داريا.. عين الثورة التي قاومت مخرز الأسد..اتفاق بين الثوار والنظام على إخلاء مدينة داريا..روسيا توافق على وقف العمليات العسكرية 48 ساعة في حلب..«رقص» تركي- إقليمي على حساب أكراد سورية ودي ميستورا يحمل المعارضة فشل الهدنة والإغاثة

تركيا تُرسل مزيداً من الدبابات وتحذِّر الأكراد.. والمعارضة تنشئ منطقة آمنة..تدخّل تركيا محاولة لمنع حلم إنشاء «كردستان سوريا»

تاريخ الإضافة الجمعة 26 آب 2016 - 5:57 ص    عدد الزيارات 2355    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

داريا.. عين الثورة التي قاومت مخرز الأسد
    أورينت نت - عامر شهدا
"نسأل الله القبول ..نسأل شهدائنا الصفح ..عذراً كل الأحرار إن لم نكن على قدر المسؤولية واستحقاق (أيقونة الثورة( ..ما أصابنا من سوء فمن أنفسنا"، لم يخذل داريا أحد؛ لكن الثورة السورية ربما تفاجئنا أن كل قوى الأرض ستجتمع عليها لذا يجب رص صفوفنا قليلاً".. بضعة كلمات مؤثرة كتبها المتحدث باسم المجلس المحلي لداريا "فادي محمد" على صفحته في موقع "فيس بوك"، في إشارة إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه عصر اليوم الخميس بين الهيئات العسكرية والمدنية ونظام الأسد، والذي يقضي بإفراغ داريا من أهلها.. كلمات "محمد" جددت مسيرة "غياث مطر" في السلم والحرب والهدنة وحتى الابعاد القسري.
تتلعثم الحروف وتعجز الكلمات عن وصف حالة ثوار داريا وأهلها، فهذه الساعات الأخيرة قبل مغادرة حقول العنب، والشوارع التي غصت يوماً بالمظاهرات نصرة لدرعا وحمص والغوطة وحلب.. في المفهوم العام عند أي مجتمع هي "الوحشة في حضرة القبور"، لكن في داريا "الوحشة" تكمن في الابتعاد عن قبور شهدائها، فحراس الثورة تم خذلانهم من "أشقاء السلاح" المتواجدين على بعد مئات الأمتار فقط، ذلك السلاح الذي صدأ بسبب إملاءات الغرفة الاستخباراتية.
إذاً، السادس والعشرون من أب ٢٠١٦ والذي يصادف يوم غداً الجمعة ، الثورة السورية تودع "ايقونتها"، حيث يدخل الاتفاق حيز التنفيذ والذي يقتضي بخروج ممن يرغب من الثوار إلى إدلب، على أن يخرج المدنيين إلى مناطق في ريف دمشق، ليتمكن النظام في القضاء على أكبر صداع أرق رأسه خلال السنوات الماضية، حيث يكرر الأسد سيناريو الوعر و الزبداني في داريا، رغم مئات النداءات التي وجهت إلى فصائل الثوار في القنيطرة ودرعا والغوطة الغربية بفتح الجبهات وإنقاذ المدينة.
قبل أسابيع قليلة، وجه "سارية أبو عبيدة" الناطق باسم "لواء شهداء الإسلام" كبرى فصائل الثوار العاملة في داريا رسالة عبر "أورينت نت" إلى كافة الفصائل الثورية في سوريا بالقول "إلى من خذلونا سابقاً ومازالوا، في كل من القنيطرة ودرعا والغوطة الغربية أن لا فائدة في سلاح وعتاد تخزنوه ولا يكفينا منكم الدعاء ولا يشفع لكم تضرعكم فأنتم مقاتلون تدّعون القتال من أجل الحرية والكرامة فلبوا نداء من بقي، فبينكم وبين ثقة أهليكم نحن، فإما نكون وتكونوا، ولن تكونوا حتى لو بقيت أجسادكم فأنتم وغثاء السيل سواء".
داريا الخالية من أي وجود للرايات السوداء، قاتلت النظام وميليشيات إيران بأظفارها، ورغم القصف بالبراميل المتفجرة وصواريخ "أرض - أرض" والنبالم، أصرت وإلى الرمق الأخير تقديم النموذج المشرق لروح الثورة.
يشار أن مدينة داريا كانت من أوائل المدن الثائرة على نظام الأسد والتي لبت نداء الفزعة القادم من مدينة درعا مهد الثورة السورية بعد أسبوع واحد على انطلاقها، وتم تغيير اسمها من "مدينة العنب" إلى "مدينة البراميل"، كما يعد الناشط السياسي غياث مطر والذي استشهد تحت التعذيب من أبرز شخصيات المدينة خلال ثورة الكرامة، وارتكبت قوات الأسد "مجزرة داريا الكبرى"، في عام 2012، والتي راح ضحيتها نحو 700 شهيد، تلك المجزرة التي كان لها الأثر الأبرز في توحيد صفوف الثوار.
والجدير بالذكر أن داريا كانت تضم في عام 2010 نحو 250 ألف نسمة، أما اليوم يعيش فيها نحو 9 آلاف نسمة بين عسكريين ومدنيين، عانوا طويلاً من انقطاع كافة الخدمات الأساسية وندرة المواد الغذائية والطبية، ومع تكثيف قوات الأسد قصفه على المدينة مؤخراً.
اتفاق بين الثوار والنظام على إخلاء مدينة داريا
    أورينت نت
توصلت الهيئات المدنية والعسكرية في مدينة داريا في الغوطة الغربية بريف دمشق، إلى اتفاق مع نظام الأسد، ينص على تسليم المدينة مقابل خروج آمن للثوار والمدنيين.
وأكد مصدر عسكري في داريا لـ"أورينت نت" أن الاتفاق ينص على خروج من يرغب من الثوار باتجاه محافظة إدلب في شمال سوريا، في حين يتم تأمين خروج المدنيين إلى منطقتي "قدسيا وصحنايا" في ريف دمشق مبدئياً.
وأوضح المصدر أن تطبيق الاتفاق يبدأ صباح يوم غد الجمعة، بعد ترتيب بعض الاجراءات اللوجستية، حيث سيتم تسليم كافة الأسلحة المتوسطة إلى جانب دبابة وعربة "بي إم بي" إلى قوات النظام، على أن يتم خروج المقاتلين بسلاحهم الفردي الخفيف فقط.
يأتي ذلك، بعد التوصل إلى اتفاق لوقّف إطلاق النار في داريا، لمدة 24 ساعة، بهدف إتاحة المجال لمفاوضات بين النظام والفصائل الثورية في المدينة، دخلت يوم أمس شخصية عسكرية في النظام واجتمع مع القيادات المدنية والعسكرية في المدينة، في حين استكمل اليوم الاتفاق على جدول المفاوضات.
يشار أن داريا كانت تضم في عام 2010 نحو 250 ألف نسمة، أما اليوم يعيش فيها نحو 9 ألف نسمة بين عسكريين ومدنيين، ويعانون من انقطاع كافة الخدمات الأساسية وندرة المواد الغذائية والطبية، ومع تكثيف قوات الأسد قصفه على المدينة مؤخراً، اضطر السكان لإنشاء أقبية تحت الأرض.
والجدير بالذكر، أن مدينة داريا كانت السباقة في التضامن مع مدينة درعا، وكانت أولى مظاهراتها ضد النظام يوم الجمعة 25 آذار 2011، وقدمت المدينة "غياث مطر" الذي يعتبر رمزاً في النشاط السلمي، وتعرضت لسلسلة مجازر ولعل أكبرها التي وقعت في تاريخ 20-08-2012، والتي راح ضحيتها وفق المجلس المحلي للمدينة نحو 500 شهيد.
