عيتاني أعلن فوز اللائحة.. وكلمة للحريري بعد ظهر اليوم.. صوت بيروت للبيارتة ..قراءة في انتخابات بيروت والبقاع... البلديات إنتفاضة بوجه الفساد تؤسِّس لتحوّل في السياسة والقيادة؟!

الحريري: الانتخابات عرس لبيروت ويوم ديموقراطي بامتياز.. تمنّى أن تفتح الباب لـ «الرئاسية» و«النيابية»..سلام يشيد بـ «الممارسة الديموقراطية»: نأمل انعكاسها على انتخاب رئيس

تاريخ الإضافة الإثنين 9 أيار 2016 - 6:22 ص    عدد الزيارات 2328    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

الحريري: الانتخابات عرس لبيروت ويوم ديموقراطي بامتياز.. تمنّى أن تفتح الباب لـ «الرئاسية» و«النيابية»..
 المستقبل...
نجح لبنان امس في اجتياز المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي بيروت والبقاع، اللتين عاشتا يوماً ديموقراطياً بامتياز، بحسب ما وصفه الرئيس سعد الحريري، الذي تمنّى أن تفتح هذه الانتخابات الباب للانتخابات الرئاسية والنيابية في المستقبل، وتكون بادرة خير، مؤكداً «أننا نريد أن نرى بيروت كما نرى لبنان وكما نرى الطائف، القائم على المناصفة«.
وقال الرئيس الحريري بعد الادلاء بصوته في مركز متوسطة شكيب أرسلان في فردان، القلم رقم 17، في التاسعة من صباح امس: «إنه يوم عرس لبيروت، وهو يوم ديموقراطي بامتياز، أن ننزل للادلاء بصوتنا بكل ديموقراطية وحرية. أنا انتخبت اليوم (امس) «لائحة البيارتة» «زي ما هي»، وأرى أن هذه اللائحة فيها كل الكفاءات والمكونات السياسية في البلد وفي بيروت. وفق الله هذه اللائحة، وهي ستكون إن شاء الله أمام اختبار كبير في التنفيذ، ونتمنى أن تفتح هذه الانتخابات الباب للانتخابات الرئاسية والنيابية في المستقبل، وتكون بادرة خير، وهذا يؤكد أن لبنان بخير، في ما يخص ديموقراطيته، وأننا قادرون على القيام بانتخابات، وإن شاء الله في المستقبل نقوم بهذه الانتخابات«.
ورداً على سؤال عما اذا كانت الانتخابات سياسية أم إنمائية، أجاب: «هي انتخابات سياسية بامتياز وانتخابات إنمائية أيضاً، لا يخبرنّا أحد أن هذه الانتخابات ليست سياسية، هي انتخابات سياسية، وبيروت ستظهر ما هي هويتها السياسية«.
سئل: تخوضونها ضد من في السياسة؟، فأجاب: «نخوضها لمصلحة إثبات أن بيروت ما زالت ضمن فلك مسيرة تيار المستقبل والرئيس الشهيد رفيق الحريري«.
ورأى أن غياب «حزب الله» عن اللائحة «أمر إضافي لبيروت«. وعن سبب حرصه على المناصفة في هذه الانتخابات، قال: «تهمني المناصفة لأنه أمر أرساه الرئيس الشهيد ونحن نحافظ عليه ونؤمن به، ولا سيما وسط أجواء الاحتقان القائم في البلد، حيث هناك من لا يريد المناصفة، ونحن نحارب هذا الأمر. نحن نريد أن نرى بيروت كما نرى لبنان وكما نرى الطائف، القائم على المناصفة«.
وعما اذا كان وجود العونيين في اللائحة يمثل خط الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أجاب: «إنه توافق سياسي، والعونيون مع المناصفة وليسوا ضدها، وهم مع إنماء بيروت وليسوا ضده«.
وعن كيفية ضمانه ألا يبقى الوضع «زي ما هو»، أجاب: «الوضع في البلد سيكون إن شاء الله أفضل بكثير«.
وعما اذا كان يؤيد انتخابات نيابية قريبة، أجاب: «أنا مع انتخابات رئاسية أولاً، ولكني من الآن أقول انه إذا كانت هناك انتخابات نيابية فنحن بالتأكيد مع إجرائها«.
عيتاني أعلن فوز اللائحة.. وكلمة للحريري بعد ظهر اليوم.. صوت بيروت للبيارتة
المستقبل...
بإقبال فاق نسبة الاقتراع المسجّلة في انتخابات 2010، وفي وجه كل ماكينات التهويل والتجييش المضاد الهادفة إلى حرف البيارتة عن وجهتهم وأصالتهم، قالت بيروت كلمتها أمس وجددت الولاء والوفاء لخط الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومسيرته الوطنية التي يواصلها الرئيس سعد الحريري من خلال انتخاب أبناء العاصمة لائحة البيارتة «زي ما هيّ» لرئاسة وعضوية المجلس البلدي الجديد في استفتاء بيروتي صريح يمنح الحريري ثقة متجددة بنهجه الوطني سياسياً وإنمائياً. وعلى هذين البعدين السياسي والإنمائي كان الحريري قد أكد صباحاً خلال الإدلاء بصوته معرباً عن ثقته بكون «بيروت ستظهر هويتها السياسية»، ثم شكر مساءً مع إقفال صناديق الاقتراع كل البيارتة الذين قاموا بواجبهم «لتبقى بيروت محروسة بأهلها»، وسرعان ما أعطى شارة انطلاق العمل البلدي لصالح العاصمة وأبنائها في كلمة مقتضبة مساءً أمام وفود احتشدت قبالة بيت الوسط للاحتفال بالفوز، ليعود رئيس «لائحة البيارتة»

