافي مشترك أبرز محاور نقاشاتهما سواءً في ما يتعلق بالملف الرئاسي أو بقضية النازحين أو بالمساعدات العسكرية والتهديدات الإرهابية والأمنية للبنان. وإذ أعلن هولاند أنّ المساعدة الفرنسية إزاء النزوح السوري في لبنان ستصل إلى 50 مليون يورو هذا العام و100 مليون يورو في السنوات الثلاث المقبلة مع تأكيد عزم باريس على العمل في سبيل إعادة توزيع لاجئين من لبنان في دول أوروبية، أوضحت أوساط حكومية لـ«المستقبل» أنّ سلام ركز خلال محادثاته مع هولاند على مطالبة فرنسا باستئناف جهودها من أجل الدفع في سبيل إنهاء الشغور الرئاسي وبتقديم الدعم للبنان سواءً من خلال تقديم مساعدات عسكرية فرنسية للجيش اللبناني أو عبر ما يمكن أن تقوم به باريس في المحافل الدولية في سبيل مساعدة لبنان على تحمل ورفع أعباء النزوح السوري، مشيرةً في الملف الرئاسي إلى أهمية «الرسالة» التي وجهها الرئيس الفرنسي إلى اللبنانيين بقوله إنّ مفتاح إنهاء الشغور الرئاسي بيدهم ويستطيعون إذا عزموا واتفقوا أن ينتخبوا رئيساً للجمهورية.

وعن خلاصة الاجتماع، وصفت الأوساط الحكومية أجواء لقاء السرايا بـ«الجيدة جداً» منوهةً بما عبّر عنه الرئيس الفرنسي من تقدير بالغ للدور الذي يضطلع به الرئيس سلام ولحكمته في إدارة المرحلة الحساسة الراهنة، كما أشادت بالرغبة الصادقة التي نقلها هولاند وعبّر عنها في مختلف محاور محادثاته مع رئيس الحكومة لجهة تأكيده مكانة لبنان وأهميته بالنسبة لفرنسا وحرصها الدائم على دعم وتحصين استقراره سياسياً ومؤسساتياً وأمنياً.

قصر الصنوبر

ومساءً، أقيم حفل استقبال للجالية الفرنسية في قصر الصنوبر ألقى خلاله هولاند خطاباً، ثم أعقبته مائدة عشاء شكلت مناسبة لالتقاء الرئيس الفرنسي بعدد من المسؤولين اللبنانيين أبرزهم الرئيس ميشال سليمان ورئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط ورئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل.

هولاند: أرغب بالعودة في أسرع وقت للقاء رئيس الجمهورية.. التقى بري وسلام واستقبل سليمان وجنبلاط وجعجع وفرنجية وباسيل
المستقبل..
حمل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في زيارته إلى لبنان رسالة «بسيطة وواضحة» مفادها أن بلاده «تحرص على ان يعزّز الامن في لبنان من خلال التعاون العسكري«، مشدّداً على رغبته بالعودة «في اسرع وقت لكي ألتقي برئيس الجمهورية«، غير أنه أوضح أن «الجواب ليس في يدي، الجواب مع البرلمانيين اللبنانيين، لانه عليكم ان تحلوا هذه الازمة وان تنتخبوا رئيساً للجمهورية اللبنانية«.

وجدد هولاند تأكيده أن «فرنسا تقف الى جانب لبنان بحكم علاقات التاريخ والقرب الجغرافي بالتأكيد«، مشيراً إلى أن الاعتداءات الارهابية التي طاولت لبنان وفرنسا «كانت تستهدف ما نمثله معا، الحرية والتعددية والتنوع وارادة العيش المشترك«، كاشفاً عن أن بلاده التي تحرص على تعزيز الوضع الاقتصادي اللبناني لمواجهة أعباء اللاجئين السوريين «سوف تجند قوى المجتمع الدولي، حيث سيجتمع وزير الخارجية الفرنسي في بيروت مع مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان في 27 أيار المقبل».

وكان الرئيس الفرنسي وصل عند الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر أمس الى بيروت على متن طائرة خاصة مع وفد ضم وزيري الدفاع والثقافة ومسؤولين حكوميين، في اطار زيارة تستمر يومين، «حاملاً معه رسالة مشدّدة تتضمن دعوة اللبنانيين والشركاء الاقليميين إلى التحرّك من أجل فصل الوضع في لبنان عن التوترات الاقليمية لا سيما في الملف الأمني»، على ما صرّح به مصدر مأذون رفيع في قصر الأليزيه. وبسبب الفراغ الرئاسي الذي يعاني منه لبنان منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق العماد ميشال سليمان في 25 أيار 2014، ولتعذّر إحاطة الضيف الكبير بكل المراسم البروتوكولية المفروضة، كان في استقبال هولاند على أرض المطار وزير الدفاع سمير مقبل، قائد منطقة بيروت العسكرية العميد غسان الطفيلي ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، قائد جهاز امن المطار العميد جورج ضومط، سفير فرنسا في لبنان مانويلا بون واركان السفارة، المدير العام للطيران المدني محمد شهاب الدين، رئيس المطار المهندس شادي الحسن، وضباط من القوات الفرنسية العاملة في اطار اليونيفيل.

