خروج أوباما... أضعف إيران في سورية... ضربات روسية على الباب... وعشرات الضحايا بغارات على الغوطة..روسيا وتركيا وإيران تتطلع إلى مناطق نفوذ

هل سيصمد؟...سورية تختبر «فرصة» وقف النار على كل الجبهات..بدء وقف «شامل» للنار في سورية «تضمنه» روسيا وتركيا

تاريخ الإضافة الجمعة 30 كانون الأول 2016 - 5:19 ص    عدد الزيارات 1861    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

سورية تختبر «فرصة» وقف النار على كل الجبهات
لندن - «الحياة» 
تختبر سورية اليوم تجربة جديدة لوقف النار بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة المسلحة، بعد تجارب عدة سابقة سرعان ما كانت تنتهي بالفشل. وإذا كانت روسيا هي الطرف «الثابت» في الاتفاقات السابقة والحالية، فإن الطرف «المتغيّر» فيها كان هذه المرة هو الأميركي الذي غاب دوره كلّياً وحلّ محله التركي بوصفه «ضامناً» لالتزام المعارضة السورية وقف النار، مقابل «ضمان» موسكو التزام حكومة دمشق وحلفائها السير في وقف النار المفترض أنه بدأ منتصف ليل أمس (الخميس - الجمعة). واتفقت حكومة دمشق وأنقرة على اعتبار الاتفاق «فرصة» لبدء عملية الحل السياسي.
وإضافة إلى الأميركيين المنشغلين بانتقال السلطة من باراك أوباما إلى خلفه دونالد ترامب والذين سارعوا إلى إعلان ترحيبهم بالاتفاق واعتباره «تطوراً إيجابياً»، لوحظ غياب دور عربي مباشر في المفاوضات. كما لوحظ أن رعاية الاتفاق انحصرت بالروس والأتراك، في ظل غياب إيراني، من دون أن يتضح هل طهران موافقة كلياً على الصيغة النهائية لوقف النار. وجاء ذلك بعد موافقة روسيا على شمول الاتفاق مناطق تنشط فيها جماعات مسلحة كانت طهران وحكومة دمشق تحاولان استثناءها من أي هدنة، وتحديداً في الغوطة الشرقية حيث ينشط «جيش الإسلام». وبما أن اتفاق الهدنة يمنع أي طرف من تحقيق تقدم ميداني خلال فترة سريانه، فهناك من سيعتبر ذلك نكسة لإيران التي كانت تدفع باتجاه مواصلة العمليات العسكرية بعد «الانتصار» الذي تحقق في مدينة حلب.
وفي حين قال الجيش السوري إن وقف النار لا يشمل «داعش» و «جبهة النصرة»، أكد أسامة أبو زيد، المتحدث باسم «الجيش الحر»، أن مناطق سيطرة «داعش» فقط هي المستثناة. غير أن وزارة الخارجية التركية قالت إن وقف النار لا يشمل «داعش» والجماعات المصنّفة «إرهابية» وفق قرارات مجلس الأمن، ما ينطبق على «النصرة». غير أن هناك من سيجد مخرجاً لهذه الجماعة بالقول إنها لم تعد موجودة منذ فك ارتباطها بتنظيم «القاعدة» وتغيير اسمها إلى «جبهة فتح الشام» الصيف الماضي. وتقول الولايات المتحدة إن لا فرق بين «النصرة» و «فتح الشام»، لكن من غير الواضح قانونياً هل يسري هذا التفسير أيضاً على مجلس الأمن.
وأعلن الرئيس فلاديمير بوتين في كلمة خلال اجتماعه أمس مع وزيري الدفاع سيرغي شويغو والخارجية سيرغي لافروف، إن فصائل المعارضة والحكومة السورية وقّعتا عدداً من الوثائق تشمل اتفاقاً لوقف النار يبدأ سريانه منتصف ليل 29 - 30 كانون الأول (ديسمبر). وأشار إلى توقيع ثلاث وثائق تتعلق بوقف النار وبإجراءات مراقبته والاستعداد لبدء محادثات السلام في آستانة (عاصمة كازاخستان) لحل الأزمة. وأضاف أن روسيا وافقت على «الحد» من انتشارها العسكري في سورية، فيما قال شويغو إن مجموعات تمثل 62 ألف مسلح وقّعت اتفاق وقف النار وهي «أبرز قوات المعارضة المسلحة».
وقال الكرملين أمس، إن بوتين بحث مواضيع من بينها الوضع في سورية خلال اتصالات هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، فيما قالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، إن سفارة روسيا في دمشق أصيبت بقذيفة مورتر بعد ظهر أمس، بعدما كانت أصيبت بقذيفتين الأربعاء. وقالت الوزارة إن الهجمات «استفزاز» يهدف إلى إفشال التسوية السلمية. كما قال الكرملين إن بوتين اتفق مع الرئيس بشار الأسد، في اتصال هاتفي، على أن محادثات آستانة ستكون «خطوة مهمة من أجل الحل النهائي للأزمة» السورية، ناقلاً عن الرئيس السوري تأكيده أن قواته ستلتزم وقف النار.
واعتبر أردوغان، في مؤتمر صحافي بعد الظهر، أن اتفاق وقف النار يمثّل «فرصة تاريخية» لا تجب أضاعتها لإنهاء الحرب في سورية، في تصريحات بدت مماثلة لتصريحات صدرت عن الحكومة السورية التي قال وزير خارجيتها وليد المعلم في مقابلة مع التلفزيون الرسمي إن هناك بالفعل «فرصة حقيقية» لتسوية سياسية في البلاد.
إلى ذلك، قال أسامة أبو زيد، الناطق باسم الفصائل السورية، في أنقرة أمس، إن الموقعين على اتفاق وقف النار سيلتزمون الاشتراك في مفاوضات الحل السياسي خلال شهر، وفق «بيان جنيف» للعام 2012 الذي يتحدث عن هيئة حكم انتقالية، متمسكاً بأن الرئيس بشار الأسد لن يكون له دور في مستقبل سورية. وأشار إلى أن الاتفاق ينص على هدنة تشمل كل الفصائل الموجودة في مناطق المعارضة، على أن يتم استثناء كل من تنظيم «داعش» وحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، خصم أنقرة.
في غضون ذلك، قالت جماعات كردية سورية وحلفاؤها أمس إنهم أقروا خطة لإقامة نظام حكم اتحادي في شمال سورية. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول إنه تم إقرار مسودة الخطة التي تعرف باسم «العقد الاجتماعي» وإن لجنة تنفيذية ستجهّز لإجراء انتخابات للإدارات الإقليمية أولاً ثم لهيئة مركزية لاحقاً.
بدء وقف «شامل» للنار في سورية «تضمنه» روسيا وتركيا
لندن، موسكو، أنقرة، بيروت - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - 
مع إشراقة فجر اليوم الجمعة، يُفترض أن يكون وقف شامل للنار قد بدأ سريانه في سورية، بعد اتفاق رعته روسيا وتركيا، تمهيداً لانطلاق مفاوضات سياسية على حل للأزمة الدامية في البلاد والتي حصدت منذ انطلاقها في العام 2011 أكثر من 400 ألف قتيل. وأكد الجيش السوري أن وقف النار لن يشمل تنظيم «داعش» ولا «جبهة النصرة» («جبهة فتح الشام» حالياً)، فيما قالت فصائل المعارضة إن مناطق سيطرة «داعش» فقط هل التي لن يشملها وقف العمليات المسلحة. وفيما شددت تركيا على أنها وروسيا ستكونان ضامنتين للاتفاق، أعلن الرئيس فلاديمير بوتين قراره «الحد» من المشاركة العسكرية الروسية في سورية.