جمال عيتاني فيعلن من بيت الوسط عند الثانية من بعد منتصف الليل أنّ «المعركة حسمت كلياً لصالح اللائحة» على أن يلقي الحريري كلمة بعد ظهر اليوم بعد أن تكون وزارة الداخلية والبلديات قد أعلنت النتائج النهائية الرسمية للاستحقاق.

«حرق أعصاب» في زحلة

أما بقاعاً، وتحت وطأة احتدام أم المعارك الانتخابية في زحلة بين كل من لوائح تحالف الأحزاب وآل سكاف وآل فتوش، تحولت عملية استشراف نتائج التصويت إلى ما يشبه معركة «شد حبال وحرق أعصاب» بين ماكينات اللوائح الثلاث حتى ما بعد منتصف الليل ما استدعى إرجاء إعلان النتائج النهائية حتى صباح اليوم بانتظار اكتمال عملية احتساب صناديق الاقتراع واتضاح صورة فرز الأصوات لتحديد الفائزين.

بعلبك وبريتال تحرجان «حزب الله»

وبينما كانت عرسال على قدر المسؤولية الوطنية وخيبت آمال العاملين على تشويه صورتها الوطنية والمراهنين على خروجها عن كنف الدولة من خلال إقبال أهلها الانتخابي والحضاري المتميز تأكيداً على انتمائهم المتجذر للدولة ومؤسساتها والتزامهم الراسخ باستحقاقاتها الدستورية، برز في مشهد الاستحقاق البلدي بقاعاً الإحراج اللافت للانتباه الذي سببته لوائح العائلات لـ»حزب الله» بعدما زاحمته في معارك بعلبك وبريتال ما خلق أجواء واضحة من الارتباك لدى ماكينة الحزب اضطرته إلى إرجاء المؤتمر الصحافي الذي كان مقرراً أن يعقده نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم منتصف الليلة الماضية لإعلان نتائج الانتخابات في البقاع حتى الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم.

نسب الاقتراع

أما عن نسب الاقتراع النهائية، فقد بلغت في بيروت 20.14%، زحلة 52.6%، راشيا 43.5%، بعلبك 62%، البقاع الغربي 42% والهرمل 45%. في حين أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي جال في بيروت والبقاع مشيداً بسلمية وديمقراطية سير العملية الانتخابية أنّ غرفة الشكاوى تلقت 650 شكوى وسجّلت 4 حوادث إطلاق نار و20 اشكالاً بسيطاً، بينما أكد النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود توقيف شخص في منطقة زحلة بحوزته 3200 دولار بجرم الرشوة الانتخابية وآخر بتهمة إقدامه على تمزيق جواز سفر عائد لإحدى الناخبات.
 
سلام يشيد بـ «الممارسة الديموقراطية»: نأمل انعكاسها على انتخاب رئيس
رأى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، بعد الإدلاء بصوته في مدرسة خديجة الكبرى في عائشة بكار امس، «أننا اليوم أمام لحظة وطنية بامتياز، تتجسد فيها ممارسة ديموقراطية تتيح للشعب اللبناني ولأهل بيروت بالذات أن يقولوا كلمتهم وأن يدلوا بأصواتهم لما فيه خير هذه المدينة وخير هذا الوطن«.

