اخبار وتقارير.. ممر «الشمال – الجنوب» غير واقعي..روسيا تستعرض قوتها العسكرية في سورية..التقارب الروسي - الإيراني..تركيا على مفترق طرق..قتلى وجرحى بهجوم استهدف «الجامعة الاميركية» في كابول..حوادث طعن غامضة من فرجينيا الى بروكسيل وأستراليا

تغيرات كبيرة قادمة.. ماذا دار بين أردوغان والبرزاني وبايدن؟..لماذا قررت تركيا مهاجمة داعش في سوريا؟..تركيا عبرت الحدود السورية بدعم واشنطن وموافقة موسكو وطهران و... دمشق..عشرات القتلى والمفقودين بزلزال «ساعة الشؤم»

تاريخ الإضافة الخميس 25 آب 2016 - 5:50 ص    عدد الزيارات 2345    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

 ممر «الشمال – الجنوب» غير واقعي
الحياة...ألكسي بيزبورودوف 
ثمة أسئلة حول «ممر الشمال – الجنوب» (بين روسيا وأذربيجان وإيران). ففي الشمال، تفاصيل الممر واضحة حيث ثمة نظم سكك حديدية وطرق، ومسارات بحرية في بحر قزوين بين استراخان، وميناء أوليا وماخاتشكالا من الجانب الروسي وأكتاو، باكو، تركمانباشي والموانئ الإيرانية والآذرية والتركمانية.
لكن الأوضاع في الجنوب غير واضحة. فكازاخستان أكملت بناء خط سكة الحديد للنقل عبر تركمنستان، لتصل مناطق آسيا الوسطى بشمال شرقي إيران. لكن لا حركة تذكر على هذا الخط، ويبقى النقل البحري عبر بحر قزوين والنقل البري أقل كلفة. والنقطة الجنوبية لـ «ممر الشمال – الجنوب» هي المرفأ الإيراني المتطور بندر عباس، لكن كل الحاويات التي تصل المرفأ تنتقل إلى داخل البلاد عبر الطرق البرية وليس سكك الحديد، وتعود الحاويات فارغة إلى المرفأ نفسه.
وعلى خلاف أوروبا والصين وروسيا، لا تخاطر الشركات في إيران بإرسال الحاويات إلى الداخل الإيراني. ووفق شركات التأمين، تصل نسبة أخطار فقدان حاوية فارغة إلى 30 في المئة و5 في المئة للحاوية المحمّلة. ولا تتجاوز النسبة الألف نقطة مئوية في البلدان المتقدمة. والبنى التحتية لسكك الحديد الإيرانية غير مجهّزة لنقل الحاويات.
وثمة صعوبات في فهم مؤشرات الإحصائيات والتسويق ومستوى الأسعار، في النقل عبر سكك حديد في إيران. فمعلومات المواقع الإلكترونية الإيرانية ملتبسة، وتقتضي السفر إلى إيران لمعرفة الأسعار وهو أمر مكلف مقارنة بالدول الأخرى، في وقت تنخفض تكاليف العمليات اللوجستية في العالم.
وعلى سبيل المثل، لا تقل كلفة عملية النقل من روسيا إلى بندر عباس عن 2500 دولار للحاوية. وإذا أرادت الصين إرسال كامل تجارتها مع إيران (1.1 مليون حاوية) عبر سكك حديد كازاخستان، تقاضت الأخيرة بليون دولار بدل النقل والعبور في أراضيها. وثمة صعوبات، منها الكلفة الإضافية لنقل الحاويات إلى الحدود من المناطق الصناعية في شرق الصين، فيما تبلغ كلفة نقل الحاوية من موانئ شرق الصين إلى إيران بحراً 200 دولار فحسب، وكلفتها أرخص من النقل البري.
وكما هي الحال في الممرات الأخرى، على كل دولة من الدول الأعضاء الاستثمار في الخدمات اللوجستية الرخيصة وذات الجودة العالية لضمان مساواة المواطنين في الحصول على السلع بالسعر نفسه في أي جزء من البلاد. وهذا ليس بخس الكلفة. لكنه ضروري. ولا يسع أي بلد توقع حركة ترانزيت مزدهرة من غير إنشاء مثل هذا النظام. وباشرت روسيا وكازاخستان في إرساء مثل هذا النظام. وفي أذربيجان لا يوجد اليوم أي نقل لوجستي، باستثناء النقل النفطي. وفي إيران، على الدولة أن تقرر ماذا تطور وكيف، وكيفية ضمان سلامة المستثمرين والتجار والمنتجات والمال، وكيفية تطوير الطرق والسكك الحديدية لإنشاء الخدمات اللوجستية عبر الجبال والصحاري. ولا تقل كلفة إرساء مثل هذا النظام في إيران عن 20 بليون دولار. وبعد إنشاء هذه النظم والخدمات، يصبح من المنطقي مناقشة مشاريع العبور مع الدول المجاورة.
روسيا تستعرض قوتها العسكرية في سورية
الحياة..أندرو كرايمر آن بارنار.. * مراسلان، عن «نيويورك تايمز» الأميركية، 19/8/2016، إعداد منال نحاس
أطلقت روسيا للمرة الأولى صواريخ «كروز» من سفن حربية في المتوسط، بعد أيام على بدء عمليات قصف تنطلق من قاعدة في إيران. وهذه الخطوات العسكرية الروسية هي استعراض يرمي الى إظهار قدرة موسكو على الضرب في كل الاتجاهات في منطقة تبسط فيها النفوذ– انطلاقاً من إيران، ومن سفن حربية في بحر قزوين، ومن القاعدة الروسية على الساحل السوري في محافظة اللاذقية، واليوم انطلاقاً من البحر المتوسط.
وظهرت استعانة الولايات المتحدة بقوتها العسكرية في صورة جديدة، فأطلقت مقاتلاتها لحماية قواتها والقوات التي تدعمها من ضربات الحكومة السورية الجوية. وحذر البنتاغون الحكومة هذه، إثر ضرب مقاتلاتها مناطق يسيطر عليها الأكراد وينتشر فيها عسكريون أميركيون. ويبدو أن المحادثات بين روسيا وأميركا حول عمليات مشتركة في سورية ضد مجموعات تعتبرها واشنطن وموسكو إرهابية، توقفت. وارتفعت وتيرة الضربات الجوية السورية والروسية، أخيراً، في وقت يبدو أن فرص حل سياسي ينهي الحرب تبددت. وعلى رغم أن روسيا وأميركا تؤكدان انهما تجمعان على غاية واحدة هي هزيمة «داعش» في سورية، تشنان حروباً متوازية ومنفصلة على وقع دعم كل منهما طرفاً مختلفاً في النزاع. وساهم سلاح الجو الروسي منذ العام الماضي، في بقاء (الرئيس بشار) الأسد في السلطة والتقدم في وجه الثوار.
