معاناة عمران تختصر مأساة ملايين الأطفال في سوريا ..سجن صيدنايا السوري وصور التعذيب من الداخل..الطيران الأميركي يحمي قواته في ريف الحسكة...أنقرة تحض طهران وموسكو على دور إيجابي.. وصواريخ روسية من المتوسط على سوريا

الأمم المتحدة تختبر «الهدنة الروسية» في حلب... وتدمير آخر مستشفيات داريا

تاريخ الإضافة السبت 20 آب 2016 - 6:16 ص    عدد الزيارات 2057    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

الأمم المتحدة تختبر «الهدنة الروسية» في حلب... وتدمير آخر مستشفيات داريا
لندن، جنيف، موسكو، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب -
تجري مفاوضات بين الأمم المتحدة وموسكو لبحث اقتراح روسي بهدنة لـ 48 ساعة في حلب وسط استمرار المعارك والقصف في ثاني أكبر مدينة سورية، في وقت جددت القوات النظامية والميلشيات الموالية هجومها على داريا جنوب غربي دمشق تحت غطاء من القصف أسفر عن تدمير آخر مستشفيات المدنية. وأفيد بمقتل وجرح عشرات بقصف على ريف حمص.
وكانت موسكو أعلنت إنها ستدعم وقفاً لإطلاق النار لمدة 48 ساعة في حلب في خطوة قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا إنها ستسمح بوصول المساعدات إلى المناطق المحاصرة قريباً إذا احترمت جميع الأطراف الهدنة الموقتة. وطالب دي ميستورا منذ فترة طويلة بوقف القتال لمدة 48 ساعة أسبوعياً للسماح بتسليم المساعدات وإجلاء المرضى والمصابين من المناطق الشرقية التي تقع تحت سيطرة المعارضة والمناطق الغربية التي تسيطر عليها الحكومة من حلب.
ورحب دي ميستورا بإعلان وزارة الدفاع الروسية. وقال: «فريق الإغاثة التابع للأمم المتحدة يستعد الآن لحشد قدراته للاستجابة لهذا التحدي». وأضاف مكتبه في بيان: «خطتنا هي أن نعمل بشكل شامل على التفاصيل العملية ونكون مستعدين لإيصال المساعدات في أسرع وقت ممكن».
وتابع أنه يتعين على موسكو ضمان التزام قوات الحكومة السورية المتحالفة معها بالهدنة، في حين ينبغي للولايات المتحدة والقوى الإقليمية ضمان التزام مقاتلي المعارضة. وقال ديبلوماسي غربي لـ «رويترز»: «التحدي سيكون في الترتيبات المتعلقة بالعمليات والتأكد من أن هناك وقفاً حقيقياً في القتال ومن أنها (روسيا) لا تستخدم هذه (الهدنة) لمصلحتها الاستراتيجية ولحشد القوات لهجوم آخر...
ليس مفاجئاً أن يأتي هذا في وقت تمكن مقاتلو المعارضة من كسر حصار حلب وفتح ممر خاص بهم».
وأصبحت حلب التي انقسمت إلى مناطق تحت سيطرة الحكومة وأخرى تحت سيطرة مقاتلي المعارضة محور الصراع في الحرب الأهلية المستمرة منذ خمسة أعوام. ولا يستطيع زهاء مليوني شخص في الجانبين الحصول على مياه شرب نظيفة بعد أن دمرت البنية التحتية في القصف. وتسبب تصاعد العنف في حلب -التي كانت كبرى المدن السورية من حيث عدد السكان قبل الحرب وأكبر مركز تجاري فيها- في انهيار مفاوضات السلام التي يشرف عليها دي ميستورا في جنيف.
وقالت المعارضة السورية إنها تريد أن ترى وقفاً يعتد به للعنف هناك بالإضافة لتحسين فرص وصول المساعدات الإنسانية قبل استئناف المفاوضات. وقال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه «الشاحنات المحملة بالغذاء والماء والدواء مستعدة للتحرك على الفور وسيارات الإسعاف على أهبة الاستعداد لإجلاء الحالات الطبية العاجلة». وقال ديبلوماسي غربي آخر إن من المهم للأمم المتحدة أن تقود جهود الإغاثة. وأضاف لرويترز: «أنها ليست عملية روسية. ينبغي أن تكون عملية للأمم المتحدة لتكون عملية جيدة ويعتد بها. ستبدأ بداية من الأسبوع المقبل بشرط أن يكون هناك اتفاق بين الأمم المتحدة وروسيا والنظام (السوري) في شأن أشكال (التنفيذ)». وفي برلين أبلغ ديبلوماسي ألماني رويترز أن موسكو لديها مسؤولية خاصة لضمان عدم تصاعد القتال في حلب قبيل وقف إطلاق النار.
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال: «تشن طائرات سورية وروسية عشرات الغارات يومياً على محافظة إدلب وريف حلب الغربي لمنع الفصائل من إرسال تعزيزات إلى مواقعها في جنوب مدينة حلب». وأضاف أمس: «سقط المزيد من القذائف أطلقتها الفصائل الإسلامية والمقاتلة على مناطق سيطرة قوات النظام في الحيين الثالث والرابع بالحمدانية غرب حلب، ما أدى إلى سقوط جرحى، بينما تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام ومسلحين موالين لها من جنسيات عربية وآسيوية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة فتح الشام من جهة أخرى، في محيط الكلية الفنية الجوية قرب الراموسة ومحيط مشروع 1070 وتلة المحروقات والعامرية جنوب غربي حلب، وأنباء عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين فيما نفذت طائرات حربية عدة غارات على أماكن في أحياء الراموسة والمشهد والسكري والأنصاري».
في الوسط، ارتكبت طائرات النظام الحربية «مجزرة في بلدة الغنطو بريف حمص الشمالي، راح ضحيتها أكثر من 11 مدنياً في حصيلة أولية، وعشرات المصابين والمفقودين»، بحسب موقع «كلنا شركاء» المعارض. وأضاف أن طائرات النظام الحربية «استهدفت بلدة الغنطو بعدة غارات جوية بالقنابل الفراغية وبلدة الزعفرانة بريف حمص الشمالي بعدة غارات بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية، إضافة إلى استهداف البلدة براجمات الصواريخ».
وأفاد مركز حمص الإعلامي، من خلال حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، بأن «أهالي الحولة بريف حمص الشمالي أصابتهم حالة من الخوف والرعب بسبب أصوات الصواريخ البالستية التي تنطلق من قاعدة ظهر القصير بتجاه إدلب وحلب، وهذه القاعدة تقع غرب منطقة الحولة».
من جهته، قال «المرصد»: «قصفت طائرات حربية مناطق في مدينة السخنة ومحيطها بريف حمص الشرقي، في وقت سقطت عدة قذائف اطلقها تنظيم داعش على مناطق في قريتي جب الجراح ومكسر الحصان بريف حمص الشرقي، فيما ارتفع إلى طفل ورجل عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف طائرات حربية لمناطق في بلدة الزعفرانة بريف حمص الشمالي، كما قصفت قوات النظام مناطق في حي الوعر بمدينة حمص، ترافق مع فتح قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في الحي».
