الأسد يطبق على حلب.. والمحادثات السياسية إلى آب ..رسائل نصية تحض سكان شرق حلب على المغادرة

كيري يأمل إعلان حل دبلوماسي مطلع آب ودي ميستورا لاستئناف المحادثات أواخره..مفاوضات جنيف تنتظر «خطوات ملموسة»

تاريخ الإضافة الأربعاء 27 تموز 2016 - 6:10 ص    عدد الزيارات 2006    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

الأسد يطبق على حلب.. والمحادثات السياسية إلى آب
المستقبل.. (رويترز، أ ف ب)
فيما كان الأميركيون والروس ومعهما الأمم المتحدة يضعان لمساتهما على استئناف المحادثات السياسية في جنيف المقترحة حسب الأطراف الثلاثة في آب المقبل في جنيف، أطبقت قوات الأسد والميليشيات التي تدعمها إيران حصارها الكامل على الأحياء المحررة في مدينة حلب بمؤازرة من الطيران الحربي الروسي الذي شن عشرات الغارات ذهب ضحيتها عشرات المدنيين. وسوف يفاقم الحصار المطبق على ثاني مدن سوريا وعاصمتها الاقتصادية السابقة، الأزمة الإنسانية التي كانت قد بدأت معالمها بشح المواد الغذائية والطبية مع السيطرة النارية على طريق الكاستيلو مطلع الشهر الجاري وكثافة القصف اليومي عليها منذ أكثر من 15 يوماً.

وأفادت مواقع إلكترونية معارضة، أن قوات الأسد وميليشيات إيران وبمساندة جوية من الطائرات الحربية الروسية احتلت صباح أمس منتجع الكاستيلو شمالي مدينة حلب، وذلك بعد معارك عنيفة مع فصائل المعارضة المسلحة.

وعقب التقدم الجديد لقوات الأسد يكون طريق الكاستيلو المنفذ الوحيد لمدينة حلب نحو ريفها، قد رصد وبشكل كامل، ويصبح أكثر من 300 ألف نسمة في حصار خانق، إذ لا يوجد أي طرق برية تربط بين الأحياء الشرقية لمدينة حلب وريفها.

وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من سيطرة قوات الأسد على نقاط عدة ومعامل في منطقة الليرمون الصناعية، بينما تحاول تلك القوات المدعومة بالميليشيات الإيرانية السيطرة على حيي بني زيد والخالدية في مدينة حلب، نظراً لأهميتهما في المعارك الدائرة مع الفصائل الثورية في شمال حلب.

واستهدف الطيران المروحي أمس أحياء الفردوس وصلاح الدين ودوار جسر الحج بالألغام البحرية والبراميل المتفجرة، فيما ارتفعت حصيلة ضحايا القصف الجوّي الذي استهدف حي المشهد الإثنين إلى 30 قتيلاً، بينما لا تزال فرق الدفاع المدني تحاول البحث عن عالقين تحت الأنقاض.

وفي ريف حلب الشمالي، تعرضت مدن عندان وحريتان وبلدات معارة الأرتيق وكفرحمرة وحيان ومخيم حندرات في لقصف روسي، ما أدى لسقوط ثلاثة شهداء وجرحى. كما شن الطيران الروسي غارة على بلدة كفربسين بالريف الغربي.

ومتابعة للتطورات، طالب المنسق العام للهيئة رياض حجاب في رسالة وجهها الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وفق بيان للهيئة، مجلس الأمن الدولي «بعقد اجتماع طارئ حول الوضع في حلب». ودعا «الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الى حماية المدنيين عبر اتخاذ إجراءات ملموسة لوقف الغارات الجوية العشوائية في أنحاء سوريا وإنهاء الاستهداف المتعمد للمرافق الطبية والأفراد». وناشد حجاب الأمم المتحدة «كسر الحصار» الذي تفرضه قوات النظام السوري على مناطق عدة «بينها حلب، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل دائم الى سكان حلب وفي كافة أنحاء سوريا» مشدداً على ضرورة «إنهاء الإفلات من العقاب عبر محاسبة المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب». ونددت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان أمس بقصف المستشفيات والمراكز الطبية في «حي الشعّار الذي تكثر فيه المنشآت الصحية الواقعة قرب بعضها البعض« مضيفة أنها تشكل «نصف المنشآت الصحية العاملة في المنطقة». وشددت على أنه «لا يجوز أن تتعرّض المنشآت الصحية للهجوم أو الضرر على الإطلاق. كما يجب السماح لعاملي الصحة بتأمين العلاج والخدمات الطبيّة لكل من هم بحاجة اليها أينما وجدوا داخل سوريا»، محذرة من أن «الهجمات على المنشآت الصحية تشكل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي وقد تُعتبر جرائم حرب».

وفي جنيف، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس عقب لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش قمة دول جنوب شرق آسيا في لاوس، إنه يأمل أن يتم إعلان تفاصيل خطة أميركية بشأن تعاون عسكري أوثق ومشاركة معلومات مخابراتية مع روسيا في مطلع آب المقبل.

ويتضمن المقترح مشاركة المعلومات المخابراتية بين واشنطن وموسكو لتنسيق الضربات الجوية ضد جبهة النصرة المتحالفة مع تنظيم القاعدة ومنع القوات الجوية السورية من مهاجمة جماعات المعارضة المعتدلة.

وفي جنيف قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا إنه يهدف لعقد جولة جديدة من محادثات سوريا في نهاية آب لاغياً خططاً سابقة حددت الموعد النهائي في أول الشهر المقبل بينما يترك بعض الوقت للضغط بشأن الاتفاق الأميركي - الروسي. وقال المبعوث الدولي للصحافيين عقب اجتماعه بالمبعوث الأميركي إلى سوريا مايكل راتني ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف «هدفنا دعني أقولها بشكل واضح هو التقدم بجولة ثالثة من المحادثات السورية في نهاية آب».

