مجلس الأمن يصوّت في 30 آب على التمديد لـ»اليونيفيل» ...الحريري ينوّه بالعلامة المضيئة.. والراعي وجنبلاط يتضرعان من «سيدة الدر» لانتخاب الرئيس

دعوات الى استثمار الحوار لانجاز تسوية وانتخاب رئيس..الجميل: بسبب مشاريع إقليمية هناك فريق يصرّ على تعليق لبنان بحبال الهواء

تاريخ الإضافة الأحد 7 آب 2016 - 5:22 ص    عدد الزيارات 2123    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

 الحريري ينوّه بالعلامة المضيئة.. والراعي وجنبلاط يتضرعان من «سيدة الدر» لانتخاب الرئيس
ذكرى «المصالحة»: يا جبل ما يهزّك ريح
المستقبل..
طوت مصالحة الجبل عامها الخامس عشر ومعها تاريخ مرير بغيض من «حرب انتهت إلى غير رجعة» كما جزم رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط في عبارة مستعادة من خطاب إرساء المصالحة مع «القامة الوطنية الشامخة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير في آب 2001»، ليعيد الجبل بالأمس تمتين أواصر هذه المصالحة التاريخية مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي خلال حفل تدشين كنيسة «سيدة الدر» المارونية في المختارة. وأمام هذا المشهد الوطني الجامع المكرّس للعيش المشترك في جبل عازم على أن يبقى على صورة لبنان متنوعاً عصياً على أن تهزّه رياح الفتنة العاصفة في أرجاء المنطقة، نوّه الرئيس سعد الحريري بهذه «العلامة المضيئة في تاريخ لبنان» مبدياً في تغريدة عبر «تويتر» ثقته بأنّ «المصالحة وضعت أساساً متيناً للحياة المشتركة بين اللبنانيين وطوت صفحة مؤلمة لن تتكرر بإذن الله»، ووجّه في هذه المناسبة «تحية خاصة للأخ وليد جنبلاط وللبطريرك صفير والمسيرة المستمرة بجهود البطريرك الراعي».

وكان جنبلاط، بعد استقباله على رأس وفد روحي البطريرك الماروني عند مدخل قصر المختارة صعوداً نحو باحة «البركة» حيث أقيم الاحتفال بتدشين الكنيسة تمنّى في كلمته أن «تدرّ علينا الأيام المقبلة رئيساً للجمهورية كي نحفظ جميعاً لبنان من الرياح العاتية (...) فتستعيد المؤسسات المعطلة دورها وتعود عجلة الدولة إلى الدوران»، مجدداً التأكيد على التمسك بثوابت «المصالحة والوحدة الوطنية والعيش المشترك والحوار» مع إشارته إلى أنّ «أي أثمان تُسدد في سبيل السلم أرخص من أثمان الحرب والقتل الدمار».

كذلك أعرب الراعي في كلمته عن التطلع «إلى المصالحة السياسية بين فريقي 8 و14 آذار والوسطيين (...) لإحياء الدولة ومؤسساتها الدستورية بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية»، مشدداً في هذا السياق على أنّ انتخاب الرئيس «هو الباب وعبثاً نحاول التسلق إلى الدولة من مكان آخر»، واستغرب «الجدوى من طرح جميع المواضيع» قبل إنجاز الاستحقاق الرئاسي وسط تأكيده أنّ «رئيس الجمهورية هو وحده الكفيل بقيادة طرحها والنظر فيها كلها». وبعدما سأل: «بأي حق يتعطل انتخاب الرئيس ويتعطل معه المجلس النيابي وتتعثر الحكومة وتدب الفوضى في المؤسسات العامة وتتوقف التعيينات وتُشل الحركة الاقتصادية؟» أردف البطريرك الماروني خاتماً بالقول: «مبادرة انتخاب الرئيس تحتاج إلى رجالات دولة كبار يدركون أنّ الحل يأتي من الداخل بشجاعة وتجرّد من المصلحة الذاتية وبغيرة النظر إلى مصلحة البلاد التي تعلو الجميع».
 
تظاهرة وطنية جامعة في احتفال تدشين كنيسة المختارة والذكرى الـ15 للمصالحة
المستقبل..المختارة ـ عمّار زين الدين
أعاد المشهد الوطني الذي احتضنه قصر المختارة أمس في الذكرى 15 للمصالحة التاريخية التي رعاها البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير ورئيس «اللقاء الديمقراطي« النائب وليد جنبلاط، التأكيد على المبادرة السابقة بما حملته من مواقف وكمدخل لمصالحة لبنان، بعدما طوت المصالحة الحرب وأسست لمرحلة جديدة من الوحدة الوطنية، وهذا ما لفت اليه كل من النائب جنبلاط والبطريرك الكاردينال بشارة الراعي في كلمتيهما، مشددين على أن «حرب السنتين ورواسبها انتهت إلى غيرِ رجعة، وحرب الجبل لا رجعة لها«.