وقال: «في هذا اليوم نؤكد على وجود الدولة وعلى دورها في احتضان جميع أبنائها. نأمل أن يؤسس هذا اليوم بداية لشهر كامل من استحقاق ديموقراطي ينعش الحياة ويعطي المجال لكل اللبنانيين بأن يشعروا بأن لهم كلمة بشأن بلدهم وبشأن إدارته. نعم الإنتخابات البلدية والإختيارية هي مطلب شعبي بامتياز، هي من صلب نظامنا الديموقراطي وممارستنا الديموقراطية التي نأمل أن تنعكس أيضاً على ممارسات أخرى واستحقاقات أخرى، وأبرزها كما نكرر ونقول في كل مناسبة، انتخاب رئيس جديد للجمهورية«.

ووجه التحية الى «وزارة الداخلية ووزير الداخلية وفريق عمله، لما حضروه وينجزونه اليوم وطوال هذا الشهر، نعم هو أمر يسجل في هذه الظروف الصعبة«، مهنئاً اللبنانيين بـ «هذا الإجراء وهذا العمل«.

ورداً على سؤال عن زيارته لـ «بيت الوسط» وانحيازه الى لائحة معينة، أجاب: «انحيازي واضح، هو الى بيروت والى أهل بيروت والى مصلحة بيروت والى وطني، لا شيء آخر، أما علاقاتي واتصالاتي وزياراتي، فهذا شيء طبيعي وأنا والرئيس سعد الحريري على تواصل دائم. اليوم هو يوم لكل اللبنانيين وأنا بدوري أدليت بصوتي كإبن هذه المدينة بما أرى فيه مصلحتها، وصوتي في هذا الصندوق كما أصوات كل أهل بيروت، فنتمنى لبيروت ولأهلها أن ينجز هذا الإستحقاق، أن يفوز من يفوز وأن نقلب الصفحة غداً ونبدأ مرحلة جديدة والخير والبركة بالجميع«.

ودعا أهل بيروت الى «أن يقبلوا على هذا الاقتراع، أن لا يفوتوا الفرصة، أن لا يتخلوا عن واجباتهم، فالمدينة بحاجة اليهم والوطن بحاجة اليهم والى أصواتهم، فليقبلوا ويقدموا ويمارسوا حقهم الديموقراطي«.

