ماذا تفعل طائرة لحزب الله ضمن المجال الجوي الأردني؟ ..موسكو تتهم واشنطن بـ «الانهيار العصبي» ... و «تفريخ جبهة النصرة»

قصف عنيف يستهدف الهامة وأنباء عن تكرار سيناريو داريا والوعر..«سلة خيارات» عسكرية وديبلوماسية تبحثها واشنطن وحلفاؤها للرد على موسكو

تاريخ الإضافة الجمعة 30 أيلول 2016 - 4:48 ص    عدد الزيارات 1905    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

خاص أورينت.. ماذا تفعل طائرة لحزب الله ضمن المجال الجوي الأردني؟
    أورينت نت - بشر أحمد
تمكن الثوار قبل يومين من اسقاط طائرة استطلاع مسيرة من دون طيار، في سماء مدينة داعل بريف درعا الغربي، خبر أصبح مكرر ضمن المشهد العسكري السوري، كون الثوار تمكنوا في الآونة الأخيرة من اسقاط عدد من الطائرات في عدة مناطق بسوريا ولاسيما في منطقة حوران، لكن الجديد هنا أن فريق أورينت نت تمكن من الحصول على علبة المعلومات في الطائرة، والاطلاع على طبيعة الصور التي سجلتها تلك الطائرة، ليتبين أنها اخترقت المجال الجوي الأردني، ورصدت مواقع عسكرية تابعة لحرس الحدود الأردني.
"الطائرة الشبح"
في التفاصيل، اطلع فريق أورينت نت وبالتعاون مع الثوار على الطائرة المسيرة، والتي لم نستطع   تحديد طرازها ولا مصدر تصنيعها، إلا أن مصادر عسكرية مواكبة أكدت أن أجزاء الطائرة تم تجميعها منذ سنوات من قبل إيران، أو إحدى ميليشياتها وبالتحديد "حزب الله" اللبناني ، خصوصاً أن تلك الميليشيات وضعت عبارات طائفية على سطح الطائرة، كما تظهر الصورة شعار "اللهم صلي على محمد و آل محمد".
مواقع عسكرية أردنية في عدسة حزب الله
كما تم فحص علبة المعلومات في الطائرة، لنعثر على صور لمواقع واحداثيات عسكرية تابعة للثوار في المناطق المحررة بدرعا، نتحفظ على نشرها لأسباب عسكرية تخص أمن المناطق المحررة ومواقع الثوار العسكرية.
فريق أورينت نت وبطريقة تقنية محترفة عمل على استعادة الصور التي تم تسجيلها وحذفها سابقاً في "كرت الذاكرة" Memory Card الخاص بالطائرة، لنكتشف أن ميليشيات إيران صورت ووثقت مواقع عسكرية حساسة للقوات الأردنية على الحدود السورية، وذلك بعد أن اخترقت الطائرة المجال الجوي الأردني.
فقد التقطت كاميرا الطائرة التي هي من نوع Nikon D810 الحديثة، مواقع عسكرية لقوات حرس الحدود الأردنية، بعد أن اخترقت المجال الجوي الأردني، حيث تظهر الصورة عربات عسكرية أردنية وبرجاً للمراقبة.
كما تظهر الصور مستودعاً، يتم ضمنه تجميع المساعدات الانسانية على الحدود الأردنية السورية، تمهيداً لإدخالها إلى المناطق المحررة.
وهنا أيضاً صورة التقطت من داخل المجال الجوي الأردني، وتظهر السواتر الترابية على الحدود الأردنية.
في صورة أخرى التقطت هذه المرة داخل الأراضي السورية وتحديداً في سماء "وادي خراب الشحم"، تظهر الصورة الطريق الحربي الأردني المخصص لدوريات مراقبة الحدود.
النظام آخر من يعلم بنشاط حزب الله
اللافت أن توقيت إعلان الثوار اسقاط طائرة من دون طيار، تزامن إعلان وسائل إعلام النظام عن اسقاط طائرة مسيرة أيضاً في داعل، أي في نفس المنطقة التي أسقطها الثوار، ما يؤكد أن النظام ليس على إطلاع مباشر بنشاط إيران وحزب الله في جنوب سوريا.
الزعبي يؤكد أن الطائرة لحزب الله ويحذر من استهداف الأمن القومي الأردني
يؤكد العميد "أسعد الزعبي" رئيس وفد المعارضة السورية للمفاوضات في تصريح لـ"أورينت نت" بأن الطائرة قديمة وبدائية الصنع، وهي عبارة عن جسم ميكانيكي كبير الحجم، تم إضافة كاميرا فوتوغراف حديثة إلى أسفله.
"الزعبي" الذي كان عميد طيار قبل أن يعلن انشقاقه عن قوات الأسد، أشار إلى أن الطائرة غير محددة النوع أو الطراز، ولا حتى دولة التصنيع، وهذا ما يرجح أن الطائرة تم تجميعها من قبل ورشات عسكرية صغيرة.
 يلفت العميد "الزعبي" إلى أن ميليشيا حزب الله تصنع مثل هذا النوع من الطائرات في ورشات محلية بخبرات إيرانية ولا سيما في منطقة بعلبك اللبنانية، التي يعرف أنها تتضمن مهبط لطائرات الاستطلاع التابعة للحزب.
كما تخوف العميد "أسعد الزعبي" في ختام تصريحه المقتضب من أن تستهدف ميليشيا حزب الله مواقع عسكرية أردنية على الحدود، ليتم اتهام فصائل ثورية في المنطقة.
إيران ورحلة البحث عن موطئ قدم قبالة الحدود الأردنية
من جهة أخرى، تحذر مصادر ميدانية عبر أورينت نت، من محاولات قوات الأسد وميليشيا حزب الله المتكررة للسيطرة على طريق "دمشق درعا" القديم، الذي يمهد لوصول النظام إلى نقطة المعبر الحدودي القديم مع الأردن، والذي يعني تلقائياً حصول إيران وميليشيا حزب الله على موطئ قدم لها قبالة الحدود الأردنية السورية، الأمر الذي يضع الأمن القومي الأردني رهينة مزاج ملالي إيران.
3 أشهر على تفجير موقع الركبان الحدودي
عملية تصوير ميليشيا حزب الله مواقع القوات الأردنية على الحدود، تعيد إلى الأذهان عملية التفجير الانتحاري الحاصل بتاريخ 21 حزيران الماضي والتي تبناها بشكل مشبوه تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، عبر تفجير سيارة مفخخة خارج مخيم في منطقة الركبان التي تلتقي عندها الحدود العراقية والسورية والأردنية، والتي خلفت مقتل سبعة جنود من حرس الحدود الأردنيين، وذلك بعد أسبوعين فقط من استهداف مقر أمني في العاصمة الأردنية عمان، وأسفر عن مقتل خمسة أشخاص، بينهم ثلاثة ضباط مخابرات.
سوريا "صندوق بريد" لرسائل إيرانية إلى الأردن
وشهدت الحدود الأردنية السورية مؤخراً عمليات تهريب مخدرات وسلاح، وتسلل أفراد ومركبات؛ ما أثار الشك لدى الرسميين الأردنيين بوجود جهة تحاول الإخلال بالأمن الداخلي للأردن، في حين أشارت أصابع اتهام مصادر مسؤولة نحو إيران في الوقوف وراء تلك العمليات؛ بسبب الموقف السياسي للأردن من الأوضاع في سوريا، إلى جانب اتخاذ عمان قراراً باستدعاء السفير الأردني في طهران للتشاور على خلفية التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، وهو ما فهم منه أنه موقف حاد من عمان تجاه سياسات إيران في المنطقة، وتماشياً مع الموقف الخليجي، ولا سيما المملكة العربية السعودية.
الأردن في قلب "الهلال الشيعي"
والجدير بالذكر، أن الأردن يقع ضمن خارطة المناطق التي تهدف إيران إلى التغلغل فيها وضمها إلى ما يعرف بـ"الهلال الشيعي"، وهو المصطلح السياسي الذي استخدمه الملك الأردني "عبد الله الثاني" عام 2004، ليعبر فيه عن تخوفه من وصول حكومة عراقية موالية لإيران إلى السلطة في بغداد تتعاون مع طهران ونظام الأسد، ومنطقة نفوذ حزب الله في لبنان.
كما يشار أن قوات الأمن الأردنية اعتقلت في العام الماضي جاسوساً يعمل لمصلحة إيران، كان مكلفاً بإنشاء خلايا نائمة، إلى جانب إحباط السلطات مخطط تفجير بـ45كغ من مادة الـ (RDX)، شديدة الانفجار، في نيسان من العام نفسه، كانت مخبأة في منطقة "ثغرة عصفور" شمالي المملكة، وقبل الكشف عن عملية "ثغرة عصفور" بشهر، خرج قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ليقول "إن إيران أضافت الأردن لقائمة الدول التي تتحكم فيها، وإن الأردن تتوفر فيه إمكانية اندلاع ثورة إسلامية تستطيع طهران أن تتحكم فيها".
 