وفي حين تمنى جنبلاط على هامش مناسبة تدشين كنيسة سيدة الدرّ المارونية في المختارة بعد إعادة ترميمها أن «تدرّ علينا الأيام المقبلة رئيساً للجمهورية كي نحفظ جميعاً لبنان من الرياح العاتية، وحلولاً لمشاكلنا المعقدة فتستعيد المؤسسات المعطلة دورها المنتظر وتعود عجلة الدولةُ إلى الدوران بانتظام. وبأن تدرّ علينا الأيام المقبلة تثبيتاً لمناخ المصالحات بين اللبنانيين والحد من الانقسامات القاتلة«، رأى الراعي أنه «لو انتظر البطريرك صفير والنائب جنبلاط قراراً من الخارج، كما يجري حالياً، لما حصلت المصالحة حتى يومنا. واليوم مبادرة انتخاب رئيس للجمهورية تحتاج إلى رجالات دولة كبار من هذا وذاك من الفرقاء، يدركون أن الحلّ يأتي من الداخل«.
وشارك الى الراعي وجنبلاط تحيط به قرينته نورا ونجلاه تيمور وقرينته ديانا واصلان، وكريمته داليا، كل من، رئيس مجلس النواب نبيه بري من خلال وزير الزراعة أكرم شهيب، ورئيس الحكومة تمام سلام ممثلاً وزير السياحة ميشال فرعون، الرئيسين ميشال سليمان وأمين الجميل، وممثلين عن الرئيس سعد الحريري النائب محمد الحجار، والرئيس نجيب ميقاتي الوزير السابق وليد الداعوق، الممثل الشخصي لأمين عام «حزب الله« السيد حسن نصرالله النائب علي فياض، النائب ناجي غاريوس ممثلاً النائب العماد ميشال عون، وممثل رئيس حزب «القوات اللبنانية« سمير جعجع النائب جورج عدوان، كما شارك شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن، ممثل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان القاضي الشيخ هاني الجوزو، وممثل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان المفتي الشيخ أحمد قبلان، السفير البابوي في لبنان غبريال كاتشيا، رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني« النائب طلال ارسلان، ممثل رئيس تيار «المردة« النائب سليمان فرنجية بيار بعقليني، الوزيران اليس شبطيني ووائل أبو فاعور، النواب، نعمة طعمة، هنري حلو، دوري شمعون، فريد الياس الخازن، أنور الخليل، فادي الهبر، فؤاد السعد، مروان حمادة، انطوان سعد، علاء الدين ترو وايلي عون، الوزراء والنواب السابقون: محسن دلول، ناجي البستاني، مروان خير الدين، جوزيف الهاشم، صلاح حنين، عبدالله فرحات، ايمن شقير، الياس عطالله، زاهر الخطيب، غطاس خوري وفيصل الصايغ، إضافة الى النائب السابق فريد هيكل الخازن الذي ترأس وفداً كبيراً من عائلة الخازن. عدد من أركان الحركة الوطنية السابقة، رئيس «المجلس الوطني لقوى 14 آذار« النائب السابق سمير فرنجية وأمين عام «قوى 14 آذار» النائب السابق فارس سعيد.

كما حضر قائد الجيش العماد جان قهوجي، رئيس الأركان اللواء وليد سلمان، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، ممثل عن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم العميد الركن جهاد المصري، قائد الشرطة القضائية العميد ناجي المصري، رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود وعدد من المدراء العامين والقضاة.

وشارك أيضاً أمين عام «الجماعة الإسلامية« عزام الأيوبي، رئيس «حزب الهانشاك» روستو تونجيان، رئيس «الحركة اليسارية اللبنانية« منير بركات، ممثلون عن «حزب الرامغافار«، القيادي في «القوات اللبنانية« ادي ابي اللمع مع وفد، رئيس المجلس الأعلى في الحزب «السوري القومي الاجتماعي« محمود عبد الخالق، ومسؤول الشوف في حزب «الكتائب اللبنانية« جوزيف عيد مع وفد من المنطقة وأمين سر «حركة التجدد الديمقراطي« انطوان حداد.

وحضر كذلك رئيس المحاكم الدرزية العليا القاضي فيصل ناصر الدين وقضاة المذهب الدرزي وأعضاء من المجلس المذهبي ورؤساء اللجان، والمطارنة بولس مطر، طانيوس الخوري والياس كفوري، الارشمندريت انطوان سعد ممثلاً راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي بشارة حداد، رئيس الرهبانية المخلصية الارشمندريت انطوان ديب، الشيخ علي ديبي ممثلاً السيد علي فضل الله، رئيس «مؤسسة العرفان التوحيدية« الشيخ علي زين الدين على رأس وفد من مشايخ المؤسسة، وفد من العلماء وأئمة المساجد في إقليم الخروب، حشد من رجال الدين من الطوائف الإسلامية والمسيحية، سفراء وقناصل وعدد كبير من الفاعليات والشخصيات السياسية والاجتماعية والأهلية والنقابية، الى جانب أمين السر العام في الحزب «التقدمي الاشتراكي« ظافر ناصر ونواب رئيس الحزب وأعضاء مجلس القيادة والمفوضين ووكلاء الداخلية في المناطق و«الاتحاد النسائي التقدمي« و«منظمة الشباب التقدمي«، و«الكشاف التقدمي« الذي تولى تنظيم الاستقبال ورفع الأعلام اللبنانية، ونحو 70 رئيس بلدية واتحاد بلديات، و220 مختاراً من المنطقة، وحشد غفير من المواطنين غصّت بهم باحات القصر الخارجية والداخلية والطرق المؤدية الى القصر.

