ولايتي يعرض على بغداد دعماً عسكرياً ويطلب إشراك «الحشد» والعبادي يؤكد «عراقية» معركة الموصل.. إجتماع باريس يبحث مرحلة ما بعد «داعش» في الموصل

وزير الدفاع الأميركي في أنقرة اليوم لتهدئة التوتّر مع بغداد ونجاح هجوم الموصل..عمار الحكيم يؤكد وجود «خطط ومفاجآت ستباغت العدو»

تاريخ الإضافة الجمعة 21 تشرين الأول 2016 - 6:21 ص    عدد الزيارات 1876    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

ولايتي يعرض على بغداد دعماً عسكرياً ويطلب إشراك «الحشد» والعبادي يؤكد «عراقية» معركة الموصل
المستقبل..بغداد ــ علي البغدادي

تحاول طهران بشتى الطرق مزاحمة الدور الأميركي، ومن خلفه التحالف الدولي في العراق، خصوصاً مع انطلاق معركة استعادة الموصل، مركز محافظة نينوى (شمال العراق)، وايجاد دور لها في المعركة المحتدمة التي تخشى أطراف إقليمية ومنها تركيا، أن تشعل صداماً مذهبياً قد يلهب منطقة الشرق الأوسط برمتها في حال دخول أطراف شيعية في المعركة التي حققت فيها القوات العراقية أمس، مكاسب مهمة على أكثر من محور.

وعلى الرغم من تأكيد رئيس الحكومة حيدر العبادي على «عراقية» معركة الموصل، إلا أن البوصلة الإيرانية من خلال ضغوط يمارسها مبعوثون إيرانيون، تتجه هذه المرة شمالاً لإيجاد موطئ قدم لميليشياتها المسلحة التي يشرف عليها الحرس الثوري الإيراني، وذلك من أجل إفساح المجال أمام تغلغل جديد في محافظة نينوى المتنوعة عرقياً ودينياً، ولا سيما في مدينة تلعفر ذات الأغلبية التركمانية من الشيعة والسنة، لتأمين خط مواصلات من الحدود الإيرانية شرقا الى سوريا.

وفي هذا الصدد، كشفت مصادر سياسية عراقية عن عرض إيراني بتقديم دعم عسكري الى العراق والمشاركة في معركة الموصل عبر الميليشيات الشيعية.

وقالت المصادر لصحيفة «المستقبل« إن «مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي حمل عرضاً إيرانياً بتقديم دعم عسكري للعراق في المعركة الجارية في الموصل«، وذلك خلال جولته على عدد من كبار المسؤولين العراقيين، بينهم الرئيس العراقي فؤاد معصوم للاطلاع على آرائهم بشأن الدور المستقبلي لإيران في نينوى وما تريده طهران في المرحلة المقبلة.

وأشارت المصادر الى أن «ولايتي يرغب بإشراك ميليشيات الحشد الشعبي في معركة نينوى والاعتماد على هذه الميليشيات في إمساك الأرض وتأمين الاستقرار بعد طرد داعش»، مؤكدة أن «طهران حذرت عبر ولايتي خلال محادثاته مع المسؤولين العراقيين، من الدور العسكري التركي في محافظة نينوى والمخاوف من استمراره وتأثيره على أمن المنطقة«.

وأوضحت المصادر أن «ولايتي يحشد لعقد مؤتمر خلال الأيام المقبلة لرجال دين شيعة وسنة موالون للسياسة الإيرانية في المنطقة والترويج لها، مع شن حملة منسقة ضد المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى تناهض النفوذ الإيراني«.

في هذه الأثناء أكد العبادي أن الحرب التي تخوضها القوات الأمنية في الموصل هي «عراقية خالصة»، تقدم فيها القوات الأجنبية المتواجدة المساندة، الدعم ومساعدة غير قتالية.

وقال العبادي في كلمة له أمس خلال مؤتمر باريس لدعم تحرير الموصل وجهها عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، إن «القوات التي تقاتل على الأراضي العراقية هي قوات عراقية فقط، وأي قوات أجنبية موجودة على الأرض هي قوات غير قتالية، بل قوات مساندة تقدم الدعم اللوجستي وتوفير الغطاء الجوي للقوات العراقية على الأرض«.

وفي السياق نفسه، لفت وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت في مؤتمر صحافي عقده مع وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري في باريس الى أن «مليون شخص ربما سيحاولون الفرار من الموصل، حيث سيتم استقبالهم في مراكز مخصصة ومعاملتهم بطريقة جيدة، والتعامل مع الحالات الطارئة«.

وأضاف آيرولت أن «من الضروري مراقبة النازحين من خلال نقاط خاصة لمنع تسلل الإرهابيين مع النازحين»، مشيراً الى «وجود معلومات تؤكد نية بعض عناصر التنظيم الهروب من المدينة، فيما سيبقى البعض للقتال بعنف«، مشدداً على أن اجتماع باريس أوصى بشن عملية عسكرية في مدينة الرقة السورية ضد «داعش« بعد تحرير الموصل«.

وأضاف أن «معركة الموصل حاسمة لأنها تضرب التنظيم في قلبه بالإضافة إلى شن هجمة مماثلة على مدينة الرقة السورية التي تُعتبر المعقل الآخر للتنظيم»، كاشفاً عن أن «اجتماع باريس نتج عنه الاتفاق على القيام بعملية في مدينة الرقة السورية بعد تحرير مدينة الموصل من أجل القضاء نهائياً على عناصر التنظيم«.

وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قد أعلن خلال مؤتمر دعم تحرير الموصل، أن القوات الفرنسية تشارك بقواتها البرية والبحرية في معركة الموصل، مشيراً الى أن تنظيم «داعش« يتقهقر في العراق تحت ضربات القوات العراقية والتحالف الدولي.

وشارك في المؤتمر نحو 20 دولة أبرزها، المملكة العربية السعودية والصين ومصر والولايات المتحدة وإيران وبريطانيا وتركيا، وكذلك منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.

وشدد المجتمعون على «الضرورة الفائقة للقيام بكل ما هو ممكن من أجل ضمان حماية المدنيين، في ظل احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني«، المتضرّرين حالياً من وحشية تنظيم داعش، الذين ما زالوا عالقين في الموصل أو معرّضين للخطر في المناطق حيث المعارك دائرة«.

ودعا المشاركون «بغية هزم «داعش« هزيمة دائمة، إلى عقد اتفاق سياسي شامل بين السلطات الوطنية العراقية والجهات الفاعلة المحلية، من أجل تعزيز الحوكمة في الموصل وضواحيها، على أن تكون هذه الحوكمة شاملة للجميع وتحترم التنوع السكاني وتكفل التعايش السلمي بين مختلف السكان«.

ميدانياً، حققت القوات الحكومية العراقية والبيشمركة الكردية بدعم من الولايات المتحدة أمس، مكاسب استراتيجية مهمة في مناطق مسيحية وأخرى تسكنها أقليات عرقية متنوعه في محيط الموصل، في مسيرتها للزحف الكبير على المدينة نفسها التي تعتبر أكبر معاقل «داعش« في العراق.

وبدأت قوات البيشمركة فجر أمس حملة عسكرية جديدة على مواقع تابعة لعناصر «داعش« في ثلاثة محاور هي تللسقف وبعشيقة وناوران، شمال الموصل.

وأعلن مصدر أمني عراقي عن تحرير ناحية برطلة (ذات الأغلبية المسيحية) شرق الموصل (405 كيلومترات شمال بغداد) من سيطرة «داعش« بالكامل بعد معارك عنيفة خاضتها قوات البيشمركة.

وأشارت مصادر عسكرية كردية الى قيام داعش بتفجير 16 سيارة مفخخة على قوات البيشمركة الكردية في مدينة برطلة والتي تمكنت من صد أغلبها، موضحة أن «قوات البيشمركة مستمرة بالتقدم في محور بعشيقة (شمال شرق الموصل) واستطاعت تحرير قرى تيسخراب الصغرى وتيسخراب الكبرى وخرابة دليل التي تسكن أغلبها عرقيات من الشبك والتركمان.

من جهة أخرى ذكر مصدر أمني أن سيارة مفخخة يقودها انتحاري انفجرت في محور بعشيقة وأدت الى مقتل ضابط برتبة لواء في قوات البيشمركة.

وأوضح المصدر ان المقاتلات الفرنسية والكندية بالإضافة الى المقاتلات الأميركية تساند البيشمركة وتقصف مواقع تابعة «داعش«، مشيراً الى ان قوات البيشمركة اسقطت طائرة مسيرة تابعة للتنظيم في محور ناوران.

من جهتها، استعادت الشرطة الاتحادية السيطرة على عدد من القرى التي كان يحتلها «داعش« في ناحية الشورة، جنوب الموصل. فيما كما ذكرت مصادر صحافية ان «مسلحي داعش إنسحبوا من معمل كبريت المشراق ضمن ناحية الشورة بعد تفجير اربع عبوات داخله«.
عراقيون بدأوا يفرون مع ازدياد سخونة معارك الموصل
المستقبل... (اف ب)
تفترش الاسر التي فرت من قريتها مع بداية هجوم القوات العراقية لاستعادة مدينة الموصل من المتشددين، الارض بالقرب من تينة شمالا، وسط عبوات المياه الفارغة ونفايات اخرى.

وهذه العائلات هي المجموعة الاولى التي تهرب من المعارك، كما كانت تخشى الامم المتحدة التي تتوقع ان يغادر 1,5 مليون شخص منازلهم خلال عملية استعادة ثاني اكبر مدن العراق التي استولى عليها تنظيم «داعش» منتصف 2014.

وفر عشرات الرجال والنساء والاطفال من قرية المدرج جنوب الموصل، بعضهم مشيا على الاقدام واخرون بسيارات. وهم الان بانتظار ان تجلب الشرطة اغراضهم الشخصية.

وقال رجل عرف عن نفسه باسم ابو حسين «تمكنا من التسلل»، موضحا انه انتهز فرصة غياب عناصر تنظيم الدولة الاسلامية في امكان وانبعاث دخان آبار النفط التي اشعلها المتشددون، للهرب. واكد ان سكان كانوا قد فروا الى قرية المدراج من مناطق اخرى تركوها جميعهم كذلك. فالاوضاع المعيشية فيها تردت الى درجة ان السكان اضطروا للفرار. وقال: «رفعنا رايات بيضاء وتوجهنا نحو القوات العراقية«.

اما رباح حسين يوسف الذي فر مع زوجته واطفاله الثلاثة، فقد قال «بالنسبة لنا لم نذق الطعام لثلاثة ايام«.