قصف عنيف يستهدف الهامة وأنباء عن تكرار سيناريو داريا والوعر
   النظام يقصف الهامة بالمدفعية الثقيلة
    أورينت نت
في خرق جديد للهدنة عاودت قوات النظام صباح اليوم الخميس قصف منازل المدنيين في بلدتي الهامة وقدسيا المحاصرتين بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة وسط أنباء تتحدث عن نية النظام تكرار سيناريو داريا والوعر في المدينتين.
وقال الناشط الإعلامي "زكريا الشامي" لأورينت نت بأن قوات النظام بعد اجتماعهم أمس مع لجنة المصالحة بمحيط البلدة، قامت اليوم بشن حملة عسكرية عنيفة على محور الشامية غربي بلدة الهامة والقيام بمحاولة تسلل باتجاه الأبنية التي تكشف جغرافيا 80% من المساحة الإجمالية للبلدة.
وأشار إلى أن القصف تركز على منطقتي العيون شرقي البلدة والشامية غرباً باعتبارها من أعلى المناطق ارتفاعا، حيث تشكل موقع استراتيجي هام خاصة أن كافة المناطق المحيطة بها تعتبر من أكثر المناطق تحصينا لقوات النظام مثل مساكن الحرس الجمهوري والبحوث العلمية وقيادة القوات الخاصة التي تعتبر مركز تدريب ميليشيات حزب الله اللبناني.
وأوضح الشامي لأورينت نت بأن الثوار بعد تصدوا لقوات النظام وأجبروهم على الانسحاب من محور الشامية أقدمت عناصر الأسد على استهدافه بالقصف العنيف لتبلغ حصيلة القذائف حتى الآن على محور الشامية أكثر من 50 قذيفة تركزت على منازل المدنيين.
الجدير بالذكر أن حملة القصف على الهامة تأتي بعد يوم واحد من استلام النظام جثث 6 من قواته قتلوا على يد ثوار قدسيا.
وكان الطيران الحربي والمروحي شن أمس غارات جوية بالصواريخ والبراميل المتفجرة استهدفت مخيم خان الشيح والمزارع المحيطة به ومنطقة الوادي الواقعة بين بلدتي الديرخبية والمقيليبة بالريف الغربي أدت لسقوط شهداء وجرحى بين المدنيين، كما سقطت عدة قذائف هاون على مدرسة الأونروا وسط مخيم خان الشيح وسط تعرض المخيم لقصف مدفعي، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى بحسب "شبكة شام".
واستهدفت قوات الأسد أطراف قرية بيت تيما بقذائف الهاون، أما في منطقة وادي بردى فقد استهدفت قوات الأسد طريق قرية إفرة بالرشاشات، وفي الغوطة الشرقية سقطت عدة قذائف هاون على بلدة الشيفونية دون تسجيل أي إصابات، بينما استهدف الثوار معاقل قوات الأسد على جبهة مدينة جسرين بقذيفة من مدفع "بي 82".
 
متضمناً العسكري.. واشنطن تبحث ردّاً أقوى إزاء مجازر حلب
    أورينت نت
قال مسؤولون أمريكيون اليوم الخميس، إن إدارة الرئيس باراك أوباما بدأت تبحث اتخاذ ردود أقوى إزاء هجوم النظام السوري المدعوم من روسيا على حلب بما في ذلك الردود العسكرية في الوقت الذي هز فيه تزايد التوتر مع روسيا الآمال في الوصول لحلول دبلوماسية لأزمات على أصعدة مختلفة.
ونقلت "رويترز" أن المناقشات الجديدة تجري على مستوى موظفي البيت الأبيض ولم تتمخض عنها أي توصيات لأوباما الذي قاوم إصدار أوامر باتخاذ إجراء عسكري ضد رأس النظام بشار الأسد.
وتتزامن هذه المناقشات مع تهديد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم أمس الأربعاء لنظيره الروسي سيرغي لافروف بوقف المساعي الدبلوماسية مع روسيا فيما يتعلق بسوريا.
وكانت كيري حمل يوم امس موسكو مسؤولية إسقاط قنابل حارقة على المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار في حلب.
ويعتبر هذا التهديد الأمريكي من أشد التحذيرات منذ انهيار الاتفاق الروسي الأمريكي في 19 الشهر الجاري، بعد خرق الهدنة بشكل متعمد من قبل قوات النظام.
 
