الخلاف العوني يتفاعل...هولاند والراعي يستكملان مشاوراتهما الرئاسية.. وتقويم لنتائج البقاع وبيروت

الحريري شاكراً بيروت: حسمت خيارها السياسي ..هنّأ البيارتة الذين «حموا وحدهم المناصفة».. وانتقد أداء بعض الحلفاء «غير المشرّف» سياسياً وانتخابياً

تاريخ الإضافة الثلاثاء 10 أيار 2016 - 4:49 ص    عدد الزيارات 2485    التعليقات 0    القسم محلية

        


 هولاند والراعي يستكملان مشاوراتهما الرئاسية.. وتقويم لنتائج البقاع وبيروت

الجمهورية

فيما تستعدّ محافظة جبل لبنان لخوض استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية الأحد المقبل، استمرّت القراءات السياسية في أرقام نتائج الانتخابات ودلالاتها في كلّ من بيروت والبقاع وبعلبك ـ الهرمل، في وقتٍ بدأ بعض التحالفات بمواجهة صعوبات، على غرار ما سُجّل أمس من وقائع تشير إلى أنّ التحالف «العوني» ـ «القواتي» مقبل على تنافس في جونية، وذلك خلافاً لتحالفهما في زحلة. وكان اللافت أمس إعلان الرئيس سعد الحريري أنّ «هناك حلفاء التزموا معنا التزاماً كاملاً، وصبّوا أصواتهم لـ«لائحة البيارتة»، وأنّ هناك حلفاء آخرين فتحوا خطوطاً لحساب مرشّحين من خارج اللائحة، بنحوٍ كان يمكن أن يهدّد المناصفة، وهذا أمرٌ لا يشرّف العملَ السياسي ولا العمل الانتخابي». وفي حين ستلاقي جلسة انتخاب الرئيس اليوم مصير سابقاتها من التأجيل، شخصَت الأنظار إلى قصر الإليزيه حيث عُقد اجتماع بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تابَعا خلاله المواضيع التي كانت عُرضت في لقائهما الأخير في بيروت، وفي مقدّمها الاستحقاق الرئاسي. توقّفَ مصدر أمني عند الأجواء الأمنية التي رافقت الانتخابات الأحد الفائت، فوصَفها بـ«الجيّدة» وتعكس التفاهمات السياسية للأحزاب والقوى الفاعلة على الأرض. وقال المصدر لـ«الجمهورية» إنّ هذا الامر إن دلّ على شيء فهو يعني انّ الاستقرار الامني هو وليد التفاهمات السياسية. وعلمت «الجمهورية» انّه خلال اليوم الانتخابي وفيما كانت القوى الامنية والعسكرية بجهوزها الكامل على الارض، زار المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم قائدَ الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة لمتابعة مجريات الوضع الأمني، وعقدا اجتماعاً انضمّ اليه مدير المخابرات العميد كميل الضاهر، وكان تشديدٌ على ضرورة التيقّظ واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة والاستثنائية طوال هذا الشهر لتمريرالاستحقاق البلدي بلا خروق امنية حفاظاً على نجاح الانتخابات وسلامة الناخبين معاً. وكان المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، جال بدوره يوم الأحد على عدد من المراكز الانتخابية، متفقّداً التدابير الأمنية المتخَذة لتأمين حسنِ سير الانتخابات، وأعطى توجيهاته للعناصر المولجة حماية هذه المراكز بضرورة البقاء على جهوز تام لتوفير الأمن والاستقرار للعملية الانتخابية.

وزارة الداخلية

إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية والبلديات عبر مكتبها الإعلامي أنّ النتائج النهائية والرسمية للانتخابات البلدية والاختيارية التي جرت في بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل، بدأ الإعلان عنها، تباعاً، على موقع الوزارة الإلكتروني الرسمي. وأكّدت الوزارة أنّ دورها في العملية الانتخابية ينتهي عند تسليم صناديق الاقتراع إلى لجان القيد المعنية، التي يَرأسها قضاة عدليّون. وذكّرت أنّه في الانتخابات البلدية والاخيتارية للعام 2010 تأخّرَ الانتهاء من عمل لجان القيد في انتخابات بيروت إلى ما بعد ظهر الإثنين، ولم يتمّ نشرُها إلّا في صحف الثلثاء. مع الإشارة إلى أنّ وزارة الداخلية لم تقصّر في تقديم التجهيزات اللوجيستية إلى لجان القيد وأعضائها طيلة النهار، اليوم، تسهيلاً لإنجاز إعلان النتائج. وستعمل الوزارة على تأمين الإجراءات اللازمة لتسريع إعلان النتائج في المحافظات الأخرى خلال المراحل المقبلة.

