مناهج «حزب الله» قتل للطفولة.. وتكريس للطائفية..جنبلاط: لا خطر توطين في لبنان ... ولا على نظامه المصرفي...عدم التزام لبنان الإجراءات الأميركية ليس مطروحاً ..الانتخابات البلدية في الجنوب اليوم ... صراع أحجام ومحاولات تحجيم..البلديات معركة أحجام في صيدا وجزين و «حزب الله» يخشى تذمراً جنوبياً

عسيري يأمل انتخاب رئيس قبل عيد الفطر وأكد في عشاء دعا اليه 150 شخصية أن أمنية البعض بتخلّي المملكة عن لبنان لن تتحقق..أوّل إطلالة للرياض على بيروت بعد قرارها مراجعة العلاقات معها

تاريخ الإضافة الأحد 22 أيار 2016 - 6:46 ص    عدد الزيارات 2110    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

عسيري يأمل انتخاب رئيس قبل عيد الفطر وأكد في عشاء دعا اليه 150 شخصية أن أمنية البعض بتخلّي المملكة عن لبنان لن تتحقق
المستقبل..
تحول حفل العشاء الذي أقامه سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري، في دارته في اليرزة أول من أمس، إلى ما يشبه مؤتمر تلاق بين القيادات اللبنانية، التي وجه اليها عسيري نداء للتحاور وانتخاب رئيس للجمهورية قبل عيد الفطر المبارك، مؤكداً أن المملكة «في طليعة الداعمين للبنان وشعبه، ولا هدف لها سوى مصلحة هذا البلد وتقدمه وأمنه واستقراره، وأن أمنية البعض بتخليها عن لبنان لن تتحقق».

وضم الحفل- الحدث، 150 شخصية رسمية وسياسية وروحية وأمنية واقتصادية، وحشداً من الديبلوماسيين. وتحدث فيه عدد من القيادات اللبنانية، مجمعين على الاشادة بدعم السعودية الدائم للبنان.

وألقى السفير السعودي كلمة توجه فيها إلى الحضور، قائلاً: «بعبق الغبطة ومشاعر الفرح والسرور، أرحب بكم في بيت المملكة العربية السعودية في هذه الأمسية، التي أنرتموها بحضوركم الكريم، ودونتم تاريخها في سجل العلاقات الأخوية، التي تجمع بلدينا العزيزين بأرقام من المحبة لا تحصى، وبتوقيع من خمسة أحرف عزيزة، لبنان، الذي يتجسد من خلالكم من شماله الى جنوبه الى جبله وبقاعه وبيروته، بكل طوائفه ومذاهبه، كما نعرفه وكما نتمنى أن يكون ويبقى، وطناً واحداً، عائلة واحدة، هوية واحدة وهدفاً واحداً».

أضاف: «هذا هو لبنان الذي تعرفه المملكة العربية السعودية، والتي حرص قادتها وصولاً الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، على التمسك به وبقيمه وتاريخه وتنوعه ورسالته العربية والدولية، ولم يوفروا فرصة إلا ودعوا خلالها الأشقاء اللبنانيين الى الوحدة والحوار والمصالحة والحفاظ على العيش المشترك واللقاء الأخوي كما يحصل اليوم، لأن الوفاء وإرادة الخير للأشقاء هو طبع المملكة، ومواقفها التي اتخذتها في مختلف المراحل، قبل اتفاق الطائف وبعده على الصعد السياسية والاقتصادية المختلفة، أكدت أنها في طليعة الداعمين للبنان وشعبه، وأن لا هدف لها سوى مصلحة هذا البلد وتقدمه وأمنه واستقراره«.

وتابع: «في رحاب هذا المسار الأخوي، وانطلاقاً من حرص خادم الحرمين الشريفين الدائم على لبنان، بادرت الى هذه الدعوة مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، كمواطن عربي محب للبنان، عاش معكم وبينكم وأحب أن نلتقي كأسرة واحدة، يتعالى أبناؤها عن التناقضات السياسية والمصالح الضيقة الى ما هو أسمى، لهدم الجدران الفاصلة وشبك السواعد والسير بالوطن الى مرحلة تشهد حلولاً سياسية بدل العقد، وازدهاراً اقتصادياً بدل المخاوف والارتباك، واستقراراً أمنياً وثقة بلبنان بدل التوجس منه، وثباتاً للشباب في أرضهم بدل التفكير بالهجرة والرحيل«.

وأردف: «صدقوني، إن هذه الأفكار تعتمل في داخلي كأي واحد منكم، وأعرف أن في داخل كل منكم، كماً كبيراً من الحس الوطني والمسؤولية الأخلاقية والحرص اللامتناهي على مصلحة لبنان. فلهذه المشاعر أتوجه وأوجه نداء صادقاً، أن يقوم كل واحد منكم بخطوة نحو الآخر من دون انتظار من سيكون البادئ، وأن تبادر القيادات الى حوار يختلف عن كل الحوارات السابقة، عنوانه «إنقاذ لبنان» لأن الوقت يمر والأخطار تزداد، والحرائق لا تزال تندلع وتتمدد، ولبنان لم يعد قادراً على الاحتمال، لا بل يتطلع الى همتكم وقراراتكم الشجاعة، بعدما عانى ولا يزال، من ضرر سياسي واقتصادي كبير بسبب شغور موقع رئاسة الجمهورية وغياب «حامي الدستور»، الذي يعتبر انتخابه المدخل الأساسي الى الحلول كافة، والى مرحلة جديدة تستكمل فيها الخطوات الدستورية، لينتظم عمل المؤسسات، وتستعيد الدولة قدراتها والحياة السياسية حيويتها من أجل خدمة الوطن والمواطن«.

ولفت إلى أن «شغور رئاسة الجمهورية يوشك على دخوله عامه الثالث، وكلما طال، تقترب الدولة والمؤسسات من حافة الهاوية، فمن موقعي الأخوي ومن هذا البيت السعودي، الذي يجمع الأشقاء اللبنانيين من الأطياف السياسية والدينية كافة، إنطلاقاً مما تكنه المملكة لهذا البلد الطيب من محبة وخير»، مناشداً الحاضرين أن يوجدوا «الإرادة السياسية والحلول التوافقية لهذا الملف، بحيث يحل عيد الفطر المبارك، ويكون للبنان رئيس عتيد يقود السفينة الى ميناء الطمأنينة والازدهار، ويحقق آمال كل اللبنانيين وتطلعاتهم، هذا ما ينتظره مواطنوكم منكم وكل محب للبنان«.

وقال: «تعرفون أن أشقاءكم العرب، وفي طليعتهم أبناء المملكة العربية السعودية، يواكبونكم بقلوبهم ويتطلعون الى اللحظة، التي يتم فيها التوصل الى الحلول السياسية التي تريح الوضع العام في لبنان، فحبذا لو يشكل هذا اللقاء فاتحة هذا الأمر، بحيث تتخذ الحكومة اللبنانية مزيداً من الخطوات السياسية والأمنية، التي تطمئن السياح العرب والأجانب، وتؤكد أن السلطات اللبنانية لا تألو جهداً في اتخاذ كل الاجراءات التي تشجع كل محبي لبنان على المجيء اليه، الأمر الذي سينشط الدورة الاقتصادية، ويعود بالنفع على قطاع الخدمات والوضع المالي العام، وقبل كل ذلك وبعده سيبقى لبنان في دائرة التواصل الطبيعي مع أشقائه العرب، الذي تسعى بعض الجهات جاهدة الى بتره والى تشويه تاريخ العلاقات اللبنانية العربية وتغيير وجه لبنان وهويته وانتمائه«.

وأكد أن «بعض الأصوات التي تستعمل أساليب التجييش وارتفاع النبرة، لا تخدم مصلحة لبنان، ولا تريدها أصلاً، وجل ما فعلته أنها استجلبت الانعكاسات السلبية على الاقتصاد وعلى الوضع اللبناني عموماً، بعدما ربطت نفسها بشؤون اقليمية ومحاور لا تقيم اعتباراً إلا لمصالحها الخاصة، فيما مصلحة الوطن تتطلب خلال هذه المرحلة إبعاده عن الملفات والتجاذبات الاقليمية كافة وعدم ربط مصيره بمصير أي طرف، إنما الانصراف الى معالجة قضاياه الداخلية واستنباط الحلول المفيدة بمعزل عما سيؤول اليه وضع نظام هنا أو نظام هناك«.