وعما اذا سقطت اليوم ذريعة التمديد للبرلمان وهل تسمح الظروف الأمنية بإجراء الإنتخابات، أجاب: «إذا حصلت هذه الإنتخابات، يكون ذلك تأكيد على أن البلد مستقر وأن الظروف العامة في البلاد وفي مقدمتها الظرف الأمني بجاهزية وأداء الجهات الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام وغيرها، الحمد لله البلد مستقر الأمن فيه والوضع منضبط، والكل يتجول ويقوم بواجباته، هذا أمر يؤكد أن إجراء هذه الانتخابات في ظرف كهذا، أمر الحمد لله ناجح ويحقق للبنان واللبنانيين فرصة أخرى لاستحقاقات انتخابية أخرى إن شاء الله«. وحض الجميع على «القيام بواجبهم في هذا اليوم، وعدم التقصير بما يمليه عليهم الدستور والقانون من واجب انتخابي مطلوب«.
إقبال في البقاع وبعلبك - الهرمل وخفيف في بيروت
بيروت - «الحياة» 
مرت المرحلة الأولى من انتخابات المجالس البلدية والاختيارية في لبنان بسلام أمس، ومارس الناخبون في 3 محافظات هي بيروت والبقاع وبعلبك- الهرمل، طقوس العملية الديموقراطية بطابعها المحلي - الإنمائي- العائلي الذي غلب عليه السياسي في عدد من المدن، وفي مقدمها العاصمة، فكانت تمريناً في بعض المناطق للقوى السياسية، سواء على تنافسها أو على ائتلافها، في أي انتخابات نيابية مؤجلة، واختباراً في بعضها الآخر إلى لدرجة النقمة على الأحزاب والزعامات، نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية والحياتية للمواطنين، سواء بالامتناع عن التصويت أو بتأييد لوائح معارضة لها. وهو الأمر الذي يفرض قراءة دلالاته بعد انتهاء العملية الانتخابية.
وبينما ارتفعت نسبة الاقتراع في مناطق البقاع جراء المنافسات المحلية والسياسية، بقيت متدنية حتى بعد الظهر، على عادتها، في بيروت، مع آمال بارتفاعها عند إقفال صناديق الاقتراع السابعة مساء، بعدما شهد بعض أحيائها حيوية نتيجة المعركة بين لائحتين أساسيتين، الأولى ائتلافية (البيارتة) تضم الأحزاب الإسلامية والمسيحية كافة في العاصمة (ما عدا «حزب الله») وفي طليعتها تيار «المستقبل» الأقوى نفوذاً في العاصمة، والعائلات، ومن أهدافها تأكيد العيش المشترك وتكريس عرف المناصفة في المجلس البلدي (24 عضواً). والثانية من ناشطين في المجتمع المدني (بيروت مدينتي التي تمتعت بإمكانات تنظيمية) شعارهم الاستقلال عن الطبقة السياسية لفشلها في تأمين الخدمات والإنماء. وأمل منظموها باختراق ما للائتلاف، بالاعتماد على الناقمين من الآثار السلبية للتأزم السياسي في البلاد على الاقتصاد واهتراء المؤسسات، وأبرز مظاهرها أزمة النفايات. وانعكست حاجة الناس إلى تحسين الأمور المعيشية في برنامجي اللائحتين لجذب الناخبين. أما اللوائح الأخرى، فثلاث غير مكتملة.
وحققت جولات زعيم «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري نتائج في استنهاض الناخبين السنة المناصرين له، الذين ازداد إقبالهم نسبياً على الاقتراع نتيجة مناشداته إياهم، ولا سيما في أحياء موالية له، فيما يترقب الوسط البيروتي مدى تأثير النداءات المتكررة التي أطلقها زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» للناخبين المسيحيين في العاصمة أول من أمس وأمس، للاقتراع للاّئحة الائتلافية. وانضم إليهما في المناشدة مطران بيروت للموارنة بولس مطر عصراً. وشهدت منطقة الأشرفية، التي رفعت النداءات مشاركةَ أبنائها نسبياً السادسة مساء، خلافات بين قياديين من «التيار الحر» على دعم الائتلاف، اضطرت قيادته على أثرها إلى إصدار توضيح يدعو المناصرين إلى التزام التحالف العريض. وتردد أن نسبة المشاركة في بيروت تقارب 20 في المئة، أي أكثر من عام 2010.
وكانت العملية اختباراً ناجحاً للقوى الأمنية ووحدات الجيش، التي انتشر منها زهاء 20 ألف رجل أمن في المحافظات الثلاث، وكان أبرز الاختبارات في بلدة عرسال (بعلبك - الهرمل) المحاذية للحدود مع سورية، والتي تتواجد على ضفافها عشرات مخيمات النازحين السوريين، وبينهم مسلحون تابعون لتنظيمات متطرفة، إذ وضعت أقلام الاقتراع في مراكز تابعة للجيش.