ساحة النجمة

ومن ساحة النجمة كتبت الزميلة ريتا شرارة: على مسافة يومين من الدعوة الـ 38 لمحاولة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهي محاولة يائسة لا تلبث تتكرر من نيسان عام 2014، صدحت الـ»مارسياز» قوية في ساحة النجمة، تلاها النشيد الوطني اللبناني ترحيباً، من لبنان، بالرئيس الفرنسي. فعند الساعة الثالثة من بعد الظهر، سار هولاند على السجادة الحمراء المفروشة من درج البرلمان حتى ساعة النجمة، والى يمينه رئيس المجلس نبيه بري في اتجاه البرلمان امام عدسات عشرات الكاميرات المحلية والاجنبية.

وكانت لهولاند جولة مكثفة بين مكتب بري وقاعة الاجتماعات المرفقة حيث اجتمع بهيئة مكتب المجلس. هناك، تعددت المواضيع وتنوعت انطلاقا من الرئاسة الاولى. والحديث في هذا السياق جاء بعد سؤال للنائب سيرج طورسركيسيان الى هولاند وفيه «هل صحيح انه اجرى اتصالاً هاتفياً بأحد المرشحين الى الكرسي الاولى؟». فسارع بري بالقول ممازحاً ومعقباً لهولاند: «دعك منه. لا علاقة له بالانتخابات الرئاسية. فهو ارميني». عندها، تدخل النائب انطوان زهرا معرفاً: «انا الماروني الوحيد على هذه الطاولة». فلاقاه طورسركيسيان: «اذاً انا ارشحك للرئاسة الاولى». فكان هذا الكلام مقدمة ليقول هولاند للنواب ما ردده في تصريحه الرسمي ان لا علاقة لفرنسا بهذه الانتخابات التي تقع على مسؤولية نواب الامة اللبنانية حصراً. ومن ثم تناول هولاند مسألة الارهاب من باب الحرب في سوريا. فقال ان مشكلة الارهاب «لا تحل بالقصف الجوي انما بالحوار السياسي الذي يشارك فيه الاطراف المعنيون كلهم». ومن هنا، تساءل عن مصير الاتفاق الامني بين الجيشين الفرنسي واللبناني آملا اقراره في الهيئة العامة. فاجابه النواب ان هذا الاتفاق انجز في اللجان النيابية المعنية، وانه احيل على الهيئة العامة للمجلس في انتظار انعقادها. فتدخل بري مباشرة شارحاً الصعوبة امام التشريع راهناً. وقال ان هذه الصعوبة لا يجدها «دستورية» انما على علاقة بالميثاق، مكررا ضرورة ان يسلك تشريع الضرورة طريقه مجدداً الى القاعة العامة. ومن العناوين التي طرحت في اللقاء، على ما قيل لـ «المستقبل» ما يتعلق بحوار الحضارات والحوار الاسلامي- الاسلامي. فلفت النواب إلى ان هولاند «مطلع بشكل جيد» على اعلان الرباط، واعلان الازهر واعلان بيروت (المقاصد). وهنا، استفاد النائب احمد فتفت من دعوة هولاند الى تفعيل حوار الحضارات ليثير معه المقاطعة الفرنسية لنشاط قامت به نقابة الاطباء في طرابلس في جامعة البلمند على اساس ان كلمة طرابلس ذكرت في بطاقة الدعوة، لا اكثر. وطلب اليه ان تشجع فرنسا رعاياها بالتوجه الى المدينة، فوعده خيرا، وكرر هذا الوعد له مجدداً وهو يهم بالخروج من المجلس متجهاً الى كنيسة مار جرجس للروم الارثوذكس والجامع العمري الكبير.

لم يدم اجتماع هولاند باعضاء هيئة مكتب المجلس اكثر من نصف ساعة بغياب النائب مروان حمادة بعد اجتماع ضمه وبري ونائب رئيس المجلس فريد مكاري ووزير الدفاع الوطني سمير مقبل والدكتور محمود بري.

على الاثر، عقد بري وهولاند مؤتمراً صحافياً مشتركاً، استهله بري بالقول انه «مهما كان شعوري وشعور الزملاء وشعور كل اللبنانيين بالسرور لاستقبال رئيس الجمهورية الفرنسية (...)، انما يبقى هناك ضيق، حقيقة لا نستطيع ان نخفيه، وهو اننا كنا نتمنى ان يكون هناك مثل هذا الاستقبال او اهم منه في القصر الجمهوري بوجود رئيس جمهورية للبنان. كنا نتمنى ان يكون هناك رئيس جمهورية ليستقبل كبيراً آتياً من فرنسا الى لبنان ليتفقدنا ويراعي مشاكلنا ويساعد على حلها، فأهلاً وسهلاً بالسيد الرئيس في كل الحالات».
أضاف: «كانت جولة من المحادثات تناولت مواضيع عدة بما فيها الهبة للجيش اللبناني، وما يتعلق بالحدود البحرية والاعتداءات الاسرائيلية. كذلك جرى الحديث عن اللاجئين ومحاولة الحل السياسي كي نستطيع ان نخفف من الاعباء التي يرزح تحتها لبنان، الى المواضيع التي تتعلق بالمنطقة، واليمن، وسوريا، والعراق وليبيا الى ما هنالك من مشاكل وحروب وفتن، وركزنا خصوصا على موضوع الارهاب«.