وكان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر قال الاثنين إن الروس الذين يناقشون حالياً اتفاق تعاون عسكري مع واشنطن حول سوريا، ما زالوا «بعيدين» عن مواقف الولايات المتحدة. وأوضح خلال مؤتمر صحافي في مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن المفاوضات التي يجريها كيري تهدف إلى تحديد ما إذا كان الروس «مستعدين لاتخاذ الموقف الصائب في سوريا»، أي «دعم انتقال سياسي» يفضي الى تخلي بشار الأسد عن السلطة و»محاربة المتطرفين» وليس المعارضة المعتدلة.
كيري يأمل إعلان حل دبلوماسي مطلع آب ودي ميستورا لاستئناف المحادثات أواخره
النظام يسيطر على حي الليرمون شرق حلب والمعارضة لجلسة طارئة لمجلس الأمن
 («اللواء» - وكالات)
سيطرت قوات النظام السوري امس على حي الليرمون في شمال غرب مدينة حلب السورية، لتشدد بذلك حصارها على الاحياء الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة، الامر الذي دفع اخر الاطباء والممرضين والتقنيين العاملين في مستشفيات المدينة لتوجيه نداء الى المجتمع الدولي لوقف قصف قوات النظام للمدينة، فيما دعت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطراف واسعة من المعارضة السورية مجلس الامن الدولي الى عقد جلسة طارئة حول الوضع في حلب، مطالبة برفع الحصار عنها وحماية المدنيين والمرافق الطبية من القصف الجوي العشوائي.
وغداة ارتفاع حصيلة القصف الجوي على حي المشهد الى 24 قتيلا، جددت قوات النظام قصفها امس للحي، ما ادى الى تدمير مبنى ومقتل طفل في حصيلة اولية للمرصد السوري لحقوق الانسان.
وأكد المرصد سيطرة قوات النظام بالكامل على حي الليرمون بعد اشتباكات عنيفة مع الفصائل المقاتلة التي كانت تسيطر عليه، معززة بذلك حصارها الناري على حي بني زيد الخاضع بدوره لسيطرة الفصائل.
وكانت الفصائل وفق المرصد تستخدم هذين الحيين لاطلاق القذائف على الاحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام في المدينة ردا على استهداف الاحياء الشرقية بالغارات والبراميل المتفجرة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان «أهمية السيطرة على الليرمون وبني زيد تكمن في وقف إطلاق الصواريخ وتشديد الحصار» على الاحياء الشرقية.
واضاف ان قوات النظام عززت حصارها على بني زيد، مشيرا الى ان الاشتباكات جارية وسط غارات جوية مكثفة في المنطقة، من دون توفر حصيلة للقتلى.
وتشهد مدينة حلب منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة وتبادل قصف بين الفصائل المقاتلة التي تسيطر على الاحياء الشرقية وقوات النظام التي تسيطر على الاحياء الغربية.
ومنذ اسبوع، باتت الاحياء الشرقية حيث يعيش اكثر من مئتي الف شخص وفق المرصد، محاصرة بالكامل من قوات النظام بعد قطعها طريق الكاستيلو، اخر منفذ الى شرق المدينة.
وافادت صحيفة «الوطن» المقربة من النظام عن تقدم الجيش في الليرمون مؤكدة انه يؤدي الى بسط نفوذه على «منطقة واسعة من المعامل قوامها أكثر من 33 معملا كانت تشكل عصب الاقتصاد في حلب».
ودعت القيادة العامة لجيش النظام سكان الاحياء الشرقية الى «الانضمام للمصالحات الوطنية وطرد المرتزقة الغرباء من مناطق سكنهم» وفق ما نقلت وكالة الانباء «سانا».
واوردت الوكالة ان قيادة الجيش حددت في مجموعة من الرسائل الهاتفية وجهتها الى «المواطنين والمسلحين.. ممرات امنة للمواطنين» مطالبة «افراد المجموعات المسلحة بترك السلاح والمبادرة لتسوية أوضاعهم».
وتزامن نداء الجيش مع استمرار قصف وحداته احياء في المدينة بالبراميل المتفجرة، اخرها على حي المشهد، لليوم الثاني على التوالي.
وافاد المرصد بأن عدد القتلى مرشح للارتفاع لاستمرار عملية البحث عن مفقودين تحت الأنقاض.
وقال مراسل لفرانس برس ان القصف امس تسبب بسقوط مبنى بأكمله، لافتا الى ان فرق الدفاع المدني تعمل على البحث عن قاطنيه تحت الأنقاض.
وتسببت براميل متفجرة ألقتها مروحيات تابعة للنظام امس على الحي ذاته بمقتل 24 شخصا بينهم خمسة اطفال وأحد قادة الفصائل المقاتلة واربعة من افراد عائلته، وفق حصيلة جديدة للمرصد.
وتمكنت قوات النظام في السابع من تموز من قطع طريق الامداد في الكاستيلو بعد تمكن قوات النظام من السيطرة ناريا عليها اثر تقدمها الى تلة استراتيجية. وشددت هذه القوات الحصار على الاحياء الشرقية منذ ذلك الحين ما ادى الى نقص في الغذاء وارتفاع الأسعار في هذه الاحياء.
وفي هذا الخصوص، اعلنت منظمة غير حكومية ان اخر الاطباء والممرضين والتقنيين العاملين في مستشفيات حلب وجهوا امس نداء الى المجتمع الدولي لوقف قصف قوات النظام السوري للمدينة، شارحين في شرائط فيديو قصيرة وضعهم البائس.
ووزع «اتحاد منظمات الرعاية والاغاثة الطبية» وهو عبارة عن منظمة غير حكومية تضم اطباء من الجاليات السورية في العالم يعملون في مناطق سيطرة المعارضة، شرائط فيديو قصيرة تعرض لمعاناة السكان في القسم الشرقي من حلب الواقع تحت سيطرة المعارضة.
وقال احمد الحلبي الممرض في احد المستشفيات الميدانية في القسم الشرقي من حلب في شريط فيديو «نعمل احيانا 36 الى 48 ساعة من دون توقف حتى الانهاك، ولم تعد لدينا القوة اللازمة لمواصلة العمل».
ويروي قصي الحلبي التقني في مجال التصوير بالاشعة «ان الوضع في حلب تجاوز الكارثة الانسانية، والنظام يريد ابادة الحياة في المناطق المحاصرة» مشيرا الى النقص الحاد بالوقود والغذاء.