وافاد سكان انهم كانوا على تواصل مع القوات الامنية بالهاتف قبل ان يغادروا القرية، وقدمت السلطات الماء والغداء عندما وصل الفارون.

ويشعر يوسف بالسعادة لانه الان خارج المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» على الرغم مغادرته منزله. وقال «هناك كنا ننام في منزلنا، لكن لم نكن مرتاحين«.

وعلى مقربة من النازحين، تصطف سيارات النقل والجرارات الزراعية وعلى متنها اغراض منزلية تضم بطانيات واواني وسجادا.

وبدأ النزوح غداة اعلان انطلاق العملية العسكرية كما صرح العميد الركن قصي كاظم حميد، قائد فرق الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية. وقال ان «النزوح بدأ الثلاثاء باعداد قليلة تراوح بين اسرتين وثلاث اسر«. واضاف انه في اليوم التالي «لاحظنا حالة غير معتادة في حركة النزوح، بدأت منذ الصباح الباكر»،موضحا انه «استقبلنا نحو اربعين الى خمسين اسرة، مع شاحناتهم وماشيتهم«.

في الجوار، يتمشى طفل صغير وهو يحمل ديكين روميين بيده بينما تنقل شاحنة صغيرة الاغنام. وفي الخلف يتهم احد العراقيين النازحين امرأة بمحاولة استغلال الظروف، من اجل شراء دجاجة بسعر زهيد.

وتدقق قوات الامن وثائق النازحين عندما يصلون الى خطوط التماس ويبدأون بعمليات تفتيش للتأكد من انهم لا يحملون متفجرات.

ويتوقع كاظم حميد ان يزداد عدد النازحين بالتزامن مع اقتراب القوات العراقية اكثر الى المناطق المأهولة بالسكان.

وقالت ليز غراند منسقة الشؤون الانسانية للامم المتحدة في العراق الاثنين ان الجيش العراقي يتوقع بدء موجة النزوح الكبرى في اقل من اسبوع.

وبعدما انهت قوات الامن العراقية عمليات تفتيش اغراض النازحين الجدد، ارسلتهم الى مخيم بشاحناتهم فيما نقلت سيارات عسكرية اخرين.

وفرت هذه الاسر حتى لا تعلق وسط الاشتباكات بين عناصر تنظيم الدولة الاسلامية والقوات العراقية. لكن ابو حسين يقول ان «الحياة ليست مؤمنة بعد«.
 
