«الثوري الإيراني» يتراجع في حلب.. و50 غارة على حمص...«القائد حسين عيسى (أبو عدي)» قتل «في سبيل الوحدة العربية»...وإيران توقف إرسال قوات بعد إحتجاجات ضد سليماني

القوات النظامية تستعيد «مستشفى الأسد» في دير الزور..فتح طريق دمشق - بغداد جزئياً بعد انتهاء المعارك بين الجيش النظامي و«داعش» في الضمير

تاريخ الإضافة الإثنين 16 أيار 2016 - 4:59 ص    عدد الزيارات 1870    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

 
300 قتيل في معارك نفوذ بين الإسلاميين في الغوطة الشرقية
لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب -
أوقعت معارك عنيفة مستمرة منذ حوالى 20 يوماً نتيجة صراع على النفوذ بين الفصائل الإسلامية في الغوطة الشرقية في ريف دمشق 300 قتيل على الأقل من المقاتلين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير من ريف دمشق «أن الاشتباكات العنيفة تجددت ليلة (أول من) أمس بين جيش الإسلام من طرف، وفيلق الرحمن وفصائل جيش الفسطاط من طرف آخر، في أطراف بلدة مسرابا بغوطة دمشق الشرقية، وترافقت الاشتباكات مع استهدافات متبادلة بين الجانبين». ورصد المرصد «حالة توتر متصاعدة بين الأهالي من الاشتباكات الدائرة بين كبرى فصائل الغوطة الشرقية، وسط تخوف من مآلات الوضع فيها». وأضاف أن ناشطيه رصدوا أيضاً «قيام خطباء من جبهة النصرة بالتحريض على قتال جيش الإسلام، ونادى أحد الخطباء على المواطنين في أحد مساجد مدينة سقبا بالقول: «قتال جيش الإسلام واجب على كل مسلم»، في حين تقوم جرافات من الطرفين بوضع سواتر ترابية وتثبيت نقاط تمركز في بلدات ومدن الغوطة الشرقية».
وفي هذا الإطار نقلت «فرانس برس» عن مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن: «قُتل أكثر من 300 مقاتل خلال اشتباكات ناتجة من صراع على النفوذ بين الفصائل الإسلامية في الغوطة الشرقية»، مشيراً إلى أن هذه الاشتباكات «مستمرة» منذ 28 نيسان (أبريل) الماضي. وأوضحت الوكالة أن معارك عنيفة تدور بين فصيل «جيش الإسلام»، الأقوى في الغوطة الشرقية، من جهة، وفصيل «فيلق الرحمن» و «جيش الفسطاط» وهو عبارة عن تحالف لفصائل إسلامية على رأسها «جبهة النصرة»، من جهة ثانية. وأشار عبدالرحمن إلى أن غالبية القتلى الـ300 ينتمون إلى «جيش الإسلام» و «جبهة النصرة»، كما قتل العشرات من فصيل «فيلق الرحمن».
وبحسب عبدالرحمن فإن «الاشتباكات مستمرة على رغم الوساطات التي تقدم بها أهالي الغوطة الشرقية والتظاهرات التي خرجت للمطالبة بوقف القتال».
وبدأت الاشتباكات نهاية نيسان إثر هجمات عدة شنها فصيل «فيلق الرحمن» على مقرات «جيش الإسلام».
واستهدفت الهجمات مقرات «جيش الإسلام» في القطاع الأوسط للغوطة الذي يشمل مناطق عدة بينها سقبا وبيت سوى وجسرين وزملكا ومسرابا. واعتقل المهاجمون وقتها «أكثر من 400 مقاتل من جيش الإسلام وصادروا أسلحتهم».
وبحسب عبدالرحمن، أسفرت المعارك أيضاً عن «مقتل عشرة مدنيين، بينهم طفلان وطبيب نسائي من القلائل في الغوطة الشرقية والوحيد المختص بمسائل العقم والإنجاب في المنطقة».
ووصف الهلال الأحمر السوري في دوما في بيان الطبيب نبيل الدعاس بأنه «من أهم أعمدة الطب باختصاصه في الغوطة الشرقية».
ويحاصر الجيش السوري مناطق عدة في ريف دمشق منذ العام 2013. وأبرز المناطق المحاصرة مدن وبلدات دوما وعربين وزملكا في الغوطة الشرقية. وتسيطر فصائل مقاتلة غالبيتها إسلامية على هذه المناطق.
 
هجمات متبادَلة في حلب.. وإيران توقف إرسال قوات بعد إحتجاجات ضد سليماني
اللواء..
كثفت الطائرات الروسية والسورية غاراتها امس على ريف حمص، مما تسبب بمقتل امرأة وجرح العشرات، وأكد ناشطون نشوب حريق في مطار عسكري للنظام بحمص، بينما دارت معارك في دمشق وحلب والقنيطرة ودرعا.
