أخبار وتقارير..سورية «وجبة دسمة» في القمة الروسية - التركية اليوم...روسيا وإيران وأذربيجان تدعو إلى التصدّي «الشامل» للإرهاب..إلى متى سيدافع «حزب الله» مكان الجيش السوري؟

أذرع إرهاب الدولة الإيرانية .. «الحشد الثوري» نموذج جديد..«لبننة»العراق اكتملت .. فلا تتركوا سورية..«نقاط ساخنة» في العالم... قد تُغرق البشرية في جحيم الحرب!

تاريخ الإضافة الثلاثاء 9 آب 2016 - 7:40 ص    عدد الزيارات 2181    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

إلى متى سيدافع «حزب الله» مكان الجيش السوري؟
تقرير / تململ من الحلفاء لعدم إمساك الأرض بعد السيطرة عليها
الرأي...تقارير خاصة ..  كتب إيليا ج. مغناير
رغم قناعة أفراد وقياديي والبيئة الحاضنة لـ «حزب الله» اللبناني «بضرورة القتال في سورية كي لا تنعكس الحرب عليهم في لبنان وتدور رحاها في عقر دارهم»، إلا ان التململ والاستياء من أداء الجيش السوري لم يعد تحت الرماد، رغم عمق الحلف الاستراتيجي بين «حزب الله» ودمشق وبين ايران والنظام السوري الحالي.
ففي مدينة حلب، وبالأخصّ داخل الكلية الفنية الجوية، استيقظ عناصر «حزب الله» الموجودين داخل أحد المباني على صوت ضجيجٍ خارج المبنى ليلاحظوا ان مجموعة من الجهاديين الذين اقتحموا المنطقة التي كان يحرسها الجيش السوري أصبحوا أمام المدخل، ينشغلون بغنيمة السيارات وفي داخلها بطاقات شخصية لمقاتلي «حزب الله» الذين بقوا عشر ساعات محاصَرين داخل المبنى يشتبكون مع المهاجمين الى حين تأمين خروجهم الى منطقة بعيدة عن مسرح العمليات.
ويقول عناصر هذا التنظيم ان «هناك جهداً عالياً وتضحية بشرية تُبذل لاستعادة مناطق استراتيجية مهمة تتطلب أياماً وأسابيع ومشاركة أقوى فرقة في حزب الله تسمى (الرضوان) لاقتحام الأماكن الأكثر تحصناً ليصار الى تسليمها الى عناصر الجيش السوري بعد إنهاء السيطرة عليها والتقدم الى أماكن أخرى. الا ان المفاجأة تأتي عند ايّ هجوم للجهاديين وحلفائهم في المعارضة المعتدلة المسلّحة، اذ يستعيد هؤلاء بساعات أو يوم أو أكثر بقليل ما خسروه، لان روح القتال والعقيدة القتالية غير موجودة لدى عناصر الجيش السوري في شكل عام».
ولم تعد هذه «الحوادث» تقتصر فقط على مدينة حلب، بل حصلت مثلها في حمص ومناطق متقدمة أخرى حيث أصبحت تُتداول على لسان المقاتلين الموجودين في سورية. ويتساءل الجميع كيف يمكن الاستمرار في القتال بهذا النهج، اذ يستطيع «حزب الله» ان يقدّم الآلاف من المقاتلين للتواجد على جبهات عدة في الشمال السوري والوسط والجنوب، الا انه لا يملك عشرات الآلاف من الرجال للبقاء في أماكن السيطرة لأن لديه قوة مهاجمة فقط وليس قوة اضافية لتتمركز على مساحات شاسعة في الجغرافيا السورية.
ويقول مقاتلو «حزب الله» في سورية ان «القتال مع الحلفاء له ثمن سلبي. فبمجرد ان يكون الهجوم قوياً على جبهة معيّنة، تبدأ قوى متمركزة بالانسحاب فيتبعها الجميع ويتركون المنطقة بأكملها، ولهذا فإن (حزب الله) أصبح يتبع أسلوباً مختلفاً بالقتال والمجابهة. فالجهاديون يهاجمون بعدد كبير جداً غير آبهين بأعداد القتلى وبالثمن المطلوب لأخذ نقطة معينة. ففي المعركة الأخيرة في حلب، خسر المهاجمون أكثر من ألف بين قتيل وجريح لفتح طريق لا تزال«غير آمنة». وهذا الثمن الباهظ لا يريد حزب الله دفعه لأن عامل الوقت غير أساسي في هذه المعركة الطويلة الأمد. فإذا أراد الجهاديون دفع الثمن مقابل تأمين إنجاز ما لتحسين مفاوضات او زيارة معينة (مثل لقاء الرئيسين التركي والروسي في سانت بطرسبورغ اليوم لبحث موضوع حلب خصوصاً وسورية عموماً)، فلا ضرر في ذلك لان (حزب الله) غير ملتزم بالوقت. ولهذا فان عدد قتلى الحزب قد تغير وتدنّى في شكل ملحوظ جداً منذ معركة القصير ولغاية معركة الكاستيلو وحلب».