إتفاق لإجلاء المقاتلين وآلاف المدنيِّين من داريا.. غارات وحديث عن هدنة في حلب
تركيا تُرسل مزيداً من الدبابات وتحذِّر الأكراد.. والمعارضة تنشئ منطقة آمنة
 («اللواء» - وكالات)
أرسلت تركيا امس المزيد من الدبابات الى سوريا ووجهت تحذيرا شديد اللهجة الى القوات الكردية لتنسحب من مواقعها غداة سيطرة فصائل مقاتلة سورية مدعومة من انقرة على بلدة جرابلس السورية الحدودية من الجهاديين.
وعلى جبهة أخرى، توصل النظام السوري والفصائل المقاتلة في مدينة داريا قرب دمشق الى اتفاق يقضي بخروج آلاف المسلحين والمدنيين من هذه البلدة المحاصرة منذ العام 2012.
وستنضم الدبابات التركية الجديدة الى اخرى عبرت الحدود فجر الاربعاء في اطار عملية «درع الفرات» التي نفذتها تركيا بدعم من التحالف الدولي لمكافحة الجهاديين بهدف ابعاد تنظيم الدولة الاسلامية والوحدات الكردية عن المنطقة الحدودية مع سوريا.
وقال قيادي بالمعارضة السورية إن قوات «درع الفرات» التي تشارك فيها القوات التركية ستسهم في إنشاء منطقة آمنة داخل سوريا، في وقت أعلنت فيه واشنطن أن القوات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية، تنسحب إلى منطقة شرق نهر الفرات.
وقال القيادي إن المنطقة الآمنة التي تساهم تركيا في حمايتها ستكون بطول سبعين كيلومترا وبعمق عشرين كيلومترا.
وقد اعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء ان الهجوم ادى الى طرد تنظيم الدولة الاسلامية من بلدة جرابلس فيما اعلنت الفصائل السورية المدعومة من انقرة «انسحاب تنظيم الدولة الاسلامية الى مدينة الباب» جنوبا.
 لكن وزير الدفاع التركي فكري ايشيك دعا وحدات حماية الشعب الكردي الى الانسحاب والعودة الى شرق نهر الفرات وإلا فانها ستواجه تدخلا تركيا.
وقال إيشق إن منع حزب الاتحاد الديمقراطي - الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب الكردية - من توحيد الأقاليم الكردية شرقي جرابلس مع تلك الموجودة في الغرب هو أولوية لبلاده.
وقال «يجب القضاء بالكامل على الدولة الإسلامية هذا له أهمية مطلقة. لكن ذلك ليس كافيا بالنسبة لنا... حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية لا يجب أن تحل محل الدولة الإسلامية هناك».
وأضاف «الحلم الأكبر لحزب الاتحاد الديمقراطي هو توحيد الأقاليم الغربية والشرقية. لا يمكننا أن نترك ذلك يحدث».
من جانبها، صرحت مصادر بالخارجية التركية بأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أبلغ نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو هاتفيا امس بأن وحدات حماية الشعب الكردية السورية تتراجع إلى شرق نهر الفرات كما طلبت تركيا.
وقال متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية إن قوات سوريا الديمقراطية انسحبت عبر نهر الفرات لكنها قامت بذلك «للاستعداد لعملية التحرير في النهاية» للرقة المعقل الرئيسي للدولة الإسلامية في شمال سوريا.
وقال إيشق إن الانسحاب لم يكتمل بعد وإن واشنطن أعطتهم تطمينات بأن ذلك سيحدث الأسبوع المقبل.
وقال «نراقب ذلك عن كثب... إذا لم ينسحب حزب الاتحاد الديمقراطي إلى شرق نهر الفرات فسيكون لدينا الحق في فعل كل ما بوسعنا حيال ذلك».
وفي ستوكهولم، قال نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الذي زار الاربعاء تركيا ان «الأتراك مستعدون للبقاء طالما كان ذلك ضروريا (في سوريا) بهدف القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية».
واشاد بـ«التغيير التدريجي في عقلية انقرة» تجاه الحركة الجهادية.
وخلال زيارة إلى تركيا يوم الأربعاء حاول بايدن تهدئة المخاوف التركية بشأن المكاسب الكردية على الأرض في سوريا.
وقال بايدن إن سوريا يجب أن تبقى موحدة ولا يجب أن يكون هناك كيان كردي منفصل في شمال سوريا.
ما يصل إلى 15 ألف جندي
ولم يتضح على الفور ما اذا كان الهدف من نشر الدبابات الجديدة امس ضمان الامن في جرابلس او مساعدة المقاتلين على الانتقال الى منطقة جديدة.
 وكتب المعلق في صحيفة «حرييت» عبد القادر سلفي، وهو صاحب اطلاع واسع، ان الهدف من العملية يشمل اقامة منطقة امنة خالية من «المجموعات الارهابية» ووضع حد لتقدم القوات الكردية.
واضاف ان 450 جنديا شاركوا في العملية خلال اليوم الاول للهجوم لكن هذا الرقم قد يرتفع الى 15 الفا.
التقاط صور سلفي
 واذهلت سرعة استعادة جرابلس الخبراء في حين استغرقت استعادة الاكراد للمدن التي كانت خاضعة لسيطرة التنظيم المتطرف في شمال سوريا، مثل كوباني او منبج، معارك استمرت مطولا.
واظهرت لقطات تلفزيونية مقاتلين سوريين يسيرون وسط شوارع مهجورة في جرابلس دون مقاومة ونشرت الصحف صورا تظهر المقاتلين يلتقطون سلفي شخصية على طول الطريق.
وقالت مصادر في المعارضة السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي المعارضة الذين انتزعوا السيطرة على جرابلس تقدموا لمسافة تصل إلى عشرة كيلومترات جنوبي المدينة الحدودية.
وقال المرصد السوري إن القوات المدعومة من الأكراد والتي تعارضها أنقرة سيطرت في تلك الأثناء على ما يصل إلى ثمانية كيلومترات من الأرض في اتجاه الشمال فيما بدا أنها خطوة استباقية لتقدم مقاتلي المعارضة.
اتفاق داريا
وعلى جبهة أخرى في سوريا، توصل النظام السوري والفصائل المقاتلة في مدينة داريا قرب دمشق امس الى اتفاق يقضي بخروج آلاف المسلحين والمدنيين من هذه البلدة المحاصرة منذ العام 2012.
وذكرت وكالة الأنباء السورية سانا ان «اتفاق التسوية» ينص على «خروج 700 مسلح من المدينة الى مدينة ادلب»، فضلا عن «خروج 4000 من الرجال والنساء مع عائلاتهم ونقلهم الى مراكز الايواء»، من دون تحديد موقعها.
ويتضمن الاتفاق ايضا «تسليم السلاح الخفيف والمتوسط والثقيل الى الجيش». واكد مصدر عسكري ان «الخطوة المقبلة ستكون بدخول الجيش الى المدينة».
من جهته، اكد مصدر في الفصائل المقاتلة في داريا «التوصل الى اتفاق ينص على افراغ المدينة، وخروج المدنيين والمقاتلين منها بدءا من الغد».
وأوضح ان «المدنيين سيتوجهون الى مناطق تحت سيطرة النظام في محيط دمشق، وسيذهب المقاتلون الى محافظة ادلب في حين يفضل آخرون تسوية اوضاعهم مع النظام».
