هل يفلت السفاح!...بشار.. دمية بيد الدول منزوع الإرادة...معارك في سورية... و«تراشق» في نيويورك..تراشق روسي - أميركي في مجلس الأمن ... وكشف تعهدات سرية..الهدنة تنتظر تطورات التوتر الروسي - الأميركي... وإسقاط طائرة سورية

أين وصلت معارك دير الزور.. وما أهمية جبل ثردة؟.."درع الفرات" مستمرة.. تحرير 5 قرى من قبضة "الدولة" بريف حلب الشمالي..مقتل 12 من ميليشيات مرتبطة بـ”الحرس الثوري” الإيراني

تاريخ الإضافة الإثنين 19 أيلول 2016 - 4:26 ص    عدد الزيارات 1913    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

معارك في سورية... و«تراشق» في نيويورك
الحياة...الدمام - منيرة الهديب 
لندن، نيويورك، واشنطن، موسكو، دمشق - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - قصفت القوات النظامية السورية أمس، مناطق في حلب ودرعا للمرة الأولى منذ توصل الولايات المتحدة وروسيا إلى «توافق» لوقف النار وإدخال المساعدات الإنسانية، ذلك بعد يوم من تعرض مواقع للجيش النظامي لقصف من التحالف الدولي وقبل الاجتماع الوزاري الذي دعا إليه وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية» في نيويورك.
وقال قياديون في المعارضة السورية لـ «الحياة» أمس، إنهم يعلقون «آمالاً كبيرة» على المؤتمر الوزاري الذي تنظمه المملكة العربية السعودية اليوم، إلى جانب عدد من الدول للبحث في «مستقبل سورية السياسي»، والذي يستعرض فيه المنسق العام لـ «الهيئة التفاوضية العليا» رياض حجاب «رؤية المعارضة لمستقبل سورية».
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد بأن «طائرات حربية استهدفت أحياء كرم الجبل وكرم البيك والصاخور وحي الشيخ خضر في مدينة حلب بأربعة صواريخ، ما أسفر عن سقوط جرحى». ولم يتمكن المرصد من تحديد ما إذا كانت الطائرات روسية أو سورية، لكنه أشار إلى «مقتل ثمانية بينهم طفل وإصابة عشرات الأشخاص بجروح، وذلك جراء إلقاء الطيران المروحي برميلين متفجرين على أماكن في منطقة الدوار الرئيسي في بلدة داعل في ريف درعا الأوسط». كما تجدد القصف الجوي والاشتباكات بين القوات النظامية والفصائل المقاتلة والإسلامية في الغوطة الشرقية لدمشق وريف حمص (وسط) الشمالي وريف اللاذقية (غرب) الشمالي.
من جهة أخرى، أفادت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء نقلاً عن وزارة الخارجية، إن التوتر يتصاعد في حلب وحولها «مع استعداد المتشددين لشن عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد الجيش السوري». وأضافت الوكالة أن «الجيش الروسي اتهم الولايات المتحدة بعدم تنفيذ وعدها بالمساعدة في فصل الإرهابيين عن الوحدات التابعة للمعارضة السورية»، فيما اتهمت واشنطن موسكو بقصف مواقع المعارضة المعتدلة والمدنيين.
وأفاد الجيش النظامي و «المرصد» بأنه تم إسقاط إحدى طائرات سلاح الجو السوري خلال عملية استهدفت تنظيم «داعش» في مدينة دير الزور، التي شهدت ضربات جوية مكثفة ضد التنظيم الإرهابي خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقال «المرصد»: «إن طائرة من نوع ميغ حكومية أُسقطت في منطقة جبل الثردة المطل على مطار دير الزور العسكري بعد استهدافها من جانب داعش، ومعلومات عن مقتل قائدها».
وارتفع إلى 38 على الأقل عدد عناصر التنظيم الذين وثّق «المرصد» مقتلهم نتيجة الغارات الروسية المكثفة خلال الـ24 ساعة الفائتة على جبل الثردة ومواقع سيطر عليها التنظيم عقب الضربات الجوية لطائرات التحالف الدولي على كتيبة المدفعية عند أطراف مطار دير الزور العسكري ومواقع أخرى للقوات النظامية على جبل الثردة «التي قتلت أكثر من 90 عسكرياً بالإضافة إلى إصابة ما يزيد على 110 آخرين، لا يزال بعضهم في حالات خطرة». كما أسفرت الغارات الروسية والاشتباكات بين عناصر القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جانب، وعناصر تنظيم «داعش» عن إصابة عشرات آخرين من عناصر التنظيم.
وترددت أنباء أمس السبت بأن ضربات جوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أسفرت عن مقتل عشرات من الجنود السوريين في جبل ثردة الأمر الذي عرض للخطر وقفاً لإطلاق النار توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا ودفع مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة مع تصاعد التوتر بين موسكو وواشنطن. وجرى تراشق حاد بين الجانبين في مجلس الأمن، إذ اتهم السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين الولايات المتحدة بنكث تعهد قطعته إلى دمشق عند تشكيل التحالف الدولي بـ «عدم التأثير في عمليات» الجيش النظامي السوري، فيما ردت نظيرته الأميركية سامنثا باور بأن روسيا «تنافق» وأنها «تبنت تكتيكات يستخدمها نظام (الرئيس بشار) الأسد في قصف المدنيين».
وقالت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري لوكالة «فرانس برس» في بيروت: «نعتقد أن الضربة مقصودة»، موضحة «كل المشاهد العينية والوقائع على الأرض لا تظهر أنه كان هناك خطأ أو مصادفة، إنما كل شيء كان محسوباً وداعش كان على علم به، وحين دخل داعش، توقفت الغارات». ودعت موسكو الأحد الولايات المتحدة إلى «إجراء تحقيق شامل واتخاذ إجراءات لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل». واعتبرت أن «ما قام به الطيارون، إذا لم يكونوا، كما نأمل، ينفذون أوامر واشنطن، تراوح بين الإهمال الإجرامي والدعم المباشر لإرهابيي تنظيم داعش».
وترى روسيا أن الولايات المتحدة لم تف بالتزاماتها، وخصوصاً في ما يتعلق بالتمييز بين الفصائل المعارضة وعناصر «جبهة فتح الشام»، في حين هددت واشنطن بعدم التنسيق عسكرياً مع روسيا في حال عدم إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة.
وتنتظر منذ أيام شاحنات المساعدات في المنطقة العازلة عند الحدود السورية- التركية أملاً في الوصول إلى الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب، حيث يعيش 250 ألف شخص.
إلى ذلك، وصف النائب السابق لرئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية هشام مروة المؤتمر المقام اليوم في نيويورك، بـ «عالي الأهمية»، وقال لـ «الحياة»: «المؤتمر على مستوى عالٍ من الأهمية، كونه يعقد في نيويورك متزامناً مع الجمعية العامة التي يحضرها قادة الدول»، مؤكداً أنها تعد فرصة لتذكير المجتمع الدولي بدوره وواجباته تجاه القضية السورية، وهو الذي غفل عنها بشكل أو بآخر».
وحمل قائد الجبهة الساحلية السابق العقيد مصطفى هاشم تشابك المصالح الدولية وتعقيداتها، مسؤولية فشل المؤتمرات السابقة، وقال: «السعودية تحاول دائماً أن تساعد الشعب السوري الثائر ضد نظام استبدادي قمعي قاتل جائر، ولكن تشابك المصالح الدولية وتعقيداتها أثر في الساحة السورية ولم يثمر أي مؤتمر من المؤتمرات الدولية السابقة بشكل إيجابي ينعكس على ما يؤول مستقبل سورية السياسي إليه».
بدوره، قال مساعد رئيس هيئة الأركان، قائد جبهة حمص، العقيد ركن فاتح حسون لـ «الحياة»: «ثقتنا بالمملكة السعودية كبيرة، وباتت مع تركيا وقطر لوبي الثورة السورية، ونعتقد أن ما تقوم به سيكون أفضل المتاح، ولكنه يحتاج إلى تضافر جهود كل مؤسسات الثورة معها، وهذا ما نعمل عليه».
وحذر بيان لـ «فصائل الثورة في حمص» من أن «سياسة التهجير الطائفي من نظام الأسد وحلفائه (تحولت) إلى سياسة منهجية ثابتة مبنية على مبدأ «الجوع والركوع» وتم تطبيقها على أكثر من ١٤ منطقة محاصرة»، وسط تحذيرات من تكرار ذلك في حي الوعر في حمص.
 