وقتلت امرأة وأصيب عشرات بجروح في غارات للطيران الروسي على مدينة الرستن بريف حمص الشمالي، كما أسفرت الغارات عن دمار في المنازل والممتلكات.
كما شن الطيران الروسي غارات على بلدات زميمر والغجر والحولة شمالي حمص، مما أدى لأضرار مادية. وذكر ناشطون أن طيران النظام أغار على بلدتي تلدو وغرناطة قرب حمص، كما قصفت قوات النظام بلدتي كيسين ‏وعز الدين بالمدافع.
ويأتي هذا التصعيد بعد سيطرة قوات المعارضة المسلحة على بلدة الزارة الموالية للنظام.
بدورها، قالت شبكة شام الإخبارية إن «حريقا ضخما» اندلع في مطار التيفور العسكري شرقي حمص، مما أدى لاحتراق أربع طائرات وعشرين سيارة.
جبهات حلب
وأضافت الشبكة أن طيران النظام أغار أيضا على مخيم حندرات شمال حلب، وأن المعارضة ما زالت تمنع قوات النظام والميليشيات من التقدم وتكبدها خسائر في الأرواح والعتاد، وأن قوات النظام قصفت بالمقابل منازل المدنيين في بلدة عندان.
وأكدت وكالة مسار برس أن المعارضة سيطرت على بلدة الفيرزية شمالي حلب بعد معارك مع تنظيم الدولة، وأن معارك بين الطرفين تدور على جبهات تل حسين وقرية براغيدة.
وأشار مصدر عسكري ميداني الى ان جيش النظام وحلفائه تصدوا امس لهجوم فصائل مسلحة وإسلامية على مدينة حلب، وتمكنت من تدمير عدد من آلياتها وقتل بعض من عناصرها بمساندة ضربات الطيران الروسي – السوري.
وقال ان مقاتلي غرفة عمليات فتح حلب وعناصر «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية أخرى شنوا هجوماً على مواقع قوات الجيش السوري عند جبهتي البحوث العلمية وحي حلب الجديدة، في محاولة من الفصائل لاقتحام المنطقتين من خلال التمهيد الصاروخي بهدف كسر خطوط دفاع قوات الجيش السوري.
وأضاف المصدر، أن اشتباكات متقطعة دارت بين قوات النظام والفصائل الإسلامية عند محور حي جمعية الزهراء من دون أن تتمكن الفصائل المسلحة من اختراق صفوف الجيش النظامي، فيما فشلت فرقة السلطان مراد ولواء السلطان محمد الفاتح من التسلل إلى حي بستان الباشا من جهة حي الميدان.
وأشار المصدر، إلى أن قوات الجيش نجحت في استعادة مبنى البحوث العلمية غربي مدينة حلب بعد معارك مع فصائل المعارضة قبل أشهر، وهو ما مكنها من رصد المداخل الغربية والشمالية لمدينة حلب.
وفي سياق متصل، أوقفت إيران إرسال المزيد من قوات الحرس الثوري وميليشيات الباسيج (التعبئة الشعبية) التابعة لها إلى سوريا، بعد عريضة احتجاجية وجهها مقاتلون لقائد فيلق القدس سليماني تحمله مسؤولية مصرع عدد كبير من العسكريين الإيرانيين خلال الأيام الأخيرة.
ونقلت وكالة «باسيج» التابعة لقوات التعبئة، عن أحد المقاتلين القادمين من سوريا يدعى كاظمي، وهو رجل دين، قوله إن عملية إرسال القوات من مازندران إلى سوريا والعراق قد توقفت.
وكان كاظمي يتحدث خلال مراسم تكريم لـ 13 قتيلا من الحرس الثوري لقوا مصرعهم بمعركة خان طومان، أقيمت امس، بمحافظة مازندران، شمال إيران، حيث قال إنه حضر «ممثلا عن القيادة الإيرانية المرابطة في سوريا» للمشاركة بهذه المراسم.
وبحسب كاظمي، فإنه «نظرا لتزايد أعداد القتلى منذ معركة خان طومان، تقرر وقف إرسال المزيد من القوات إلى سوريا والعراق».
وكشف المتحدث عن انتقادات واسعة وجهها مقاتلون لقائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني، حملوه مسؤولية مصرع عشرات القتلى من الحرس الثوري والميليشيات الشيعية في معارك خان طومان، وذلك في عريضة وجهوها لسليماني، على حد قوله.
من جهتها، أكدت وكالة «فارس» تصريحات كاظمي حول وقف إرسال المزيد من قوات الحرس والباسيج إلى سوريا، بالرغم من إعلان مرتضى صفاري، قائد كلية «الإمام الحسين» العسكرية، التابعة للحرس الثوري الإيراني، عن إرسال 100 ضابط بصفة مستشار من الحرس الثوري إلى سوريا والعراق، السبت.
