أخبار وتقارير..توقيف هولندية فرّت من داعش في سوريا..الجامعة: 52% من المهاجرين من الدول العربية وربع سكان لبنان من اللاجئين..الرئيس التشيكي لحظر دخول اللاجئين منعاً «للهجمات الوحشية»

ألمانيا والنمسا ترفضان تهديدات تركيا بشأن الهجرة وأردوغان يصبّ جام غضبه على الغرب ويتّهمه بدعم «الارهاب»..تركيا رهينة الولاء المطلق لأردوغان «المخلص»

تاريخ الإضافة الأربعاء 3 آب 2016 - 6:28 ص    عدد الزيارات 2176    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

توقيف هولندية فرّت من داعش في سوريا
اللواء...(ا.ف.ب)
أعلنت السلطات الهولندية، امس، انها اعتقلت شابة هولندية عند عودتها الى بلادها بعدما هربت من سوريا مع ولديها، بسبب صلاتها المشبوهة مع تنظيم الدولة الاسلامية.
وكانت هذه الشابة (20 عاما) التي قالت وسائل الاعلام انها تدعى لاورا هانسن، اعتقلت مساء الاثنين في مطار شيبول. وغادرت هولندا قبل حوالى سنة مع زوجها. واعلنت النيابة العامة الهولندية انها «فرت من منطقة النزاع في سوريا». وقد وصلت الى مطار شيبول «حيث اعتقلت على الفور لدى وصولها».
واضافت النيابة العامة في بيان انه «يشتبه بانها شاركت في منظمة ارهابية في سوريا و/او في العراق بين الاول من ايلول 2015 و12 تموز 2016». وقد تم الاهتمام بطفليها.
ويبحث المدعون الان في ما اذا كان ممكنا توجيه تهم اليها. وظهرت امرأة تحمل الاسم نفسه الشهر الماضي على التلفزيون الكردي وقالت انها هربت من تنظيم الدولة الاسلامية.
واوضحت الشابة ان زوجها (27 عاما) قال لها في ايلول الماضي انهم سيذهبون في اجازة. وبدلا من الاجازة، اقتادها بالقوة الى الرقة، معقل تنظيم الدولة الاسلامية في شمال سوريا.
وصرحت هانسن لتلفزيون كردستان 24 انها هربت من تنظيم الدولة الاسلامية بمساعدة والدها، واستسلمت للبشمركة الكردية بعد اصابة طفليها في قصف على الموصل.
واضافت بلغة انكليزية مترددة لدى الحديث عن زوجها خلال مقابلة مع شبكة التلفزيون في اربيل «كنت لا اريد المجيء الى سوريا... ارغمني على ذلك».
واوضحت «وضعوني في منزل كان يحرسه رجال. انهم رجال ملتحون ويحملون بنادق». وقالت «كنت طوال الوقت احاول الهرب من هذا الجحيم الذي كنت اعيش فيه».
 
ألمانيا والنمسا ترفضان تهديدات تركيا بشأن الهجرة وأردوغان يصبّ جام غضبه على الغرب ويتّهمه بدعم «الارهاب»
اللواء.. (ا.ف.ب-رويترز)
شن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اعنف هجوم على الغرب منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، متهماً البلدان الغربية بدعم «الارهاب» والانقلابيين الذين كادوا ان يطيحوا به.
وقال الرئيس التركي في خطاب القاه في انقرة، ردا على انتقادات الولايات المتحدة واوروبا حول حجم عمليات التطهير بعد الانقلاب الفاشل في 15 تموز، ان «الغرب يدعم ويا للاسف الارهاب ومدبري الانقلاب».
واضاف في منتدى اقتصادي عقد في مقر الرئاسة، ان «هؤلاء الذين كنا نظن انهم اصدقاء يقفون الى جانب مدبري الانقلاب والارهابيين».  واكد اردوغان ان سيناريو الانقلاب الفاشل في تركيا «أعد في الخارج».