قراءة النتائج

في هذا الوقت، تبدّد الغبار في بيروت وزحلة وانصرفَت القوى المسيحية الى درس النتائج. فالدرس الأوّل هو من بيروت، حيث الأحزاب المسيحية، من 14 و8 آذار انضوَت في لائحة الرئيس سعد الحريري «الشاملة» لتضمنَ الفوز أوّلاً والمناصفة الطائفية ثانياً. ويأخذ كوادر من تيار«المستقبل» على رفاقهم المسيحيين في 14 آذار عدمَ دينامية قياداتهم على الأرض، على غرار ما فعلَ الحريري. وكاد الإهمال المسيحي لدى البعض، أن يهدِّد بخرقِ اللائحة واختلال المناصفة. ولو حصَل ذلك، لكان «المستقبل» قد حمَّل بعضَ المسيحيين أنفسهم مسؤولية حصول ذلك.

أمّا في زحلة فيجدر التوقّف عند الآتي:

حصَلت «لائحة الأحزاب» في زحلة على نحو 10500 صوت، ولائحة السيّدة ميريام سكاف على نحو 8800 صوت، ولائحة النائب نقولا فتوش على نحو 7000 صوت. وفي قراءة مجرّدة للأرقام، يمكن الاستنتاج أنّ القوى الخصمة للأحزاب في المدينة جمعت ما يقارب 15800 صوت، أي نحو 60% من المقترعين الزحليين، مقابل نحو 40% للأحزاب. وافتراضاً أنّ هناك نحو الخمسة آلاف شيعي وسنّي (من أصل 6 آلاف مقترع) أعطوا سكاف وفتوش أصواتهم، فهذا يعني أنّ 10800 ناخب مسيحي أعطوا أصواتهم للّائحتين المنافستين للأحزاب. وافتراضاً أنّ هناك ألف صوت سنّي وشيعي صبَّ في مصلحة لائحة الأحزاب، فهذا يعني أنّ اللائحة حصلت على أصوات 9500 مسيحي. والترجمة لذلك، في شكلٍ حسابي، أنّ 10800 مسيحي اقترعوا لسكاف وفتوش مقابل 9500 للأحزاب، أي أنّ الدفّة ما زالت تميل، مسيحياً، لغير مصلحة الأحزاب التي راهنَت على أن تحظى بدعم يقارب 70% أو 80%، بل 86% لعون وجعجع وحدهما، من دون حزب الكتائب. وعلى الأحزاب أن تدرس أنّ تحالف رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع لم يحقّق «التسونامي المسيحي» المطلوب، بل أعطى نتائج عكسية أحياناً، إذ عمد خصومُ الرَجلين (رئيس مجلس النواب نبيه برّي والحريري و«حزب الله» ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط) إلى إفهامهما بأنّ هذا التحالف لن يفيدهما سياسياً، وأنّ قوّتهما رهنٌ بالحلفاء في 8 و14 وجنبلاط أيضاً. وربّما يتقاطَع الثنائي السنّي - الشيعي، في شكلٍ غير معلَن، وربّما غير مقصود، على مواجهة الثنائي المسيحي في بعض الأماكن.

الخلاف العوني يتفاعل

في غضون ذلك، تفاعلَ الخلاف الذي حصَل في الاشرفية يوم الانتخابات البلدية بين مناصري نائب رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير السابق نقولا صحناوي، والقيادي في «التيار» زياد عبس في الأشرفية، وظلّت أصداؤه تتردّد في الرابية، إذ أكّد عون، ردّاً على سؤال عن المخالفات التي حصلت في الانتخابات الأحد في صفوف «التيار»، أنّ الأمر «كان محدوداً جداً، ولا يؤثّر على مسيرة التيار الكبيرة، والبرهان على ذلك هو أنّ كلّ شيء يسير على أحسن ما يرام، هي انتفاضات صغيرة ولكن أصحابها سيتحمّلون المسؤولية».

كذلك تردّدت أصداء هذا الخلاف في قيادة «التيار» الذي أصدرَت لجنة الإعلام المركزية فيه البيانَ الآتي:

«
على ضوء المخالفات التي وقعَت أمس الأوّل (الأحد) في الأشرفية في صفوف «التيار الوطني الحر» وما سبَقه من ملابسات على خلفية الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت، باشرَ المفوّض العام للمجلس التحكيمي التحقيقات الداخلية وفقاً للنظام الداخلي في ضوء المعطيات المتوافرة، وسيتمّ استدعاء كلّ مَن تثبت التحقيقات ضلوعَه في ما حدث على أن تتّخَذ الإجراءات المناسبة في حق المخالفين بعد إحالتهم على الهيئة التحكيمية المختصة».