وكان مصدر في قوات النظام في حلب كشف أن مئات من القوات الإيرانية وصلوا إلى المدينة عبر مطار النيرب العسكري، في أعقاب الخسائر الكبيرة التي تلقاها النظام وحلفاؤه جنوب حلب هذا الشهر.
وتأتي هذه التعزيزات فيما يبدو أنها في سياق ما أعلنه سليماني، بشأن المشاركة إلى قوات بشار الأسد لاستعادة المواقع الاستراتيجية التي خسرتها، لا سيما بلدة خان طومان في ريف حلب الجنوبي في السادس من أيار الجاري.
وقال المصدر إن نحو 500 مقاتل إيراني وصلوا إلى مطار النيرب العسكري، شرق حلب، فجر السبت، قادمين من مطار دمشق على دفعات متتالية بطائرات الشركة السورية للطيران.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية؛ أن وصول المقاتلين الإيرانيين إلى مطار النيرب جاء وسط إجراءات أمنية مشددة، وبإشراف مباشر من المقدم فادي عباس، المسؤول الفعلي عن المطار، ومحمد السعيد، قائد لواء القدس الفلسطيني، الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام، بحضور قيادات عسكرية إيرانية.
وأكد المصدر أنه من المقرر أن تنضم القوات الإيرانية خلال اليومين القادمين إلى قوات النظام وحزب الله في ريف حلب الجنوبي، للشروع في حملة برية؛ لاستعادة السيطرة على بلدة خان طومان.
من جانبه، توعد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، محسن رضائي، بالثأر لما جرى في بلدة خان طومان في حلب.
وأكد رضائي، في تصريح له الجمعة، أن دخول مدينة حلب ليس أمرا سهلا، لأنها مرتبطة بالأراضي التركية من جهتين، وبإمكان الأتراك إرسال الأسلحة والعتاد بسهولة للمعارضة في حلب.
كما اعتبر أن ما حدث في بلدة خان طومان، حيث قُتل عدد من «المستشارين» الإيرانيين، هو نتيجة لتعاون إقليمي.
دير الزور
من جهة أخرى، استعادت قوات النظام السبت السيطرة على مستشفى في مدينة دير الزور في شرق البلاد بعد ساعات على استيلاء تنظيم الدولة الاسلامية عليها، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «تمكنت قوات النظام السوري من استعادة السيطرة على مستشفى الاسد عند مدخل مدينة دير الزور الغربي بعد ساعات على سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية عليها واحتجازه لكادرها الطبي».
وكان تنظيم الدولة الاسلامية سيطر على المستشفى واحتجز فريقها الطبي اثر هجوم شنه صباح السبت، واسفرت الاشتباكات عن مقتل «35 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها و24 من تنظيم الدولة الاسلامية»، بحسب المرصد.
وأشار عبد الرحمن الى ان «المرضى جميعهم بخير». ونقل المرصد عن مصادر أن «غالبية الكادر الطبي لم يصب بأذى».
في الأثناء، قال المجلس المحلي لبلدة داريا بريف دمشق إن قوات النظام قصفت لليوم الثاني على التوالي الأحياء السكنية في داريا بالصواريخ وقذائف المدفعية، مما تسبب بدمار كبير واندلاع حرائق، حيث تحاول تلك القوات اقتحام البلدة التي تعاني حصارا خانقا.
أما محافظة درعا فشهدت استهداف المعارضة لقوات النظام في حاجز المحكمة، كما شهد حي جوبر الدمشقي وبلدة مسحرة بمحافظة القنيطرة مواجهات بين الطرفين.
«القائد حسين عيسى (أبو عدي)» قتل «في سبيل الوحدة العربية».
المستقبل..(ا ف ب، واس، العربية.نت، سكاي نيوز)
وفي سياق مقارب، قالت ميليشيا مؤيدة للحكومة السورية، إنها فقدت واحداً من قياديها البارزين، الذي يحمل الجنسية الجزائرية، في معارك على مشارف مدينة داريا بريف دمشق الغربي.
وقالت صفحة تابعة لـ «الحرس القومي العربي» إن «القائد حسين عيسى (أبو عدي)» قتل «في سبيل الوحدة العربية».
بالمقابل، أوضح مركز داريا الإعلامي أن القيادي الجزائري حسين عيسى قتل مع عدد من عناصر ميليشيا الحرس القومي وقوات الأسد أثناء محاولتهم اقتحام مدينة داريا، مشيرا إلى أن «الثوار تصدوا لهم وكبدوهم خسائر في الأرواح والعتاد».
وأضاف المركز أن القوات الحكومية بدعم من ميليشيات مؤيدة لها، تقدمت على الجبهة الجنوبية للمدينة بالدبابات والمدرعات، تزامنا مع قصف بصواريخ وقذائف الهاون، تمهيدا لاقتحام المدينة، بينما تصدى مسلحو المعارضة لهم، ودمروا دبابة من نوع «تي 72»، وقتلوا ما لا يقل عن 15 عنصرا. وتقول بعض التقارير إن «الحرس القومي العربي» يقاتل منذ نحو 4 سنوات مع ميليشيات الأسد.