من جهته، يقول بكري معاذ طبيب العظام الجراح ان «القصف يستهدف فقط المدنيين» واصفا الاعداد الكبيرة للجرحى الذين يصلون الى المستشفيات «واحيانا حي بكامله»، وكيف يجري الاطباء اكثر من 12 عملية على التوالي من دون توقف.
واضاف «على المجتمع الدولي ان يضغط لوقف القصف وفتح ممر انساني آمن يتيح نقل الجرحى الخطرين وادخال المساعدات».
 وحسب هذه المنظمة غير الحكومية فان 300 ألف شخص محاصرون حاليا في القسم الشرقي من حلب الذي لم يبق فيه سوى نحو 30 طبيبا يعملون في خمسة مشافي. وختمت المنظمة قائلة «ان السكان في حلب والطواقم الطبية فيها في حالة احتضار داخل الاحياء المحاصرة».
وإزاء هذا الوضع، دعت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطراف واسعة من المعارضة السورية مجلس الامن الدولي الى عقد جلسة طارئة حول الوضع في حلب، مطالبة برفع الحصار عنها وحماية المدنيين والمرافق الطبية من القصف الجوي العشوائي. وطالب المنسق العام للهيئة رياض حجاب في رسالة وجهها الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، وفق بيان للهيئة، مجلس الامن الدولي «بعقد اجتماع طارئ حول الوضع في حلب».
ودعا «الدول الاعضاء في الامم المتحدة الى حماية المدنيين عبر اتخاذ اجراءات ملموسة لوقف الغارات الجوية العشوائية في انحاء سوريا وانهاء الاستهداف المتعمد للمرافق الطبية والافراد».
وناشد حجاب الامم المتحدة «كسر الحصار» الذي تفرضه قوات النظام على مناطق عدة «بينها حلب، وضمان ايصال المساعدات الانسانية بشكل دائم الى سكان حلب وفي كافة انحاء سوريا» مشددا على ضرورة «انهاء الافلات من العقاب عبر محاسبة المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب».
ونددت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان امس بالقصف على هذه المشافي في «حي الشعّار الذي تكثر فيه المنشآت الصحية الواقعة قرب بعضها البعض» مضيفة انها تشكل «نصف المنشآت الصحية العاملة في المنطقة».
وشددت على انه «لا يجوز أن تتعرّض المنشآت الصحية للهجوم أو الضرر على الاطلاق. كما يجب السماح لعاملي الصحة بتأمين العلاج والخدمات الطبيّة لكل من هم بحاجة اليها أينما وجدوا داخل سوريا» محذرة من ان «الهجمات على المنشآت الصحية تشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي وقد تُعتبر جرائم حرب».
محادثات وتحركات
سياسياَ، أعرب مبعوث الأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دي ميستورا امس عن الامل في استئناف محادثات السلام السورية «اواخر اب»، معتبرا أنه لا يمكن للمحادثات أن تنتظر تحسن الأوضاع في دمشق وحلب.
وقال المبعوث الأممي في ختام اجتماع في جنيف مع المبعوث الأميركي إلى سوريا مايكل راتني ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إن «المحادثات لن تنتظر تحسن الاوضاع في حلب او في دمشق».
 وأوضح «لقد أحرزنا هنا (في جنيف) بعض التقدم»، مضيفا أن «هدفنا هو بدء جولة ثالثة من المحادثات بين السوريين بنهاية اب».
وكان الاول من اب الموعد الذي حددته الدول الكبرى والاقليمية والامم المتحدة المجتمعة في اطار المجموعة الدولية لدعم سوريا، لبدء عملية سياسية انتقالية بين نظام بشار الاسد ومجموعات المعارضة.
وفي غمرة الدفع باتجاه استئناف المحادثات، اتفقت موسكو حليفة الرئيس السوري، وواشنطن على تعاون متزايد و«تدابير ملموسة» لانقاذ الهدنة في سوريا ومحاربة الجهاديين خصوصا في تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة.
لكن هذا المشروع الذي قد يشمل تعاونا بين العسكريين الاميركيين والروس على الارض، يثير تحفظات عدد من المسؤولين في واشنطن المترددين في تقاسم معلومات استخباراتية حول سوريا مع موسكو.
 وفي هذا الإطار، أمل دي ميستورا امس بأن تصبح تلك «التدابير» «ملموسة ومرئية».
كيري ولافروف
 وتأتي هذه التصريحات بعد ساعات من لقاء جمع وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في فينتيان في لاوس، على هامش قمة لدول جنوب شرق اسيا (اسيان).
وقال كيري للصحافيين انه «يأمل» في الاعلان عن تفاصيل خطة أميركية بشأن تعاون عسكري أوثق ومشاركة معلومات مخابراتية مع روسيا في مطلع آب.
واضاف «آمل ان نتمكن مطلع اب خلال اول اسبوع منه تقريبا ان نقف امامكم ونقول لكم ما يمكننا القيام به مع الامل في ان يحدث ذلك فارقا للشعب السوري ومجرى الحرب».
 وقال «بعبارات بسيطة ما يعرفه الجميع هو اننا نسعى الى توطيد وقف الاعمال القتالية وايجاد اطار يسمح لنا بالجلوس الى طاولة واجراء مفاوضات حقيقية لاحراز تقدم».
وأكد كيري وهو من انصار الحوار مع موسكو حول ملف سوريا انه «يتم احراز تقدم».
ويتضمن المقترح مشاركة المعلومات المخابراتية بين واشنطن وموسكو لتنسيق الضربات الجوية ضد جبهة النصرة المتحالفة مع تنظيم القاعدة ومنع القوات الجوية السورية من مهاجمة جماعات المعارضة المعتدلة.
ودافع كيري عن الاقتراح برغم التشكك العميق الذي أبداه كبار القادة العسكريين ومسؤولي المخابرات الأميركيين - ومن بينهم وزير الدفاع أشتون كارتر ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة جوزيف دنفورد - تجاه التعاون مع روسيا.
تباعد
وفي سياق متصل، قال كارتر الاثنين ان الروس الذين يناقشون حاليا اتفاق تعاون عسكري مع واشنطن حول سوريا، ما زالوا «بعيدين» عن مواقف الولايات المتحدة.