وقال بوتين، في كلمة خلال اجتماعه أمس مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ووزير الخارجية سيرغي لافروف، إن فصائل المعارضة السورية والحكومة السورية وقّعتا عدداً من الوثائق تشمل اتفاقاً لوقف النار يبدأ سريانه منتصف ليلة 29-30 كانون الأول (ديسمبر). وأشار إلى توقيع ثلاث وثائق تمهّد الطريق لحل الأزمة السورية، موضحاً أن الوثائق تضمنت اتفاق وقف النار بين الحكومة السورية والمعارضة وإجراءات لمراقبة الاتفاق وبياناً بشأن الاستعداد لبدء محادثات السلام لحل الأزمة السورية.
وقال بوتين: «الاتفاقات التي تم التوصل إليها بالطبع هشة وتحتاج إلى عناية خاصة ومشاركة... لكن بعد كل ذلك هذه نتيجة ملحوظة لعملنا المشترك ومساعي وزارتي الدفاع والخارجية وشركائنا في المنطقة». وأضاف أن روسيا وافقت على الحد من انتشارها العسكري في سوريا. وقال لافروف، من جهته، إن الوزارة بدأت الاستعدادات «مع تركيا وإيران» لعقد اجتماع بشأن حل الأزمة السورية في أستانة عاصمة كازاخستان، فيما قال شويغو إن مجموعات تمثل 62 ألف مقاتل مسلح وقّعت اتفاق وقف إطلاق النار مع النظام السوري. وأوضح شويغو: «إنها أبرز قوات المعارضة المسلحة». وقال الكرملين أمس إن بوتين بحث موضوعات من بينها الوضع في سورية خلال اتصالات هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس.
وكانت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، أفادت صباحاً بأن الجيش السوري سيبدأ وقفاً للنار اعتباراً من منتصف ليلة الخميس. وقال البيان إن الاتفاق يستثني تنظيم «داعش» و «جبهة فتح الشام» التي كانت تعرف باسم «جبهة النصرة» وكل الجماعات المرتبطة بهما. أما «الإعلام الحربي» التابع لـ «حزب الله» اللبناني، حليف حكومة دمشق، فنقل عن وزارة الدفاع الروسية أن التنظيمات المشمولة بالهدنة هي: فيلق الشام، أحرار الشام، جيش الإسلام، ثوار الشام، جيش المجاهدين، جيش إدلب والجبهة الشامية.
وفي أنقرة، أكد أسامة أبو زيد، الناطق باسم وفد المعارضة السورية، أن الموقعين على اتفاق وقف النار أمس، سيلتزمون بالاشتراك بمفاوضات الحل السياسي خلال شهر، وفق «بيان جنيف» للعام 2012 الذي يتحدث عن هيئة حكم انتقالية تتشكل باتفاق بين المعارضة والحكومة السورية، متمسكاً بأن الرئيس بشار الأسد لن يكون له دور في مستقبل سورية. ونقلت شبكة «شام» عن أبو زيد قوله في مؤتمر صحافي في العاصمة التركية، أن الاتفاق يتألف من خمس نقاط وجاء في صفحتين فقط، ووقّع عليه مفوضون عن الفصائل العسكرية الـ١٣ التي شاركت في المفاوضات والحكومة الروسية بوصفها ضامناً لحكومة الرئيس بشار الأسد وحلفائه وتركيا بوصفها ضامناً للفصائل المسلحة، مشدداً على أن المفاوضات لم تشمل حضور أي ممثل عن إيران أو حكومة الأسد. وأشار أبو زيد إلى أن الاتفاق ينص على هدنة تشمل كل الفصائل العسكرية الموجودة في مناطق المعارضة وكل المناطق بلا استثناء، على أن يتم استثناء كل من تنظيم «داعش» وحزب الاتحاد الديموقراطي «الانفصالي» الكردي من الهدنة، بحسب ما نسبت «شام» إليه. وأضاف أن القبول بأن تكون روسيا ضامناً للاتفاق مرهون بمدى التزامها به وبالخطوات «الجدية» التي ستتخذها حيال التواجد الإيراني في سورية. وأكد أبو زيد أن وفد المعارضة الذي سيشارك في مفاوضات أستانة يشمل «الهيئة العليا للمفاوضات» والفصائل المسلحة، ولن يشمل منصتي موسكو والقاهرة. وشدد على أن موسكو تعهدت بخروج كل الميليشيات من سورية بما فيها الإيرانية، لافتاً إلى أن الجانب التركي أيّد الفصائل العسكرية السورية بمطلب خروج الميليشيات الإيرانية من سورية، ومؤكداً ضرورة وقف ما سماه «توطين الشيعة بدل السنة» في المناطق التي تسيطر عليها القوات النظامية السورية. وفي إطار مرتبط، قالت وزارة الخارجية التركية في بيان، إن تركيا وروسيا ستعملان ضامنين لوقف النار في سورية، مشيرة إلى أن الاتفاق يستثني التنظيمات التي يعتبرها مجلس الأمن الدولي تنظيمات إرهابية، وأضافت: «بمقتضى هذا الاتفاق وافقت الأطراف على وقف كل الهجمات المسلحة بما فيها الهجمات الجوية ووعدت بألا توسع المناطق الواقعة تحت سيطرتها». قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، من جهته، إنه «يتعين على كل المقاتلين الأجانب أن يغادروا سورية. ويتعين على حزب الله العودة إلى لبنان».
إلى ذلك، اعرب «الائتلاف الوطني السوري» المعارض دعمه لاتفاق وقف النار الشامل. وقال أحمد رمضان رئيس الدائرة الإعلامية في «الائتلاف» لوكالة «فرانس برس»: «يعبّر الائتلاف الوطني عن دعمه الاتفاق ويحض الأطراف كافة على التقيّد به». وأكد أن فصائل المعارضة «ستلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، وسترد في حال حصول انتهاكات»، لافتاً إلى أن من بين الفصائل الموقعة على الاتفاق «حركة أحرار الشام وجيش الإسلام وفيلق الشام ونور الدين الزنكي». واعتبر أن «الاتفاق يستثني فقط تنظيم داعش وتنظيمات إرهابية أخرى»، لكنه «لا يسمح بالمس بالمدنيين». وأوضح انه يسري على «جميع المناطق التي تتواجد فيها المعارضة المعتدلة أو تلك التي تضم المعارضة المعتدلة مع عناصر فتح الشام، على غرار إدلب» في شمال غربي البلاد. وقال رمضان إنه بعد سريان وقف النار «نتوقع إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة بإشراف الأمم المتحدة». وليست هذه المرة الأولى يتم التوصل فيها الى اتفاق لوقف شامل لإطلاق النار في سورية، لكنه كان يحصل برعاية روسية- أميركية وتتسبب الانتهاكات بانهياره. وتعد هذه أول مرة ترعى فيها تركيا، أبرز داعمي الفصائل المعارضة، اتفاقاً مماثلاً. وشهدت الفترة الماضية تقارباً بين روسيا وتركيا، برز خلال اتفاق الشهر الحالي تم بموجبه إجلاء عناصر الفصائل المعارضة والمدنيين الراغبين بالمغادرة من مدينة حلب (شمال)، ما أتاح للجيش السوري السيطرة عليها بالكامل.