سوريا .. نعم الكلمة الفصل في الميدان
    الشرق الأوسط - طارق الحميد
في الوقت الذي قال فيه وليد المعلم إن النظام الأسدي مستعد للمشاركة في حكومة وحدة، رفض وزير الخارجية الأميركي تلك الفكرة، قائلا إن «تصريحات نظام الأسد لا معنى لها تقريًبا في هذا التوقيت». بينما أعلن حسن نصر الله أنه لا آفاق للحلول السياسية بسوريا، وتبقى الكلمة الفصل للميدان، مع إعلان الرئيس الإيراني عن مواصلة دعمه للأسد.
والسؤال الآن هو: وماذا بعد؟ ما الخطوات المقبلة للتعامل مع الأزمة السورية، ومن الآن وحتى انتخاب رئيس أميركي جديد، بل وحتى أوائل العام المقبل، حيث يباشر الرئيس الجديد مهام عمله، وسيحتاج بالطبع إلى بعض من الوقت لترتيب أوضاع إدارته الجديدة؟.. وكالة «رويترز» نقلت قبل يومين عن مسؤولين أميركيين أن «انهيار أحدث اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا زاد احتمال قيام دول الخليج العربية بتسليح المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف، للدفاع عن أنفسهم في مواجهة الطائرات السورية والروسية».
 وقال مسؤول أميركي، إن «واشنطن حالت دون وصول كميات كبيرة من أنظمة الدفاع الجوي تلك المحمولة على الكتف إلى سوريا، بتوحيد الحلفاء الغربيين والعرب خلف هدف تقديم التدريب وأسلحة المشاة لجماعات المعارضة المعتدلة، مع مواصلة الولايات المتحدة المحادثات مع موسكو».
 كما نقلت الوكالة عن مسؤول آخر في الإدارة الأميركية قوله إن «المعارضة لها الحق في الدفاع عن نفسها، ولن تترك دون دفاع في مواجهة هذا القصف العشوائي».
حسًنا، ما الخطوة المقبلة في سوريا، ومن الآن، وحتى انتخاب رئيس أميركي جديد، خصوًصا أن الأسد بدأ عمليا شن هجوم بري على حلب، وبغطاء جوي روسي، ودعم إيراني، وها هو نصر الله ينعى العملية السياسية هناك، ويقول إن الكلمة الفصل للميدان، وهذا صحيح، وكنا نقولها منذ زمان بأن لا حل في القاعات، وإنما على الجبهات، فما الخطوة المقبلة؟ الإجابة بسيطة، وهي ضرورة ضمان ألا يحقق الأسد، ومن يقف خلفه، نجاحات حقيقية على الأرض تفرض على الرئيس الأميركي القادم، أًيا كان، وقائع جديدة عليه التعامل معها. ولذا فإن على أصدقاء الشعب السوري الآن تقديم المعونة العسكرية الفعالة لهم، ومن ضمنها الصواريخ المضادة للطائرات، وغيرها من الأسلحة.
والآن هو وقت الجدية، وليس تقديم الوعود، فثمن الخسارة في سوريا الآن مكلف، والواجب أن يتم دعم السوريين عسكرًيا، وبجميع الوسائل، لكي لا يجد الرئيس الأميركي الجديد نفسه أمام وقائع على الأرض تفرض عليه مواقف لا تصب في مصلحة السوريين، والمنطقة ككل، أمنًيا، وسياسًيا، حيث حان الوقت لوضع حّد حقيقي للتمدد الإيراني، خصوصا مع وصول رئيس أميركي جديد. وعلى من يريد كسر إيران فإن الميدان الحقيقي هو سوريا، فإذا كسرت طهران هناك فإنها ستكسر في كل مكان، داخلًيا وخارجًيا، لأن استثمار إيران الحقيقي، ومنذ ثورة الخميني الشريرة، هو في سوريا.
ملخص القول افعلوها، وسلحوا السوريين، فقد انتهى أوباما.
 
أوروبا تدرس ردوداً مناسبة على مذبحة حلب  و«خيارات جديدة» لأوباما ردّاً على موسكو
المستقبل... (رويترز، اف ب)
هولوكوست حلب، بصورها ووقائعها المروعة، فرضت على الرئيس الأميركي باراك أوباما، الموشك على مغادرة البيت الأبيض، درس «خيارات بعضها مألوف وبعضها جديد» لم يستبعد البعض ان تتضمن عملا عسكريا، وذلك ردا على صلف موسكو التي أكدت أمس، عشية الذكرى الأولى لتدخلها العسكري في سوريا، أنها ماضية في دعم رئيس نظام دمشق بشار الأسد غير عابئة بالمجازر اليومية التي يتسبب بها هذا الدعم.

وتتهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي موسكو بنسف الجهود الديبلوماسية سعياً وراء انتصار عسكري في حلب، ويقولان ان موسكو ودمشق مدانتان بجرائم حرب لاستهدافهما المدنيين والمستشفيات وعمال الإغاثة لكسر إرادة 250 ألف شخص يعيشون تحت الحصار في الشطر الشرقي لأكبر مدينة سورية.

ووصفت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني الغارات الجوية في حلب بأنها «مذبحة» وقالت إن الحكومات الأوروبية تدرس استجابتها في هذا الصدد.

وقال نائب وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن ان وكالات الأمن القومي الأميركية تبحث خيارات بشأن سوريا، بعضها خيارات جديدة في محاولة لإنهاء الحرب السورية.

جاءت تصريحات بلينكن ردا على سؤال بشأن «الخطة البديلة» للولايات المتحدة بعد انهيارالديبلوماسية. وقال بلينكن للمشرعين: «الرئيس (أوباما) طلب من جميع الوكالات طرح خيارات بعضها مألوف وبعضها جديد نعكف على مراجعتها بنشاط شديد». وأضاف: «عندما يتسنى لنا بحثها في الأيام القادمة ستتاح لنا الفرصة للعودة والحديث عنها بالتفصيل«.

وأعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان بلاده على وشك تجميد محادثاتها مع روسيا بشأن النزاع في سوريا، بسبب عدم توقف القصف في حلب. وقال ردا على اسئلة خلال مؤتمر لمركز الابحاث في واشنطن، غداة توجيهه تحذيراً مماثلاً خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف: «نحن على وشك تعليق المحادثات لانه بات من غير المنطقي وسط هذا القصف الذي يجري، ان نجلس ونحاول ان نأخذ الأمور بجدية«.

وتابع كيري مهاجماً روسيا من دون ان يسميها بالاسم «مع كل ما يحصل حاليا، لا توجد اي اشارة الى مسعى جدي». وأضاف: «وصلنا الى مرحلة بات يتوجب علينا في اطارها ان نبحث (...) عن بدائل، ما لم يعلن اطراف النزاع بشكل واضح استعدادهم للنظر في مقاربة اكثر فعالية». لكنه لم يوضح ما يمكن ان تكون عليه هذه «البدائل».

وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن مسؤولي إدارة أوباما بدأوا دراسة ردود منها خيارات عسكرية. وتجري المناقشات الجديدة على «مستوى موظفي البيت الأبيض» ولم تتمخض عنها أي توصيات لأوباما. لكن حتى مؤيدو اتخاذ رد أميركي أقوى، قالوا أول من أمس إنه من غير الواضح ما سيتخذه الرئيس، إن كان سيتخذ خطوات من الأساس، وإن خياراته «تبدأ من عند تشديد اللهجة» كما ورد على لسان أحد المسؤولين.

ولفت مسؤول إلى أنه قبل إمكانية اتخاذ أي إجراء، سيتعين على واشنطن أولا أن «تنفذ تهديد كيري وتوقف المحادثات مع الروس» بشأن سوريا.

وقال المسؤولون لـ«رويترز» طلبوا عدم نشر أسمائهم، ان من الردود المحتملة السماح للحلفاء الخليجيين بتزويد المعارضة بأسلحة أكثر تطورا، أو توجيه ضربة جوية أميركية لإحدى القواعد الجوية لقوات الأسد، وهو ما يعتبر أقل ترجيحا لما يمكن أن يحدثه من خسائر في صفوف الروس.

وأضاف المسؤولون أن الخيارات الجاري بحثها محدودة من حيث العدد ولا تصل إلى حد التزام واسع النطاق بالمشاركة بقوات أميركية.

وأوضح أحد المسؤولين ان قائمة الخيارات شملت دعم الهجمات المضادة للمعارضة في أماكن أخرى بأسلحة إضافية أو حتى بالغارات الجوية التي قد «لا تغير مسار المعركة لكنها قد تدفع الروس للتوقف والتدبر«.

ومن الأفكار الأخرى الجاري بحثها إرسال مزيد من قوات العمليات الأميركية الخاصة لتدريب الجماعات الكردية وغيرها من فصائل المعارضة السورية ونشر قوة بحرية وجوية أميركية ومن دول حليفة في شرق البحر المتوسط.

وقال مسؤول ان مسؤولي الإدارة الأميركية بحثوا إرسال معونات إنسانية جوا لمناطق خاضعة لسيطرة المعارضة وهو ما سيتطلب مرافقة من جانب طائرات حربية أميركية لكنهم اعتبروا هذا الخيار ينطوي على مخاطر شديدة وأنزلوه إلى مرتبة متدنية في القائمة.

في المقابل، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أمس، إن روسيا «ستواصل العملية التي يقوم بها سلاحها الجوي دعماً لنشاط مكافحة الإرهاب الذي تقوم به القوات المسلحة السورية». وقال إن واشنطن تتحمل مسؤولية القتال لتقاعسها عن الوفاء بالتزامها بالتفرقة بين مقاتلي المعارضة السورية «المعتدلة» و»الإرهابيين». أضاف «نعبّر بشكل عام عن أسفنا إزاء الطبيعة غير البناءة للخطاب الذي عبّرت عنه واشنطن في الأيام الماضية«.

واعتبر مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن اوبريان، أمس، أن الوضع في حلب هو «أخطر كارثة إنسانية تشهدها سوريا حتى الآن«. وقال أمام مجلس الأمن ان النظام الصحي في القسم الشرقي المحاصر من المدينة «على وشك الانهيار بشكل كامل»، وإن الأطفال «هم الأكثر تأثراً» بهذه الأزمة. أضاف أن حلب تشهد شحاً في المعدات الطبية والغذاء والماء، كما أن النظام قصف شبكات المياه شرق حلب ويستبعد المعدات الطبية من قوافل المساعدات الغذائية.

ميدانياً، أكد معارضون والمرصد السوري لحقوق الإنسان ان قوات المعارضة حققت تقدماً لتسيطر على عدد من القرى الواقعة شمال حماة، أمس، مواصلة حملة مستمرة منذ شهر في منطقة ذات أهمية استراتيجية لدمشق.

وبدأت حملة المعارضة على حماة قبل أسابيع. وحققت المعارضة خلالها مكاسب على الأرض شمال المدينة حيث سيطرت على عدد من القرى والبلدات التي كانت تحت سيطرة قوات الأسد.

ووصف أبو البراء الحموي القيادي في فصيل «جيش الفتح» الموقف بأنه ممتاز. وقال إنه «شكل ضغطا كبيرا على النظام مما اضطره لسحب قوات نخبة من حلب والساحل باتجاه جبهات حماة«.

وقال الحموي والمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، إن المعارضة سيطرت على قريتي خفسين وكراح أمس. وقال الحموي إن القريتين يقطنهما علويون. وتقترب المعارضة من بلدة طيبة الاسم التي ستسمح السيطرة عليها بغلق طريق مؤد إلى مناطق خاضعة لسيطرة قوات الأسد.

وقال الحموي إن حملة المعارضة على حماة تستهدف فتح طريق إلى المدينة وتخفيف الضغط على المناطق المحاصرة الواقعة إلى جنوبها وتسيطر عليها المعارضة إضافة إلى قطع الطريق الوحيد الذي يربط حلب بأنحاء غرب سوريا التي تسيطر عليها قوات الأسد.
معارضون سوريون يطالبون بوساطة عربية للنزاع
(اف ب)
دعا معارضون سوريون مصر الى القيام بدور ديبلوماسي في النزاع السوري، في وقت وصلت المفاوضات بين القوتين العظميين الداعمتين لاطراف مختلفة في سوريا، واشنطن وموسكو، الى طريق مسدود.