جنبلاط

وبعد الاستقبال من المدخل صعوداً نحو باحة «البركة» أقيم الاحتفال واستهله النائب جنبلاط بكلمة جاء فيها: مع تدشين كنيسة السيدة، سيدة الدرّ، نتطلع لأن تدرّ علينا الأيام الآتية المزيد من الحكمة والوعي والمسؤولية لمجابهة الصعابِ المتنامية من كلِ حدب وصوب. مع تدشين كنيسة السيدة، سيدة الدرّ، نتمنى أن تدرّ علينا الأيام المقبلة رئيساً للجمهورية كي نحفظ جميعاً لبنان من الرياح العاتية. مع تدشين كنيسة السيدة، سيدة الدرّ، نرجو أن تدرّ علينا الأيام القادمة حلولاً لمشاكلنا المعقدة فتستعيد المؤسسات المعطلة دورها المنتظر وتعود عجلة الدولةُ إلى الدوران بإنتظام. مع تدشين كنيسة السيدة، نأمل أن تدرّ علينا الأيام المقبلة تثبيتاً لمناخ المصالحات بين اللبنانيين والحد من الانقسامات القاتلة«.

أضاف: «لكن، بعيداً عن الأمنيات والمناجاة، فإننا نؤكد اليوم، في هذا اللقاءِ الوطني الجامع، على تمتين مصالحة الجبل التي كنا أرسينا أسسها مع تلك القامة الوطنية الشامخة، البطريرك صفير، في زيارته التاريخية إلى المختارة في آب سنة 2001. واسمحوا لي أن أستعيد عبارة واحدة من خطابي في تلكَ المحطة، إذ قلتُ وأكرر: «حرب السنتين ورواسبها انتهت إلى غيرِ رجعة، وحرب الجبل لا رجعة لها«.

وتابع: «في الوقت الذي تلتهب المنطقة العربية والإسلامية وتشتعل فيها النيران، وفي الوقتِ الذي تخطى الإرهاب الحدود الجغرافية بين الدول راسماً بالدم كل أشكال القتل والإجرام والتدمير، نؤكد في لبنان إحياء مناخ المصالحة والتقارب بين اللبنانيين، ونبعث برسالة إلى العالم أن لبنان يستطيع أن يقدّم مثالاً فريداً في حماية التعددية والتنوع«.

وأردف: «قد نختلف في مقاربتِنا لهذا الملف أو ذاك، لهذه القضية أو تلك، ولكننا سنتمسك بالثوابت: ثوابت المصالحة، الوحدة الوطنية، السلم الأهلي والعيش المشترك والحوار. لقد أثبتت كل التجارب، السياسية منها أو العسكرية، أن أي أثمانٍ تُسدد في سبيل السلم أرخص من أثمان الحرب والقتل والدمار«.

وتوجه إلى البطريرك الراعي بالقول: «زيارتكم إلى داركم، دار المختارة اليوم، بعد تدشين كنيسة السيدة، سيدة الدرّ، يعكس حرصكم على التقارب بين اللبنانيين ورفضكم لقيام أي حواجز سياسية أو نفسية بينهم. زيارتكم تأكيد على العيش المشترك بين اللبنانيين جميعاً الذين يلتقون تحت سماء لبنان الكبير الذي تصادف الذكرى المئوية لولادته بعد سنواتٍ قليلةٍ، فلنحافظ عليه جميعاً بعيداً عن المصالح والحسابات الفئوية والشخصية«.

وختم: «أهلاً وسهلاً بكم وبصحبكم، وأهلاً وسهلاً بجميعِ ممثلي القوى السياسية والمرجعيات الدينية والأمنية، وأهلاً وسهلاً بآل الخازن الكرام الذين لولاهم لما كانت هذه الكنيسة، وأهلاً وسهلاً بجميع الضيوف الكرام«.

ثم قدم النائب السابق فريد هيكل الخازن هدية تذكارية للنائب جنبلاط بالمناسبة عبارة عن منحوتة كبيرة تحمل اسم الشيخ بشير جنبلاط والكنيسة.

الراعي

ثم ألقى الراعي كلمة قال فيها: «جميل هذا اليوم الذي يجمعنا في دارة الزعيم الوطني الأستاذ النائب وليد بك جنبلاط، لإحياء الذكرى السنوية الخامسة عشرة لمصالحة الجبل التي أرسى أسسها مع صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير في 4 آب 2001، في زيارته التاريخية التي شملت معظم بلدات الجبل بمختلف أقضيته. فالشكر لكم على هذه المبادرة وللسيدة قرينتكم على هذا الاستقبال الحافل، ففيها نلتزم جميعنا كلٌ من موقعه من أجل استكمال هذه المصالحة بتوفير إطارها الروحي والاجتماعي والاقتصادي والإنمائي، بحيث تعود الحياة إلى الجبل كسابق عهده، إخاءً وحياةً اجتماعية ناشطة«.