فتح طريق دمشق - بغداد جزئياً بعد انتهاء المعارك بين الجيش النظامي و«داعش» في الضمير
 دمشق - من جانبلات شكاي
كشفت مصادر ديبلوماسية بدمشق لـ «الراي» أن الحكومة السورية أعادت الحركة جزئيا أمام نقل البضائع بين دمشق وبغداد، بعد انتهاء المعارك بين الجيش النظامي السوري وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في محيط مطار الضمير العسكري شمال شرقي دمشق وعودة تطبيق الهدنة في المدينة.
وسيطر «داعش» على معبر الوليد - التنف في مايو 2015 ليقطع الطريق الوحيد بين بغداد ودمشق، بعد أن كان قد سيطر قبل ذلك على معبر القائم - البوكمال، ونجحت فصائل من المعارضة السورية في مارس الماضي ودخلت من الأردن وبغطاء من قوات التحالف الدولي تمكنت من طرد «داعش» من معبر التنف السوري، ولكن سيطرتها لم تستمر إلا ليوم واحد حيث استطاع «داعش» استعادة السيطرة على التنف في اليوم التالي.
وكشفت المصادر أن الحكومتين العراقية والسورية استطاعتا تأمين بديل عن معبر القائم - التنف، وعمدت للاعتماد على طريق فرعي لنقل البضائع بين البلدين تحت رعاية وإشراف اتحاد المصدرين السوريين، بحيث يقوم كل من الجيش السوري و«الحشد الشعبي» العراقي بتأمين الطريق في كلا البلدين. وقامت الجمارك السورية بإنشاء أمانة جمركية في منقطة الضمير، والجمارك العراقية بانشاء أمانة في منطقة النخيب داخل الأراضي العراقية.
ونوهت المصادر إلى أن العراق ما زال يعتبر الشريك التجاري الأول لسورية وحركة نقل البضائع من المعبر الجديد ليست بذات السوية عندما كان معبر القائم - التنف مفتوحا، لكنها ظلت متواصلة إلى أن تم إغلاق هذا الطريق أيضا قبل عدة أسابيع على خلفية هجوم «داعش» على مطار الضمير العسكري، ثم تمت اعادة فتح الطريق أول من أمس والسماح لشاحنات كانت محتجزة مع سائقيها في منطقة الضمير، بالتوجه إلى دمشق.
وبحسب مواقع معارضة فإن «200 سائق مع شاحناتهم كانوا قد علقوا منذ شهر تقريباً على معبر التنف مع العراق، بسبب انقطاع الطريق نتيجة الاشتباكات التي اندلعت بين النظام وداعش، وعدم سماح السلطات العراقية لهم بالدخول مرة أخرى إلى أراضيها».
وذكرت المصادر المعارضة أنه «منذ معركة مطار الضمير، انقطعت الطريق الدولية بين دمشق وبغداد، لكن سيطرة النظام على شرق المطار ومطار السين وطريق أبو الشامات اخيراً، أتاحت له إعادة فتح الطريق التي كانت عالقة في حاجز المثلث».
«الثوري الإيراني» يتراجع في حلب.. و50 غارة على حمص
«عكاظ» (خاص)
 علمت «عكاظ» من مصادر عسكرية في الشمال السوري أن هجمات قوات النظام السوري المدعومة بالميليشيات الإيرانية وحزب الله تراجعت في اليومين الماضيين، بعد الخسائر الجسيمة لها في الأسبوع الماضي.
وقالت المصادر إن جبهات الشمال السوري في حلب باتت هادئة نسبيا في اليومين الماضيين، باستثناء الطلعات الجوية للنظام والطيران الروسي. إلا أنها توقعت هجمات وشيكة من الميليشيات، لافتة إلى أن الفصائل تعزز من تحصيناتها العسكرية في خان طومان وتلة العيس والمناطق المحيطة بها.
من جهة ثانية، قتل ثمانية مدنيين وجرح آخرون، في تصعيد عسكري غير مسبوق للنظام على عدة مدن وبلدات بريف حمص الشمالي المحاصر. وأفاد ناشطون سوريون في حمص، أن طيران النظام الحربي والمروحي والروسي، شن خلال الـ24 ساعة الماضية، أكثر من 50 غارة جوية، شملت «تلبيسة وعزالدين ودير فول والرستن والغجر وزميمير» والطرق الواصلة ما بين قرية «الزارة» و«حر بنفسه» و«الغجر»، ما أدى لمقتل وجرح ثمانية مدنيين في كل من «الرستن والغجر وتلبيسة وعزالدين».