في الجنوب، قال «المرصد»: «نفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في اطراف حوش الضواهرة وبلدة اوتايا بالغوطة الشرقية، ومعلومات عن استشهاد مواطنة في بلدة اوتايا، وسقوط جرحى، بينما سقطت قذيفة هاون على منطقة في ضاحية الأسد الخاضعة لسيطرة قوات النظام قرب مدينة حرستا في الغوطة الشرقية».
من جهته، قال «المجلس المحلي في داريا» على صفحته في «فايسبوك» امس: «عاودت قوات الأسد محاولات اقتحام المدينة من المحور الغربي والجنوبي للمدينة مستخدمة عدة آليات ودبابات وكاسحات بالتزامن مع قصف جوي عنيف حيث ألقت طائرات النظام 42 برميلاً متفجراً، ومئات القذائف المدفعية والصاروخية من جبال الفرقة الرابعة، كما قامت قوات الأسد باستهداف المستشفى الميداني الوحيد في داريا بأربعة براميل نابالم ما أدى إلى نشوب حرائق هائلة في بناء المستشفى العلوي وخروجه عن الخدمة في شكل كامل، في وقت يعاني حوالى 1000 عائلة محاصرة في داريا من أوضاع صحية ومعيشية صعبة وبخاصة بعد توقف المستشفى الميداني الوحيد في المدينة وفقدان أغلب المخزون الغذائي لديهم».
وأضاف في بيان: «إننا في المجلس المحلي في مدينة داريّا، نؤكد دعمنا وتأييدنا لحلٍ سياسي عادل يحقق أهداف ثورتنا في الحرية والكرامة ويحفظ حياة المدنيين العزّل، وندين بشدّة استمرار النظام في إجرامه ضد المدنيين، وضرب كل مقومات الحياة، وإصراره على تدمير المدينة بأكملها، في ظل صمت دولي مريب - ما كان ليتسنّى للنظام أن يمارس هذه الجرائم من دونه - على رغم زعم المجتمع الدولي المتكرر حرصَه على إيجاد حلٍ سلمي لما يسمّيه الأزمة السورية”. وأضاف: «نكرر دعوتنا للمجموعة الدولية لدعم سورية والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والأمم المتحدة والمنظمات الدولية للتدخل الفوري لوقف الحرب الشرسة وغير المتكافئة التي تشنها قوات النظام السوري ومن يساندها من الميلشيات الأجنبية... ودخول فريق تحقيق دولي للوقوف على استخدام النظام للنابالم الحارق.
بين دمشق والجولان، قال «المرصد»: «دارت اشتباكات بين قوات الدفاع الوطني من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط بلدة جباتا الخشب، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».
الطيران الأميركي يحمي قواته في ريف الحسكة
طهران – محمد صالح صدقيان لندن، واشنطن، موسكو، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب 
كشفت واشنطن أمس، إرسالها مقاتلات من التحالف الدولي بقيادة أميركية إلى ريف الحسكة لحماية قواتها ومقاتلين أكراد بعد تعرض المدينة أول من أمس لغارات الطائرات السورية التي واصلت أمس قصف المقاتلين الأكراد في الحسكة وسط نزوح مدنيين إلى ريف المدينة هرباً من القصف والمعارك، في وقت أعلنت موسكو استخدامها صواريخ «كروز» من البحر المتوسط في قصف مواقع لـ «جبهة فتح الشام» («جبهة النصرة» قبل فك علاقتها مع تنظيم «القاعدة») شمال سورية، وسط أنباء عن زيارة قام بها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى طهران الخميس لاستكمال بحث الملف السوري.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن التحالف الدولي بقيادة أميركا أرسل مقاتلات لحماية المستشارين الأميركيين العاملين مع القوات الكردية خلال تعرضها لقصف من طائرات النظام. وقال الناطق باسم البنتاغون الكابتن جيف ديفيس: «تم ذلك كإجراء لحماية قوات التحالف». وأضاف «أعلناها بوضوح أن الطائرات الأميركية ستدافع عن قواتنا على الأرض إذا تعرضت لتهديد»، لافتاً إلى عدم وقوع إصابات.
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد أمس: «لا يزال التوتر يسود مدينة الحسكة وسط استمرار الأهالي في محاولات النزوح نحو مناطق بعيدة من القصف (من الطيران السوري) والاشتباكات بين قوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين للنظام من جانب، والقوات الكردية وقوات الأمن الداخلي الكردي (أسايش) من جانب آخر»، في حين شهدت محاور أخرى «تراجع حدة الاشتباكات من عنيفة إلى متقطعة، وسط سماع دوي انفجارات في المدينة يعتقد أنها ناجمة عن قصف قوات النظام مناطق تسيطر عليها القوات الكردية في المدينة». وأضاف: «ارتفع إلى 23 بينهم 9 أطفال و4 مواطنات عدد القتلى الذين قضوا جراء قصف قوات النظام وإطلاق النار المتبادل، إضافة إلى 9 من القوات الكردية و7 عدد عناصر الدفاع الوطني والمسلحين الموالين للنظام، حيث تمكنت القوات الكردية من أسر عشرات من هؤلاء المسلحين في الاشتباكات داخل المدينة».
وبدأت ليل الأربعاء اشتباكات عنيفة بين قوات «أسايش» ومجموعات الدفاع الوطني الموالية للنظام، على خلفية توتر في المدينة، إثر اتهامات متبادلة بتنفيذ حملة اعتقالات خلال الأسبوعين الأخيرين. وأشار مصدر حكومي إلى أن اجتماعات عدة عقدت بين الطرفين «لاحتواء التوتر» لكنها فشلت بعد مطالبة الأكراد بـ «حل قوات الدفاع الوطني» في المدينة. واعتبر أن «الضربات الجوية هي بمثابة رسالة للأكراد للكف عن مطالبات مماثلة (حل قوات الدفاع الوطني) من شأنها أن تمس بالسيادة الوطنية». وقال مصدر أمني سوري: «يجب ألا يحولوا (الأكراد) حلمهم بالحكم الذاتي إلى واقع».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أن سفناً حربية روسية أطلقت من البحر المتوسط ثلاثة صواريخ «كروز» على أهداف لـ «المتشددين» شمال سورية. وأضافت أن الصواريخ مرت فوق مناطق غير مأهولة واستهدفت «جبهة فتح الشام»، في وقت تدور مفاوضات بين الأمم المتحدة وموسكو لبحث اقتراح روسي بهدنة لـ48 ساعة في حلب وسط استمرار المعارك والقصف في ثانية كبريات مدن سورية.
وأكدت طهران أمس، أن وزير الخارجية التركي زار الخميس العاصمة الإيرانية لخمس ساعات. ولم تعرف الأسباب التي دعت طهران إلى عدم الإعلان عن الزيارة إلا بعد إعلان جاويش أوغلو عنها أمس خلال الزيارة التي قام بها إلی نيودلهي. لكن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قال إن جاويش أوغلو تابع مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف «البحث في التفاهمات التي تمت خلال زيارة الأخير إلی أنقرة الجمعة الماضي، إضافة إلی آخر التطورات التي تجري في المنطقة والعلاقات الثنائية». وذكر قاسمي أن البلدين اتفقا علی إجراء مشاورات مكثفة علی مختلف المستويات، مشيراً إلی أن الأيام القليلة القادمة ستشهد زيارات متبادلة بين البلدين.