أضاف: «فيومها قلتم، يا معالي وليد بك، لصاحب الغبطة والنيافة «استأذنكم لأعلن أن حرب الجبل قد ولّت إلى غير رجعة. معكم نحمي الجبل، نحمي لبنان، ونحمي العيش المشترك في كل مكان«. وفي الواقع، من أجل هذه الغاية قام البطريرك معك بالتحدّي الكبير في تلك الظروف، وأطلقتما المصالحة التاريخية. واليوم هو معنا بالروح والصلاة، ونحن نواصل المسيرة اياها ببناء مداميك هذه المصالحة من أجل حماية الجبل ولبنان. وغبطته مقتنع، كما أعلن يومها، أن إصابة الجبل هي إصابة مقتل، كإصابة القلب في الجسم«.

وتابع: «ويزيد من بهاء ذكرى المصالحة، أنها تأتي، ودائماً بمبادرة من الزعيم وليد بك، بمناسبة الاحتفال باختتام أعمال ترميم كنيسة سيّدة المختارة. هذه الكنيسة على اسم سيّدة الدّر بُنيت بمبادرة من الشيخ بشير جنبلاط سنة 1820، في عهد البطريرك يوحنا الحلو ومطران صيدا ودير القمر آنذاك عبد الله البستاني. وجاءت المبادرة تكريما لمشايخ آل الخازن، وتوطيداً لعلاقات المودّة والصداقة بينهم وبين آل جنبلاط. إننا نحيّي ونقدر هذه العلاقات بين العائلتين الكريمتين، لأنها لم تكن يوماً آنيّة وفي ظروف طارئة ولمصالح شخصية، بل كانت وطيدة الأركان متجذّرة في التاريخ منذ عهد الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير وإمارة الشهابيين. وبالنسبة إلينا، إن مشايخ آل الخازن أصحاب علاقة تاريخية مع الكرسي البطريركي ومعتبرون حماته. وإلى الآن ما زالت العائلة تنتدب حارسين لأبواب الصرح أثناء انتخاب البطريرك، فضلاً عما لهم من مآثر على المستوى الكنسي والمدني، والاجتماعي والوطني، هم الذين أوقفوا الكثير من أملاكهم وبنوا أدياراً وكنائس ودور عبادة. كان البطريرك صفير، في تلك الزيارة التاريخية، شديد الاقتناع، ونحن نشاطره إياه، بأن تحقيق المصالحة بين المسيحيين والأخوة الموحّدين الدروز هو الخطوة الأولى التي لا مفرّ منها، في سبيل تعبيد الطريق نحو المصالحة الشاملة بين جميع اللبنانيين؛ وبأنه من دون هذه المصالحة الشاملة لا ينهض مشروع بناء الدولة اللبنانية القادرة السيّدة الحرّة المستقلة. لم يكن على الاطلاق في بال البطريرك ووليد بك التفكيرُ باستعادة ثنائية تاريخية، بل الانطلاق من فكرتها الأساسية التي أرست الكيان اللبناني على التعددية في الوحدة، إلى تحقيق الوحدة الوطنية الشاملة«.

وأردف: «أما اليوم، فكلنا نتطلع إلى المصالحة السياسية بين فريقي 8 و14 آذار والوسطيين. فكما أن مصالحة الجبل أعادت الحياة إليه وإلى مجتمعه، كذلك بالمصالحة السياسية منوط إحياء الدولة ومؤسساتها الدستورية بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية الذي هو الباب. فعبثاً نحاول التسلّق إلى الدولة من مكان آخر. وما الجدوى من طرح جميع المواضيع قبل انتخاب رئيس للجمهورية وهو وحده الكفيل بقيادة طرحها والنظر فيها كلها، عبر برلمان هو المكان المخوّل طبيعياً وبسلطة للتشاور والتداول والتصويت واتخاذ القرار. وبأي حق يُعطَّل انتخاب الرئيس لهذا أو ذاك من الاعتبارات، ويتعطل معه بالكلية المجلس النيابي، وتتعثر الحكومة، وتدبّ الفوضى في المؤسسات العامة، وتتوقف التعيينات، وتُستسهل عادة التمديد مع حرمان العديد من المستحقين، وينطبق خناق الفقر والحرمان على المواطنين، وتنشّل الحركة الاقتصادية، وتتناقص فرص العمل، ونخسر سنوياً بالهجرة المئات من قوانا الحيّة، فيما البلاد تغرق بالنازحين الذي أصبحوا نصف سكانها. من يحق له أن يمارس عملاً سياسياً منافياً للخير العام ومعطّلاً لحياة الدولة؟«.

وختم: «عند مبادرة مصالحة الجبل كان رجلان كبيران جريئان قاما بها: البطريرك صفير والزعيم وليد بك جنبلاط. فلو انتظرا قراراً من الخارج، كما يجري حالياً، لما حصلت المصالحة حتى يومنا. واليوم مبادرة انتخاب رئيس للجمهورية تحتاج إلى رجالات دولة كبار من هذا وذاك من الفرقاء، يدركون أن الحلّ يأتي من الداخل، بشجاعة التجرّد من المصلحة الذاتية، وبغيرة النظر إلى مصلحة البلاد التي تعلو الجميع. من هذا المنطلق، يمكن الذهاب إلى مصالحة وطنية تضع يدها على الجرح الحقيقي في الحوار، وتحمي دولة لبنان من الانهيار. نحن نصلّي كي يُخرج الله مثل هؤلاء. فهو السميع المجيب«. واختتم الاحتفال بغداء على شرف البطريرك الراعي والحضور في قصر المختارة.