ومن ثم هولاند قائلاً: «أود اولاً ان اشكرك على استقبالي هنا في مجلس النواب اللبناني مع زملائكم الذين شاركوا في هذا اللقاء. اردت فعلا ان آتي الى لبنان في هذا السياق الصعب، وهو سياق تعيشونه هنا في لبنان. انها المرة الثانية التي ازور فيها لبنان منذ اصبحت رئيساً للجمهورية، المرة الاولى في العام 2012 في ظروف صعبة بسبب اغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي وسام الحسن. جئت اليوم، ونحن نقف الى جانبكم لان لبنان محاط بأزمات وحروب وهو يريد ان يعيش في الوحدة وفي الامن. ولبنان الذي يعرف الحروب على حدوده يعرف ايضا التهديد الارهابي، فهذا البلد استقبل ويستقبل الكثير من اللاجئين، اكثر من مليون و500 الف لاجئ، وعلينا تالياً ان نؤمن للبنان التضامن والمساعدة. ونحن نقوم بذلك في فرنسا بروح من الاحترام والصداقة لان الروابط بين فرنسا ولبنان هي روابط تاريخية وثقافية ولغوية واقتصادية ايضا، ولكنها في الاساس روابط انسانية، فهناك عدد كبير من اللبنانيين الذين لديهم روابط بفرنسا، وهذا يدعوهم للتواجد في فرنسا في بعض الظروف«.

أضاف: «رسالتي بسيطة للغاية، فرنسا تقف الى جانب لبنان وهي ستحرص على ان يعزّز الامن فيه من خلال التعاون العسكري. فرنسا تقف الى جانب لبنان لانه علينا ان نعطيكم مع الاسرة الدولية الوسائل للقيام بذلك، وفرنسا ستشارك في هذه الجهود. فرنسا تقف الى جانب لبنان على الصعيد الاقتصادي ايضا، لان لبنان هو المنفذ بالنسبة الى المنطقة، ولا بد له من ان يتمتع بحيوية اقتصادية من خلال نظام مصرفي واقتصادي. تحدثت عن ذلك مع دولة الرئيس، اريد ان اعود الى لبنان في اسرع وقت لكي التقي برئيس الجمهورية، ولكن الجواب ليس في يدي، الجواب معكم، الجواب مع البرلمانيين اللبنانيين، وانتم تمرون في مرحلة حاسمة فعلا لانه عليكم ان تحلوا هذه الازمة وان تنتخبوا رئيساً للجمهورية اللبنانية، فهذا يعتبر بمثابة مؤشر، وايضا سيشير الى ما يمكنكم القيام به بالرغم من صعوبة المشاكل التي تعرفها المنطقة. انا اثق بكم واعرف انكم ستتمكنون من القيام بذلك«.

السرايا الحكومية

وفي الرابعة والنصف وصل هولاند إلى السرايا الحكومية وسط تدابير أمنية أكثر من مشدّدة في السرايا ومحيطها وتدابير خاصة بالزيارة. وكان في استقباله في الباحة الداخلية للسرايا رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الذي صافحه واستعرض معه ثلة من حرس سرية رئاسة الحكومة في وقت عزفت موسيقى قوى الأمن الداخلي ترحيباً بالضيف.

ثم دخل هولاند إلى السرايا وصافح عدداً كبيراً من موظفي ومسؤولي السرايا وعلى الفور عقد سلام وهولاند اجتماعاً ثنائياً في حين عقد مقبل اجتماعاً ثنائياً مع نظيره وزير الدفاع الفرنسي وعقد وزير الثقافة روني عريجي اجتماعاً ثنائياً مع نظيرته الفرنسية.

وبعد الاجتماعات الثنائية، التي تناولت الأوضاع في لبنان والمنطقة وحاجات لبنان الدفاعية والعسكرية والثقافية، عقد اجتماع موسع ضم سلام وهولاند ومقبل وعريجي ووزيري الدفاع والثقافة الفرنسيين والوفد المرافق لهولاند وعدد من المسؤولين اللبنانيين تم خلاله البحث في مجمل العلاقات اللبنانية الفرنسية وحاجات لبنان على كل الصعد وخصوصاً المساعدة في قضية النازحين السوريين.

وفي الخامسة والنصف عقد هولاند وسلام مؤتمراً صحافياً في القاعة الكبرى في السرايا حضره عشرات الصحافيين اللبنانيين والفرنسيين والأجانب ومصورين من مختلف وسائل الاعلام.

استهل سلام المؤتمر بالقول: نرحب بزيارة الرئيس هولاند التي تندرج في سياق الصداقة العميقة التي تربط شعبينا وبلدينا وتنبع من الحرص الدائم على مصالح لبنان ولا سيما الحاجة إلى إعادة إطلاق المسارات السياسية الآيلة إلى دعم جهودنا لانتخاب رئيس للجمهورية ولضمان عمل المؤسسات».