 

مخاوف من انفجار في غوطة دمشق
لندن - «الحياة» 
نجحت القوات الحكومية السورية في استرجاع مواقع سيطر عليها تنظيم «داعش» في مدينة دير الزور، وسط مخاوف من تصاعد الصدام بين الفصائل الإسلامية التي تهمين على بلدات الغوطة الشرقية لدمشق، بعد أنباء عن إهدار «جبهة النصرة»، فرع «القاعدة» السوري، دم عناصر «جيش الإسلام» أحد أقوى الفصائل المسلحة في ضواحي العاصمة السورية.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تقرير من ريف دمشق، إلى «تجدد الاشتباكات العنيفة» بين «جيش الإسلام من طرف، وفيلق الرحمن وفصائل جيش الفسطاط من طرف آخر، في أطراف بلدة مسرابا بغوطة دمشق الشرقية». وفصائل جيش الفسطاط هي تحالف لجماعات بقيادة «جبهة النصرة». وتحدث المرصد عن «حالة توتر متصاعدة بين الأهالي بسبب الاشتباكات الدائرة بين كبرى فصائل الغوطة الشرقية، وسط تخوف من مآلات الوضع فيها».
وكان لافتاً ما أورده المرصد عن «قيام خطباء من جبهة النصرة بالتحريض على قتال جيش الإسلام»، إذ نقل عن أحد الخطباء أنه «نادى على المواطنين في أحد مساجد مدينة سقبا بالقول: «قتال جيش الإسلام واجب على كل مسلم». ويمكن أن يؤشّر مثل هذا الكلام إلى فشل مساعي التهدئة بين الطرفين وإلى إمكان حصول انفجار أكبر بينهما. ورد «جيش الإسلام» في الأيام الماضية على اتهامات بتورطه في عمليات اغتيال لمعارضيه في الغوطة الشرقية، ونظّم لقاء علنياً لقائده عصام بويضاني مع فاعليات في معقله في مدينة دوما. وقال بويضاني في اللقاء الذي بثه «جيش الإسلام» على موقعه إن الاتهامات التي تطاوله إنما هي «ادّعاءات» صادرة عن «التحالف الباغي المكوّن من جبهة النصرة وفيلق الرحمن وفجر الأمة». وقدّم «جيش الإسلام» خلال اللقاء موقوفاً يدعى «أبو أمير الأردني» وهو «أمير وشرعي في جبهة النصرة» في الغوطة، والذي أكد «نية جبهة النصرة في الغوطة القضاء على جيش الإسلام». وأوضح الأردني أمام الحضور، وفق ما جاء في الشريط الذي بثه «جيش الإسلام»، أن «جبهة النصرة هي من تقف خلف اغتيالات الغوطة الشرقية».
ونقلت وكالة «فرانس برس» أمس عن «المرصد» إن «أكثر من 300 عنصر قُتلوا خلال اشتباكات ناتجة من صراع على النفوذ بين الفصائل الإسلامية في الغوطة الشرقية»، مشيراً إلى أن هذه الاشتباكات «مستمرة» منذ 28 نيسان (أبريل) الماضي. وتنتمي غالبية القتلى إلى «جيش الإسلام» و «جبهة النصرة»، كما قتل العشرات من فصيل «فيلق الرحمن».
في غضون ذلك، أكدت حكومة دمشق أمس أن قواتها استعادت السيطرة على «مستشفى الأسد» في دير الزور بعد ساعات من استيلاء تنظيم «داعش» عليه، مؤكدة أن بعض أفراد الكادر الطبي قُتل «بالسلاح الأبيض»، وهو أمر كان «حزب الله» اللبناني أول من كشفه مساء السبت.
القوات النظامية تستعيد «مستشفى الأسد» في دير الزور
لندن - «الحياة»
أكدت حكومة دمشق أمس أن قواتها استعادت السيطرة على «مستشفى الأسد» في مدينة دير الزور بشرق البلاد بعد ساعات من استيلاء تنظيم «داعش» عليه، مؤكدة أن بعض أفراد الكادر الطبي قُتل «بالسلاح الأبيض»، وهو أمر كان «حزب الله» اللبناني أول من كشفه مساء السبت. في غضون ذلك، أفاد معارضون سوريون أن جزائرياً يعمل ضمن جماعة موالية للحكومة قُتل في هجوم استهدف مدينة داريا في الغوطة الغربية لدمشق. وهذه المرة الأولى التي يُكشف فيها عن دور لعناصر جزائرية إلى جانب النظام في النزاع السوري، علماً أن المشاركة الجزائرية المعروفة كانت حتى الآن مقتصرة على من يوصفون بأنهم «جهاديون» يقاتلون في صفوف «داعش» أو تنظيمات إسلامية متشددة أخرى.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بريطانيا) إلى «معلومات مؤكدة عن مقتل قائد ميداني في الحرس القومي العربي الموالي للنظام من جنسية غير سورية، خلال اشتباكات... في محيط مدينة داريا بالغوطة الغربية ليلة (أول من) أمس»، وفي حين لم يسم المرصد جنسية هذا القائد الميداني، قالت «شبكة شام» الإخبارية المعارضة وموقع «الدرر الشامية» المعارض إنه جزائري.