تدشين الكنيسة

وكان الراعي ترأس القداس الاحتفالي في كنيسة سيدة الدرّ العجائبية في المختارة بعد ترميمها، عاونه المطرانان بولس مطر وطانيوس الخوري ولفيف من الكهنة، في حضور النائب جنبلاط ونجليه تيمور واصلان، الرئيسين الجميل وسليمان، والداعوق ممثلاً الرئيس ميقاتي، وغاريوس ممثلاً عون، والوزيرين أبو فاعور وشبطيني، السفير كاتشيا، النواب: ارسلان، الخازن وفياض، والعماد قهوجي، النائب السابق فريد هيكل الخازن على رأس وفد من مشايخ آل الخازن وشخصيات وفاعليات سياسية ورسمية وعسكرية وديبلوماسية.

وكان وفد من مشايخ طائفة الموحدين الدروز يتقدمهم جنبلاط وارسلان وحشد من الفاعليات ورؤساء البلديات استقبلوا الراعي والوفد عند مدخل قصر المختارة التي زينت الشوارع المؤدية اليه باللافتات المرحبة والأعلام البطريركية واللبنانية وصور الراعي عند مداخل البلدات المؤدية الى المختارة.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: «وتجلى الرب يسوع أمامهم» (مر 9: 2) قال فيها: «يسعدنا أن نحتفل معكم بقداس عيد تجلي الرب يسوع بألوهيته على جبل طابور، هنا في كنيسة سيدة المختارة. والمناسبة هي اختتام أعمال ترميمها بمبادرة مشكورة من الاستاذ النائب وليد بك جنبلاط. وبذلك يواصل مبادرة الشيخ بشير جنبلاط الذي بناها سنة 1820 قرب قصره إكراماً لمشايخ آل الخازن أصدقاء العائلة الجنبلاطية، فيتمكنوا من إحياء قداس الأحد عندما يحلون ضيوفاً عليه. وتتجمل هذه المناسبة بإحياء الذكرى الخامسة عشرة لمصالحة الجبل التي أرسى أسسها صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير والزعيم وليد بك جنبلاط والأمير طلال مجيد إرسلان«.

أضاف: «إنني أحيي مشايخ آل الخازن الكرام الذين توافدوا إلى هذا الاحتفال المزدوج بدعوة كريمة من الأستاذ وليد بك، وكل المشاركين معنا، وبخاصة أبناء الرعية في المختارة العزيزة. نقدم هذه الذبيحة المقدسة على نيتكم جميعاً، وعلى نية كل من له تعب في هذه الكنيسة التي أُعلنت فيها كلمة الله وتوزعت نعمة الأسرار وعاش المؤمنون والمؤمنات جمال الاتحاد بالله والوحدة في ما بينهم، على مدى مئة وست وتسعين سنة. وبعد أربع سنوات سنحتفل، إن شاء الله، بيوبيل مئتي سنة على تشييدها، وبيوبيل مئة سنة على إعلان لبنان الكبير«.

وختم الراعي: «فيما نجدد إيماننا بصليب المسيح الفادي وبقيامته المحيية، وبالإله الواحد والثالوث، إنما نعلن جوهر إيماننا المسيحي، ونعمل من أجل فداء وطننا وشعبنا وإحيائه، كي يتجلى ببهاء القيم الروحية والأخلاقية والوطنية. ومعا نرفع نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين«. وكان البطريرك الراعي توقف في دير القمر حيث زار كنيسة سيدة التلة واستقبله الأباتي مارسيل أبي خليل، وذلك في مناسبة عيد الكنيسة. وكانت شوارع وطرقات منطقة الشوف ازدانت باللافتات المرحبة بالبطريرك الراعي حملت تواقيع للنائب جنبلاط والحزب «التقدمي الاشتراكي« وأهالي الجبل، وتشير الى أهمية مصالحة الجبل التاريخية مع مواقف لجنبلاط والبطريرك صفير والبطريرك الراعي.

