إيران لا يغريها عون رئيساً وتشترط أولاً ثمناً في سورية...الراعي: لا لتوطين الفلسطينيين والسوريين..دريان: جميعنا متوجس وقلق إلا بعض نوابنا ولبنان العربي والاعتدال يحتاج رئيساً يحميه

استقبال الملك سلمان لسلام والحريري ... بداية انفراجٍ في الأزمة مع لبنان؟ وعون زار مفتي الجمهورية وبرّي مهنّئاً بالعيد

تاريخ الإضافة الخميس 7 تموز 2016 - 5:36 ص    عدد الزيارات 2357    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

إيران لا يغريها عون رئيساً وتشترط أولاً ثمناً في سورية
الحياة..بيروت - محمد شقير 
سألت مصادر وزارية لبنانية هل من تبدل في ميزان القوى يدفع بقيادة «التيار الوطني الحر» إلى الترويج لأن رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون أصبح متقدماً على منافسه زعيم تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، ولم يعد ينقصه للوصول الى سدة الرئاسة الأولى سوى تأييد زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري، وان الأسابيع المقبلة ستزف الى اللبنانيين انتخابه رئيساً للجمهورية؟
ورأت المصادر الوزارية نفسها أن من حق العماد عون التفاؤل بالوصول إلى سدة الرئاسة مع أن هذا التفاؤل لا يعكس بالضرورة واقع الحال السياسي الذي يستبعد إمكان حصول متغيرات من شأنها أن تصب في مصلحته، خصوصاً أن الملف الرئاسي بات خارج السيطرة المحلية، وأن لبننته تواجه عقبات ليس في مقدور أي طرف محلي التغلب عليها وصولاً الى تبديدها، إفساحاً في المجال أمام إيصاله الى القصر الجمهوري في بعبدا.
ولفتت إلى أن رهان «التيار الوطني» على فرض حصار سياسي على الرئيس الحريري ليس في محله، لأنه ليس العقبة الوحيدة التي ما زالت تؤخر انتخاب العماد عون وإنما هناك عقبات محلية وإقليمية ودولية يجد الأخير صعوبة في تخطيها طالما أنه لم يقدم نفسه حتى الساعة طرفاً وسطياً يتموضع في منتصف الطريق بين حليفه «حزب الله» وخصومه.
واعتبرت أنه ليس دقيقاً اعتبار «التيار الوطني» أن ما يشهده لبنان من تطورات أمنية وسياسية سيدفع في اتجاه التسليم بانتخابه رئيساً. واعتبرت أن التوافق مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري على إخراج ملف التنقيب عن النفط والغاز من دوامة التجاذبات السياسية لا يزال في أول الطريق.
وفي هذا السياق، سألت المصادر عينها عن جدوى الاجتهاد من «التيار الوطني» وعلى نطاق واسع بأن هذا التوافق سيوظف سياسياً في اتجاه إقناع رئيس المجلس بالانضمام الى الفريق النيابي المؤيد لانتخاب عون، كأن الملف الرئاسي هو بيد اللبنانيين.
وتوقفت المصادر هذه أمام تأييد «حزب الله» لترشح عون لرئاسة الجمهورية، وقالت إن لا خيار لديه سوى النزول بكل ثقله لدعمه باعتبار أن «الجنرال» هو أبرز الذين وفروا له التغطية في انخراطه بالحرب الدائرة في سورية إلى جانب الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه، إضافة إلى «تشريع» سلاحه في الداخل والخارج.
وأكدت أن وقوف الحزب وراء ترشح عون ورفضه البحث عن مرشح توافقي أو الموافقة على حليفه الآخر فرنجية يعني أنه لم يحن حتى الساعة موعد الإفراج عن الملف الرئاسي، وبالتالي فإن إصراره على دعمه ما هو إلا تأييد معنوي لا يُصرف في مكان، ويراد منه تقطيع الوقت الى حين نضوج الظروف أمام الوصول إلى تسوية لإنهاء الحرب في سورية يكون من بين بنودها انتخاب رئيس جديد للبنان.