وقال الرائد أبو جمال قائد لواء شهداء الإسلام الأكبر بين جماعتي المعارضة الرئيسيتين في داريا إن عملية الإجلاء ستبدأ يوم الجمعة وتستمر ليومين أو ثلاثة.
هدنة حلب
في هذا الوقت، قتل 11 طفلا في قصف جوي لقوات النظام بالبراميل المتفجرة على احد الاحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في شرق مدينة حلب.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «قتل 15 مدنيا، بينهم 11 طفلا، في قصف بالبراميل المتفجرة على حي باب النيرب» في الجهة الشرقية لمدينة حلب، مشيرا الى انه بين القتلى «ستة اطفال ومواطنتان من عائلة واحدة».
وافاد المرصد ايضا عن «مقتل ثمانية مدنيين، بينهم طفلان، جراء قذائف اطلقتها الفصائل المعارضة على الاحياء الغربية».
من جهة ثانية، قال مسؤولون من الأمم المتحدة إن روسيا وافقت على هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة في حلب للسماح بتوصيل المساعدات لكن المنظمة الدولية تنتظر ضمانات أمنية من أطراف أخرى على الأرض.
وقال يان إيغلاند الذي يرأس مهمة العمل الإنسانية الأسبوعية في جنيف «لدينا.. موافقة الآن من الاتحاد الروسي على هدنة مدتها 48 ساعة وننتظر موافقة لاعبين آخرين على الأرض. استغرق ذلك صراحة وقتا أطول مما كنت أتصور».
وقال البيت الأبيض إنه يؤيد جهود الأمم المتحدة لتقديم المساعدات الإنسانية لمدينة حلب وإنه سيرحب بمشاركة روسيا البناءة.
وقال ستيفان دي ميستورا المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا للصحفيين «نحن مستعدون والشاحنات جاهزة ويمكنها التحرك في أي وقت نتلقى فيه تلك الرسالة».
ويحاول دي ميستورا إعادة ممثلي الحكومة والمعارضة إلى مائدة المفاوضات هذا الشهر لاستئناف وقف لإطلاق النار وإنهاء الحرب.
وقال إنه ينتظر اجتماعا مقررا اليوم بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف قبل أن يدلي بمزيد من التعليقات.
وقال «هذه الاجتماعات التي تجرى خارج مكتب الأمم المتحدة هنا في جنيف سيكون لها أثر بالتأكيد على أسلوب عملنا وأعتزم عرض المبادرات السياسية للأمم المتحدة من أجل إعادة إطلاق العملية السياسية من أجل سوريا».
وقال دي ميستورا ان هذا الاجتماع سيكون «مهما» وسيكون له «تأثير أكيد على المبادرات السياسية للأمم المتحدة من اجل اعادة اطلاق العملية السياسية في سوريا».
الهجمات الكيميائية
على صعيد آخر، اعلن البيت الابيض انه بات «من المستحيل انكار» أن دمشق استخدمت اسلحة كيميائية، مطالبا بمحاسبة نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وذلك بعد صدور تقرير للامم المتحدة وجه اصابع الاتهام الى النظام السوري خصوصا.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الاميركي، نيد برايس «بات الان مستحيلا انكار ان النظام السوري استخدم مرارا غاز الكلور كسلاح ضد شعبه»، مضيفا «سنعمل مع شركائنا الدوليين من اجل محاسبته خصوصا امام مجلس الأمن الدولي».
بالمقابل، اعلن السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين امس ان بلاده ستتعاون مع الولايات المتحدة بعد ان خلص تحقيق للامم المتحدة الى ان النظام السوري شن هجومين كيميائيين في سوريا عامي 2014 و 2015.
وقال تشوركين للصحافيين «لدينا مصلحة مشتركة في منع حصول اشياء كهذه وتجنب حصولها حتى وسط الحرب».
وحذر من محاولة «استخلاص نتائج متسرعة»، مشددا على انه ليس من الضروري توقع حصول «مواجهة بين روسيا والولايات المتحدة حول هذا الملف».
ومن المفترض ان يناقش مجلس الامن الدولي الثلاثاء تقرير الامم المتحدة الذي اتهم ايضا تنظيم الدولة الاسلامية باستخدام غاز الخردل كسلاح حرب.
وتدفع واشنطن ولندن وباريس باتجاه ان يتخذ المجلس اجراءات بحق المسؤولين عن الهجمات الكيميائية، من خلال فرض عقوبات عليهم او احالة الملف الى المحكمة الجنائية الدولية.
ولم يكشف تشوركين ما سيكون عليه الرد الروسي لكنه اشار الى انه اتصل الاربعاء بنظيرته الاميركية سامنتا باور التي تقضي اجازة حاليا.
وقال «اتفقنا على ان نلتقي فور عودتها لكي نرى ما نستطيع ان نفعله استنادا الى هذا التقرير».
في المقابل، بدت الاتهامات الموجهة الى تنظيم الدولة الاسلامية مقنعة بالنسبة الى تشوركين، موضحا «من المهم جدا الاشارة الى ان التقرير يقول بشكل قاطع ان تنظيم الدولة الاسلامية استخدم غاز الخردل».
وكشف تحقيق اجرته الامم المتحدة ان الجيش السوري شن هجومين كيميائيين على الأقل في سوريا بينما استخدم تنظيم الدولة الإسلامية غاز الخردل.
وخلص المحققون إلى أن المروحيات العسكرية السورية ألقت غاز الكلور على بلدتين في محافظة إدلب السورية، هما تلمنس في 21 نيسان 2014 وسرمين في 16 اذار 2015.
وقد دان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت استخدام اسلحة كيميائية في النزاع السوري و«الدور الفادح» لنظام دمشق، داعيا مجلس الامن الدولي الى تبني «رد فعل بمستوى خطورة» الوقائع.
 
تدخّل تركيا محاولة لمنع حلم إنشاء «كردستان سوريا»
اللواء.. (ا.ف.ب)
 يقف وراء تدخل انقرة العسكري في سوريا من خلال معركة جرابلس الاخيرة قرار تركي واضح بمنع الاكراد من تحقيق ما يرونه حلما وتراه انقرة كابوسا وهو انشاء «كردستان سوريا» ذات الحكم الذاتي، وفق ما يرى محللون.
 لكن الامور لن تكون بهذه السهولة بالنسبة لانقرة، الا ان وجدت نفسها مضطرة للدخول في مواجهة مباشرة مع الاكراد لمنعهم من طرد تنظيم الدولة الاسلامية من مدينة الباب وبالنتيجة ربط مقاطعاتهم الثلاث في شمال سوريا ببعضها.
ويقول الخبير في الشؤون السورية في معهد كارنيغي ارون لوند «تقع القضية الكردية على رأس اولويات (الرئيس التركي رجب طيب) اردوغان في سوريا» بعدما سيطر المقاتلون الاكراد على مناطق واسعة في شمال البلاد.
ويشكل الاكراد حوالى 15 في المئة من سكان سوريا، وقد عانوا من التهميش من السلطة المركزية على مدى عقود طويلة.
 وبرزت قوتهم العسكرية عبر وحدات حماية الشعب الكردية خلال سنوات النزاع، اذ تمكنوا من بسط سيطرتهم على 18 في المئة من الاراضي السورية حيث يعيش حاليا حوالى مليوني نسمة، 60 في المئة منهم اكراد.
 وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب الكردية بـ»الارهابية» وتعتبرها جزءا من حزب العمال الكردستاني الذي يقود تمردا ضدها.
 وبحسب لوند فان «فكرة وجود دويلة لحزب العمال الكردستاني يمولها (انتاج) النفط ومدعومة من الولايات المتحدة على حدودها الجنوبية تعد فعليا كابوسا بالنسبة لانقرة».
 وتدعم واشنطن وحدات حماية الشعب، التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية. تلك القوات التي تمكنت في اقل من عام من طرد الجهاديين من مناطق عدة، كان آخرها مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وكانت منبج تعد الى جانب مدينتي جرابلس والباب ابرز معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في محافظة حلب.
ويرى الخبير في الشؤون الكردية موتلو جيفير اوغلو ان تحرير منبج بداية الشهر الحالي واعلان الاكراد نيتهم التوجه غربا نحو الباب هو ما دفع الاتراك الى التحرك بهذه السرعة لضمان سيطرة فصائل معارضة مدعومة من قبلهم على جرابلس.
 وشنت تركيا الاربعاء عملية عسكرية داخل الحدود السورية قالت انها ضد تنظيم الدولة الاسلامية والمقاتلين الاكراد.
وخلال ساعات فقط سيطرت فصائل سورية معارضة بدعم من الطيران والدبابات التركية على مدينة جرابلس، التي سرعان ما انسحب تنظيم الدولة الاسلامية منها. وفي اليوم التالي، اعلن وزير الدفاع التركي فكري ايشيك ان تركيا «لها كل الحق في التدخل» في حال لم تنسحب وحدات حماية الشعب الى شرق الفرات، بعيدا عن الحدود التركية السورية.
اما المتحدث باسم وحدات حماية الشعب ريدور خليل فاكد ان مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردية، وضمن قوات سوريا الديموقراطية، سوريون (...) ولا تستطيع تركيا فرض اي قيود على تحرك السوريين على ارضهم».
 ومع اتساع رقعة النزاع في العام 2012، اعلن الاكراد اقامة ادارة ذاتية موقتة في شمال البلاد، في مناطق كوباني وعفرين (ريف حلب الشمالي والغربي) والجزيرة (الحسكة - شمال شرق)، واطلقوا عليها اسم «روج آفا» (غرب كردستان).
 ويريد الاكراد تحقيق حلم طال انتظاره بربط مقاطعاتهم الثلاث من اجل انشاء حكم ذاتي عليها على غرار كردستان العراق.
 وتعد السيطرة على منبج، خطوة رئيسية في هذا الاتجاه، وفي حال واصلوا تقدمهم ونجحوا في السيطرة على الباب، سيتمكن الاكراد من ربط مقاطعتي كوباني وعفرين، وبينهما حوالى 200 كيلومتر.
ويوضح جيفير اوغلو «تتحضر قوات سوريا الديموقراطية للسيطرة على الباب، وهي مدينة استراتيجية لربط كانتوني كوباني وعفرين»، لذلك فان منع تلك القوات من الوصول الى عفرين «امر ذات اهمية كبيرة للمصالح التركية».
 ويضيف «ان كان تنظيم الدولة الاسلامية هو فعلا هدف الاتراك، لكانوا شنوا هجوما ضده في السابق كونه يسيطر على جرابلس منذ فترة طويلة». 
 وبرغم معارضة تركيا لنظام الرئيس السوري بشار الاسد منذ بداية النزاع قبل حوالى خمس سنوات، الا انه كان بوسعها في اطار عملية جرابلس الاعتماد على موقف محايد من قبل الحكومة السورية الرافضة بدورها لحكم ذاتي كردي.
 ويقول جيفير اوغلو في هذا الصدد «بدت الحكومة التركية مرتاحة اكثر لشن عملية جرابلس لانها تعلم انه لن يكون هناك اكثر من ادانة رمزية» من النظام السوري.
 ومن هنا سارع الاتراك للتحرك «لمنع الاكراد من التوسع في سوريا ومن انشاء فدراليتهم الخاصة».
ولكن منع تقدم الاكراد لن يكون بهذه السهولة بالنسبة للاتراك، كما يقول الخبير في الشؤون السورية في معهد واشنطن فابريس بالانش.
 ويشرح ان «السيطرة على جرابلس لا تمنع ربط المقاطعتين الكرديتين (كوباني وعفرين)، الا اذا ارسلت تركيا دباباتها جنوبا باتجاه الباب»، وهو امر من المرجح الا تقبل به روسيا.
ورجح بالانش «حصول اتفاق بين روسيا وتركيا يتيح للاخيرة التوغل على بعد 15 كيلومترا كحد اقصى داخل سوريا»، اما الباب فتقع على بعد حوالى 30 كيلومترا من الحدود.
ويلخص عبد السلام احمد، القيادي في حركة المجتمع الديموقراطي التي تقود الادارة الذاتية الكردية، الهدف من التدخل التركي بالقول انهم يريدون «اعادتنا الى ما قبل 2011 لكن نحن نملك القوى الكافية للرد على اي اعتداء بحقنا».
روسيا توافق على وقف العمليات العسكرية 48 ساعة في حلب
ايلاف...بي. بي. سي.
الأمم المتحدة تنتظر رد الأطراف الأخرى لبدء توزيع المساعدات الإنسانية
وافقت روسيا على هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة في مدينة حلب السورية المقسمة للسماح بتوزيع المساعدات، لكن مازالت هناك حاجة لضمانات أمنية من الأطراف الأخرى التي تقاتل على الأرض، بحسب ما ذكره مسؤولون تابعون للأمم المتحدة.
وقال ستفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة لسوريا للصحفيين "نحن نركز بشدة على الحفاظ على خطنا، وهو أننا نريد 48 ساعة هدنة، وروسيا الاتحادية أجابت بـ"نعم"، وسننتظر أن يفعل الباقون الشيء نفسه". وأضاف "لكننا مستعدون، والشاحنات مهيأة، ويمكنها أن تغادر المكان في أي وقت نتسلم فيه الرسالة". روسيا وافقت من قبل على وقف العمليات العسكرية 3 ساعات يوميا.. وتتضمن خطة الأمم المتحدة للإغاثة في حلب ثلاثة عناصر، منها توزيع متزامن للأغذية إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في الشرق والمناطق التي تسيطر عليها الحكومة في الغرب.
كما تشمل الخطة "إصلاح أنظمة الكهرباء العابرة للخطوط بين الجانبين" في الجنوب والتي توفر الطاقة لمحطات ضخ المياه التي تخدم مليونا و800 ألف شخص، بحسب ما قاله يان إنغلاند، الذي يرأس قوة العمل الإنساني الأسبوعية والتي التقت في جنيف. وكانت روسيا قد أعلنت وقف العمليات العسكرية لمدة ثلاث ساعات يوميا في حلب أوائل هذا الشهر. ولكن الأمم المتحدة قالت إن المدة غير كافية.
 
15 ألف جندي تركي لتأسيس«منطقة آمنة» شمال سورية
لندن، نيويورك، موسكو، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب 
أرسلت تركيا أمس المزيد من الدبابات الى شمال سورية وسط انباء عن احتمال تخصيص 15 الف جندي للمهمة. وأعلن وزير الدفاع التركي فكري ايشيك ان القوات التركية ستبقى طالما تطلب الأمر ذلك وسط أنباء عن نية أنقرة تأسيس منطقة آمنة في ريف حلب، وترددت أنباء عن احتمال تبادل «زيارات أمنية» بين قادة أجهزة سورية وتركية لإحياء اتفاق أضنة الذي وقع في العام 1998 وتضمن التعاون ضد «حزب العمال الكردستاني».