 
الجميل: بسبب مشاريع إقليمية هناك فريق يصرّ على تعليق لبنان بحبال الهواء
بيروت - «الحياة» 
قال الرئيس أمين الجميل «أننا لا نعترض على أحــــد للرئاسة والتحدي الكبير يكمن في تأمين النصـــاب»، معــتبراً أن «جلسات الحوار عززت من مفهوم الخــوف لأنه يتبين أن هناك فريقاً يصر على تعليق لبنان بحبال الهواء بسبب مشاريع إقليمية كبيرة لا علاقة لنا بها أو بسبب طموحات شخصية ومشاريع سياسية».
ورأى الجميل في حديث إلى «صوت لبنان» أمس «أننا نعيش في مراوحة في تلك الجلسات ولا نعرف إلى أين سيؤدي هذا العقم بالتعاطي بالشأن الوطني».
واعتبر خلال مشاركته في احتفال تدشين كنيسة سيدة الدر في المختارة أن «هذه الخطوة هي تأكيد على الوحدة الوطنية والعيش المشترك وتشكل محطة مشرفة للبنانيين ولولاها لفقدنا الأمل منذ زمن»، مؤكداً أن «في وجه كل التعطيل والخراب والمآسي والقلق الذي نعيشه هناك نافذة للمستقبل والحوار والحل».
ولفت إلى أن هذه المناسبة تذكره باللقاء الأول الذي عقده «مع النائب وليد جنبلاط عندما زارني في بكفيا بعد عودتي من المنفى عام 2000، ثم التقينا في المختارة في 26 آب (اغسطس) من العام نفسه ووقعنا على وثيقة أكدنا فيها العيش المشترك والرغبة الصادقة من قبل اللبنانيين ببناء لبنان السيادة».
ولفت إلى أن «هذه الوثيقة شكّلت تأسيساً للقاء الجبل الذي عُقد برعاية البطريرك نصرالله صفير وحضور القيادات اللبنانية»، واصفاً إياها بـ «الصفحة المشرقة التي ترافقت في ما بعد بلقاء 14 آذار وحركة ثورة الأرز التي أدت الى انسحاب الجيش السوري».
وأسف «لأن هذه المحطات لا تترافق بما فيه الكفاية بجهد من قبل كل القيادات، لا سيما الذين يعطلون مسيرة المؤسسات كما يعطلون انتخاب الرئيس ولا يقطفون ثمار هذه المبادرات البناءة». وأسف «لأنه في كل خطوة نخطوها إلى الأمام يعيدوننا خطوات إلى الوراء، وحالياً هناك خوف كبير على الكيان والمؤسسات والدستور والحضور المسيحي في لبنان».
 