وتابع «سررت اليوم باستقبال رئيس الجمهورية الفرنسية صديق لبنان الكبير السيد فرنسوا هولاند الذي نقدّر تقديراً عالياً حرصه على زيارتنا في هذا الوقت بالذات رغم الظروف التي يمر بها بلدنا ومنطقتنا. كان لقاؤنا مناسبة لتبادل الآراء في كل ما يهم لبنان وفرنسا، والاستماع إلى وجهة النظر القيمة للرئيس هولاند حول العلاقات الثنائية والأوضاع في لبنان والشرق الأوسط».

أضاف «أود أن أشير إلى أننا كنا نتمنّى أن نتشرّف باستقبال الرئيس الفرنسي بمعية رئيس الجمهورية اللبنانية، لكن للأسف، فإن هذا المنصب شاغر منذ قرابة عامين بسبب إخفاق نواب الأمة كما تعرفون في انتخاب رئيس. هذه المشكلة كانت في صلب محادثاتنا مع الرئيس هولاند الذي أكّد حرص فرنسا على وحدة لبنان وسيادته واستقلاله، وعلى انتظام عمل المؤسسات الدستورية فيه، الأمر الذي يقتضي في المقام الأول انتخاب رئيس».

وأكّد سلام «تمنّينا على سيادة الرئيس أن تستأنف فرنسا بما تملكه من وزن وصداقات مع جميع الفرقاء، الجهود التي سبق أن بدأتها من أجل الدفع في إنجاز الاستحقاق الرئاسي في أقرب الآجال. كان اجتماعنا أيضاً مناسبة لشكر الرئيس هولاند على الدور الذي تقوم به الوحدة الفرنسية العاملة في إطار قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان، وعلى الدعم الذي قدّمته فرنسا وما زالت تقدّمه للجيش والقوى الأمنية اللبنانية».

أضاف «كذلك عبّرنا عن ارتياحنا للتعاون الوثيق في معركتنا المشتركة ضد الارهاب. وفي هذا المجال، جددنا للرئيس هولاند التعبير عن تعازينا للشعب الفرنسي بالضحايا الذين سقطوا في الاعتداءات الوحشية التي وقعت في باريس في تشرين الثاني الماضي. وقد أكّد لنا الرئيس هولاند حرصه على أمن لبنان وأهمية حفظ الاستقرار فيه وتجنيبه تداعيات الحرب الدائرة في سوريا».

وتابع «وكان لنا نقاش معمّق حول ملف النزوح السوري وتبعاته، وما يمكن أن تقوم به فرنسا مباشرة في المحافل الدولية من أجل مساعدة لبنان في تحمّل هذا العبء. كما كانت مناسبة لاستعراض الجهود الديبلوماسية والسياسية المبذولة لحل الأزمة السورية».

وختم سلام «وأخيراً وجهنا للرئيس هولاند التهنئة بنجاح فرنسا في تنظيم قمة تغيّر المناخ التي عقدت في باريس في نهاية تشرين الثاني الماضي والتي خلصت إلى «اتفاقية باريس» التي ستوّقع الأسبوع القادم في نيويورك. كما أكّدنا للرئيس هولاند تمسّكنا بقيم الحرية والديموقراطية والتعددية وبتجربتنا الفريدة في العيش المشترك بين أبناء الطوائف والمذاهب المختلفة، وعبّرنا له عن مشاعر الصداقة التي يكنّها اللبنانيون للشعب الفرنسي وعن تعلّقهم بفرنسا كمركز إشعاع حضاري في هذا العالم».

ثم تحدث هولاند، فقال: «دولة رئيس الوزراء أود بادئ ذي بدء، أن اعبر لكم عن الاحترام العميق الذي أكنه لكم، لشخصكم ولوظيفتكم لأنكم تقومون بمهامكم في ظروف استئثنائية نظرا لما يحصل في الدول المجاورة للبنان، الحرب في سوريا والوضع في العراق. نحن نعرف الشجاعة التي تحليتم بها في مواجهة التحديات الداخلية. التحدي الامني وتحدي استقبال اللاجئين وتحدي الادارة اليومية لشؤون البلاد، وبسبب غياب رئيس الجمهورية اللبناني، وبسبب عدم اجراء الانتخابات منذ سنتين، كان يجب ان يكون هناك رجال ونساء يقومون بهذا العمل من أجل لبنان«.

أضاف «دولة الرئيس، لقد كنتم في الخطوط الامامية، واليوم كما بالأمس فرنسا تقف الى جانب لبنان بحكم علاقات التاريخ والقرب الجغرافي بالتأكيد، وأيضا بحكم العلاقات التي نسجت جيلاً بعد جيل بين الفرنسيين واللبنانيين، ثم هناك أيضا الثقافة واللغة، اللغة التي تسمح بانتشار الثقافة، والثقافة التي تسمح باكتشاف كل اللغات. نحن الفرنسيين واللبنانيين، ومنذ عقود، وعلى رغم الصعوبات، التي اجتازها لبنان، وقد كانت كبيرة، عملنا دائما لنكون معا، وانتم في لبنان كل مرة تعرضت فيها فرنسا لهجمات واعتداءات كنتم دائما الى جانبنا. وهذه ليست صدفة حقا عشية الاعتداءات الارهابية، التي ادمت باريس في 13 تشرين الثاني الماضي، حصل اعتداء ارهابي هنا في لبنان، كما لو انه هناك نوع من التضامن بيننا في المحنة»، لافتا إلى أن «هذه الاعتداءات في لبنان وفرنسا كانت تستهدف ما نمثله معا، الحرية والتعددية والتنوع وارادة العيش المشترك طبعا، في ظروف مختلفة جدا بين فرنسا ولبنان«.