وشدد على أن «المملكة العربية السعودية بقياداتها كافة كانت وستبقى الداعم الأساسي للوفاق الوطني والاستقرار السياسي والأمني في لبنان، ولصيغة العيش المشترك الاسلامي المسيحي. وغير صحيح ما يشاع عن أنها تخلت عن لبنان، فهذه ربما أمنية البعض التي لن تتحقق، لأن العلاقات السعودية اللبنانية متجذرة في التاريخ وفي البعد الانساني الذي يجمع الدول والشعوب: إلا أن المطلوب من لبنان في المقابل أن يبقى أميناً لتاريخه، منسجماً مع ذاته ومع محيطه ليتصدى لكل ما قد يواجهه من مخططات ومشاريع، نعرف سلفاً أنها لن تحقق ما تتوخاه، لأن الشعب اللبناني بكل طوائفه يعرف تماماً ماذا يريد وأين تتحقق مصلحة بلاده«.

وختم: «لبنان لكم فلا تتخلوا عنه. لبنان يناديكم، فلبوا النداء. لبنان يستحق بذل الجهود، فلا توفروا جهداً في سبيله. لبنان أمانة في أعناكقم فاحرصوا على الأمانة. أبناؤكم يتطلعون الى قراراتكم وخطواتكم وعليها تتوقف قراراتهم وخطواتهم ومستقبلهم. رجائي، كما رجاء كل محب للبنان، أن يشهد هذا المساء الحد الفاصل في القرارات. نعم للبنان الوحدة. نعم للبنان العيش المشترك. نعم للبنان المصالحة. نعم للبنان الرئيس الجديد. نعم للغد المشرق والسلام والاستقرار والازدهار، مع الأمل أن تكون الانتخابات البلدية، التي تجري بكل رقي وديموقراطية فأل خير وخطوة في اتجاه إجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية«.

سلام

ثم تحدث رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، فقال: «هو حفل كريم يقيمه سعادة سفير المملكة العربية السعودية، وهذه الدار تعودت دائماً أن تحتضن الجميع وترعى العلاقات الطيبة مع الجميع، لما فيه مصلحة العلاقات الاخوية بين لبنان والمملكة العربية السعودية«.

ورداً على سؤال عن إمكان أن يكون هذا اللقاء مفتاحاً للحلول، أجاب: «إن شاء الله دائماً يكون انفتاح وتواصل بين الجميع، لما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين ومصلحة التواصل مع الجميع. والعلاقة بين لبنان والسعودية لا تحتاج إلى استفتاءات، وهي راسخة وعميقة ومضى عليها عقود من المحبة والأخوة، واليوم هو كباقي الأيام استمرار لها«.

الجميل

بدوره قال الرئيس أمين الجميل: «هذا الاجتماع هو سياسي وطني بامتياز، وكلام سعادة السفير نابع من القلب وليته يدخل في قلوب اللبنانيين وفي عقولهم، وتتحقق الرسالة هذا الاسبوع بتوافق على حل المشكلات، ولا سيما منها التفاهم على انتخاب رئيس«. ورأى أن دعوة السفير السعودي «رسالة واضحة بتكليف من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز»، معتبراً أن «هذا الكلام ليس ببسيط، ونعرف أن لبنان يعاني والمملكة تشعر معه، والمهم أن نتلقف هذه الرسالة فربما تكون مدخلاً لمبادرة أوسع منها، وتتحقق أمنية اللبنانيين جميعاً، وأيضاً رسالة الملك، بانتخاب رئيس للجمهورية«.

وأشار الى أن «من المفترض إجراء الانتخابات منذ سنتين وأكثر، ونحن ما زلنا نبذل أقصى جهدنا، ونقدم الكثير من التضحيات كي تتم الانتخابات، ونتمنى أن يكون لدى السفير عسيري بعض المعطيات كي تتحقق أمنيتنا بانتخاب رئيس«. وأمل «أن تكون الغيمة بين لبنان ودول الخليج قد زالت، وأن تكون رسالة السفير عسيري إشارة إلى أن غيمة الصيف هذه قد تبددت، ولا بد لها أن تتبدد. ولا أعتقد أن الأخ قادر على أن يعتب على أخيه فترة طويلة، والعتب هو رسالة والشعب اللبناني من المفترض أن يكون قد تلقفها، ومن هنا علينا أن نأخذ العبرة وأن نتحمل مسؤوليتنا لأنه لا يحك جلدك إلا ظفرك، المملكة تتمنى وعلينا أن نتحرك«.

الحريري

من جهته، أكد الرئيس سعد الحريري أن «السفير السعودي أحب أن يجمع كل اللبنانيين، كي يقول إننا نجمع اللبنانيين ولا نفرقهم»، متمنياً «أن يكون هناك توافق في البلد، ونحاول أن نرى لبنان يخرج من أزماته. وهذا يدل على مدى تعلق اللبنانيين بالمملكة العربية السعودية«.

مكاري

واعتبر نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، أن «هذا الحفل هو سياسي اجتماعي، والغاية الاساسية منه، هي الغاية السياسية، التي عبّر عنها سعادة السفير بكلامه الواضح، وبأن المملكة العربية السعودية هي بيت للجميع بيت كل اللبنانيين، محبتها لهم ولاستقرار لبنان. وبعكس ما يعتقد البعض، لم تتخل لا في السابق ولا في الحاضر ولا في المستقبل عنه«. وأكد أن «المحبة للسعودية موجودة لدى اللبنانيين، لأن تاريخ المملكة تجاه لبنان أثبت أن هذا البلد هو أب لجميع اللبنانيين من جميع الفرقاء. والسعوديون لم يكونوا في أي فترة الا مع مساعدة اللبنانيين، حتى لو اختلفوا معم في الطروح السياسية، عندما كانوا يشعرون أنهم قادرون على مساعدتهم كانوا يقفون إلى جانبهم«، مشيراً الى أن «التمنيات تكون دائماً تعبيراً عن الرغبة، وهذه الرغبة موجودة لدى كل محب للبنان، بأن يكون لدينا رئيس للجمهورية بالامس قبل اليوم. وان شاء الله تكون هذه التمنيات واقعية ويتم انتخاب رئيس بأسرع وقت».

ميقاتي

ووصف الرئيس نجيب ميقاتي هذا الحفل بأنه «لقاء جامع لكل أطياف المجتمع، وأيضاً يجمع كل العائلات الروحية في لبنان«، معتبراً أن «هذا ما حاولت السعودية دائماً وأبداً خلال السنوات الماضية تكريسه، مع أنها تتعاطى مع الجميع بالتساوي وعلى مسافة واحدة من كل الأطراف اللبنانيين. وحقاً نرى كيف أن الكل مندمج مع الآخر ويتحدث معه من دون أي حواجز وهذا هو لبنان الحقيقي«. وقال: «الجميع يتمنى انتخاب رئيس للجمهورية، وقلت منذ سنتين في 25 أيار، يوم انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، إن انتخاب رئيس الجمهورية ليس بالوقت القريب، بل سيأخذ هذا الوقت الكثير، ولا أزال عند هذا القول«.

عون

وكشف رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون أن «العلاقة مع المملكة ممتازة، ولا مشكلة بيننا وبينها«، موضحاً «أننا دائماً نتوقع انتخاب رئيس للجمهورية، ولا نعرف اليأس«.

جعجع

وشدد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على أن «المملكة ومنذ تاريخها ومنذ بداية استقلال لبنان وحتى اليوم، لم تظهر في أي يوم إلا كامل الايجابية تجاه لبنان وشعبه. وكل الأوقات التي مر فيها لبنان بأزمة كانت السعودية الدولة الأولى التي تقف الى جانبه وتساعد الشعب اللبناني بكل ما يحتاجه«.

المشنوق

ولفت وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق إلى أن «محبة اللبنانيين للسعودية ليست بحاجة الى استفتاء، فهي مؤكدة دائماً، والقيادة السعودية ترد على التحية بأحسن منها«.

فرعون

وأشار وزير السياحة ميشال فرعون إلى أن «هناك اهتماماً كبيراً من المملكة بحماية لبنان والحفاظ على استقراره وأمنه، ودعم الجيش، ودعم الحكومة وتغطيتها، طالما هناك انتخابات رئاسية، وطبعاً محاولة أن يكون هناك اختراق للجمود والشلل والتعطيل الذي يصيب رئاسة الجمهورية«.