الحرب في سورية هي كذلك مسرح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يظهر فيه قدرات أسلحته الدقيقة. ولا شك في أن صواريخ «كروز» الروسية لن تقلب موازين الحرب، لكن أسطول القاذفات البعيدة المدى المنطلق من إيران وحمولتها الضخمة من المواد المتفجرة، هما خطر جديد على الثوار والمدنيين. وأعلن وزير الدفاع الروسي الجمعة الماضي (19 الجاري) أن سفينتين من الأسطول الروسي في البحر الأسود أطلقتا ثلاثة صواريخ من مواقع في شرق المتوسط. وصواريخ «كاليبر» هي النظير الروسي لصواريخ «توماهوك»، وهي مثلها قادرة على حمل رؤوس نووية. ولكن في سياق عشرات الضربات الروسية اليومية، لا يعتد بالصواريخ الثلاثة. فما يفوق إطلاقها أهمية هو قرار انطلاق المقاتلات الروسية الاستراتيجية من إيران عوضاً عن موسكو. وإذا تواصلت هذه الطلعات من إيران، طالت مدة الحرب الجوية المدمرة.
ونشر المقاتلات الأميركية في شمال سورية هو أبرز الردود الأميركية على الضربات الجوية الحكومية السورية، على رغم أن سلاحي الجو الروسي والسوري درجا على توجيه ضربات إلى مناطق الثوار العرب الذين تدعمهم أميركا، واستهدفا المستشفيات والمدارس ومناطق المدنيين.
التقارب الروسي - الإيراني
الحياة..دميتري يفستافييف.. * محلل سياسي، عن موقع «راشا بيوند ذي هيدلاينز» الروسي، 19/8/2016 ، اعداد علي شرف الدين 
ليس ظهور الطيارين الروس في قاعدة همدان الجوية الإيرانية مصادفة، ولا يرمي إلى تحرير حلب فحسب، إذ سبقته سلسلة من الأحداث ساهمت في بروز سياق جديد تماماً في الجزء الشرقي من منطقة الشرق الأوسط. وأبرز هذه الأحداث أو المحطات الأساسية هو اجتماع «ترويكا قزوين» في باكو في 8 آب (أغسطس) الجاري. فهذا الاجتماع دشن مستوى جديداً من التعاون الاقتصادي بين روسيا وإيران وأذربيجان، تلته في 9 آب زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى سان بطرسبرغ. وخففت الزيارة حدّة التوتر بين موسكو وأنقرة. والحلقة الأخيرة في السلسلة هذه هو الإطلاق السريع للتبادل الاقتصادي الروسي- الإيراني، تحديداً في مجالي النقل والطاقة. ففي وقت بدأ كلام روسيا وإيران يدور على القاعدة الجوية، كانت موسكو أرست قاعدةً سياسيةً متينة وأبرمت مجموعةً من الاتفاقات مع إيران في المجالين الاقتصادي والاجتماعي. بالتالي تلك الخطوة العسكرية- السياسية المهمة ترتبت على الاتفاق السياسي. وهي تثبت أن موسكو وطهران تسعيان إلى التربع في مكانة اللاعب الحاسم، أو أصحاب الكلمة الفصل، ليس في الصراع السوري فحسب، بل في منطقة الشرق الأوسط برمتها.
انتكاسة واشنطن
ولا شك في أن التطور الأخير يترك الولايات المتحدة في عداد الخاسرين. وأثبت الاتفاق الروسي- الإيراني حول قاعدة همدان الجوية أن العلاقات الروسية - الأميركية لا تتصدر أولويات موسكو، أو على الأقل، لا تستحق التضحية بالإنجازات والمواقف التكتيكية. وعلاوةً على ذلك، فإنّ التطور الأخير يدل على أن «شهر العسل» في العلاقات الأميركية - الإيرانية انتهى. فطهران لا تثق بسياسات واشنطن، بما في ذلك قدرتها على التأثير في حلفاء عرب. وقد تضطر الولايات المتحدة إلى الإعداد لاحتمال فقدان «حقها في نقض» تطوير العلاقات السياسية والعسكرية الإيرانية مع روسيا وغيرها من الدول. وموافقة إيران على استضافة قوات روسيّة على أراضيها، إشارة إلى إدراكها وزن هذه الخطوة. فهي ترسخ مكانتها «قوة إقليمية راجحة»، وتساهم في حلّ للنزاع السوري كما تمليه شروطها وليس شروط الغرب.
وحري بأميركا لوم نفسها على عجزها عن إدراك «حدود المساومة» عند شركائها ومنافسيها. وإثر نشر روسيا طائراتها في قاعدة همدان، قررت الصين التي بقي دورها ثانوياً وهامشياً مدة طويلة، توسيع مساعداتها لحكومة الأسد في دمشق. وليس محور المسألة دعم النظام السوري أكثر مما هو رغبة الصين في المشاركة في المستقبل السياسي والاقتصادي السوري.
رسائل موسكو
ووجهت موسكو إشاراتٍ سياسيةً، أو رسائل عسكريةً - سياسيةً، من طريق البدء باستخدام الأراضي الإيرانية، وقد تفسر هذه الرسائل على الشكل التالي:
التفسير الأول مفاده أن موسكو تريد أن تُعلم واشنطن أنها تعتبر الشراكة الإيرانية- الروسية أولويةً استراتيجية، وأنها ستطورها حتى في المجالات التي ترى أميركا أنها، واستناداً إلى اتفاقات دولية سابقة حول إيران، «مناطق رمادية» (نزاعات لا ترقى إلى مستوى مواجهة تقليدية أو مواجهة بين دولتين. وتتوسل القوى الرجعية بهذه النزاعات لتقويض النظام العالمي). هذا لا يعني أن موسكو تخلت تماماً عن السياسة الاستراتيجية التي اقترحها مجلس الأمن من أجل كبح الطموحات السياسية - العسكرية الإيرانية. لكن مراجعة هذه السياسة والعودة عنها تجري على مرأى منا. ونجاح هذه الخطوات قد يؤدي إلى تقارب غير مسبوق بين طهران وموسكو.