وانتقد الرئيس التركي من جهة أخرى قرار السلطات الالمانية منعه من التحدث عبر الفيديو الى مناصريه خلال تظاهرة نظمت الاحد في كولونيا (غرب المانيا) لدعم الديموقراطية.
 وانتقد ايضا برلين لانها سمحت اخيرا ببث كلمة في الاونة الاخيرة عبر الفيديو لقادة من حزب العمال الكردستاني الذي يقاتل الجيش التركي منذ انهيار وقف اطلاق النار في تموز 2015.
 ورد اردوغان انتقادات الاوروبيين للتدابير المتخذة بعد الانقلاب، مؤكدا ان «حالة الطوارىء تحترم الاجراءات الاوروبية».
 وقال: «انظروا الى ما فعلت فرنسا: ثلاثة زائد ثلاثة زائد ستة، اعلنت حالة الطوارىء فترة سنة»، في اشارة الى تمديد فترة الطوارىء في فرنسا.
الى ذلك، عملية التطهير المتعددة الاتجاهات التي بدأت في تركيا بعد الانقلاب الفاشل، وصلت امس الى احد آخر القطاعات التي كانت تبدو مستثناة، اي القطاع الصحي، حيث صدرت مذكرات توقيف في حق 98 عضوا من موظفي اكبر مستشفى عسكري في انقرة، كما اعلن مسؤول تركي.
 وتشتد حملة مطاردة الانصار الحقيقيين والمفترضين للداعية غولن منذ اسبوعين ونصف اسبوع.
 وقد شملت حتى الآن الجيش الذي تم عزل نصف جنرالاته، وكذلك القضاء والتعليم والصحافة. لكن بعد عملية دهم قامت بها الشرطة امس ، اوقف خمسون موظفا في اكاديمية غولهان الطبية العسكرية على ذمة التحقيق، ومنهم اطباء عسكريون، كما ذكرت وكالة انباء الاناضول.
 واوضح المسؤول التركي الذي طلب عدم الكشف عن هويته، انهم مشبوهون بتسهيل تسلل انصار غولن الى الجيش وتقدمهم السريع في التراتبية العسكرية.
 وقال:«ثمة عناصر قوية تحمل على الاعتقاد بأن عناصر شبكات غولن قد تسللوا الى هذه المؤسسة الطبية لابطاء تقدم منافسيهم في الجيش والسماح لأنصارهم بالتقدم سريعا في مجالاتهم».
من جهة اخرى اعتقلت السلطات التركية امس 36 شخصا على الاقل على خلفية فضيحة شريط جنسي ادت الى اسقاط زعيم حزب معارض رئيسي في 2010، وقالت ان الداعية الاسلامي فتح الله غولن متورط في الفضيحة.
واتهمت انقرة غولن بتدبير المحاولة الانقلابية في 15 تموز للاطاحة بالرئيس رجب طيب اردوغان، وبدأت حملة قمع واسعة قالت ان هدفها استئصال نفوذه في كل جانب من الحياة التركية.
واجبر دينيز بايكال زعيم حزب الشعب الجمهوري العلماني المعارض على الاستقالة في 2010 بعد انتشار شريط مسجل يظهره في وضع مخل على ما يبدو مع أمرأة قيل انها عضو في البرلمان من حزبه.
 ولحقت فضائح مماثلة بشخصيات بارزة اخرى في حزب الحركة القومية المعارض ابتداء من عام 2011.
 ولم يتضح مصدر هذه الاشرطة.
 الا ان وكالة الاناضول الرسمية قالت انه تم اصدار 89 مذكرة اعتقال على الاقل بشأن تلك الاشرطة عقب المحاولة الانقلابية.
واعتقل 36 شخصا على الاقل حتى الآن مع استمرار الجهود لاعتقال 53 شخصا اخرين.
ونقلت الوكالة عن ممثلي النيابة قولهم انه جرت اعتقالات على خلفية التحقيق في «منظمة فتح الله الارهابية» وهو الاسم الذي تطلقه تركيا على جماعة غولن.