لكن الشكوى لا تأتي فقط من الجيش السوري وعدم إمساكه بالأرض عند اشتداد المعركة، بل ايضاً من الحلفاء الآخرين، مثل القوى الأفغانية التي أحضرتها إيران الى أرض المعركة في سورية. فهؤلاء لديهم العقيدة اللازمة التي تدفعهم للمجيء الى بلاد الشام للقتال «دفاعاً عن المقدسات»، إلا أنهم يفتقرون للتدريب المطلوب لمجابهة الطرف المقابل الذي يملك الخبرة القتالية اللازمة والعقيدة ومعرفة الارض. واثبتت المعارضة المسلحة المعتدلة مدعومة بالجهاديين من خارج سورية قدرتها على حشد الآلاف في نقطة هجوم موحدة على طول جبهة حلب في المعركة التي لا تزال قائمة لغاية اليوم. وأتى هذا الحشد ليس فقط من حلب، بل من ادلب والوسط والجنوب ليصبح أكبر تجمع للمقاتلين تحت رايات مختلفة متنوعة المشارب، الا انها كانت تعمل ضمن غرفة عمليات مشتركة واحدة، تنسق في ما بينها ولم تتململ ولم تتهم بعضها البعض بالخيانة ومغادرة أرض المعركة كما كان يحصل في معارك سابقة.
واذا استمر هذا الحلف كما هو عليه، فسيصعب على أي قوى كلاسيكية أو عصاباتية او جامعة بين الاثنين الصمود لوقت طويل، ولهذا، فإن وحدة المعارضة ومعها المجاهدون تستطيع ان تتقدم بسهولة الى مناطق أخرى تحت سيطرة النظام وحلفائه، رغم القصف المدفعي وتدخل الطيران السوري والروسي. وعلى هذا المنوال - الذي يصعب المحافظة عليه داخل المعارضة والمجاهدين - فان تقسيم سورية هو أحد الخيارات القوية التي وُضعت على الطاولة، ما يعني عدم استقرار بلاد الشام لفترة طويلة مقبلة.
«نقاط ساخنة» في العالم... قد تُغرق البشرية في جحيم الحرب!
خبراء عسكريون يستبعدون المواجهة بين الكبار... قريباً
الرأي..تقارير خاصة ..  كتب عماد المرزوقي
السويدان: الروس عقلانيون ولا يمكنهم التهور والتورط في حرب يدركون جيداً تداعياتها التدميرية
المناع: حرب وكلاء القوى العظمى هي الأرجح في الفترة المقبلة
الغربللي: أميركا وروسيا والصين تعمل ما في وسعها لعدم الانجراف إلى حرب شاملة
منطقة الشرق الأوسط وايران، الدول الأوروبية الشرقية المتاخمة لروسيا، وجزر بحر جنوب الصين... بقع ساخنة في العالم اليوم، تستقطب اهتمام القوى العظمى اليها في صراع مصالح ونفوذ... حالة تسبق دق طبول الحرب، في المنظور العسكري، لكن خبراء ومحللين يستبعدون ان تتورط القوى العظمى - مهما اختلفت مصالحها في هذه المناطق الثلاث - أبعد من قرع الطبول او «حرب محدودة» عبر أطراف محلية، في محاولة للنأي عن الانجراف الى حرب شاملة قد تغرق البشرية في جحيم الموت.
جحيم بدأ يستعد لمواجهة احتماله وقوعه حلف شمال الاطلسي (الناتو) بـ «استعراض عضلات» على حدود روسيا - اوروبا الشرقية، من خلال مناورات عسكرية مشتركة، برية وجوية، او بحرية، في استفزاز واضح وتحت أعين، اسطول البحر الاسود الروسي، او من خلال نشر قوات خاصة على الحدود، خصوصاً البولندية والأوكرانية، وصولا الى نشر الدرع الصاروخية الاميركية في بولندا، في حين يمكن، بين الحين والاخر، رصد تحركات لحاملات طائرات اميركية في بحر جنوب الصين بعد تصاعد استفزازات «التنين الصيني» وتلويحه بقوته المتنامية امام جيرانه خصوصاً تايوان، واليابان - أهم حلفاء واشنطن - والتي توترت علاقتها في شكل متصاعد في الفترة الأخيرة مع بكين حول أحقية السيادة على جزيرتين. المخاوف من مواجهة بين الكبار، دفعت بالقوى الكبرى الى تعزيز الانفاق على تطوير أسلحة تدميرية أكثر رعباً مما يمكن تخيله ويمكنها ابادة ملايين البشر في وقت واحد.