وتابع «أتيت اليوم، ليس لالتقي رئيس الجمهورية، ولكن لاتمنى أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية بأسرع وقت. ففي زيارتي الاولى بصفتي رئيسا للجمهورية الفرنسية استقبلني الرئيس ميشال سليمان، وكان بامكاني ان انتظر ريثما يتم انتخاب رئيس جديد، آملا ان تسرّع زيارتي هذه العملية الانتخابية، ولكن الجواب بين ايديكم. انتم عندكم الجواب. فرنسا تثق باللبنانيين وبالبرلمان اللبناني لاختيار رئيس الجمهورية اللبنانية، واعتقد أن مصلحة لبنان والمنطقة والمجتمع الدولي ان يتم انتخاب رئيس للجمهورية باسرع ما يكمن، والوقت الذي يستخدم احيانا لحل مشاكل معقدة لا حل لها حسب صيغة لجأ اليها بعض المسؤولين الفرنسيين منذ فترة طويلة الوقت، لا يمكن ان يحل المشاكل«.

وأردف «علينا نحن ان نتحمل مسؤولياتنا، وان لا نلعب بالوقت الذي هو اثمن ما في الحياة، ولا يجب أيضا ان يترك المرء مصيره لقوى اجنبية. طبعا هذه القوى لها تأثير، ولكنها لا تساهم في اتخاذ القرارات محل الشعوب، ولهذا السبب أنا حريص جدا كما كان الرؤساء الفرنسيون، الذين سبقوني على وحدة وسيادة وسلامة أراضي لبنان«.

ورأى أن «هناك نوعاً من الاستمرارية الفرنسية في الصداقة»، سائلاً «واليوم، ما هي مسؤولية فرنسا تجاه لبنان؟»، مشيرا «اولاً، تجنيد قوى المجتمع الدولي. فلبنان يستقبل أكثر من مليون ونصف مليون لاجئ، لبنان يرى اقتصاده يتأثر بما يحصل في الدول المجاورة من حروب. لبنان ايضا بحاجة الى أن يعزز وضعه، وعنده كل ما يلزم للنجاح في عملية التنمية ونظام مصرفي ذي أداء متميز، فرنسا سوف تجند قوى المجتمع الدولي. وفي 27 أيار المقبل، سيجتمع وزير الخارجية الفرنسي في بيروت مع مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان«.

وأكد أن «فرنسا ايضا حريصة على أمن لبنان. فبشكل ما، وانا أقول ذلك ايضا بالنسبة الى مناطق أخرى في االعالم، ولكن في هذه المنطقة بالذات فان أمن لبنان وسلام الشرق الأوسط هو أمن فرنسا والسلام في العالم، وبالتالي نحن سنعمل، وهذا ما يفسر وجود وزير الدفاع الفرنسي معي اليوم، على تقديم مساعدة فورية لتعزيز القدرات العسكرية للبنان، وخاصة لمكافحة الارهاب وأيضا لمواجهة أي تهديد، وفي الايام المقبلة سيقوم وزير الدفاع الفرنسي مع وزير الدفاع اللبناني، بتحديد الامكانات المادية، التي يمكن أن توضع بتصرف لبنان سريعا جدا لضمان أمنه«.

واشار إلى أن «هناك مسألة التضامن مع لبنان في مواجهة أزمة اللاجئين. فلبنان واجه بشجاعة كبيرة هذا السيل من اللاجئين الآتين من سوريا، وبذل مجهوداً استثنائياً لاستقبالهم في ظروف مادية تشرف لبنان. وقررت أن فرنسا يجب أن تقف الى جانبكم وان تقدم مساعدة للبنان بقيمة خمسين مليون يورو، ابتداءً من هذه السنة، ومئة مليون يورو في السنوات الثلاث المقبلة. وفرنسا سوف تعمل كذلك على اعادة استقرار لاجئين من لبنان في دول أخرى بمساعدة المفوضية العليا للاجئين، كي نحترم التزامتنا باسم فرنسا في الاتحاد الأوروبي، لاعادة توزيع اللاجئين على الدول الاوروبية، وسوف أكون في الاردن في الايام المقبلة لأؤكد مشاركة فرنسا في تنفيذ برنامج اعادة توطين اللاجئين في دول أخرى«.