أين وصلت معارك دير الزور.. وما أهمية جبل ثردة؟
    أورينت نت - محمد إدلبي
يشهد جبل "ثردة" والذي يشرف على مطار دير الزور العسكري، اشتباكات عنيفة بين تنظيم الدولة وقوات الأسد، وسط قصف مكثف من قبل الطائرات الروسية على المنطقة، بالتزامن مع إعلان النظام عن استهداف طائرات التحالف لمواقعه في محيط المطار ما أوقع 90 قتيلاً من قواته بينهم عناصر روس وميليشيات إيرانية.
عمليات كر وفر
وأكدت وكالة أعماق، أن تنظيم الدولة يسيطر بالكامل على جبل ثردة الذي يشرف على مطار دير الزور وكتيبة المدفعية بعد معارك مع ميليشيات إيران وقوات الأسد، والتي انسحبت إلى مواقعها داخل المطار العسكري بعد مقتل وإصابة العشرات من عناصرها، حيث بررت صفحات موالية هذا الانسحاب لإعادة التموضع.
وكان تنظيم الدولة شن صباح أمس السبت هجوماً على مواقع قوات النظام في جبل ثردة وكتيبة المدفعية قرب مطار دير الزور العسكري، وبعد معارك عنيفة تمكن التنظيم من السيطرة على الجبل ومحيط الكتيبة. وبالتزامن مع تقدم "داعش" خرج النظام وأعلن عن استهداف طائرات أمريكية لمواقعه في المنطقة، مشيراً إلى أن هذه الغارات ساعدت التنظيم في السيطرة على مواقع استراتيجية بالمنطقة.
وأشار ناشطون إلى أن طائرات التحالف وأخرى روسية شنت عشرات الغارات الجوية على المناطق التي سيطر عليها التنظيم أمس السبت، ليتمكن النظام فجر اليوم الأحد من استعادة أجزاء واسعة من جبل ثردة، وبعدها بساعات شن تنظيم الدولة هجوماً جديداً على الجبل وسيطر عليه للمرة الثانية في أقل من 24 ساعة، فالمعارك حاليا يطغى عليها طابع الكر والفر.
أهمية جبل ثردة
ويعتبر الجبل طريق إمداد واتصال لقوات الأسد من المطار نحو القرى القريبة منه وأيضاً يكشف مدرج المطار بشكلٍ واضح. ويحاول النظام تأمين المدرج من الجهة الجنوبية الشرقية، لأنه في حال سيطر التنظيم على الجبل وتمكن من التثبيت فيه، فإن ذلك سيُعرّض حركة الطائرات التي تنشط في المطار إقلاعاً وهبوطاً وتعمل على استهداف المدنيين للخطر، وستصبح الطائرات أهدافاً سهلة للتنظيم.
ويضم الجبل مخازن للأسلحة وصواريخ مضادة للدروع، إلى جانب كتيبة دفاع جوي وكتيبة مدفعية، والعديد من الدبابات والآليات العسكرية، بالإضافة إلى المدفعية الثقيلة التي تستهدف أحياء مدينة دير الزور وتعتبر خط الدفاع الرئيسي عن مطار دير الزور العسكري من الجنوب.
إسقاط طائرة
في السياق ذاته، أعلن التنظيم عن تمكن عناصرها اليوم الأحد من إسقاط طائرة حربية تابعة لنظام الأسد في دير الزور. وأكدت مصادر إعلامية موالية الخبر، مشيرة إلى أن قائد الطائرة لقي مصرعه.
ولم يفصح التنظيم عن آلية إسقاط الطائرة، في الوقت الذي يشن فيه هجوماً على مواقع قوات الأسد في قرية "الجفرة" المحاذية لبوابة المطار العسكري، بالتزامن مع قصف صاروخي ومدفعي يستهدف القرى المحيطة للمطار من قبل النظام.
قتلى روس ومن الميليشيات الإيرانية
وكانت هيئة الأركان العامة التابعة للنظام أكدت أن طائرات تابعة للتحالف الدولي وجهت ضربة إلى المعسكر الميداني للواء 168 في الفرقة 7 والذي يبعد كيلومترين غرب مدينة دير الزور.
من جهتها أشارت صحيفة "يني شفق" التركية، إن 7 عناصر على الأقل من القوات الخاصة الروسية، وأكثر من 20 عنصراً من الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، من بين القتلى الذين سقطوا جراء الغارة الأمريكية التي استهدفت قوات النظام بمدينة دير الزور.
يذكر أن تنظيم الدولة يسيطر على مساحات واسعة من مدينة دير الزور وريفها، في حين يسيطر النظام وميليشياته الشيعية على مطار دير الزور العسكري وكتيبة المدفعية وعدة مواقع عسكرية في محيط المطار، بالإضافة إلى 4 أحياء داخل المدينة، والتي تشهد اشتباكات متتالية بين الجانبين في محاولة من "داعش" للسيطرة عليها.
 