الحسكة تشتعل مجدّداً... بعد انهيار الهدنة
طائرات اميركية لمساعدة الأكراد... وموسكو تنفي قصف حي القاطرجي في حلب
الرأي..عواصم - وكالات - لم تمر ساعات على تهدئة، عقدت بوساطات وجهود محلية، حتى اشتعلت المواجهة مجدّداً أمس، بين قوات النظام و«وحدات حماية الشعب» الكردية في الحسكة شمال شرقي سورية، حيث تحدث الطرفان عن انتزاع مواقع، فيما اعلنت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) عن ارسال طائرات لمساعدة القوات الكردية.
وقال مسؤول في «قوات سورية الديموقراطية، التحالف المرتبط بـ «وحدات الحماية»، ناصر حاج منصور، إن القوات الكردية التي تسيطر بالفعل على معظم الحكسة، «انتزعت السيطرة على مبان من الحكومة، بينها كلية للاقتصاد وحاجز المشتل».
وذكر سكان أن «الوحدات الكردية شنت هجوماً على معسكر الصاعقة غرب المدينة، للوصول إلى حي النشوة الغربي، حيث توجد مقرات قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام وأن معارك دارت في حيي العمران وغويران وسط المدينة».
وأفاد الناطق باسم «وحدات الحماية» ريدور خليل بأن «السلطات الكردية أجلت آلاف المدنيين من المناطق الكردية في اليوم الثاني للضربات الجوية والقصف المدفعي من جانب قوات النظام»، مردفاً أن «عشرات المدنيين قتلوا... الحسكة تشهد حربا حقيقية. كل من يستطيع حمل السلاح يقاتل النظام وعصاباته».
وأكّد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القوات الكردية حققت مكاسب في الشطر الجنوبي من المدينة.
لكن قوات النظام ذكرت أنها سيطرت في شكل كامل على حي الزهور ومستشفى ومدرسة وسط المدينة، موضحة ان مدفعية «الفوج 123» ساندتهم خلال الاشتباكات على جسر البيروتي الواصل بين حي غويران والحارة العسكرية. وقال مصدر مسؤول في المحافظة إن «الطيران الحربي نفذ ثمان غارات جوية على مواقع أسايش ووحدات الحماية الكردية في حيي النشوة الغربي والشريعة وسط المدينة».
وأكد المصدر أن «القوات الحكومية تمكنت من السيطرة على عدد من النقاط التي كانت تتمركز فيها القوات الكردية وسط المدينة، ولاسيما كلية الآداب على أطراف حي النشوة»، مشيرا إلى سقوط العديد من القتلى في صفوف من وصفهم بـ»المتمردين الأكراد».
وتفادى الطرفان المواجهة معظم الوقت، فيما تعمل الفصائل الكردية على تطوير حكمها الذاتي في شمال سورية، بحيث يكون إدارة ذاتية ضمن نظام فيديرالي، وهي خطة يعارضها الرئيس بشار الأسد.
وهذه ثاني معركة كبرى بين «وحدات الحماية» وقوات النظام هذا العام، ففي أبريل خاض الطرفان معارك دامية على مدى أيام في القامشلي شمال الحسكة.
وفي حلب، تواصلت المعارك بعد ساعات على استعادة المعارضة بلدة القراصي في الريف الجنوبي، حيث سقط 10 من قوات النظام، بينهم ضباط، خلال محاولتهم اقتحام الكلية الفنية الجوية في حي الراموسة، فيما تحدثت مصادر المعارضة عن سقوط عدد من عناصر «حزب الله» في حي ضاحية الأسد غرب المدينة، بعد استهداف تجمّع لهم بصاروخ مضاد للدروع، في وقت تجددت الاشتباكات بين المعارضة و»داعش»في محيط بلدة الراعي في الريف الشمالي.
وأمس، نفى الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف قصف طائرات بلاده، قبل يومين، حي القاطرجي في حلب، الذي شهد انهيار مقتل مدنيين وإنقاذ طفل من تحت أنقاض منزل منهار، وهو معفّر بالغبار والدم، حيث انتشرت صورته في مواقع التواصل وشغل الرأي العام.
وقال كوناشينكوف: «القوات الجوية الروسية لا تقصف أي مواقع للمسلحين داخل نطاق المدن أو التجمعات السكانية السورية. الجماعات المسلحة هي التي تقصف الأحياء المدنية في المدينة يومياً بالمدفعية والصواريخ».
بدورها، دعت وزارة الخارجية الألمانية إلى إيضاح تفاصيل هدنة الـ 48 ساعة، التي أعلنت روسيا، أول من أمس، عن استعدادها لتطبيقها في حلب، في أسرع وقت ممكن.
وأشارت ناطقة باسم الوزارة إلى أن «من المهم أيضا عدم تكثيف المعارك قبل بدء هذه الهدنة، مثلما حدث أكثر من مرة من قبل في مواقف مشابهة»، لافتة إلى أن هذا التعهد من موسكو يعطي للمرة الأولى منذ فترة طويلة «بريق أمل ضعيف».
وأبدت «الهيئة العليا للمفاوضات السورية» استعدادها لدعم الهدنة، شريط الالتزام الفعلي بها وفق آلية أممية للمراقبة وضبط الامتثال، موضحة أنها بانتظار تفاصيل مبادرة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا لتقييم دورها في المبادرة لرفع المعاناة عن السوريين.
وفي حمص، قتل 9 أشخاص، وجرح العشرات، جراء غارات جوية شنتها طائرات النظام على بلدة الغنطو في الريف الشمالي، كما تسببت الغارات في دمار في الأبنية السكنية والممتلكات.
وفي ريف دمشق، تم إجلاء 13 طفلاً مريضاً من بلدة مضايا المحاصرة قرب دمشق، فيما ألقت مروحيات النظام ثمانية براميل تحتوي النابالم الحارق على أربعة مستشفيات في داريا، منها المستشفى الميداني الوحيد في المدينة، ما أدى إلى خروجه من الخدمة نهائياً.
واعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي تنظيم «داعش» أجلوا أسرهم من بلدة جرابلس السورية على الحدود التركية التي تجاور مدينة خسرها التنظيم اخيرا أمام فصائل تدعمها الولايات المتحدة في مؤشر إلى أنهم يستعدون لمواجهة هجوم.
أنقرة تحض طهران وموسكو على دور إيجابي.. وصواريخ روسية من المتوسط على سوريا
المستققبل.. (أ ف ب، رويترز، الأناضول، ارنا، الهيئة السورية للإعلام)
فيما حضت تركيا روسيا وإيران على لعب دور إيجابي في الحرب الدامية في سوريا، صعّدت موسكو أمس من استهدافها لمختلف المناطق المشتعلة، وبعد القصف الصاروخي للطائرات الاستراتيجية الروسية النفاثة التي انطلقت من همدان غرب إيران، صبّت السفن الحربية التابعة لموسكو والمتمركزة شرق البحر المتوسط، حمم صواريخها من نوع «كاليبر» المجنحة على حلب وريفها موقعة المزيد من الدمار.