وزير الدفاع الأميركي في أنقرة اليوم لتهدئة التوتّر مع بغداد ونجاح هجوم الموصل
اللواء.. (أ ف ب)
تحاول واشنطن تهدئة الخلافات بين انقرة وبغداد خوفا من ان تؤدي الى اضعاف الهجوم لاستعادة الموصل من تنظيم الدولة الاسلامية، وذلك عبر الاخلال بالتوازن الهش بين الفصائل المتنافسة التي تتعاون في العملية.
وقال مسؤول اميركي كبير لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته ان «التوتر شديد والتصريحات العلنية في تصاعد»، مشيرا الى انه «سيناريو يثير قلقا كبيرا».
وسيتوجه وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر اليوم الى تركيا للتأكد من ان استراتيجية الهجوم لن تخرج عن المسار المحدد لها.
واضاف هذا المسؤول «نحاول التأكد من ان هذه التوترات لا تولد وضعا من الفوضى الى درجة اضعاف نجاح عسكري محتمل».
وبين عشرات آلاف المقاتلين العراقيين الذين تم حشدهم لاستعادة الموصل، هناك مجموعات اتنية ودينية عديدة تحاول من الآن ضمان مواقعها في «يوم ما بعد» طرد تنظيم الدولة الاسلامية.
وبرعاية واشنطن، تم التوصل الى اتفاق لابقاء المقاتلين الشيعة من قوات الحشد الشعبي المدعومين من ايران، وكذلك الاكراد، خارج المدينة ذات الغالبية السنية على امل تجنب ممارسات ذات طابع طائفي شهدها العراق بعد سقوط نظام صدام حسين.
واتهمت منظمة العفو الدولية قوات الحشد الشعبي بارتكاب جرائم حرب بما في ذلك عمليات تعذيب واعدامات تعسفية، عند استعادة تكريت من التنظيم الجهادي.
ويقود الجيش العراقي الهجوم على الموصل التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية منذ حزيران 2014.
لكن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تراجع على ما يبدو عن هذا الاتفاق الضمني الاثنين.
وقال في خطاب بثه التلفزيون «سنكون جزءا من العملية (...) ومن غير الوارد ان نبقى بعيدين» عن العمليات.
وفي اطار التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، يدعم الطيران التركي المقاتلين العراقيين الذين يحاولون استعادة الموصل. لكن انقرة تشعر بالاستياء من مشاركة قوات الحشد الشعبي او مقاتلين اكراد قريبين من حزب العمال الكردستاني العدو اللدود لانقرة التي تعتبره منظمة «ارهابية».
وتبلور هذا التوتر بوجود مئات من الجنود الاتراك في قاعدة في بعشيقة في منطقة الموصل مهمتهم الرسمية هي تدريب متطوعين سنة لاستعادة معقل التنظيم الجهادي.
وترى بغداد في هذا الوجود «قوة احتلال». ويخشى المسؤول الاميركي ان يؤدي تصاعد الخطاب الى مواجهات بين القوات التركية والعراقية، ما يمكن ان يفتح ثغرة تسمح للمقاتلين الشيعة بدخول المدينة.
وصرح هذا المسؤول «هذا من بين الامور التي نقولها للحكومة التركية».
واضاف ان «تحركات احادية يمكن في اسوأ السيناريوهات ان تؤدي الى مواجهات مباشرة بين العراقيين والاتراك وبين الميليشيات الشيعية والاتراك».
وتابع انه لتجنب اخطاء الماضي، تمر الاستراتيجية الاميركية الآن «عبر تبني اجراءات تسمح بالتأكد من اننا بعد اي عملية تحرير منطقة او هزيمة لتنظيم الدولة الاسلامية، لن نجد انفسنا في وضع يؤدي فيه حجم الدمار والتهميش والاقصاء، سواء على الصعيد الانساني او على صعيد الحوكمة، الى زرع بذور جيل جديد من المتطرفين او مجموعة ارهابية».
كما تخشى واشنطن ان يؤدي التوتر مع اردوغان الى اضعاف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي يواجه اصلا وضعا صعبا في الداخل، ولا سيما في مواجهة سلفه نوري المالكي.
وقال المسؤول «اذا بدا العبادي ضعيفا جدا في مواجهة تركيا، فهذا سيشكل فرصة جيدة لبعض خصومه ليستفيدوا من الوضع ويبدوا اكثر وطنية».
إجتماع باريس يبحث مرحلة ما بعد «داعش» في الموصل
القوات العراقية تحرِّر برطلة المسيحيّة والعبادي متفاجئ بالتقدّم السريع
اللواء... (ا.ف.ب-رويترز)
وزيرا خارجية العراق إبراهيم الجعفري وفرنسا جون مارك ايرولت خلال المؤتمر الصحفي عقب اجتماع باريس
شنت القوات العراقية والبشمركة امس هجوما جديدا على مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش في محيط الموصل، في اطار الحملة لاستعادة ثاني مدن العراق من الجهاديين.
وقال ان القوات الكردية مدعومة بضربات من التحالف بقيادة الولايات المتحدة هاجمت قرى قرب بعشيقة فجر امس.
واعلنت القيادة العسكرية العراقية في وقت لاحق استعادة السيطرة على بلدة برطلة ذات الغالبية المسيحية اثر معارك شرسة.
وقال الفريق الركن طالب شغاتي قائد جهاز مكافحة الارهاب «اعلن لاهالي برطلة والموصل السيطرة الكاملة على الناحية».
واضاف ان «اهاليها ومساكنها وكنائسها وجميع مرافقها تحت سيطرة جهاز مكافحة الارهاب لقوات العراقية البطلة بذلت جهدا كبيرا لطرد داعش».