الصفدي

وأكد النائب محمد الصفدي أن «خطاب سعادة السفير كان خطاباً ملفتاً، نقل تمنيات المملكة العربية السعودية للبنان بكل محبة وأمل للمستقبل، والمملكة دائماً مع اللبنانيين«.

خليل

وذكر وزير المال علي حسن خليل بأن «كل الهدف عند الرئيس نبيه بري هو فتح البلد على شكل من أشكال الحلول، بعدما وصلنا الى مرحلة أقفلت فيها كل الأبواب»، معتبراً أن «المبادرة هي للنقاش، ولذلك أصبحت ملك كل أركان طاولة الحوار، الذين عليهم إبداء ملاحظاتهم وآرائهم«. وأكد «أننا منفتحون بشكل جدي على النقاش. فقانون الانتخابات يحتاج الى إرادة سياسية جامعة، وهذا بدأ النقاش حوله في اللجان المشتركة، وعندما تصل الى صيغة أعتقد أن كل الأمور تهون«. وقال: «الرئيس بري طلب من كل المجتمعين العودة الى قياداتهم السياسية كي يبلوروا الافكار التي طرحت، وأعتقد أن الوقت منذ الآن، وحتى الموعد المقبل لطاولة الحوار، لن يكون وقتاً ضائعاً، بل سيكون وقتاً للنقاشات الجانبية في هذا الموضوع المفيد«.

جريج

وأوضح وزير الاعلام رمزي جريج أن «هذا الاجتماع له تعبير سياسي، يعبّر عن محبة المملكة للبنان. وقال سعادة السفير ان المملكة لن تتخلى عن لبنان. وهذا العشاء يجمع جميع اللبنانيين من كل الأطياف والاتجاهات، وتضمنت كلمة سعادة السفير دعوة اللبنانيين الى التضامن وانتخاب رئيس وتنازل عن الأنانيات من أجل مصلحة البلد«. وتمنى «أن يتم انتخاب الرئيس غداً وليس بعد غد»، مؤكداً أن «هذا الأمر يتعلق باللبنانيين. النواب اللبنانيون هم الذين ينتخبون الرئيس، وكل أصدقاء لبنان يدعونهم الى ممارسة واجبهم بانتخاب رئيس جمهورية«.

وعن الحريات الإعلامية في لبنان، قال: «في لبنان الاعلام حر، ولكن يجب علينا أن نمارس هذه الحرية تحت سقف القانون، وأن لا نعرض لبنان الى سوء العلاقة مع أصدقائه العرب، ونحن حريصون على الحرية الاعلامية تحت سقف القانون، وأعتقد أن اخواننا العرب يتفهمون الموقف اللبناني، لأن هذه ميزة لبنان ولا يمكن تجاوزها«.

حمادة

وأكد النائب مروان حمادة أن «هذا الحفل اجتماعي في طابعه، ولكنه سياسي في عمقه ومعناه، لأنه احتفال جامع، وجهت من خلاله رسائل الى اللبنانيين على التوافق، بالانتقال الى الانتخابات الرئاسية والعمل على التفاهم في ما بينهم لانتظام المؤسسات الدستورية، ورسالة من العرب أننا نحبكم أيها اللبنانيون، وتحديداً المملكة العربية السعودية، ونحن باقون معكم، وساعدوا أنفسكم كي نساعدكم«. وقال: «برأيي الغيمية الخليجية - اللبنانية عابرة بكل تأكيد، وكلام السفير السعودي ينم عن محبة عميقة من المملكة للبنان. علينا أيضاً المحافظة على إخواننا وأشقائنا وأهلنا، وبالتالي المسألة تبادل معاملة وإن شاء الله خيراً».

وعن تمني السفير عسيري انتخاب رئيس خلال شهر رمضان، أجاب: «كل شيء ممكن، وهذه خطوة تأتي بالفرج الى كل المؤسسات الأخرى، والاقتصاد اللبناني والرأي العام والعلاقات العربية والدولية، كل شيء ينتهي بسحر ساحر، والمعجزة يصنعها من كان موجوداً هنا، والذين برأيي عليهم أن يسمعوا نصائح الأحباء والأصدقاء والأشقاء«.