«
في خدمة الجميع»

وكان الحريري قد هنّأ أهل بيروت بفوز «لائحة البيارتة»، وأعلن في احتفال أقيمَ في «بيت الوسط»، بحضور رئيس اللائحة المهندس جمال عيتاني والأعضاء وعدد من نواب العاصمة وفاعليات، «أنّ الانتخابات في بيروت أصبحَت وراءنا، واليوم هناك صفحة سياسية جديدة». واعتبَر «أنّ بيروت أكّدت في الأمس أنّ قرارها في يدها وأنّ المناصفة خيارٌ لا تتراجَع عنه ولا أحد يستطيع أن يهزّه أو يتلاعب به». وإذ لفتَ الى «أنّ البعض من حلفائنا أحبَّ أن يشارك في الترشّح على لائحة البيارتة والانتخاب للائحة ثانية، وصبّوا أصواتهم لها»، قال: «بكلّ صراحة، هناك حلفاء التزموا معنا إلتزاماً كاملاً، وصبّوا أصواتهم للائحة البيارتة، وهنا أودّ أن أتوجّه إليهم بالشكر والتحية، وهناك حلفاء آخرون فتحوا خطوطاً لحساب مرشحين من خارج اللائحة، بنحوٍ كان يمكن أن يهدّد المناصفة، وهذا أمرٌ لا يشرّف العملَ السياسي ولا العمل الانتخابي». وأكّد الحريري أنّ بيته «سيبقى بيت الجميع»، وأنّه شخصياً «باقٍ في خدمة الجميع».

مجدلاني

وفي المواقف، قال عضو كتلة «المستقبل» النائب عاطف مجدلاني لـ«الجمهورية»: «إنّ نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت كرّست دولة الرئيس سعد الحريري زعيمَ بيروت وزعيم الوطن، وكرّست تيار «المستقبل» تياراً عابراً للطوائف». وأضاف: «نحن نلتزم الدستور الذي يقول بمادتَيه الـ 74 والـ 75 إنّه عندما يحصل فراغ في سدّة الرئاسة يتحوّل مجلس النواب هيئة ناخبة، فعلينا إذن الذهاب الى انتخاب رئيس جمهورية قبل ايّ كلام آخر، فلا لانتخابات نيابية قبل الانتخابات الرئاسية، وإلّا نكون بذلك وقَعنا في هرطقة دستورية كبيرة جداً. وأتمنّى على الذين شاركوا في الانتخابات البلدية في الأمس ان يشاركوا في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اليوم». وختمَ: «أفهم من كلام الامين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله أنّ مفتاح رئاسة الجمهورية لا يزال موجوداً في طهران ولم يصل إلى بيروت بعد».

وهبي

بدوره قال النائب امين وهبي لـ«الجمهورية» إنّه «يحقّ لكلّ طرف المطالبة بتعديل ايّ قانون، وإذا استطاع تعديله ضمن المهَل الدستورية ونُشر القانون الجديد في الجريدة الرسمية يصبح ساريَ المفعول، أمّا إذا لم تستطع القوى السياسية الاتفاق على قانون جديد تذهب حكماً الى القانون الموجود». وإذ أكّد عدم تمسّكه بقانون الستّين اعتبَر «أنّ إجراء الانتخابات النيابية على اساس ايّ قانون مهما كان سيئاً، هو افضل من لا انتخابات». وشدّد على عدم جواز «شيطَنة القوانين»، مشدّداً على «وجوب احترام القانون وبقائه ساريَ المفعول حتى صدور قانون آخر». وشدّد وهبي على انّ استحقاق الانتخابات الرئاسية كان يجب إنجازه منذ اليوم الاوّل، لافتاً الى «أنّ الطائفة المارونية غنية بالشخصيات المرموقة، ولا يجوز ان يقول أحد: إمّا أنا أو الفراغ». وأكّد أنّه «مع إجراء الانتخابات الرئاسية أوّلاً قبل النيابية، لأنّ باعتماد العكس تصبح الحكومة مستقيلة حكماً ولا وجود لرئيس ليجريَ استشارات نيابية لتأليف حكومة جديدة»، وقال: «فلنَذهب الى انتخاب الرئيس، وعندها أنا مع تقصير ولاية المجلس النيابي، فتجرى الانتخابات النيابية بعد إقرار قانون الانتخابات مباشرةً في حضور رئيس الجمهورية، وإذا لم نتوافق فلتُجرَ وفق القانون الموجود في أقرب فترة». ولم يرَ وهبي «مؤشرات توحي بأنّ الذين يطيّرون نصابَ جلسة انتخاب الرئيس سيغيّرون مسارَهم»، وقال: «إنّ حزب الله يتحمّل مسؤولية الفراغ الحاصل»، ورفضَ «فرضَ رئيس جمهورية على اللبنانيين».