وكان الناطق السابق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي والفنان جمال سليمان، العضوان في «مؤتمر القاهرة» التقيا في العاصمة المصرية أول من أمس الاربعاء، وزير الخارجية المصري سامح شكري.

ودعا مقدسي مصر الى ان استخدام «وزنها الديبلوماسي في المحافل الدولية وعلاقاتها الجيدة مع الطرفين الاقوى»، الولايات المتحدة وروسيا «للدفع في اتجاه طاولة المحادثات السياسية«.

وقال سليمان من جهته لوكالة «فرانس برس»، «نريد دوراً عربياً، نريد دوراً مصرياً فعالاً، ومصر لديها الامكانية لذلك، لا سيما انها ليست طرفا في الصراع السوري«.
واشنطن تدرس الرد على «هجمة موسكو»
لندن، نيويورك، واشنطن، موسكو، جنيف، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
تبحث إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما «خيارات جديدة» للرد على «هجمة موسكو» للتعاطي مع الأزمة السورية، بينها «تجميد» المحادثات مع روسيا رداً على التصعيد العسكري من موسكو ودمشق في حلب في مقابل تعهدات موسكو استمرار العمليات العسكرية وإشارتها إلى «انهيار عصبي» في واشنطن، في وقت تضاربت المقترحات حول التوصل إلى وقف إطلاق النار في حلب من جانب فرنسا وروسيا، ما انعكس استمراراً للتصعيد الروسي- الغربي والانقسام العميق داخل مجلس الأمن وسط مناشدة الأمم المتحدة المجلس فرض هدنة إنسانية ليومين.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري رداً على أسئلة خلال مؤتمر لمراكز الأبحاث في واشنطن، غداة توجيهه تحذيراً مماثلاً خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف: «نحن على وشك تعليق المحادثات لأنه بات من غير المنطقي وسط هذا القصف الذي يجري، أن نجلس ونحاول أن نأخذ الأمور بجدية». وقال أنطوني بلينكن نائب وزير الخارجية الأميركي للمشرعين: «الرئيس (أوباما) طلب من جميع الوكالات طرح خيارات بعضها مألوف وبعضها جديد نعكف على مراجعتها بنشاط شديد. عندما يتسنى لنا بحثها في الأيام المقبلة ستتاح الفرصة للعودة والحديث عنها بالتفصيل». وأوضح مسؤولون في إدارة أوباما أنهم بدأوا البحث في إجراءات أشد بما في ذلك الخيارات العسكرية للرد على هجوم القوات الحكومية السورية الذي تدعمه روسيا على حلب.
في المقابل، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لصحافيين: «تواصل موسكو عمليتها الجوية دعماً للحملة ضد الإرهاب التي تخوضها القوات المسلحة السورية». وأضاف: «نأخذ علماً للأسف بالطابع غير البناء لخطاب واشنطن في الأيام الماضية».
وفي تعليق على تصريح لجون كيربي الناطق باسم الخارجية الأميركية حذر فيه روسيا «من تعاظم خسائرها وتلقيها المزيد من جثث عسكرييها في الأكياس، بل حتى إسقاط طائراتها» في سورية، قال إيغور كوناشينكوف الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية: «رُفعت الأقنعة أيها السادة. إنني على يقين تام بأن كيربي الذي خلع البزة العسكرية أخيراً وارتدى زي الناطق باسم الخارجية الأميركية، يدرك تماماً الآثار التي ستترتب على تصريحه. العبارات الصادرة عن كيربي اعتراف أميركي صريح بأن جميع ما يسمى بالمعارضة السورية ليست إلا حشداً إرهابياً دولياً خاضعاً لإمرة واشنطن». وقال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، إن تصريحات كيربي «دليل على انحدار الإدارة الأميركية الحالية لممارسة سياسة وضيعة، وتمثل دعوة موجهة للإرهابيين لمهاجمة روسيا. لا يمكن أن نصف هذا الأمر إلا بأنه في الواقع دعم للإرهابيين من جانب الولايات المتحدة». وتابع: «أصيبت واشنطن أمس بانهيار عصبي جديد على خلفية كون إدارة أوباما غير جاهزة للوفاء بجزئها من الاتفاقات التي توصلنا إليها بجهود كبيرة بذلها مختلف الهيئات».
في نيويورك، قوبل المقترح الروسي الذي أعلن من موسكو بهدنة من ٤٨ ساعة برفض غربي عبر عنه السفير البريطاني ماثيو ريكروفت، معتبراً أنه «وضع من جانب الروس كي يبدو جيداً، لكنه يسمح للروس بمواصلة هجماتهم القاتلة»، مشدداً على أنه «مقترح مختلف عما تطالب به الأمم المتحدة». وأضاف: «علينا الانتقال إلى اعتماد شكل آخر من الديبلوماسية» مع روسيا، مؤكداً أن «هذا ما سيكون عليه الوضع في الأيام المقبلة» من دون أن يوضح هذه الديبلوماسية.
ومما أطلق من تصريحات من واشنطن «بالتفكير في خيارات جديدة» في شأن سورية، قالت السفيرة الأميركية سامنثا باور: «إننا الآن نمر في منعطف» في الحرب السورية»، معتبرة أن «روسيا ونظام الأسد يطلقان حملة قصف شعواء ووحشية على المدنيين ويصفونهم في الوقت ذاته بأنهم إرهابيون». واعتبرت أن «حملة القصف هذه ستؤدي إلى تدفق المزيد من اللاجئين، ولكن أيضاً إلى المزيد من التطرف»، وما تفعله روسيا والنظام السوري «هو هدية إلى داعش وجبهة النصرة، التي يقولون إنهم يريدون أن يوقفوها».
وأضافت باور أن روسيا والنظام السوري شنا ١٧٠٠ غارة على شرق حلب حتى الآن، معتبرة أن السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري «يعبر عن الوحشية والدم البارد» لقصف المدنيين.
وعلقت باور على فيديو نقل عن السفير السوري عندما رد بالضحك على سؤال صحافي سأله عن سبب قصف القوات الحكومية السورية مركزين طبيين في شرق حلب. وقالت: «رأينا كيف ضحك السفير السوري على ما يجري في حلب، وهو مفاوض النظام في جنيف. هذه هي الوحشية التي نتحدث عنها، وروسيا تقف إلى جانب هؤلاء، وتقصف مع النظام لتتجاوز في الوحشية كل ما رأيناه من النظام في هذه الحرب» حتى الآن.
وجدد السفير الفرنسي فرانسوا ديلاتر القول إن فرنسا أعدت مشروع قرار لإعلان هدنة في حلب، ونشر آلية مراقبة ميدانية له، وإجراء المحاسبة على الجرائم المرتكبة، موضحاً أن «النقاشات بدأت حوله وستستمر، ولن ندخر جهداً للتوصل إلى وقف للنار في حلب». وعما إذا كان بحث المشروع مع نظيره الروسي في نيويورك، قال ديلاتر: «نحن على اتصال مع الروس وكل أعضاء مجلس الأمن، ومن المبكر القول أين وصلت المشاورات».