وتتوالى ردود الفعل ، حيث رفض المستشار النمساوي كريستيان كيرن اي محاولة ترهيب بعد ان لوَّح رئيس الوزراء التركي بتعليق الاتفاق المبرم مع الاتحاد الاوروبي حول اللاجئين في حال لم يتم اعفاء الاتراك من تأشيرات الدخول بحلول تشرين الاول .
 وقال لصحيفة «اوسترايش:«لن نسمح بترهيبنا اطلاقا» مؤكدا انه تلقى شخصيا «تهديدات بالقتل» من «تيار اليمين والمتشددين في الجالية التركية» لانتقاده المتكرر لانقرة.
ودعا المسؤول الاتحاد الاوروبي الى اظهار مزيد من الحزم في مفاوضاته حول اعفاء الاتراك من تأشيرات دخول كما يطالب اردوغان. واضاف:«لسنا الجهة التي تطلب. يحمل الاتحاد الاوروبي كل الاوراق.
 بالطبع اننا بحاجة لتركيا لكن انقرة بحاجة الينا اكثر على الصعيد الاقتصادي اذا لم ترغب في الافلاس».
 وفي برلين، رفض وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير «تهديد» تركيا بوقف تطبيق الاتفاق مع الاتحاد الاوروبي المتعلق بالهجرة والذي يحد من وصول اللاجئين الى اوروبا في حال لم يتم اعفاء الاتراك من تأشيرات دخول الى الدول الاعضاء.
وقال شتاينماير في حديث لصحيفة «راينيشي بوست» الاقليمية الالمانية ان «توجيه انذارات واطلاق تهديدات لا يأتي بنتيجة».
واعتبر وزير الخارجية الالماني انه لا يزال يتوجب على تركيا «المزيد من العمل» للحصول على اعفاءات من تأشيرات دخول الى دول الاتحاد الاوروبي. واضاف ان «تركيا تعهدت بتطبيق المطالب» من اجل الحصول على هذه الاعفاءات «وهذا الامر لم يطبق حتى الآن».
من جهته اعتبر وزير الاقتصاد الالماني سيغمار غابرييل الذي يقوم بحملة في شمال البلاد مع حزبه الاجتماعي الديموقراطي الاثنين انه «لا يمكن لالمانيا او اوروبا في اي من الاحوال ان تتعرضا للابتزاز» من جانب تركيا. والنقطة الاساسية العالقة من بين الشروط ال72 التي فرضتها بروكسل في الاتفاق، من اجل الغاء تأشيرات الدخول للاتراك هي تخفيف انقرة قوانين مكافحة الارهاب التي لا تتطابق مع المعايير الاوروبية.
الجامعة: 52% من المهاجرين من الدول العربية وربع سكان لبنان من اللاجئين
القاهرة - «اللواء»:
دعا الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط الى مواجهة جماعية لمشكلتي الهجرة والنزوح بالمنطقة العربية والتي تفاقمت كثيرا في السنوات اﻷخيرة خاصة بعد نزوح الملايين من سوريا وليبيا واليمن والعراق.
وقال في افتتاح أعمال مؤتمر بدأ بمقر اﻷمانة العامة صباح أمس إن الهجرة بأشكالها المختلفة تلعب دوراً كبيراً في المنطقة العربية التي تضم بلدان منشأ وعبور ومقصد في نفس الوقت. ففي عام 2015 استضافت المنطقة العربية أكثر من 37 مليون مهاجر، كما بلغ عدد المهاجرين من البلدان العربية نحو 25 مليون مهاجر.
ولفت أبو الغيط الى أن قضية اللاجئين في المنطقة العربية تعد هي الأطول مدة في العالم، حيث بدأت بالتهجير العربي الفلسطيني من الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1947 و1948 و1950، وتفاقمت على مدى السنوات الأخيرة في أنحاء مختلفة من الوطن العربي بعد وقوع الأزمات في كل من سوريا وليبيا واليمن، وربما أيضاً العراق بدءا من 2003، إضافة إلى الأوضاع الصعبة في كل من السودان والصومال.