وأدى احتدام المنافسة في مدينة زحلة البقاعية بين 3 لوائح سياسية - عائلية، إلى حركة كثيفة في أقلام الاقتراع، وسط اتهامات على لسان نواب وسياسيين لبعض النافذين في لائحة يدعمها النائب نقولا فتوش بالرشوة المالية للحصول على أصوات، فيما قال وزير الداخلية نهاد المشنوق نهاراً أن جهازاً أمنياً داهم أحد الأماكن ولم يجد ما يدل على شراء أصوات. لكن الداخلية أصدرت بياناً مساء عن توقيف مشتبه به بالقيام برشوة ناخبين. وسبَّب خلط الأوراق في «عروس البقاع» ضبابية في حجم التأييد الذي نالته كل من لائحة تحالف «التيار الحر» و «القوات اللبنانية» والكتائب ولائحة الكتلة الشعبية لآل سكاف التي أيدها «المستقبل»، و لائحة آل فتوش، خصوصاً أن «حزب الله» شكل لائحة خاصة به من اللوائح الثلاث استثنى منها «القوات».
وفي البقاعين الأوسط والغربي، آثر «المستقبل» أن يكون «على مسافة واحدة من الجميع»، في معارك غلب عليها تنافس العائلات التي له مناصرون في معظم لوائحها، فيما بقي تحالف عون- جعجع متماسكاً في بعض القرى المسيحية وشهد افتراقاً في بعضها الآخر.
وانسحب الإحجام عن تأييد اللوائح الحزبية على عدد من قرى بعلبك مقابل تحالف حركة «أمل» و «حزب الله» مع بعض العائلات، وفي المدينة نفسها، حيث نافست لائحة سياسية عائلية تلك المدعومة من التحالف. وكذلك في بلدة بريتال. وفي بعض القرى برر بعض مؤيدي الحزب رفضهم لوائحه بأنهم يناصرونه كمقاومة ضد إسرائيل لكنهم ضد فرضه خياراته في الاستحقاق البلدي من أخفقوا في العمل العام.
وأمل رئيس الحكومة تمام سلام بأن تنعكس الانتخابات البلدية على استحقاقات أخرى، وأبرزها انتخاب رئيس للجمهورية، فيما قال الحريري إن الانتخابات سياسية، وبيروت ستظهر هويتها السياسية... لمصلحة إثبات أنها ضمن فلك مسيرة تيار «المستقبل» والرئيس الشهيد رفيق الحريري. وأكد أنه مع انتخابات رئاسية أولاً حين سئل عن النيابية، وشدد على المناصفة. ووصف المشنوق الذي جال على المحافظات الثلاث وصولاً إلى عرسال، الانتخابات بأنها «خطوبة»، معتبراً أن «العرس» الفعلي هو بانتخاب رئيس للجمهورية.
بيروت:لوائح ملغومة وخلافات في «التيار الحر»
الحياة..بيروت - ناجية الحصري 
صباح بيروت الانتخابي كان بطيئاً. صناديق الاقتراع التي فتحت عند السابعة أمام الناخبين لاختيار مرشحيهم للمجلس البلدي ومخاتير أحيائهم، بقيت شبه خاوية لبضع ساعات. والحماسة التي حاول إضفاءها زعماء سياسيون وروحيون من خلال اقتراعهم باكراً، لتحريك الشارع البيروتي، تفاوت دبيبها بين الأحياء. في الأشرفية انتظرت الأقلام انتهاء قداديس الأحد، أما في الطريق الجديدة ورأس النبع والمصيطبة والمزرعة والباشورة وزقاق البلاط، فالناخبون الذين يزعجهم الزحام جاؤوا باكراً إلى صناديق الاقتراع، وبينهم شباب ينتخبون للمرة الأولى ونسوة متحمسات.
زحمة السير في الشوارع وأمام مراكز الاقتراع الموزعة على مدارس رسمية وخاصة، تسبب بها مندوبو المرشحين للبلدية، وأكثرهم مثلوا لائحتين مكتملتين ومقفلتين: «البيارتة» المدعومة من «تيار المستقبل»، وتضم أسماء مرشحين من قوى سياسية ليس بينها «حزب الله»، و «بيروت مدينتي» التي تضم مرشحين مستقلين وناشطين في مجالات مختلفة وتميزت بأنها حملت أسماء المرشحين مع اسماء آبائهم، كما نشط مندوبو «الأحباش» الذين كانوا أول من وزع لوائح ملغومة تضم مرشحين على لائحة «البيارتة» أُسقط منها مرشحو «القوات» (إيلي يحشوشي وراغب حداد) و«الجماعة الإسلامية» (مغير سنجابة) والأكراد عدنان عميرات وأدخل إليها مرشح «الأحباش» محمد مشاقة.