وسئل الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك ما إذا كانت الأمم المتحدة اطلعت على المقترح الروسي لوقف النار الذي أعلن من موسكو أمس، فنفى أي علم للأمم المتحدة به. وقال إن الأمم المتحدة «غير مطلعة على مقترحات جديدة لوقف إطلاق النار، وما نريد أن نراه هو تعاون فعلي بين رئيسي مجموعة الدعم الدولية لسورية، للتوصل إلى وقف القتال والسماح لنا بإرسال المساعدات». وأشار إلى أن المساعدات لم تصل إلى حلب منذ أسابيع.
وقدم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين أمس، إحاطة إلى مجلس الأمن جدد فيها المطالبة بدعم المجلس هدنة أسبوعية من ٤٨ ساعة على الأقل. وقال إن ٣٧٠ مدنياً قتلوا في شرق حلب منذ بدء هجوم القوات السورية الحالي، وإن أنواع الأسلحة المستخدمة لم تستخدم سابقاً وتسبب تدميراً رهيباً.
وحذر من أن حجم الكارثة الإنسانية في شرق حلب غير مسبوق ومن انتشار الأوبئة والتسمم، مشيراً إلى أن «١٠٠ ألف طفل عالقون في شرق حلب». وقال إن حصار شرق حلب رفع عدد المحاصرين في سورية إلى ٨٦١ ألفاً، داعياً المجلس إلى تحمل مسؤولياته وفرض هدنة طارئة.
موسكو تتهم واشنطن بـ «الانهيار العصبي» ... و «تفريخ جبهة النصرة»
لندن، موسكو - «الحياة»، أ ف ب
أعلن الكرملين الخميس، أن روسيا ستواصل ضرباتها الجوية في سورية دعماً لنظام الرئيس بشار الأسد رغم الدعوات الأميركية المتكررة لوقف القصف على حلب، في وقت اتهم مسؤول روسي واشنطن بـ «الانهيار العصبي».
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لصحافيين: «تواصل موسكو عمليتها الجوية دعماً للحملة ضد الإرهاب التي تخوضها القوات المسلحة السورية». وأضاف: «نأخذ علماً للأسف بالطابع غير البناء لخطاب واشنطن في الأيام الماضية».
وجاءت هذه التصريحات بعدما هدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري موسكو بتعليق التعاون حول سورية في حال عدم التوقف عن قصف مدينة حلب التي تتعرض لضربات جوية كثيفة من الطيران الروسي والسوري منذ انهيار الهدنة التي تفاوَضَ عليها الروس والأميركيون.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء، أن قصف اثنين من أبرز المستشفيات في القسم الشرقي من المدينة يشكل «جريمة حرب»، فيما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت أن بلاده اقترحت على الأمم المتحدة مشروع قرار لوقف النار.
وتابع بيسكوف الخميس أن «موسكو لا تزال مهتمة بالتعاون مع واشنطن من أجل تطبيق اتفاقات واردة في الوثائق ولزيادة فاعلية الحملة ضد الإرهاب في سورية، لكن موسكو تأمل أيضاً في احترام الالتزامات التي وافقت عليها واشنطن. وحتى الآن لم يتم احترامها».
واعتبرت وزارة الدفاع الروسية أن التصريحات الصادرة عن الخارجية الأميركية حول تعاظم خسائر روسيا إذا ما استمرت عمليتها في سورية «اعتراف صريح بإدارة واشنطن نشاط الإرهاب الدولي»، بحسب موقع «روسيا اليوم»، في تعليق على تصريح لجون كيربي الناطق باسم الخارجية الأميركية حذر فيه روسيا «من تعاظم خسائرها وتلقيها المزيد من جثث عسكرييها في الأكياس، بل حتى إسقاط طائراتها» في سورية. وقال إيغور كوناشينكوف الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية: «لقد رُفعت الأقنعة أيها السادة. إنني على يقين تام بأن كيربي الذي خلع البزة العسكرية أخيراً وارتدى زي الناطق باسم الخارجية الأميركية، يدرك تماما الآثار التي ستترتب على تصريحه. العبارات الصادرة عن كيربي اعتراف أميركي صريح بأن جميع ما يسمى بالمعارضة السورية ليست إلا حشداً إرهابياً دولياً خاضعاً لإمرة واشنطن».
وتابع كوناشينكوف: «في ما يتعلق بما أشار إليه كيربي حول عودة عسكريينا جثثاً في الأكياس، واستهداف طائراتنا في سورية، أقول: نحن على علم كامل بعدد من تسميهم واشنطن بالخبراء في سورية عموماً، وفي محافظة حلب حصراً، ولا يخفى علينا أنهم يعكفون هناك على وضع خطط العمليات العسكرية ويشرفون على تنفيذها. ونحن على علم كذلك باستمرارهم في العمل الدؤوب والفاشل هناك على تفريخ إرهابيي جبهة النصرة. لكن إذا ما تعلق الأمر بتهديد روسيا وحياة جنودنا في سورية، فإن المسلحين لن يعثروا هناك حينها على الأكياس لوضع أشلائهم فيها، ولن يتسنى لهم الهروب من هناك».
من جهة أخرى، قال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، إن تصريحات كيربي «دليل على انحدار الإدارة الأميركية الحالية لممارسة سياسة وضيعة، وتمثل دعوة موجهة للإرهابيين لمهاجمة روسيا. لا يمكن أن نصف هذا الأمر إلا بأنه في الواقع دعم للإرهابيين من جانب الولايات المتحدة».
وتابع: «أصيبت واشنطن أمس بانهيار عصبي جديد على خلفية كون إدارة (الرئيس الأميركي) أوباما غير جاهزة للوفاء بجزئها من الاتفاقات التي توصلنا إليها بجهود كبيرة بذلتها مختلف الهيئات. وأطلقت من واشنطن تهديدات غير مقبولة وإنذارات في محاولة لدفعنا إلى موضع التبرير والدفاع عن النفس»، لافتاً إلى أن «هذه اللهجة غير مناسبة للحديث مع روسيا، ونحن إذا استمعنا باهتمام إلى ما يقوله شركاؤنا الأميركيون، بمن فيهم المتحدثون الرسميون، سنتوصل إلى استنتاج أنهم يصبون الماء على طاحونة الإرهابيين».
وقال الديبلوماسي الروسي إن موسكو ترفض اقتراح واشنطن حول إعلان هدنة لمدة 7 أيام في حلب «باعتبار أن الإرهابيين قد يستغلون مثل هذه الفترة الزمنية لإعادة نشر عناصرهم»، لافتاً إلى أن موسكو اقترحت أكثر من مرة إعلان فترات هدنة لمدة 48 ساعة في حلب، و «ما زال هذا الاقتراح على الطاولة».