وأوضح كارتر خلال مؤتمر صحافي في مقر وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) إن المفاوضات التي يجريها كيري تهدف إلى تحديد ما إذا كان الروس «مستعدين لاتخاذ الموقف الصائب في سوريا»، أي «دعم انتقال سياسي» يفضي الى تخلي بشار الأسد عن السلطة و«محاربة المتطرفين» وليس المعارضة المعتدلة.
واضاف «كنا نأمل في دعم الروس لحل سياسي يضع حدا للحرب الاهلية الدائرة في سوريا»، لكنهم «لا يزالون بعيدين كل البعد عن ذلك وهذا ما يحاول كيري التوصل اليه لاقناع الروس بأن يتخذوا موقفا صائبا»، على حد تعبيره.
بالمقابل، قالت الخارجية الروسية إن واشنطن لم تعد تطالب بتنحي رئيس النظام السوري على الفور عن منصبه، على اعتبار أن ذلك سيهدد بتكرار السيناريو العراقي والليبي في سوريا، مطالبة باستئناف المحادثات السورية وإشراك الأكراد فيها.
وجاءت هذه التصريحات على لسان ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة ألكسي بورودافكين، حيث قال ردا على سؤال أحد الصحفيين إنه وفق المعلومات المتوفرة لدى الجانب الروسي فإن موقف واشنطن الآن ينص على أنه لا يوجد مستقبل سياسي للأسد بسوريا، لكنهم باتوا لا يطالبون بتنحيه عن منصبه على الفور، حيث قاموا بتعديل موقفهم في هذا الشأن، وفق تعبيره.
مفاوضات جنيف تنتظر «خطوات ملموسة»
لندن، جنيف، موسكو، فينتيان (لاوس) - «الحياة»، أ ف ب 
أعرب المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا بعد لقائه مسؤولين أميركيين وروساً في جنيف أمس، عن أمله بتحقيق «خطوات ملموسة» لتنفيذ التفاهم الأميركي- الروسي في الأيام المقبلة بحيث يستطيع دعوة وفدي الحكومة السورية والمعارضة إلى جولة جديدة من المفاوضات في نهاية الشهر المقبل، وسط تشكيك وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر بإمكانات التعاون العسكري مع روسيا في سورية.
وقبل لقاء دي ميستورا نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف والمبعوث الأميركي إلى سورية مايكل راتني في جنيف، التقى وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في لاوس. وقال دي ميستورا بعد اللقاء الثلاثي إن المحادثات بين واشنطن وموسكو تناولت اقتراحات كيري إزاء ضرورة تقدم لوقف العمليات القتالية والمساعدات الإنسانية ومحاربة الإرهاب والانتقال السياسي في سورية، حيث «جرت مناقشة خطوات عملية لتحقيق هذا إلى خطوات ملموسة»، لافتاً إلى أنه ينتظر تحقيق تقدم إضافي في المحادثات «حول بعض التفاصيل» بحيث يستطيع الدعوة إلى جولة جديدة من المفاوضات في نهاية آب (أغسطس) المقبل.
وإلى وقتذاك، سيعمل دي ميستورا وفريقه على تقديم بعض الاقتراحات العملية لإزالة «العقبات» الماثلة أمام تحقيق تقدم في الانتقال السياسي بالتزامن مع استمرار خبراء أميركيين وروس في بحث «تفاصيل فنية» حول التعاون وتبادل المعلومات والخرائط إزاء محاربة التنظيمات الإرهابية، وهي «داعش» و «النصرة» وفق تصنيفات الأمم المتحدة. وقال المبعوث الدولي: «هدفنا هو عقد جولة مفاوضات في أفضل شروط ممكنة»، الأمر الذي سيجري بحثه أيضاً غداً في اجتماعات مجموعتي العمل الخاصتين بالمساعدات الإنسانية ووقف العمليات القتالية في جنيف.
وكان كيري أعلن بعد لقائه لافروف على هامش قمة لـ «آسيان»: «آمل أن نتمكن مطلع آب (أغسطس) خلال الأسبوع الأول منه تقريباً أن نقف أمامكم ونقول لكم ما يمكننا القيام به مع الأمل بأن يحدث ذلك فارقاً للشعب السوري ومجرى الحرب»... وبعبارات بسيطة ما يعرفه الجميع هو أننا نسعى إلى توطيد وقف الأعمال القتالية وإيجاد إطار يسمح لنا بالجلوس إلى طاولة وإجراء مفاوضات حقيقية لإحراز تقدم»، في حين أوضح كارتر خلال مؤتمر صحافي في مقر وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن المفاوضات التي يجريها كيري تهدف إلى تحديد ما إذا كان الروس «مستعدين لاتخاذ الموقف الصائب في سورية»، أي «دعم انتقال سياسي» يفضي إلى تخلي الرئيس بشار الأسد عن السلطة و «محاربة المتطرفين» لا المعارضة المعتدلة. وأضاف: «كنا نأمل بدعم الروس لحل سياسي يضع حداً للحرب الأهلية الدائرة في سورية»، لكنهم «لا يزالون بعيدين كل البعد من ذلك، وهذا ما يحاول كيري التوصل إليه لإقناع الروس بأن يتخذوا موقفاً صائباً».
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن لافروف قوله بعد لقائه كيري إنه في حال تطوير الاتفاقات التي تم التوصل إليها في أعقاب زيارة كيري موسكو، في سياق المشاورات المرتقبة بين الخبراء الروس والأميركيين، وفي حال تنفيذ هذه الاتفاقات فعلاً «ستضمن تلك الاتفاقات تنصل المعارضين المعتدلين من إرهابيي داعش وجبهة النصرة». وأضاف: «تتخذ ما يسمى الهيئة العليا للمفاوضات حتى الآن موقفاً غير بناء، وهي لا تطرح أي اقتراحات، بل تقدم إنذارات لا يمكن أن تؤدي إلى شيء إيجابي، وتصر على رحيل الأسد، لنرى بعد ذلك ما نفعل مع العملية السياسية. إنه موقف لا يؤدي إلا إلى طريق مسدود».
ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن القوات النظامية تمكنت من السيطرة الكاملة على منطقة الليرمون بعد اشتباكات عنيفة وعززت حصارها الناري لحي بني زيد الخاضع لسيطرة الفصائل المقاتلة.
ومنذ أسبوع، باتت الأحياء الشرقية حيث يعيش أكثر من مئتي ألف شخص وفق «المرصد»، محاصرة بالكامل بعد قطع القوات النظامية طريق الكاستيلو، آخر منفذ إلى شرق المدينة. وقال «المرصد» إن «أهمية السيطرة على الليرمون وبني زيد تكمن في وقف إطلاق الصواريخ وتشديد الحصار» على الأحياء الشرقية. وأضاف أن القوات الحكومية عززت حصارها على بني زيد، مشيراً إلى أن الاشتباكات جارية وسط غارات جوية مكثفة في المنطقة.