وفي كلام آخر، رأت المصادر أن إيران تؤخر إنجاز الاستحقاق الرئاسي لأنها قررت ربطه بمستقبل الوضع في سورية، وان منحها «جائزة» بانتخاب عون لا تكفيها، لأن ثمن ما تطلبه أكبر بكثير من هذه الجائزة... مع أنها تحاول باستمرار الهروب الى الأمام لدى مطالبتها بتسهيل عملية انتخاب الرئيس، وذلك بإحالتها من يطالبها بموقف لإنهاء الشغور الرئاسي على اللبنانيين، بذريعة أنها لا تتدخل في الشأن اللبناني وتدعم ما يتوافق عليه الأطراف المحليون في هذا الخصوص.
وأوضحت أن لا مفعول إيجابياً للحرب النفسية التي تستهدف الحريري، وقالت إن من يرعاها سيكتشف عاجلاً أم آجلاً أن هذه الحرب سترتد على من ينظمها ويتولى توزيع الأدوار لدفعه إلى الاستسلام وصولاً إلى التسليم بانتخاب عون كأمر واقع.
وكشفت أن الترويج من حين لآخر للقاءات تعقد بين زعيم «التيار الوطني» الوزير جبران باسيل وبين مسؤولين في «المستقبل»، وتحديداً نادر الحريري مدير مكتب الرئيس الحريري، يأتي في سياق الحرب النفسية التي يراد منها الضغط على الأخير وإيهام الرأي العام بأن التواصل لم ينقطع، وقالت إن قنوات الاتصال بين الطرفين هي الآن محدودة جداً وبلا جدول أعمال.
وأكدت أن ما أشيع عن لقاء عقد بين باسيل والحريري لم يكن دقيقاً، وان هناك من «نفخ» فيه وأخذ يبني عليه، وكأن «المستقبل» يدرس إعادة النظر في موقفه المؤيد لترشح فرنجية، وقالت إن السحور الرمضاني الذي أقامه النائب محمد الصفدي جمعهما في حضور عدد من المدعوين من مختلف الاتجاهات والانتماءات السياسية.
ولفتت إلى أن هذا هو حدود اللقاء الذي لم يتخلله حديث بينهما في العمق حول القضايا السياسية العالقة، وسألت كيف يروج «التيار الوطني» لمعاودة تطبيع علاقته بـ «المستقبل» في الوقت الذي تطوعت وسيلته الإعلامية لضرب علاقة الأخير بقائد الجيش العماد جان قهوجي من خلال الترويج لأن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق يرفض التمديد له مع أن لا أساس له.
وقالت المصادر هذه إن «التيار الوطني» يصر على توظيف حركة المشاورات الأخيرة، سواء تلك التي جمعت الرئيس الحريري برئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أو الموقف الذي صدر عن رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط، وفيه انه مع انتخاب عون إذا كانت هناك مصلحة شرط أن يلقى إجماعاً مسيحياً.
وتابعت أن اللقاء الذي جمع بين جنبلاط وجعجع إلى مائدة النائب في «اللقاء الديموقراطي» نعمة طعمة خصص لتأكيد تمسكهما بقانون الانتخاب المختلط الذي توافقا عليه مع «المستقبل»، وقالت إن جنبلاط أحال رئيس «القوات» على الحريري للبحث في انتخاب عون.
وأكدت أن جنبلاط يتخوف من التداعيات السلبية للوضع المتأزم في لبنان وبالتالي يؤيد أي حل للخروج من هذا الوضع، وقالت إنه لا يضع «فيتو» على انتخاب عون وهو يلتقي مع الحريري الذي كان أعلن مراراً أنه يحضر جلسة انتخاب الرئيس ولو كان عون، وسيكون أول من يبارك له.
وعليه اعتبرت المصادر أن المشاورات السياسية لإعادة تحريك الملف الرئاسي تبقى «حركة بلا بركة» لأن القرار ليس في لبنان وإنما في إيران التي تشترط الحصول على ثمن سياسي لا يبقى محصوراً بلبنان بل بدورها في المنطقة وهذا لا يزال بعيد المنال.
لذلك لن يكون للتفاهم النفطي -كما تقول المصادر هذه- أي مفاعيل سياسية تبدل من اصطفاف القوى المحلية في الملف الرئاسي، مع أن هذا التفاهم لا يزال في أول الطريق، إضافة إلى أن الجلسات الثلاثية للحوار في الأسبوع الأول من الشهر المقبل لن تحمل مفاجآت من العيار الثقيل يمكن التأسيس عليها كمؤشر لوقف تمديد الشغور في رئاسة الجمهورية، لا سيما أن إيران التي استثمرت غالياً في المنطقة لا يغريها انتخاب عون في مقابل التخلي عن مصالحها في سورية.