دعوات الى استثمار الحوار لانجاز تسوية وانتخاب رئيس
بيروت - «الحياة» 
ركزت المواقف السياسية اللبنانية أمس على ضرورة مواصلة الحوار، والاستفادة منه للتوصل الى تسوية لانتخاب رئيس للجمهورية، وإنجاز قانون جديد للانتخابات. ولفت وزير الاتصالات بطرس حرب الى أن «علينا أن نعرف أنه عندما نفضل المصلحة الشخصية على مصلحة الوطن ينتهي الوطن ويخرب، وما يحصل اليوم في لبنان هو نموذج لكيفية تدمير البلد ونحن ننبه ونحذر مما يهدد مصير البلد ومستقبل أولادنا، ولكن ما من أحد يسمعنا ولا يريدون أن يسمعونا بل يتطلعون الى كيفية شن هجومهم علينا لكي يطمسوا أعمالهم ويدعون أنهم يعملون لمصلحة البلد». وقال في تكريم رابطة مخاتير البترون: «نحن باقون بالمرصاد ولن نبدل مواقفنا، والمبادئ التي آمنا بها سنحافظ عليها واذا لم نفعل هكذا لن يبقى لنا وطن. هناك أخصام لنا في السياسة. لكننا لا نؤمن بسياسة أن تزول أنت لكي أكون أنا، ونقول هذا الكلام في حين البلد ينهار ويدمر وفي حين نجد فريقاً لا يريد إلا مصلحته ولو على حساب البلد، وكل همه أن يصل الى السلطة ويأكلها ويغرف منها سلطة ونفوذاً ومالاً ليحقق الثروات. ورأى أن «منطقة البترون تتسع للجميع وما من أحد يستطيع إلغاء أحد وليس لأن هناك من قرر إلغاء وجود بطرس حرب أو سامر سعاده أو حزب الكتائب او تيار المردة ويجب إزاحتهم من الطريق فذلك سيتحقق. لمن يريد ذلك نقول إننا موجودون وباقون ومتضامنون ومتعاونون لخدمة لبنان وندعو من يريد أن يلغينا ألا يتأخر. نحن نكره التحدي ونحن كنا نفضل لو حافظنا على مكونات الرابع عشر من آذار وضمينا كل الأفرقاء لمساندتنا لكي نعيد إحياء لبنان. الظروف تتغير وهناك كثر غيروا مواقفهم ومن كان يخبرنا عن السيادة باع السيادة لكي يحقق مصالحه الشخصية، ومن كان يكلمنا عن دولة القانون والمؤسسات باع القانون والدولة من أجل تأمين مصالحه».
ولفت عضو كتلة «المستقبل» النائب عاطف مجدلاني إلى أنه «برغم أننا لم نحقق على طاولة الحوار النتائج المرجوة والتي كنا نتمناها، كان هناك شبه إجماع على ضرورة إكمال اتفاق الطائف»، وأكد أنه «كان هناك حرص عند أغلبية المجتمعين على انتظام المؤسسات الدستورية وهو أساس في اتفاق الطائف وأولوية انتخاب رئيس».
وهبي: بند السلاح للسلة
وأكد عضو الكتلة ذاتها النائب أمين وهبي، «أننا كنا ولا نزال مع استمرار الحوار»، معتبراً أن «هناك فريقاً يقوم بالمبادرات ولديه نية صادقة للحوار، وفريقاً لا يُسمِع اللبنانيين إلا التهديد».
وفي حديث لإذاعة «صوت لبنان»، رأى وهبي أن «رئيس مجلس النواب نبيه بري، يبذل جهداً استثنائياً من أجل إبقاء قنوات التواصل قائمة، لكن التحاور الصادق شيء ومحاولة الإملاء على اللبنانيين شيء آخر»، لافتاً الى أن «الفريق المسؤول عن تعطيل الاستحقاق الرئاسي وكل شيء هو القيادة الإيرانية، ممثلة بـ «حزب الله»، مستفيدة من إصرار «التيار الوطني الحر» على تحويل الانتخاب الى استفتاء وتعيين». وأوضح أن «الفريق الآخر يطالب بسلة تقوم على انتخاب رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون على قاعدة عون أو لا أحد، الاتفاق على اسم رئيس الحكومة، فرض بيان وزاري مسبق، وهذا يعدّ تفريعاً للدستور، لأنه يتجاوز الاستشارات النيابية، ويضرب صلاحيات رئيس الحكومة في تأليفها». وذكّر بأن «الفريق الآخر أخذ من سلة الدوحة الثلث المعطل للحكومة، فماذا يضمن ألا يعودوا لإسقاط الحكومة بحجة أنها حق دستوري، بعد شهر من تأليفها؟».
وشدّد على أنه «حتى يكون الحوار منتجاً، يجب أن تتضمن السلة بند السلاح، لأن لولاه لما حصل الشغور ولما عشنا هذه الحالة».
وسأل: «هل بالإصرار على العماد ميشال عون رئيساً نحافظ على دور المسيحيين المميز؟ فحجة الأكثر تمثيلاً للمسيحيين خطيرة عليهم لأنه لا يحق لأحد القول نحن نعين الرئيس». وأضاف: «بعد استقالة الرئيس نجيب ميقاتي، نحن كنا نفضل مجيء الرئيس الحريري إلى رئاسة الحكومة أو الرئيس فؤاد السنيورة. ولأن «حزب الله» و التيار الوطني الحر لم يقبلا بذلك رشحنا الرئيس تمام سلام. وهم يقولون أنه من فريقكم. أليس النائب سليمان فرنجية من فريقهم؟».
وتابع أن «التيار الوطني الحر ساهم في تغطية أدوار «حزب الله» الداخلية والخارجية»، معتبراً أن «المستقبل لم يفقد علاقته بالساحة المسيحية وعلاقتنا بـ»القوات اللبنانية» مستمرة لمعالجة أي نتوءات نتيجة تباين وجهات النظر».
وعن الوضع في سورية، قال وهبي: «لا يغشنا أحد بالحديث عن انتصارات وهمية فيها، لأن الشعب السوري يواجه «داعش» والذين يمطرونه بالصواريخ، وما زال عصياً على التطويع... وهناك مقابل العجز العربي عجز روسي وإيراني وللميليشيات العراقية واللبنانية».
الموسوي:لعدم المراهنة على رئاسة اميركا
وقال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي: «إذا كان هناك من يراهن على الوقت من أجل تحسين شروطه التفاوضية، فعليه أن يعلم أن الوقت ليس في مصلحته، وأن الذي ينتظر حتــى يُنتخب رئيس جديد في الولايات المتحدة الأميركية، عليه أن يعلم أن الوقت الذي يمــــر ليس في مصلحته، بل ستشهد الأشهر المقبلة المـــزيد من التطورات السياسية والميدانية والتي لن تكون لمصلحته أيضاً». ودعا القوى السياسية التي تراهن على الوقت إلى «التخلي عـــن رهانها، وأن تستفيد من فرصة الحوار التي فتحها الرئيس بري للتوصل إلى تسوية داخلية بعيــداً من التدخلات الخارجية، بحيث تكون هذه التسوية معبراً إلى إعادة تفعيل المؤسسات الدستورية، فيُنتخب رئيس، وتشكّل الحكومة، وينتخب المجلس النيابي على أساس قانون انتخابي جديد، وهذا هو جوهر الموضوعات الحوارية»، مؤكداً ان «الحوار لا يتعلق بابتداع أو ابتكار صيغة جديدة غير اتفاق «الطائف»، وإنما هو لإعادة تفعيل المؤسسات الدستورية».
وأكد نائب «الجماعة الإسلامية» عماد الحوت أنه «طالما أن جهة سياسية معنية ترى أن المشاكل الاقليمية أهم من الأمور الداخلية، لا انتخاب رئيس في الوقت القريب»، مشيراً إلى أن «مجلس الشيوخ يلبي الرغبات الطائفية لدى الشعب اللبناني وليس أداة لتطوير النظام اللبناني»، معرباً عن أسفه لاستخدام هذه العبارة ولكن هذا هو الواقع». وأشار إلى أن « الرئيس بري صادق في محاولته للخروج من الأزمات التي تعيشها البلاد ولو بشكل جزئي، وهو يعلم أن الفريق الذي ينتمي إليه أو جزء منه هو المسؤول عن الفراغ الذي نعيشه».
ورأى عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب حكمت ديب، أن «قانون الانتخاب هو قانون تأسيسي للسلطة لأنه يساهم في رفع الغبن عن أي فريق»، واعتبر أن «هناك إمكانية إقرار قانون انتخابي يكون هو المدخل لانتخاب رئيس تحت سقف التمثيل الصحيح».
 