وأوردت «الدرر» أن وسائل إعلام موالية للحكومة السورية «نعت مقتل القيادي في الحرس القومي العربي الجزائري حسين عيسى إلى جانب عدد من أفراد مجموعته خلال محاولات اقتحام مدينة داريا في ريف دمشق»، مشيرة إلى أن مصادر فصائل المعارضة تحدثت عن ما لا يقل عن 15 قتيلاً للنظام في الهجوم الجديد على داريا المحاصرة. واعتبرت «الدرر» أن مقتل الجزائري «الإثبات الأول من نوعه على الدعم الجزائري للنظام السوري»، وهو أمر تنفيه الجزائر رسمياً على رغم تأكيدها وقوفها إلى جانب سورية في مواجهة الإرهاب الذي عانت منه الجزائر في تسعينات القرن الماضي. وزار وزير جزائري قبل أسابيع دمشق والتقى الرئيس بشار الأسد، فيما قام وزير الخارجية السوري وليد المعلم بزيارة مماثلة للجزائر والتقى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة.
أما «شبكة شام» الإخبارية فقالت إن حسين عيسى (أبو عدي) ينتمي إلى «ميليشيا الحرس القومي العربي ... (و) هو فصيل عسكري قومي عربي أسسته مجموعة من الشباب القومي العربي... عقب التهديدات الأميركية بضرب نظام الأسد بعد استخدامه السلاح الكيماوي ضد الغوطة الشرقية في آب (أغسطس) 2013». وأضافت أن «هذه الميليشيا شاركت بغالبية أعمال قوات (النظام) الإرهابية عبر كتائب تضم في صفوفها عناصر من حملة الجنسية الجزائرية والفلسطينية والمصرية وطبعاً السوريين من ذوي الانتماء القومي». وأوردت الشبكة معلومات عن أن «القتيل أبو عدي يقود كتيبة جول جمال التابعة للحرس القومي، ويعد أحد القيادات التي شاركت في العديد من المعارك خاصة في ريف دمشق، وهو أول جزائري يعلن مقتله في الميليشيات التي تقاتل مع النظام». وتابعت أن «ميليشيا الحرس القومي كانت قد خسرت قيادياً مصرياً قبل ثلاث سنوات وهو عامر عيد عبدالله (أبو ناصر) في معارك الريف الدمشقي».
في غضون ذلك (أ ف ب)، استعادت قوات النظام السوري السبت السيطرة على مستشفى في مدينة دير الزور في شرق البلاد بعد ساعات على استيلاء تنظيم «داعش» عليه، وفق ما أفاد المرصد السوري. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: «تمكنت قوات النظام السوري من استعادة السيطرة على مستشفى الأسد عند مدخل مدينة دير الزور الغربي بعد ساعات على سيطرة تنظيم داعش عليها واحتجازه لكادره الطبي».
وكان التنظيم قد سيطر على المستشفى واحتجز طاقمه الطبي إثر هجوم شنّه صباح السبت، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل «35 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها و24 من تنظيم داعش»، بحسب المرصد. وأشار عبدالرحمن إلى أن «المرضى جميعهم بخير». ونقل عن مصادر إن «غالبية الكادر الطبي لم يصب بأذى».
لكن وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية نقلت عن وزارة الصحة قولها إن «مجموعة مسلحة من تنظيم داعش الإرهابي اقتحمت (أول من) أمس مستشفى الأسد في مدينة دير الزور وارتكبت مجزرة مروعة بحق الكادر الطبي بعد قيامها باحتجاز بعضهم واختطاف عدد من الأطر الطبية العاملة بالمستشفى وأجهزت عليهم بالسلاح الأبيض». ودانت الوزارة، في بيان، «المجزرة الوحشية المروعة»، وقدّمت «التعازي لذوي الشهداء والتحية لبسالة العاملين الصحيين الأبطال الذين أبوا أن يتركوا مواقعهم الصحية في هذه الظروف التي تمر بها المحافظة المحاصرة من قبل تنظيم داعش الإرهابي منذ ما يزيد على سنة».
ويسيطر «داعش» منذ العام 2013 على الجزء الأكبر من محافظة دير الزور الحدودية مع العراق وحقول النفط الرئيسية فيها والتي تعد الأكثر إنتاجاً في سورية. ويسعى منذ أكثر من عام للسيطرة على كامل المحافظة حيث لا يزال المطار العسكري وأجزاء من مدينة دير الزور تحت سيطرة قوات النظام. وحقق التنظيم المتطرف منذ كانون الثاني (يناير) تقدماً في مدينة دير الزور مسيطراً على أحياء عدة وبات موجوداً في أكثر من 60 في المئة منها. وفي نيسان (أبريل) سيطر التنظيم على حي الصناعة في شرق المدينة ليقترب أكثر من مطارها العسكري.