... روسيا تعلن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا..
أورينت نت
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن التوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار في سوريا، واستعداد الأطراف السورية لبدء "مفاوضات السلام". وأوضح بوتين خلال اجتماع مع وزيري الخارجية سيرغي لافروف والدفاع سيرغي شويغو، أنه تم التوقيع على 3 اتفاقيات وهي. 1- وقف إطلاق النار بين نظام الأسد والمعارضة المسلحة. 2- حزمة من إجراءات للرقابة على نظام وقف إطلاق النار. 3- استعداد الأطراف السورية لبدء مفاوضات السلام حول التسوية في البلاد. .. وأوضح بوتين أن روسيا وتركيا وإيران أخذت على عاتقها الالتزامات بالرقابة على تنفيذ الهدنة ولعب دور الضامنين لعملية التسوية السورية. وتابع قائلاً: "الاتفاقات التي تم التوصل إليها، هشة، وتتطلب منا إيلاء اهتمام ورعاية خاصة من أجل الحفاظ عليها وتطويرها. ورغم ذلك، تعتبر الاتفاقات نتيجة مهمة لعملنا المشترك، ولجهود وزارتي الدفاع والخارجية وشركائنا في المنطقة". وذكر بأن وزارتي الخارجية والدفاع كانتا على اتصال دائم بالشركاء في دمشق وفي عواصم أخرى، مشيراً في هذا السياق إلى العمل الكبير الذي نفذته موسكو بالتعاون مع أنقرة. 7 قادة فصائل ثورية .. بدوره كشف وزير الدفاع الروسي أن فصائل المعارضة المسلحة التي انضمت إلى الهدنة في سوريا، تضم أكثر من 60 ألف مسلح. وذكر أن وزارة الدفاع الروسية بتكليف من الرئيس بوتين خاضت على مدى شهرين، مفاوضات بوساطة تركية، مع قادة المعارضة السورية، بينهم زعماء 7 من التشكيلات الأكثر نفوذاً . وأوضح أن تلك الفصائل المعارضة تسيطر على الجزء الأكبر من المناطق الخارجة عن سيطرة نظام الأسد في وسط وشمال سوريا. وشدد شويغو على اعتبار تشكيلات المعارضة السورية، التي لم تنضم لنظام وقف إطلاق النار، إرهابية، معلناً عن فتح خط ساخن مع تركيا فيما يخص الرقابة على وقف إطلاق النار. وأوضح بهذا الشأن: "فتحنا خط اتصال مباشراً بالشركاء الأتراك الذين سيلعبون دور الضامنين لتنفيذ كافة مقتضيات هذه الاتفاقية، ولاسيما مقتضيات الرقابة على تنفيذ هذه الاتفاقيات"، مشيراً إلى أنه تم تهيئة الظروف للبدء في خفض عدد القوات الروسية في سوريا. واستطرد الوزير قائلاً: "جوهر هذه الرقابة يكمن في اعتبار التنظيمات التي لن تتوقف عن القتال، إرهابية، والشروع في محاربتها مثل تنظيمي "الدولة" و"جبهة فتح الشام". روسيا تنشر قائمة بأسماء الفصائل التي انضمت إلى اتفاق وقف إطلاق النار... نشرت روسيا بعد ظهر الخميس قائمة بأسماء الفصائل الثورية التي انضمت إلى الاتفاق "الروسي التركي" لوقف إطلاق النار في سوريا. وتضم القائمة بحسب وزارة الدفاع الروسية "فيلق الشام"، و"أحرار الشام" و"جيش الإسلام" و"ثوار الشام" و"جيش المجاهدين" و"جيش إدلب" و"الجبهة الشامية". هذا ومن المقرر أن يدخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في منتصف ليلة الخميس - الجمعة 30 الأول. يشار أن "سيرغي شويغو" وزير الدفاع الروسي أكد في وقت سابق اليوم الخميس أن فصائل المعارضة المسلحة التي انضمت إلى الهدنة في سوريا، تضم أكثر من 60 ألف مقاتل، مشيراً إلى أن موسكو خاضت على مدى شهرين، مفاوضات بوساطة تركية، مع قادة المعارضة السورية، بينهم زعماء 7 من التشكيلات الأكثر نفوذاً، موضحاً أن تلك الفصائل المعارضة تسيطر على الجزء الأكبر من المناطق الخارجة عن سلطة نظام الأسد في وسط وشمال سوريا. وشدد شويغو على اعتبار تشكيلات المعارضة السورية، التي لم تنضم لنظام وقف إطلاق النار، "إرهابية"، معلناً عن فتح خط ساخن مع تركيا فيما يخص الرقابة على وقف إطلاق النار. وأنقرة تؤكد التوصل إلى اتفاق مع موسكو حول سوريا.. الاتفاق الروسي التركيأنقرةسوريا أعلنت وزارة الخارجية التركية اليوم الخميس، عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النارفي عموم سوريا. وأعربت الخارجية في بيانها عن ترحيبها باتفاق وقف إطلاق النار، مشيرةً أنّ الاتفاق سيدخل حيّز التنفيذ منتصف الليلة المصادف 30 كانون الأول/ ديسمبر. وأكّدت الخارجية أنّ المجموعات المدرجة ضمن قوائم المنظمات الإرهابية لدى مجلس الأمن الدولي، ستبقى خارج الاتفاقية، وأنّ تركيا وروسيا ستقدّمان الدعم لسير الاتفاقية بصفتهما الدولتين الضامنتين لها، وفق وكالة الأناضول. وتنص الاتفاقية على وقف الأطراف المتحاربة كافة الأعمال القتالية بما في ذلك الغارات الجوية، وتعهد كافة الأطراف بعدم محاولة توسيع رقعة الأراضي الواقعة تحت سيطرتهم على حساب الطرف الآخر. وشددت الخارجية التركية على أهمية التزام كافة الأطراف بالاتفاق، وقيام الأطراف الدولية بواجباتها واستخدام نفوذها للضغط على المجموعات الموجودة على الساحة ودفعها إلى الاستمرار في الالتزام بوقف إطلاق النار. وأكّدت الخارجية التركية أنّ أنقرة وموسكو ستدعمان بقوة حالة وقف إطلاق النار، وستراقبان عن كثب سير الاتفاقية. وأشارت إلى أنّ تركيا ستتابع بذل المزيد من الجهود لاستئناف محادثات السلام المتوقفة بين المعارضة والنظام السوريين.