احتمالات حرب عالمية محدودة مسرحها حدود أوروبا الشرقية او جنوب بحر الصين، من شأنها أن تشغل القوى العظمى عن التدخل في حروب خارجية اخرى، اهمها تلك المندلعة في الشرق الأوسط. كما ان اشتعال اي حرب بين الكبار سيؤدي إلى انسحاب نسبي لقوات هذه الدول نحو مناطق الصراع، واحتمال هذا الانسحاب قد يترك فراغاً تستغله قوات نظامية وغير نظامية لتصفية حساباتها. ويعتبر اللواء المتقاعد صابر السويدان، الذي يستبعد حصول أي حرب نظامية بين القوى الكبرى حالياً انه «في حال انشغال واشنطن في حرب كونية، فان ابعد ما يمكن حصوله في الشرق الأوسط على اثر ذلك، هو احتمال قيام ايران باستغلال الفرصة لضرب اهداف أميركية في الخليج واستفزاز جيرانها عسكرياً». لكن «مثل هذا السيناريو حتى وان كانت الولايات المتحدة منشغلة في حرب ضد روسيا او الصين، فانه مستبعد حصوله» وفق السويدان «نظرا لأن القوات الأميركية لن تنسحب تماماً من الخليج من اجل الحفاظ على مناطق النفوذ، وأن اي استهداف لقوات أميركية في المنطقة سيترتب عنه تدمير ايران».
لكن واشنطن اليوم عينها، ليس على ايران، بقدر ما هي على زيادة التفوق العسكري على الصين وروسيا معاً. فحرص وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون)، على طلب مزيد من الأموال للانفاق العسكري وتطوير برامج صاروخية ومقاتلات وغواصات نووية، يضع واشنطن أمام سيناريوهات حرب كونية ونووية ضد روسيا والصين. وكان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر كشف في مستهل هذا العام عن ميزانية البنتاغون التي قاربت حسب تقارير نحو 600 مليار دولار للسنة المالية 2017. وحتى وقت قريب، أوضح كارتر أن «القوات الأميركية تستعد إلى حد كبير لهزيمة القوات المسلحة وغير النظامية، مثل حركة طالبان في أفغانستان». لكن وزارة الدفاع الأميركية أعدت في الوقت نفسه لـ «العودة إلى المنافسة بين القوى العظمى، بما في ذلك إمكانية حرب شاملة مع أعداء مثل روسيا والصين».
مثل هذا السيناريو لحرب تقليدية بين القوى الكبرى «غير وارد على الاطلاق في هذه الفترة رغم التحركات والتهديدات التي تمارسها القوى العظمى»، وفق ما يكشف المحلل السياسي عايد المناع الذي «لم يستبعد في الوقت نفسه ان تكون حرب وكلاء القوى العظمى هي الأرجح في الفترة المقبلة. فقد تشتد الحرب بين حلفاء واشنطن وموسكو في الشرق الأوسط».
«كما يمكن ان نشهد حرباً طاحنة ايضا بين اليابان والصين في المحيط الهادىء. او يمكن ان تنشب الحرب بين قوات أوروبية مدعومة اميركياً ضد روسيا على حدود اوكرانيا»، يضيف المناع. ويعتقد أيضا أن «تعارض تدخلات كل من واشنطن وروسيا خصوصا في الصراع في سورية لم يدفع الى تصادم القوتين اللتين موجودتين على طرفي نقيض في الشرق الأوسط لكنهما ينتهجان حسابات دقيقة تبعدهما عن مواجهة مسلحة».
لكن ورغم التصريحات النافية لحدوث اي عمل عسكري بين القوى الكبرى، فان زيادة احتمالات الحرب، وفق ما نشره تقرير لصحيفة «ذي نايشن» الأميركية، تفيد بان «التوتر المبطن موجود رغم ان ديبلوماسية القوى الثلاث توحي بتفاهمات وتقارب في قضايا كثيرة، الا انه على الأرض يبدو ان الأمور تسير عكس ذلك». فالتجييش الذي تقوم به الولايات المتحدة بنقل واعادة توزيع الأساطيل والجيوش وحاملات الطائرات اكثر من مرة في عام واحد تجاه مناطق جنوب بحر الصين واوروبا، يشيران الى سخونة هذه المناطق، لكنها تبقى براكين ساكتة او خامدة تنتظر استفزازاً لتنفجر. ومن اجل ذلك كان اجتماع حلف «الناتو» الشهر الماضي، لتدارس احتمالات الحرب ضد موسكو على اثر زيادة التدخل الروسي في شؤون الدول السوفياتية السابقة ومحاولة التأثير في الداخل الأوكراني واعادة سيطرة الكرملين على الدول التي تمثل نقاط التماس بينه وبين دول غرب اوروبا.
إلا انه ورغم تعزيزات «الناتو» على حدود بولندا مع روسيا وكذلك اوكرانيا، والتي ردت عليها موسكو بتعزيزات مماثلة، يتمسك خبراء عسكريون باستبعاد احتمال قرب المواجهة العسكرية بين الكبار في الوقت الحالي. ويعتبر العقيد طيار متقاعد عبد الكريم الغربللي ان «ما يجري من تحركات عسكرية للقوى العظمى نحو نقاط ساخنة في العالم، هو تنافس على ميزان القوة ولا يعني حتما زيادة احتمالات المواجهة بين الروس والأميركيين والصينيين، فهم يدركون جيداً خطر تداعيات الحرب بينهم». بدوره يرجح السويدان «انه ومع وجود توتر بين القوى العظمى خصوصاً بين الروس والأميركيين، الا ان الروس عقلانيون لا يمكنهم التهور والتورط في حرب يدركون جيدا تداعياتها التدميرية».