وأضاف: بدخول الأزمة السورية عامها السادس يشكل الوضع الإنساني تحدياً كبيراً مما يساهم في تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين والنازحين داخل سوريا وخارجها، ولذلك تؤكد جامعة الدول العربية دعمها للجهود الدولية الرامية لرفع المعاناة عن السوريين.
وتابع: اتوقع ان تشهد، للأسف، الأيام والأسابيع القادمة أوضاعاً معيشية صعبة في مدن سورية مثل حلب على الرغم من قيام بعض الدول من خارج المنطقة باستقبال اللاجئين، والتعهد بتوفير فرص لإعادة توطينهم للتخفيف من الأعباء على بلدان اللجوء الأول، لا تزال هناك حاجة لإيجاد آلية تضمن قيام الدول المستقبلة بالالتزام بتعهداتها حيث أن عدداً كبيراً من اللاجئين لا يزالون في حاجة لملجأ يشعرون فيه بالأمان لأنفسهم ولأسرهم حتى انتهاء الأزمات في بلدانهم الأصلية، وهناك تضييق للإجراءات في تسجيل اللاجئين بسبب الأوضاع الأمنية الأخيرة في الدول الأوروبية، ويوجد أيضاً تدهور في الأوضاع المعيشية في أماكن الانتظار الخاصة باللاجئين، واحتجاز اللاجئين على الحدود في أوضاع معيشية ومناخية صعبة وعدم التدخل في بعض الأحيان لإنقاذ اللاجئين الذين يواجهون مواقف صعبة على غرار المتجهين إلى أوروبا في قوارب عبر البحر المتوسط، والذين ايضاً يقعون ضحايا لحركات الهجرة المختلطة وفريسة للتهريب وللاتجار في البشر لدى قيامهم برحلات محفوفة بالمخاطر، لا سيما عن طريق البحر.
وقال ابو الغيط: لقد رأينا جميعا ما يحدث وما حدث للاجئين السوريين وغيرهم خلال رحلتهم للدول الأوروبية وفي مواجهة سوء الأحوال الجوية، مع العلم بأن بعض الأطراف التي شجعتهم على الخروج هي ذاتها التي تخلت عنهم فيما بعد، ونحن من جانبنا نعمل في الجامعة العربية على وضع الإطار الذي يسمح بالتعامل مع أوضاع اللاجئين في المنطقة العربية بشكل أفضل من خلال طرح مشروع تحديث الاتفاقية العربية لتنظيم أوضاع اللاجئين لعام 1994، والتي نأمل من الدول العربية إكسابها قوة الدفع اللازمة لكي تخرج إلى النور.
وواصل الأمين العام في كلمته التعرض إلى الجانب الإنساني الصارخ لهذه الأزمة، مشيرا الى أن لها انعكاساتها على الناحية التنموية في المنطقة، حيث أصبحت تشكل عبئاً على تفعيل خطط التنمية في الدول المصدرة والمستقبلة لهؤلاء اللاجئين وعلى قدرة دول المنطقة على توفير الحماية والرعاية اللازمة، مما يزيد من الآثار السلبية الاجتماعية والاقتصادية والأمنية.
وشدد على أنه ايمانا منها بقدرة العمل الجماعي على حل المشكلات، تسعى جامعة الدول العربية للمساهمة في إيجاد حلول للتحديات التي تواجهها المنطقة في مجال الهجرة من خلال خلق آليات للتنسيق، سواء مع دولها الأعضاء أو مع المنظمات الدولية والإقليمية العاملة في المنطقة في مجال الهجرة.
الرئيس التشيكي لحظر دخول اللاجئين منعاً «للهجمات الوحشية»
أكثر من ٤ آلاف مهاجر ولاجئ لقوا حتفهم منذ بداية السنة
اللواء...(ا.ف.ب - رويترز)
لقي اكثر من 4000 مهاجر ولاجئ حتفهم منذ بداية السنة، وقد سجل هذا العدد ارتفاعا بلغ 26٪ بالنسبة الى الفترة نفسها من العام الماضي، كما اعلنت امس المنظمة العالمية للهجرة.