 
 ضربات روسية على الباب... وعشرات الضحايا بغارات على الغوطة
إسطنبول، واشنطن، بيروت، رميلان (سورية) - أ ف ب، رويترز 
قالت جماعات كردية سورية وحلفاؤها أمس الخميس إنهم أقروا خطة لإقامة نظام حكم اتحادي في شمال سورية. وقال مسؤول إنه تم إقرار مسودة الخطة التي تعرف باسم «العقد الاجتماعي» وإن لجنة تنفيذية ستجهز لإجراء انتخابات للإدارات الإقليمية أولاً ثم لهيئة مركزية لاحقاً. ولم يحدد موعد لذلك. وجاء ذلك في وقت شنّت مقاتلات روسية ليلة الأربعاء - الخميس غارات على مواقع لتنظيم «داعش» في مدينة الباب السورية التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد وتحاول فصائل المعارضة السورية بدعم من الجيش التركي استعادة السيطرة عليها، وفق ما أوردت وكالة دوغان التركية. ويأتي الإعلان عن الغارات التي تتم للمرة الأولى في ما يبدو، بعد التوصل إلى اتفاق لوقف النار في سورية بمبادرة من روسيا وتركيا. ولم يتضح في البدء ما إذا تمت الغارات بتنسيق بين روسيا وتركيا التي اتهمت هذا الأسبوع التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة الولايات المتحدة، بعدم دعم عملياتها العسكرية في سورية. وأوضحت وكالة دوغان نقلاً عن مصادر عسكرية أن الغارات استهدفت القطاع الجنوبي للمدينة. وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «غارات روسية على الأرجح استهدفت الباب في اليومين الأخيرين دعماً للعملية التركية». وتحاول المعارضة السورية بدعم من الجيش التركي منذ أسابيع السيطرة على مدينة الباب التي تكبدت فيها أنقرة الأسبوع الماضي خسائر فادحة. وقتل «داعش» 16 جندياً تركياً يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي في الباب، اليوم الأكثر دموية للجيش التركي منذ إطلاقه في آب (اغسطس) عملية عسكرية باسم «درع الفرات» في شمال سورية ضد تنظيم «داعش» وجماعة «وحدات حماية الشعب» الكردية.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية الخميس أن قيادياً عسكرياً كبيراً في تنظيم «داعش» في سورية قُتل بغارة جوية نفذها التحالف بقيادة الولايات المتحدة. وقتل «أبو جندل الكويتي» الإثنين قرب سد الطبقة غرب الرقة معقل «داعش»، وفق بيان للقيادة الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم). ووصف رامي عبدالرحمن مدير «المرصد السوري» أبو جندل الكويتي بأنه «الرجل الثاني في القيادة العسكرية لتنظيم داعش في سورية». ووفق «المرصد»، قاد أبو جندل الكويتي معارك في العراق وسورية، وكان أخيراً يشرف في الرقة على الهجمات ضد «قوات سورية الديموقراطية». وكانت «قوات سورية الديموقراطية»، الائتلاف العربي - الكردي المدعوم من القوات البرية والجوية الأميركية، بدأت عملية لاستعادة الرقة مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وقالت قيادة «سنتكوم» أن الكويتي كان ضالعاً في استخدام السيارات المستخدمة في الهجمات الانتحارية، والعبوات الناسفة والأسلحة الكيماوية ضد «قوات سورية الديموقراطية». وشارك في السابق في استعادة تنظيم «داعش» السيطرة على مدينة تدمر في وسط سورية في 11 كانون الأول (ديسمبر)، بعد ثمانية أشهر فقط على طرد التنظيم منها على أيدي الجيش السوري وبدعم من روسيا. وأضافت قيادة «سنتكوم» أن مقتل هذا القيادي يمكن أن يعيق قدرة «داعش» في معارك الرقة، ويضعف قدرة التنظيم على شن هجمات في الغرب.
40 قتيلاً في الغوطة
في غضون ذلك، قال «المرصد السوري» أن 40 شخصاً بينهم أطفال عدة قُتلوا أمس الخميس في ضربات جوية استهدفت مناطق تحت سيطرة المعارضة في ضواحي الغوطة الشرقية بدمشق. وأردف «المرصد» أن ضربات جوية على عربين قتلت ثلاثة أطفال واثنين بالغين وأصابت بضعة أشخاص آخرين بجروح. ويظهر مقطع فيديو ما يُعتقد أنهم بالغون وأطفال يجرون في شوارع يملأها الدخان قادمين من مدرسة في عربين بالغوطة الشرقية إثر ضربة جوية. وفي مقاطع أخرى حُمِّلت على الإنترنت، يظهر صبي يتم إنقاذه من الحُطام بعد ما كان يُعتقد أنها ضربة جوية في عربين قبل دفعه إلى سيارة إسعاف. وأوضح المرصد أن سبعة أطفال على الأقل قُتلوا بضربات جوية أمس في أجزاء عدة من الغوطة الشرقية في تصعيد للغارات على المنطقة.
روسيا وتركيا وإيران تتطلع إلى مناطق نفوذ
الحياة..موسكو، أنقرة - رويترز - 
تقول مصادر مطلعة إن سورية ستقسّم إلى مناطق نفوذ غير رسمية للقوى الإقليمية، وإن بشار الأسد سيبقى رئيساً لبضع سنوات على الأقل بموجب اتفاق إطار بين روسيا وتركيا وإيران. وتقول مصادر على دراية بتفكير روسيا، إن اتفاقاً من هذا القبيل سيسمح بحكم ذاتي إقليمي في إطار هيكل اتحادي تحت سيطرة الأسد، ولا يزال في مراحله الأولى وهو عرضة للتغيير وسيتطلب موافقة الرئيس السوري والمعارضة المسلحة وفي نهاية المطاف الدول الإقليمية والولايات المتحدة. وقال أندرو كورتونوف المدير العام للمجلس الروسي للشؤون الدولية وهو مركز أبحاث مقرب من وزارة الخارجية الروسية: «هناك تحرّك صوب حل وسط... الاتفاق النهائي سيكون صعباً لكن المواقف تتغيّر». ويقول عدد من المصادر إن سلطات الأسد ستتقلص بموجب اتفاق بين الدول الثلاث. وستسمح له روسيا وتركيا بالبقاء حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة عندما يتنحى لمصلحة مرشح علوي أقل إثارة للانقسام. وتضيف المصادر أن إيران لم تقتنع بذلك بعد. لكن على أي حال سيرحل الأسد في آخر الأمر بطريقة تحفظ ماء الوجه مع ضمانات له ولأسرته. وقال كورتونوف رافضاً ذكر أسماء: «تردد ذكر اسمين في القيادة (كخليفتين محتملين)». ولا يعتقد أحد أن اتفاق سلام سورياً أوسع نطاقاً - وهو ما لم يتمكن المجتمع الدولي من تحقيقه لسنوات - سيكون سهلاً أو سريعاً أو مؤكد النجاح. والواضح أن الرئيس فلاديمير بوتين يريد أن يلعب الدور الرئيس في محاولة التوسط في تسوية تكون في بادئ الأمر مع تركيا وإيران. وسيعزز هذا حديثه عن استعادة روسيا دورها قوة عالمية وطرفاًَ أساسياً في الشرق الأوسط. وقال سير توني برينتون السفير البريطاني السابق لدى موسكو لـ «رويترز»: «ستكون جائزة كبيرة جداً لهم إذا استطاعوا أن يظهروا أنهم في صدارة المشهد ويغيّرون العالم. اعتدنا جميعاً على أن الولايات المتحدة تفعل ذلك، ونسينا أن روسيا اعتادت اللعب على المستوى نفسه».
صفقات خلف الكواليس
إذا نجحت روسيا في مساعيها فستبدأ محادثات سلام جديدة بين الحكومة السورية والمعارضة في منتصف كانون الثاني (يناير) في آستانة عاصمة كازاخستان الحليف المقرب من روسيا. وستكون هذه المحادثات منفصلة عن المفاوضات المتقطعة التي تتوسط فيها الأمم المتحدة ولن تشمل الولايات المتحدة في بادئ الأمر. وأثار هذا حفيظة البعض في واشنطن. وقال مسؤول أميركي رفض نشر اسمه بسبب حساسية الموضوع: «هذه الدولة التي لديها اقتصاد في حجم اقتصاد إسبانيا... أقصد روسيا... تتبختر وتتصرف كما لو كانت تعرف ماذا تفعل. لا أعتقد أن الأتراك والروس يمكنهم فعل ذلك (المفاوضات السياسية) من دوننا».