هولاند ـ الراعي

وفي الملف الرئاسي، يَعقد مجلس النواب اليوم جلسة جديدة لانتخاب رئيس الجمهورية يتوقّع أن يكون مصيرها كسابقاتها لجهة عدم اكتمال النصاب. وعشية الجلسة، تصدّرَ الملف الرئاسي المحادثات في قصر الإليزيه صباح امس بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي يزور باريس. وتابَعا معاً المواضيع التي كانت عُرضت في لقائهما الأخير في بيروت، وأبرزها أوّلاً الفراغ السائد في سدّة الرئاسة منذ سنتين، ما يقتضي أساساً البحث عميقاً في أسبابه، وثانياً الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة، وثالثاً تداعيات الحروب والنزاعات على لبنان سياسياً واقتصادياً، ورابعاً عبء النزوح على النازحين أنفسِهم وعلى اللبنانيين ودور فرنسا في مساعدة لبنان في هذا الإطار. وطلبَ الراعي من هولاند مضاعفة الجهود على المستوى التربوي والاجتماعي في لبنان، بالإضافة الى الملف السياسي والأمني. وعلمت «الجمهورية» أنّ الراعي لم يقدّم لهولاند أيّ عرض جديد بعد المذكّرة التي كان سلّمه إياها في أثناء زيارته بيروت أخيراً، لكنّه طلب منه ضرورةَ أن تمارس فرنسا ضغوطاً مباشرة أو من خلال الولايات المتحدة الاميركية وروسيا، على الدوَل المعنية التي تعرقل إنجاز الاستحقاق الرئاسي. وقد أطلعَ هولاند الراعي على نتائج اتّصالاته التي تُراوح مكانَها، ولكنّه أبلغَ إليه «أنّ فرنسا لن تتعب ولن تترك الأمر للمصادفة، بل ستواصل اتصالاتها لإحداث ثغرات في جدار تعطيل رئاسة الجمهورية». كذلك شرَح «خطورة الوضع في المنطقة والذي سينعكس على لبنان إذا لم يتحصّن دستورياً بانتخاب رئيس الجمهورية». ولم تستبعد أوساط مواكبة أن يكون موضوع انتخاب رئيس جمهورية لسنتين مدار بحثٍ بين هولاند والراعي، علماً أنّ هولاند ليس متحمّس لهذا الطرح، ولكنّ البطريرك أبلغَه أنّ هذه الفكرة لا تلاقي قبولاً لدى القادة اللبنانيين، ولا سيّما منهم المسيحيين لأنّها تسيء إلى مقام رئاسة الجمهورية، ويُخشى أن تكون فخّاً لضربٍ تدريجي للرئاسة. وكان اللقاء بين هولاند والراعي قد دام نحو ساعة، وبدأ بخلوة ثنائية دامت أكثر من نصف ساعة عُقد بعدها لقاءٌ عام شاركَ فيه من الجانب اللبناني، إضافةً إلى مستشاري هولاند الكبار، القائم بأعمال السفارة اللبنانية في باريس غدي خوري، وراعي أبرشية باريس المطران مارون ناصر الجميّل ومدير مكتب الإعلام والبروتوكول وليد غيّاض. والتقى الراعي رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه. وحاضَر عن أوضاع مسيحيّي الشرق في قاعة «بوفران» في مبنى رئاسة مجلس الشيوخ الفرنسي، في حضور نائبة رئيس المجلس باريزا خياري وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ والوفد المرافق للراعي. ورفضَ الراعي تأدية دور المطران مكاريوس في قبرص والترشّح لرئاسة الجمهورية اللبنانية لمدّة سنتين لإخراج الوضع ممّا هو عليه. وقال في ردّ على سؤال في هذا الصَدد، إثر محاضرته: «إنّ قبرص دولة روم أورثوذكسية أمّا لبنان فهو قائم على جناحيه المسيحي والمسلِم، ولا يمكنه تقليد النظام القبرصي. ولبنان ليس قبرص. وهناك نقطة مهمّة جداً، حيث إنّنا نرفض ذلك لكونِنا نفصل بين الدين والسياسة، ولهذا هناك كثير من المدنيين الذين يمكنهم إدارة شؤون الدولة، أمّا نحن رجال الدين فلدينا رسالة، وهي الدفاع عن المبادئ ولا نتدخّل أبداً في القضايا السياسية. إذاً إنّ شؤون الدولة هي من اختصاص المدنيين وليس رجال الدين».
وقال الراعي: «إنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية أمرٌ مهمّ للمنطقة بسبب الموقع الجيوسياسي للبنان، فنحن أمام تعاون سياسي بين سنّة لبنان والعربية السعودية وتعاون شيعة لبنان مع إيران.

وبما أنّ هذين البلدين يتنافسان فإنّ الانتخابات الرئاسية اللبنانية معلّقة، المطلوب منهما تسهيل انتخاب الرئيس الجديد وليس تعيينه، ونحن نعوّل على بعض الدول الصديقة كفرنسا، على سبيل المثال، التي هي على علاقة جيّدة مع السعودية وإيران، من أجل إقناعهما بذلك».
وقال: «السعودية وإيران تريدان فرضَ هيمنتهما على المنطقة من خلال الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط، وللوصول لتحقيق هذا الهدف يجب أن تتحالفا مع أفرقاء في العراق وسوريا ولبنان».
وردّاً على قول البعض «إنّ الكرة في ملعب المسيحيين الذين لا يتفقون مع بعضهم البعض»، أجاب الراعي: «أنْ لا ترشيح في انتخاب البابا أو لانتخاب البطريرك، ذلك أنّ كلّ كاردينال أو مطران هو مرشّح يمكن انتخابه. وهذا يتّضح في الاقتراع فقط. أمّا مَن يرمي الكرة في ملعب المسيحيين ويتوجّه للبابا لإقناعه بأنّ الكرة في ملعب المسيحيين فهو لا يريد إجراءَ الانتخابات، وهذا ما قلتُه لقداسة البابا».