المر

ورأى الوزير السابق إلياس المر أن هذا اللقاء «حفل جامع، فيه شق اجتماعي، ولكن بالتأكيد عنوانه سياسي، لأن المملكة العربية السعودية وسعادة السفير علاقاتهما طيبة مع الجميع، ومنفتحان على كل الأفرقاء والطوائف اللبنانية»، مشيراً إلى أن «هذا الحدث هو أكبر برهان. لقاء يجمع كل الأطراف حول جلسة أخوية وعائلية، ومن الطبيعي أن يكون عنوانه سياسياً». وأمل «أن يتم انتخاب رئيس بالأمس. وكل لبناني يعتبر اليوم، في ظل حصول الانتخابات البلدية، أن هذا مسار ديموقراطي، ومن حق اللبنانيين أن يكون لديهم رئيس للجمهورية»، متمنياً «أن يسمع جميع الأفرقاء نداء الليلة، ونعمل سوية على تحقيقه«.
أوّل إطلالة للرياض على بيروت بعد قرارها مراجعة العلاقات معها
«عشاء سياسي» جمع كل لبنان باستثناء «حزب الله» في «بيت المملكة»
الرأي... بيروت - من ليندا عازار
حدث بارز، مثّل العشاء الذي أقامه السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري، مساء أول من أمس، وحضرته نحو 150 شخصية لبنانية، من مختلف المشارب الطائفية والسياسية، وذلك لما انطوى عليه من مجموعة دلالات معبّرة، ذات صلة بالعلاقات بين لبنان والمملكة، التي كانت دخلتْ قبل نحو ثلاثة أشهر في دائرة تأزُّم غير مسبوقة، كما بآفاق المأزق الذي تعيشه «بلاد الأرز» منذ عامين، على خلفية العجز عن ملء الشغور في رئاسة الجمهورية، الذي يدخل الاربعاء المقبل سنته الثالثة.
وبدا من العشاء الذي أقامه عسيري في دارته في اليرزة، والذي جمع «كل لبنان»، باستثناء «حزب الله»، تحت «جناح» المملكة العربية السعودية، بمثابة رسالة مزدوجة في الشكل والمضمون، استوقفت الدوائر السياسية، التي قرأت هذا التطور على انه أبعد من مجرّد لقاء على مائدة، بل يحمل مجموعة خلاصات ومؤشرات أبرزها:
* أن هذه التظاهرة السياسية في «بيت المملكة»، هي الأولى منذ انفجار الأزمة بين لبنان والسعودية ومعها دول مجلس التعاون الخليجي، نتيجة ما اعتبرته الرياض «مصادرة حزب الله لإرادة الدولة» وقرارها إجراء مراجعة شاملة للعلاقات مع بيروت، كان اول الغيث فيها وقف العمل بمساعدات بقيمة اربع مليارات دولار لتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن، مروراً بمطالبة رعايا دول مجلس التعاون بعدم المجيء الى لبنان، ومغادرته، وصولاً الى تصنيف «حزب الله» خليجياً وعربياً منظمة إرهابية.
والواقع أن تاريخ 20 مايو، جاء بمثابة إعادة «النبض» الى علاقات لبنان بالسعودية، التي بدا سفيرها وكأنه يتحدّث أمام ضيوفه باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، فاتحاً نافذة على عودة «كل محبي لبنان اليه»، وموجّهاً رسالة باستمرار احتضانه وعدم التخلي عنه رغم «سعي بعض الجهات (في اشارة الى حزب الله) جاهدةً الى تشويه تاريخ العلاقات اللبنانية - العربية وتغيير وجه لبنان وهويته وانتمائه»، وموحياً بأن وقف العمل بالمساعدات للبنان هو «تعليق» أكثر منه «إلغاء» ربطاً بمتطلبات سياسية وأمنية معيّنة.
وفي السياق نفسه، عكست طبيعة الحضور المتنوّع حرص لبنان على استعادة ما انقطع مع الرياض، التي كانت قبيل العشاء تتعرّض لهجوم متجدّد من الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، الذي بدا حزبه «معزولاً» بفعل المشهد الذي ارتسم في دارة عسيري، والذي ضمّ ممثلاً لرئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس الحكومة تمام سلام، والرئيس سعد الحريري، وميشال عون، وسمير جعجع، وممثلين للنائب سليمان فرنجية (نجله طوني والوزير ريمون عريجي والوزير السابق يوسف سعادة) وقائد الجيش العماد جان قهوجي، إضافة إلى حشد من كبار الشخصيات السياسية والعسكرية والروحية وعدد من السفراء العرب والاجانب، توزعوا على طاولات حملت أسماء المدن السعودية.
* أن العشاء جاء في توقيت داخلي شهد «تدليكاً» لمحاولات الخروج من المأزق الرئاسي، من خلال المبادرة الثلاثية للرئيس بري، التي اقترحت واحداً من 3 حلول للمأزق: إما انتخابات نيابية مبكرة على قاعدة قانون جديد أو «الستين» النافذ، يليها مباشرة انتخاب رئيس، وفق التزام مسبق بذلك من القوى السياسية، او «دوحة لبنانية» تناقش الأزمة من ضمن «سلة متكاملة» تشمل الرئاسة وقانون الانتخاب والحكومة ومجمل العناوين الإشكالية، على ان تحصل الانتخابات الرئاسية بموجبها اولاً، وهي المبادرة التي ما زالت التحريات مستمرة حيال أفقها الخارجي، في غمرة تجدُّد الحِراك الفرنسي على خط الملف اللبناني كما بإزاء «قطبها المخفية».
وفيما تضرب مبادرة بري موعداً في 21 يونيو مع محطة حاسمة لتبيان «خيْطها الأبيض من الأسود»، كان بارزاً في هذا السياق رسْم السفير السعودي في كلمته ما يشبه «مهلة حضّ» للقوى اللبنانية على انتخاب رئيس، ليكون ذلك عيدية الفطر، معتبراً ان «شغور رئاسة الجمهورية يوشك على دخول عامه الثالث، وكلما طال تقترب الدولة والمؤسسات من حافة الهاوية، ومن هنا أناشدكم ان توجدوا الإرادة السياسية والحلول التوافقية لهذا الملف، بحيث يحلّ عيد الفطر ويكون للبنان رئيس عتيد يقود السفينة الى ميناء الطمأنينة والازدهار»، مضيفاً: «أوجّه نداء صادقاً ان يقوم كل واحد منكم بخطوة نحو الآخر، من دون انتظار مَن سيكون البادئ، وأن تبادر القيادات الى حوار يختلف عن كل الحوارات السابقة عنوانه (إنقاذ لبنان) لأن الوقت يمرّ والأخطار تزداد، والحرائق لا تزال تندلع وتتمدد، ولبنان لم يعد قادراً على الاحتمال بسبب شغور موقع رئاسة الجمهورية وغياب (حامي الدستور) الذي يُعتبر انتخابه المدخل الأساسي الى كل الحلول والى مرحلة جديدة تستكمل فيها الخطوات الدستورية لينتظم عمل المؤسسات».
وفيما اعتُبر كلام عسيري هذا ردّاً ضمنياً على الدعوات الى جعْل الانتخابات النيابية أولوية على الرئاسية، مكرّساً إنهاء الشغور الرئاسي كمدخل للحلّ، فإن الأوساط السياسية توقفت عند دعوة عون - المرشّح للرئاسة مدعوماً من جعجع - الى العشاء، معتبرة ان في ذلك إشارة الى عدم وجود «فيتو» سعودي قاطع ضد انتخابه بحال تَوافق عليه اللبنانيون، علماً ان الدعوة وُجّهت ايضاً الى المرشح الثاني فرنجية المدعوم من الرئيس الحريري، ولكنه لم يحضر شخصياً، لتخطف الأنظار الابتسامات بين الحريري وعون، اللذين أخذا صورة ومعهما وزير التربية إلياس بو صعب.
وكان عسيري تمنى امام الحاضرين ان يكون هذا اللقاء فاتحة الحلول السياسية التي تريح الوضع في لبنان «بحيث تتخذ الحكومة اللبنانية مزيداً من الخطوات السياسية والامنية التي تُطمئن السياح العرب والأجانب»، غامزاً من قناة «حزب الله» حين قال: «اقول بكل صراحة إن بعض الاصوات التي تستعمل اساليب التجييش وارتفاع النبرة لا تخدم مصلحة لبنان ولا تريدها اصلاً وجلّ ما فعلته انها استجلبت الانعكاسات السلبية على الاقتصاد وعلى الوضع اللبناني عموماً بعدما ربطت نفسها بشؤون اقليمية ومحاور لا تقيم اعتباراً إلا لمصالحها الخاصة».
وشدد على ان «المملكة كانت وستبقى الداعم الأساسي للبنان ولصيغة العيش المشترك الاسلامي - المسيحي وغير صحيح ما يشاع انها تخلّت عن لبنان، فهذه ربما أمنية البعض التي لن تتحقق (...) إلا ان المطلوب من لبنان في المقابل ان يبقى أميناً لتاريخه، منسجماً مع ذاته ومع محيطه».
 