والتقى وزراء الدفاع والخارجية من روسيا وتركيا وإيران في موسكو في 20 كانون الأول (ديسمبر) ووضعوا المبادئ التي يعتقدون أن أي اتفاق سوري ينبغي أن يلتزم بها. وتقول مصادر روسية إن الخطوة الأولى هي التوصل إلى وقف للنار في كل أنحاء البلاد ثم الشروع في المحادثات. وسيكون الهدف عندئذ إشراك دول إقليمية عربية ثم الولايات المتحدة وفي مرحلة لاحقة الاتحاد الأوروبي الذي سيطلب منه - ربما مع الدول العربية - أن يتحملوا فاتورة إعادة الإعمار. ومسعى السلام الثلاثي هو للوهلة الأولى مسعى غير متجانس. فإيران أشد مؤيدي الأسد وتقدم عناصر مسلحة لمساعدته كما تدعمه روسيا بالغارات الجوية في حين تساند تركيا قوات معارضة له. وقالت مصادر عدة على معرفة بالعملية، إن بوتين توصل إلى سلسلة من التفاهمات خلف الكواليس مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان لتسهيل الوصول إلى اتفاق محتمل. وأضافت أن موسكو دفعت إيران إلى قبول فكرة مسعى ثلاثي للسلام بحمل تركيا على التخلي عن مطالبها برحيل الأسد قريباً. وقال مسؤول كبير بالحكومة التركية رفض نشر اسمه: «أولويتنا ليست رحيل الأسد ولكن هزيمة الإرهاب. لا يعني ذلك قبولنا بالأسد. لكننا توصلنا إلى تفاهم. فعندما يتم القضاء على (تنظيم) داعش فربما تساعد روسيا تركيا في سورية في القضاء على حزب العمال الكردستاني». وتعتبر تركيا «وحدات حماية الشعب» الكردية وجناحها السياسي حزب الاتحاد الديموقراطي امتداداً لـ «حزب العمال الكردستاني» المحظور والذي يشن تمرداً منذ فترة طويلة في جنوب شرقي تركيا ذي الغالبية الكردية. وأضاف المسؤول التركي نفسه: «لدينا بالطبع خلافات مع إيران. فنحن ننظر لبعض القضايا بطريقة مختلفة لكننا نتوصل إلى اتفاقات لإنهاء المشكلات البينية».
وقال أيدين سيزر رئيس مركز دراسات تركيا وروسيا للأبحاث في أنقرة إن تركيا «تخلّت تماماً الآن عن مسألة تغيير النظام» في سورية. بيد أن الموقف العلني لتركيا لا يزال مناهضاً للأسد بشدة. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الأربعاء إنه يستحيل حدوث انتقال سياسي في وجود الأسد. وقال برينتون، السفير البريطاني السابق، إن موسكو وأنقرة توصلتا إلى اتفاق لأن روسيا احتاجت تركيا لإخراج المعارضة من حلب وللمجيء إلى مائدة التفاوض. وأضاف: «الغرض الحقيقي للأتراك من اللعبة ومبعث قلقهم هو ظهور كردستان شبه مستقلة داخل سورية وما له من تداعيات مباشرة عليهم». وتوغلت أنقرة في سورية في عملية أطلقت عليها «درع الفرات» في آب (أغسطس) لطرد «داعش» من شريط من الأراضي الحدودية بطول 90 كيلومتراً وضمان عدم سيطرة الفصائل الكردية المسلحة على مزيد من الأرض في سورية.
الواقعية السياسية
تحرّك الواقعية السياسية تغيّر المواقف لدى موسكو وأنقرة. فروسيا لا تريد التورط في حرب طويلة وتريد الحفاظ على وحدة سورية وإبقائها حليفاً لها. وتريد تركيا أن تسيطر بشكل غير رسمي على مساحة من شمال سورية توفّر لها منطقة آمنة لإيواء النازحين وقاعدة لمعارضي الأسد وحصناً ضد النفوذ الكردي. ومصير الباب، المدينة التي يسيطر عليها «داعش» وتقع على بعد نحو 40 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من مدينة حلب، عامل آخر في هذا الصدد. فأردوغان مصمم على سيطرة قوات المعارضة المدعومة من تركيا على المدينة لمنع الفصائل الكردية المسلحة من فعل الشيء نفسه. وقال عدد من المصادر إنه كان هناك تفاهم بين أنقرة وموسكو على إمكان مغادرة فصائل المعارضة حلب للمساعدة في السيطرة على الباب.
وفهم مصالح إيران أكثر صعوبة، لكن علي أكبر ولايتي كبير مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي، قال إن سقوط حلب قد يغيّر الكثير في المنطقة. وضمنت طهران بمساعدتها الأسد على استعادة حلب ممراً برياً يربط بين طهران وبيروت مما يمكنها من إرسال أسلحة إلى «حزب الله» في لبنان. وتقول مصادر ديبلوماسية روسية وغربية إن إيران ستصر على الحفاظ على هذا الممر وعلى بقاء الأسد في السلطة في الوقت الحالي. وإذا تنحى بالفعل فسترغب طهران أن يحل محله آخر من الطائفة العلوية التي تعتبرها أقرب الطوائف إلى الشيعة. وقال دنيس روس الذي عمل مستشاراً للإدارات الديموقراطية والجمهورية الأميركية ويعمل الآن في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إنه لا يعتقد أن اتفاقاً من هذا القبيل سيجلب السلام إلى سورية. وقال لـ «رويترز»: «أشك في أن هذا سينهي الحرب في سورية حتى بعد (معركة) حلب. وجود الأسد سيظل مصدراً للصراع مع المعارضة».
 
 
 خروج أوباما... أضعف إيران في سورية
مصادر أوروبية لـ «الراي»: النزاع يبدو إلى حد بعيد صراع شخصيات لا... سياسات
تقارير خاصة .. واشنطن - من حسين عبدالحسين
استبدال ايران وصديقها الرئيس باراك أوباما، من جهة، بروسيا وتركيا وصديقيهما الرئيس المنتخب دونالد ترامب، من جهة أخرى، هو الذي ادى الى «الانفراج غير المسبوق في الأزمة السورية»، حسب ما ذكرت مصادر اوروبية في واشنطن. اما الرئيس السوري بشار الأسد، فمصيره تبدل من المشاركة في حرب مفتوحة للقضاء على كل معارضيه، حسب السياسة الايرانية، الى المشاركة «في الاشراف مع معارضيه على التسوية»، حسب السياسة الروسية.
وتؤكد المصادر الاوروبية لـ «الراي» ان «الصراع السوري يبدو الى حد بعيد صراع شخصيات لا صراع سياسات»، فللرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان لائحة من الشكاوى ضد نظيريهما الاميركي أوباما، وهما يحاولان اظهار ان الشؤون الدولية، خصوصا الحرب السورية، كانت مستمرة بسبب سياساته، وان الحل ممكن فور خروجه من الحكم.