الحريري شاكراً بيروت: حسمت خيارها السياسي ..هنّأ البيارتة الذين «حموا وحدهم المناصفة».. وانتقد أداء بعض الحلفاء «غير المشرّف» سياسياً وانتخابياً

المستقبل...

بفرحة فوز ممزوجة بالامتنان لوفاء البيارتة والانتقاد لأداء بعض الحلفاء، أطلّ الرئيس سعد الحريري غداة انتهاء الدورة الانتخابية في العاصمة ليبارك لبيروت انتخاب مجلسها البلدي الجديد وليشكرها على الوفاء لمشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري مشدداً على أنها «قالت كلمتها بالسياسة» وحسمت خطها السياسي. وإذ هنأ البيارتة بنجاحهم في «الاختبار الديموقراطي المشرّف» وأعرب عن امتنانه لكل واحد منهم «أعطى صوته لخيار بيروت السياسي» وتقديره للحلفاء الذين «التزموا بالكامل وصبّوا أصواتهم للائحة البيارتة«، غير أنّ الحريري انتقد في الوقت عينه أداء بعض الحلفاء «غير المشرّف» سياسياً وانتخابياً ممن شاركوا في لائحة البيارتة و«فتحوا خطوطاً لحساب مرشحين من خارجها»، وتوجّه في رسالة بالغة الدلالة إلى أهل بيروت بالقول: «تذكروا جيداً عندما يتهمونكم بالطائفية والعنصرية أنكم أنتم ولا أحد سواكم من حمى المناصفة».

وفي كلمة ألقاها خلال احتفال أقيم مساءً في «بيت الوسط» في حضور رئيس وأعضاء «لائحة البيارتة» إلى جانب عدد من نواب العاصمة والفاعليات، لفت الحريري بعد التهنئة بفوز اللائحة إلى أنّ «اليوم هناك صفحة سياسية جديدة»، وخصّ بالذكر الناخبين الذين صوّتوا للوائح أخرى ولا سيما منها لائحة «بيروت مدينتي» فشدد على كونهم «جزءاً من نسيج بيروت» متوجهاً إليهم بالقول: «تشبهون أحلامنا وطموحاتنا (...) ولا تشبهون أبداً الذين حاولوا أن يزايدوا علينا بأصواتكم لهدف كسر المناصفة ولكي «يمَرّكوا» على البيارتة وبيروت وعلى إرادتها السياسية»، وأردف مضيفاً: «بعض الجهات وصلت فيها المزايدة إلى حدّ «المسخرة» السياسية وغير السياسية على البيارتة وأهل بيروت وهذا شيء مرفوض ومردود لأصحابه». وختم بإعادة التأكيد على أنّ برنامج المجلس البلدي الجديد «وضع لينفذ»، واعداً بمواكبة عمل البلدية للنهوض إنمائياً وخدماتياً وحياتياً وبيئياً بالعاصمة حتى لا تبقى فيها «مناطق بسمنة ومناطق بزيت».

ومساءً، بدأت وزارة الداخلية والبلديات بث النتائج النهائية للانتخابات البلدية والاختيارية في كل من بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل عبر موقعها الالكتروني
www.interior.gov.lb، في وقت بدت لافتة للانتباه النتائج المسيحية التي حققتها لائحة «بيروت مدينتي» في دائرة بيروت الأولى على حساب الأحزاب المسيحية والتحالف العوني - القواتي في هذه الدائرة ما طرح أكثر من علامة استفهام حول التزام الائتلاف المسيحي المشارك في «لائحة البيارتة» بالتصويت لمرشحي هذه اللائحة باستثناء «حزب الطاشناق» الذي التزم وصبّ كامل كتلته الناخبة في صالح «البيارتة».

أما بقاعاً، وفي حين أعلن «حزب الله» أمس فوز لوائحه البلدية بعدما زاحمته لوائح العائلات بشكل ملحوظ في عدد من البلدات والمناطق لا سيما في بعلبك وبريتال، حطت أم المعارك الانتخابية رحالها في زحلة بإعلان فوز لائحة «إنماء زحلة» الائتلافية بين الأحزاب المسيحية برئاسة أسعد زغيب بشق الأنفس مع فارق لا يتجاوز المئة صوت بين آخر الفائزين على لائحة الأحزاب وبين يوسف سكاف أول الخاسرين على اللائحة المنافسة.

أختري والمؤمن في عين التينة

  عرض رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة أمس، مع وفد ايراني برئاسة الامين العام للمجمع العالمي لأهل البيت الشيخ محمد حسن أختري، للأوضاع في المنطقة. وبحث مع مستشار نائب الرئيس العراقي نوري المالكي، علي المؤمن، في التطورات الراهنة.