وإذا كانت معركة النظام وحلفائه في حلب تأخذ جل الاهتمام الميداني والإعلامي مع انتشار الصور المرعبة للضحايا مثل صورة الطفل عمران دقنيش التي احتلت الصحف والشاشات في أنحاء العالم، فإن جزءاً آخر مستجد من فصول هذه الحرب بدأ أول من أمس بين الأكراد والنظام في الحسكة بعد تحالف طويل بينهما، ما يشي بمزيد من تعقيد للمشهد السوري إثر دخول التحالف الدولي مباشرة معلناً غطاء جوياً لحماية الأكراد ومستشاريه من طيران بشار الأسد، فيما لم تؤمّن دول الحلف وخصوصاً الولايات المتحدة، ولا حتى يوماً واحداً غطاء مماثلاً للمناطق التي يسيطر عليها الثوار السوريون خصوصاً في شمال سوريا وريف دمشق، على الرغم من المناشدات القديمة والجديدة المطالبة بمناطق آمنة للمدنيين على الأقل.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن سفناً حربية روسية أطلقت من البحر المتوسط ثلاثة صواريخ كروز مجنحة من نوع «كاليبر» على أهداف في سوريا صباح أمس، مستهدفة مناطق غير مأهولة لـ«جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً).

وأضافت وزارة الدفاع في بيان أن «السفن المزودة بمنصات لإطلاق الصواريخ «زيليني دول» و«سيربوخوف« من أسطول البحر الأسود أطلقت (أمس) ثلاث مرات صواريخ «كاليبر» ضد أهداف تابعة لجبهة النصرة الإرهابية (جبهة فتح الشام)». وتابعت «تم تدمير مركز قيادة وقاعدة للإرهابيين في دارة عزة (غرب حلب)، فضلاً عن مصنع للمتفجرات ومستودع كبير للذخائر في منطقة حلب خلال هذه الهجمات».