والتفسير الثاني هو أن أوهام روسيا تبددت حول تمييز أميركا بين ما هو معارضة «معتدلة» وتلك «المتشددة» في سورية. ومن العسير إغفال تعاظم السخط الروسي مع بقاء موقف واشنطن على التباسه طوال أشهر. وربما تكون حسابات واشنطن في غير محلها. فهي بالغت في تقدير استعداد موسكو للتفاوض حول قائمة المنظمات الإرهابية. وهذا السوء في التقدير الأميركي، قد يقوّض موقف المجموعات التي تعتمد على المساعدة الأميركية في ميدان المعارك في سورية وفي محادثات السلام في المستقبل. وإذا أحرزت روسيا والأسد، بمساعدة إيران، تقدماً كبيراً في حلب، اقتضى تغيير نموذج التفاوض السابق: فعدد كبير من المنظمات المعارضة المعتدلة ستخسر نفوذاً يعتد به في سورية. أما التفسير الثالث، فمفاده أن روسيا تولي الأولوية لإطاحة المعارضة السورية في حلب، وأنها في سبيل ذلك مستعدة للتضحية بتعاونها مع أميركا والاتحاد الأوروبي في القضية السورية. ونشر الطائرات الروسية في همدان وتكثيف الضربات الجوية على المعارضة في حلب ليس محاولةً روسيةً لاستخدام ورقة جديدة في «اللعبة» مع الغرب فحسب. وربما وراء هذه الخطوة خيبة أمل روسية من إمكان فتح حوار مع إدارة البيت الأبيض الحالية والإعداد لتأجيله إلى حين تشكيل إدارة جديدة في واشنطن.
تركيا على مفترق طرق
الحياة..ليفينت غولتكين ..* كاتب إسلامي كردي معارض، عن «ديكان» التركي، 21/8/2016، إعداد يوسف الشريف
يقولون «إن العالم كله يهاجم تركيا، ويدعم داعش وحزب العمال الكردستاني وجماعة غولن من أجل تقسيمها وتدميرها». وهذا لسان حال الحكومة التركية ووسائل الإعلام المقربة منها التي تلوّح بـ «العدو الخارجي» الذي يريد تحطيم تركيا. لكن، لماذا يريد العالم تدميرنا، ولماذا هذا الحقد الدولي كله علينا؟ ولا تتساءل الحكومة عما سيكسب العالم من خراب تركيا أو من اندلاع حرب أهلية فيها مثل العراق أو سورية؟
لا أعتقد أن الحكومة تملك جواباً عن هذا السؤال. لكن، لماذا تكرر على مسامعنا أننا مبتلون بكراهية دولية غير مسبوقة؟ ثمة سببان وراء هذا الخطاب، أولهما التستر على أن المشاكل التي ابتلينا بها أخيراً سببها الحقيقي الإدارة السيئة للدولة والسياسات الخاطئة. ففي مسألة المفاوضات السلمية مع «حزب العمال الكردستاني»، لا تريد الحكومة أن تقر بأنها ضحت بالمفاوضات مخافة تراجع أصواتها في الانتخابات الأخيرة، وأنها تغاضت عن جمع «الكردستاني» السلاح وتخزينه أثناء المفاوضات. فهي لم تأخذ بنصيحة من نبّه الى أن «حزب الاتحاد الديموقراطي» يتقدم في سورية وفي نيته إنشاء كيان كردي هناك، ودعاها الى الإسراع في التفاهم والتفاوض مع «الكردستاني» لقطع الطريق عليه (الاتحاد الديموقراطي). فالحكومة استخفت بحديثنا المبكر قبل ثلاثة أعوام عن ذلك. وهي لا تريد الاعتراف بأنها تخلت عن مفاوضات السلام من أجل مشروع الرئاسة الذي يحتاج إلى أصوات القوميين. وعندما نصحناهم بالعودة الى المفاوضات أصموا آذانهم، وردوا على «الكردستاني» بمثل لغته، أي العنف والحرب، وأعلنوا أن كل من يخالف هذه السياسة خائن وعميل. الى أن بلغت الحال هذا المبلغ اليوم، فخرجت الحكومة وأنصارها ليقولوا لنا «إن قوى خارجية تستخدم حزب العمال الكردستاني لإخضاعنا وتقسيم بلادنا».
ثمة مسألة شبيهة بهذه القصة أو هذا الزعم، وهي مسألة «داعش». والحكومة لم تستمع الى من نصح وحذر من غلبة الإسلاميين على المشهد السوري، وسمحت لكل «مجاهد» جاء من أصقاع الأرض قاطبة بأن يدخل الى سورية، حتى ظهر تنظيم «داعش»، وتذرعت به القوى الغربية وروسيا من أجل إرسال قواتها الى سورية فيما نحن نتفرج. وحصل ما حذرنا منه، فارتدت هجمات «داعش» الى أرضنا، واستغل مسلحو التنظيم التسهيلات التي وفرتها لهم المافيات على أرضنا من أجل التحرك بيسر وسهولة. فكان شعبنا هدف هجماتهم الإرهابية المتكررة. ودعمت الحكومة التركية المعارضة المسلحة، تحديداً تلك المتطرفة إسلامياً، وهي، اليوم، صارت مضطرة الى التخلي عنها بعد الاعتراف بفشل سياساتها في سورية، وننتظر ردها (المعارضة المسلحة) على ذلك قريباً. بعد هذا كله تقول الحكومة إن «قوى غربية تستخدم داعش لإخضاعنا وتقسيم أرضنا». والمسألة الثالثة مسألة جماعة فتح الله غولن. فالحكومة ما فتئت تدافع عن هذا الداعية وتمدحه عندما كانت جماعته تفتك بالعلمانيين واليسار وبمؤسسات الدولة في الجيش والقضاء والأمن. ولا تريد الحكومة الإقرار بأنها وقفت موقف المتفرج والرضا، وهي ترى هذا الأخطبوط يكبر ويتمدد لأنه كان يفتك بالمعارضين وحدهم. ولم تخفَ عليها مهزلة محاكمة العسكريين وهي تدرك أن المحاكم صارت بين أيدي جماعة غولن وأنهم هيمنوا على الأمن والاستخبارات. ولم يزعجها مآل نفوذ الغولنيين على رغم أنهم سعوا الى التخلص من ذراع أردوغان اليمنى، رئيس الاستخبارات، هاكان فيدان، قبل عامين. ولم تنزعج الحكومة من غولن إلا عندما استدار ذاك الأخطبوط لتلتفّ ذراعه حول أردوغان. عندها، صار تنظيم غولن تنظيماً إرهابياً، وتحولت العلاقة مع ذلك الأخطبوط الى حرب ضروس فكان رده بمحاولة الانقلاب العسكرية.