استقبال الملك سلمان لسلام والحريري ... بداية انفراجٍ في الأزمة مع لبنان؟ وعون زار مفتي الجمهورية وبرّي مهنّئاً بالعيد
 بيروت - «الراي»
حلّ عيد الفطر على لبنان مثقلاً بالمخاوف الأمنية التي انفجرت «دفعة واحدة» مع التفجيرات الانتحارية التي ضربت بلدة القاع الحدودية مع سورية قبل 11 يوماً، وبالسيناريوات القاتمة للمأزق السياسي الذي يغرق في دوامة الفراغ الرئاسي والذي صار الخروج منه محكوماً، حتى الساعة، بخريطة طريقٍ حدّدتها قوى 8 آذار بـ «الأحرف الأولى»، سواء في ما خص اسم الرئيس او الخطوط العريضة لعهده و«مفاتيح» إدارة السلطة، وهو ما يضع قوى «14 آذار» أمام خياراتٍ «أحلاها مُرّ».
وقد عاش لبنان امس يوماً من الإجراءات الأمنية المشددة في غالبية المناطق تركّزت حول المساجد وفي نقاط عدة أخرى وسط رفْع جهوزية كافة الأجهزة الى نسبة مئة في المئة ولا سيما بعد الهجمات في المدينة المنوّرة والقطيف وجدة، وقبلها في العراق وتركيا، في حين عانت الأسواق التجارية من حركة شبه معدومة عكست تراجعاً غير مسبوق منذ بدء الحرب السورية، وذلك نتيجة موجة إشاعات لم «تستسلم» عشية العيد وبينها عن جود انتحاري في جبيل وتوجُّه آخر من البقاع الى بيروت، علماً ان تقارير اكدت ان التدابير الوقائية شملت نشْر عناصر أمنية بثياب مدنية في أكثر من منطقة تدارُكاً لأيّ مفاجآت.
وفي موازاة الواقع الأمني، خطف الأنظار سياسياً الكشف عن تَناوُل رئيس الحكومة تمام سلام والرئيس سعد الحريري امس الفطور الى مائدة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وذلك بعدما كانا أدّيا صلاة العيد الى جانبه وأفراد العائلة المالكة السعودية في الحرم المكّي الشريف.
وقدّم سلام تعازيه وتعازي الحكومة والشعب اللبنانيين بضحايا الاعتداءات الارهابية الأخيرة التي وقعت في المدينة المنورة وجدّة والقطيف، مؤكداً للملك سلمان «تضامن لبنان مع المملكة العربية السعودية في معركتها مع الارهاب الذي أثبت، خصوصاً باعتدائه على الحرم النبوي الشريف، أنه لا يقيم حرمة لأي نفس بريئة ولا لأيّ مكان مقدس ولا لأي مناسبة اسلامية فضيلة وأنه لا يمتّ للاسلام والمسلمين بأيّ صلة».
وأعرب سلام لخادم الحرمين الشريفين عن ثقته «بأن المملكة العربية السعودية ستنتصر بقوتها وبوحدة ابنائها على الإرهاب الظلامي الذي ينشر الخراب في كل انحاء الأرض ملحقاً أكبر الضرر بصورة الإسلام والمسلمين، وستبقى كما كانت قبلة المسلمين ورائدة الاعتدال والوسطية وحاملة لواء التضامن العربي والاسلامي».
واذا كان حضور الحريري الى مائدة العاهل السعودي للمرة الثانية في أقلّ من أسبوع عزّز الانطباع بأن ديناميةً جديدة دخلت على خط علاقة زعيم «تيار المستقبل» بالقيادة السعودية أنهت ما أشيع عن ان «شيئاً ما» ليس على ما يرام في هذه العلاقة وصولاً الى تشكيك البعض بمكانة الحريري لدى المملكة وبمرتكزات زعامته السنية، فإن استقبال الملك سلمان للرئيس سلام اكتسب أهمية خاصة لأنه أوّل لقاء للرجليْن منذ انفجار الأزمة بين الرياض وبيروت قبل نحو 5 أشهر على خلفية موقف وزارة الخارجية اللبنانية من الهجوم على سفارة المملكة في ايران، وهو ما ردّت عليه السعودية معتبرةً ان «حزب الله» يصادر إرادة الدولة اللبنانية ومعلنةً مراجعة شاملة للعلاقات مع لبنان كان اول الغيث فيها تعليق هبة الأربعة مليارات دولار لتسليح الجيش (من فرنسا) وتجهيز القوى الأمنية.