في أحد أقلام الاقتراع في مركز علي بن أبي طالب المخصص للسريان الأرثوذكس والدروز الذكور، لم يتجاوز عدد المقترعين 2 في المئة حتى العاشرة إلا ربعاً قبل الظهر، في حين ارتفعت نسبة الناخبات الإناث الى 4 في المئة. وقالت ناخبة إنه «لا يصح إلا الصحيح وشكلت لائحتي، أدخلت أسماء من «البيارتة» وأخرى من «بيروت مدينتي»، لأن أحفادي طلبوا مني، ولم أنتخب لا الأحباش ولا الجماعة الإسلامية».
الأشرفية وخلاف «التيار»
ساحة ساسين ومحيطها نزولاً باتجاه مركز زهرة الإحسان المخصص لناخبين وناخبات من الروم الأرثوذكس، وصعوداً الى مركز الحكمة المخصص للناخبين والناخبات الموارنة، حركة غير اعتيادية للمندوبين وتحديداً لـ «التيار الوطني الحر»، وبدت بالقرب من الحكمة أكثر توتراً على خلفية خلاف داخل «التيار» ظهر منذ الصباح مع توزيع بيان يدعو إلى مقاطعة الانتخابات تردد أن موزعيه هم من أنصار رجل الأعمال أنطون صحناوي نظراً إلى احتجاجهم على عدم الأخذ بمرشحين له للمخترة، بعدما ذكر أن أنصار نائب رئيس «التيار الوطني الحر» نقولا صحناوي هم من وزعوا البيان. ما دفع بالأخير بعد الإدلاء بصوته في مركز متوسطة كرم الزيتون، إلى تأكيد أهمية «المشاركة بكثافة في الاقتراع، لأن ذلك أمر ضروري».
وأكد المحامي ديمتري معماري، وهو محامي «التيار» وكان متواجداً أمام مركز الحكمة، أن «لا مشكلة في التنسيق بالنسبة إلى لائحة البلدية، ونحن ملتزمون بتحالفنا، لكن في المخترة هناك معركة بين مستقلين ولائحة الأحزاب المتحالفة».
وبدا أن الخلاف داخل التيار سببه مجموعة محازبين في «هيئة قضاء بيروت»، التي نصبت لنفسها خيمة أمام مركز الحكمة على بعد أمتار من خيمة التيار، وأوضح أحد المسؤولين فيها «أننا ملتزمون التحالفات مع الأحزاب الأخرى في لائحة المخترة، لكننا نترك الخيار لاستبدال مرشحي التيار الذين لدينا تحفظات عليهم بآخرين».
هذا الخلاف العلني استدركه رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون عشية الانتخابات، بتأكيده ضرورة التصويت لـ «التوافق». وحذر من وجود «فئة تكلمت باسم التيار مع ناخبين وأعطت توجيهات مخالفة تماماً للائحة البيارتة»، ملوحاً إلى أن من «يقوم بالتشويش ستترتب عليه مسؤوليات».
أقلام السنة
هاجس خرق لائحة «البيارتة» للمجلس البلدي، بدا من خلال إقبال ناخبين سنة على طلب لائحة «بيروت مدينتي» من المندوبين المتطوعين الخجولين الذين وقفوا أمام المراكز بعضهم من طلاب الجامعات وبعض آخر من الناشطين في حملات مدنية في ملفات النفايات والفساد.صحيح أن أكثرية كانت تكتفي بالتأكيد أنها صوتت «زي ما هي» تلميحاً إلى لائحة «البيارتة»، إلا أن نسبة لا بأس بها قالت إنها شكلت لوائحها أو اختارت اللائحة الأخرى.
في مركز خالد بن الوليد في محلة بربير- قصقص، وقفت نسوة بالصف ينتظرن دورهن للتصويت، الأكثرية مهتمة بالبلدية لا المخترة، واعتبرن أن المخترة «خيار عائلي».
الأغاني والأناشيد التي تصدح في زوايا منطقة الطريق الجديدة حيث خيم لـ «تيار المستقبل» وأخرى لـ «الاحباش»، ساهمت في إضفاء نوع من الحرارة على الانتخاب الصباحي ارتفعت سخونته ظهراً. وفيما نشطت محلات السندويش والمناقيش والعصائر ودكاكين البقالة تبعاً لحركة المندوبين، فإن رؤساء أقلام في مركز عمر فروخ تحدثوا عن حالات عدم ورود أسماء ناخبين على لوائح الشطب، وقال رئيس أحد الأقلام إيلي برباري، إنه لا يوجد اندفاع لدى الناخبين، بعض من لا يجد اسمه لم يهتم للامر وغادر.
والناخبون الذين اصطفوا بانتظار دورهم للاقتراع أكد بعضهم أنه سيقترع لـ «زي ما هي»، وقال شاب إنه «على الأكيد لـ «بيروت مدينتي»، وتحدث شاب ثالث عن تشكيلة من «بيروت مدينتي» ومرشحي الوزير السابق شربل نحاس. وقال شاب ثالث «الطاقم القديم جربناه، المطلوب التغيير».
وكانت «لائحة بيروت مدينتي» حاولت طوال النهار الرد على حملات ضدها، متحدثة عن «لوائح ملغومة»، وأكدت «أنها حملة مستقلة وخارج الاصطفافات السياسية». وخاطبت الناخبين بأن «صوتكم هو الضمانة للخروج من منطق المحاصصة والتعطيل».