وتتابع المصادر ان مستشار ترامب لشؤون الامن القومي مايكل فلين على اتصال مع الحكومتين الروسية والتركية، وان «المشاركة الاميركية في الحل السوري، المقرر اعلانه بين الأسد ومعارضيه في الآستانة، ستأتي في الايام الاولى لدخول ترامب البيت الابيض» في 20 يناير المقبل. ومنذ انتخابه رئيسا الشهر الماضي، باشر ترامب وفريقه بالعمل على مجموعة من السياسات الداخلية والخارجية التي سيتم تنفيذها في المئة يوم الاولى لتسلمه الحكم، وهو ما يتطلب الاعداد لها قبل دخوله البيت الابيض. وفريق ترامب على اتصال بالكونغرس، الذي تسيطر عليه غالبية من حزبه الجمهوري، بهدف الاسراع في الحصول على مصادقات لتعييناته الوزارية، وكذلك من اجل اقرار بعض القوانين مثل تمويل الموازنة، بهدف الاسراع في البدء بتطبيق اجندة ترامب.
وكما في الشؤون الداخلية، عمد ترامب، الذي استهل تعيين فريقه بإعلان فلين مستشاره للأمن القومي، الى التواصل مع حكومات العالم من اجل العمل على التوصل الى سياسات يتوجها الرئيس الاميركي المقبل في الاسابيع الاولى لتسلمه الرئاسة، منها محاولة انهاء الأزمة السورية... وتسببت حماسة ترامب بإثارة مشاكل مع الادارة الحالية، الباقية في الحكم حتى العشرين من المقبل، ما دفع ببعض المشرعين الديموقراطيين في الكونغرس الى محاولتهم اقرار قانون يحظّر على الرئيس المنتخب ممارسة اي مهام او الاتصال بحكومات اجنبية قبل تسلمه الحكم رسميا. واطلق الديموقراطيون على مشروع قانونهم اسم «تفادي سيناريو وجود رئيسين للولايات المتحدة».
ويبدو انه بهدف تأديب ترامب والجمهوريين وصديقتيهما اسرائيل، عمد أوباما الى الامتناع عن ممارسة حق الفيتو ضد قرار مجلس الأمن رقم 2334، الذي وصف المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية بأنها «غير شرعية ومعرقلة للسلام». كذلك، يسارع أوباما الى اقرار مجموعة من المراسيم الاشتراعية في الايام القليلة المتبقية له في الحكم، وهي مراسيم كانت ادارته ماطلت باقرارها اعتقادا منها ان الديموقراطية هيلاري كلينتون كانت سترث الادارة الاوبامية. ويبدو ان علاقة اميركا بايران تحولت الى جزء من الصراع بين ترامب وأوباما، الذي نجح في التوصل لاتفاقية نووية مع الايرانيين رغم عاصفة المعارضة التي اثارها الجمهوريون والتي يتابعها ترامب اليوم. وكان أوباما عمد الى مراعاة السياسات الايرانية في الشرق الاوسط، فوافق على الاطاحة برئيس حكومة العراق نوري المالكي، الذي كان يحاول بناء زعامة شيعية مستقلة عن ايران، خصوصا عن طريق التشدد في وجه السنة العراقيين.
كذلك، حصر أوباما سياسة أميركا في المنطقة بمشاركة بلاده في الحرب ضد تنظيم «الدولة الاسلامية»(داعش)، من دون اي من التنظيمات الاخرى التي تصنفها الولايات المتحدة في خانة التنظيمات الارهابية. وقوف أوباما في صف طهران سمح باطالة أمد الحرب السورية، فايران مصممة على تصفية كل معارضيها في المنطقة، ممن يصنفهم العالم ارهابيين ام لا يصنفهم. لكن ترامب سيعكس سياسة أوباما تجاه الجمهورية الاسلامية، وترامب لم يقدم في سياسته الخارجية حتى الآن الا ثوابت ثلاثة: معاداته «الدولة الاسلامية»و «الجمهورية الاسلامية» الى حد المساواة بينهما، ودعمه المطلق وغير المشروط لاسرائيل. بدورها، قد لا تتبنى روسيا وتركيا سياسات ترامب بالكامل، خصوصا تجاه اسرائيل، وهو ما بدا جليا في وقوف موسكو في صف العالم ضد تل ابيب في قرار مجلس الأمن الاخير. لكن روسيا توافق حتما على معاداة «الدولة الاسلامية»، وهي تعتقد انه يمكنها ان تستفيد من انقلاب موقف واشنطن تجاه طهران لناحية تحصيل الروس مكاسب في الشرق الاوسط على حساب اصدقائهم الايرانيين.
وتشرح المصادر الاوروبية ان بوتين ارسل حاملة طائراته الوحيدة «كوزنتسوف» الى البحر الابيض المتوسط، في اشارة ضد طهران، بعدما عارضت الاخيرة السماح له باستخدام قواعدها الجوية لاقلاع قاذفاته المشاركة في الحرب السورية. وتضيف المصادر:«بوتين كان يعتقد ان ايران ستتحول الى تابعة له، لكن الايرانيين حرصوا على اظهار العلاقة على انها شراكة، مع حفاظهم على اليد العليا على الارض في العراق وسورية ولبنان».
اما تركيا، فهي تعتقد انه يمكنها الركون الى روسيا لمواجهة المد الايراني داخل سورية والعراق. كما تتأمل تركيا ان تنسج علاقة مع ترامب أمتن من علاقتها المهزوزة مع أوباما، مع ما يعني ذلك من امكانية موافقة الرئيس الاميركي المقبل على تسليم انقرة عدوها اللدود التركي المعارض فتح الله غولن المقيم في ولاية بنسلفانيا. لاسباب شخصية اختلطت بالمصالح الدولية، يبدو ان موسكو وانقرة تدفعان في اتجاه هدنة سورية مؤكدة وتسوية تنتظر فقط مهر ترامب توقيعه عليها. اما ايران، فهي ستضطر اما الى تخريب التسوية الدولية، بتكلفة سياسية وبشرية مرتفعة على الارجح، او انها ستقبل بالمرسوم بانتظار ظهور ثغرة في التحالف الروسي - التركي - الاميركي المستجد، والذي قد ينفرط في أي لحظة مستقبلا.
 

 

هل سيصمد؟

الراي..تقارير خاصة ..  كتب - ايليا ج. مغناير
تمّ الإعلان عن وقفِ إطلاق نارٍ عام على كافة الأراضي السورية من قبل موسكو ودمشق وأنقرة. ويَستبعد الإعلان الرسمي «الدولة الاسلامية» (داعش) و«القاعدة» (النصرة او جبهة فتح الشام) وجميع المسلحين الذين يقاتلون في «بلاد الشام». الا ان هذا الإعلان يحمل أوجهاً متعددة وأهمّها انه يستثني اي دور للولايات المتحدة واوروبا في حربٍ دائرة رحاها على أرض الشرق الاوسط وذلك لأول مرة في تاريخ المنطقة. على ان السؤال يبقى هل يمكن وقف اطلاق النار ان يصمد؟ مَن هو المتضرر من تنفيذه؟ وماذا ستكون ردات الفعل على الأرض؟ ..يأتي وقف النار متزامناً مع إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نيته بسحب قواتٍ قتالية من سورية، مذكّراً بخطوةٍ مماثلة قام بها قبل أشهر من السنة الحالية عندما اتّفقت موسكو وواشنطن على وقف نار شامل فشل بسبب عدم رغبة اميركا بفصل الجهاديين عن المعارضة السورية وذلك نتيجة رفض وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) هذه الخطوة التي فسّرها على انها تقصم ظهر كل مَن يعارض الرئيس السوري بشار الاسد لتصبح المعارضة لقمة سهلة للجيش السوري.