الانتخابات البلدية في الجنوب اليوم ... صراع أحجام ومحاولات تحجيم
تختصرها معارك جزين وصيدا والمنازلات بوجه «حزب الله»
بيروت - «الراي»
نصر الله دعا «حتى الجرحى على الكراسي المتحرّكة» إلى التصويت
تخضع الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتيْ الجنوب والنبطية اليوم لمعاينةٍ دقيقة، نظراً الى ما سيترتّب على نتائجها من خلاصات ذات صلة إما بالانتخابات الرئاسية التي ما زالت تدور في «حلقة الفراغ» منذ 25 مايو 2014 وإما بالانتخابات النيابية التي أُخرجت من أجندة الـ 2017 لاستخدامها من ضمن «عُدّة» المعركة الرئاسية التي باتت عنواناً للصراع على التوازنات الطائفية والمذهبية في لبنان.
ويتوجّه اليوم الى صناديق الاقتراع في الجنوب والنبطية نحو 852 ألف ناخب لاختيار 3318 عضواً في 263 بلدية و702 مختاراً، في حين يشهد قضاء جزّين استحقاقاً موازياً هو الانتخابات النيابية الفرعية لملء المقعد الذي شغر بوفاة النائب الراحل ميشال الحلو (قبل عامين).
وتتّجه الأنظار في انتخابات اليوم الى 3 قوى رئيسية تخوض «معارك أحجام» تعوّل عليها إما لمحو انطباعات بانتصارات بطعم الهزائم حققتها في الجولتي السابقتين وإما لتثبيت وقائع أفرزتها الصناديق في كل من بيروت والبقاع وجبل لبنان. وهذه القوى هي:
* زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري الذي تُعتبر «منازلة» صيدا البلدية مناسبة لتصحيح مسار الانتخابات في بيروت التي خرج منها بفوز غير مقْنع جعله بحاجة الى رفْد زعامته بانتصار يعيد اليها الوهج من واحدة من «القلاع» الثلاث التي ترتكز عليها الزعامة السنية، الى جانب كل من العاصمة وطرابلس.
ومن هنا، سيشّكل رفْع نسبة الاقتراع معركة في ذاتها لأن ذلك سيمنح تقدماً تلقائياً للائحة التي يدعمها الحريري (ومعه عمّته نائبة صيدا بهية الحريري والرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة و«الجماعة الاسلامية») برئاسة رئيس البلدية الحالي محمد السعودي، بوجه اللائحة التي يؤيدها «التنظيم الشعبي الناصري» والتي يتوقع ان يصوّت لها جمهور 8 آذار والكتلة الشيعية الداعمة لـ «حزب الله»، وايضاً اللائحة الثالثة برئاسة القيادي السابق في «الجماعة الإسلامية» علي الشيخ عمار التي تُعتبر «ملاذاً» لبقايا المتعاطفين مع الشيخ الموقوف أحمد الأسير، الذي خاض صيف 2013 معارك عبرا مع الجيش اللبناني وكان يشكل عنوان مواجهة على الأرض مع «سرايا المقاومة» (تابعة لحزب الله).
وبقدر ما تشخص الأنظار على ما سيحققه الحريري في مسقط عائلته التي تُعتبر عاصمة الجنوب وبوابته، فإن «حبْس الأنفاس» الأمني يسود نظراً الى العامل المقلق الذي يشكله مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين الذي شهد امس العثور على قنبلة في الشارع التحتاني للمخيم تبيّن بعد الكشف عليها انها عبارة عن قنبلة صوتية محشوة بالـ tnt فتمّ تفكيكها ونقلها.
* زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون الذي تختصر المعركة المزدوجة في جزين، النيابية والبلدية، عنوان «مبارزاته» الانتخابية في الجنوب ذات الدلالات السياسية.
ومعلوم ان الانتخابات الفرعية النيابية ستشهد مواجهة بين مرشح عون أمل ابو زيد، المدعوم من «القوات اللبنانية»، وبين المرشحين العميد المتقاعد صلاح جبران، ابرهيم عازار نجل النائب السابق سمير عازار، وباتريك رزق الله المرشّح المستقلّ والناشط السابق المفصول عن «التيّار الحر».
واذا كان انخراط عون و«القوات اللبنانية» في المعركة النيابية جنباً الى جنب سيشكل مناسبة لتعويم تحالفهما (بدأ مع ترشيح الدكتور سمير جعجع لعون لرئاسة الجمهورية) بعد «الاهتزاز» الذي أصابه نتيجة الانتخابات البلدية في جونية حيث وقفت «القوات» بوجه لائحة عون التي فازت بفارق عشرات الأصوات ما جعل زعيم «التيار الحر» يخرج من «عاصمة الموارنة» بـ «ندوب سياسية»، فإن الأنظار تشخص بالدرجة نفسها على سلوك الكتلة المؤيدة للرئيس نبيه بري وشريكه في الثنائية الشيعية «حزب الله»، رغم الكلام عن ان الأوّل ترك الحرية لناخبيه الذين يميلون تقليدياً الى عازار، فيما سيمتحن «الجنرال» موقف الحزب في أعقاب «النقزة» التي أثارها تموْضعه في انتخابات زحلة البلدية حيث تعاطى مع عون على انه «متساوٍ» مع حلفائه الآخرين الذين تَواجه معهم زعيم «التيار الحر» اي السيدة ميريام سكاف والنائب نقولا فتوش.
* «حزب الله» الذي يخوض سلسلة معارك في بلدات عدة، بعضها يتخذ طابع التنافس داخل «البيت الواحد»، فيما غالبيتها تدور مع لوائح مدعومة من العائلات وقوى يسارية أبرزها الحزب الشيوعي، وسط مفارقة استوقفت دوائر سياسية وتتمثل في حرص «حزب الله» هذه المرة على ترشيح أعضاء منتسبين اليه، وهو ما عزته هذه الدوائر الى ان حضور الحزب مباشرة داخل البلديات قد يشكّل مظلّة حماية إضافية له في مواجهة العقوبات الاميركية المتمدّدة.
ورغم وجود عشرات البلدات التي ستشهد معارك ضدّ لوائح «حزب الله» وحركة «أمل» الائتلافية، فإن الأنظار تتجه خصوصاً الى بلدة البازورية وهي مسقط الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حيث ستكون المواجهة مع لائحة من مستقلين و«احزاب وطنية».
وكان بارزاً عشية الاستحقاق تحفيز نصرالله مناصريه من خلال الكلمة التي ألقاها في ذكرى أسبوع مقتل القائد العسكري في الحزب مصطفى بدر الدين أمس، اذ دعاهم الى الاقتراع بكثافة في الجنوب و«حتى الجرحى فليذهبوا بكراسيهم المتحركة أمام العالم وأمام الكاميرات ليصوتوا لأن هناك حملة شعواء علينا والفريق الآخر يعتبر ان التصويت هو على الرؤية السياسية وعلى جمهورنا الا يعطي الأعداء مجالاً للتحليل».
انتخابات صيدا استفتاء لقصة نجاح
المستقبل..رأفت نعيم
هل يعيد التاريخ نفسه قبل ست سنوات وتؤكد صيدا من جديد مبايعتها للمهندس محمد السعودي وفريق عمله البلدي ممثلاً بلائحة إنماء صيدا؟

الجواب بالأرقام ينتظر ما سينتهي اليه النهار الانتخابي الطويل الذي تشهده صيدا كما مختلف أقضية الجنوب والنبطية في إطار المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية والتي ستكون معركة صيدا أقواها حيث التنافس على أشده بين ثلاث لوائح، أما الجواب بالوقائع والمعطيات والانطباع لدى القسم الأكبر من أبناء المدينة فهو أن مسيرة الإنماء التي بدأها المهندس محمد السعودي قبل ست سنوات ستكملها صيدا معه ومع لائحته وبثقة كبيرة لتعيد كتابة قصة نجاحها الإنمائي التي جسدها المهندس السعودي والمجلس البلدي الحالي.

أوساط صيداوية متابعة لسير الحراك الانتخابي في المدينة اعتبرت أن المتوقع هو أن تسجل عاصمة الجنوب أكثر من فارق في هذه الانتخابات التي تشكل استفتاءً أكثر منها مسألة ربح أو خسارة.. تشكل استفتاء لقصة نجاح وإنجازات تُرجمت مشاريع بيئية وإنمائية كان بعضها حلماً لدى الصيداويين.

وتضيف هذه الأوساط، أن صيدا ستسجل بالدرجة الأولى فارقاً من حيث الهدوء والاستقرار الأمني الذي يواكب هذا الاستحقاق، والذي رافق الأسابيع القليلة التي سبقت يوم الانتخابات، وهو أمر يُسجل للقوى الأمنية والعسكرية في المدينة التي نجحت في توفير الأجواء الأمنية الملائمة ليدلي المواطنون بأصواتهم بحرية واطمئنان وثقة، كما يُسجل للقوى السياسية التي نجحت في عدم الانجرار لأي سجال أو احتقان من شأنه أن ينفس في الشارع توترات أمنية تؤثر على العملية الانتخابية بأي شكل من الأشكال.

أما الفارق الثاني المتوقع بحسب الأوساط نفسها فهو فارق المشاركة نفسها حيث سيبقى هذا الأمر حتى بعد مرور ساعات من فتح صناديق الاقتراع هاجساً وهماً وهدفاً للماكينة الانتخابية للائحة «إنماء صيدا« برئاسة السعودي وللقوى السياسية الداعمة لها أي تيار «المستقبل« و«الجماعة الإسلامية« والدكتور عبد الرحمن البزري، من أجل تسجيل نسبة اقتراع عالية من شأنها أن توسع الفارق المفترض لصالح اللائحة وتمنح رئيسها وفريق عمله البلدي ثقة أكبر للمضي في مسيرة الإنماء والنهوض بالمدينة. فيما تسعى اللائحة المنافسة «صوت الناس« برئاسة المهندس بلال شعبان والمدعومة من «التنظيم الشعبي الناصري« و«اللقاء الوطني الديمقراطي« لتقليص هذا الفارق قدر الإمكان، بينما تضع اللائحة الثالثة «أحرار صيدا» برئاسة الدكتور علي الشيخ عمار نفسها خارج هذه المنافسة باعتبار خوضها للمعركة مجرد تسجيل موقف وتحديد حجم لحالة يمثلها أعضاء اللائحة في المدينة.

وعشية فتح صناديق الاقتراع أعربت النائب بهية الحريري في لقاء تكريمي في صيدا بدعوة من باسم البرجي عن ثقتها بأن الصيداويين سيقومون بواجبهم بالاقتراع بكثافة لأن هذا حقهم، آملة أن تسجل صيدا نسبة اقتراع كبيرة لتؤكد بها الثقة التي ستعطيها لمجلس بلدي أثبت جدارته طيلة ست سنوات مضت وحل مشاكل مزمنة عانت منها المدينة طويلاً، ولرئيس بلدية لديه مشروع إنمائي واضح قدمه وترجمه الى مشاريع.

من جهته دعا أمين عام تيار «المستقبل« أحمد الحريري في حديث لـ»المستقبل» (ص 3) الصيداويين لأن يمارسوا حقهم في اختيار مجلسهم البلدي والنزول باكراً والاقتراع لمستقبل المدينة ممثلاً بلائحة «إنماء صيدا« برئاسة المهندس محمد السعودي وتسجيل أعلى نسبة مشاركة في الانتخابات، معرباً عن ثقته بأن صيدا ستقول نعم كبيرة جداً للسعودي ولائحته لأنه أثبت أنه صادق في ما أطلقه من وعود فوفى بها. وأكد أن صيدا ستلاقي بيروت في وفائها لرفيق الحريري وستقترع بكثافة للائحة إنمائها وستثبت أن تيار «المستقبل« لا زال رقماً صعباً ورقماً كبيراً في صناديق الاقتراع كما هو في الحياة السياسية اللبنانية«.