بعدها تقــول الحكومة «إن القوى العالمية تستخدم غولن من أجل هدم دولتنا وتقسيم أرضـــنا». وتسوّغ ما تقوله بزعم أن الغرب يكرهنا. ولكن لماذا يكرهنا؟ ترد الحكومة «لأسباب اقتصادية. فالغرب هاله أن مشاريعنا الاقتصادية ضخمة، من مطار جديد، وجسر ثالث على البوسفور، ومدينة إسطنبول الجديدة، لذا، يريد تحطيم ذلك كله». وهذا جواب لا يقنع طفلاً! لا ننفي أن ثمة في الغرب أو العالم من يكرهنا أو يحاول أذيتنا. ولا بد أن مصالح بعض الدول تتعارض مع مصالحنا وتحاول الاستفادة من نقاط ضعفنا. لكن الحكومة مسؤولة عن نقاط الضعف، وعن تكاثرها، وعدم تبديد ذرائعها. وهذا ما لن يحصل إلا بالاعتراف بهذه الأخطاء والسعي الى إصلاحها وليس التمادي فيها.
السبب الثاني وراء خطاب الحكومة عن عداء الغرب لنا، ربط أردوغان مصيره بمصير تركيا. فسياسة «كلنا فداء أردوغان» و»الغرب يكرهه فيعادي تركيا ويتمنى لها الشر»، ستقود تركيا إلى ما كانت عليه ليبيا أو العراق أو سورية! فهي سياسة تحميل كل تركيا أخطاء سياسي واحد، فيحتمي أردوغان بها. فهل يجمع الشعب التركي على سياسات أردوغان الخارجية؟ وهل كل الأتراك يوافقون على سياساته في سورية؟ لكن الشعب التركي مضطر الى الدفاع عن أردوغان أمام الغرب الذي ينتقد سياساته في سورية! وهذه المعادلة الحكومية تزعم أننا إذا لم ندافع عنه، فإننا نتخلى عن تركيا.
ولكن، هل في الإمكان الخروج من هذا المأزق؟ نعم، لكن السبيل الى ذلك هو مراجعة حقيقية لسياساتنا عبر تفعيل البرلمان عوض الاكتفاء بقوانين الطوارئ لحكم تركيا، والاستماع الى نصائح المعارضة ورأيها، ورفع القيود عن الحريات في الإعلام والجامعات، والتخلي عن سياسة التصريحات النارية الخاوية والتحدي الفارغ، والعودة إلى سياسات واقعية.
خلاصة القول أن السبيل الى الخروج من الأزمة هو النهج الديموقراطي، ولو اضطر الرئيس أردوغان الى التراجع خطوة الى وراء في المشهد السياسي ليتقدم رئيس الوزراء، بن علي يلدريم، الى الصدارة. فيمنحه الرئيس فرصة فتح صفحات جديدة مع الأطراف كلها في الداخل والخارج.
 
تغيرات كبيرة قادمة.. ماذا دار بين أردوغان والبرزاني وبايدن؟
    أورينت نت
"تغييرات كبيرة قادمة"، بهذه العبارة عنونت وسائل الإعلام لخبر زيارة مسعود البرزاني زعيم إقليم كردستان العراق، المتزامنة أصلاً مع زيارة نائب الرئيس الأمركي جو بايدن، إلى أنقرة التي حملت الكثير من التحليلات والاستنتاجات لدى المحلين في محالة لربط الزيارتين مع بعضهما البعض.
ويبدو أن الدفة التركية السياسية تواصل تغييرات جذرية في اتجاهاتها، خاصة بعد الانقلاب الفاشل في 15 تموز 2016، حيث بدأت حملة تطبيع مع إسرائيل تلتها أخرى مع روسيا، فأخرى اليوم مع إقليم كردستان.
البرزاني أكد أن الزيارة كانت بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واصفاً هذا الوقت بـ "الحسّاس" لجميع الأطراف وأن الاجتماع هو فرصة لبحث جميع المواضيع، إلا أن كفاح محمود المستشار الإعلامي في مكتب رئيس إقليم كردستان، قال إن البرزاني سيطرح على الأتراك فكرة استقلال الإقليم عن العراق، مشدداً عن أن الأمر إن حصل فيستم خلال استفتاء لشعب الإقليم، والعراقيين أيضاً، وبالطبع دول الجوار سيكون لها رأي، لأن كردستان تهتم لأجل الدول المجاورة.
ومن المرجح بحسب الخبراء أن يلتقي البرزاني في أنقرة، في اجتماع ثلاثي يضم الثلاثة أردوغان وبايدن والبرزاني، وذلك لبحث قضايا المنطقة خاصة ملف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وسيكون الملف السوري حاضراً أيضاً خلال الزيارة، خصوصاً بعد تشنّج تركي بسبب دعم واشنطن تقدّم الأكراد في القتال ضدّ "داعش".
مصادر إعلامية أشارت إلى أن زيارة البرزاني إلى تركيا، تحمل عرض وساطة للوصول إلى اتفاقية تسوية بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، المعروف أنه فزاعة الأتراك الدائمة، ويواصل التوتر حضوره الدائم جنوب شرق تركيا بسببه، إلا أن أحداً لم يكشف بعد عن ما يمكن أن يكون قد دار بين الطرفين حيال هذا الملف.
بايدن يمرر رسائل صارمة..
صحيفة الحياة اللندنية أوردت في عددها الصادر اليوم أن بايدن سيمرّر لأردوغان رسالة صارمة تعبّر عن رفض واشنطن اتهامات أنقرة بخصوص الانقلاب.وأضافت أن مجلس الأمن القومي الأميركي طلب من تركيا التراجع عن هذه الاتهامات قبل وصول نائب الرئيس، فأعلن جاويش أوغلو الأسبوع الماضي أن الحكومة التركية لم تتهم الولايات المتحدة مباشرة بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية، علماً أن يلدرم اعتبر أن زيارة بايدن هدفها «جعل علاقاتنا شبه الحلوة، علاقات حلوة».