نتائج مرحلة الانتخابات الأولى .. تقدم المسيحيين في زحلة

عكاظ...انتفاضة ضد حزب الله واكتساح «بيارتة الحريري» زياد عيتاني، راوية حشمي (بيروت) 

أرادها حزب الله أن تكون تقويضا لزعامة منافسه، وخصمه رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، فإذا بنتائج الانتخابات البلدية تأتي رياحها عكس ما تشتهيه سفن الحزب وأمينه العام حسن نصر الله. فالحريري في بيروت، أكد زعامته بفوز لائحته كاملة دون أي خرق وبفارق كبير عن اللائحة المنافسة، والتي لاقت تعاطفا ملحوظا في صناديق الاقتراع من أنصار حزب الله، وخصوصا في الصناديق ذات الأغلبية الشيعية في مناطق الباشورة وزقاق البلاط ببيروت.

بالمقابل فإن الأرقام التي سُجلت في بعلبك وبريتال، إذ الخزان البشري لمقاتلي الحزب، شكلت صفعة كبيرة له، خصوصا أن الانتصار جاء بفارق 800 صوت فقط، وهو ما شكل رسالة قاسية للحزب من العائلات الشيعية والتي هي بمعظمها فقدت أبناء وأطباء في المعارك التي يخوضها الحزب في سورية. نائب البقاع في البرلمان أمين وهبي قال : «إن معركة الانتخابات التي خاضها حزب الله كشفت عن وجود رأي عام مغاير ضمن الأوساط التي يتحكم بها، والموالون للحزب من كافة الكوادر بدأوا يتحسسون الخطأ وباتوا قادرين على منح الاستحقاقات الدستورية بعدها الديموقراطي، بعيدا عن عباءة حزب الله الذي بذل جهودا كبيرة في الانتخابات البلدية للفرض على كل المدن والقرى لوائح معلبة تحت شعار ما يسمى بالتوافق. وعن مضمون الرسالة التي وجهت لحزب الله في مناطق نفوذه قال وهبي «الرسالة كانت واضحة وهي ليست موجهة فقط ضد حزب الله بل إلى مكونات المجتمع اللبناني، هناك خروج شعبي من العباءات السياسية. في غضون ذلك فشل المجتمع المدني في تحقيق أي خرق في الانتخابات البلدية في بيروت في مواجهة تكتل الأحزاب التقليدية الكبرى. وفي مدينة زحلة ذات الغالبية المسيحية والتي شهدت معركة انتخابية بارزة، أظهرت النتائج الأولية فوز تحالف الأحزاب المسيحية الكبرى بكافة مقاعد المجلس البلدي على حساب لائحتين أخريين مدعومتين من زعامات عائلتين تقليديتين بارزتين في المدينة.

قاسم: لوائحنا خرقت في 6 بلديات من 80

بيروت - «الحياة» 

حرص نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم وفي شكل شخصي على إعلان فوز لوائح «التنمية والوفاء» في مدينة بعلبك وبلدة بريتال و60 بلدية في محافظة بعلبك - الهرمل، واعتبار الفوز في بعلبك وبريتال فوزاً سياسياً. وهو كان ينافس وحيداً في بريتال لائحة «إنماء بريتال» المدعومة من الأمين العام الأسبق للحزب الشيخ صبحي الطفيلي، بعد انسحاب حركة «أمل» من المعركة قبل 24 ساعة. قاسم كان تابع العملية الانتخابية أول من أمس. وأعلن عن حلفاء للثنائي الشيعي في اللوائح هم «التيار الوطني الحر» والحزب «السوري القومي الاجتماعي» وحزب «البعث العربي السوري» و «جمعية المشاريع».

وشكر قاسم «وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية والعسكرية التي نجحت في أن توفر مناخاً أمنياً ملائماً ومساعداً لمصلحة الانتخابات».

وأشار الى خرق «حصل للوائح الحزب من قبل مرشح أو أكثر في نحو 6 بلديات، لكن نعتبر أن هذا الخرق من الأهل إلى الأهل والنتيجة لا تتغير».

وكشف قاسم الذي أعلن تجنيد ماكينة من 10 آلاف عنصر لانتخابات البقاع، عن «مديرية خاصة لحزب الله في كل منطقة هي «مديرية العمل للبلد» دورها أن ترعى البلديات وتساعدها، بحيث يتدرب أعضاء البلدية على كيفية المتابعة وتنظم دورات للرؤساء ونواب الرؤساء وتكلف شركة خاصة المحاسبة من أجل مسك الدفاتر ومراقبة كيفية الصرف، وهذا كله عمل تطوعي، ولا يعني ألا تقوم الدولة بواجبها في متابعة البلديات ومحاسبتها، واخترنا أن يكون لكل بلدية خطة لست سنوات وخطة لكل سنة. وهناك تقييم في نهاية كل سنة».