وفي مدينة حلب في شمال سورية، أفاد المرصد عن مقتل سبعة مدنيين بينهم طفلان جراء استهداف الفصائل الإسلامية والمقاتلة بالقذائف الصاروخية خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام.
وأفاد التلفزيون السوري مساء السبت عن سقوط «قذيفة أطلقها إرهابيون على المركز الإذاعي والتلفزيوني في حلب» ما أسفر عن إصابة مراسله شادي حلوة وثلاثة أشخاص آخرين. وعرض التلفزيون السوري مشاهد لخضوع حلوة لعملية جراحية. وكان المراسل قد اشتهر بتغطيته الهجوم الذي قاده العقيد سهيل الحسن الملقب بـ «النمر» لفك الحصار عن مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي في أواخر العام الماضي.
وانتهى ليل الأربعاء - الخميس «نظام التهدئة» الموقت الذي تم التوصل إليه قبل أسبوع في مدينة حلب استناداً إلى اتفاق روسي - أميركي.
وفي ريف اللاذقية (غرب سورية)، ذكر موقع «الدرر الشامية» أن فصائل المعارضة تصدت «لليوم الثاني على التوالي لمحاولات الميليشيات اﻷجنبية التقدم في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي»، ونقل عن فصيل «حركة أحرار الشام» تأكيده الأحد «قتل 10 عناصر من الميليشيات وإيقاع عدد من الجرحى لدى صد محاولة تقدمهم على محور الحدادة». أما المرصد فأورد أن «الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في ناحية كنسبا والمزعلي وعين حور بريف اللاذقية الشمالي، وترافق مع قصف قوات النظام على مناطق في جبل الأكراد، بينما دارت ليلة (أول من) أمس اشتباكات بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، في محيط جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل عدة مقاتلين من جنسيات مغاربية في صفوف حركة أحرار الشام الإسلامية».
وفي محافظة حماة (وسط البلاد)، قال المرصد إن طائرات حربية نفذت غارات على قرية الزارة في الريف الجنوبي، والتي كان مسلحون من «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» و «كتائب أهل السنة» و «فيلق حمص» و «أجناد حمص» قد سيطروا عليها في 12 الشهر الجاري، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام والمسلحين الموالين. أما في محافظة حمص المجاورة، فذكر المرصد أن اشتباكات عنيفة تدور بين قوات النظام وتنظيم «داعش» في محيط حقل شاعر بالريف الشرقي.
وفي محافظة ريف دمشق، قال المرصد إن «آلاف الطلاب والطالبات توافدوا لتقديم امتحانات الشهادة الإعدادية بريف دمشق، حيث تمكن نحو 80 طالباً من الخروج من مدينة مضايا المحاصرة من قبل قوات النظام وحزب الله اللبناني، لتقديم الامتحان في بلدة الروضة الخاضعة لسيطرة قوات النظام والقريبة من مضايا، بعد اتفاق بين قوات النظام ولجنة المصالحة في المدينة، والذي قضى بخروج الطلاب لتقديم امتحان شهادة التعليم الأساسي».
وفي محافظة الحسكة بأقصى شمال شرقي البلاد، قال المرصد إن اشتباكات عنيفة تدور بين «قوات سورية الديموقراطية» وتنظيم «داعش» في محيط قرية الشمساني «الزيانات» بريف مدينة الشدادي الجنوبي «وسط تحليق لطائرات التحالف الدولي في المنطقة».
 

 الوردة الشامية تذبل في حمّى الحرب السورية

الحياة...المراح (سورية) - أ ف ب - 
يتجول مزارعون في حقول من اللونين الأحمر والزهري لقطف «الوردة الدمشقية» التي صمدت على مر التاريخ ونقلت اسم العاصمة السورية إلى أفخم العطور العالمية، لكنها أصيبت بالذبول حالياً لتدخل في عداد ضحايا الحرب في سورية.
«الوردة الشامية ظلّت وفية للتراب حيث تنمو، لكنها اليوم تحتضر، بعدما قتلت الحرب الشجر والحجر والبشر وأخيراً الوردة»، يقول جمال عبّاس، أحد المزارعين الطاعنين في السن العامل في مزارع قرية المراح في منطقة النبك شمال دمشق.
وتعد منطقة النبك وخصوصاً قرية المراح، ذات الغالبية التركمانية، المصدر الأساسي لهذه الوردة، إلا أن الحرب حرمت عائلات عدة نشأت على زراعة الوردة الشامية من مصدر رزقها الأساسي، فقطعت الطرقات إلى حقول المراح وتم إلغاء مهرجان الورد المعتاد في العامين 2012 و2013 مع اشتداد المعارك في المنطقة.
وعلى رغم الهدوء الذي ساد في محيط النبك منذ العام 2014، لم يعد إنتاج الوردة الشامية إلى سابق عهده، خصوصاً أن النزاع أجبر العديد من المزارعين في قرية المراح على مغادرة أراضيهم.