ويأتي هذا التطور بعد أن قصفت روسيا الثلاثاء للمرة الأولى أهدافاً في سوريا بواسطة قاذفات انطلقت من قاعدة عسكرية في همدان، شمال غرب إيران.

وقالت المعارضة السورية، إن قرى أرحاب وأرناز والهابطة في الريف الغربي لحلب تعرضت لقصف بصواريخ بالستية شديدة التدمير أوقعت أضراراً مادية فقط .

وشن الطيران الروسي غارات على نقاط اشتباك بين فصائل المعارضة والنظام وحلفائه وعلى أحياء سيف الدولة والمشهد وصلاح الدين والسكري بمدينة حلب، ما أدى لسقوط شهداء وجرحى مدنيين. كما استهدف سيارة تقل مدنيين على طريق خان طومان بالريف الجنوبي، ما أدى لوقوع مجزرة راح ضحيتها 10 قتلى بينهم أطفال وعدد من الجرحى.

وعلى الرغم من غارات الطائرات والصواريخ الروسية العابرة، تصدى الثوار أمس لمحاولة جديدة من قبل قوات الأسد والميليشيات الطائفية للتقدم نحو المناطق المحررة أخيراً جنوب غرب حلب.

وقال ناشطون إن قوات الأسد والميليشيات حاولت التقدم على جبهات الراموسة وتلة المحروقات وقرية العامرية ومشروع 1070 شقة. وأوضح الناشطون أن الثوار تمكنوا من إلحاق خسائر بشرية كبيرة في صفوف قوات الأسد والميليشيات، بعد إيقاع الأخيرتين في كمين ناجح على جبهة الكلية الفنية الجوية، فضلاً عن خسائر بشرية في صفوفهما على باقي الجبهات.

واستهدف الثوار بواسطة صاروخ «تاو« تجمعاً لقوات الأسد وميليشيا «حزب الله« في ضاحية الأسد بحلب وألحقوا بها خسائر بين قتيل وجريح، كما تمكنوا أيضاً من تفجير جرافتين عسكريين على جبهة جمعية الزهراء، الأمر الذي تسبب بمقتل وجرح عدد آخر من القوات والميليشيات.

وأكد المكتب الإعلامي لـ»تجمع فاستقم» التابع للجيش السوري الحر والمنضوي في غرفة عمليات «فتح حلب» مقتل مجموعة من ميليشيات إيران في كمين للثوار خلال محاولتهم اقتحام دوار الطيارة في الراموسة.

في الملف الميداني الآخر، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية (البنتاغون) أمس أن قوات التحالف أرسلت مقاتلات بعد أن استهدفت طائرات النظام القوات الكردية التي تعمل مع مستشارين أميركيين في شمال سوريا، في حادث يُعد تصعيداً جديداً في النزاع.

وقال المتحدث باسم البنتاغون الكابتن جيف ديفيس، إن إرسال المقاتلات يأتي «كإجراء لحماية قوات التحالف». وأكد «سنضمن سلامتهم، وعلى النظام السوري عدم القيام بأمور تعرضهم للخطر (...) وننظر بجدية بالغة للحوادث التي تُعرض التحالف للخطر، ولدينا الحق الثابت في الدفاع عن أنفسنا».

ولكن يبدو أن هذا التحذير لم يلقَ اذاناً صاغية لدى النظام السوري حيث عاودت طائراته قصف مدينة الحسكة أمس لليوم الثاني على التوالي. وفور بدء غارات الخميس، حاولت القوات على الأرض الاتصال بالطيارين عبر اللاسلكي من دون فائدة. وبعدها، اتصلت القوات الأميركية بروسيا التي تقصف مناطق في سوريا دعماً لنظام الأسد، إلا أن الجيش الروسي أكد أن الطائرات سورية.

وقال ديفيس «هذا أمر غير عادي مطلقاً، لم نشاهد النظام السوري يقوم بمثل هذا ضد وحدات حماية الشعب الكردي»، في إشارة الى الميليشيا الكردية المدعومة من الولايات المتحدة. وعند وصول الطائرات الأميركية الى الأجواء فوق الحسكة، كانت الطائرات السورية قد غادرت المنطقة. ولم ترد تقارير عن إصابات.

وقالت قوات الأسد في بيان إن القتال في مدينة الحسكة بشمال شرق سوريا مع مسلحين أكراد جاء نتيجة محاولة قوات الأمن الكردية السيطرة على المدينة، ما دفع الجيش للرد باستهداف الجماعات المسلحة.

وقال البيان إن الرد جاء «مناسباً« وإن أي هجمات أخرى ستواجه بالقوة بعد اليوم الثاني من الاشتباكات والضربات الجوية التي نفذتها طائرات الأسد ضد وحدات حماية الشعب الكردية في الحسكة.

وكانت طائرات سورية من نوع سوخوي-24 أغارت الخميس على مواقع للقوات الكردية التي يقوم مستشارون أميركيون بتدريبها. وهي المرة الأولى منذ بدء النزاع في سوريا التي يقوم فيها سلاح الجو السوري بضرب مواقع للأكراد.

وفي ظل هذه الأجواء، رحبت الهيئة العليا للمفاوضات وهي المظلة الرئيسية للمعارضة السورية أمس بحذر باقتراح هدنة أسبوعية في حلب للسماح بوصول المساعدات للمناطق المحاصرة بشرط أن تخضع الهدنة لإشراف الأمم المتحدة.