وتضيف الحياة أن الإدارة الأميركية تبدو واثقة من متانة العلاقات مع تركيا، معوّلة على حاجة أردوغان إلى واشنطن، بوصفها شريكاً اقتصادياً وضمانة أمنية وسياسية في العراق وسوريا.
ملفات كثيرة على طاولة البحث بين الثلاثي (بايدن، أردوغان، البرزاني) يتقاطع فيها الثلاثة على محاربة تنظيم الدولة، ويختلفون في دعم الوحدات الكردية، وإقامة "روج آفا" شمال سوريا، إلا ان ما يحكم الموقف الآن هو اللحظة الراهنة وما يتقاطع ضمنها من مصالح.
لماذا قررت تركيا مهاجمة داعش في سوريا؟
اللواء.. (ا.ف.ب)
شنت تركيا فجر امس اكبر عملية منذ بدء النزاع في سوريا داخل الاراضي السورية وقال الرئيس رجب طيب اردوغان انها تستهدف تنظيم الدولة الاسلامية وكذلك الاكراد.
وتؤكد تركيا ان العملية الجوية والبرية التي اطلقت عليها اسم «درع الفرات» هدفها اخراج الجهاديين من بلدة جرابلس السورية الواقعة تماما قبالة بلدة كركميش التركية. انطلقت العملية بعد ايام من تليين انقرة موقفها حيال الرئيسي السوري بشار الاسد الذي تعلن رغبتها الاطاحة به.
لماذا تحركت تركيا الآن؟
نفذت العملية التركية بعد ايام من مقتل 54 شخصا في تفجير انتحاري في مدينة غازي عنتاب القريبة من الحدود السورية نسب الى تنظيم الدولة الاسلامية.
 وتتعرض المناطق الحدودية التركية منذ فترة للقصف انطلاقا من البلدات السورية التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف.
قالت مديرة مركز دراسات الامن في جامعة بهجة شهر في اسطنبول غولنور ايبيت ان «داعش يقوم مباشرة باستهداف الاراضي التركية من سوريا ولهذا فان هذه العملية هي قبل كل شيء رد على ذلك».
واضافت: «كان يمكن ان تتكثف هجمات داعش ولهذا رأت تركيا ان من الضروري اتخاذ هذه الخطوات والتحرك عبر الحدود بارسال دبابات وجنود».
ووافق المحلل ايمري تونكالب لدى «ستروز فريدبرغ» لاستشارة المخاطر على ذلك مضيفا ان الوضع الامني على الحدود شهد تدهورا و»اعتداء غازي عنتاب والقصف على كركميش امس كانا بمثابة القشة الاخيرة».
 ما الغاية من التدخل؟
 لكن ايبيت رأت ان اهداف العملية تنطوي على القضاء على التهديد الجهادي وكذلك منع القوات الكردية السورية من التمركز في المناطق التي يتم تحريرها.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردي امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه منظمة ارهابية وتتفق في تصنيفها هذا مع الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة. وقالت ايبيت «يسيطر اكراد سوريا على قسم كبير من الحدود لكن الجهاديين لا يزالون يسيطرون على هذا الجزء في الوسط. لذلك فان ما يقلق تركيا هو هل ستنتقل وحدات حماية الشعب الى المناطق التي يتم تحريرها من داعش؟ بانتقالها الى هذه المنطقة فان (القوات التركية) تمنع كذلك الاكراد السوريين من التموضع فيها».
 وقال تونكالب ان تركيا لطالما اعتبرت المنطقة الواقعة الى الغرب من الفرات خطا احمر لا يمكن ان تسمح للاكراد السوريين ان يتمركزوا فيها.
 واضاف ان انقرة كادت تختنق عندما انتزعت قوات سوريا الديموقراطية التي يشكل المقاتلون الاكراد عمودها الفقري من الجهاديين بلدة منبج الاستراتيجية جنوب جرابلس والواقعة على الضفة الغربية للفرات، «كان الامر غير مقبول بالنسبة لتركيا وشكل حافزا اضافيا لدفعها للتدخل بشكل اوسع في سوريا».
ماذا يعنيه هذا بالنسبة لأكراد سوريا؟
 قالت ايبيت ان العملية التركية تعني ان تركيا لن تسمح للقوات الكردية السورية بالتموضع على ابوابها والتسبب بتفتيت الدولة السورية. «ما حدث يعيد خلط الاوراق بالنسبة لاكراد سوريا. لقد ظنوا ان الاميركيين سيدعمونهم في السيطرة على الاراضي حتى النهاية ولكن الاميركيين يلعبون لعبة براغماتية ميدانيا».
 وقال مسؤول اميركي الاربعاء ان قوات سوريا الديموقراطية توقفت عن التقدم شمالا باتجاه جرابلس «لذلك اعتقد اننا هدأنا ابرز مصادر قلق لدى تركيا».
 هل هناك ليونة تركية حيال الاسد؟
 خلال نهاية الاسبوع قال رئيس وزراء تركيا بن علي يلديريم لاول مرة ان الاسد هو احد الفاعلين في النزاع السوري وانه قد يتعين اعتباره جزءا من العملية الانتقالية. وتنسق تركيا حاليا مع ايران وروسيا حليفتي الاسد.
ولم تعترض حتى الان اي قوة عظمى على العملية التركية التي بدأت قبل ساعات من زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن لانقرة، لا بل اعلنت واشنطن والمانيا وفرنسا دعمها لها.
وهناك مؤشرات على ان السياسة الخارجية التركية باتت اقل ميلا لخلق حالات نزاع منذ تولي يلديريم رئاسة الحكومة في ايار.
وقال مدير برنامج الابحاث التركي في معهد واشنطن سونر كاغابتاي ان وقف تقدم الاكراد باتجاه الشمال في سوريا اهم بالنسبة لانقرة الان من ازاحة الاسد.
بعد ازاحة احمد داود اوغلو مهندس السياسة الخارجية التركية خلال العقد الماضي، غيرت تركيا سياستها بشأن سوريا.
واضاف ان «وقف تقدم القوات الكردية في سوريا الذي كان يعد هدفا ثانويا لانقرة في السابق، بات اليوم يتقدم على موقفها السابق بضرورة اسقاط نظام الاسد».