القوات النظامية تعزز حصار حلب ... و «تحرر» 14 من عناصرها في درعا
لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب 
سيطرت القوات النظامية السورية امس على حي يخضع لسيطرة الفصائل المقاتلة في شمال غربي حلب، مشددة بذلك حصارها على الأحياء التي تسيطر عليها هذه الفصائل في المدينة بالتزامن مع استمرار معارك منبج بين «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية و «داعش»، في وقت سلم 15 عنصراً معارضاً أنفسهم في حي الوعر في حمص إلى القوات النظامية التي أفرجت أيضاً عن 14 عنصراً من فصائل معارضة جنوب البلاد.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن قوات النظام تمكنت من السيطرة الكاملة على منطقة الليرمون بعد اشتباكات عنيفة وعززت حصارها الناري لحي بني زيد الخاضع لسيطرة الفصائل المقاتلة.
وكانت الفصائل تستخدم هاتين المنطقتين لإطلاق الصواريخ على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في غرب المدينة.
وتشهد مدينة حلب منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة وتبادل قصف بين الفصائل المقاتلة التي تسيطر على الأحياء الشرقية وقوات النظام التي تسيطر على الأحياء الغربية.
ومنذ أسبوع، باتت الأحياء الشرقية حيث يعيش أكثر من مئتي ألف شخص وفق «المرصد»، محاصرة بالكامل من قوات النظام بعد قطعها طريق الكاستيلو، آخر منفذ إلى شرق المدينة. وردت الفصائل المقاتلة بإطلاق الصواريخ على الأحياء الغربية ما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين.
وأشار مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إلى أن «أهمية السيطرة على الليرمون وبني زيد تكمن في وقف إطلاق الصواريخ وتشديد الحصار» على الأحياء الشرقية. وأضاف أن القوات الحكومية عززت حصارها على بني زيد، مشيراً إلى أن الاشتباكات جارية وسط غارات جوية مكثفة في المنطقة. ولم يتمكن «المرصد» من الإعلان عن حصيلة فورية للمعارك.
وتمكنت القوات الحكومية في السابع من تموز (يوليو) من قطع طريق الإمداد في الكاستيلو بعد تمكن قوات النظام من السيطرة ناريا عليها إثر تقدمها إلى تلة استراتيجية. وشددت القوات الحصار على الأحياء الشرقية منذ ذلك الحين ما أدى إلى نقص في الغذاء وارتفاع الأسعار في هذه الأحياء.
وأفادت صحيفة «الوطن» المقربة من النظام عن تقدم الجيش النظامي في الليرمون، مؤكدة أنه يؤدي إلى بسط نفوذه على «منطقة واسعة من المعامل قوامها أكثر من 33 معملاً كانت تشكل عصب الاقتصاد في حلب».
كما واصلت القوات النظامية أيضاً قصفها لمناطق المعارضة في المدينة، حيث أسفر القصف بالبراميل المتفجرة على حي المشهد عن مقتل 18 شخصا بينهم امرأتان وأحد الأطفال. كما قتل خلال القصف أحد قادة الفصائل المقاتلة وأربعة من أفراد عائلته، بحسب المرصد. وأشار «المرصد» إلى أن حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع بسبب وجود عالقين تحت الأنقاض بعد 24 ساعة من الهجمات.
وكان «المرصد» قال إنه «ارتفع إلى 25 على الأقل بينهم 5 أطفال و3 مواطنات والقائد العسكري لكتائب أبو عمار ياسين نجار مع عائلته، عدد الشهداء الذين قضوا خلال الـ24 ساعة الفائتة إثر قصف لمروحيات النظام على حي المشهد اليوم (أمس)، وجراء المجزرة التي نفذتها طائرات النظام المروحية باستهدافها حي المشهد بالبراميل المتفجرة، في حين لا يزال عدد الشهداء قابلاً للارتفاع لوجود عالقين تحت أنقاض المباني التي دمرتها مروحيات النظام». وأشار إلى استمرار «الاشتباكات في منطقة الليرمون بين قوات النظام والمسلحين الموالين من طرف، والفصائل المقاتلة والإسلامية من طرف آخر، وسط مزيد من التقدم لقوات النظام في المنطقة، وتترافق الاشتباكات مع قصف متبادل بين الجانبين».
سقطت عدة قذائف أطلقتها الفصائل الإسلامية على مناطق سيطرة قوات النظام في أطراف حي جمعية الزهراء بمدينة حلب، بينما قتل «طفل متأثراً بجراح أصيب بها جراء قصف جوي على منطقة جسر الحج منذ نحو يومين، بينما قصفت قوات النظام بشكل مكثف مناطق في ضهرة عبد ربه وطريق الكاستيلو والليرمون شمال حلب، فيما قضى مقاتل من الفصائل الإسلامية خلال اشتباكات مع تنظيم «الدولة الإسلامية» بريف حلب الشمالي، كما قصفت طائرات حربية مناطق في بلدة كفرحمرة بريف حلب الشمالي الغربي، في حين استشهد مقاتل من الفصائل الإسلامية خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في محيط حي الخالدية بمدينة حلب».
وشرق حلب، قال «المرصد» إن «الاشتباكات لا تزال مستمرة بين قوات سورية الديموقراطية من طرف، وتنظيم «داعش» من طرف آخر، بالتزامن مع قصف متبادل بين الطرفين وتحليق لطائرات التحالف في سماء المدينة، وتتركز الاشتباكات المتبادلة بين الجانبين في القسم الجنوبي الشرقي لمدينة منبج، والطريق الواصل إلى البازار في المدينة، بينما تمكن مواطنون من الخروج من مناطق سيطرة تنظيم «داعش» والوصول إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بأطراف المدينة».