وزاد القلق الدولي بشأن مصير قرابة مليوني مدني في المدينة في ظل اشتداد المعارك، وحذر برنامج الأغذية العالمي أمس من أن الوضع «غير إنساني ومروع ومقزز وكابوسي».

وقالت الهيئة في بيان «ترحب الهيئة العليا للمفاوضات بأي مبادرة تحقن دماء السوريين وتسهم في إيصال المساعدات للمناطق المحاصرة شريطة الالتزام الفعلي بها وفق آلية دولية للمراقبة وضبط الامتثال«.

في نيودلهي، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده تريد دوراً إيجابياً لإيران وروسيا في سوريا، وذلك خلال حديث تناول فيه زيارة غير معلنة إلى طهران أول من أمس في طريقه إلى الهند، بحث خلالها الأزمة السورية ومسائل إقليمية.

وقال جاويش أوغلو إن «الأزمة السورية تعمّقت، وأصبحت غير قابلة للحل«، مضيفاً: «لهذا السبب مررت (أول من) أمس إلى طهران خلال ذهابي (إلى الهند). تبادلنا وجهات النظر حول ذلك، وكانت محطة مفيدة للغاية«. وأوضح: «تناولنا هناك قضايا إقليمية مثل سوريا والعراق واليمن، ومنظمات إرهابية مثل «بي كا كا« (حزب العمال الكردستاني)، و«بيجاك« (الذراع الإيراني لـ بي كا كا)». وأضاف: «نحن نقول دائماً إن الدور البناء لإيران وروسيا مهم للغاية لحل المشاكل في سوريا والعراق والمنطقة. إذا استمر الدور السلبي فالصراع سيستمر، لذا نبذل قصارى جهدنا من أجل أن يكون هذا الدور إيجابياً«.

وأوضح جاويش أوغلو، أنه أجرى اتصالين هاتفيين مع نظيره الأميركي جون كيري، بحثا في الأول (16 آب الحالي) انسحاب تنظيم وحدات الحماية الكردية، من مدينة منبج (شمال شرقي حلب)، ومحاربة تنظيم «داعش«، والوضع في حلب (شمالي سوريا)، إلى جانب مسائل أخرى، وتناولا في الاتصال الثاني الذي جرى الخميس، موضوع انسحاب «وحدات الحماية» إلى شرقي نهر الفرات في سوريا.

ولفت، إلى أن كيري أكد في كلا الاتصالين التزام بلاده بالوعود التي قطعتها، وأنهم سيقومون بما يلزم من أجل تحقيق ذلك (إخراج الأكراد من منبج).

وفي طهران، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن جاويش أوغلو قام أول من أمس بزيارة قصيرة الي طهران من أجل متابعة التفاهمات والمشاورات التي جرت بين البلدين خلال زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الى أنقرة خلال الأسبوع الماضي.

وأفادت الدائرة العامة للديبلوماسية الإعلامية بوزارة الخارجية الإيرانية أن قاسمي أضاف أن جاويش أوغلو وخلال زيارته المقتضبة الى طهران أجرى مشاورات مع نظيره الإيراني وبحث معه حول أحدث تطورات الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن المحادثات بين وزيري خارجية البلدين استغرقت 5 ساعات.

وأضاف قاسمي أنه خلال الزيارة التي قام بها ظريف الي أنقرة الأسبوع الماضي ولقاءاته مع الرئيس التري رجب طيب اردوغان وبار المسؤولين الأتراك اتفق البلدان علي إجراء محادثات رسمية وحتى غير رسمية بصورة مكثفة ومستمرة بمختلف المستويات بين مسؤولي البلدين.

وقال إنه تقرر في هذا الإطار أن تجرى في القريب العاجل لقاءات متعددة بصورة مكثفة وفي مختلف المستويات بين بار مسؤولي البلدين.
معاناة عمران تختصر مأساة ملايين الأطفال في سوريا
 (أ ف ب، أورينت نت)
صدمت صورة الطفل عمران بوجهه الصغير الملطخ بالدماء والغبار، الملايين حول العالم لكن آلاف الاطفال الآخرين عالقون في دوامة الحرب في سوريا، تروعهم الغارات او ينتظرهم الموت جوعا في المدن المحاصرة.

وتصدرت صورة الطفل الحلبي البالغ من العمر اربع سنوات الصفحات الاولى في الصحف العالمية ومقدمات نشرات الاخبار وتناقلها الملايين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم في وقت اعتبرت واشنطن انها تجسد «الوجه الحقيقي للحرب» التي تعصف بسوريا منذ منتصف اذار 2011.

ويقول طبيب الاطفال ابو براء الذي يمارس عمله في الاحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب لوكالة «فرانس برس« إن «حالة عمران ليست نادرة، نرى يوميا عشرات الحالات المماثلة وغالبا ما تكون الاصابات اكبر».

وظهر عمران بعد دقائق من نجاته من غارة استهدفت منزله في حي القاطرجي الواقع تحت سيطرة الفصائل المعارضة، في شريط فيديو بثه مركز حلب الاعلامي القريب من المعارضة. يجلس على مقعد داخل سيارة اسعاف. يرتدي سروالا قصيرا والغبار يغطي جسده.

ويبدو الطفل مذهولا ولا ينطق بكلمة. يمسح بيده الدماء التي سالت من وجهه ثم يعاينها بهدوء قبل ان يمسحها بالمقعد من دون ان يبدي اي ردة فعل.

ويوضح طبيب الاطفال «هناك الاف القصص عن اطفال مصابين ومقطوعي الاطراف او يعانون من اصابات في البطن والدماغ» منذ بدء المعارك في مدينة حلب صيف العام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين احياء غربية تحت سيطرة قوات النظام وشرقية تحت سيطرة الفصائل المعارضة.