ودفعت تركيا دبابات اضافية عبرت الحدود فجر الأربعاء في اطار عملية «درع الفرات» التي نفذتها تركيا بدعم من التحالف الدولي بهدف ابعاد تنظيم «داعش» والوحدات الكردية عن المنطقة الحدودية مع سورية. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان الهجوم ادى الى طرد «داعش» من بلدة جرابلس فيما اعلنت الفصائل السورية المدعومة من أنقرة «انسحاب تنظيم داعش الى مدينة الباب» جنوباً. لكن وزير الدفاع التركي دعا «وحدات حماية الشعب» الكردي الى الانسحاب والعودة الى شرق نهر الفرات وإلا فإنها ستواجه تدخلاً تركياً.
والعملية الأكبر التي تطلقها تركيا منذ بدء النزاع في سورية قبل خمس سنوات ونصف السنة، شاركت فيها قوات خاصة تركية على الأرض فيما ضربت المقاتلات التركية اهدافاً لتنظيم «داعش». ويأتي ذلك دعماً لهجوم بري نفذه مئات من عناصر الفصائل المدعومة من انقرة الذين دخلوا جرابلس بعد مواجهة مقاومة ضعيفة. وكتب المعلق في صحيفة «حرييت» عبد القادر سلفي، الواسع الاطلاع، ان الهدف من العملية يتضمن اقامة منطقة آمنة خالية من المجموعات الإرهابية ووضع حد لتقدم القوات الكردية. وأضاف ان 450 جندياً شاركوا في العملية خلال اليوم الأول للهجوم لكن الرقم قد يرتفع الى 15 ألفاً.
وبهدف طمانة حليفته تركيا، اكد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارته انقرة الأربعاء ان واشنطن ابلغت الأكراد بعدم العبور الى غرب الفرات حيث تقع جرابلس، تحت طائلة خسارة الدعم الأميركي. وقال ناطق باسم التحالف الدولي ضد «داعش» عبر «تويتر» ان غالبية القوات الكردية السورية انسحبت الى شرق الفرات وبقي بعضهم من اجل عمليات ازالة المففخات. لكن وزير الدفاع التركي قال لقناة «ان تي في» انه لا يوجد دليل حتى الآن على انسحاب القوات الكردية.
وأضاف ان لتركيا «كل الحق في التدخل» في حال لم تنسحب الوحدات الكردية سريعاً الى شرق الفرات بعيداً من الحدود. وتابع «في الوقت الحالي، لم ينسحبوا ونتابع بانتباه كبير هذه العملية. هذا الانسحاب مهم بالنسبة الينا».
وترددت أنباء عن «بوادر تفاهم» لانطلاق قوافل اغاثة من الحدود التركية إلى مناطق تحت سيطرة القوات النظامية في حلب ضمن إشارات بدأت تظهر بين أنقرة ودمشق بينها احتمال زيارة وفد أمني سوري إلى تركيا للبحث في التعاون المشترك لمحاربة «حزب العمال الكردستاني» وإحياء اتفاق أضنة الذي وقع العام 1998. وكان لافتاً أن الجيش النظامي السوري وصف «وحدات حماية الشعب» الكردية خلال قصف مواقعه في الحسكة بواسطة الطيران قبل أيام، بأنهم «حزب العمال الكردستاني» علماً أن هذا الأخير مصنف كتنظيم إرهابي في دمشق وفي أنقرة بموجب اتفاق أضنة الذي جمع الطرفين للتعاون ضد «الاتحاد الديموقراطي» ذراع «العمال الكردستاني». ونقل عن قائد القاعدة الروسية في حميميم في اللاذقية «غضبه» من الغارات السورية على الأكراد في الحسكة وضغطه على دمشق لقبول شروطهم للتهدئة.
ويلتقي وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في جنيف اليوم في محاولة للتوصل الى اتفاق للتعاون العسكري في سورية وخطة للمساعدات الإنسانية الى حلب، في وقت قالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» امس ان المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا قال في اجتماع مجموعة العمل الإنسانية في جنيف امس ان موسكو وافقت على خطة لوقف النار لمدة 48 ساعة في حلب وإدخال مساعدات انسانية عبر معبر الكاستيلو، وأنه «حمّل المعارضة مسؤولية عدم تطبيق الخطة». وقال انه في حال لم يتلق جواباً ايجابياً من المعارضة حتى الأحد، فإنه سيحملها مسؤولية فشل الهدنة التي لن تشمل جنوب غربي حلب والإغاثة.
في نيويورك، قال ديبلوماسي غربي في مجلس الأمن إن الولايات المتحدة وبريطانيا «تعدان مشروع قرار تحت الفصل السابع يتضمن عقوبات والمطالبة بإحالة سورية على المحكمة الجنائية الدولية» في ضوء نتائج تقرير لجنة «آلية التحقيق المشتركة» بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية الذي صدر الأربعاء ووزع على أعضاء مجلس الأمن تمهيداً لمناقشته في جلسة خاصة به في ٣٠ الشهر الجاري.
وأبدت روسيا انفتاحاً على البحث في كيفية الرد، وقال سفيرها في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أمس إن لبلاده «مصلحة مشتركة» مع الولايات المتحدة «لتجنب» استخدام هذه الأسلحة «حتى في الحروب». وقال تشوركين أمس إن «التقارير الإعلامية التي توقعت مواجهة بين روسيا والولايات المتحدة في هذا الشأن كانت متسرعة» موضحاً أن «لجنة التحقيق هي نتيجة عمل مشترك بين روسيا والولايات المتحدة، وتحدثت أمس الى السفيرة (الأميركية) سامنثا باور واتفقنا على العمل معاً، وسنرى ما يمكن إنجازه». وأضاف «سندرس التقرير بعناية أولاً، ولكن لدينا مصلحة مشتركة في عدم تشجيع مثل هذه الأعمال وتجنبها، حتى في أوقات الحروب».
الى ذلك، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» امس إن «المفاوضات بين سلطات دمشق من جهة، والفصائل العاملة في مدينة داريا بغوطة دمشق الغربية من جهة أخرى، اسفرت عن هدنة في داريا، الخارجة عن سيطرة دمشق منذ العام 2012». وأضاف: «قتل 15 مدنياً، بينهم 11 طفلاً، في قصف بالبراميل المتفجرة على حي باب النيرب» في الجهة الشرقية لمدينة حلب.
«رقص» تركي- إقليمي على حساب أكراد سورية ودي ميستورا يحمل المعارضة فشل الهدنة والإغاثة
الحياة..لندن - إبراهيم حميدي 
يلتقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في جنيف اليوم، في محاولة أخرى للاتفاق على آليات عمل «مجموعة التنفيذ المشتركة» الخاصة بوقف العمليات القتالية في سورية وعلاقتها بالإغاثة بعد يوم من إمهال المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في اجتماع مغلق المعارضة إلى يوم الأحد لتحمليها مسؤولية إفشال الهدنة والإغاثة، وسط بوادر لتغييرات في التحالفات المحلية السورية نحو احتمال التوحد بين الفصائل الإسلامية والتداخلات الإقليمية أحد محاورها «رقص» تركي - إقليمي على حساب الأكراد ومنع قيام إقليم كردي يمتد من شرق سورية إلى شمالها الغربي في محاذاة الحدود التركية.