 
تركيا عبرت الحدود السورية بدعم واشنطن وموافقة موسكو وطهران و... دمشق
الرأي...تقارير خاصة ..  كتب ايليا ج. مغناير
في مثل هذا اليوم من العام 1516، عبر السلطان العثماني سليم الاول الملقب بـ «يافوز» نهر الفرات الى داخل سورية لينتزع من المتوكل، الخليفة العباسي، دابق وحلب. واليوم تدخل قوات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مدينة جرابلس لتعبر الفرات بالدبابات والرجال، ومعها فرق من المعارضة السورية على رأسها جماعة نور الدين زنكي والجبهة الشامية وغيرها، تحت عنوان «القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية» (داعش).
واللافت ان تَقدُّم القوى المدرّعة التركية أتى تحت مظلة جوية قدّمتها الولايات المتحدة عبر قصفها لمواقع «داعش» الذي أخلى غالبية المدينة متجهاً نحو مدينتيْ الباب الحدودية والرقة معقله الرئيسي.
ورغم بيان وزارة الخارجية السورية الذي «دان تدخل تركيا في سورية دون التنسيق مع دمشق»، فإن لقاءات على مستوى عالٍ بين الحكومة السورية وأمنييها وبين نظرائهم الأتراك جارية على قدم وساق منذ أشهر في الجزائر وفي تركيا نفسها لتنظيم الأمور المتفَق على محاربتها وأهمها تقدم القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في اتجاه جرابلس والذي - لو حصل - لكان أعطى مساحة شبه كاملة استعداداً لربْط مناطق روجاما الكردية ببعضها البعض، بدءاً من اقصى الشمال الشرقي والتقدُّم نحو مدينة الباب - بعد جرابلس - للالتحام بـ «كانتون» عفرين في اقصى الشمال الغربي (مقال «الراي» المنشور في 22 أغسطس).
وكما كتبتْ «الراي» منذ أيام، فإن القوات التركية مهّدت بقصف المناطق التي يسيطر عليها داعش على الحدود (مسافة 1100 متر) لتتقدم ومعها المئات من مقاتلي المعارضة السورية لتحقق حلم اردوغان بإيجاد منطقة عازلة على حدوده واقتطاع جزء من سورية تحت عنوان يستخدمه كل فريق او دولة لها شأن في سورية، ألا وهو «محاربة داعش».
وأطلق اردوغان على العملية اسم «درع الفرات» ليظهر ما كان متداولاً سراً منذ أعوام من ان جزءاً كبيراً من المعارضة السورية يعمل تحت إمرته وان لديه اليد الطولى في سورية، التي لا يملك اليوم فيها الرئيس بشار الاسد الا الجزء اليسير لكثرة الدول المتحاربة والمتخاصمة والتي لها قوات مباشرة او رديفة على أرض بلاد الشام.
والبارز في حمأة هذا التطور هو زيادة تعقيدات الحرب السورية. فبالامس كانت الولايات المتحدة تدعم الأكراد للتقدم نحو جرابلس تحقيقاً لوحدة الكيان الكردي - السوري. واعتُبر هذا الدعم موجهاً ضد دمشق - تقسيم سورية - وضد تركيا - التي توفر الدعم اللوجستي لاميركا في قاعدة انجرليك - من خلال دعم واشنطن أعداء اردوغان اي الأكراد. أما في اليوم التالي وعند وصول الأكراد الى مشارف جرابلس، فانبرتْ الولايات المتحدة الى دعم القوات التركية لتمكينها من السيطرة على جرابلس ومعها قوات من المعارضة السورية لمنْع الأكراد من تحقيق حلمهم. وردّ زعيم «قوات الحماية الكردية» صالح مسلم على هذا التدخل بالقول ان «تركيا تتواجد الآن في المستنقع السوري وستُهزم كما هُزم داعش».
وهذا إن دلّ على شيء فعلى ان اميركا تتحرك وفق سياسة معدَّلة، ثابتها ان سورية يجب ان تنقسم الى أجزاء متعددة قبل خروج الرئيس باراك اوباما من الحكم، من دون ان تتجه الامور للاصطدام او خسارة الحليف التركي. فعند فشل محاولة الانقلاب في تركيا واتهام اردوغان غير المباشر لاميركا بالتخطيط لها، ذهبت أنقرة الى أعداء الامس، روسيا ومن بعدها ايران التي تتخاصم معها في سورية، وهذا ما دفع بأوباما الى ايفاد رئيس اركان الجيش ومن ثم نائبه الى انقرة لإصلاح الأمور وعدم دفع اردوغان الى خارج حلقة «العم سام».
وهكذا، عندما قررت تركيا التدخل المباشر، دعمتها الولايات المتحدة، علماً ان «بنك الأهداف» الذي يُقدم للطائرات لا يتمّ الحصول عليه بين ليلة وضحاها. وهذا يعني ان الاهداف «الداعشية» هي نفسها التي كانت ستقدّمها اميركا للاكراد، انما هي تقدمها اليوم الى أعداء حلفائها في الحسكة، ولكن الى حليفتها في الناتو - تركيا - مما يدل على سياسة غير ثابتة يتبعها اوباما ومحكومة بالمتغيرات اليومية في رمال سورية المتحركة.
يبقى «داعش» هو الحلقة الأضعف في معادلة الشرق الاوسط ونزاعاتها. يستفيد من وجوده الجميع ويحارب باسمه الكل ليصبح تفصيلاً صغيراً بين الكبار. ويقول ليث ابو فاضل مراسل «المصدر» في رسْمه لواقع الحال في سورية ان هناك عدداً كبيراً من الدول المتنافسة على ارض سورية اكثر من عدد المتنافسين في «الالعاب الاولمبية».
عشرات القتلى والمفقودين بزلزال «ساعة الشؤم»
الحياة..روما - عرفان رشيد 
أسفر زلزال ضرب وسط إيطاليا أمس، عن سقوط 120 قتيلاً على الأقل، إضافة إلى عشرات الجرحى. وبلغت قوة الزلزال الذي وقع قبل الفجر، 6.2 درجة على مقياس «ريختر» المفتوح، وهي درجة قوية.
وعجزت فرق الإنقاذ التي سارعت إلى التدخل، عن تقديم حصيلة نهائية للضحايا في انتظار إزالة أكوام من الركام في المدن المنكوبة، في أماكن لا تبعد كثيراً عن العاصمة روما.