وتبعد البلدة مسافة 15 كم عن الضفة الشرقية لنهر دجلة في الموصل وشهدت معارك شرسة مع الجهاديين. من جهتها، اعلنت قيادة عمليات تحرير نينوى «تحرير قرية الخالدية وعين مرمية وطوقت قرية الصلاحية في المحور الجنوبي في الجانب الشرقي لنهر دجلة».
كما تمكنت قوات الرد السريع التابعة للشرطة الاتحادية من الوصول الى تقاطع ناحية الشورى من القاطع الجنوبي للموصل وفرضت سيطرتها عليه.
وقالت العمليات المشتركة ان «القوات تمكنت من قتل 37 ارهابيا وفجرت اربعة سيارات يقودها انتحاريون، وازالت اربعين عبوة ناسفة».
وكانت قيادة البشمركة اعلنت صباح امس شن «عملية واسعة النطاق» شمال وشمال شرق الموصل.
وذكر مراسلو وكالة فرانس برس ان متمردين أكرادا ايرانيين من حزب حرية كردستان يشاركون في الهجوم بعضهم في الصفوف الامامية للقتال.
وقال الجنرال عزيز ويسي، قائد القوة الخاصة للبشمركة «زيرفاني» ان الهدف المباشر للعملية هو قطع بعشيقة عن الموصل ومهاجمة البلدة في وقت لاحق .
وينتشر في بعشيقة مئات من الجنود الاتراك. وقال المقاتلون الاكراد انهم اسقطوا طائرتين مسيرتين كان تنظيم الدولة الاسلامية يحاول اطلاقهما فوق ميدان المعركة لجمع معلومات عن انتشار القوات الكردية على الارجح. وشاهد مراسل من فرانس برس احدى الطائرتين من طراز «رافن آر كيو-11 بي» الصغيرة التي تصنع عادة للجيش الاميركي، ولم تكن محملة باي متفجرات على ما يبدو.
وضمن دعايته المعتادة، اصدر تنظيم الدولة الاسلامية شريط فيديو يظهر جثتي اثنين من المقاتلين الاكراد فوق جسر في وسط الموصل.
وفي المحور الجنوبي هرب عشرات من الرجال والنساء والاطفال من قرية المدراج الواقعة جنوب الموصل قسما منهم على الاقدام واخرون على متن سيارات، وتدقق قوات الامن وثائق النازحين عندنا يصلون الى خطوط التماس ويبدأون بعمليات تفتيش للتأكد من انهم لا يحملون متفجرات.
ويتوقع العميد الركن قصي كاظم حميد قائد فرقة التدخل السريع ان يزداد عدد النازحين بالتزامن مع اقتراب القوات العراقية اكثر الى المناطق المأهولة بالسكان.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن القتال حول مدينة الموصل العراقية أجبر 5640 عراقيا على الفرار من منازلهم في الأيام الثلاثة الماضية أغلبهم في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة.
ما بعد داعش 
من جهته، اعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي امس أن القوات العراقية تتقدم «بأسرع مما هو متوقع» في معركة استعادة مدينة الموصل من داعش.
وقال العبادي عبر الفيديو من بغداد بمناسبة افتتاح اجتماع في باريس تشارك فيه دول عدة حول المستقبل السياسي لثاني مدن العراق، إن القوات العراقية «تتقدم باسرع مما كنا نتوقع ومما خططنا له» في اتجاه الموصل.
 بدوره، حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من فرار جهاديين من الموصل في العراق الى الرقة في سوريا في ظل الهجوم الذي تشنه القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي.
وقال هولاند لدى افتتاح اجتماع رفيع المستوى في باريس لدرس مستقبل الموصل السياسي «علينا ان نتحرك على افضل وجه على صعيد ملاحقة الارهابيين الذين بدأوا مغادرة الموصل للوصول الى الرقة» مضيفا «لا يمكن أن نقبل بانتشار الذين كانوا في الموصل».
 من ناحيته قال وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري الذي يترأس الاجتماع مع نظيره الفرنسي جان-مارك آيرولت خلال مؤتمر صحافي «لقد لاحظنا اننا نتقدم اسرع مما هو متوقع بفضل التعبئة والمعنويات العالية جدا لقواتنا المسلحة».
واضاف الجعفري «سيكون من الخطأ الاعتقاد ان الحرب ضد داعش ستنتهي حين تنتهي معركة الموصل» مؤكدا ان «كل دول العالم مهددة».
من جهته قال هولاند ان «معركة الموصل حاسمة لانها تضرب داعش في صميم معقلها».
وحضرت حوالى عشرين دولة ومنظمة بينها الولايات المتحدة وتركيا وايران ودول الخليج والاوروبيون.
ويعقد الاجتماع قبل ايام من لقاء في باريس ايضا سيضم أبرز وزراء الدفاع في التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم الدولة الاسلامية، لمناقشة ظروف معركة الموصل.
واعلن وزير الخارجية الفرنسي عن «عمليات مراقبة قبل استقبال الاشخاص النازحين في مراكز الاستقبال. ستكون هناك نقاط مراقبة». ودعت منظمة العمل ضد الجوع غير الحكومية الى ان تكون اجراءات التحقق هذه «عادلة ومتماسكة وشفافة وتحفظ كرامة الافراد».
وشددت فرنسا ايضا على حماية السكان المدنيين.
وقال هولاند «يجب بذل كل الجهود لتأمين حماية المدنيين المعرضين للخطر اليوم في مناطق القتال والذين يستخدمهم تنظيم الدولة الاسلامية دروعا بشرية.
يجب ان نتصرف بإذن صريح من الحكومة العراقية وفي اطار الاحترام التام لحقوق الانسان والقانون الانساني الدولي».