مسودة الاتفاق التي سلمها كيري إلى الجانب الروسي قبل أسابيع وتضمنت التعاون العسكري بين الطرفين في محاربة «جبهة النصرة»، قبل أن تغير اسمها إلى «فتح الشام» مقابل منع الطيران السوري من التحليق وتسلم الطيران الروسي العمليات الهجومية بالتنسيق مع الأميركيين، لا تزال محور المحادثات المستمرة بين العسكريين والديبلوماسيين في جنيف. وعلى رغم «الغضب» الأميركي من العمليات الهجومية في حلب في تموز (يوليو) التي أسفرت عن حصار الأحياء الشرقية ومن ملفات دولية أخرى، حرصت واشنطن وموسكو على إبقاء قناة المحادثات (في جنيف وعمان) بينهما مفتوحة بحثاً عن اختراق للتوصل إلى اتفاقين أحدهما عسكري والثاني إنساني.
ووفق مسؤول غربي رفيع، هناك «بعض التقدم» في اتفاق وقف العمليات القتالية وصيغة التعاون لتنفيذه وإن كان الوفد الأميركي يتمسك بوقف النار، مقابل تمسك الجانب الروسي بـ «فصل» واشنطن الفصائل المعتدلة عن المتطرفين، لكن الفجوة لا تزال قائمة بين الجانبين. ومن المقرر أن يحسم كيري ولافروف النقاط الخلافية الأخيرة في اجتماعهما اليوم أو أن تنهار المحادثات لترك العملية إلى التطورات الميدانية العسكرية والخطوط المفتوحة بين موسكو وأنقرة وطهران واحتمال انضمام دمشق إليها، مقابل التركيز على البعد الإنساني مرفقاً بهدنة موقتة في حلب. هنا، ستطرح تساؤلات حول مصير مهمة دي ميستورا مع اقتراب موعد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل وانتهاء ولاية الأمين العام بان كي مون.
وفي اجتماع مجموعة العمل الإنسانية برئاسة الأميركيين والروس وحضور الفريق الدولي في جنيف أمس، هيمن وضع حلب على المحادثات سواء ما يتعلق بالبحث الروسي - الدولي عن هدنة ليومين في حلب وريفها أو ما يخص الممرات الإنسانية. ونقل عن دي ميستورا قوله في الاجتماع المغلق إن روسيا مستعدة من ليل الخميس - الجمعة لهدنة مدتها 48 ساعة لكن المشكلة في المعارضة التي لم توافق على هدنة لا تشمل جنوب غربي حلب، إضافة إلى رفضها دعم مشروع وصول 40 شاحنة إغاثة من الحدود التركية إلى معبر الكاستيلو شرق حلب. وطلب دي ميستورا من جميع الدول ممارسة نفوذها على المعارضة و «إلا سيحملها مسؤولية فشل الهدنة والإغاثة» يوم الأحد مع اعتبار الطريق البديل المقترح من المعارضة «خطراً وليس آمناً». وهو قال علناً: «نركز بدرجة كبيرة على الحفاظ على نهجنا. نريد هدنة مدتها 48 ساعة والاتحاد الروسي قال نعم... وننتظر من الآخرين أن يحذوا الحذو نفسه. لكننا مستعدون وشاحنات (المساعدات) جاهزة ويمكنها التحرك في أي وقت نتلقى فيه تلك الرسالة»، في حين قال المستشار الدولي لـ «المجموعة الإنسانية» يان ايغلاند أن خطة الإنقاذ التي أعدتها الأمم المتحدة لحلب وتنتظر موافقة خطية من دمشق تشمل ثلاثة عناصر، منها تسليم مساعدات غذائية في شكل متزامن للمناطق التي يسيطر عليها المعارضون شرق حلب والمناطق التي تسيطر عليها الحكومة غربها فضلاً عن إصلاح النظام الكهربائي في الجنوب الذي يغذي محطات ضخ مياه تخدم 1.8 مليون نسمة.
وكانت روسيا قدمت بعد دعمها للقوات النظامية وحلفائها بفرض الحصار على الأحياء الشرقية على حلب في منتصف تموز (يوليو) خطة تضمنت فتح ثلاثة معابر للإغاثة ورابع للمقاتلين، غير أن الأمم المتحدة اقترحت بدعم غربي إشرافاً حيادياً على المعابر مع زيادة عددها، خصوصاً بعدما نجحت فصائل المعارضة في كسر الحصار عن الأحياء الشرقية في بداية الشهر الجاري. ووفق الأمم المتحدة، فإن السؤال هو كيفية ضمان أن يكون معبر الكاستيلو حيادياً لإدخال المساعدات وضمان التعاون بين القوات النظامية والمعارضة مع الأمم المتحدة لإغاثة المحاصرين (250 ألفاً شرق المدينة و1.3 مليون غرباً)، الأمر الذي يتطلب تعاوناً بين واشنطن وموسكو. هذا الأمر أيضاً، إحدى نقاط المحادثات بين كيري ولافروف اليوم مع احتمال فصل هذا الملف عن موضوع التعاون في «مجموعة التنفيذ المشتركة» لوقف العمليات القتالية.
وإذ تضع الأمم المتحدة وموسكو العقبة في ضفة المعارضة، فإن قيادياً في أحد الفصائل المعارضة المشرفة على العملية، قال أمس: «مستعدون للتعاون مئة في المئة. المشكلة أنهم يريدون إدخال المساعدات عبر الكاستيلو إلى مناطق النظام غرب حلب، لكن في المقابل عرضنا حماية القوافل من باب الهوى على حدود تركيا إلى الأتارب ثم خان طومان وصولاً إلى الراموسة» وصولاً إلى الأحياء الشرقية والغربية في حلب. ورفض اتهامات أثيرت في الاجتماع المغلق في جنيف إزاء مسؤولية فصائل معارضة بينها «أحرار الشام» عن توقف محطة الكهرباء قرب مدرسة المدفعية التي تعتبر أساسية لتشغيل محطات ضخ المياه إلى حلب ما أدى إلى عطش السكان، علماً أن فصائل إسلامية ومعارضة سيطرت على مناطق في جنوب غربي حلب بينها مدرسة المدفعية في المعارك التي شنت في بداية الشهر.
إحياء اتفاق أضنة!
في المقابل، ترددت أنباء عن «بوادر تفاهم» يتضمن انطلاق قوافل الإغاثة من الحدود التركية إلى مناطق النظام في حلب ضمن إشارات بدأت تظهر بين أنقرة ودمشق بينها احتمال قيام وفد أمني سوري بزيارة إلى تركيا لبحث التعاون المشترك في محاربة «حزب العمال الكردستاني» وإحياء اتفاق أضنة الذي وقع العام 1998. وكان لافتاً أن الجيش النظامي السوري وصف «وحدات حماية الشعب» الكردية خلال قصف مواقعه في الحسكة في الطيران قبل أيام، بأنهم «حزب العمال الكردستاني» علماً أن هذا الأخير مصنف كتنظيم إرهابي في دمشق وفي أنقرة بموجب اتفاق أضنة الذي جمع الطرفين للتعاون ضد «الاتحاد الديموقراطي» ذراع «العمال الكردستاني». هنا، نقل عن قائد القاعدة الروسية في حميميم في اللاذقية «غضبه» من الغارات السورية على الأكراد في الحسكة وضغطه على دمشق لقبول شروطهم للتهدئة.