وختم «اردنا لهذه الزيارة، ان يكون لها اثر، وان تشدد على ما يجمعنا، وما يسمح لنا بان يكون لنا اشعاع في العالم. فلبنان له اشعاع بحد ذاته، وبكل اللبنانيين الموجودين في العالم والذين يتكلمون اللغة الفرنسية، ويحملون ايضا الثقافة الفرنسية. تكلمت ايضا عن البعثة العلمانية وكل هذه المدارس والمؤسسات التعليمية والتربوية في العالم التي تسمح بتعليم اللغة الفرنسية وانتشار الثقافة الفرنسية، او الثقافة باللغة الفرنسية، والأمران مختلفان في الانتشار هنا ايضا»، مهنئا بـ «معرض الكتاب الفرنسي الذي سينعقد في تشرين الثاني في بيروت، وهو أحد أكبر المعارض للغة الفرنسية في العالم»، مشيرا إلى أن «هناك مشاريع كثيرة للسينما والفنون. فلبنان كما العديد من الشعوب، التي عاشت صعوبات كبيرة، والتي كان وجودها وحياتها مهددين. هناك نوع من الحيوية والطاقة الخلاقة والعبقرية، التي تبرر أن تكون فرنسا الى جانبكم، لانكم اصدقاؤنا ولأننا نريد ان نكون ايضا اصدقاءكم أكثر من أي وقت مضى».

قصر الصنوبر

ومساء، التقى هولاند في قصر الصنوبر الرئيس السابق ميشال سليمان ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط وعقيلته نورا ونجله تيمور، ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، ووزير الخارجية جبران باسيل.

برنامج اليوم

واستناداً إلى برنامج الزيارة الذي وزّعه قصر الاليزيه أمس، يستهل الرئيس الفرنسي اليوم الأحد بلقاء عند الثامنة والنصف في قصر الصنوبر مع بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة الكاردينال بشارة بطرس الراعي، يليه في التاسعة والربع لقاء موسع مع بطريركي أنطاكية وسائر المشرق للروم الأورثوذكس يوحنا اليازجي والروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام ومطران بيروت للروم الأورثوذكس الياس عودة، ومفتي الجمهورية عبداللطيف دريان ونائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى عبد الأمير قبلان وشيخ عقل الموحدين الدروز نعيم حسن.

وعند العاشرة يضع إكليلاً من الزهور أمام نصب الضحايا في قصر الصنوبر بمشاركة وحدة من اليونيفيل. ثم يلتقي رجال فكر وثقافة والفريق الذي أطلق مشروع «وثيقة المتوسط للعيش المشترك«.

بعد ذلك، يستقل هولاند مروحية ويتجه إلى البقاع لمعاينة الوضع هناك، ويحط في مطار رياق ثم يزور مخيماً للاجئين برفقة ممثلة الصليب الأحمر الدولي في لبنان ميراي جيرار، ويتناول الغداء مع ممثلي وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الفرنسية غير الحكومية العاملة مع اللاجئين، ويلتقي مدربين فرنسيين في الجيش الفرنسي وجنوداً لبنانيين، ثم يستقل الطائرة الرئاسية من مطار رياق متجهاً إلى القاهرة.
 