نارجيلة وخيمة
في محيط مراكز الاقتراع المخصصة للناخبين الشيعة، استرخى مناصرون لـ «حزب الله» عند مفارق الطرق يدخنون النارجيلة وقد رفعت من حولهم رايات جديدة للحزب ترفرف في الهواء المنعش صباحاً، وبدوا مطمئنين الى سير العملية الانتخابية لمصلحة الائتلاف الحاصل بالنسبة إلى معركة المخترة، أما مندوبو حركة «أمل» فبدت معركتهم محسومة بلدياً نتيجة الائتلاف الحاصل مع «المستقبل» وآخرين، وعملت ماكينة الحركة لاستنفار الصوت الشيعي لمصلحة مرشحها على لائحة «البيارتة فادي شحرور والمرشحين الشيعيين المستقلين خليل شقير وعماد بيضون.
لكن المعركة على المخترة بدت أنها معركة «كسر عظم» بالنسبة الى المختار رشيد بيضون، المرشح مجدداً من خارج اللائحة الائتلافية، وبدت حركة المندوبين أمام مكتبه لا مثيل لها في أحياء أخرى. وحصل إشكال بين مناصريه ومناصري «أمل» بعد الظهر وتدخل الجيش وأعاد الأمور إلى هدوئها.
وفي مدرسة زقاق البلاط الرسمية، قالت رئيسة أحد الأقلام هبة إبراهيم، إن من 638 ناخباً اقترع حتى الحادية عشرة 21 ناخباً، فيما صندوق المخترة ارتفع مقترعوه في الغرفة نفسها إلى 25 ناخباً.
وشكا ناخب من آل قمورية أنه لم يجد اسمه على لوائح الشـــطب، وقال ناخب آخر إنه جاء إلى المركز ليتسلى: «أعطوني ورقة ونزلتها». وقال ناخب آخر إنه جاء للاقتراع للمخترة وليس للبلدية لكن «سأدخل خلف الستارة وسأختار».
ظاهرة واحدة تكررت في أكثر من مركز، ناخبون تحدثوا عن بيروتيتهم لكنهم تحسروا لأنهم «خارجها». موارنة، سنة وروم أرثوذكس قالوا إن الانتخاب يشعرهم بأنهم لا يزالون ينتمون إلى المدينة «التي شحطونا منها»، وليس إلى الأطراف التي سكنوها بفعل قانون الإيجارات الجديد وشراء العقارات وعدم القدرة على تحمل شراء عقار جديد في مدينتهم.
اللواء...تقرير إخباري
قراءة في انتخابات بيروت والبقاع... البلديات إنتفاضة بوجه الفساد تؤسِّس لتحوّل في السياسة والقيادة؟!
مع إعلان نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية يكون لبنان، خطا خطوة كبرى على طريق إعادة إحياء عملية تداول السلطة، بدءاً من السلطات المحلية، امتداداً لإنجاز قانون جدد للإنتخابات، على طريق إعادة تكوين السلطات العامة من المحلية إلى الرسمية، منهياً فترة عصيبة من فترات «الموت السريري» البطيء للديمقراطية اللبنانية، التي على علّاتها، شكّلت علامة من علامات الدينامية، التفاعلية، في مجتمع متعدّد الطوائف والمشارب، والمنابع الفكرية، وحتى الإيديولوجيات..
قد تكون محاربة الإرهاب «العنفي» المسلَّح، «التكفيري» وسائر التسميات الأخرى، ساهمت بتنظيف البلاد من «خلايا خطيرة» كانت تتحرّك في الليل والنهار، لضرب التعايش والاستقرار الأمني، في غير منطقة من الأراضي اللبنانية، هذا الأمر الذي فتح الباب أمام إجراء عملية تبادل للسلطات المحلية عن طريق الإقتراع، وإن بدا محفوفاً بمخاطر من أنواع عدّة، إلّا أنه، شكّل بداية طريق، على إحياء الثقة بالبلد، الذي ارتفع منسوب التشكيك به حدّاً مخيفاً، بعد الكمّ الهائل من عمليات الفساد، وما شاكل، على مستويات متعدّدة، طالت كل أوجه الحياة، وصحة المواطن، وما يشكّل قوام عيشه وصحته وماله العام.. عند هذه النقطة، تكبر إيجابيات العملية الإقتراعية قبل إعلان النتائج وبعدها..
وهذا ما يفتح الباب أمام إشارات، توحي بقوة الرأي العام، وقوة الإعلام اللبناني، الذي ساهم بقوة في كشف الفضائح، التي جعلت المسؤولين عمّا يجري على مستوى ما تبقى من سلطات، عاجزين عن طمس المطالبات المتراكمة، وصرف النظر عن الإقدام على خطوة شجاعة، قضت بإجراء الإنتخابات البلدية والإختيارية، بدءاً من رصد الإعتمادات المالية إلى إصدار التعاميم بالأوقات المناسبة، وصولاً، إلى الإجراءات اللوجستية من توزيع صناديق الإقتراع إلى النزول إلى الأرض، للقيام بما هو مناسب..