«سلة خيارات» عسكرية وديبلوماسية تبحثها واشنطن وحلفاؤها للرد على موسكو
الحياة..لندن - إبراهيم حميدي 
يشعر الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه «خدع» من نظيره الروسي فلاديمير بوتين وبأن نصائح وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر لجهة «عدم الثقة بنيات» بوتين كانت صحيحة، لذلك طلب أوباما من المؤسسات الأميركية ومستشاريه تقديم «مقترحات ملموسة» للرد على التصعيد الروسي بالتزامن مع بحث دول غربية واقليمية حليفة لواشنطن وسائل محددة للرد على «الخديعة الروسية» ولجم طموحات بوتين في مناطق أخرى في العالم بعد جورجيا واوكرانيا وسورية.
معروف أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، كان متحمساً للانخراط الديبلوماسي مع نظيره سيرغي لافروف وأنه كان يعبر في جلسات مغلقة عن أنه يعمل ضمن «صندوق الأدوات الذي أتاه الرئيس وهو الحوار الديبلوماسي من دون تهديد بالقوة». كما يقترب من هذا الموقف بريت ماغورك المبعوث في التحالف ضد «داعش» لجهة أولوية محاربة هذا التنظيم وتحقيق «انتصارات» ضده بمساعدة ايران وميليشياتها في العراق وبمساعدة الأكراد في سورية. في المقابل، عارض كارتر هذا الخيار ورفض أي تعاون مباشر بين الجيشين الأميركي والروسي في سورية في أجواء استعادة الحرب الباردة في مناطق أخرى. كما أن مدير «وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي ايه) جون برينان عارض تبادل المعلومات الاستخباراتية حرصاً على السرية والقلق من اطلاع جهاز الاستخبارات الروسي على آلية عمل «سي آي ايه».
أوباما، وضع ثقله وراء خيار كيري - ماغورك رغم تحفظات كارتر - برينان وأعطى تعليمات لكيري بتوقيع اتفاق التعاون في ٩ أيلول (سبتمبر)، لكن انهيار وقف النار وضرب قافلة المساعدات الإنسانية في ريف حلب (بعد الضربة الغامضة على موقع للجيش السوري في دير الزور) وانتقال روسيا من دور المتحفظ في معركة حلب الى قيادة معركة استعادة المدينة واقتحام أحيائها الشرقية وتدمير كل البنى التحتية والخدمية والطبية، وضعت أوباما في موضع محرج أمام معارضي التعاون وصار تحت ضغط من مؤسسات أميركية ومن الحزب الديموقراطي قبل الانتخابات ومن حلفاء واشنطن في اوروبا والشرق الأوسط الذين كانوا منزعجين أصلاً من حصرية التعاون مع روسيا وغياب الشفافية بين الحلفاء.
أول خطوة، كانت المواجهة الكلامية بين واشنطن وحلفائها وموسكو في مجلس الأمن ووصف الهجمات الروسية بـ «البربرية»، ثم عقد كيري اجتماعاً مع الحلفاء الأوروبيين والاتحاد الأوروبي لبحث الأزمة السورية وإصدار بيان ختامي، حمل روسيا مسؤولية التصعيد والقصف. وأعطى أوباما الضوء الأخضر لبحث خيارات الرد على بوتين حيث عقدت جلسات لمراكز ابحاث في عواصم غربية وجلسات عمل لمسؤولين عسكريين وأمنيين وديبلوماسيين لمراجعة «سلة الخيارات». ووفق ديبلوماسيين ومسؤولين غربيين تشمل لائحة الخيارات:
- الإعلان رسمياً أن روسيا ليست شريكة في البحث عن حل ديبلوماسي في سورية وبدء النظر لها على انها «مخرب للحل».
- وقف عمل «المجموعة الدولية لدعم سورية» التي يرأسها الجانبان الأميركي والروسي منذ بدء عملية فيينا في خريف العام الماضي وتوقيف العمل بمجموعتي العمل الخاصة بالمساعدات الإنسانية والخاصة بوقف العمليات القتالية اللتين تعقدان برئاسة أميركية - روسية أسبوعياً في جنيف.
- انتقال واشنطن بدلاً من ذلك للتنسيق مع حلفائها الغربيين والإقليميين، على عكس ما كان يحصل منذ اكثر من سنة عندما اشترطت موسكو أن يكون التعاون ثنائياً بين أميركا وروسيا.
- وقف دعوات رفع العقوبات عن روسيا من أوروبا والبحث في تعميق العقوبات، إضافة الى الحديث مع دول اقليمية لمعاقبة موسكو في أسواق النفط.
- بدء حملة إعلامية - سياسة وإعلامية ضد روسيا وبدء إثارة الموضوع السوري ودور روسيا في جلسات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وتحميل روسيا مسؤولية مباشرة للقصف والغارات والقتل، إضافة الى تحريك ملف قصف قافلة المساعدات في مجلس الأمن وتحريك ملف الأسلحة الكيماوية والكلور.
- بدء حملة غربية في الأمم المتحدة لـ «طرد» الحكومة السورية، مقابل رفع مستوى التعاون مع «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة وعقد لقاءات سياسية رفيعة المستوى معها وإبقاء المعارضة المعتدلة على قيد الحياة.
- بدء دول غربية فرض عقوبات اقتصادية إضافية على دمشق والضغط على دول غربية أو عربية لوقف تطبيع مع دمشق وفتح أقنية أمنية وديبلوماسية معها و «قطع الطريق على استعادة الشرعية».