كما لوحظ اكتفاء دمشق بإدانة توغل تركيا في شمال سورية لطرد «داعش» والأكراد من ريف حلب، مع الدعوة إلى «التنسيق» مع الحكومة السورية، ما اعتبر «رقصاً مشتركاً» بين الجانبين لم تضع أنقرة حلفاءها في المعارضة في صورته، في وقت قال قياديون معارضون إنهم ليسوا في صورة التفاهمات الكبرى الحاصلة بين أنقرة وموسكو وطهران. وقال أحدهم أمس: «كنا دائماً مع تطهير الشريط الحدودي من داعش والأكراد ونريد منطقة آمنة تشمل الراعي وأعزاز ريف حلب ونحن نتعاون مع الأتراك في هذا الشأن ولدينا مقاتلون في معركة تحرير جرابلس، لكن لسنا في الصورة السياسية الكبرى التي تتصرف بموجبها أنقرة، وإن كنا نلاحظ تغييراً في الخطاب السياسي».
وكان مسؤولون عسكريون وديبلوماسيون أتراك اتفقوا أكثر من مرة مع الجنرال جون ألن المبعوث الأميركي السابق للتحالف الدولي ضد «داعش» لإقامة منطقة آمنة أو «خالية من داعش» أو منطقة محظورة الطيران، لكن الرئيس باراك أوباما لم يوافق على هذه الخطط التي شملت منطقة بعرض حوالى مئة كيلومتر على الحدود وعمق حوالى 45 كيلومتراً. وقال القيادي أمس: «بعد جرابلس ستستمر العمليات لطرد داعش من هذه المنطقة مع احتمال السيطرة عليها وعودة اللاجئين إليها». وكان موضوع عودة اللاجئين أحد البنود التي ذكرها مسؤولون أتراك لخطة الحل في سورية، ما يسمح بعودة قسم كبير من ثلاثة ملايين سوري إلى ريف حلب، الأمر الذي شكل سداً أمام ربط إقليمي المناطق الكردية شرق نهر الفرات وغربه خصوصاً إذا جرى تنفيذ وعود انسحاب مقاتلي «وحدات حماية الشعب» إلى شرق نهر الفرات باتجاه إقليمي الجزيرة وعين العرب (كوباني) من دون ربطهما بعفرين الذي يقع ضمن «المنطقة الآمنة».
هنا، تقترح واشنطن، التي حمت طائراتها حلفاءها الأكراد في الحسكة، أن تركز «وحدات حماية الشعب» ضمن «قوات سورية الديموقراطية» على طرد «داعش» من الرقة وتسليمها إلى مجلس مدني محلي عربي. لكنّ مسؤولاً غربياً قال أمس: «للأسف يبدو أن هناك بوادر توافق مصالح بين الدول الإقليمية والكبرى والأكراد يدفعون الثمن»، ذلك أنه إضافة إلى الإشارات بين أنقرة وطهران ودمشق، فإن الطائرات الأميركية قصفت دعماً لـ «الجيش الحر» في جرابلس وضغطت واشنطن على الأكراد للانسحاب شرق الفرات، فيما اكتفت موسكو بالإدانة.
في موازاة ذلك، تجرى مفاوضات بين قادة فصائل إسلامية لبحث تشكيل قيادة مشتركة، بحيث تلعب دوراً في هذه «المنطقة الآمنة» وهرمية القرار العسكري في معارك حلب. وأوضح القيادي: «المؤشرات تدل على أن فتح الشام انفصلت فعلاً عن تنظيم القاعدة وأن انشقاقات عدة حصلت، حيث غادر التنظيم الجديد قياديون متشددون وقريبون إلى تنظيم القاعدة. هذا التطور دفع قيادة فتح الشام إلى البحث عن حضن يوفر لهم الحماية بدلاً من القاعدة لذلك اقترحوا تشكيل قيادة مشتركة». وأضاف أن الفكرة مطروحة لكن شروط تنفيذها لم تتوافر بعد، حيث الأمر يتطلب الاتفاق على التوجهات الفكرية والسياسية والعسكرية وأن هذه الأمور قيد الدرس بين قيادات «فتح الشام» و «أحرار الشام» وفصائل إسلامية لن يكون بينها تنظيمات محسوبة على «داعش».
ويعتقد بأن هذه التطورات خيمت بظلها على الاجتماع المقرر أن تستضيفه لندن في 7 الشهر المقبل لـ «الهيئة التفاوضية العليا»، لطرح رؤية سياسية جديدة مدعومة من النواة الصلبة في «مجموعة أصدقاء سورية» بدعوة من وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون.
الفصائل المدعومة من تركيا تتقدم في ريف حلب... والأكراد ينسحبون إلى شرق الفرات
الحياة..بيروت، أنقرة، قرقميش (تركيا) - رويترز، أ ف ب
قالت مصادر في المعارضة السورية و «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس الخميس إن مقاتلي المعارضة السورية الذين انتزعوا السيطرة على جرابلس من تنظيم «داعش» في عملية مدعومة من تركيا أول من أمس الأربعاء تقدموا لمسافة تصل إلى عشرة كيلومترات جنوب المدينة الحدودية في ريف حلب، في وقت قالت «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية إن قواتها التي شاركت في عملية لاستعادة مدينة منبج من «داعش» عادت إلى قواعدها بعد انتهاء العملية بنجاح، وسط حديث أميركي عن أنها تعود إلى شرق الفرات استعداداً لمعركة الرقة، العاصمة المفترضة للتنظيم المتشدد في شمال سورية.
لكن «المرصد» السوري قال إن «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الأكراد والتي تعارضها أنقرة سيطرت على ما يصل إلى ثمانية كيلومترات من الأرض في اتجاه الشمال، في ما بدا أنها خطوة استباقية لتقدم مقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا والذين سيطروا على مدينة جرابلس الأربعاء في مستهل العملية التي أُطلق عليها «درع الفرات». وتهدف هذه العملية التي تدعمها تركيا بقوات خاصة ودبابات وغطاء جوي إلى طرد «داعش» من المناطق الحدودية التركية - السورية. وتقول أنقرة إنها تستهدف أيضاً «وحدات حماية الشعب» الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.
وقال أحد مصادر المعارضة السورية إن اشتباكات وقعت بين الجانبين في قرية العمارنة جنوب جرابلس مساء الأربعاء مع التقاء مقاتلي المعارضة الذين يتقدمون من الشمال مع القوات المدعومة من الأكراد التي تتقدم من الجنوب. وأضاف المصدر أن مقاتلي المعارضة كانوا يسيطرون على القرية أمس.
وقال «المرصد» السوري إن اشتباكات وقعت بالأسلحة الخفيفة.
وأظهرت خريطة أرسلها مصدر ثانٍ من المعارضة تقدم المقاتلين المدعومين من تركيا نحو مناطق يسيطر عليها «داعش» إلى الجنوب وإلى الغرب من جرابلس على الحدود التركية. وأضاف المصدر أن تركيا مستمرة في الإشراف على العملية.
وفي هذا الإطار، قال شهود من «رويترز» إن تسع دبابات تركية أخرى على الأقل دخلت شمال سورية أمس في إطار عملية «درع الفرات». وذكر مسؤول تركي كبير أن هناك الآن أكثر من 20 دبابة تركية داخل سورية وأنه سيتم إرسال دبابات إضافية ومعدات تشييد إن تطلب الأمر. وقال المسؤول: «نحتاج إلى معدات التشييد لفتح طرق... وربما نحتاج المزيد منها في الأيام المقبلة. لدينا أيضاً حاملات جند مدرعة يمكن استخدامها على الجانب السوري. وقد نستخدمها وفق الحاجة».