وبقيت عائلات قليلة حاولت الحفاظ على البساتين والمحاصيل، بينها عائلة بيطار التي يعمل أفرادها من الأجداد إلى الأحفاد في ما تبقى من مساحات مزروعة بالورد.
ويقول حمزة بيطار (43 سنة): «لقد تعلّمت المشي على هذا التراب، وأنا أجني الورد منذ أن كان عمري خمس سنوات».
يتجول حمزة في حقول الوردة الدمشقية، يشرف على عمل المزارعين في قطف محصول العام الحالي المتضائل في بساتين المراح.
ويضيف «انخفضت كميات إنتاج الوردة الشامية السنوية من ثمانين طناً في العام 2010، إلى أقل من عشرين طناً هذا العام بسبب الحرب والجفاف».
يروي حمزة مسيرة الوردة الشامية: «كنا ننقل الكثير من المحصول إلى سوق البزورية وسط دمشق، وهناك كانت تباع عشرات الأطنان إلى تجار لبنانيين متخصصين بنقله إلى أوروبا». ويتابع: «يعيد الفرنسيون تقطير الورد المجفف، ويدخل السائل المستخلص في صناعة العطور الفاخرة، بحيث ترد عبارة الوردة الدمشقية ضمن مكوناتها الأساسية».
تعود الوردة الشامية إلى آلاف السنين. وانتقلت زراعتها مع الزمن إلى دول عدة بينها بلغاريا وفرنسا وإيران وتركيا.
أغرت الوردة الشامية كل من مرّ على الأراضي السورية، فنقلها إلى أوروبا في شكل كبير الصليبيون منذ مئات السنين وسار على خطاهم الفرنسيون خلال فترة الانتداب في النصف الأول من القرن الماضي.
تتميز الوردة الشامية برائحة نفاذة زكية وبالإضافة إلى استخدامها في تركيب العطور، يستخدم شراب مياه الورد في الشرق في صناعة الحلويات كما في تعطير المساجد. وتعد في بعض الدول جالبة للحظ وخصوصاً في الأفراح. وهي تستخدم أيضاً في المستحضرات الطبية الطبيعية.
اعتاد أهالي دمشق وريفها سابقاً على شم رائحة الوردة الشامية أينما كانوا، فقد كانت منتشرة على جوانب الطرقات وفي الحدائق وعلى شرفات المنازل، أما اليوم فغابت وإن جزئياً مع تراجع الإنتاج.
وفي سوق البزورية في دمشق القديمة، يتذكر أبو بلال (52 سنة) بحسرة «كان الورد منتشراً من جوبر إلى مرج السلطان (قرب دمشق)، كان الورد الشامي على الطرقات وفي الحدائق». أما اليوم «فقد حلّت رائحة البارود مكان رائحة الورد» كما يقول أبو بلال نقلاً عن أصدقاء في مدينة دوما المحاصرة من جانب قوات النظام في الغوطة الشرقية.
لم يبق في سوق البزورية سوى متجرين اثنين فقط من أصل ثمانية لتقطير الورد، فيما تعمل المحلات الأخرى في بيع الورد المجفف.
ووفق تجار في سوق البزورية فإن استخلاص كيلوغرام واحد على الأكثر من زيت الورد يتطلب ثلاثة أطنان من الورد المجفف.
أغلق أبو بلال ورشته الخاصة لتقطير الورد في عين ترما في الغوطة الشرقية قرب دمشق منذ العام الأول للنزاع.
ويعمل اليوم في محل عطورات عربية بدا خالياً من المنتجات. ينفض الغبار عما بقي من بضائع في محله، ويقول «لا تجد اليوم في السوق كله أكثر من ربع كيلو زيت». ويضيف: «على رغم زرعها في دول أخرى، إلا أن الوردة الشامية فريدة من نوعها، بسبب رائحتها القوية، كما أن إنتاجها للزيت يفوق شبيهاتها في الخارج».
أمضى أمين بيطار المزارع في الثمانينات من عمره، حياته في العمل في حقول الورد في قرية المراح. يأخذ نفساً عميقاً وهو ينظر إلى حقله، قائلاً : «تناقصت المساحات المزروعة بالوردة الشامية بأكثر من خمسين في المئة».
يجمع أمين الورد، ويحمله برفق ليضعه داخل سلّة إلى جانبه. ويضيف بينما كان جالساً على التراب بملابسه القروية التقليدية، «العلاقة مع الورد تتعدّى العلاقة الاقتصادية والبيع والشراء، أصبحت عاطفية، باتت الوردة الشامية جزءاً من عائلتنا».
وبقربه، يحمل جمال عباس سلته في مزارع المراح لجمع الورد، ينظر إلى الحقل أمامه ويتمنى أن يفارق «الحياة قبل أن أرى ورود المراح تموت».
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,115,342

عدد الزوار: 7,621,512

المتواجدون الآن: 1