"درع الفرات" مستمرة.. تحرير 5 قرى من قبضة "الدولة" بريف حلب الشمالي
    أورينت نت
تواصل عملية "درع الفرات" التي يقودها الجيش السوري الحر، بغطاء جوي تركي، تقدمها في ريف حلب الشمالي، حيث استطاع الحر اليوم الأحد تحرير 5 قرى من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية.
وذكر ناشطون أن الحر استطاع تحرير كل من قرى "قصاجك، قره غوز، تل شعير، قنطرة، طاط حمص"، وذلك ضمن المرحلة الثالثة لعملية درع الفرات. وتقع القرى الثلاث الأولى على المحور الغربي لبلدة الراعي، بينما تعتبر "تل شعير" مكسباً ذا أهمية معنوية كونها قريبة من مدرسة المشاة التي يسيطر التنظيم عليها منذ العام الفائت. ونجحت "درع الفرات" حتى الآن بتحرير عشرات البلدات والقرى والمدن وعلىرأسها "جرابلس" بعد أن انطلقت في الـ 24 من آب الماضي بتغطية جوية تركية.
وتقول مصادر في الجيش الحر إن المرحلة الثالثة لـ "درع الفرات" من المرجح أنها ستشمل "الباب" المعقل الرئيس لتنظيم الدولة الإسلامية في الشمال الشرقي من ريف حلب.
تراشق روسي - أميركي في مجلس الأمن ... وكشف تعهدات سرية
نيويورك - «الحياة» 
اتهم السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين الولايات المتحدة بنكث تعهد قطعته إلى دمشق عند تشكيل التحالف الدولي بـ «عدم التأثير على عمليات» الجيش النظامي السوري، فيما ردت نظيرته الأميركية سامنثا باور بأن روسيا «تنافق» وأنها «تبنت تكتيكات يستخدمها نظام (الرئيس بشار) الأسد في قصف المدنيين».
وأشعلت الغارة الأميركية على موقع للجيش السوري في دير الزور شرق البلاد، مناوشة خطابية بين سفيري الولايات المتحدة وروسيا في الأمم المتحدة بعدما دعت روسيا إلى عقد جلسة طارئة مساء السبت، الأمر الذي وصفته الولايات المتحدة بأنه «مراوغة ونفاق».
وبينت حدة تراشق الاتهامات بين باور وتشوركين مستوى التشكيك المتبادل بالتقيد باتفاق وقف الأعمال القتالية، وإمكانية انعكاسها على جدول الاجتماعات الرفيعة المتعددة المقررة في شأن سورية الأسبوع الحالي في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتحدثت باور بحدة وغضب رداً على دعوة روسيا إلى جلسة طارئة للبحث في حيثيات الغارة الأميركية التي أودت بنحو ٦٠ عسكرياً سورياً وجرحت نحو مئة. وقالت إن روسيا لم تدع إلى مثل هذه الجلسة الطارئة منذ العام ٢٠١١ «على رغم قصف نظام الأسد عمداً الأهداف المدنية وممارسة الحصار والتجويع ضد المدنيين، ومنع وصول المساعدات ومصادرة المواد الطبية، واستخدام تكتيك القصف المزدوج لقتل أكبر عدد من الناس، وقصف الشعب السوري بالسلاح الكيماوي». وقالت: «رغم كل ذلك، لم تدع روسيا مرة إلى جلسة طارئة في مجلس الأمن، لا بل استخدمت الفيتو لمنع أي تحرك ذي معنى في مجلس الأمن».
وأضافت باور أن روسيا تبنت بعض التكتيكات التي يستخدمها نظام الأسد «من قصف للمستشفيات والمدارس والأسواق» وهي دعت إلى عقد جلسة طارئة في مجلس الأمن «بسبب غارة تمت من طريق الخطأ، وسيتم التحقيق فيها».
وقالت إن «نظام الأسد يجب أن يوقف القصف، ويجب أن تعمل روسيا على تنفيذ الجانب المتعلق بها» بالضغط على الحكومة السورية لتطبيق اتفاق وقف الأعمال القتالية.
وأكدت التزام الولايات المتحدة الاتفاق، مشيرة إلى أن وزير الخارجية جون كيري أجرى اتصالات السبت مع نظرائه في روسيا والمملكة العربية السعودية وتركيا وقطر، والمبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي مستورا، وأنه أبلغ نظيره الروسي «سيرغي لافروف أن النظام السوري يقصف مجموعات مندرجة في وقف الأعمال القتالية».
واعتبرت أن روسيا دعت إلى عقد اجتماع طارئ في مجلس الأمن على سبيل «المراوغة، لتحييد الأنظار عما يجري على الأرض في سورية». وقالت إن تصريح المتحدثة باسم الخارجية الروسية الذي اتهمت فيه الولايات المتحدة بأنها تدافع عن تنظيم داعش «يجب أن يسبب لها الإحراج».
وشددت على أن الحكومة السورية «تسمح لداعش بالنمو باضطراد فيما تقوم باستهداف الأسواق والمستشفيات والمدارس» وأن «تكتيك الأسد إنما هو هدية إلى الإرهاب في سورية وخارجها».
وأضافت أن «أفضل طريقة لقتال داعش والنصرة هي وقف قصف المدنيين، والمجموعات التي تنضوي في اتفاق وقف الأعمال القتالية».
في المقابل، قال تشوركين إن «السؤال الأساسي هو من يتخذ القرار في واشنطن، البيت الأبيض أم (وزارة الدفاع) البنتاغون؟» معتبراً أن التصريحات بين الجانبين متضاربة. وتعمد تشوركين قراءة فقرة من الاتفاقات السرية بين روسيا والولايات المتحدة التي تعترض واشنطن على نشرها، ومنها «تعهد من الولايات المتحدة قدمته إلى الحكومة السورية عند بداية عملياتها (ضمن التحالف الدولي) في سورية وعدت بموجبه الحكومة السورية بأن غاراتها لن تؤثر على القوات السورية». وشكك تشوركين في الرواية الأميركية بأن الغارة تمت خطأً معتبراً أن توقيتها وموقعها مثيران للريبة.