وتترقّب أوساط سياسية نتائج لقاء «كسْر الجليد» بين الملك سلمان وسلام الذي كان سعى بعيد الأزمة الى زيارة الرياض من دون ان يُحدَّد له موعد، وما قد يستتبع هذا التطور من خطوات في إطار انفراج الأزمة بين لبنان والسعودية ومجمل دول الخليج بعدما كانت بلغت مستويات غير مسبوقة من التوتّر في ظلّ دعوة غالبية دول مجلس التعاون رعاياها لعدم المجيء الى بيروت ومغادرة الموجودين فيها وبدء إجراءاتٍ في عدد من البلدان الخليجية لترحيل لبنانيين بتهمة الانتماء او تأييد «حزب الله» الذي اعتُبر خليجياً «منظمة إرهابية».
وفي موازاة ذلك، كسرت رتابة استراحة العيد في بيروت الزيارة اللافتة التي قام بها المرشح الرئاسي زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون لدار الفتوى حيث التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان لتنهئته بالفطر.
وبدت هذه الزيارة في سياق محاولات عون ملاقاة مناخٍ بات يعتبره أكثر ملاءمة، داخلياً، لانتخابه رئيساً ولكنه ما زال يحتاج الى رفْع «الفيتو» الذي يضعه عليه الرئيس الحريري الذي ما زال على موقفه المؤيد لترشيح النائب سليمان فرنجية. علماً ان زعيم «التيار الحر»، الذي تلقى دعماً مفاجئاً من الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط أضيف الى تأييده من «حزب الله» وحزب «القوات اللبنانية» بقيادة سمير جعجع، كان قام قبل ايام بخطوة كبيرة في اتجاه رئيس البرلمان نبيه بري، أبرز المتحفّظين على وصوله للرئاسة، من خلال إنجاز «ورقة تفاهم» نفطية فاحت منها رائحة الحسابات الرئاسة رغم كل المعلومات عن ضروراتها الوطنية وملابساتها المتصلة بتطورات اقليمية - دولية ذات صلة بموضوع النفط. يذكر أن العماد عون، زار أمس برّي مهنئاً بالعيد.
الراعي: لا لتوطين الفلسطينيين والسوريين
بيروت - «الحياة» 
- أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي أن «توطين اللاجئين السوريين في لبنان، أمر مرفوض تماماً من قبلنا وهذا هو موقف الدولة اللبنانية الرسمي، فلا لتوطين الفلسطينيين والسوريين ونرفض أي كلام عن عودة طوعية لهم»، مشدداً على أن «العودة لا يمكن أن تكون إلا قسرية وإلزامية، وهذا ما أبلغناه رسمياً إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورؤساء العديد من الدول».
وقال الراعي خلال زيارته رعية مار يوحنا مارون في ولاية كاليفورنيا: «يكفي لبنان ما يتحمله من تداعيات الحروب والأزمات في المنطقة». ولفت إلى أن «في سورية مناطق آمنة جداً يمكن أن تستقبل كل النازحين بكرامة». وجدد تأكيد أن «الأوضاع الإنسانية للنازحين التي نعرف مرارتها وصعوبتها ونتضامن معهم فيها، قد تفتح المجال للمنظمات الإرهابية لاستغلال البعض منهم وتطويعهم في صفوفها، أو للاندساس في مخيماتهم وتحويلها إلى ملجأ لانطلاق عملياتهم الإجرامية منها». وأضاف: «نخشى أن يكون هذا ما حصل في بلدة القاع».
ودعا الرعايا اللبنانيين إلى «مساعدة أهلهم في لبنان اقتصادياً، مثلاً عبر الاستثمار فيه، والبقاء في بلدهم وبقاء المسيحيين أيضاً في بلدان الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن «كل الأوطان تمر بظروف قد تكون أصعب من ظرفنا الحالي في لبنان ولكن ضمانة نجاته هي وحدة أبنائه مسيحيين ومسلمين في الداخل وتضامن المنتشرين معهم وتغليب مصلحته على مصلحة أي دولة أخرى». وشدد على «ضرورة محافظة اللبنانيين المنتشرين على جنسيتهم واستعادتها لمن فقدها».