وأعاد الزلزال إلى الأذهان الهزّة الكارثية التي مسحت عن الخريطة مدينة لاكويلا في مقاطعة آبروتسو في 6 نيسان (أبريل) 2009، ما أسفر في حينه عن سقوط مئات القتلى والجرحى وخلف دماراً هائلاً في الأبنية.
ولوحظ قرب مركز الزلزال أمس، في مدينة آكّومولي في مقاطعة لاتسيو، من موقع كارثة لاكويلا، إضافة إلى تزامن الكارثتين في الساعة الثالثة والنصف فجراً وهو التوقيت الذي بات يعتبره السكان المحليون «ساعة شؤم»، إذ تدهمهم الهزات في فراشهم ما يحول دون تداركهم الأمر والنزول إلى الشوارع بالسرعة المطلوبة كما تقتضي معايير التعامل مع الهزات.
وإلى جانب آكّومولي حيث سجلت أضرار كبيرة، توزعت الهزات على مدن أخرى في مقاطعة لاتسيو (حيث تقع العاصمة روما)، كما طاولت الارتدادات مقاطعتي ماركي وأومبريا، وأحس بها أيضاً سكان مقاطعتي توسكانا (شمالاً) وآبروتسو (جنوباً) حيث لم تسجل أضرار.
وتدخلت الشرطة العسكرية وقوات أخرى من الجيش لدعم فرق الإنقاذ، والمساعدة في إخلاء المناطق المتضرّرة والبحث عن محاصرين بين الأنقاض.
وقطع الرئيس الإيطالي سيرجو ماتّاريلا زيارته إلى مسقط رأسه باليرمو (صقليّة) وعاد إلى روما لمتابعة الوضع عن كثب، كما ألغى رئيس الحكومة ماتّيو رينزي كل التزاماته خارج روما ومن بينها لقاؤه المقرر في باريس اليوم مع الرئيس فرانسوا هولاند. وقال رينزي في خطاب مقتضب على التلفزيون: «لن نترك أحداً ولا أسرة ولا قرية ولا حياً. يتعين علينا العمل لإعادة الأمل إلى هذه المنطقة التي أصابتها أضرار شديدة».
وأعلن رئيس الوزراء خلال زيارة لإحدى القرى المنكوبة مساء أمس إن 120 قتيلاً على الأقل سقطوا بسبب الزلزال، بعدما كانت حصيلة أولى رسمية للدفاع المدني أعلنت مقتل 73 شخصاً. وتحدثت رئيسة دائرة الحالات الطارئة في الدفاع المدني ايماكولاتا بوستيليوني عن «عشرات» المفقودين و «عشرات» الجرحى الذين نقلوا إلى مستشفيات قريبة أو عولجوا في أماكن إصابتهم.
وأظهرت مشاهد بثت من القرى الأكثر تضرراً، حجم الدمار مع انهيار مبان بكاملها، فيما عمل رجال الإنقاذ على رفع الأنقاض بأيديهم أملاً في العثور على ناجين. واستعانت فرق الإنقاذ بمروحيات لانتشال الناجين المحاصرين في القرى التي عزلتها الانهيارات الأرضية والركام.
ونشرت صور على شبكات التواصل الاجتماعي تظهر محاولات فرار من أبنية متضررة باستخدام الشراشف. ودُفنت أسرة مؤلفة من أربعة أفراد تضم صبيين عمرهما ثمانية أشهر وتسعة أعوام عندما انهار منزلهم في اكومولي. وحمل عامل إنقاذ جثة الرضيع في بطانية صغيرة بينما وقفت جدته تنتحب.
وأظهرت صور من الجو مناطق مدمرة بالكامل في بلدة أماتريتشي التي اختيرت في تصويت العام الماضي كإحدى أجمل البلدات التاريخية الإيطالية. وكان كثير من القتلى والمفقودين زواراً في المنطقة. ونقلت وكالة «رويترز» عن أحد السكان وهو يجلس على طريق ولا يرتدي سوى ملابسه الداخلية: «الكل هنا شباب. إنه موسم العطلات، وكان مهرجان البلدة سيقام الجمعة، لذلك جاء كثير من الناس». وأضاف: «هذا رهيب. سني 65 عاماً ولم أشهد شيئاً كهذا من قبل مطلقاً. زلازل ضعيفة نعم، لكن ليس قوياً كهذا. هذه كارثة».
ونقل المرضى من مستشفى أماتريتشي التي لحقت بها أضرار جسيمة إلى الشوارع. وقال رئيس بلدية أماتريتشي سيرجيو بيروتسي إن «ثلاثة أرباع البلدة لم يعد موجوداً. الهدف الآن هو إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح. هناك أصوات تحت الأنقاض، وعلينا إنقاذ الناس هناك».
وتحدثت وكالة الأنباء الإيطالية (آكي) عن حوالى مئة مفقود علقوا في منازلهم التي انهارت فيما كانوا نائمين، في بيسكارا ديل ترونتو، الحي الواقع في منطقة أركواتا ديل ترونتو إحدى ثلاث قرى أكثر تضرراً. وقال رئيس بلدية اكومولي ستيفانو بيتروتشي إن نحو 2500 أصبحوا بلا مأوى في المنطقة المؤلفة من 17 بلدة صغيرة.
وتجمعت غالبية سكان القرى الواقعة على بعد نحو 150 كلم شمال شرقي روما في الشوارع وأمضوا نهار أمس تحت الصدمة نتيجة ما اعتبر أحد أقوى الزلازل التي تضرب إيطاليا في السنوات الأخيرة. وأعلنت إدارة الحماية الوطنية أن ناجين سينقلون إلى أماكن أخرى في وسط إيطاليا بينما سينقل آخرون إلى خيام سترسل إلى مناطقهم.
قتلى وجرحى بهجوم استهدف «الجامعة الاميركية» في كابول
الرأي.. كابول - أ ف ب - سقط عدد من الطلاب بين قتيل وجريح امس، في هجوم شنه مسلحون على حرم الجامعة الأميركية في العاصمة الأفغانية. وقال رئيس مستشفيات كابول محمد سالم رسولي إن عدداً من الطلاب الجامعيين قتلوا وجرحوا خلال الهجوم. وقال احد الطلاب عبر الهاتف «نحن عالقون داخل الصف مع طلاب اخرين. سمعت دوي الانفجارات واطلاق النار من مكان قريب».