واكد رئيس الوزراء العراقي من جهته ان «حربنا في الموصل هي حرب عراقية من اجل العراقيين، من اجل الدفاع عن الاراضي العراقية».
عمار الحكيم يؤكد وجود «خطط ومفاجآت ستباغت العدو»
الحياة..بغداد - محمد التميمي 
أعلنت إيران أمس «تقديم كل الإمكانات لمساعدة الأسر النازحة في الموصل بالتنسيق مع الحكومة العراقية»، ودعت «الجميع الى بذل قصارى جهودهم للحيلولة دون إلحاق الضرر» بالمدنيين، فيما أكد رئيس «التحالف الوطني» عمار الحكيم أن هناك «مفاجآت ستباغت العدو».
وحض علي أكبر ولايتي رئيس «المجلس الأعلى للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية» في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس «التحالف الوطني العراقي» عمار الحكيم أمس «الجميع على بذل قصارى جهدهم كي لا يصاب سكان الموصل بأي أذى خلال عملية التحرير».
وأكد أن «إيران ستقدم كل الإمكانات والمساعدات الإنسانية المتاحة من خلال منظمة الهلال الأحمر الإيرانية لتكون تحت تصرف الحكومة العراقية بأية طريقة تريدها، ولن ندخر وسعاً في المساعدة».
ومن المقرر أن يعقد «مجمع الصحوة» مؤتمره في بغداد مطلع الأسبوع المقبل «بمشاركة علماء مسلمين من 22 دولة عربية واسلامية غالبيتهم من السنة» وفق ولايتي.
واعتبر ولايتي أن «ما نراه في الساحة العراقية يمثل وجهاً وضاء للصحوة الإسلامية، كما نرى الأمر نفسه في الساحة السورية حيث أراد أعداء الشعب السوري انهيار هذه الدولة خلال أسابيع وتقسيم البلاد والقضاء على الحكومة والمجيء بحكومة تخدم الأميركيين» وتابع «ولكن بعد ست سنوات استطاع الشعب السوري أن يقصم ظهر الإرهابيين، وهذا وجه آخر من الصحوة الإسلامية».
وكشف انه «سبق اجتماع المجلس في بغداد اجتماعات إقليمية، وهذه المرة الأولى التي يعقد فيها المجلس اجتماعاً خارج إيران بمبادرة من السيد عمار الحكيم ويتم عقده في بغداد».
وأوضح أن «الاجتماع يعقد مع بدء معركة تحرير الموصل، حيث سينتصر العراق حكومة وشعباً على التكفيريين».
وكشف الحكيم خلال المؤتمر وجود «مفاجآت وتحضيرات ستباغت العدو» مشيراً الى أن «كل يوم سُيستبشر العراقيون بأن القوات المســــــلحة تقـــــوم بــــأدوارها بشكل كبير ومميز»، لافتاً الى أن «الأساس أن لا نضطر لإخراج سكان المـــــوصل كنازحين، ونأمل بأن تنجح الخطة العراقـــــية في تحقيق الانتصار».
ورحب الحكيم بلقاء قادة الحشد الشعبي الإثنين الماضي برجل الدين مقتدى الصدر في النجف، وقال «نرحب بأي خطوات تُذيب الجليد وتعالج الإشكالات وتعمق التواصل واللحمة بين المكونات العراقية».
القوات العراقية تحرر المزيد من القرى في محيط الموصل
الحياة..الموصل - باسم فرنسيس .. نوران (شمال العراق) - أ ف ب -
لليوم الرابع على التوالي خاضت القوات العراقية والبيشمركة الكردية معارك شرسة ضد عناصر «داعش» في إطار الحملة لاستعادة مدينة الموصل، وأحرزت تقدماً على معظم الجبهات بعدما شنت هجوماً جديداً على مناطق يسيطر عليها تنظيم «داعش» في محيط الموصل لتقف أمس على بعد كيلومترات من وسط المدينة.
وفيما سُجل هروب عشرات العائلات من بعض قرى جنوب الموصل، كشفت تقارير اتخاذ «داعش» المدنيين دروعاً بشرية في بعض المناطق أمام تقدم القوات المهاجمة. وواصلت قوات الجيش بإسناد من فصائل «الحشد العشائري» و «الحشد الشعبي» زحفها من جنوب الموصل وتطهير مزيد من القرى جنوب بلدة القيارة، فيما هاجمت القوات الكردية مدعومة بضربات من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة قرى بالقرب من بعشيقة فجر الخميس.
ودخلت معركة استعادة الموصل، آخر أهم معاقل «داعش» في العراق، يومها الرابع، في إطار أوسع هجوم منسق بين القوات العراقية و «التحالف الدولي» لتطويق المدينة من ثلاثة محاور رئيسية.
وعاودت القوات أمس، هجومها للسيطرة على بلدات في سهل نينوى، وقال الفريق عبد الوهاب الساعدي إن قوات مكافحة الإرهاب شنت هجوماً لاستعادة السيطرة على ناحية برطلة التي تبعد 15 كلم من حدود مركز مدينة الموصل التي شهدت مقاومة شرسة من مقاتلي «داعش».
وأعلنت العمليات المشتركة «مقتل 18 إرهابياً بينهم القائد العسكري لمنطقة بطنايا ضمن المحور الجنوبي، بواسطة مدفعية الفرقة 16».
من جهة أخرى، أعلنت قيادة عمليات تحرير نينوى «تحرير قرية الخالدية وعين مرمية وطوقت قرية الصلاحية في المحور الجنوبي في الجانب الشرقي لنهر دجلة». كما تمكنت قوات الرد السريع التابعة للشرطة الاتحادية من الوصول إلى تقاطع ناحية الشورى من القاطع الجنوبية للموصل وفرضت سيطرتها عليه.
وقالت غرفة العمليات المشتركة إن «القوات تمكنت من قتل 37 إرهابياً وفجرت أربع سيارات يقودها انتحاريون، وأزالت أربعين عبوة ناسفة».