ويضيف الغربللي انه «رغم وجود استفزاز سياسي وعسكري بين واشنطن وموسكو، الا ان المناخ السياسي الحالي خصوصاً مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي الأميركي، فضلا عن سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما غير التصعيدية، لا تعتبر ظروفاً محفزة على مواجهة عسكرية». ووصف التقارير التي تتحدث عن احتمالات مواجهة عسكرية بين الكبار بمثابة «فقاعات اعلامية للاثارة ولا تعكس حقيقة التوزانات بين القوى العظمى» التي تجنب الحرب المباشرة منذ اكثر من 70 عاما.
لكن عشرات التقارير الاعلامية الأميركية والأوروبية خصوصاً، تحدثت بين يوليو وبداية أغسطس عن احتمالات حرب تتجه اليها القوى العظمى، ولعل آخرها تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» أشارت فيه «الى احتمال نشوب حرب أميركية - روسية قد يتسبب فيها استفزاز عسكري روسي للقوات الأميركية المشاركة في الحرب في سورية والداعمة لفصيل معين ضد نظام تدعمه موسكو».
الى ذلك نقل موقع «فويس اوف اميركا»، أنه ردا على التعزيزات العسكرية التي قام بها حلف الناتو على حدود روسيا مع أوروبا الشرقية، فان «القوات العسكرية الروسية قامت بمراكمة مستمرة للآلياتها على طول حدودها مع أوكرانيا وهو ما يثير مخاوف من أن موسكو، التي ضمت شبه جزيرة القرم في العام 2014 قد تفكر في حملة عسكرية علنية ضد جارتها الجنوبية الغربية (كييف)».
ووفق تصريحات حديثة لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، فمنذ العام 2013 اقام الجيش الروسي منطقة عسكرية متاخمة لجنوب أوكرانيا، وكذلك في منطقة شمال القوقاز المضطربة. وتعود عملية التعاظم العسكري لموسكو في المنطقة ردا على الوجود العسكري المتزايد لحلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية.
لكن امام اصرار حلف الاطلسي على مواجهة تعاظم القوة الروسية على حدود اوروبا، اختار الكرملين تخفيف الصعيد ازاء الغرب وواشنطن عبر اقتراح نائب وزير الدفاع الروسي اناتولي انتونوف برنامج ايجابي «لتطوير العلاقات مع الناتو يهدف إلى خفض التوتر بين موسكو والحلف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة». وأكد أن روسيا مستعدة لإجراء حوار بناء مع حلف شمال الاطلسي رغم الاختلافات، والنتائج المترتبة على القرارات التي اتخذت في قمة للاتحاد الاوروبي في وارسو في يوليو.
ووفق تقرير لصحيفة «ذي نايشون» الأميركية، فان «الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي يستعدان لحرب كبرى ضد روسيا». وتعكس مناورات عسكرية واسعة النطاق وزيادة القوات على الحدود الشرقية للناتو استراتيجية جديدة خطيرة. وللمرة الأولى في ربع قرن، اصبح احتمال نشوب حرب حقيقياً، والحرب بين القوى الكبرى هي على جدول أعمال القادة الغربيين الذين يناقشون خططا لتعزيز الجناح الشرقي للناتو من شركاء الاتحاد السوفياتي السابق، وهي دول البلطيق والبحر الأسود المتحالفة الآن مع الغرب وهي دول تخشى من هجوم عسكري تقوم به موسكو.وحسب «ذي نايشن»، فان «واشنطن وحلفاءها يدرسان جديا زيادة نشر قوات على طول السواحل الشرقية في كل من بولندا وليتوانيا ولاتفيا واستونيا المتاخمة لروسيا». كما سعت واشنطن إلى خطوات عديدة من تلقاء نفسها لتعزيز الحدود الشرقية لحلف الناتو. ودعمت الإنفاق على «مبادرة الاطمئنان الأوروبي» بمبلغ سيقفز الى نحو 3.4 مليار دولار في 2017. جزء كبير من هذا التمويل الإضافي سيذهب إلى نشر لواء قتالي مدرع إضافي في شمال أوروبا. وكدليل آخر على عزم الولايات المتحدة والناتو للتحضير لحرب محتملة ضد روسيا، أجرت قوات التحالف أكبر مناورات عسكرية في أوروبا الشرقية منذ نهاية الحرب الباردة، المعروفة باسم «أناكوندا» عام 2016، وشارك فيها 31 ألف جندي (نصفهم تقريبا من الأميركيين) مع الآلاف من المركبات القتالية من 24 دولة في مناورات لـ «معركة المحاكاة» تتسع بداية من بولندا.
ووفق «ذي نايشن»، فان «الانتشارالعسكري لحلف الناتو على حدود أوروبا الشرقية المتاخمة لروسيا يعكس النظرة الاستراتيجية الجديدة والخطيرة في واشنطن. فبينما كان في السابق ينصب التركيز الاستراتيجي على محاربة الإرهاب ومكافحة التمرد، تحول الآن إلى حرب تقليدية بين القوى الكبرى».