وكان «المرصد» أشار إلى أن «عائلات جديدة تمكنت من الفرار من أحياء في مدينة منبج، حيث توجهت إلى مناطق سيطرة قوات سورية الديموقراطية جنوب غرب مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، بينما سقطت قذائف على أماكن في منطقة الصياد بريف مدينة منبج، ما أدى إلى إصابة طفلين اثنين بجروح، كما نفذت طائرات التحالف الدولي عدة ضربات على مناطق في مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، فيما استهدف تنظيم «داعش» بنيران قناصاته مواطنة واثنين من أطفالها، وذلك أثناء محاولتهم الخروج من مناطق سيطرة التنظيم في ريف مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، كما وردت معلومات عن اختطاف التنظيم خمسة مواطنين من قرية نعمان شمال مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، بالإضافة لاقتحامه قرية دوير الهوى بريف حلب الشمالي، واعتقلت عدة شبان واقتادتهم إلى جهة مجهولة».
قال «المرصد» أن 15 عنصراً من فصائل عاملة في حي الوعر المحاصر من قوات النظام في مدينة حمص «سلموا أنفسهم مع أسلحتهم ونقاط حراستهم في بساتين حي الوعر إلى قوات النظام». وأكدت مصادر أن «حالات مشابهة جرت خلال الأيام الفائتة بشكل إفرادي أو على شكل مجموعات مؤلفة من عدة مقاتلين وعناصر من أبناء الحي، ممن يقومون بتسليم أنفسهم لقوات النظام مقابل «تسوية أوضاعهم»، بعد سوء الأوضاع الصحية والمعيشية والإنسانية داخل الحي المحاصر من قوات النظام والمسلحين الموالين».
وجرت محاولات عدة لتوقيع اتفاق مصالحة بين القوات النظامية وفصائل المعارضة في حي الوعر آخر حي يخضع لسيطرة المعارضة.
في الجنوب، أفاد «المرصد» بأن «مجموعة عناصر من قوات النظام، تمكنوا من فك احتجاز 14 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، كانوا قد أسروا في وقت سابق، وذلك من سجن الكوبرا الذي تسيطر عليه جبهة النصرة الواقع بين بلدتي كحيل وصيدا بريف درعا» بين دمشق والأردن. وعلم نشطاء «المرصد» أن قوات النظام تسللت إلى السجن من محور خربة غزالة، واتهم مقاتلون فصائل في المنطقة بالتعاون مع قوات النظام وتسهيل دخولها إلى السجن «حيث جرى قتل الحارس وهو يعاني من إعاقة سابقة نتيجة انفجار لغم به، ومن ثم تم فك احتجاز العناصر الـ14 وإعادتهم إلى مناطق سيطرة قوات النظام».
رسائل نصية تحض سكان شرق حلب على المغادرة
الحياة...بيروت - رويترز 
ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) الثلثاء، أن الجيش النظامي السوري أرسل رسائل نصية لسكان أحياء شرقي حلب التي تسيطر عليها المعارضة قال فيها إنه سيوفر ممراً آمناً للراغبين في مغادرة المنطقة التي تُحكم القوات الحكومية الحصار حولها.
وقالت «سانا» إن الجيش دعا السكان لطرد «المرتزقة الغرباء» من المدينة، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة، وأنه سيوفر ممراً آمناً وملجأ موقتاً لكل من يرغب في مغادرة المنطقة. وأضافت أن الرسائل دعت أيضاً الجماعات المسلحة لإلقاء أسلحتها.
وتزايدت المخاوف المتعلقة بما لا يقل عن 250 ألف شخص محاصرين شرق حلب الذي تسيطر عليه قوات المعارضة منذ إغلاق طريق الكاستيلو آخر ممر إمداد للمنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب في مطلع تموز (يوليو) بسبب القتال العنيف.
وانقسمت حلب -كبرى المدن السورية من حيث عدد السكان قبل الحرب- على مدى أعوام إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة وأخرى خاضعة للمعارضة. ومن شأن سيطرة القوات الحكومية على المدينة بالكامل أن تمثل نصراً مهماً للرئيس بشار الأسد.
وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أمام مجلس الأمن الإثنين، إن سكان المناطق الشرقية من حلب يمكنهم الانتقال إلى الجزء الغربي من المدينة خلال ساعات النهار «حيث الوضع أفضل بكثير».
جاءت تعليقات تشوركين في جلسة لمجلس الأمن طلب خلالها منسق الأمم المتحدة لشؤون الإغاثة ستيفن أوبراين الضغط لوقف القتال لمدة 48 ساعة أسبوعياً للسماح بوصول الأغذية وغيرها من المساعدات الإنسانية للمناطق الشرقية من المدينة. كما دعا سفيرا فرنسا وبريطانيا في المجلس إلى إعلان هدنة إنسانية فورية في حلب وإنهاء الهجمات عليها من جانب «النظام السوري وحلفائه» وفتح طريق الكاستيلو الى مناطق المعارضة في الأحياء الشرقية لحلب، فيما حضت السفيرة الأميركية سامنتا باور روسيا على «الاستجابة الى الدعوة لتنفيذ هدنة من ٤٨ ساعة» وسط تحذيرات من تحول حلب إلى «مقبرة للعملية السياسية».
اتساع «التيار الثالث» في دمشق بين موالين ومعارضين... في انتظار الفرج الإلهي
دمشق - «الحياة» 
عندما خرج سوريون في تظاهرات سلمية في منتصف آذار (مارس) 2011، طالبوا خلالها بــ «إسقاط النظام»، وصفهم موالون للنظام بـ»المندسين»، ومن ثم إطلاق النار عليهم في محاولة منه لوأد هذا الحراك. ومع شعور نشطاء معارضين في دمشق وريفها بـ «خذلان المجتمع الدولي» واقتصار مواقفه على بيانات التنديد ظهر هتاف «يا الله منا غيرك يا الله». وبقيت فئة من الشعب صامتة وسميت حينها بـ»التيار الثالث» تختلف عن الموالين والمعارضين.
لكن اللافت في دمشق وضواحيها والتي نزح إليها الكثير من سكان المناطق الساخنة، الإقبال المتزايد على المساجد وزحمة المصلين، لدرجة أنها تغص بهم في كثير من الأحيان، وإلحاح أئمتها وخطباء الجمعة بالدعاء، والتوسل إلى الله بأن «يفرج عن البلاد والعباد» و»إعادة الأمن والآمان إلينا»، وترديد المصلين بصوت عال «آمين».