وكشف تشوركين فقرتين من اتفاق وقف الأعمال القتالية بين كيري ولافروف وفيه أن «الهدف من مجموعة التطبيق المشتركة هو تمكين توسيع التعاون بين روسيا وأميركا». وأن «مساهمة روسيا والولايات المتحدة في مجموعة التطبيق المشتركة يتم بالعمل معاً لهزيمة جبهة النصرة وداعش في سياق تقوية وقف الأعمال القتالية، ودعم عملية الانتقال السياسي المحددة في قرار ٢٢٥٤».
وقرأ فقرة أخرى نصت على أن «روسيا وأميركا تعملان معاً لإشاعة الاستقرار في سورية مع ترتيبات خاصة في شأن منطقة حلب» وأن «تحديد الأراضي التي تسيطر عليها داعش وجبهة النصرة وقوات المعارضة المعتدلة تبقى أولوية أساسية، وكذلك فصل المعارضة المعتدلة عن النصرة».
وقال إن الولايات المتحدة ركزت على أن الجانب المتعلق بالمساعدات الإنسانية لم يكن يطبق خلال اليومين الماضيين، «لكن الحكومة السورية وافقت على دخول المساعدات، وقافلة المساعدات كان يفترض أن تنطلق» صباح الأحد (أمس).
وقال إن الولايات المتحدة «فقدت السيطرة على المجموعات التي تسمى معتدلة التي سلحتها (في كلفة) بلايين الدولارات، لكن ٢٠ مجموعة منها رفضت الاتفاق، وجزءاً كبيراً منهم يعمل مع جبهة النصرة».
وسئل تشوركين عما إذا كان التصعيد مع واشنطن سيعطل جدول الاجتماعات المقررة في شأن سورية الأسبوع الحالي في نيويورك، فقال: «لا نعلم ما قد تكون الخطوات التالية».
الهدنة تنتظر تطورات التوتر الروسي - الأميركي... وإسقاط طائرة سورية
لندن، واشنطن، موسكو، دمشق - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
رفعت الضربة الجوية للتحالف الدولي ضد مواقع الجيش النظامي السوري شرق البلاد من منسوب التوتر بين واشنطن وموسكو ما من شأنه ان يهدد اتفاق الهدنة في سورية بعد حوالى اسبوع على بدء سريانه، في وقت افيد بإسقاط قاذفة سورية في دير الزور امس.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان اول امس سجل «أعلى حصيلة يومية منذ بدء الهدنة حيث قتل 164 بينهم 94 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، و24 مدنياً قتلوا في قصف جوي ورصاص قناصة وانفجارات».
وأفاد الجيش النظامي السوري و «المرصد» بأنه تم إسقاط إحدى طائراته الحربية خلال عملية استهدفت تنظيم «داعش» في مدينة دير الزور شرق البلاد، التي شهدت ضربات جوية مكثفة ضد التنظيم المتشدد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقال «المرصد»: «ان طائرة من نوع ميغ تابعة للنظام، أسقطت في منطقة جبل الثردة المطل على مطار دير الزور العسكري، بعد استهدافها من جانب تنظيم داعش ومعلومات عن مقتل قائدها».
وجاء في بيان للجيش السوري أن الطائرة أسقطت خلال عملية استهدفت تنظيم «داعش» في دير الزور وأن قائدها لقي حتفه. وقالت وكالة «أعماق» الناطقة باسم «داعش» إن التنظيم هو الذي أسقط الطائرة. وأضافت الوكالة في بيان على الإنترنت «إسقاط طائرة حربية لقوات النظام السوري إثر استهدافها من جانب عناصر داعش في مدينة دير الزور
ويحاصر التنظيم المتشدد المطار العسكري في دير الزور وبعض المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة حصاراً كاملاً منذ العام الماضي. وكان المطار هو الوسيلة الوحيدة للاتصال بالعالم الخارجي.
وارتفع إلى 38 على الأقل عدد عناصر التنظيم الذين وثق «المرصد» مقتلهم نتيجة الغارات الروسية المكثفة خلال الـ 24 ساعة الفائتة، على جبل الثردة ومواقع سيطر عليها التنظيم عقب الضربات الجوية لطائرات التحالف الدولي على كتيبة المدفعية عند أطراف مطار دير الزور العسكري ومواقع أخرى لقوات النظام على جبل الثردة «التي قتلت أكثر من 90 من عناصر قوات النظام بالإضافة لإصابة ما يزيد عن 110 عناصر آخرين، لا يزال بعضهم في حالات خطرة». كما أسفرت الغارات الروسية والاشتباكات بين عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، وعناصر تنظيم «داعش» عن إصابة عشرات آخرين من عناصر التنظيم.
وترددت أنباء أمس السبت بأن ضربات جوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أسفرت عن مقتل عشرات من الجنود السوريين في جبل ثردة الأمر الذي عرض للخطر وقفاً لإطلاق النار توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا ودفع مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة مع تصاعد التوتر بين موسكو وواشنطن.