الى ذلك ينتقل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق قبل ظهر اليوم الى الجنوب لمواكبة اليوم الانتخابي الطويل حيث يعقد اجتماعاً مع محافظ الجنوب في سرايا صيدا الحكومية قبل أن يجول متفقداً عدداً من مراكز الاقتراع في صيدا وجزين والنبطية.

وكانت التحضيرات الرسمية للاستحقاق البلدي جنوباً أنجزت أمس السبت إدارياً ولوجستياً بتسليم صناديق ولوازم الاقتراع الى رؤساء الأقلام وأمنياً بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الفرعي في الجنوب برئاسة المحافظ منصور ضو خُصص للبحث في الخطة الأمنية لمواكبة الانتخابات، فيما انتشر أكثر من 22 ألف رجل أمن من جيش وقوى أمن داخلي في محافظتي الجنوب والنبطية لتولي أمن المراكز الانتخابية ومحيطها.
البلديات معركة أحجام في صيدا وجزين و «حزب الله» يخشى تذمراً جنوبياً
بيروت - «الحياة» 
مع دخول استحقاق الانتخابات البلدية محطته الثالثة قبل الأخيرة، اليوم في محافظتي الجنوب والنبطية، يزداد تظهير الاستنتاجات السياسية لهذا الاستحقاق على رغم أن الطابع الغالب عليه عادة هو أنه محلي، إنمائي، عائلي، وأن معايير قياس السياسي فيه مختلفة عن تلك التي يقاس بها أي استحقاق انتخابي نيابي.
وفيما يجنح بعض التحليلات للمحطتين السابقتين في بيروت والبقاع وبعلبك - الهرمل، وجبل لبنان، إلى التعاطي مع نتائج المعارك التي دارت فيهما على أنها كانت تمريناً على الانتخابات النيابية في بعض الأماكن، أو أنها أخذت بعداً رمزياً يتعلق برئاسة الجمهورية في أماكن أخرى مثل جونية، فإن الخلاصات السياسية التي يمكن الخروج منها في هاتين المحطتين قد تكون لها انعكاسات على الأزمة السياسية في البلاد، بصرف النظر عما إذا كانت تمريناً على التنافس الانتخابي النيابي.
ومثلها مثل المحطتين السابقتين تشكل محطة اليوم في الجنوب والنبطية، في بعض المدن والبلدات الكبرى اختباراً للأحجام والقدرة على تجيير الأصوات ولثبات التحالفات أو ميوعتها، وأبرزها في صيدا، وفي جزين، وفي بعض البلدات الجنوبية.
ففي عاصمة الجنوب حيث تتنافس 3 لوائح، تبدو المعركة الأساس بين تلك التي يرأسها رئيس البلدية الحالي محمد السعودي، الذي يتمتع بشعبية واسعة نتيجة إنجازاته في المدينة، وهو مدعوم من تيار «المستقبل» و «الجماعة الإسلامية» والدكتور عبدالرحمن البزري، في وجه اللائحة المدعومة من النائب السابق للمدينة الدكتور أسامة معروف سعد، الذي سيسعى إلى إثبات وزنه لجهة كمية الأصوات التي يمكن أن يجمعها في وجه خصميه التقليديين الرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري، في ظل انخفاض الآمال بأن تتمكن اللائحة التي يدعمها من الفوز.
وفيما ينتظر أن يرفع التنافس نسبة الاقتراع، فإن «المستقبل» سيكسب أرجحيته الانتخابية مثلما حصل في بيروت. وفي جزين التي تشهد بموازاة انتخاب مجلسها البلدي، اختباراً نيابياً حقيقياً وفي انتخاب فرعي لأحد نواب القضاء ليحل مكان النائب المتوفى ميشال الحلو، يختبر تحالف «التيار الوطني الحر» و «القوات اللبنانية»، مدى قدرته التجييرية للناخبين المسيحيين، لمصلحة مرشح التيار أمل أبو زيد، الذي يدعمه حزب «الكتائب» أيضاً، في وجه مرشحين آخرين لهما حضورهما في أوساط ناخبي القضاء المسيحيين والشيعة، هما إبراهيم عازار وباتريك رزق الله. فالحليفان الجديدان لم يتمكنا من حشد ما يعتبرانه أرجحية لمصلحتهما، في بيروت، ولأن قدرتهما على التجيير في بعض بلدات جبل لبنان أثبتت أرجحيتها، لكنها جاءت أقل مما يأملانه في ضوء إعلانهما أنهما باتا يمثلان 86 في المئة من المسيحيين، فضلاً عن أنهما تنافسا في العديد من القرى في الجبل. ويشكل الاستحقاق النيابي الفرعي في جزين اختباراً أيضاً لمدى انسجام الحليف الشيعي لزعيم «التيار الحر»، العماد ميشال، أي «حزب الله» مع رغبة عون في الحصول على أصوات جمهوره، مقابل تفضيل حركة «أمل» التصويت لمصلحة عازار.
والحرص على النجاح في اختبار ضمان الأرجحية المسيحية بأرقام عالية، هو الذي دفع العماد عون إلى مناشدة الناخبين الإقبال على الاقتراع.
لكن الأبرز في الأبعاد السياسية للمحطة الثالثة الجنوبية، هو اضطرار الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، مساء أول من أمس، للخروج عن سياق كلمته في تأبين القيادي مصطفى بدر الدين الذي اغتيل في سورية، من أجل دعوة مناصري الحزب وجمهور المقاومة إلى المشاركة الكثيفة في انتخابات اليوم، مستفيداً من المناسبة العاطفية بالنسبة إلى هذا الجمهور أي تأبين بدر الدين، من أجل الحؤول دون انسحاب الاستنتاجات التي ظهرت بعد حصول اللوائح المنافسة لتحالف الحزب مع «أمل» في بعض مناطق البقاع. على نسبة عالية من الأصوات، وعلى نجاح تحالف بعض القوى المستقلة والعائلات في حصد الأرجحية في بعض المجالس البلدية في بعلبك - الهرمل، على قلّتها. وفي وقت كانت النتائج على هذا الصعيد ذات دلالة على رفض بعض جمهور المقاومة أحادية التحالف في تحديد ممثلي المجتمع الأهلي، فإن دعوة نصرالله، التي رافقها نداء رئيس البرلمان نبيه بري مساء أول من أمس إلى الناخبين للنزول والتصويت للوائح التحالف، تعبر عن الخشية من أن يستغل خصوم الحزب ارتفاع نسبة التصويت لمصلحة بعض اللوائح المنافسة للثنائية الشيعية، من أجل إعطاء هذا الارتفاع أبعاداً سياسية. وعبّر نصرالله بوضوح عن قلقه من أن يتمّ احتساب انخفاض نسبة الاقتراع أو الأصوات التي ستحصدها لوائح الثنائي الحزبي الشيعي، حتى لو نجحت، على أنه «تصويت على الخيارات السياسية» للحزب وفق وصفه في خطابه. فاللوائح المنافسة للائتلاف الشيعي في بعض القرى، تتشكل من عائلات ووجهاء اعتبروا أن ممثلي الحزبين فشلوا في المجالس البلدية السابقة في إحداث أي إنجازات تذكر في عدد من البلدات والقرى، بل إن هؤلاء دخلوا لعبة المصالح والفساد في بعضها ما تسبب بنقمة. وفي بعض القرى تتشكل اللوائح المنافسة من خليط عائلي - سياسي - حزبي، يضم يساريين ومستقلين، ويختلف الأمر وفق القرى. والمعارك على الأحجام ستدور في مواقع مثل صور والخيام وحولا وحاريص ودير انطار وكفررمان وغيرها حيث تشهد المنافسة أيضاً مواجهة بين مرشحين من الحزب نفسه في لوائح متقابلة.
لكن الدافع الرئيس لنصرالله في تعبئته جمهور الحزب للانتخابات، هو أن يثبت أن جمهوره الذي خصص السواد الأعظم من كلمته لمخاطبته لا يتذمر من خيار الحزب الاستمرار في التدخل في سورية، على رغم التضحيات والأثمان الباهظة لهذا التدخل على العائلات والوسط الشعبي الذي سانده في مواجهاته مع إسرائيل وبات جزء منه يعتبر أنه غير مضطر للذهاب إلى هذا القدر في تعريض البيئة الحاضنة للمقاومة لأثمان التوسع في الدور الإقليمي للحزب، خصوصاً أن القوى التي تعارض هذا الدور أخذت تلقى آذاناً صاغية في الوسط الشيعي.
مصارف لبنانية أقفلت بعض حسابات «المبرات»
الرأي..
على وقع الملامح الإيجابية التي بدأت ترتسم في معالجة ملف تنفيذ القانون الاميركي ضد «حزب الله»، أعلنت «جمعية المبرات الخيرية» التي يشرف عليها السيد علي فضل الله (نجل العلامة الشيعي الراحل محمد حسين فضل الله) إنها تأثرت من دون وجه حق بالعقوبات الأميركية، كاشفة ان بعض المصارف اللبنانية جمّدت بعض حساباتها خشية العزلة الدولية.
واذ أحجم فضل الله في حديث لـ «رويترز» عن ذكر المصرف أو المصارف التي جمدت حسابات للجمعية التي لها امتداداتها في مناطق أخرى في العالم ومن ضمنها الولايات المتحدة وأفريقيا واستراليا حيث توجد مؤسسات تربوية تابعة لها، اكد أن الأخيرة «لم يرد اسمها في القانون الاميركي... ما يحصل الآن هو إجراءات احتياطية تتخذها بعض المؤسسات التي تتعامل في هذا الأمر بعيداً عن الدقة المطلوبة».
فضل الله: «جمعية المبرات» تأثرت بالعقوبات الأميركية على «حزب الله»
بيروت - «الحياة» 
أكد السيد علي محمد حسين فضل الله الذي يدير «جمعية المبرات الخيرية» في لبنان أن الجمعية «تأثرت من دون وجه حق بعقوبات مالية أميركية جديدة على حزب الله». واتهم «المصارف اللبنانية بتطبيق القيود على نطاق واسع بشدة».
ولفت فضل الله في مقابلة مع وكالة «رويترز» إلى أن «بعض المصارف اللبنانية جمدت بعض حسابات الجمعية خشية العزلة الدولية، على رغم عدم وجود انتماء سياسي للجمعية». وأحجم عن ذكر المصرف أو المصارف التي جمدت حسابات للجمعية.
وأضاف: «لم يرد اسم الجمعية في قانون العقوبات الأميركي»، معتبراً أن «ما يحصل الآن هو إجراءات احتياطية تتخذها بعض المؤسسات التي تتعامل في هذا الأمر، بعيداً عن الدقة المطلوبة لكي لا يظلم أحد».
وقال: «شعرنا من خلال لقائنا ببعض المصارف أن لديهم خوفاً وأحبوا أن يأخذوا احتياطات أكثر من اللزوم، لم يكن مفروضاً هذا الأمر. لو ذكرت جمعية المبرات على اللائحة قد نبرر لهم ولكن لم تذكر».
وأشار إلى أن «الجمعية لم يكن لها بالأساس أي بعد سياسي ولم تكن في كل مراحلها تستند إلى أي إطار سياسي. لا تستند لا في وجودها ولا في استمرارها وهي لن تستند. هذه المؤسسات منذ أن انطلقت هي من الناس وإلى الناس ونحن شفافون في هذا الموضوع».
وأكد أن «الجمعية لا تتلقى أي دعم من أي دولة بما في ذلك إيران. أموالنا دائماً من الناس وبعيداً عن أي تسييس ولذلك نحن حريصون على بقاء هذه الصورة».
وكان وزراء «حزب الله» أثاروا في جلسة مجلس الوزراء قبل الأخيرة في 12 الجاري مسألة جمعية المبرات كنموذج من المؤسسات الخيرية التي يمكن أن تؤثر فيها العقوبات. وسألوا: ماذا لو شملتها العقوبات الأميركية؟ خصوصاً أن الجمعية لديها مؤسسات صحية وتربوية وتعنى بمساعدات المحتاجين. وللجمعية امتداداتها في مناطق أخرى في العالم ومن ضمنها الولايات المتحدة نفسها، وأفريقيا واستراليا. وهي ترعى دور الأيتام في شكل عام كما ترعى ذوي الإعاقة والمصابين بالتوحد وتوفر مأوى للمسنين. ولديها مؤسسات لتأمين الموارد بما فيها فنادق ومطاعم ومحطات وقود.
وقال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية علي فياض في حديث إذاعي: «هناك جانبان: جانب تقني وجانب سياسي. والحكومة يجب أن تتابع هذا الموضوع على المستوى السياسي وتحوله إلى قضية وطنية والبنك المركزي يتابع هذا الأمر على المستوى التقني». وأكد أن «لدينا كل الحق في أن ندافع عن أنفسنا ومن المبكر أن نتحدث كيف ولكن كل اللبنانيين تحت سقف واحد والسقف إذا سقط فسيسقط على رأس الكل. الاستقرار الاجتماعي إذا ما تهدد سيترك تأثيراته السلبية على مجمل الأوضاع».
 