الحريري يرشّح جمال عيتاني لرئاسة المجلس البلدي لبيروت
بيروت - «الحياة» 
أعلن زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري، تبنّي ترشيح المهندس جمال عيتاني، لانتخابات المجلس البلدي لمدينة بيروت المقرّرة في الثامن من أيار(مايو) المقبل. وجاء موقف الحريري خلال ترؤسه اجتماعاً موسعاً ظهر أمس، في بيت الوسط ضمّ الوزراء: نهاد المشنوق، ميشال فرعون ونبيل دو فريج، ونواب بيروت: محمد قباني، جان أوغاسبيان، عاطف مجدلاني، عمار حوري، عماد الحوت، نديم الجميل، سيرج طورسركيسيان، باسم الشاب، سيبوه قالبكيان، وهاني قبيسي، إضافة الى رئيس غرفة التجارة والصناعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير، وشخصيات وفاعليات بيروتية، وتم خلال اللقاء التداول في موضوع الانتخابات البلدية المقبلة.
بعد الاجتماع، تحدّث عيتاني في مؤتمر صحافي فقال: «إنه لفخر كبير أن أنطلق من هذا البيت الذي يحمل إرث باني بيروت الحديثة، والشخصية التي أحبت بيروت وضحّت من أجلها حتى الاستشهاد، الرئيس الشهيد رفيق الحريري»، متمنياً أن «نتمكن خلال الأيام المقبلة، إذا منحنا أهل بيروت أصواتهم، من أن نعيد بيروت لتكون المكان الذي يجمع اللبنانيين جميعهم ويشعرهم بالفخر والانتماء الى إحدى أعرق مدن العالم». وأضاف: «الاتصالات لا تزال جارية مع كل القوى والأفرقاء لتشكيل لائحة المرشحين للمجلس البلدي، والتي نتمنى أن تكون فريق عمل متكاملاً ومتجانساً. نريد سيدات وشباباً يعبّرون عن تطلعات البيروتيين، للعمل يداً واحدة في سبيل النهوض بالعاصمة، وفور اكتمال اللائحة سنعلنها مع برنامج عمل وخطة كاملة للمرحلة المقبلة». بعد ذلك، توجّه عيتاني الى ضريح الرئيس الحريري وقرأ الفاتحة عن روحه وأرواح الشهداء.
جعجع: محور الممانعة فكك دولاً والمصالحة مع عون تاريخية
بيروت - «الحياة» 
دعا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى «الإنسحاب من كل حروب المنطقة والعودة الى لبنان». ولفت في احتفال «يوم الطالب» مساء امس الى ان «محور الصمود والتحدي والممانعة كان نشيطاً في الفترة الماضية، حيث فكك أكثرية دول المنطقة، وأدى إلى بحار من الدمار والدموع وخراب يحتاج إلى عشرات السنين كي يتعمر».
ورأى أن «أبرز نتائج نشاطاته كانت تعطيل انتخابات الرئاسة، فشلل سياسي شبه كامل، ثم تدهور اقتصادي كبير، وقلق أمني أكبر، وعزلة عربية شبه كاملة»، وتوجه الى هذا المحور قائلاً: «عافاكم الله لكن حان الوقت كي ترتاحوا، فلا القتال في سورية سيضمن لنا مستقبلنا، ولا التدخّل باليمن سيحمي لنا حدودنا، ولا مُهاجمة المملكة العربية السعودية ودول الخليج ستِنْعِشِ لنا اقتصادنا، ولا تكديس السلاح خارج الجيش اللبناني سيؤمن لنا استقرارنا».
وشدد جعجع على ان «المطلوب جمع كل السلاح عند الجيش اللبناني، وفك الحصار عن انتخابات الرئاسة، والمطلوب تطبيق الدستور والقوانين والعودة للحياة السياسية الطبيعية».
وعن موضوع المصالحة «القواتية – العونية»، اعتبر جعجع أن «يوم 18 كانون الثاني (نوفمبر) 2016 هو يوم تاريخي بكل المقاييس، وبشهادة الجميع، إلاّ قلّة قليلة انتفضت من اللحظة الأولى ورفضت هذه المصالحة وهاجمتها».
ورأى ان «كثراً فرحوا بالحكم الذي صدر ضد الوزيرالسابق ميشال سماحة وهَلَّلوا له، إلا اننا نحن لم نفرح، بل اعتبرناه نوعاً من جائزة ترضية بعد كل الضجة التي فعلها الحكم الأول بحق سماحة»، مشدداً على ان «أهمّ فشل بهذا الحكم أنّه طال «الذنب» وترَكْ «الرأس»، طال الذي اتى بالمتفجّرات وحاول الاستعانة بأحد كي يفجر له أهدافه، لكن ترك المخطِّط الأساسي، وصاحب الفكرة والذي أمّن المتفجّرات، والآمر الناهي بهذه العملية، تحت حجّة قانونية سُمِّيِتْ «فصل الملفات».
ولفت الى ان «شِعار حملتنا الانتخابية البلدية هذه السنة سيكون «عمِّرْها»، سنعمل للذي يريد أن يعمر البلد لا ان يسرقه او يستغله بأيّ شكل من الأشكال، وأطلب الثقة التامة من الناس كي استطيع إعماره».
الجيش يتصدى لمسلحين في جرود بعلبك
بيروت - «الحياة» 
تصدت مدفعية الجيش اللبناني أمس، لتحركات مشبوهة للمسلحين في جرود رأس بعلبك، فيما أوقفت المديرية العامة للأمن العام «أ.س (سوري) الذي اعترف بانتمائه إلى تنظيم إرهابي وارتباطه أمنياً بالقيادي في التنظيم أبو هاجر جبلي، وأنه ناشط بتجنيد وتعبئة الأشخاص للالتحاق والقتال بصفوف التنظيم في سورية، عرف منهم كل من اللبنانيين م.ص، م.ش والسوري ح.ش».
وأوقفت دورية من الجيش في منطقة الشمال «محمود نوفل علي من التابعية الفلسطينية للاشتباه بإقدامه على تهريب أشخاص من جنسيات أجنبية مختلفة، وبرفقته ربيع خليل شحادة من التابعية نفسها لعدم حيازته أوراقاً ثبوتية».
وأوقف الجيش في صيدا «المدعو خليل لؤي خالد من التابعية الفلسطينية، لإقدامه في وقت سابق على إطلاق النار من سلاح حربي باتجاه أحد المنازل في المنطقة».
وأوقف جهاز أمن الدولة في صيدا الفلسطيني ز.ع من مخيم المية ومية، لاتّهامه بكتابة شعارات لتنظيم «داعش» في قرى وادي الليمون والمحاربية منذ أسبوعين.
 
الروس يتحركون مع إيران رئاسياً... والنتائج محدودة
المستقبل...ثريا شاهين
بناء على زيارة الرئيس سعد الحريري لموسكو قبل أسبوعين، من المقرر أن تنشط الديبلوماسية الروسية في مختلف الاتجاهات، لا سيما في اتجاه إيران، سعياً الى إحداث اختراق في ملف الرئاسة اللبنانية، حيث إن في الجزء الخارجي في هذا الملف ما يضغط في اتجاه التعطيل.

وتفيد مصادر ديبلوماسية قريبة من موسكو، أن الروس يتجاوبون مع طلب المساعدة في تذليل العقبات من أمام إجراء الانتخابات الرئاسية، وانهم وافقوا على القيام بدور كبير في استعمال نفوذهم مع إيران تحديداً لتسهيل التوصل الى إنجاز هذا الاستحقاق، في إطار الدور المتزايد لروسيا في سوريا والمنطقة.