وقال: «كما أنكم تحملون لبنان في عروقكم، عليكم أن تحملوا قضيته على حقيقتها إلى المجتمع الأميركي والإدارة الأميركية التي طلبنا ونطلب منها العمل على تحييد لبنان عن صراعات المحاور الإقليمية وعملية إثبات النفوذ الطائفي في المنطقة، والذي يرخي بظلاله على موضوع انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان».
ولفت إلى أن «الأميركيين يعلمون جيداً قيمة لبنان وأهمية الاعتدال الإسلامي فيه، الأمر الذي يفرض على الجميع الحفاظ عليه». وطالب «المجتمع الدولي بتنفيذ التزاماته تجاه لبنان وعدم الاكتفاء بالثناء على استضافة اللاجئين». ولفت إلى أن «لبنان يكرس المناصفة، ولكن في الإدارات العامة لا تحترم هذه القاعدة مع الأسف».
وأكد «أننا في لبنان والشرق الأوسط أمام تحد كبير جداً ألا وهو بناء المستقبل، فإننا نشعر وكأن الشرق الأوسط انتهى ومعه الحضور المسيحي فيه وفي لبنان».
دريان: جميعنا متوجس وقلق إلا بعض نوابنا ولبنان العربي والاعتدال يحتاج رئيساً يحميه
بيروت - «الحياة» 
شدد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في خطبة عيد الفطر السعيد في مسجد محمد الأمين في قلب بيروت، على أنه «لا يمكن أن يكون هناك أمن ذاتي في بلدنا، وإلا أصبحنا في شريعة الغاب»، مؤكداً «ثقتنا بالجيش وقوى الأمن الداخلي والقوى الأمنية الأخرى في حماية الوطن والمواطنين». وقال: «إن حصل تفجير هنا أو هناك فلا يعني أن أمننا غير ممسوك، ففي كل دول العالم يحصل ذلك، وعلينا أن نكون حذرين من هذه الطروحات التي تُسقط هيبة الدولة ودور مؤسساتها الأمنية وفاعليتها».
وأمَّ المفتي دريان المصلين الذين اكتظت بهم قاعات المسجد، في حضور ممثل رئيس الحكومة فؤاد فليفل لوجود الرئيس تمام سلام في المملكة العربية السعودية، كما حضر عضو كتلة «المستقبل» النيابية عمار حوري ممثلاً زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري الموجود أيضاً في المملكة، إلى جانب شخصيات.
وقال المفتي دريان في خطبته: «إن واجب المسلم في رمضان وغير رمضان، مكافحة العنف. وهناك مئات الآلاف من القتلى وملايين من المهجرين في السنوات القليلة الماضية، وهو عنف تمارسه جهات إقليمية ودولية لا خلاق لها، لكن آلافاً من الشبان يمارسونه أيضاً باسم الإسلام، وضد أنفسهم وبني قومهم».
عنف أعمى
ولفت إلى أن شهر رمضان شهد هذا العام بحسب إحصاءات إعلامية «قتل أكثر من ثلاثين ألفاً في سورية، والعراق وليبيا واليمن، وتهجير أكثر من ربع مليون، وهي جرائم لا يمكن بشراً أن يتصورها أو يقبل بها». وأكد «أننا مكلفون ديناً وأخلاقاً بمكافحة هذا العنف الأعمى».
وتوقف عند «العمليات الإرهابية في القاع». وقال: «كان دأبنا ودأب معظم اللبنانيين منذ أربع سنوات وأكثر، وقاية وطننا وناسنا من الويلات التي تحدث في الجوار، وأن نعتمد النأي بالنفس بقدر الإمكان، وأن نثق بالجيش الوطني والقوى الأمنية الأخرى. ونجح الجيش إلى حد كبير في ضبط المشهد، لكننا لم نعن قواتنا العسكرية والأمنية كثيراً. فمن جهة هناك هذا التداخل الذي حدث مع الجوار المشتعل، فاستجلب النار التي أراد مكافحتها. وهناك التعطل الذي أصاب الحياة السياسية بغياب رأس الدولة ومحدودية عمل الحكومة والمجلس النيابي، والجمود الذي أصاب الاقتصاد».