وتوصلت واشنطن وموسكو في بداية ايلول (سبتمبر) الحالي الى اتفاق ينصّ على وقف لإطلاق النار بدأ سريانه مساء الاثنين الماضي وجرى تمديده مرتين حتى مساء الجمعة الماضية في ظل معارك محدودة على جبهات سورية عدة. كما ينص على ايصال مساعدات الى المناطق المحاصرة الا ان القافلات المحملة بمواد الإغاثة لا تزال تنتظر الضوء الأخضر.
ولم يعلن راعيا الاتفاق عن تمديده فترة اضافية. وكان الجيش السوري اعلن عن التزامه الهدنة لسبعة ايام. ويخوض الجيش السوري معارك عنيفة قرب مطار دير الزور في شرق البلاد حيث شن هجوماً مكنه من استعادة مواقع خسرها امام الجهاديين اثر غارات جوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن قتلت عشرات الجنود السوريين.
وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس «تحول الجيش السوري من الدفاع الى الهجوم» في منطقة جبل ثردة المطل على مطار دير الزور العسكري بعدما كان «تراجع نتيجة القصف الأميركي».
وأكد مصدر آخر في مطار دير الزور ان «الجيش استعاد معظم النقاط التي تسلل اليها داعش في جبل ثردة بغطاء جوي كثيف من الطائرات الروسية والسورية».
وشن تنظيم «داعش» مساء السبت هجوماً ضد مواقع الجيش السوري مكنته من السيطرة على جبل ثردة. ويسيطر «داعش» على كامل محافظة دير الزور باستثناء مطار دير الزور العسكري وأجزاء من مدينة دير الزور، مركز المحافظة.
واعلنت موسكو مساء السبت ان طائرات للتحالف الدولي شنت اربع ضربات جوية ضد مواقع للجيش السوري قرب مطار دير الزور، ما اسفر عن «مقتل 62 جندياً سورياً وإصابة مئة».
اما «المرصد السوري» فأفاد عن مقتل «اكثر من 90 عنصراً من قوات النظام».
ودعت موسكو الأحد الولايات المتحدة الى «اجراء تحقيق شامل واتخاذ اجراءات لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل». واعتبرت ان «ما قام به الطيارون، اذا لم يكونوا كما نأمل ينفذون اوامر واشنطن، تراوح بين الإهمال الإجرامي والدعم المباشر لإرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية».
وكان التحالف الدولي اعلن ان قواته «اعتقدت بأنها ضربت موقعاً قتالياً لتنظيم داعش كانت تراقبه لبعض الوقت قبل القصف». وأكد انه «ما كان ليستهدف عمداً بتاتاً وحدة عسكرية سورية» كما سيبحث في ملابسات الضربة. وأصدر الجيش الأسترالي بياناً الأحد اكد فيه مشاركته في الغارات الجوية على دير الزور، مشدداً في الوقت ذاته ان «استراليا ما كانت لتستهدف عمداً وحدة عسكرية سورية».
وعقد مجلس الأمن الدولي اثر تلك التطورات اجتماعاً طارئاً بطلب من روسيا.
وطالبت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من واشنطن «تفسيرات وافية ومفصلة (...) أمام مجلس الأمن». وأعربت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة سامنثا باور عن أسفها حيال الغارة. وقالت «في حال تبين لنا أننا فعلاً قصفنا عناصر من الجيش السوري، فتلك لم تكن نيتنا. ونحن نأسف بالطبع للخسائر بالأرواح». اما سفير روسيا فيتالي تشوركين فاعتبر الغارات الجوية «نذير شؤم» للاتفاق الأميركي الروسي في سورية.
وتتراشق الولايات المتحدة وروسيا منذ ايام الاتهامات حول اعاقة تطبيق الاتفاق حول سورية الذي يستثني «داعش» و «فتح الشام» (النصرة سابقاً).
وترى روسيا ان الولايات المتحدة لم تف بالتزاماتها، وخصوصاً في ما يتعلق بالتمييز بين الفصائل المعارضة وعناصر «جبهة فتح الشام»، في حين هددت واشنطن بعدم التنسيق عسكرياً مع روسيا في حال عدم ادخال المساعدات الى المناطق المحاصرة.
وتنتظر منذ ايام شاحنات المساعدات في المنطقة العازلة عند الحدود السورية - التركية املاً بالوصول الى الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب، حيث يعيش 250 ألف شخص.
ولا يزال الهدوء سائداً في مدينة حلب المقسمة باستثناء سقوط بعض القذائف القليلة خلال الأيام الماضية.
اما في جبهات اخرى، وبخاصة في الغوطة الشرقية لدمشق وريف حمص (وسط) الشمالي وريف اللاذقية (غرب) الشمالي، فقد تجدد القصف الجوي والاشتباكات بين قوات النظام والفصائل المقاتلة والإسلامية.
ولم تعلن الفصائل المعارضة في سورية موقفاً واضحاً من الاتفاق الروسي - الأميركي الذي انتقدته ورفضت في شكل خاص استهداف «جبهة فتح الشام».
وأكد زعيم «جبهة فتح الشام» أبو محمد الجولاني في مقابلة مع قناة «الجزيرة «القطرية إنه «لن نسمح ولا الفصائل باستمرار حصار مدينة حلب»، ووجه الشكر للفصائل لرفضها استهداف مجموعته.
 