وفي المحور الجنوبي، أعلنت قيادة «الشرطة الاتحادية» أمس، «تحرير قرى أم المناسيس، وتل ناصر، ونص تل، والحيج، والمنكوبة، وتواصل القوات باتجاه مركز ناحية الشورة، وكذلك قرى سيداوة والمكوك والخباطة والمناوير والصلاحية والخالدية وخنيصات ضمن الساحل الأيسر من بلدة القيارة»، مؤكدة أن «القوات تسعى للوصول إلى ناحية حمام العليل التي شهدت تدمير سلاح الجو مقراً لداعش».
وكانت القوات العراقية أخفقت خلال اليومين الماضيين من اختراق دفاعات التنظيم حول قضاء الحمدانية، واضطرت إلى الانسحاب للسماح بتوجيه ضربات جوية من الطائرات العراقية و «التحالف الدولي».
وأفادت خلية «الإعلام الحربي» عن «تدمير مركز قيادة تنظيم داعش في قضاء تلعفر غرب الموصل، من قبل طائرات أف 16 العراقية».
إلى ذلك، أعلنت قيادة البيشمركة في بيان أن «عملية واسعة النطاق» أطلقت صباح الخميس شمال وشمال شرقي الموصل. وقالت إن «الأهداف هي تطهير عدد من القرى القريبة وتأمين السيطرة على مناطق استراتيجية للحد في شكل أكبر من تحركات تنظيم داعش».
وذكر مراسلو وكالة «فرانس برس» أن متمردين أكراداً إيرانيين من حزب «حرية كردستان» (باك) يشاركون في الهجوم، بعضهم في الصفوف الأمامية للقتال.
وقال الجنرال عزيز ويسي، قائد قوات «البيشمركة» في المنطقة، إن الهدف المباشر للعملية هو قطع بعشيقة عن الموصل ومهاجمة البلدة في وقت لاحق. وينتشر في بعشيقة مئات من الجنود الأتراك.
ومن جهتها، أعلنت القوات الكردية أن العملية تجري على ثلاث جبهات «وتهدف إلى إحكام الطوق» على عناصر «داعش» في الموصل. وقال الجنرال ويسي إن «البيشمركة» أسقطت طائرتين مسيرتين كان «داعش» يحاول إطلاقهما فوق ميدان المعركة لجمع معلومات عن انتشار القوات الكردية على الأرجح. وشاهد مراسل «فرانس برس» إحدى الطائرتين من طراز «رافن آر كيو-11 بي» الصغيرة التي تصنع عادة للجيش الأميركي، ولم تكن محملة بأي متفجرات على ما يبدو.
وأفاد مصدر عسكري كردي بأن «البيشمركة هاجمت من ثلاثة محاور، في تللسقف وناوران وبعشيقة، شمال شرق الموصل، وتمكنت من السيطرة على الطريق الرابط بين الموصل ومحافظة دهوك، وقرية إمام رضا، وتيسخراب الصغرى، وتيسخراب الكبرى، وخرابة دليل.
واكد أن «ثلاث قرى حررت في محور النيروان، فضلا عن تطويق بلدة خورسيباد وناحية بعشيقة التي تقدم إليها من جهة محور الفاضلية، والدوبردان، فيما شن البيشمركة بإسناد من الجيش هجوماً لاستعادة بلدة تللسقف بعد أن حررت ثلاث قرى، تمهيداً للتوجه إلى قضاء تلكيف بعد الانتهاء من تحرير بعشيقة ومفرق السد».
وأشار المصدر الكردي إلى أن «المعارك كانت ضارية ولمسافات قريبة مع العدو، الذي يعتمد في دفاعاته على شن الهجمات الانتحارية بواسطة العربات المخففة، ويناور عبر شبكة للأنفاق، فضلاً عن قيامه بحرق النفط الأسود وإطارات السيارات لحجب الرؤية، وتفخيخ الطرق والأبنية». وأعلن قائد محور بعشيقة في قوات «البيشمركة» حميد أفندي، أن قواته «تقدمت مسافة 35 كلم وبعرض 5 كلم».
في المحور الجنوبي هرب عشرات من الرجال والنساء والأطفال من قرية المدراج الواقعة جنوب الموصل، قسم منهم على الأقدام وآخرون في سيارات، وتدقق قوات الأمن في وثائق النازحين عندما يصلون إلى خطوط التماس ويبدأون بعمليات تفتيش للتأكد من انهم لا يحملون متفجرات. ويتوقع العميد الركن قصي كاظم حميد، قائد فرقة التدخل السريع، أن يزداد عدد النازحين بالتزامن مع اقتراب القوات العراقية أكثر إلى المناطق المأهولة بالسكان.
وكشف مصدر محلي أن «تنظيم داعش أقدم على اتخاذ المدنيين كدروع بشرية في تلول ناصر وأم المناسيس وأرفيلة وتل الشوك والنعناعة والرصيف، ونقلهم إلى شمال شرق بلدة الشورة».
وذكرت رئاسة إقليم كردستان أن رئيس الإقليم مسعود بارزاني «اجتمع برئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول عثمان الغانمي في أربيل، لمواصلة التنسيق العالي لإنجاح المعركة».
القضاء العراقي يقرّر ملاحقة محافظ الموصل السابق
بغداد، واشنطن - «الحياة»، أ ف ب
بعد يوم على مطالبة كتلة «التحالف الوطني العراقي» الحكومة بـ «محاسبة الشخصيات التي تؤيد الوجود العسكري التركي شمال البلاد»، أصدر مجلس القضاء الأعلى مذكرة اعتقال بحق محافظ الموصل الســـــابق أثيل النجيفي بتهمة «الإخلال بأمن الدولة» وتأييده أنقرة، فيما تحاول واشنطن تهدئة الخلافات بين أنقرة وبغـــــداد خــــوفاً من أن تؤدي إلى إضعاف الهجوم لاستعادة الموصل من تنظيم «داعش».
وأفاد القاضي عبد الستار بيرقدار المتحدث باسم السلطة القضائية في بيان أمس بأن «ثلاثة من أعضاء مجلس النواب يمثلون محافظة نينوى قدموا شكوى إلى محكمة التحقيق المركزية في ٢١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٥ ضد المتهم أثيل عبد العزيز محمد النجيفي»، وأشار إلى أن «المدعين ذكروا في أفادتهم بأن المتهم قام بالاستعانة بدولة أجنبية حيث أنه سهّل دخول القوات التركية ومكّنها من إقامة قواعد عسكرية في معسكر الزيلكان شمال المحافظة».