وخارج ما يمكن أن تُسفر عنه هذه العملية التي انتهت مع ساعات مساء الأحد في 8 أيار، يمكن تسجيل الملاحظات الآتية:
1- نجحت حكومة الرئيس تمام سلام، ونجح وزير الداخلية والبلديات بإجراء الإنتخابات، سواء بالإقدام عليها، أو الإنتقال من التردّد والإحجام إلى الإقدام..
2- كان من الممكن أن تشكّل خطوة بعدم الإقدام على إجراء الإنتخابات صدمة هائلة للرأي العام الداخلي، وربّما الخارجي، في الظروف المعلومة لحالات الإحباط التي تعصف باللبنانيين في عموم الجمهورية، من العاصمة إلى المحافظات والأطراف..
3- وإذا كانت الأحزاب والتكتلات والكتل المتهمة بتحبيط همم اللبنانيين استجابت لإرادة الإنتخابات، والتغيير، والخروج من التيه المتمثّل بالإستهتار بالرأي العام، واهتماماته وتوجهاته وآماله المعقودة على كسر حالة الخوف والإنكفاء، والبحث عن المجهول الممعن في الغرق في وحول اللامبالاة واليأس، والكفر بكل شيء، مارست حقها المشروع في تشكيل اللوائح، وخوض المعارك الانتخابية، فهي نفسها أي هذه التكتلات الحزبية، الممسكة بزمام السلطة، لجأت إلى التغيير في الوجوه الفاسدة والممجوجة، التي أرهقت المكلَّف اللبناني بممارسات فاقت حدّ التوقّع..
4- على أن اللافت في الأمر، ظاهرة «التمرّد المدني» على إرادة المصادرة من فوق، فخرج المجتمع اللبناني، محاولاً إستعادة حيويته، رافضاً «لوائح السلطة» أو الإئتلافات الحزبية الطائفية، في إطار البحث عن تغييرات جذرية في الوجوه، والعناوين، والمشاريع، والإستئثار، على كل المستويات..
5- وعليه، لاقت لوائح المعارضة، على طول الأراضي اللبنانية وعرضها حماساً من قبل المواطن، الذي لم يرَ إنجازات تهمّه في رزقه وحياته، بل وجد استئثارات، وخدمات تقدَّم للمحظوظين ليس إلّا، بفساد ما بعده فساد، في ظل الشلل الحاصل في أجهزة الرقابة، وعجز الحكومة عن حلّ أيّ أزمة، في ما خصّ الملاحقات للمرتكبين، في الإدارات والبلديات، والخدمات، من الإنترنت غير الشرعي إلى صفقات الدواء والطحين والغذاء إلخ..
6- من غير المنطقي، أو المعقول إنكفاء أحزاب الطوائف عن الخوض في أيّ استحقاق كان، ولكن من المرفوض بقوة مصادرة المجتمع. إن المجتمع ليس رهن إرادة هذا الزعيم أو ذاك أو هذا الرئيس أو ذاك، وليس بإرادة «أمراء الطوائف» الذين تمادى بعضهم في جمع الثروة والنفوذ، وتقديم الأزلام على سائر خلق الله من أطباء ومهندسين وضباط متقاعدين، وأساتذة جامعات ومحامين، ونُخب يحفل بها المجتمع اللبناني، الذي يسجّل يوماً بعد يوم تقدّماً في مجالات تخريج النُخب وطلاب الجامعات والكادرات العلمية والتخصصية والمهنية..
7- شكّلت كثافة الترشّح، والتمرّد على أوامر الجهات النافذة في السياسة والطوائف والقرار السياسي، ظاهرة بحدّ ذاتها، فتحت الأبواب على مصراعيها، بوجه التمديد للهيمنة، وتنفيذ «الأوامر العليا» على حساب المال العام والمصالح الحيوية للمواطن، الذي ضاقت بوجهه سُبل العيش في وطنه، وحتى في بلاد الأشقاء والأصدقاء..
الإنتخابات، مع تسجيل نقطة بإجرائها لمصلحة السلطة والطبقة السياسية، يمكن أن تؤسّس لما يشبه الإنتفاضة بوجه هذه الطبقة، من دون أن يعني إضعافها أو إنهاكها أو توجيه هزيمة لها..
وقراءة الانتخابات في مرحلتها الأولى، يمكن وصفها بكلمات قليلة: إنتفاضة بوجه الفساد، وجرس إنذار حول مستقبل تحوّل السياسة والقيادة في لبنان؟!

المصدر: مصادر مختلفة

..The Islamic State in Somalia: Responding to an Evolving Threat...

 الجمعة 13 أيلول 2024 - 11:00 ص

..The Islamic State in Somalia: Responding to an Evolving Threat... An Islamic State branch has a… تتمة »

عدد الزيارات: 170,803,297

عدد الزوار: 7,614,068

المتواجدون الآن: 0