مجلس الأمن يصوّت في 30 آب على التمديد لـ»اليونيفيل»
المستقبل...ثريا شاهين
بدأت مشاورات دولية غير رسمية حول استحقاق التمديد للقوة الدولية العاملة في الجنوب بموجب القرار 1701 «اليونيفيل»، تحضيراً لأن تبدأ مشاورات رسمية داخل مجلس الأمن بعيد منتصف هذا الشهر وفي ضوء مشروع القرار الذي يرتقب ان تقدمه فرنسا الى مجلس الأمن من أجل التجديد للقوة سنة اضافية من دون تعديل في المهمة ولا في العديد.

وتفيد مصادر ديبلوماسية، ان مجلس الأمن سيصدر في الثلاثين من الشهر الجاري قرار التجديد لـ»اليونفيل»، بعد التصويت عليه. وستقدم فرنسا مشروع القرار الخاص بذلك، كما درجت العادة، وستجرى مشاورات رسمية بين الدول الأعضاء في المجلس للتفاهم على الصياغة النهائية للقرار وقد يستغرق الأمر أياماً. مع ان مشروع القرار سيكون تقنياً لكن له أبعاداً سياسية لا سيما ما يتصل بضرورة استكمال تنفيذ القرار 1701.

وستعقد الدول المشاركة في «اليونيفيل» اجتماعاً تشاورياً في مجلس الأمن في 22 آب الجاري، يليه بعد يومين اجتماع تشاوري آخر حول اليونيفيل. وقد أُبلغ لبنان أن التجديد سيتم بصورة اعتيادية، وأن لا عراقيل حول ذلك.

ولا تعتقد المصادر، ان مشروع القرار سيتأثر بالوضع في سوريا، أو بوضع الحدود اللبنانية السورية، وهي مسائل تأتي على ذكرها تقارير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول تنفيذ القرار 1701. وذلك منعاً لتشعب نقاط البحث، وتعقيد ردود الفعل حيال التمديد للقوة الدولية، لا سيما وان موضوعها يجب ألا يربط بأي مسألة أخرى في المنطقة.

وثمة عوامل عديدة تقف وراء الرغبة الدولية وداخل مجلس للأمن في التهديد لـ»اليونيفيل»، لعل أبرزها:

ان الدول الكبرى لا تريد أي «خربطة» للوضع القائم في لبنان، وكذلك الدول المشاركة في «اليونيفيل» التي لا تريد أية تعديلات أو تغييراً في المهمة، بل الحفاظ عليها كما نص عليه القرار 1701. حيث تحتسب أية ردة فعل سلبية حيال الموضوع وانعكاساته على أداء القوة وسلامتها. وهي ترى أن المهمة وقواعد الاشتباك الخاصة بها كافيتان لحفظ الأمن والسلم الدوليين اذا ما طبقت بالكامل مع بعض التوسع العملاني على الأرض في تفاصيل محددة، وبالتالي ان كفاية القوة تجعل تغيير مهمتها غير وارد لدى المجلس، وأي مهمة جديدة لها، أكثر تشدداً ستحتم نقاشاً دولياً جديداً حول دورها، ليس وقته الآن، نظراً الى وجود أولويات دولية واقليمية أكثر دقة. وقد لا يساعد أي طرح جديد عملية التمديد لها، لذا فإن الحفاظ على مهمتها الحالية، يشجع على التمديد لها.

ان القرار 1701 يحظى بدعم سياسي دولي وعربي، وهذا الدعم ينعكس على القوة التي تنفذه، الأمر الذي يحتم إصراراً دولياً على مهمتها والحفاظ على عديدها، وكذلك الحفاظ على استمرارية التمديد لعملها، من دون تعديل لا في المهمة ولا في العديد كما يطلب لبنان تماماً. لذا هناك حفاظ على دور القوة من كل الدول لا سيما من جانب روسيا والصين اللتين أيضاً تدعمان القرار بالكامل، بعدما بات جزءاً لا يتجزأ من الشرعية الدولية. ويذكر أن عديد القوة يصل الى نحو 13 ألف جندي، 11 ألفاً في البرّ و2000 في البحر.

ان العامل الأكثر إلحاحاً لدى المجتمع الدولي، كنتيجة لوجود «اليونيفيل» في الجنوب هو انها تمثل ضمانة متعددة الجوانب الدولية والاقليمية، ومُرحّب بها لدى كل الأطراف اللبنانيين وهم ملتزمون بها. وكون القوة استطاعت توفير الاستقرار في المنطقة فإن ذلك هو الضمانة لترسيخ معادلة الأمن والاستقرار، من جراء وجودها.

وهناك تشديد على الاستقرار واستمراريته في لبنان، لا سيما في ظل الوضع السوري والوضع الملتهب في المنطقة. ووجود القوة ينعكس ايجاباً على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، حيث التخوف الدائم والقلق من أي تطور في لبنان على الحدود مع إسرائيل. وليس هناك من طرف دولي يريد تغيير هذه المعادلة التي تستمر للسنة الحادية عشرة على التوالي، لتحقيق الأمن والسلم الدوليين. وبالتالي، ان التجديد للقوة من شأنه التجديد للضمانات والتفاهمات الدولية الاقليمية حول دورها ومهمتها.
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,284,072

عدد الزوار: 7,626,858

المتواجدون الآن: 0