مقتل 12 من ميليشيات مرتبطة بـ”الحرس الثوري” الإيراني
السياسة...اسطنبول – الأناضول: قتل 12 من عناصر ميليشيات مرتبطة بـ”الحرس الثوري” الإيراني في معارك مع قوات المعارضة في سورية.
وذكرت وكالة “فارس” الإيرانية للأنباء أن تسعة من ميليشا “لواء زينبيون” الباكستانية، وثلاثة و3 من ميليشيا “لواء فاطميون” الأفغانية، التي تقاتل تحت إمرة “الحرس الثوري” الإيراني، قتلوا في معارك ضد فصائل معارضة في حلب، من دون أن تحدد زمان مقتلهم.
وأشارت إلى أن جثث القتلى ستدفن الجمعة المقبل في مدينة قم جنوب طهران.
من جهة أخرى، استهدفت غارات جوية أمس، الأحياء الشرقية في مدينة حلب السورية للمرة الأولى منذ بدء الهدنة في سورية قبل نحو أسبوع.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان، أن “طائرات حربية استهدفت أحياء كرم الجبل وكرم البيك والصاخور وحي الشيخ خضر في حلب بأربعة صواريخ، ما أسفر عن سقوط جرحى”، من دون أن يحدد ما اذا كانت الطائرات روسية او سورية.
وكانت مدينة حلب منذ بدء الهدنة الأكثر هدوءاً، إذ تجدد القصف والمعارك بشكل محدود في جبهات أخرى في سورية.
 