الا ان وقف النار الشامل الذي أُعلن امس لم يأتِ من الدول العظمى (روسيا واميركا) بل من اللاعبين الأساسيين على ارض بلاد الشام، اي تركيا وروسيا، بما تتمتّعان من نفوذ على أكثر اللاعبين المتناحرين منذ أعوام. فأنقرة تتمتع بنفوذ داخل صفوف المعارضة وبعض المتشددين المسلّحين. الا ان لدول خليجية دوراً اساسياً يخوّلها الدخول والمشاركة بأي مباحثات سلام مستقبلية او حتى وقف إطلاق نار شامل. اما بالنسبة لروسيا، فهي تتمتع بنفوذ داخل أروقة دمشق وطهران وحلفائهم لانها تتعامل مع دول لها حكومات وممثلون يلتزمون بأي اتفاق ولهم نفوذ كافٍ لضبط جنودهم او قواتهم على أرض المعركة، على عكس تركيا التي تبقى مهمتها أصعب لانها ستتعامل مع منظمات مختلفة (اكثر من 100 تنظيم) لها مشارب مختلفة من دون ان يكون النفوذ عليها محصوراً بتركيا فقط بل هناك اطراف تتبع للولايات المتحدة واخرى لحلفائها على الارض الذين لا يحبذون رؤية روسيا وايران وتركيا يحققون ما يرغبون به في سورية من دون إشراك الآخرين. ولنأخذ مثلاً «احرار الشام»، التنظيم الاكبر بين القوى الجهادية والمعارضة في شمال سورية. فها هو منقسم بين «احرار الشام» و«جيش الاحرار» الذي يحبّذ الاندماج مع «القاعدة» ولا يقبل بالتفاهمات الإقليمية بل يؤمن بـ «الجهاد المسلح من دون تسوية او ديموقراطية». وهذه خطوة وصفتْها تركيا بأنها «متهورة» ستذهب بأحرار الشام الى صف الأهداف المشروعة لروسيا وتركيا وتضعهم في صف «القاعدة» و«داعش» في الأشهر المقبلة.
اذاً هناك العديد من الجهاديين الذين سيعملون لإفشال وقف النار لانه لا يصبّ في مصلحة بقائهم، وهذا من شأنه إضعاف موقف تركيا - أكثر مما هو عليه اليوم - وخصوصاً بعد انكسار جيشها على ابواب مدينة الباب. وترى روسيا في تركيا شريكاً قوياً اذا تمتّعت انقرة بالنفوذ اللازم بين الجهاديين والمعارضة. أما اذا أظهرت عن ضعفها وعدم تمكّنها من السيطرة على موقف موحّد من المعارضة السورية، فان تركيا سترضخ تحت جناح روسيا التي لن تتعامل معها مستقبلياً كشريك بل كأحد الموجودين على الارض ليس الا. وتنظر دمشق وحلفاؤها بريبة لوقف النار - على رغم مباركة الجميع له - وكأنه اختبار روسي لقدرة تركيا في بلاد الشام. فمن مصلحة دمشق وموسكو رؤية أنقرة تغوص في المستنقع السوري لتظهر في موقف ضعيف وليس كدولة شرق اوسطية عظمى، وهذا ما دفع دمشق الى رفض رغبة موسكو بدفع القوات نحو تدمر حيث تتواجد قوات «داعش» لتخفيف الضغط عن اردوغان لانشغاله في معركة الباب. وجلّ ما تقوم به القوات السورية في تلك المنطقة هو حماية مطار «التيفور» ومدينة القريتين - كما علمت «الراي» من مصادر خاصة مطلعة - وذلك لرؤية تركيا تغوص أكثر فأكثر وتتكبد الخسائر لتدخّلها في الشمال السوري.
الا ان هذا الموقف لا ينطبق على «القاعدة»، فايران تسعى الى دفْع روسيا باتجاه تحصين مدينة حلب وإكمال المعركة باتجاه مدينة ادلب وتحرير محيط دمشق لأسباب واضحة. فإيران ودمشق تعتبران ان اي معركة يخسر فيها «داعش» الأرض (ان كان في تدمر او اي مكان آخر) فهذا النصر لا يُستثمر على طاولة المفاوضات مع تركيا او مع الدول الاقليمية او المجتمع الدولي. بينما اي ارض تستعاد فيها السيطرة من قبل الجيش السوري، فإن ذلك يمثل ثقلاً مهماً لفرض الشروط والشروط المقابلة في اي محادثات سلام مستقبلية.
اضافة الى ذلك، فان اي انكسار لهيبة الجيش التركي في سورية وحاجته للدور الروسي - من معلومات استخباراتية او تدخل جوي - سيُضعف موقف انقرة مستقبلاً. لقد فقدت تركيا أكثر من 38 ضابطاً وجندياً أرداهم «داعش» على ابواب مدينة الباب، بينهم قائد الوحدات الخاصة التركية المهاجمة. وكذلك قتل اكثر من 100 من السوريين الموالين لتركيا وجُرح أكثر من 60 جندياً تركياً وتُركت عشر دبابات ليوبارد ومعدات قتالية استولى عليها «داعش» في ارض المعركة. علاوة على اذلال جنود انقرة على الإعلام وإظهار حرق جنديين على مرأى من شاشات العالم. هذا من دون ذكر العشرات من المدنيين الذين فقدوا أرواحهم جراء القصف التركي للمدينة المحاصرة.
على رغم هذا كله، ترغب انقرة بانشاء «منطقة عازلة» على طول الحدود التركية - السورية (داخل الاراضي السورية). الا ان هذه الخطوة تحتاج لموافقة روسيا ودمشق وقبول الاكراد وإلا تعرضت القوى التركية لضربات قاسية تستنزفها على المدى الاستراتيجي. اما بالنسبة لدمشق فانها لن توافق ابداً على خطة تركيا بإنشاء منطقة عازلة وكذلك روسيا. روسيا بحاجة الى شريك جيد او ضعيف لتسيطر على لعبة الشطرنج في سورية وتفرض إرادتها وقت السلم كما تفرضها وقت الحرب. ومن الطبيعي الا يصمد وقف النار طويلاً لان العديد من الاطراف لا يشعرون بالراحة لوضع السلاح الآن قبل معرفة نيات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. وعندها فقط يمكن قياس طول أمد الحرب، الا ان من المؤكد ان بلاد الشام تسير على سكة السلام الطويلة.
 

دعوة مصر الى مباحثات السلام السورية

محاولات لتنصيب مناف طلاس رئيسًا للمجلس العسكري الموقت
بهية مارديني.. إيلاف من لندن: أعادت مصادر متطابقة الحديث عن مفاوضات سرية تجري برعاية فرنسية بين شخصيات سورية معارضة مقيمة في باريس والعميد المنشق مناف طلاس. وقالت المصادر بحسب ما تناقلته بعض الصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي "ان هناك صفقة يتم الترتيب لها تتم بموافقة أعضاء في مجموعة سياسية سورية وتحظى بدعم دول مجاورة وأن هذه الصفقة التي يتم الترتيب لها على عجل وبسرعة لتنصيب مناف طلاس رئيسا للمجلس العسكري السوري الموقت وإعطاء بشار الأسد ضمانات دولية وخروجا آمنا له ولعائلته والمقربين منه". وتقول التسريبات إنه بعد النجاح في ذلك سيتم الإعلان عن تطبيق فعلي لخطة أممية وفق جدول زمني مع بعض التعديلات "الجوهرية"، ومن أهم ملامح تلك الخطة "المعدلة": تشكيل قوات حفظ نظام عربية بمساعدة دولية لدخول سورية وفرض الأمن والإستقرار. وسحب ما تبقى من الجيش السوري إلى ثكناتهم والاستفادة منهم لاحقا في إعادة الإعمار. وحل مجلس الشعب والحكومة السورية وحزب البعث. كما تحدثت عن "إعلان خطة طريق انتقالية وإعلان تاريخ محدد للإنتخابات، وملاحقة ومحاكمة المتورطين بجرائم ضد الإنسانية من الصف الثاني في العصابة الأسدية، والإعلان عن خطة وإعادة اعمار المدن المنكوبة بدعم خليجي أوروبي أميركي، وتعهد دول بدفع تعويضات مالية للمتضررين وعلاج المصابين والمعاقين اضافة الى تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية بإشراف دولي والإستفادة من تجربة جنوب أفريقيا". وأشارت المصادر الى أنه تجري الآن مفاوضات إجرائية" مع "شخصيات سورية معارضة في الداخل والخارج ومعرفة ضباط كبار في الجيش السوري الحر وفي الحرس الجمهوري للنظام للتعاون في هذا الملف".