واضاف: «نحن عالقون في الداخل وخائفون جدا». وكتب العديد من الطلاب الاخرين تغريدات على «تويتر» تتضمن طلبات مساعدة بينهم مسعود حسيني الصحافي المصور لدى وكالة «اسوشييتد برس» والحائز جائزة «بوليتزر». ويأتبي الهجوم في وقت كثفت حركة «طالبان» عملياتها ضمن موسم المعارك في الصيف ضد حكومة كابول، وعقب خطف استاذين في الجامعة - اميركي واسترالي- وسط كابول في وقت سابق هذا الشهر، في احدث سلسلة عمليات خطف اجانب في افغانستان.
 
تحرش إيراني بمدمرة أمريكية في هرمز
 رويترز (واشنطن)
 تحرشت أربع سفن تابعة للحرس الثوري الإيراني بمدمرة أمريكية. وقامت بعملية اعتراض بسرعة عالية في محيط مضيق هرمز أمس الأول (الثلاثاء)، بحسب ما أفاد به مسؤول دفاعي أمريكي أمس (الأربعاء).
وأوضح المسؤول الدفاعي، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن سفينتين إيرانيتين اقتربتا لمسافة نحو 300 متر من المدمرة نيتز في تصرف «غير آمن وغير احترافي».
 
حوادث طعن غامضة من فرجينيا الى بروكسيل وأستراليا
الحياة...واشنطن، بروكسيل، سيدني – رويترز، أ ف ب
يحقق مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي (إف بي آي) في حادث طعن مزدوج قام خلاله رجل في ولاية فرجينيا بطعن شخصين وهو يهتف الله أكبر، فيما نفت السلطات الثلثاء تقارير لوسائل إعلام بأن المهاجم سعى الى ذبح ضحيتيه.
وقالت شرطة منطقة رونوك كاونتي في ولاية فرجينيا الأميركية إن المشبوه ويدعى واصل فاروقي (20 سنة) المقيم في رونوك كاونتي، متهم بالهجوم العشوائي بسكين على رجل وامرأة يوم السبت عندما دخلا بناية سكنية في المنطقة. وأفادت الشرطة بأن الرجل والمرأة أصيبا بجروح خطرة وأن الرجل حاول صد المهاجم الذي كان يكبّر. واحتجز فاروقي في سجن قرب رونوك الواقعة على بعد 320 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من واشنطن. وتعرف الرجل والمرأة اليه بعد أن نقلهما مسعفون إلى المكان ذاته للعلاج.
واتصلت الشرطة بـ «اف بي آي» في شأن الهجوم، وقال مسؤول في المكتب في ريتشموند إن محققيه يعملون مع الشرطة. وأضاف: «لا يمكنني مناقشة تفاصيل التحقيق في الوقت الحالي. لكنني أريد أن أطمئن السكان الى اننا نعمل للوقوف على طبيعة الحادث».
ونقلت محطة «إن بي سي نيوز» عن مصادر في سلطات أمنية قولها إنه لا توجد أدلة على أن الهجوم له صلة بتنظيم «داعش».
وأشارت «إن بي سي» الى ان فاروقي أبلغ السلطات أنه سمع أصواتاً وأن المحققين يعتقدون أن التفسير الأرجح أنه مضطرب عقلياً وليس إرهابياً.
وأوردت المحطة التلفزيونية إن السلطات تتابع فاروقي منذ فترة وأوضحت أنه سافر إلى تركيا في العام الماضي وربما حاول عبور الحدود إلى سورية لكن لم توجه له تهم بعدما فحص «إف بي آي» جواز سفره. وقال مسؤولون أمنيون إن الضحيتين مسلمان رغم أن المهاجم ربما لم يكن على علم بذلك.
في بروكسيل، أعلنت الشرطة إن إمرأة طعنت ثلاثة أشخاص في باص في العاصمة البلجيكية الاثنين، هي فيليبينية الأصل تبلغ من العمر 52 سنة، وأعربت عن اعتقادها بأنها لم تفعل ذلك بدوافع سياسية.
وقال الناطق باسم الشرطة شافييه ديليكور إن المرأة المتهمة بالشروع في القتل لم تمثل بعد أمام مدعين نظراً الى تلقيها العلاج من إصابتها برصاص الشرطة أثناء الحادث الذي وقع في شارع تجاري مزدحم. وأضاف الناطق: «لا نستبعد في هذه المرحلة أي دافع لكن الإرهاب ليس مرجحاً». وغادر الأشخاص الثلاثة الذين أصيبوا في حادث الطعن المستشفى الاثنين. ونقلت وسائل إعلام محلية عن شهود قولهم إن مشادة كلامية نشبت في الباص.
في استراليا، قتلت شابة بريطانية وأصيب رجل بجروح بالغة عندما طعن فرنسي ثلاثة اشخاص وهو يهتف «الله اكبر» في نزل في أستراليا، كما أفادت تقارير. وتحقق الشرطة في الحادث الذي وقع ليل الثلثاء في هوم هيل، البلدة الريفية الواقعة جنوب تاونزفيل في شمال ولاية كوينزلاند، لكنها لم تؤكد ما اذا كان المهاجم المفترض اعتنق التطرف.
وقال نائب مفوض الشرطة ستيف غولشيوسكي ان الدوافع وراء عملية الطعن التي أسفرت عن إصابة بريطاني في الثلاثين من العمر بجروح بالغة وأحد الأهالي بجروح غير خطيرة، لا تزال غير معروفة. وقال ان «التحقيقات الأولية تشير الى تعليقات يمكن ان تفسر على انها ذات طبيعة متطرفة ادلى بها المعتدي المفترض». وقال غولشيوسكي ان المحققين سينظرون فيما اذا كانت صحة المعتدي الذهنية او تناول ادوية من العوامل المسببة للحادثة. وأعلنت الشرطة ان الفرنسي دخل استراليا في آذار (مارس) الماضي.
ورداً على سؤال حول ما اذا كان للمهاجم البالغ من العمر 29 سنة، صلات بتنظيم «داعش»، أجاب غولشيوسكي «لا»، مضيفاً انه ليس هناك اي تهديد للمواطنين. وقالت المفوضة في الشرطة الفيديرالية الاسترالية شارون كاودن في المؤتمر الصحافي ذاته: «لا توجد في هذه المرحلة اي مؤشرات، أكثر من انه كان يتصرف بمفرده».
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,232,322

عدد الزوار: 7,625,214

المتواجدون الآن: 1