الا ان الغربللي يصر على «ان القوى العظمى كأميركا وروسيا والصين، تعمل ما في وسعها لتجنب الانجراف الى حرب شاملة»، فيما تورد الصحيفة أن «البيئة الأمنية اليوم هي مختلفة في شكل كبير عن تلك التي كنا بصددها طوال السنوات ربع القرن الماضي». واشار تقرير لصحيفة «واشنطن بوست»، إلى انه على مدى العقدين الأخيرين سعى الروس الى قفزة تكنولوجية في المعدات العسكرية وخصوصاً في استخدام طائرات من غير طيار في القتال. «وقد تكون المواجهة المستقبلية عبر هذه المعدات».
ورغم محاولات بث الطمأنينة في العلاقة، فان تقريراً تحليلياً لصحيفة «فاينانشال تايمز»، يوضح أن «التوترات الاستراتيجية آخذة في الارتفاع بين الولايات المتحدة والصين. وخلال العام الماضي، عملت بكين على إعادة فرض مطالب متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي من خلال بناء الجزر الاصطناعية والمنشآت العسكرية عبر المحيط. ورداً على ذلك، عززت القوات البحرية الأميركية حضورها عمداً في هذه المنطقة المتنازع عليها، وهو ما اثار غضب بكين». ويعتبر التنافس بين واشنطن وبكين، احد المواضيع الأكثر خطورة في السياسة الدولية.
وفيما تسعى القوى الكبرى للسيطرة على مواقع نفوذ لها في العالم، ما زال يهمين شبح الهلاك من حرب كونية نظامية قد تنجرف اليها القوى الكبرى اذا احتدم الخلاف حول مصالحها الاستراتيجية رغم استبعادها على المدى القصير، لكن قد تفاجئ الحرب كل البشرية مثلما فاجأ «الربيع العربي» العالم بأسره!
 
«لبننة»العراق اكتملت .. فلا تتركوا سورية
عكاظ...عبدالله الغضوي (جدة)
 نجحت إيران منذ مطلع الثمانينات إلى الآن، في تحويل لبنان إلى محمية إيرانية تتلقى الأوامر من طهران من خلال «سرطان» حزب الله، ولم يعد الأمر مخفيا؛ ذلك أن المسؤولين الإيرانيين طالما قالوا إن لبنان إحدى جبهات القتال الإيرانية في الشرق الأوسط، وقد ساهم النظام السوري في عهد حافظ الأسد بتهيئة المناخ اللبناني من خلال إضعاف كل القوى الوطنية اللبنانية، فيما هندس الطرفان خريطة صعود حزب الله كقوة ميليشياوية مهيمنة، بحيث يكون هذا البلد الحيوي محمية إيرانية من خلال ذراع حزب الله، الذي سلم الدولة لإيران عبر «فلسفة» الولي الفقيه.
فكرة تشكيل حزب الله في لبنان كميليشيا تابعة لإيران، كانت انطلاقة المشروع الإيراني البعيد المدى، مستغلة حالة الترهل العربي وتواطؤ النظام السوري مع هذا المشروع، الذي أصبح لاحقا في عين العاصفة الإيرانية ووقع في شراك إيران بإغراقه بميليشيات ومرتزقة تعمل وفق التوجيه الإيراني.
كان الهدف الإيراني؛ بناء خط طولي من إيران مرورا بالعراق إلى سورية ولبنان للوصول إلى البحر المتوسط، لكن العراق كان العثرة الأولى في هذا المشروع، نظرا لحجمه وقوته العسكرية وتاريخه العروبي والإسلامي العميق. وبسقوط النظام العراقي، بدأت إيران بترتيب خطة «لبننة» العراق، وتكرار سيناريو التغلغل الإيراني في لبنان، ساعدها في ذلك نخبة من المتواطئين العراقيين، والحدود الجغرافية العريضة، فضلا عن استغلال المشاعر الطائفية في المناطق الجنوبية من العراق.
رموز التآمر العراقي، كثيرة ولعل أبرزها نوري المالكي، وهادي العامري، قائد ما يسمى بـ «فيلق بدر»، الذي كان يتخذ من طهران مقرا له ضد العراق .. هذه الشخصيات تحولت في وقت لاحق - وفق التوقيت الإيراني- إلى أدوات فاعلة في تنفيذ مشروع ابتلاع العراق، ليكون المالكي النسخة العراقية من حسن نصرالله وعلى الطريق ذاته.
بعد أن أطبقت إيران على لبنان واكتملت أدواتها في العراق، أوعزت إلى أذرعتها السياسية بتحويل الحشد الشعبي إلى حرس ثوري إيراني بحيث يكون جهازا موازيا للأجهزة الحكومية الرسمية، لتنتهي بذلك مرحلة «عراق» تنطبق عليه «صنع في إيران».. نجحت اللبننة بامتياز واستنساخ التجربة اللبنانية حرفيا.