- عسكرياً، وضعت على طاولة وزارات الدفاع والخبراء العسكريين خيارات عدة: بحث إقامة منطقة حظر جوي محدود فوق حلب، إقامة منطقة حظر جوي جنوب سورية، إعطاء الضوء الأخضر لتركيا في قيادة عملية عسكرية مع «الجيش الحر» لطرد «داعش» من الرقة، توجيه ضربات لمدرجات الطيران السوري، توجيه ضربات لقواعد الجيش السوري، توجيه ضربات لميليشيات حليفة للقوات النظامية السورية، إضافة الى بحث اقتراح لإرسال قافلة مساعدات إنسانية بحماية عسكرية من تركيا الى ريف حلب.
- أمنياً، تقديم معلومات استخباراتية أكثر لفصائل معارضة عن مناطق انتشار القوات النظامية السورية وحلفائها، تقديم دعم عسكري أكثر من حيث الكم والنوع لفصائل الجيش الحر»، ورفع الفيتو الذي كان قائماً بمنع وصول أسلحة نوعية. هنا، تطابقت معلومات عن وصول كميات كبيرة من الذخيرة والسلاح شملت مضادات للدروع وراجمات غراد الى «جيش ادلب الحر» الذي تشكل أخيراً من تحالف ثلاثة فصائل معتدلة. كما تطابقت معلومات عن وجود مضادات جوية، لكن مداها لا يصل الى الطيران الحربي الروسي أو السوري. الهدف، جعل اي تقدم للقوات النظامية وأنصارها وروسيا مكلفاً وبقاء الميزان العسكري غير منحاز في شكل كامل لمصلحتهم الى حين وصول رئيس أميركي جديد.
واشنطن تنتظر أفعالاً من موسكو. والاختيار من قائمة الخيارات مرتبط بـ «الخطوط الحمر» التي رسمها أوباما لمستشاريه وحلفائه، وهي انه يجب أن تتضمن الخيارات إرسال رسالة واضحة الى الكرملين بالانزعاج من كيفية التعاطي مع مبادرات واشنطن، وعدم تقييد خيارات الإدارة الأميركية الجديدة بتغيير كبير في ميزان القوى في سورية من روسيا وحلفائها، لكن في الوقت نفسه لا تؤدي الخيارات الى مواجهة عسكرية مباشرة بين واشنطن وموسكو في سورية خلال الأشهر الأخيرة لإدارة أوباما ولا تعرض القوات الأميركية في العراق لأخطار هجمات من الميليشيات الايرانية رداً على اي تصعيد في سورية باعتبار أن استراتيجية أوباما قائمة على أولوية العراق ومحاربة «داعش».
دي ميستورا يرى «صعوبة» في استئناف المفاوضات
الحياة...الفاتيكان، أنقرة، القاهرة - أ ف ب
اعتبر المبعوث الدولي إلى سورية دي ميستورا بعد لقائه البابا فرنسيس في الفاتيكان أنه «من الصعب استئناف المفاوضات حين تتساقط القذائف في كل مكان» في سورية، في وقت أبدت أنقرة استعدادها للتعاون مع موسكو لوقف النار في سورية.
وقال دي ميستورا لوكالة فرانس برس: «يمكن البعض الاعتقاد بأن في إمكانهم استعادة حلب عبر قصف شرق المدينة، لكن الوضع ليس كذلك. لا يمكن تمهيد الطريق للسلام في سورية بالقنابل». وأضاف: «في بعض الأحيان، وفي زمن الحرب يمكن التفاوض مع استمرار الحرب، لكننا نشهد حالياً انهياراً لاتفاق كان يشكل بداية مرحلة جديدة».
وفي 22 أيلول (سبتمبر)، أعرب دي ميستورا عن أمله بحصول مفاوضات مباشرة بين الأطراف السورية «في الأسابيع المقبلة».
وعبر عن «قلق شديد لأن كل ذلك يمكن أن يؤدي إلى عسكرة النزاع»، ذلك على هامش منتدى في الفاتيكان حول المساعدة الإنسانية التي تقدمها الكنيسة الكاثوليكية لمناطق الحروب، خصوصاً سورية.
وقال دي ميستورا: «نحن في وقت حرج جداً، لذلك من الضروري جداً الاستماع إلى أشخاص لديهم سلطة معنوية مثل البابا يؤكدون عدم وجود حل عسكري» للنزاع. وتابع المبعوث الأممي: «لقد قلت للبابا أنه لم يكن هناك وقت بمثل هذه الصعوبة في سورية لأننا كنا قريبين جداً من وقف إطلاق النار».
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو أن بلاده «على أتم الاستعداد» للتنسيق مع روسيا لوقف النار في سورية وإيصال مساعدات إنسانية إذا كانت لدى الكرملين رغبة في ذلك. وأردف: «بحثنا قضايا وقف النار والمساعدات الإنسانية مع نظيرنا الإيراني السيد (محمد جواد) ظريف أمس. بعد تطبيع العلاقات بيننا، نبحث القضايا ذاتها مع حليفتنا روسيا». وقال: «يجب أن نبذل المزيد من الجهد من أجل التوصل إلى وقف النار وحل سياسي. إذا كانت روسيا مستعدة للتعاون معنا في مجالي وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية، فإننا على أتم الاستعداد
في القاهرة، دعا معارضون سوريون مصر إلى القيام بدور ديبلوماسي في النزاع السوري.
وكان الناطق السابق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي والفنان جمال سليمان العضوان في «مؤتمر القاهرة» التقيا في العاصمة المصرية الأربعاء وزير الخارجية المصري سامح شكري.
ودعا مقدسي إلى أن تستخدم مصر «وزنها الديبلوماسي في المحافل الدولية وعلاقاتها الجيدة مع الطرفين الأقوى»، الولايات المتحدة وروسيا «للدفع في اتجاه طاولة المحادثات السياسية». وقال سليمان: «نريد دوراً عربياً، نريد دوراً مصرياً فعالاً، ومصر لديها الإمكانية لذلك، لا سيما أنها ليست طرفاً في الصراع السوري».
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,171,757

عدد الزوار: 7,622,746

المتواجدون الآن: 0