وغالبا ما تقصف قوات النظام السوري الاحياء الشرقية بالبراميل المتفجرة التي اوقعت مئات القتلى وترد الفصائل باستهداف الاحياء الغربية بالقذائف التي تسببت ايضا بعدد كبير من القتلى.

ويضيف ابو البراء «أمس سقط سبعة شهداء جراء قصف على حي الصالحين. اصيب طفل في صدره ورأسه. حاولنا ان نوقف النزف وننقل له الدم لكن حالته بقيت سيئة وتوفي» موضحا ان عمره لم يتجاوز الست سنوات.

مجرّد كلام

وعلى رغم الضجة التي اثارتها صورة عمران، يعرب الطبيب عن اقتناعه بانها «لن تغير شيئا». ويقول «يشاهد العالم يوميا عبر يوتيوب اطفالا يموتون جراء القصف او يتم انقاذهم من تحت الانقاض لكن احدا لا يتحرك، فقط مجرد كلام بكلام».

وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي امس مجموعة من الصور المركبة تعبيرا عن امتعاضهم من صمت العالم ازاء الحرب السورية التي اوقعت منذ العام 2011 اكثر من 290 الف قتيل. ويظهر عمران في احدى هذه الصور وهو يتوسط الرئيسين الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين، في تلميح الى ان اطفال سوريا ضحايا صراع القوى الكبرى المنخرطة بالنزاع السوري.

وفي صورة اخرى، يجلس عمران على مقعد سوريا في جامعة الدول العربية المتهمة بالتقاعس عن التدخل لانهاء النزاع السوري.

اما الصورة الاكثر تعبيرا فهي لرسام الكاريكاتور السوداني خالد البيه، ويظهر فيها عمران الى جانب الطفل ايلان الكردي، اللاجئ السوري ذي الاعوام الثلاثة، الذي جرفته المياه بعد غرقه الى احد الشواطئ التركية في ايلول الماضي. وتحولت صورته رمزا لمعاناة اللاجئين السوريين الهاربين في زوارق الموت باتجاه اوروبا.

وارفق الرسام صورته بعنوان بالانكليزية «خيارات الاطفال السوريين» وكتب تحت صورة عمران «اذا بقيت» وتحت صورة ايلان «اذا غادرت».

في المقابل، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وموالون للنظام السوري صورا لاطفال قتلوا جراء القذائف التي تطلقها الفصائل المعارضة على الاحياء الغربية في حلب، مذكرين بأن مدنيين يقتلون ويصابون في الجهة الاخرى من المدينة.

هز الضمائر

وترى المتحدثة الاعلامية لمنظمة الامم المتحدة للطفولة «يونيسف» في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا جولييت توما في تصريح لفرانس برس ان صورة عمران هي «تذكير بهول الحرب وتأثيرها الوحشي على الاطفال».

وتضيف «يجب ان تهز هذه الصورة ضمائر العالم».

وبحسب تقرير اصدرته منظمة يونيسف تزامنا مع بدء النزاع عامه السادس في آذار، فإن 3,7 ملايين طفل سوري تقريباً، أي واحد من بين ثلاثة أطفال سوريين، ولدوا منذ بدء النزاع «لم يعرفوا الا العنف والخوف والنزوح».

واوردت ان «الملايين من الأطفال كبروا بسرعة هائلة وقبل أوانهم بسبب سنوات الحرب». ويعيش الاطفال ظروفا صعبة في مدينة حلب التي تشهد منذ نهاية تموز معارك عنيفة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة، يحشد فيها الطرفان الالاف من المقاتلين لحسم المعركة التي يقول محللون انها معركة «استنزاف» طويلة.

وتقول توما «يتواجد الاطفال على خطوط المواجهات لان القصف يستهدف سيارات الاسعاف والعيادات والمنازل والحدائق والمستشفيات والشوارع». موضحة ان بين سكان الاحياء الشرقية في حلب البالغ عددهم نحو 250 الف شخص، قرابة مئة الف طفل.

وبحسب المنظمة، فإن أكثر من ثمانين في المائة من الأطفال في سوريا، تأثروا بسبب النزاع، سواء اكانوا داخل البلاد أو لاجئين في الدول المجاورة. وتوضح توما ان «ستة ملايين طفل يحتاجون الى مساعدة انسانية عاجلة في سوريا وان نصف الاشخاص المقيمين في مناطق محاصرة والبالغ عددهم 600 الف هم من الاطفال».

خذلان السوريين

وأكد نائب الأمين العام للأمم المتحدة، جان اليسون، أن العالم بأجمعه خذل الشعب السوري، وذلك في تعليق له على صورة الطفل عمران. وقال اليسون في حديث مع شبكة «سي أن أن» الاميريكة أمس، أن «العالم بأجمعه خذل الشعب السوري، وهذه (صورة الطفل عمران) تمثل انعكاساً للمعاناة الحقيقية التي تمر فيها سوريا وشعبها«. وأضاف «نحن نتحدث عن هذا الأمر أحيانا على أنه كابوس، لكن هذا أسوأ من كابوس لأن الفرد يستيقظ من الكابوس ولكن في سوريا يستيقظون إلى كوابيس أكثر«. وتابع «أن هذه الصورة (الطفل عمران) وصور أخرى مثل الطفل آلان كردي والفتاة المحروقة في حرب فيتنام سيكون لها تأثير على الناس وعلى الحكومات وعلى الجميع الذين يمكنهم التأثير على الوضع على الأرض«.

موسكو تتنصل

وتنصلت روسيا أمس من المسؤولية عن قضية الطفل عمران، ونفت ان تكون احدى غاراتها تسببت بإصابته. ونشرت وزارة الدفاع نفيا رسميا اكدت فيه عدم تنفيذ غارة جوية مساء الاربعاء على شرق حلب عندما التقطت صورة الطفل مغطى بالدماء.