المرحلة الأخيرة من المشروع الإيراني تقف الآن على أعتاب سورية، التي استعصت على كل الأدوات الإيرانية وحولت المشروع «السلس» في لبنان والعراق إلى تحد كبير للنظام الإيراني الذي يدفع حتى الآن ثمنا باهضا في أتون الصراع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات.. وليس مبالغة في القول «إن معركة كسر العظم (الإيرانية - العربية) تدور في سورية الآن.. وهي المعركة الأخيرة بين العرب والفرس وستكتب من هو المنتصر.
أذرع إرهاب الدولة الإيرانية .. «الحشد الثوري» نموذج جديد
 «عكاظ» (بغداد)
أذرع إيران في المنطقة إرهاب دولة .. بهذا المعنى جرى تفسير قرار تحويل ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران في العراق لحرس ثوري تشرف عليه طهران بشكل مباشر، لترسيخه كقوة عسكرية وسياسية معترف بها لتكون ذراعا إيرانية في المنطقة العربية لتسهيل الأهداف التوسعية لنظام ولاية الفقيه الإرهابية الطائفية.
إيران التي اختارت قائد الحرس الثوري الإيراني السابق محسن دوست وأحد مؤسسيه لإنشاء الحرس الثوري العراقي جاء ليضفي على الحشد الشعبي العراقي دورا إقليميا فيه تهديد لدول الجوار، فضلا عن إعطائه شرعية سياسية حينما يحمل صفة الدولة، ومن ثم يضمن عدم حله مستقبلا.
التدخل الإيراني القوي في الشؤون العراقية حول العراق إلى حديقة خلفية لإيران، وما يؤكد التدخلات الإيرانية في الشأن العراقي ما أعلنه وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، من أن قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، يعمل مستشارا للحكومة، ما يدفع نحو الاعتقاد بوصاية تمارسها إيران على العراق، ودفع قادة الحشد الشعبي نحو الطموحات السياسية بجانب العسكرية لشرعنة ما يقوم به. القرار الإيراني بتحويل ميليشيات الحشد الشعبي إلى حرس ثوري، والإعلان عن وجود سليماني مستشارا للحكومة العراقية ما هو إلا تأكيد لهيمنة إيران على العراق، وتأكيد لشرعية تسليح الحشد، ما يوحي بدور عسكري أكبر يتجاوز حدود العراق، وهو ما يحقق ما قاله بعض قادة ميليشيات الحشد الشعبي، يوما، من توعدهم بتوسيع أعمالهم خارج أراضي العراق. النائب الإيراني محمد صالح جوكار واحد ممن طالبوا بتشكيل قوات «حرس ثوري» في العراق على غرار الموجود في إيران، واقترح دمج الفصائل والميليشيات الشيعية، وجعل ميليشيا «سرايا الخراساني» نواة لها، مشيدا بتجربة الحرس الثوري الإيراني التي اعتبرها ناجحة ورائدة لدول المنطقة. جوكار اعتبر أن سرايا الخراساني نواة أساسية، اعتمادا على «سجلها الحافل بالإنجازات» على حد قوله، مبديا استعداد بلاده «لتزويد العراقيين بنمط وهيكلية هذه القوات، ليتمكن العراق من تشكيل قوات حرسه».
روسيا وإيران وأذربيجان تدعو إلى التصدّي «الشامل» للإرهاب
اللواء.. (ا.ف.ب-رويترز)
دعت روسيا واذربيجان وايران الى التصدي «بشكل شامل» للارهاب في اعلان مشترك تم تبنيه في ختام قمة لرؤساء روسيا واذربيجان وايران في باكو.
وقال فلاديمير بوتين والهام علييف وحسن روحاني في الاعلان المشترك ان «الاطراف الثلاثة مصممة على التصدي بشكل شامل للارهاب والتطرف وتدعو الاسرة الدولية لتوحيد جهودها للتصدي بشكل فعال لهذه التحديات والتهديدات للاستقرار والامن الدوليين».
وقال رئيس اذربيجان خلال لقاء مع نظيريه الروسي والايراني «ان التهديدات والمخاطر في المنطقة تزداد بانتظام. في هذه الظروف ان علاقاتنا شرط اساسي لارساء السلام والاستقرار».
من جهته دعا روحاني «الى تعاون اكبر» بين الدول الثلاث للتصدي للارهاب «بصورة فعالة». ودعم بوتين هذه الدعوة قائلا «تطرح المناطق المضطربة والنزاعات الساخنة والتهديد الارهابي المتنامي خصوصا من تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة خطرا حقيقيا علينا جميعا».
من جهة اخرى، أعلنت وزارة الدفاع الصربية امس أن صربيا ستجري تدريبات جوية مشتركة مع روسيا هذا العام.
وقالت الوزارة في بيان مكتوب إن روسيا البيضاء- حليفة روسيا- ستنضم إلى وحدات من القوات الصربية والروسية في التدريبات الأولى التي تحمل اسم «الأخوية السلافية 2016» في الخريف.
وأضافت الوزارة «هذا يمثل استمرار التعاون بين القوات الجوية في البلدين الذي بدأ عام 2014 بتدريبات عسكرية مشتركة.»
وأوضحت أن تدريبات مماثلة ستقتصر على صربيا وروسيا في وقت لاحق.