والروس يؤكدون دعمهم للبنان وأمنه واستقراره واستعدادهم للمساهمة في الاتصالات مع كل الأطراف لحضّهم على تسهيل انتخاب رئيس. لكن الروس رغم ذلك، لم يلتزموا بشيء محدد، سوى السعي، والسبب يعود الى أن ضغوطهم على إيران تبقى محدودة، لأن أجندتها في المنطقة وسوريا أيضاً، تختلف عن الأجندة الروسية. وبالتالي، ان هناك أهدافاً لإيران قد تتعارض مع المصالح الروسية والأهداف، حتى في سوريا، ولبنان والشرق الأوسط.

العلاقات الروسية الإيرانية جيدة، إنما إمكان الضغط الروسي على طهران محدود. الروس، وفقاً للمصادر، يدركون تماماً أن إيران تعرقل انتخاب رئيس في لبنان، وانها تقوم بذلك حفاظاً على مصالحها، من خلال ربطها الملف الرئاسي اللبناني، بالوضع في كل من سوريا واليمن.

والروس لا يتفقون مع إيران على هذا الأداء، وهم سيتحركون في اتجاهها سعياً للحلحلة، كما أن الروس سيتحركون في اتجاه أطراف أخرى معنية بالملف اللبناني سواء اقليمياً أو دولياً، للمساهمة في حل هذه الأزمة. والروس قدروا الخطوات المتقدمة التي قام بها الرئيس الحريري سعياً الى وجود رئيس، على الرغم من الصعوبات الداخلية التي واجهها، إن داخل فريق 14 آذار، أو من جانب 8 آذار حيث لم يتم التجاوب معه في هذه المبادرة ولم تتم ملاقاته بإيجابية.

روسيا دولة عظمى مجدداً ولديها مصالح وليست هذه المصالح دائماً متطابقة مع مصالح بعض الدول الاقليمية ومنها إيران.

الروس في سوريا لا يعنيهم التمسك بشخص الرئيس بشار الأسد، إنما يريدون وفقاً للمصادر أن تسير العملية السياسية وصولاً الى انتخاب رئيس جديد لسوريا. إنما إيران تعتبر وجود الأسد أساسياً في الانتقال السياسي. إنه خلاف كبير. الروس أوقفوا النظام على رجليه، لكن إيران تريد الحرب الى جانبه حتى استعادته سوريا. روسيا تقف الى جانب عدم انهيار المؤسسات في الدولة السورية، لكن إيران تريد أن يبقى الأسد نفسه في السلطة بغض النظر عن أي شيء آخر. روسيا تخشى أن تصبح مؤسسات الدولة السورية منهارة، كما حصل في العراق والصومال. وهم يقفون مع الولايات المتحدة في هذا المجال، كما أن الروس مع أن يكون النظام ايجابياً في التفاوض السلمي توصلاً الى الانتقال السياسي، لكن إيران قد يكون لديها تحفظ على هذه النتيجة.

وتشير المصادر الى أنه من الصعب حصول حلحلة في لبنان على المدى القريب وإن كان الأمر غير مستحيل. والروس سيحركون الموضوع مرة أخرى، لكن ليس هناك من تفاؤل. إحداث اختراق قد يكون أسهل عندما يتم وضع الحل في سوريا على السكة. طبعاً أي اختراق في لبنان لاحقاً بناء على تحرك روسي، سيكون بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وسيكون أسهل أيضاً عندما ينطلق الحل في اليمن ما يعطي مناخاً من التهدئة في المنطقة. المفاوضات اليمنية ستبدأ في الكويت في 18 نيسان الجاري، وهذه نقطة ايجابية في تطور الموقف الإقليمي.

وتؤكد المصادر، انه عندما يتم وضع تسويات في ملعبي سوريا واليمن، ليس أمام إيران إلا الموافقة في الملف اللبناني، ولن يكون أمامها حل آخر، غير تسهيل انتخاب الرئيس. إيران لديها مصالح ستشكل عاملاً عندذاك لموافقتها اللاحقة. وكل ذلك سيأتي في إطار الالتزام الذي ستبديه كافة الدول الاقليمية بمقتضيات التفاهمات الأميركية الروسية حول التهدئة في المنطقة بدءاً بالملف السوري وفي الملف اللبناني هناك مصالح متضاربة بين الروس وإيران. فروسيا تريد رئيساً مسيحياً منتخباً في أقرب وقت ممكن. أما إيران فتسعى باستمرار الى إدخال هذا الملف في لعبة المساومات.
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

ملف فلسطين وغزة..في ذكرى 7 أكتوبر..

 الإثنين 7 تشرين الأول 2024 - 5:03 ص

الغزّيون ملّوا الحروب ويحلمون بحياة تشبه الحياة.. لا يهمهم مَن يحكم القطاع بعد وقف القتال..والهجر… تتمة »

عدد الزيارات: 172,916,784

عدد الزوار: 7,717,168

المتواجدون الآن: 0