الحريري استنهض جمهوره رغم الصعوبات و«المجتمع المدني» أثبت حضوره وأمامه تحدي الاستمرار

الحياة...بيروت - وليد شقير 

في انتظار إعلان النتائج النهائية لانتخابات المجلس البلدي لمدينة بيروت والمجالس الاختيارية، فإن مصادر متعددة تابعت فرز صناديق الاقتراع في العاصمة، سجلت جملة انطباعات عن عملية الاقتراع تعتبر أن القراءة الأولية لتوزع الأصوات بين مختلف الأحياء تفضي إلى جملة من الدلالات التي تحتاج إلى التعمق في قراءتها بعد اكتمال النتائج والتدقيق في الأقلام وفق الانتماءات الطائفية والسياسية.

وأبرز هذه الانطباعات والدلالات وفق هذه المصادر يمكن تعدادها كالآتي:

1 - أن زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري تمكن من استنهاض جمهوره للمشاركة في عملية الاقتراع عبر الجولات التي قام بها في مناطق نفوذه، بحيث ارتفعت نسبتها قياساً إلى السنوات الماضية ولو بحجم طفيف، من دون أن يلغي ذلك أن نسبة الاقتراع كانت تاريخياً متدنية وما زالت.

وفي هذا الصدد يعتبر أصحاب القراءة الأولية أن الحريري برهن على رغم الاستنتاجات التي سادت قبل الاستحقاق البلدي، بأن شعبيته تراجعت نتيجة غيابه عن البلد منذ عام 2011، وبسبب أزمته المالية، أن جمهوره ما زال على درجة عالية من الولاء له.

وتضيف هذه المصادر أن المشاركة السنية العالية، نسبياً وفي مناطق نفوذ الحريري التقليدية في العاصمة، شكلت الرافعة الأساسية والأولى للائحة «اليبارتة» الائتلافية مع أحزاب إسلامية أخرى، والأحزاب المسيحية، والتي رعى تأليفها وحازت على الأكثرية الساحقة من الأصوات في مواجهة منافسيها.

ولاء ونقمة

وفي اعتقاد هذه المصادر، أن مجريات المعركة أثبتت أن عودة الحريري للاحتكاك المباشر مع جمهور تيار «المستقبل» كفيلة باستنهاض هذا الجمهور الذي ما زال يتعاطف مع آل الحريري كقيادة تمثل الاعتدال السنّي والانفتاح على القوى الأخرى، على رغم أن هذا الجمهور معبأ ضد الخصوم الذين عقد الحريري ائتلافاً معهم في لائحة «البيارتة».

ولفتت المصادر عينها الى أن الجولات على أحياء بيروت التي قام بها الحريري منذ عودته إلى لبنان في 14 شباط (فبراير) الماضي، بيّنت خلافاً للاعتقاد السائد، أن الجمهور المؤيد للخط الذي يمثله ليس مرتبطاً بقدراته المالية، كما يروج خصومه، ولا بالتعبئة المذهبية في الوسط السنّي، على رغم عدم استبعاد هذا العامل بالكامل، بل بالتوجهات السياسية التي يمثلها، وإلا لما كان استطاع إعادة تجييش ناخبيه في أسابيع وجيزة لمصلحة ائتلاف واسع. فهو مع تشدده في مواقفه حيال بعض الخصوم، ولا سيما حملته على اشتراك «حزب الله» في الحرب السورية وتسببه بالشغور الرئاسي، ركز في تعبئته أيضاً على خياراته بوجوب إبعاد لبنان من حرائق المنطقة، حفظاً للسلم الأهلي، مبرراً بذلك خياره بدعم أحد مرشحي 8 آذار لرئاسة الجمهورية، النائب سليمان فرنجية. وتوقعت المصادر هذه أن ينعكس نجاح الحريري في استنفار جمهوره في بيروت على سائر المناطق التي له وجود قوي وتقليدي فيها.

2 - أن حصول لائحة «بيروت مدينتي»، المؤلفة من رموز من المجتمع المدني على نسبة عالية من الأصوات مقابل «لائحة البيارتة»، بصرف النظر عن هوية الأصوات التي حازتها، دليل على النقمة الشعبية لدى المواطنين على تردي الخدمات والأوضاع الاقتصادية والحياتية وعلى انفكاك شرائح في المجتمع البيروتي (كما في سائر لبنان) عن الأحزاب والزعامات، لمصلحة بروز شخصيات من المجتمع المدني تتمتع باحترام الناس لابتعادها من رموز السياسة الذين ينقم الجمهور على أدائهم، بفعل أزمة النفايات واستشراء الفساد واهتراء مؤسسات الدولة وتمادي الأزمة السياسية. ومع أن «بيروت مدينتي» لم تفز أو تتمكن من إحداث اختراق، فإن النسبة العالية من الأصوات التي حصدتها تنبئ بأن جزءاً كبيراً من الجمهور أخذ يبتعد عن تأييد خيارات الزعامات التقليدية، الإسلامية والمسيحية. والنتائج وفق الحصيلة الأولية تطرح على رموز المجتمع المدني مهمة تنظيم أطرهم وأوضاعهم ليلعبوا دوراً أكثر تأثيراً في الحياة العامة لا يقتصر على الانتخابات، ويشمل الرقابة المتواصلة على أداء المؤسسات والطبقة السياسية ومتابعة قضايا الفساد والإنماء، لاستقطاب المزيد من الجمهور المتعطش للتغيير. وبالقدر نفسه تطرح ظاهرة «بيروت مدينتي» على القيادات السياسية تحدي تغيير نهجها وتعديل سلوكها وتوجهاتها، ومدى استعداده للتصالح مع المجتمع المدني، وهذا التحدي يشمل الحريري نفسه.