وتتبنى صربيا توازنا دقيقا بين طموحاتها الأوروبية والشراكة مع حلف الأطلسي من جهة وتحالفها المستمر منذ قرون على الصعيد العرقي والديني والسياسي مع روسيا من جهة أخرى.
وعلى الرغم من طموحات صربيا في الانضمام للاتحاد الأوروبي ومشاركتها في برامج شراكة مع حلف شمال الأطلسي فإنها لا تسعى جاهدة لعضوية الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة إذ أن التكتل العسكري لا يحظى بالشعبية بين الصرب منذ أن نفذ غارات جوية على القوات الصربية عام 1999 لإجبارها على الانسحاب من كوسوفو.
باكستان: 70 قتيلاً في تفجير انتحاري بمستشفى
عكاظ...وكالات (كويتا)
قتل 70 شخصاً على الأقل، وأصيب نحو 112 آخرين بجروح أمس (الاثنين) في تفجير انتحاري في أحد مستشفيات مدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان بجنوب غربي باكستان. وأوضح مدير إدارة الصحة في إقليم بلوشستان مسعود نوشيرواني أن حصيلة القتلى ما زالت مرشحة للزيادة؛ نظراً لوجود حالات حرجة بين المصابين. بينما أفاد شهود عيان أن انتحاريا فجر نفسه وسط حشد من المشيعين معظمهم محامون وصحفيون كانوا في قسم الطوارئ في المستشفى المدني الحكومي، لمرافقة جثمان محام بارز قتل بالرصاص في المدينة في وقت سابق أمس. وأعلنت جماعة «الأحرار» وهي فصيل تابع لحركة طالبان الباكستانية مسؤوليتها عن الهجوم في رسالة بالبريد الإلكتروني. ولم يتأكد على الفور إذا ما كانت الجماعة نفذت التفجير فعلا، حيث يعتقد أنها أعلنت مسؤوليتها من قبل عن هجمات لم تنفذها. كما أعلن كذلك تنظيم داعش مسؤوليته عن الاعتداء.
سورية «وجبة دسمة» في القمة الروسية - التركية اليوم
الحياة...موسكو – رائد جبر أنقرة – يوسف الشريف برلين – رويترز 
يسعى الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، خلال لقائهما اليوم، إلى وضع «خريطة طريق» ترسّخ تطبيع العلاقات بين البلدين، بعد مشكلة إسقاط سلاح الجوّ التركي مقاتلة روسية فوق الحدود السورية في 24 تشرين (نوفمبر) الماضي، وستكون سورية ومستقبلها «الوجبة الدسمة» في محادثات القمة التي تُعقد في قصر الأباطرة الذي شهد سابقاً بعض خطط الحرب ضد السلطنة العثمانية.
زيارة أردوغان ستكون الأولى له خارج تركيا بعد إحباط محاولة الانقلاب ليل 15- 16 تموز (يوليو)، وسط مرارة أنقرة بعد تعرّضها لانتقادات عنيفة من حلفائها الغربيين، احتجاجاً على حملة «تطهير» واسعة طاولت عشرات الآلاف من أنصار الداعية المعارض فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير المحاولة.
وعشية وصوله إلى سان بطرسبورغ، حرص أردوغان على التذكير بأن بوتين اتصل به معزياً بعد المحاولة الفاشلة، مشيراً إلى أنه «لم يوجّه انتقادات في شأن عدد العسكريين أو الموظفين الذين أُقيلوا».
ولم يخفِ أردوغان مرارته من موقف الولايات المتحدة بعد محاولة الانقلاب، إذ اعتبر أن زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لأنقرة، المرتقبة في 24 الشهر الجاري، «متأخرة جداً، وهذا يحزننا». وسأل في حديث لصحيفة «لوموند» الفرنسية: «ماذا يتوجّب أكثر على الأميركيين؟ حليفهم الاستراتيجي يواجه محاولة انقلاب، وهم ينتظرون 40 يوماً لزيارته. هذا صدمنا».
واستعد أردوغان للقائه بوتين بخطوات عملية، إذ رفع حظراً عن وكالة «سبوتنيك» الرسمية الروسية في تركيا. وتوقّعت مصادر في الرئاسة التركية أن يدعو أردوغان بوتين إلى أنطاليا نهاية الشهر الجاري، من أجل مشاهدة لقاء بين المنتخبين التركي والروسي في كرة القدم.
وتتصدّر العلاقات الثنائية والشأن السوري جدول أعمال قمة سان بطرسبورغ، وسط تكهنات بإطلاق «مرحلة جديدة» من التعاون تشمل ملفات كثيرة. ورأت أوساط برلمانية روسية أن للقاء «أهمية استثنائية»، علماً أن الرئيس التركي كان وجّه إشارة إلى موسكو، بتأكيده أن «لا حلّ للأزمة في سورية من دون روسيا».