إمام أحد مساجد حي القزاز شرق العاصمة، الذي لم يشهد تظاهرات في بداية الأحداث، يقول بعد انتهاء الصلاة وهو في طريقه للخروج من المسجد: «الحرب أحرقت الأخضر واليابس، والعالم يتفرج علينا، ولا يبدو أن هناك بارقة أمل، ستنتج من المفاوضات. هي كالضحك على اللحى ليس لنا إلا الله»، بينما يتحدث أحد المصلين وهو يسير إلى جانبه بالقول: «بكفّينا. خلص. الناس ماتت من الجوع. تبهدلت. إلى متى. الله يفرّج».
وبات من غير المستغرب، مشاهدة منتسبين إلى المليشيات التي تقاتل إلى جانب النظام يؤدون الصلاة في مساجد أحياء العاصمة، بعدما كانت مسألة الذهاب إليها في بداية الأحداث تعتبر «شبهة» من وجهة نظر قوات الأمن والجيش، وقد تم اعتقال العديد من المواطنين حينها بسبب ذلك.
وانطلقت التظاهرات في بداية الأحداث من المساجد عقب صلاة الجمعة، وعمد النظام حينها إلى حشد الشباب من مؤيديه أمامها، وتسليحهم بالعصي والجنازير من أجل فض التظاهرات من خلال الاعتداء على المشاركين، ووصل الأمر ليس فقط إلى الاعتداء على المصلين، وإنما على خطباء المساجد الذين لم يتمكن النظام من تطويعهم لمصلحته مثل الشيخ سارية الرفاعي خطيب مسجد الرفاعي في منطقة كفرسوسة، الذي سافر إلى خارج البلاد، ليغير النظام اسم المسجد بعد ذلك.
كما عمد الجيش النظامي ومليشياته إلى تدمير وإلحاق الأذى بالعديد من المساجد التي كانت تخرج منها التظاهرات. وتقول إحصائيات أجرتها منظمات حقوقية إن عدد المساجد التي دمرها النظام تجاوزت ألف مسجد حتى الشهر الرابع من العام الماضي. وبحسب تصريحات مسؤولي النظام فإن عدد المساجد في البلاد تجاوز 25 ألف مسجد حتى العام 2010.
وأكثر ما يلاحظه المرء في فترة ازدحام الطرقات بالمارة، أو في باصات النقل، وجود «سبحات» أو «عدادات رقمية» بأيدي كبار السن والشباب والشابات وحركة بسيطة دائمة على شفاههم. السيدة وسام، تسكن في بيتها في حي الميدان جنوب العاصمة، وهي في العقد الخامس من العمر، وأم لأربعة شبان، أحدهم يؤدي الخدمة الإلزامية في جيش النظام، ولم تراه منذ ثلاثة أعوام، واثنان منتسبين إلى مليشيا «قوات الدفاع الوطني»، لا تنفك عن الدعاء إلى الله بأن «يحفظ أبناءها من كل مكروه»، وتقول: «ولاد الناس راحت. النسوان ترمّلت. البنات عنّست. وبعدين (إلى متى)». وتضيف وهي ترفع نظرها وسبابة يدها إلى السماء «هو وحده القادر على تخليصنا»، بينما يقول عجوز في العقد السابع من عمره، وقد نزح من الغوطة الغربية إلى أحد أحياء دمشق الجنوبية الغربية: «تعبنا. تعبنا. الوضع صعب. خلونا نتنفس (نلتقط أنفاسنا)».
في المقابل، يعتبر معارضون يعيشون في دمشق بأن الحرب هي التي تتحكم في سير الأمور في البلاد، وفرص نجاح الجهود السياسية ضئيلة لا بل معدومة لأن النظام لا يريد إنهاء هذه الحرب، وفي الوقت نفسه يسخرون من توجه «الصامتين» و»المولاة» إلى الله لإنهاء الحرب. معارض من منطقة القلمون بريف دمشق الشمالي، فضل عدم ذكره اسمه خوفاً من الملاحقة الأمنية يقول: «الحرب ستستمر فترة طويلة. هو (النظام) يقول في الإعلام نقيض ما يضمره. مصمم على الحل العسكري والمجتمع الدولي أثبت أنه عاجز عن لجمه عن ذبح الناس».
وإذ يعتبر المعارض، أن «الله وحده القادر على إنهاء هذه الحرب»، يصف فئة «الصامتين» بـ»المنافقين»، ويقول: «منذ البداية وحتى الآن لم يبدوا موقفاً. متذبذبين بين هذا وهذا. منافقون والمنافقون في الدرك الأسفل من النار. ما زالوا يترقبون إلى أين ستذهب الرياح ليذهبوا معها».
وأما «المولاة» بنظر هذا المعارض، فإن معظمهم «لا يعرف الله إلا عند الشدة»، ويقول: «الآن بعد أن ضاقت بهم معيشتهم، ومات أولادهم يدعون إلى الله. يصلون في المساجد وأبناؤهم يذبحون الناس. يسرقونهم. يخطفونهم. لا يتركون كلمة بذيئة إلا وينعتون بها المحجبات على الأفران... كيف سيتقبل منهم..!».
من جانبه، خطيب مسجد معارض يعتبر أن من «يعرف الله حق المعرفة من الشيوخ وخطباء المساجد والأئمة، ويحترم نفسه إما اعتزل عمله أو سافر خارج البلاد، وإلا سيجبر على السير كما يوجهه النظام»، ويقول بعد أن فضل عدم الإفصاح عن اسمه: «ما من خطبة جمعة يلقيها شيخ في مناطق سيطرة النظام إلا ويكون بها توجيهات من النظام».
وأعلن في آب (أغسطس) 2014 بإسطنبول عن تأسيس المجلس الإسلامي السوري، من نحو 40 هيئة ورابطة إسلامية في الداخل والخارج، برئاسة الشيخ الرفاعي.
مفاوضات ماراثونية أميركية - روسية... وكيري يأمل بـ «حل ديبلوماسي» الشهر المقبل
لندن، موسكو، فينتيان (لاوس) - «الحياة»، أ ف ب 
أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد لقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف أنه «يأمل» بالإعلان عن إحراز تقدم للتوصل إلى حل ديبلوماسي في سورية مطلع الشهر المقبل، في وقت قال لافروف أنه يأمل بالوصول إلى اتقاق مع واشنطن يؤدي إلى عزل «داعش» و «جبهة النصرة» واستئناف مفاوضات جنيف.
وكان كيري ولافروف التقيا في فينتيان بلاوس قبل لقاء بين مسؤولين أميركيين وروس والمبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا في جنيف أمس. والأول من آب (أغسطس) الموعد الذي حددته الدول العظمى والإقليمية والأمم المتحدة المجتمعة في إطار «المجموعة الدولية لدعم سورية» لبدء عملية سياسية انتقالية بين نظام بشار الأسد ومجموعات المعارضة.
وقال كيري في تصريح للصحافيين في فينتيان بلاوس على هامش قمة لاسيان: «آمل بأن نتمكن مطلع آب خلال أول أسبوع منه تقريباً أن نقف أمامكم ونقول لكم ما يمكننا القيام به مع الأمل بأن يحدث ذلك فارقاً للشعب السوري ومجرى الحرب».