فقد لقي 4027 مهاجرا ولاجئا بالاجمال حتفهم لدى محاولتهم عبور البحر المتوسط، وعلى طرق شمال افريقيا والحدود التركية - السورية ايضا، كما جاء في بيان للوكالة من مقرها في جنيف.
وسجلت اكبر حصيلة في البحر المتوسط، لدى مصرع 3120 شخصا بالاجمال بين الاول من كانون الثاني و31 تموز، كما ذكرت المنظمة العالمية للهجرة.
ويشكل العبور الى ايطاليا اكثر الطرق البحرية خطورة، حيث قتل حتى الان 2692 شخصا، بفارق كبير عن حصيلة القتلى على الطرق المؤدية الى اليونان (383 قتيلا) والى اسبانيا (45 قتيلا).
وكشفت المنظمة العالمية للهجرة امس حصيلتها عن حوادث الاختفاء في البحر المتوسط، بعد العثور اخيرا على 120 جثة على شواطئ مدينة صبراتة الليبية.
وقد عثر الاسبوع الماضي على 87 جثة غارقة على شاطئ هذه المدينة التي تبعد 70 كلم غرب طرابلس.وعثر على 33 جثة اخرى في الايام الاخيرة.
ولم تستطع المنظمة العالمية للهجرة ولا خفر السواحل الليبيون الذين كانوا اول من تحدث عن وجود هذه الجثث امام صبراتة، ان يقولوا ما اذا كانت حوادث الاختفاء هذه هي نتيجة حادث او حوادث غرق زوارق مهاجرين. وقال المتحدث باسم المنظمة العالمية للهجرة جويل ميلمان ان المسافرين كانوا يحاولون على ما يبدو الوصول الى ايطاليا.
واضاف ميلمان المتحدث باسم المنظمة «وصلتنا هذه المعلومات من السلطات الليبية التي نتعاون معها».
وعثر على الجثث قرب صبراتة وهي ليست من حوادث غرق سفن وقعت من قبل في البحر المتوسط.
وقالت المنظمة إن أكثر من 257 ألف مهاجر ولاجئ دخلوا أوروبا عن طريق البحر هذا العام حتى يوم 27 تموز وتوفي ثلاثة آلاف على الأقل في الطريق.
وقال ميلمان إن إجمالي عدد المهاجرين واللاجئين الذين لقوا حتفهم هذا العام على مستوى العالم بلغ 4027 مهاجرا ثلاثة أرباعهم هلكوا في البحر المتوسط أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا.
من جهة ثانية، قال متحدث باسم الرئيس التشيكي ميلوش زيمان إنه يتعين على براغ رفض استقبال اللاجئين كي لا يرتكبوا «هجمات وحشية».
ويعد زيمان - الذي يعتبر منصبه رمزيا إلى حد كبير - أكثر المعارضين جهرا بموقفه الرافض للهجرة حتى أنّه عارض خطة متواضعة للحكومة لاستقبال 80 لاجئا سوريا هذا العام أي جزء صغير للغاية من الملايين الذين يفرون من الحرب الأهلية بسوريا.