بشار.. دمية بيد الدول منزوع الإرادة
 محمود عيتاني، خاص «عكاظ» (بيروت)
 اعتبر مدير مؤسسة الشرق الأدنى والخليج المحلل الإستراتيجي رياض قهوجي أن مسألة بقاء بشار الأسد أو رحيله عن السلطة أمر لم يعد القرار فيه لبشار الأسد أو نظامه، فقد بات دمية يجري تحريكها من الخارج ولم يعد ذا شأن وأهمية خصوصا أنه لا يمتلك أي قرار سياسي كان أو عسكري. وقال قهوجي لـ«عكاظ»: هناك دول إقليمية ودولية مؤثرة على الساحة السورية والقرار السوري أصبح في يدها بشكل كامل، هناك لاعبان أساسيان هما روسيا وإيران من جهة والولايات المتحدة ودول الخليج العربي إضافة إلى أوروبا وتركيا من جهة أخرى. وأضاف قهوجي هناك أجندات على مستوى دولي وإقليمي وبالتالي فإن الأزمة السورية أصبحت أزمة مدولة ونظام بشار الأسد فقد أهميته خصوصا أن هناك جهات دولية تجتمع في العلن لتقرر مصيره وبيد هذه الجهات تحديد ما إن كان سيبقى بشار الأسد أو سيرحل. ورأى قهوجي أن مصير بشار الأسد مرتبط بقرار اللاعبيين الدوليين خصوصا أنه لم يعد قادرا على التأثير أو اتخاذ القرار، يمكننا القول إن استمرار بشار الأسد حتى الآن مرتبط بقرار الجهة الدولية روسيا من أجل المقايضة عليه مقابل مصالح ومكاسب في مناطق أخرى ومنها أوكرانيا. وأشار قهوجي إلى أن تعقيدات الملف السوري لا تزال على حالها في ظل استمرار العمليات الهجومية ومحاولات السيطرة على المدن والمناطق وأبرزها مدينة حلب.
من جهته، اعتبر رئيس مركز طرابلس للدراسات عامر أرناؤوط أن معادلة بقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم من عدمها ترنحت خلال سنوات حرب سورية الخمس بين الإمكانية والصعوبة والاستحالة.
وقال في تصريح خاص بـ«عكاظ» لعل التوصيف الأفضل لدور الاستمرار لبشار الأسد في حكم سورية اليوم أنه بمثابة «قائد محور» ليس إلاّ ما زال موجودا بفعل حاجة استمرار الاشتباك السياسي بين أفرقاء الصراع على الساحة السورية فهو لا يتحكم إلا على رقعة ضيقة من التراب السوري وصارت دولته دون أدنى وزن سياسي ودبلوماسي لدرجة أن الإعلانات السيادية لوقف إطلاق النار أو انعقاد جلسات الحوار وغيرها يعبر عنها الجانب الروسي في غالب الأحيان وباتت الطاولة السورية خالية من ممثل النظام في كثير من محطاتها في حين أنها تزدحم بالإيرانيين والعراقيين والأفغان وحزب الله وغيرهم من قطعان الطائفيين الملوثة أيديهم بدماء أطفال سورية وشيوخها ونسائها.