وكان كيري التقى صباح الثلثاء لافروف في فينتيان إثر زيارته موسكو منتصف تموز (يوليو) حيث اتفقت روسيا والولايات المتحدة على تعاون متزايد و «تدابير ملموسة» لاحترام الهدنة في سورية ومحاربة المجموعات المتطرفة.
وقال كيري: «بعبارات بسيطة ما يعرفه الجميع هو أننا نسعى إلى توطيد وقف الأعمال القتالية وإيجاد إطار يسمح لنا بالجلوس إلى طاولة وإجراء مفاوضات حقيقية لإحراز تقدم». وأكد كيري وهو من أنصار الحوار مع موسكو حول ملف سورية أنه «يتم إحراز تقدم».
واتفقت موسكو حليفة الرئيس السوري بشار الأسد، وواشنطن على تعاون متزايد و «تدابير ملموسة» لإنقاذ الهدنة ومحاربة المتطرفين، خصوصاً «داعش» و «النصرة». لكن هذا المشروع الذي قد يشمل تعاوناً بين العسكريين الأميركيين والروس على الأرض، يثير تحفظات عدد من المسؤولين في واشنطن المترددين في تقاسم معلومات استخباراتية حول سورية مع موسكو.
ورأى وزير الدفاع آشتون كارتر الإثنين أن روسيا لا تزال «بعيدة» من مواقف واشنطن حول ملفات عدة، منها تطبيق مرحلة سياسية انتقالية يتخلى فيها الأسد عن السلطة مع استهداف «المجموعات المتطرفة» لا المعارضة المعتدلة.
وأوضح كارتر خلال مؤتمر صحافي في مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن المفاوضات التي يجريها كيري تهدف إلى تحديد ما إذا كان الروس «مستعدين لاتخاذ الموقف الصائب في سورية»، أي «دعم انتقال سياسي» يفضي إلى تخلي الأسد عن السلطة و «محاربة المتطرفين» لا المعارضة المعتدلة. وأضاف: «كنا نأمل بدعم الروس لحل سياسي يضع حداً للحرب الأهلية الدائرة في سورية»، لكنهم «لا يزالون بعيدين كل البعد من ذلك، وهذا ما يحاول كيري التوصل إليه لإقناع الروس بأن يتخذوا موقفاً صائباً»، على حد تعبيره.
وقال مدير الاستخبارات الأميركية جيمس كلابر لصحيفة «واشنطن بوست» الخميس: «أعربت عن تحفظات مثلاً لتقاسم المعلومات الاستخباراتية مع الروس التي أعتقد أنهم يريدونها بأي ثمن لمعرفة مصادرنا وأساليبنا ومخططاتنا وتقنياتنا وعملياتنا».
وقال رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال جو دانفورد الإثنين: «لم نتوصل إلى اتفاق يقوم على الثقة». وأردف: «ستكون هناك إجراءات محددة في أي اتفاق مع الروس من شأنها حماية أمننا».
وأعرب لافروف عن قناعته بأن الاتفاقات التي تم توصل إليها أخيراً مع كيري، من شأنها أن تضمن تنصل المعارضة السورية المعتدلة من «داعش» و «النصرة». ونقل موقع «روسيا اليوم» عن لافروف قوله بعد لقائه كيري أنه في حال تطوير الاتفاقات التي تم التوصل إليها في أعقاب زيارة كيري موسكو، في سياق المشاورات المرتقبة بين الخبراء الروس والأميركيين، وفي حال تنفيذ هذه الاتفاقات فعلاً «ستضمن تلك الاتفاقات تنصل المعارضين المعتدلين من إرهابيي داعش وجبهة النصرة».
وتابع: «بحثنا ما يجب علينا أن نقوم به كي يبدأ تنفيذ هذه الاتفاقات في إطار عمليات القوات الجوية والفضائية الروسية وسلاح الجو الأميركي والتحالف الدولي الذي يقوده». وأوضح أن «الاتفاقات مع واشنطن تتعلق بخطوات عملية يجب اتخاذها من أجل محاربة الإرهابيين في سورية بفاعلية، وعدم السماح بوجود مَن يطلق عليهم المعارضون المعتدلون في الأراضي الخاضعة لسيطرة الإرهابيين». وزاد لافروف أن «هؤلاء يريدون المشاركة في نظام الهدنة، ويسعون في الوقت نفسه للسماح لتنظيمي داعش والنصرة بالإفادة من هذا النظام والحيلولة دون تكبد التنظيمين أي خسائر». وأشار إلى أن الجانب الأميركي «ما زال يؤكد لموسكو أنه قادر على الفصل بين المعارضة السورية المعتدلة والتنظيمات الإرهابية في سورية، على رغم فشل واشنطن في إحراز هذه المهمة منذ أشهر».
وتناول لافروف في تصريحاته موضوع المفاوضات السورية في جنيف، مشدداً على ضرورة استئنافها في أقرب وقت. لكنه أكد أن مواقف «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة وإصرارها على طرح إنذارات في سياق الحوار «تعرقل استئناف المفاوضات». وأضاف: «تتخذ ما تسمى الهيئة العليا للمفاوضات حتى الآن موقفاً غير بناء، وهي لا تطرح أي اقتراحات، بل تقدم إنذارات لا يمكن أن تؤدي إلى شيء إيجابي، وتصر على رحيل الأسد، لنرى بعد ذلك ما نفعل مع العملية السياسية. إنه موقف لا يؤدي إلا إلى طريق مسدود».
وأعرب عن أمله بأن يتمكن ممثلو روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة خلال مشاوراتهم المرتقبة في جنيف من تنسيق مقاربة تجاه المفاوضات السورية، ليتم بعد ذلك تطبيقها على أساس القرار الدولي الخاص بالعملية السياسية في سورية، ومنع طرح أي شروط مسبقة وإنذارات في سياق الحوار واللقاء الثلاثي «سيكون مكرساً لتسريع العملية من أجل الشروع في العمل على صوغ حزمة اتفاقات سياسية لتسوية الأزمة السورية».
وأعاد إلى الأذهان أن القرارات الدولية السابقة تطالب بعقد جولة جديدة للمفاوضات في أقرب وقت. واعتبر أن الجولة المقبلة من عملية جنيف يمكن أن تصبح الجولة الأولى من المفاوضات الحقيقية «لأن الجولات السابقة لم تتضمن مفاوضات بكامل معنى هذه الكلمة... ودي ميستورا لم يتمكن حتى الآن من جمع الأطراف كافة المعنية بتقرير مصير سورية وراء طاولة المفاوضات».
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,299,908

عدد الزوار: 7,627,208

المتواجدون الآن: 0