وقال ايغور كوناشنكوف المتحدث باسم الوزارة في بيان «ان الطائرات الروسية التي تنفذ عمليات في سوريا لا تحدد بتاتا اهدافا داخل مناطق لا تشهد قتالا».

وقال المصور الذي التقط الفيديو لصالح شبكة ناشطين، لوكالة فرانس برس انه صور المشاهد بعد وقوع غارة جوية مساء الاربعاء في حي قاطرجي شرق مدينة حلب.

واوضح كوناشنكوف ان حي قاطرجي لم يكن ضمن اهداف الطائرات الروسية لانه قريب من ممرين انسانيين فتحتهما موسكو للسماح للسكان بالفرار.

ووصف الانباء التي نشرتها وسائل الاعلام الغربية عن عمران بانها «استغلال منافق» للوضع المأساوي في شرق حلب يندرج في اطار «الدعاية المناهضة لروسيا».

بل إن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية حاول رمي التهمة على المعارضة، وقال انه يمكن ان يكون الهجوم شنه معارضون في حلب مستخدمين صواريخ محلية الصنع لاستهداف طرقات قريبة من الممرات الانسانية لتقويض الجهود الروسية، علماً أن حجم الدمار في المبنى المستهدف لا يمكن ان يسببه صاروخ من صنع محلي.
 
سجن صيدنايا السوري وصور التعذيب من الداخل
اللواء.. (ا.ف.ب)   
اعادت منظمة العفو الدولية بناء مجسم ثلاثي الابعاد لسجن صيدنايا الذي يعتقل فيه معارضو النظام في سوريا ويتعرضون للتعذيب وحتى القتل حسب المنظمة التي تعرض تجربة الدخول الى صالة للتعذيب وزنازين يتكدس فيها المعتقلون واصوات تجمد لها الدماء في العروق.
وتصف المنظمة البريطانية السجن بانه «ثقب اسود لا تتوفر اي صور حديثة له» وتعرض القيام بزيارة افتراضية اليه في تجربة بصرية وسمعية تستند بشكل حصري الى ذكريات سجناء سابقين خرجوا منه احياء.
بعد الدخول الى الصفحة المخصصة للسجن الافتراضي على موقع منظمة العفو يبدأ الزائر جولته في المبنى الذي صمم على شكل ثلاثة عنابر تلتقي في الوسط.
تؤكد المنظمة ان «الاف» الاشخاص قتلوا في هذا السجن وفق تقرير اسود نشرته الخميس حول التعذيب الذي يمارسه النظام السوري بحق معارضيه في السجون السورية.
 خلال الجولة الافتراضية، تتوقف شاحنة تبريد في ساحة السجن العسكري، يفتح باباها الخلفيان فيظهر المعتقلون وايديهم مقيدة خلف ظهرهم. هنا يتم تعريفهم على مكان اعتقالهم عبر الصراخ والضرب.
في داخل المبنى الاسمنتي العاري يوجد ما يشبه قاعة تتفرع منها العنابر الثلاثة. وعلى برج مستدير عال، يقف حارس مسلح.
«هنا لا تريد ان تستيقظ»
 عند مدخل احد الممرات توجد غرفة جدرانها متهالكة تبدو عليها آثار دماء فوق طلاء أبيض قديم. انها غرفة التعذيب ويوجد فيها دولاب وقضبان حديدية واسلاك كهربائية واحزمة او عصي يستخدمها الجلادون الذين تقول منظمة العفو انهم يمارسون «الوحشية بأبشع اشكالها».
وتوجد في باقي اقسام السجن غرف احتجاز وزنازين. ويتذكر احد المعتقلين السابقين ان السجن يضم 48 غرفة احتجاز كل منها بطول مترين وعرض 1،8 متر، او مترين ومترين ونصف.
كان يتكدس تسعة معتقلين في غرفة سلام الذي ساهم مع معتقلين سابقين اخرين في تصميم السجن الافتراضي مع منظمة العفو ومؤسسة البحث الهندسي الجنائي «فورنسيك اركيتكتشر».
كان المعتقلون يتكدسون ممددين على الارض او في وضعية القرفصاء لثلاثة عشر يوما، عراة وممنوعون تماما من الكلام. تضم الغرفة الصغيرة مرحاضا وفي بابها فتحة لتمرير الطعام والذي يترافق باستمرار مع جولة ضرب جديدة، وفق معتقل سابق.
تترافق الجولة البصرية مع مؤثرات صوتية فالمعتقلون كانوا يعيشون في ظلام شبه تام ولم يكن من حقهم ان يوجهوا بصرهم الى الحراس.
 في هذه الاجواء يصبح اي صوت مصدرا للرعب والقلق بدءا بنقاط ماء متساقطة تنتهي في مصرف، او خطوات تقترب، وصرير اقفال ابواب الزنازين التي يتم فتحها واحدا بعد الاخر، عدا عن اصوات الضرب.
 في الزنازين الجماعية يتكدس 28 شخصا يتعين عليهم ان يجثوا على ركبهم على الارض وظهرهم الى الباب ويضعوا ايديهم على عيونهم عندما يدخل الحارس.
 لا يدخل الضوء الى الزنزانة سوى من شقوق صغيرة بين الواحدة والخامسة والنصف بعد الظهر.
 ولقتل الوقت، يقوم معتقلون بحفر آيات من القرآن على الجدران حتى يأتيهم الأمر بان يخلدوا للنوم. ويقول معتقل سابق «انه الطف صوت يمكنك سماعه لانك لا ترغب بتاتا في ان تستيقظ في صيدنايا».
يمكن زيارة السجن الافتراضي على موقع منظمة العفو الدولية باضافة كلمة صيدنايا.
 

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,924,526

عدد الزوار: 7,651,058

المتواجدون الآن: 0