 
تركيا رهينة الولاء المطلق لأردوغان «المخلص»
الحياة...حميد بوزارسلان ..* مدير بحوث في المدرسة العليا للعلوم الاجتماعية وصاحب «تاريخ تركيا»، عن «لكسبريس» الفرنسية، 27/7/2016، إعداد منال نحاس
قبل الانقلاب الفاشل، عمدت الأجهزة إلى تكوين عشرات آلاف الملفات العائدة إلى معارضين مفترضين. وقانونية هذا العمل أمر مشكوك فيه، ولم يراقب أحد، أو هيئة، صفته القانونية. فالقضاة هم من أوائل الذين أصابهم التطهير. والذين سرحوا من الموظفين الذين يحظر عليهم مغادرة البلاد من غير مسوغ مهني، وينتابهم القلق الشديد على مصائرهم. وسبقت قرائن مبكرة عملية التطهير الجماهيري. ففي انتخابات حزيران (يونيو) 2015 التشريعية، خسر حزب العدالة والتنمية، وهو الأداة التي يستعملها رجب طيب أردوغان في إدارة البلاد منذ 2003، الغالبية المطلقة. وتعمد أردوغان إفضاء المفاوضات بين حزبه وبين الأحزاب الأخرى على تأليف الحكومة، إلى طريق مسدود يبرر الدعوة إلى انتخابات جديدة خطط لها. وفي أعقاب 5 أشهر، بينما كانت البلاد نهباً لعنف وتوتر شديدين، فاز حزب العدالة والتنمية مرة أخرى.
ومنذ الانقلاب الفاشل، في 15 تموز (يوليو)، تعاظم النازع إلى احتدام المواجهة: فأعلن الرئيس حال الطوارئ لمدة 3 أشهر. وعلى خلاف الإجراء الفرنسي، يقضي الإجراء التركي بكف المجلس الدستوري في أثناء المدة التي يسري فيها الإعلان. وعليه، يملك أردوغان سلطات تكاد تكون مطلقة. وهو يحمل السياسة على الثأر والانتقام. وأشد معارضيه تطرفاً ينتهجون اليوم منطقه الثأري. ويصح هذا في بعض العسكريين: أي أن الخصم هو مرادف الخائن والعدو الداخلي الذي يجب شن الحرب عليه وقتاله. ولا بأس بسفك الدم في هذا السبيل. وعلى خلاف الانقلابات السابقة، في 1960 و1971 و1980، سمة هذه المحاولة البارزة هي عنفها المتمادي. والمجتمع التركي يوشك أن ينقسم انقساماً عميقاً. والذريعة إلى الاستقطاب قد تكون أي موضوع، مثل الأزمة مع روسيا أو مسألة اللاجئين السوريين أو القضية التركية.
ولم يبق في خضم الأنواء التي تعصف بالنظام عامل ضبط أو موازنة. فالدولة تنتزع من هيكليتها الدستورية. ونقلت المشروعية من الهيئات إلى أردوغان الذي نصب منقذاً. والولاء المطلق والمفروض له يقلب الدولة رأساً على عقب، ويأخذها رهينة. وبعضهم يقارن هذه الحال بحال الصين في 1966-1967، أوائل الثورة الثقافية التي فرضها ماوتسي تونغ وسحق البيروقراطية بواسطتها. ويسعى أردوغان في إعادة عقوبة الإعدام، وهي ألغيت في 2004، في سياق المفاوضة مع الاتحاد الأوروبي. فهو لا يفهم لماذا تتولى الدولة إطعام المجرمين في السجون من مالها. ومحاولة الانقلاب عليه شخصياً هي أفظع جريمة، والعقوبة الوحيدة التي تستحقها هي الموت.
ويحظى حزب العدالة والتنمية بهيمنة اجتماعية لا شك فيها. فالكتلة التي تؤيد هيمنته قوامها بورجوازية شديدة التدين من أصول بلدية وطرفية (مناطقية)، ترعرعت قبل عشرين سنة في تربة المناقصات العامة وأموالها الهائلة. وشطر من السكان الفقراء يسانده لأنه أقنعه بأن الفقر ليس مسألة سياسية ولا اجتماعية بل مسألة خيرية. وأوكل حزب أردوغان إلى الشبكات البلدية، وإلى الجمعيات القريبة منه، تولي جمع التبرعات والصدقات وتوزيعها على المحتاجين. ويدين الترك السنّة والمحافظون بالولاء لأردوغان وحزبه. فهو العلامة الوحيدة على الطريق في عالم خسر علاماته، وتتهدده الحروب في سورية، وتفجيرات «داعش» القاتلة، وحرب عصابات حزب العمال الكردستاني، بالدمار. وولاء أنصار حزب العدالة والتنمية لحمته الخوف من الاضطراب الاقتصادي والسياسي الذي اختبرته تركيا في الماضي.