عدم التزام لبنان الإجراءات الأميركية ليس مطروحاً
المستقبل..ثريا شاهين
تؤكد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، أن القرار الأميركي في شأن العقوبات المصرفية على «حزب الله»، لا يمكن للحكومة اللبنانية أن تجابهه. انه قرار أحادي الجانب في الولايات المتحدة، وليس قراراً دولياً. لكن وعلى الرغم من ذلك، لا يمكن للحكومة أن توقف منع التحويلات من مصرف نيويورك المختص بالتحويلات عبر العالم، كما لا يمكنها أن تقوم بعقوبات مماثلة كرد على هذا القرار.

لذلك لا يمكن للحكومة أو لأي موقف لبناني رسمي، أن يقف في وجه الاجراءات المفروضة، لأن ذلك يعني الخروج من النظام المالي العالمي، وهذا ما ينعكس سلباً على النشاط المالي والمصرفي والاستثمارات وحركة الأموال بين لبنان والخارج، وكذلك حركة الشيكات.

وتوضح المصادر، أن الولايات المتحدة لطالما كانت تعتبر الحزب ارهابياً، ووضعته على لوائحها للإرهاب حتى قبل مشاركته في القتال في سوريا. وحين بدأ قتاله هناك، وضعه الأميركيون على لائحة المنظمات الارهابية التي تختص بسوريا، لكن الاجراءات اتخذت بعدما رصدت واشنطن شبكات مخدرات وتهريب أسلحة تعود للحزب وتعمل بين أفريقيا وأميركا اللاتينية، فتجمعت عوامل عديدة بالنسبة الى الولايات المتحدة أدت الى التركيز على أنشطة الحزب والعمل بكل الوسائل لقطع امدادات التمويل عنه.

وتؤكد المصادر أنه على الرغم من تغيير طبيعة العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران اثر توقيع الاتفاق النووي، فإن أجواء الارتياح الذي خلقه لم ولن تؤثر في موقف واشنطن من الحزب. بل على العكس، فإن الانفتاح الأميركي على ايران، سيجعل واشنطن أكثر تشدداً مع الحزب في إطار إرضاء الجماعات المتشددة لديها، لا سيما في الكونغرس، والتي تدعم إسرائيل. وأي تعديل في الموقف الأميركي حيال الحزب مستقبلاً، سيحصل في ظل سلوكه، وفي ظل سلة متكاملة للحلول في المنطقة بتوافق دولي إيراني.

حالياً هذا هو الوضع الدولي مع الحزب، الذي لا يبدو وفقاً للمصادر، أن لديه مصلحة في اللجوء الى ضغوط قوية داخلياً، لأن لا امكانات كبيرة لديه، وليس من مصلحته القيام بذلك. كذلك ليس مطروحاً عدم التزام لبنان الاجراءات التي بدأت فعلاً تأخذ حيز التنفيذ، لأن عدم الالتزام له تداعياته. وأي مطالبة من الحزب بأن تأخذ الدولة موقفاً من الاجراءات، ستقابلها مطالبة بأن يتخذ الحزب الموقف اللازم بالنسبة الى سياسة النأي بالنفس عن الحرب السورية، واحترام «اعلان بعبدا».