وشدد على «أن نار الجوار تقتضي منا إقامة الجدار العازل بالدولة القوية، التي تساند الجيش والقوى الأمنية، وتطمئن المواطنين. ولا شيء من ذلك حصل، بل عكس ذلك تماماً. ويتحدث عديدون عن خوف المسيحيين المصيري. ومن حقنا جميعاً أن نخاف، فتداعي إدارات الدولة يتركنا جميعاً من دون مظلة حامية. نحن جميعاً متوجسون وقلقون. إنما يبدو أن الوحيدين الذين لا يشعرون مثلنا بالخوف، هم بعض نوابنا وسياسيينا الكرام، الذين لم يدفعهم الحرص على الوطن والدولة للتوجه إلى المجلس النيابي، لانتخاب رئيس للبلاد لتعود بحضوره سائر المؤسسات إلى العمل».
وأكد دريان أن «لا وطن لنا إلا لبنان ولا دولة لدينا غير الدولة التي أقامها عيشنا المشترك والتوافق الوطني. إن لبنان العربي الهوية والانتماء سيبقى هو بلد الوفاق والعيش المشترك، والتنوع والاعتدال والانفتاح والتآخي والحوار»، منبهاً إلى «أننا نعيش مرحلةً صعبةً ودقيقة، وينبغي علينا الاستنفار الدائم ومعالجة الأزمة بالحكمة والحوار البناء، بين كل القوى المعنية بالشأن اللبناني للخروج من المأزق الوطني».
وحض اللبنانيين على «المحافظة على بلدكم، فالبلد لا يحتمل الانقسام ولا يمكن أي فئة أن تبني لبنان على مقياس مصالحها».
مملكة الخير
وتوقف دريان عند «الأحداث المريعة والمتسارعة في بعض أوطاننا العربية». وقال: «علينا ألا ننسى القضية الفلسطينية حيث لا يزال العدو الإسرائيلي الإرهابي يمعن في إجرامه بآلته العسكرية الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني وصموده وفي تهويد القدس الشريف». كما توقف عند ما يحصل من تفجيرات إرهابية في عالمنا العربي وفي أكثر من منطقة في العالم، وآخرها التفجيرات الإرهابية المجرمة في المملكة العربية السعودية، وفي المدينة المنورة بالقرب من الحرم النبوي الشريف، وهو شبيه لما يحصل في المسجد الأقصى، فحذار مما يحاك لأمتنا من قبل الإرهابيين الذين يحاولون المس بمقدساتنا الإسلامية وتشويه صورة إسلامنا في اعتداله ووسطيته ورحمته، ومملكة الخير ستبقى عزيزةً أبية، مهما مكر لها الماكرون، وإننا من قلب بيروت نعلن دعمنا ووقوفنا إلى جانب المملكة، باعتبار أن أمنها وأمن الحرمين الشريفين من أمن جميع العرب والمسلمين»، شاكراً «مصر والسعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودول مجلس التعاون الخليجي على مواقفهم الحاضنة للبنان، وقضايا العرب والمسلمين».
وتوجه دريان والنائب حوري وشخصيات إلى ضريح الرئيس رفيق الحريري، حيث تلوا الفاتحة.
شيخ العقل
ونبه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن في كلمة بالمناسبة، إلى أن «المرحلة الخطيرة التي يمر بها وطننا لبنان، تستوجب من المسؤولين والقيادات السياسية قبل غيرهم، أعلى درجات الوعي، وإلى قرار وطني بالتوافق على حل الأزمات المتراكمة، بدءاً بالشغور الرئاسي إلى قانون الانتخابات، وتفعيل المجلس النيابي والعمل الحكومي، إلى الملف الاقتصادي والاجتماعي، وتحصين الأمن ودعم الجيش المتراص الذي يحمي وطننا والقوى الأمنية لوجستياً ومادياً ومعنوياً»، لافتاً إلى أن هذه المواضيع «تتطلب قناعة من كل القوى السياسية بأن أحداً من الخارج لن يعطي لبنان أكثر من اللبنانيين أنفسهم، فلتكن المبادرات الذاتية لتنازلات من هذا الطرف وذاك، بما يوصل البلاد إلى مرحلة جديدة قبل فوات الأوان».
 

المصدر: مصادر مختلفة

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,390,588

عدد الزوار: 7,678,936

المتواجدون الآن: 0