وثمرة هذا الخوف مجتمع متعاظم التناثر والتشظي. فالأكراد يقترعون في غالبيتهم لحزب الأكراد، والعلويون (نحو 20 في المئة من السكان) يقترعون لحزب الشعب الجمهوري (المعارض)، ويقترع الأتراك السنّة إما لحزب العدالة والتنمية، وهو الحزب الوحيد الذي يقرهم على صفتهم جماعة مسيطرة، وإما لحزب العمل القومي المتطرف. وقد يفاقم الاستقطاب هذه الانقسامات.
ويعود هجس أردوغان بفتح الله غولن إلى تولي الأول رئاسة الحكومة في 2002، فحين تولى هذا المنصب كان خاوي الوفاض من الكوادر والمثقفين والإداريين المحترفين. وكان غولن أنشأ منذ بعض الوقت جماعة سماها «خدمة»، وحليفاً لأردوغان على نفوذ الجيش في المرتبة الأولى، وعلى تحفظه عن الإسلاميين. والمدارس الغولنية ابتدأت التدريس منذ أوائل ثمانينات القرن الماضي، وأعدت أجيالاً من الموظفين. وكانت هذه الأجيال جسر أردوغان إلى الاستيلاء على الدولة، ووسيلته إلى اضطلاعها بوظائفها بفاعلية لا تنكر، إلى 2011 إبان تقرب أردوغان من أوروبا. ولولا الغولنية لافتقرت الأردوغانية إلى دماغ أو رأس. ودخل أنصار غولن أفواجاً في وزارات الداخلية والعدلة والتربية. وكان دليل عملهم برنامجهم الخاص الذي يقيد هامش مناورة رئيس الحكومة. وبينما التزم غولن في مضمار السياسة الخارجية جانب الحذر، استعجل أردوغان تنصيب نفسه زعيماً على العالم الإسلامي.
ووقعت القطيعة في كانون الأول (ديسمبر) 2013، حين وجه المحققون والمدعون القضائيون انتباههم إلى المقربين من أردوغان الوالغين في قضايا فساد. وصبت رابطة الإخوة السابقة الزيت على نار الخلاف وأججت الحريق. ولكن الجماعة لم تعد قوية بعد أن أغلقت الحكومة مدارسها وصحفها، وصرفت 15 ألفاً من موظفيها.
وربما كان بعض الضباط المتورطين في محاولة الانقلاب قريبين من غولن، وهذا لم تربطه يوماً علاقة وثيقة بالجيش. فمعظم الضباط كماليون. وفي تركيا يعد الموظفون في الإدارات الدينية 130 ألفاً. ويتولون الدعوة «الشرعية» إلى طاعة الدولة. وكانت هذه وظيفتهم في العهد العثماني. ولكن دعوتهم التعبوية جديدة. وأردوغان لا يقصر مهمته على رئاسة الدولة، وهو على يقين من أن الرئيس القائد والأمة، واحد، ويهوى إحاطة الجماهير به، وطلاب المدارس الدينية الجدد هم أطر هذه الجماهير.
وتذهب الحلقة القريبة من أردوغان إلى القول إن الحرب العالمية الأولى لم تكن حرباً أوروبية داخلية في المرتبة الأولى، بل كانت حرباً أوروبية على السلطنة العثمانية، ولم تبلغ خواتيمها بعد. وبناء على هذا الذهان العظامي، ليس ثمة فرق بين أعداء الداخل وأعداء الخارج. ولا ما يحول دون زج الولايات المتحدة وأوروبا في صف الأعداء، وإغراق أوروبا باللاجئين، والقطيعة في نهاية المطاف.
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,277,731

عدد الزوار: 7,626,677

المتواجدون الآن: 0