3 - أن قراءة نتائج التصويت في أقلام المناطق المسيحية من العاصمة أظهرت أن تحالف «التيار الوطني الحر» وحزب «القوات اللبنانية» الممثل في «لائحة البيارتة»، أخفق في استنفار الجمهور المسيحي قياساً إلى الاستنهاض الذي حصل في المناطق السنّية بفعل تحرك الحريري، ما أدى إلى نسبة اقتراع منخفضة بالمقارنة معها. ولولا التزام حزبي الطاشناق والهانشاق الأرمنيين، وحزب الكتائب وأنصار النائب نديم الجميل والوزير ميشال فرعون (حلفاء الحريري في 14 آذار) بالتصويت للائتلاف، لكانت نسبة التصويت تدنت أكثر في المناطق المسيحية. ومع أن العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع أطلقا سلسلة نداءات لمناصريهما أن ينزلا الى أقلام الاقتراع، فإن الخلافات بين ركني التيار في بيروت الوزير السابق نقولا صحناوي وزياد عبس على تأييد اللائحة ساهم في خفض التأييد المسيحي للائحة البيارتة، كما أن «بيروت مدينتي» حازت في معظم الأقلام المسيحية التي للحزبين شعبية في مناطقها، على أكثرية الأصوات قياساً بما حصدته الائتلافية، بما جعل أوساط تشكك بمقولة أن تحالف عون- جعجع يستطيع حصد الأكثرية المسيحية. وهذا انطبق أكثر على أقلام الأرثوذكس في الأشرفية ورأس بيروت، التي صوت أكثر ناخبيها لـ «بيروت مدينتي»، وفي أحيان للمرشحين المسيحيين في «لائحة البيارتة» واللائحة المنافسة، بما يتناقض مع عرف المناصفة الذي أثبت الحريري أنه استطاع إلزام جمهوره به أكثر من القوى الأخرى.

«امل» و«التقدمي»

4 - أن جزءاً من الأصوات الشيعية والدرزية (القليلة) في العاصمة، لم يلتزم «لائحة البيارتة»، على رغم ضم مرشح «أمل» فادي شحرور، والمرشح المدعوم من الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الغاوي إليها، بل إن مناصري «أمل» وشحرور أنزلوا ما يقارب الـ1700 صوت لمصلحته ومصلحة «بيروت مدينتي»، في تبادل للأصوات، فضلاً عن تشطيب بعض مناصري الحركة ومرشحِها، المرشحَ الشيعي المستقل في الائتلاف خليل شقير. أما الاشتراكي فصب أكثر من نصف ناخبيه أصواتهم لمصلحة «بيروت مدينتي»، بدلاً من الائتلاف الذي يضمهم. وعلى قلة عدد الأصوات الشيعية والدرزية مقارنة مع السنّية والمسيحية، اكتسب الأمر دلالة سياسية مزدوجة، الأولى محاولة خفض تفوق «المستقبل» ورجحان كفته في العاصمة، والثانية (بالنسبة للاشتراكي) محاولة التصالح مع رموز «المجتمع المدني» بالانحياز للائحة الثانية التي امتدحها رئيس الحزب وليد جنبلاط، لتمييز الحزب عن سائر الأحزاب. كما أن بعض حلفاء الحريري في اللائحة مثل حزب «الحوار» عمد الى التشطيب في «لائحة البيارتة» لرفع نسبة أصوات أحد مرشحيه، للدلالة على أن له شعبية توازي شعبية الحريري، الذي ظهر على رغم كل ذلك أنه يتمتع بالنفوذ الكاسح على رغم النقمة الشعبية على الطبقة السياسية.


المصدر: مصادر مختلفة

«الوزاري الخليجي» يدعو كافة الدول لاستكمال إجراءات الاعتراف بدولة فلسطين..

 الثلاثاء 10 أيلول 2024 - 4:58 ص

«الوزاري الخليجي» يدعو كافة الدول لاستكمال إجراءات الاعتراف بدولة فلسطين.. أكد على الوقوف إلى جان… تتمة »

عدد الزيارات: 170,142,684

عدد الزوار: 7,600,015

المتواجدون الآن: 0