وقال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، إن الجانبين سيوليان أهمية خاصة للعلاقات الثنائية وسبل تعزيز تعاونهما، بدءاً من استئناف التبادل التجاري، وإعادة تسيير الرحلات الجوية التي تنقل حوالى 4 ملايين سائح روسي سنوياً إلى تركيا، وصولاً إلى إحياء مشاريع استراتيجية، مثل مد أنبوب الغاز «تركستريم» إلى أوروبا، وتشييد محطة نووية روسية في تركيا.
وقال السفير التركي في موسكو أوميت يارديم، إن بوتين وأردوغان سيضعان «خريطة طريق» لتطوير العلاقات، وإطلاق مرحلة جديدة من التعاون.
ويشكّل الملف السوري أصعب اختبار أمام القمة، خصوصاً بعد التطورات الأخيرة في حلب. ولمّح معلقون روس أمس، إلى أن مطلب الكرملين إغلاق الحدود السوريةالتركية سيكون اكثر تعقيداً بعد المستجدات في المدينة.
وعلى رغم ذلك، اعتبر ديبلوماسيون تحدثت اليهم «الحياة»، أن «مساحة الاتفاق أوسع بكثير من التباين في وجهات النظر»، في إشارة إلى أن العنصر الخلافي الأول المتعلق بدور الرئيس السوري بشار الأسد ومصيره، «يمكن تجاوزه بتأجيل طرح هذا الملف الآن، بالطريقة ذاتها التي أدت إلى التوصل إلى تفاهمات مع واشنطن».
ونقلت صحيفة «إزفيستيا» عن مسؤول عسكري، أن وزارة الدفاع الروسية أعدّت لبوتين رزمة اقتراحات لعرضها على أردوغان، بينها إقامة قنوات اتصال مباشرة بين الوزارتين، من أجل الحؤول دون وقوع حوادث مشابهة لإسقاط «سوخوي- 24» الروسية، كما تشمل إنشاء قنوات لتبادل المعلومات بين العسكريين الروس والأتراك، وعقد بروتوكولات تنظّم تصرّف المقاتلات الحربية أثناء تحليقها. ويضع الطرفان أيضاً نشرة تعليمات للطيارين «حول التصرّف لدى نشوب وضع خطر». وأشار معلقون إلى أن الرزمة المقترحة تكاد تكون نسخة حرفية عن اتفاقات أبرمتها موسكو مع واشنطن وتل أبيب.
في السياق ذاته، رجّحت مصادر عسكرية تركية أن تطرح موسكو إقامة خط ساخن للتنسيق بين الجيشين الروسي والتركي، فيما تأمل أنقرة بتنسيق مع موسكو في ما يتعلّق بمناطق الطيران، من أجل إبعاد سلاح الجوّ الروسي عن المناطق الحدودية.
واستعدت تركيا للقاء، من خلال العملية العسكرية التي نسّقتها ونظّمتها على الأرض في حلب، من أجل مناقشة الملف السوري من موقع نديّة مع الروس. وتتوقّع أنقرة أن يمنح نجاح المعارضة السورية في فك الحصار عن حلب، أردوغان دفعاً سياسياً ومعنوياً خلال اجتماعه ببوتين، علماً أن المصالحة الروسية - التركية بعد «اعتذار» أردوغان، واكبتها تصريحات تشير إلى استعداد أنقرة للبحث مع موسكو في الوضع السوري من دون تحفظات، وتصريحات أخرى عن استعدادها لتحسين علاقاتها مع سورية، إضافة إلى إشارات لقبول تركيا مسار حلّ سياسي، من دون أن يخلّ ذلك بنفوذها في سورية.
وكانت تصريحات رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) جون برينان عن احتمال تقسيم سورية، أقلقت أنقرة، التي تخشى تمدّد الفصائل الكردية في شمال سورية، وتسعى من التفاهم مع روسيا إلى تقليص الدورين الكردي والإيراني هناك، وإلى إتاحة دور عسكري تركي، ولو محدود، يدرأ خطر صواريخ «أس- 400» التي نشرتها موسكو في الساحل السوري، من أجل استئناف الطيران التركي تحليقه في أجواء شمال سورية.
اللافت أن الإشارات الروسية حول المحادثات مع تركيا لم تقتصر على ملفَّي التعاون الثنائي وسورية، إذ ربطت أوساط روسية أمس بين النشاط الزائد للكرملين إقليمياً، وموعد قمة سان بطرسبورغ. علماً أن بوتين عقد قمة ثلاثية في باكو أمس مع نظيريه الأذري إلهام علييف والإيراني حسن روحاني، وسيلتقي في موسكو غداً الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان.
ورأت مصادر روسية أن الكرملين الذي يشكّل الرابط الأساس بين جميع هذه الأطراف، لا يتطلع فقط إلى طرح ملفات إقليمية مهمة، مثل تسوية مشكلات حوض بحر قزوين والنزاع على إقليم ناغورنو قره باخ، بل يأمل في الوقت ذاته بإحياء مشروع «التكامل الأوراسي» تحت قيادة روسية، مع ضمّ تركيا المستاءة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، إلى جهوده في هذا الصدد.
 

المصدر: مصادر مختلفة

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,806,109

عدد الزوار: 7,713,263

المتواجدون الآن: 0