 

هل يفلت السفاح!
عكاظ...عبدالله الغضوي (جدة)
تهب رياح التهدئة على جبهات القتال في سورية عقب اتفاق الهدنة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، وتتجه الرياح لمناكفة روسية ـ أمريكية في الورطة السورية بخروقات ترتفع وتنخفض وتيرتها بين حين وآخر، عمقتها أخيرا الطعنة الأمريكية في ظهر روسيا، إثر قصف مواقع النظام في دير الزور، الأمر الذي خالف نص اتفاق الهدنة.
وسط عواصف الصراع على الأرض ومساعي الحل السياسي، يظل السؤال الأصعب والجوهري في عمق الأزمة؛ هل يبقى الأسد!؟. ثمة ثلاثة سيناريوهات، مازالت في حالة توازن تحيط بمصير بشارالأسد، كل من هذه السيناريوهات الثلاثة تمتلك مقومات النجاح والفشل معا في ظل حالة اليأس الدولي للخروج من هذا المستنقع المزمن.
السيناريو الأول وهو أحد أكثر الخيارات المطروحة ويحظى بالنقاش الأوسع، سواء بين أطياف المعارضة أو بين الدول، وهو أن يبقى الأسد ستة أشهر في الحكم بعد البدء بالمرحلة الانتقالية، فيما ترى روسيا أن يبقى عاما ونصف على أن يقوم في نهاية المطاف بتسليم صلاحياته إلى هيئة الحكم الانتقالي (المعارضة- والنظام)، بوجود مجلس عسكري من ضباط النظام والعسكريين المنشقين يحكمون البلاد إلى حين انتخابات برلمانية ورئاسية.
وقد دعمت روسيا بشدة هذا السيناريو لكن على أن يبقى الأسد في المرحلة الانتقالية وما بعدها.
ففي 19/‏‏‏‏6/‏‏‏‏2016 فاجأ وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو، بشار الأسد في زيارة إلى مطار حميميم العسكري في اللاذقية، وبحسب المعلومات فإن شويغو «فرض» على الأسد فكرة المجلس العسكري، إلا أن شكل هذا المجلس الذي سيضم ضباطا مع الطرفين لم يتم الاتفاق عليه.
ليأتي المنسق العام لهيئة المفاوضات الدكتور رياض حجاب في السابع من الشهر الجاري في مؤتمر لندن ويقدم ذات الفكرة الروسية حول المجلس العسكري.
وعزز هذا الاتجاه سياسة الدوران التركي، التي بدت أكثر ليونة حول فكرة بقاء الأسد في المرحلة الانتقالية، إلا أن الأتراك لا يزالون ينظرون إلى الوضع في سورية من زاوية «الكانتون» الكردي في الشمال، فهو الذي يحدد مواقفهم عموما من بقاء أو رحيل الأسد، وبقدر ما تحصل تركيا من مكاسب بخصوص خنق «الكانتون» الكردي بقدر ما يحدد ذلك موقفها من الأسد.
السيناريو الثاني؛ سقوط النظام بالقوة ويمثل هذا السيناريو ما يمكن تسميته بـ"صقور المعارضة السورية" السياسية والعسكرية، وهو في الحقيقة يعبر عن وجدان طيف كبير من الشعب السوري، إلا أن هذا الطيف بات يدرك صعوبة هذا السيناريو في ظل "العناد" الروسي ورفضهم إسقاط النظام بالقوة كما حدث في ليبيا.
السيناريو الثالث، التقسيم وإيجاد كانتون علوي يستطيع الأسد من خلال "شرعنة" وجوده بين الطائفة والتفاف ميليشيات الشبيحة وما يسمى بالدفاع الوطني وهو عبارة عن فرقة قتالية مدنية داعمة للجيش على غرار الحشد الشعبي العراقي..
وكان السفير الأمريكي روبرت فورد أول من تحدث عن التقسيم في العام 2014 بحيث تكون سورية (علوية – سنية – كردية)، لكن حركة القتال المتغيرة على الأرض تحول دون تحديد خطوط الصراع وتحديد المعالم الجغرافية للتقسيم، فضلا عن رفض تركي شديد لذلك السيناريو لما له من تداعيات على أكراد تركيا.
أما روسيا فلا مصلحة لها في سورية مقسمة يكون فيها الأسد الطرف الأضعف وبالتالي تخسر روسيا هذه البقعة الكبيرة في الشرق الأوسط كما خسرت ليبيا والعراق.
بالنسبة للأسد، فهو يحضر لكل السيناريوهات، حتى الخيار الأسوأ منها، ففي لقاء الأسد مع مبعوث عربي قدم له عرض الخروج الآمن، قال بشار للمبعوث سأقاتل حتى النهاية وهذا يتقاطع مع ما قاله المبعوث الأممي السابق الأخضر الإبراهيمي خلال أحد لقاءاته مع الأسد، الذي قال إنها معركة موت أو حياة، أما سيناريو الخروج الآمن، فقد تمكن رجل الأعمال رامي مخلوف وهو أحد أكثر المقربين من بشار من تحويل أموال بشار وعائلته وكبار الضباط إلى روسيا وبعض دول الاتحاد السوفييتي السابق، في إشارة إلى الهروب الأخير..
أما سيناريو البقاء في المرحلة الانتقالية واستمرار وجوده في سورية، فهو أخطر هذه السيناريوهات، إذ طالما كررت المعارضة السورية رفضها لتكرار التجربة اليمنية.
إن عقدة العقد في الأزمة السورية، بدأت منذ المبعوث الأممي الأول للأزمة كوفي عنان، حين وضع بنوده الست لحل الأزمة وتجنب أي ذكر لمصير بشار الأسد، وكل ما يدور من مبادرات وأفكار دولية تتمحورهذه الخطة منذ أن قدمها في فبراير (شباط) العام 2012.
في كل الأحوال؛ لا يمكن بقاء الأسد على تلال جماجم السوريين؛ لأن مثل هذا التفكير ضد التاريخ، وحين يقول وزير الخارجية عادل الجبير أن الأسد انتهى وعليه أن يرحل بعملية سياسية أو عسكرية، فإن هذين المسارين يؤديان إلى معنى واحد أن الأسد انتهى من التاريخ. ويبقى مسار الصراع في سورية مرتبط بإرادات الدول العظمى بالدرجة الأولى وبتوافقات الدول الإقليمية بالدرجة الثانية، فهي من تحدد بوصلة الحل السوري.
يسقط في الحسابات الأوروبية.. ويتأرجح تركياً
عكاظ.. عهود مكرم (بون)
 الموقف الأوروبي متمسك بالخيار السياسي لحل الأزمة السورية وهو خيار يرتكز على المقررات الدولية ويتسم بكل الأحوال إنه لا يوجد حل بوجود الأسد. ولكن رغم ذلك تابعنا تحفظات عدد من المصادر الأوروبية خصوصا خلال انعقاد قمة الـ 20 في هانغتشو في الصين، والسبب أن العديد من الاتصالات الثنائية ما بين زعماء الدول قد جرت خلال هذه القمة للتشاور حول كيفية الخروج من أزمة سورية ووضع الأسد في مرحلة قادمة بعد وقف إطلاق النار وفتح ممرات آمنة لتوصيل المعونات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في حلب ومناطق أخرى. إلى جانب ذلك، برزت تساؤلات أوروبية تعلقت بموقف تركيا من الأزمة السورية؛ ففي وقت ما كانت أنقرة تدعم الموقف الأوروبي ككل ومفاوضات جنيف وجهود المفوض الأممي ستافان دي ميستورا وهي جهود تنطوي على مشاركة جميع الأطراف في مفاوضات لوقف إطلاق النار والاتجاه إلى مرحلة انتقالية لا يكون الأسد طرفا فيها وهو موقف يلقى ترحيبا كبيرا من مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي في بروكسل الذي أكد مرارا بأنه لا يوجد حل عسكري لسورية.
ورغم وضوح هذا الموقف نشهد ارتباكا ما لدى الأوروبي وسببه حسب مصادر خاصة بـ «عكاظ» هو دخول تركيا في حلبة الحرب في سورية وتراجع أنقرة عن المطالب الأوروبية المتعلقة بالأزمة السورية وبالأخص بوضع الأسد.
ورغم الاتصالات التي جرت في الآونة الأخيرة بين بروكسل وأنقرة نرى تفاوتا في الآراء ومطالبة الجانب الأوروبي بالالتزام ببنود جنيف ومرحلة انتقالية دون الأسد وقبلها التوصل إلى وقف إطلاق النار والتعامل مع الأسد من منطلق الاتهامات العديدة الموجهة إليه لاستخدامه أسلحة كيماوية ضد الشعب السوري وهذا بناء على تقارير دولية تم عرضها على الأمم المتحدة والجهات المسؤولة.
وفي ظل هذه السيناريوهات المتعددة يأتي دور الأمم المتحدة والمعني بالأخص بالمعونات الإنسانية، فحسب آخر تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية والصادرة بنهاية شهر أغسطس الماضي جاء فيه أن الأمم المتحدة تدعم بطريقة غير مباشرة عائلة الأسد و285 شركة سورية يملكها أقارب الأسد وزوجته أسماء.
إذن، نحن بصدد تجاوزات لا ينبغي تجاهلها هذا في الوقت الذي يسعى فيه المجتمع الدولي للتوصل إلى حل في سورية ووقف إطلاق النار وفتح ممرات آمنة للمعونات الإنسانية، وفي كل الأحوال يمكن القول إن المشهد الأوروبي يتسم بوضوح في الرؤية إذ ينطوي على أنه لا يوجد حل يحقق السلام في ربوع سورية يكون للأسد دور فيه.

المصدر: مصادر مختلفة


السابق

هجوم على سفارة روسيا في كييف عشيّة تنظيم موسكو انتخابات في القرم..تركيا توقف «دواعش» قدموا من سورية والعراق..حملة شعبية للتضامن مع 4 شعوب عربية

التالي

الحوثيون يلتقون مسؤولاً أميركياً وينفون وجود «مبادرة جديدة»..وزير السياحة يتهم إيران بتغذية الفرز الطائفي والمناطقي في اليمن..خبراء إيرانيون ولبنانيون في صفوف الحوثيين..معلومات حول فتح جبهة في صعدة..تعديل في حكومة بن دغر و7 حقائب وزارية.. والبنك المركزي إلى عدن

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,358,753

عدد الزوار: 7,629,776

المتواجدون الآن: 0