وأوضح البيان أن «المحكمة طلبت من المشتكين في يوم تقديمهم الشكوى ذاته إحضار شهود» وأكد أن «شاهدين من المعسكر حضرا أول من أمس وأدليا بشهادات عيانية عما موجود في هذا المقر العسكري».
وأضاف أن «المحكمة حصلت على وثائق رسمية وصور من داخل المعسكر تفيد بوجود قوات تركية فيه» ولفت إلى أن «التحقيقات القضائية وجمع الأدلة استمرت منذ تقديم الشكوى وحتى حضور الشهود، وأن هذه العملية استمرت لنحو عشرة أشهر» وزاد أن «نتيجة تلك التحقيقات صدرت مذكرة قبض قضائية على المتهم (أثيل النجيفي) وفق المادة ١٦٤ من قانون العقوبات عن جريمة التخابر مع دولة أجنبية».
وكانت الهيئة السياسية لـ «التحالف الوطني» طالبت أول من أمس في بيان محاسبة الشخصيات التي تؤيد الوجود العسكري التركي شمال العراق، واعتبرتها «داعمة للاحتلال وتنفذ أجندة خارجية أثناء معركة الموصل وبعدها».
وأكد عبد الرحمن اللويزي، النائب عن محافظة الموصل، في تصريح إن «القضاء العراقي أصدر مذكرة قبض جديدة بحق أثيل النجيفي٬ وذلك وفق قانون الجرائم التي تمس أمن الدولة الخارجي على خلفية تعاونه مع القوات التركية التي تم تصنيفها من جانب الحكومة والبرلمان كقوة احتلال» وأشاد «بخطوة القضاء العراقي في إصدار مذكرة القبض بحق النجيفي»، ودعا السلطات التنفيذية إلى» أخذ دورها في تنفيذ هذه المذكرة».
وتعتبر هذه المذكرة الثانية الصادرة بحق النجيفي٬ بعد أن صدرت بحقه مذكرة في أيار (مايو) الماضي٬ بتهمة الاستيلاء على رواتب المختارين في محافظة نينوى، من جانب محكمة النزاهة وفق المادة 315 من قانون العقوبات العراقي، واعتبرها حينها «محاولة لدفعه إلى الانزواء بعيداً من العراق ومشاكله».
في غضون ذلك، تحاول واشنطن تهدئة الخلافات بين أنقرة وبغداد خوفاً من أن تؤدي إلى إضعاف الهجوم لاستعادة الموصل من تنظيم «داعش»، فيما حذر مسؤول أميركي كبير من أن «التوتر شديد والتصريحات العلنية في تصاعد»، مشيراً إلى أنه «سيناريو يثير قلقاً كبيراً».
وسيتوجه وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر اليوم الجمعة إلى تركيا للتأكد من أن إستراتيجية الهجوم على الموصل لن تخرج عن المسار المحدد لها. وأضاف هذا المسؤول «نحاول التأكد من أن هذه التوترات لا تولد وضعاً من الفوضى إلى درجة إضــــــــعاف نجاح عسكري محتمل».
وبين عشرات آلاف المقاتلين العراقيين الذين تم حشدهم لاستعادة الموصل، هناك مجموعات تحاول من الآن ضمان مواقعها في «يوم ما بعد» طرد «داعش» من الموصل.
وبرعاية واشنطن، تم التوصل إلى اتفاق لإبقاء الحشد الشعبي المدعوم من إيران، وكذلك الأكراد، خارج مدينة الموصل على أمل تجنب ممارسات ذات طابع طائفي شهدها العراق بعد سقوط نظام صدام حسين.
وكان رئيس الحكومة العراقية أعلن في وقت سابق أن قوات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية هي التي ستدخل إلى الموصل، فيما أعلن قادة الحشد الشعبي التزامهم توجهات القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي.
لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يصر على مشاركة قواته في عملية تحرير الموصل، وقال «سنكون جزءاً من العملية (...) ومن غير الوارد أن نبقى بعيدين» عن العمليات.
وتشعر أنقرة بالاستياء من مشاركة قوات الحشد الشعبي أو مقاتلين أكراد قريبين من حزب العمال الكردستاني العدو اللدود لأنقرة الذي تعتبره منظمة «إرهابية».
وتحتفظ أنقرة بمئات عدة من الجنود الأتراك في قاعدة في بعشيقة في منطقة الموصل، وترى بغداد في هذا الوجود «قوة احتلال».
ويخشى المسؤول الأميركي أن يؤدي تصاعد الخطاب بين بغداد وأنقرة إلى مواجهات بين القوات التركية والعراقية، ما يمكن أن يفتح ثغرة تسمح للمقاتلين الشيعة بدخول المدينة.
وصرح هذا المسؤول «هذا من بين الأمور التي نقولها للحكومة التركية». وأضاف أن «تحركات أحادية يمكن في أسوأ السيناريوات أن تـــــــؤدي إلى مواجهات مباشرة بين العراقيين والأتراك وبين الميـــــليشيات الشيعية والأتراك».
وتابع أنه لتجنب أخطاء الماضي، تمر الإستراتيجية الأميركية الآن «عبر تبني إجراءات تسمح بالتأكد من أننا بعد أي عملية تحرير منطقة أو هزيمة لتنظيم داعش، لن نجد أنفسنا في وضع يؤدي فيه حجم الدمار والتهميش والإقصاء، سواء على الصعيد الإنساني أو على صعيد الحكومة، إلى زرع بذور جيل جديد من المتطرفين أو مجموعة إرهابية».
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,441,205

عدد الزوار: 7,633,445

المتواجدون الآن: 0