وتؤكد مصادر ديبلوماسية أخرى، أن القطاع المصرفي وان كان عليه التنبه من أجل أن يستمر شريكاً دولياً للعالم، فهو يستطيع تخطي هذه المسألة بطريقة معينة، وقادر على حماية ذاته. في الأساس كان الأمين العام للحزب حسن نصرالله قال سابقاً ان حركة الحزب المالية لا تمر عبر المصارف، وهذا يريح الجو المصرفي. بعد العام 2001، والاستهدافات الارهابية داخل الولايات المتحدة، بات لديها جهاز يكشف كل التعاملات المالية في العالم. ولهذا السبب يفضل الحزب التعامل بالدفع والقبض المباشرين لكي لا تنكشف مصادر تمويله. لكن الحذر في التعامل حيال لبنان سيكون في ازدياد في هذا المجال.

المصارف تعمل ما في وسعها لدرء أية مخاطر، ولديها علاقات مباشرة مع الادارات المعنية داخل الولايات المتحدة، من أجل أن تفهم بالتحديد الاجراءات، وماذا تريد، ولاستطلاع أية نتائج وحلحلة أية مسائل، وبالتالي، سيتم التدقيق فعلياً بكل العمليات ولا سيما أن النظام الأميركي بحد ذاته، يُعرّض بصورة أوتوماتيكية للعقوبات كل من يتعامل معه، ويمرر في الوقت نفسه حركة مالية متصلة بمن تم وضعه على لائحة الارهاب من أسماء أو شركات. والأميركيون يعتبرون أن هذا النظام هدفه حماية المصارف الأميركية من الخطر. ولذا على الشركات او المصارف المتعاملة معه التدقيق في الأسماء لمعرفة مع من يتعاملون.

وتشير المصادر الى أن هناك شركات وهمية أيضاً مستهدفة من القرار الأميركي، وهذه موضع ملاحقة من وزارة الخزانة، وستسعى الى كشفها، وكانت دائماً تحرز تقدماً جوهرياً في اظهارها، الأمر الذي تميزت به الوزارة حيال كل الذين يجب فرض عقوبات عليهم، فهناك عصابات مالية عالمية معنية بالموضوع منها مكسيكية، وأشخاص وشركات تنتقل بين أفريقيا والولايات المتحدة مشكوك في وظائفها، وهناك الارهاب المحدد في القرارات الدولية مثل أنشطة «داعش» و»النصرة» فضلاً عن استهداف الحزب. وسيعمّق الأميركيون أبحاثهم ويوسعونها في كل اتجاه لكشف كل التفاصيل.

في المبدأ العقوبات من دولة الى دولة تكون غير ملزمة إنما محرجة، ولكن إذا جاءت في إطار قرارات صادرة عن مجلس الأمن فتصبح ملزمة.

وحالياً لا يمكن اعتبار القرار الأميركي غير ملزم، والمصارف تتعامل بالدولار الذي تمسك به الولايات المتحدة، والمصارف ستتلافى أية اشكالات معها، ولا سيما ان كل التحويلات في العالم تمر عبر مركز نيويورك. وستعتمد طرقاً وفق آليات عمل داخلية لا يتم الاعلان عنها ضمن اطار الالتزام بعدم المس بالوضع المالي، والاستقرار الاقتصادي، وحسن العلاقات بدول العالم.
جنبلاط: لا خطر توطين في لبنان ... ولا على نظامه المصرفي
بيروت - «الحياة» 
اعتبر رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط أن «علينا أن نتوصل إلى الحد الأدنى من الوحدة الداخلية مع الحفاظ على التنوع للوصول إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية»، مشيراً إلى أن «حزب الله جزء من النسيج اللبناني». وتمنى أن «نصل لاحقاً إلى تنقية العلاقات العربية- الإيرانية ووقف تدخل إيران في بعض الدول العربية».
وقال جنبلاط خلال لقائه الجالية اللبنانية في الكويت، يرافقه وزير الصحة وائل أبو فاعور: «لا أرى خطراً على النظام المصرفي، لكنني أخشى من تراكم الدين العام، بالإضافة إلى أن تحويلات اللبنانيين تتراجع بسبب انخفاض سعر النفط».
وذكر جنبلاط بـ «الدور الكبير الذي لعبته الكويت والمملكة العربية السعودية ونجحتا تاريخياً مع سورية آنذاك في إنقاذ لبنان من الحرب عبر الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي كان وزيراً للخارجية في ذلك الوقت والأمير الراحل سعود الفيصل وزير خارجية المملكة، وطبعاً في إعادة الإعمار والنهوض في حقبة ما بعد الحرب وهو موضع تقدير من الشعب اللبناني».
ورأى جنبلاط أن «هناك تدخلاً من محور دولي ضد الشعب السوري ويجب الخلاص من هذا النظام وإرساء نظام تعددي ديموقراطي في سورية»، معتبراً أن «واجبنا الأخلاقي والسياسي استضافة النازح السوري خصوصاً أنه عندما تكون هناك نافذة لحل في سورية سيعود السوريون إليها»، جازماً بأن «لا خطر توطين في لبنان ونستطيع تنظيم الأمور بانتظار الحل السياسي، ولا داعي لمواقف عنصرية ضد الشعب السوري».
ودعا إلى «احترام القوانين في دولة الكويت التي احتضنت وتحتضن أعداداً كبيرة من اللبنانيين منذ عقود طويلة». وأمل بأن «يعود إخوتنا الكويتيون إلى لبنان».
وقال: «استضافة الكويت للحوار اليمني مؤشر إيجابي، ولا بد من حل سياسي في اليمن»، معتبراً أن «السعودية كانت تقوم بمرحلة دفاعية استباقية واليوم لا بد من الدخول في حوار سياسي».
مناهج «حزب الله» قتل للطفولة.. وتكريس للطائفية
عكاظ..متعب العواد (حائل)
«شهيد.. شهيدة».. الكلمة السحرية المعتمدة لتحضير طلاب وطالبات مدارس «حزب الله» الإرهابي للعمليات الإرهابية، إذ تنطلق الحصة الدينية في مدارس الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية بدخول (المرجع) الذي يعد بنظرهم نسخة من «الولي الفقيه» والذي يبدأ بالمناداة ويرد الطالب بكلمة (شهيد)، بدلا من كلمة (حاضر) وتمثل هذه البداية الأولى لتكريس ثقافة العنف والإرهاب التي نشأت عليها ميليشيات «حزب الله».
وكشفت مجلة المعرفة الصادرة عن وزارة التعليم السعودية (التعليم من حولنا) منظومة التعليم في «حزب الله» التي تعتمد على الوسائل المغرضة وصناعة المذهبية، وكراهية للآخر، ونشر الفارسية كلغة تعليم، وأن الهيئة التعليمية التي أقرت تلك المناهج تم تعيينها من قبل«مركز الخميني الثقافي» وهي من صاغت مناهج دراسية وأمرت بإدراجها على جداول الحِصص في المدارس التابعة له. وتعتمد مدارس الإرهاب في «حزب الله» على سبع ركائز، إحداها تعليم «مادة الكيمياء» المعتمدة من الصف الخامس الابتدائي والتي تركز على دروس متعلقة بطرق ووسائل صناعة المتفجرات والمفرقعات مع بعض التطبيقات بشكل عملي ومبسط، كما تعتمد التحية للخميني ضمن طابور الصباح، إضافة إلى أن هناك دورسا ومناهج توجيهية تغرس في الطلاب بل وتشرعن لمن لا يبلغون سن الرشد بالذهاب إلى ميادين التدريب ومعسكرات الحزب المنتشرة في البقاع وجبل عامل والمناطق الجنوبية تنفيذا لأوامر الدجال نصر الله. وأفادت «المجلة» أن الأفكار الضالة للحزب تسببت في القضاء على طموحات الكثير من الشباب وبات الانخراط ضمن كشافة المهدي، ومن ثم الوصول في مرحلة لاحقة إلى رتبة (مقاتل) في صفوف كتائب «حزب الله» من أهم طموحات الشباب.

المصدر: مصادر مختلفة

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,664,586

عدد الزوار: 7,705,123

المتواجدون الآن: 0