ودوّى صوت إطلاق النيران القادم من تلة على الجانب التركي من الحدود ويطل على جرابلس في وقت مبكر من صباح أمس وتصاعد عمود من الدخان الأسود فوق المدينة.
ورحبت الصحافة التركية صباح أمس بعملية «درع الفرات»، مشيرة الى مقتل حوالى مئة من «داعش» خلال هذه العملية كما نقلت صحيفة «حرييت» عن مصادر عسكرية. ولم تسجل أي خسائر في صفوف الجيش التركي وفق مصادره.
وبلهجة تعبّر عن المشاعر القومية في تركيا عنونت صحيفتا «سوزجو» و «ميلييت»، «محمدجيك في سورية» وهي التسمية التي تطلق على الجندي العادي في تركيا. ووفق الصحف فإن 300 الى 500 جندي تركي شاركوا في هذه العملية، الأكبر التي تنفذها تركيا منذ بدء النزاع السوري. وقالت وكالة الانباء الحكومية «الأناضول» ان مقاتلاً واحداً من فصائل المعارضة السورية قتل وعشرة آخرين أصيبوا بجروح.
خط أحمر تركي
في غضون ذلك، صرحت مصادر بوزارة الخارجية التركية بأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أبلغ نظيره التركي مولود جاوش أوغلو أمس بأن «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية تتراجع إلى شرق نهر الفرات الذي يعد خطاً أحمر بالنسبة الى تركيا. وقالت المصادر إن الوزيرين أكدا في اتصال هاتفي أن قتال «داعش» في العراق وسورية سيستمر في الوقت نفسه. وجاء الاتصال في وقت أعلن وزير الدفاع التركي فكري ايشيك أمس ان تركيا «لها كل الحق في التدخل» في حال لم تنسحب الوحدات الكردية سريعاً الى شرق الفرات، بعيداً من الحدود التركية - السورية.
وقال ايشيك في هذه التصريحات لشبكة «ان تي في» انه «في الوقت الحالي، لم ينسحبوا ونتابع بانتباه كبير هذه العملية. هذا الانسحاب مهم بالنسبة الينا». كما قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم إن التوغل العسكري التركي في سورية سيتواصل إلى حين عودة «وحدات حماية الشعب» إلى شرق نهر الفرات، مضيفاً في مقابلة بثت على الهواء مباشرة على قناة «خبر» التركية أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكن تجاهلها من أجل إيجاد حل سياسي للصراع السوري المتعدد الأطراف. من ناحية أخرى، قال يلدرم إن هناك حاجة لتحسين العلاقات مع مصر وإنه لا يمكن أن تستمر العلاقات على هذا الوضع.
انسحاب الأكراد
وأكدت «وحدات حماية الشعب» أمس رسمياً إن قواتها التي شاركت في عملية لاستعادة مدينة منبج من «داعش» عادت إلى قواعدها بعد انتهاء العملية بنجاح. وأكد متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» إن «العنصر الأساسي» المكون لتحالف «قوات سورية الديموقراطية» - الذي يشمل «وحدات حماية الشعب» - تحرك شرقاً عبر نهر الفرات الذي عبره للمشاركة في استعادة منبج.
وكان جو بايدن نائب الرئيس الأميركي قال الأربعاء إنه يجب على القوات الكردية السورية العودة إلى شرق الفرات بعد السيطرة على مبنج التي تقع غرب النهر. وطالبت تركيا القوات الكردية بالانسحاب، وقالت أمس إن على المقاتلين الأكراد التراجع إلى شرق النهر خلال أسبوع.
وذكرت «وحدات حماية الشعب» في بيان: «إننا في القيادة العامة لوحدات حماية الشعب نعلن أن قواتنا أنهت مهماتها بنجاح في حملة تحرير منبج وعادت إلى قواعدها بعد أن سلمت القيادة العسكرية لمجلس منبج العسكري وكذلك جميع نقاطها العسكرية وكما سلمت الإدارة المدنية للمجلس المدني في منبج في 15 آب (أغسطس) 2016 وببيان رسمي». ولم يوضح بيان «وحدات حماية الشعب» أين تقع القواعد. ويقول المجلسان العسكري والمدني لمنبج إنهما يتشكلان من سكان من المدينة.
و «وحدات حماية الشعب» شريك حيوي في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة على «داعش» في سورية. وقال المتحدث باسم العملية التي تقودها الولايات المتحدة على حسابه على «تويتر»: «قوات سورية الديموقراطية تحركت شرقاً عبر نهر الفرات للاستعداد لعملية تحرير الرقة في نهاية المطاف». وأضاف المتحدث أن بعض القوات بقيت في منبج لإنهاء عمليات التطهير وإزالة العبوات الناسفة بدائية الصنع. وقال الكولونيل جون دوريان: «نحن نعمل مع عدد من الجماعات وكلها تركز على هدف مشترك وهو هزيمة داعش. ما يمكننا أن نتوقعه أنهم سيواصلون تحرير المناطق التي يمكنهم تحريرها استعداداً في النهاية لعملية التحرير الكبرى في الرقة».
وتسيطر «وحدات حماية الشعب» على مساحات واسعة من شمال سورية أقامت فيها جماعات كردية إدارتها الخاصة منذ بدء الصراع السوري في 2011. وتشمل المناطق التي تقع تحت سيطرة «وحدات الحماية» شريطاً حدودياً متصلاً لمسافة 40 كيلومتراً بمحاذاة تركيا من الحدود مع العراق وحتى نهر الفرات وجيباً في شمال غرب سورية في منطقة عفرين. وأتاحت السيطرة على منبج هذا الشهر امتداداً لمناطق سيطرة الوحدات إلى الغرب من نهر الفرات.
وفي إطار مرتبط، قال جو بايدن نائب الرئيس الأميركي خلال زيارة للسويد وبعد يوم واحد من لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الأتراك مستعدون للبقاء في سورية ما لزم الأمر للقضاء على «داعش». وأضاف: «أعتقد أن هناك تغيّراً تدريجياً في الرؤى... في تركيا مع إدراك أن داعش يشكّل تهديداً وجودياً لتركيا».
وفي واشنطن (أ ف ب)، أعلن البنتاغون الأربعاء أن ضربة جوية شنها التحالف الدولي ضد «داعش» الثلثاء واستهدفت مصنعاً للأسلحة قرب مدينة الرقة السورية قد تكون أدت الى سقوط ضحايا مدنيين. وأوضح بيان صادر عن قيادة القوات الأميركية في الشرق الاوسط (سنتكوم) ان هناك «شهادات تقول إن ما بدا أنه عربة غير عسكرية قد دخلت الى المنطقة المستهدفة بعد ان كانت الصواريخ قد اطلقت من المقاتلة». وأضاف ان «ركاب العربة قد يكونون قتلوا بسبب هذه الضربة».
وقتل 11 طفلاً الخميس في قصف جوي لقوات النظام السوري بالبراميل المتفجرة على أحد الأحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في شرق مدينة حلب في شمال سورية.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» أمس: «بقتل 15 مدنياً، بينهم 11 طفلاً، في قصف بالبراميل المتفجرة على حي باب النيرب» في الجهة الشرقية لمدينة حلب، مشيراً الى انه بين القتلى «ستة اطفال ومواطنتان من عائلة واحدة». وأسفر القصف ايضاً عن سقوط عدد من الجرحى بعضهم في حالات خطرة.
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,223,556

عدد الزوار: 7,624,725

المتواجدون الآن: 0