دعوة مصر
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن دعوة مصر الى مباحثات السلام المزمع عقدها بين النظام والمعارضة السورية الشهر القادم، فيما التقى سامح شكري وزير الخارجية المصري اليوم أحمد الجربا رئيس تيار الغد السوري المعارض والقيادي في منصة القاهرة، بحسب ما أكدته الخارجية المصرية. وكان رئيس تيار الغد السوري قد التقى وزير الخارجية المصري في الرابع من مايو الماضي في مقر وزارة الخارجية في العاصمة المصرية القاهرة، حيث أكد آنذاك دور مصر في رئاسة مجلس الأمن وأهميته، فيما أبدى شكري استعداد مصر للعب دور إيجابي من خلال مجلس الأمن لوقف الأعمال العدائية واستقرار الهدنة الإنسانية وشمولها المناطق السورية. وشدد شكري آنذاك أن مصر تؤيد وتدعم الانتقال السياسي في سوريا باتجاه هيئة حكم انتقالي حسب بيان جنيف 1، وأكد الطرفان أهمية مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية باعتباره مؤتمراً جامعاً لكل أطراف المعارضة. ومع الاعلان عن الموافقة على وقف اطلاق نار وعلى التوقيع على ثلاثة مفاصل رئيسة في الهدنة ومراقبة هذه الهدنة ومباحثات السلام وإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذلك الاتفاق، كشف المستشار القانوني للجيش السوري الحر أحمد أبو زيد في مؤتمر صحافي قبل قليل عن أن وقف اطلاق النار شمل كل مناطق سوريا وأن الاتفاق عبارة عن خمس نقاط فقط، وهو عبارة عن صفحتين ويتضمن كل مناطق سوريا دون استثناء الغوطة أو ريف دمشق أو أية منطقة. كما قال إن الاتفاق تضمن مشاركة الفصائل بالمفاوضات خلال شهر من توقيع الاتفاق وأن العملية السياسية ستتم بناء على جنيف وبرعاية أممية. وشدد أبو زيد أن قادة الفصائل معنيون بالاتفاق الذي وقعوا عليه فقط وتمسكوا برفض الحديث في الاتفاق عن أي فصيل في مناطق المعارضة وخاصة في ظل وجود ميليشيات أجنبية في سوريا. وأشار إلى أن قبول الفصائل بكون روسيا ضامنا مرهونا بالتزامها بهذا الاتفاق . ووجه رسالة الى الشعب السوري في ان أصابع الفصائل على الزناد وسوف نخوض كل مسار يخفف عن الشعب السوري.
مصير الأسد
وفي المقلب الآخر كان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد أعلن أن تركيا وروسيا أعدتا اتفاقاً لوقف النار في سورية. وقال أوغلو للصحافيين: هناك نصان جاهزان في شأن حل في سورية. أحدهما عن حل سياسي والآخر عن وقف لإطلاق النار. يمكن تنفيذهما في أي وقت. وأضاف أن المعارضة السورية لن تقبل أبداً ببقاء بشار الأسد في السلطة.  وأشار الى ان العالم بأسره يعلم أن من غير الممكن إحداث انتقال سياسي بوجود الأسد ونحن جميعاً نعلم كذلك أنه من المستحيل أن يلتف هؤلاء الناس حوله. وأوردت وكالة الأناضول التركية أمس أن موسكو وأنقرة اتفقتا على اقتراح من أجل وقف النار في عموم سورية، لكن الكرملين قال إنه لا يمكنه التعليق على ذلك الى أن أعلن اليوم الرئيس فلاديمير بوتين على التوقيع. هذا وبدأت المفاوضات غير المباشرة بين الأتراك والروس والنظام السوري وفصائل المعارضة قبل حوالي شهر واجتمع ممثلون من الجيش والاستخبارات العسكرية في روسيا مع قادة وممثلي فصائل إسلامية معارضة من بينها أحرار الشام و جيش الإسلام و حركة نور الدين الزنكي وشخصيات من الجيش الحر وسبق أن تم تسريب أغلب الأسماء المشاركة في الاجتماعات .
وتناولت المفاوضات، بعد ما انتهت اليه الأوضاع في حلب، التأكيد على الحل الشامل للأزمة السورية وبدء العملية السياسية على أساس جنيف و القرار ٢٢٥٤ و احترام سيادة سورية ووحدة الأراضي السورية ووضع حد لإراقة الدماء وتحقيق دولة مستقلة تمثل الشعب السوري بكامله وهو ما أشار اليه اعلان موسكو الذي جمع تركيا وروسيا وايران ، ثم يشمل اتفاق الهدنة وقف النار في سورية الذي يتضمن التزام الموقعين، الحكومة وفصائل المعارضة، على وقف العمليات الهجومية بحسب الإعلان التركي أمس والتأكيد الروسي اليوم وتثبيت خط التماس بين الأطراف المتنازع عليها بعد تبادل خرائط عن أماكن انتشار فصائل المعارضة الموقعة على الاتفاق وقوات النظام وحلفائها. وأكد الاتفاق بحسب ما أكده بيان النظام ونفته الفصائل "إبعاد الفصائل الموقعة على الاتفاق عن مناطق جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفق الخرائط المتفق عليها، مقابل وقف الضربات الجوية من الطيران الروسي والسوري". وتحدثت عدة مصادر أن الاتفاق أكد وجود "آليات توثيق الخروقات لوقف النار ومراقبة التنفيذ وتثبيت نظام العقوبات على أي طرف يخرق الاتفاق ثم مراحل بناء ثقة تشمل إخلاء الجرحى من مناطق المعارضة وإدخال مساعدات إنسانية وإقامة مجال مشترك يتضمن حرية الشحن ونقل البضائع وقيام مجالس محلية من السكان بحيث تجري إدارتها من ضامني الاتفاق وهما روسيا وتركيا، بحيث تقوم هذه المجالس بإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها وفق إطار زمني".
تحذير
وكان معارضون سوريون حذروا من أن الصداقة والتحالف مع الجانب التركي لا يعني الموافقة تماما على كل شيء وأن عدم الموافقة على ما ليس في صالح الشعب السوري لا ينقص من هذا التحالف . فيما قالت وزارة الخارجية الروسية أمس "إن مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا يدعم جهود روسيا وتركيا وإيران لمحاولة التوصل إلى وقف للنار في سورية وترتيب محادثات جديدة للسلام تستضيفها كازاخستان".  وأضافت الوزارة أن دي ميستورا تحدث هاتفياً إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن اليوم الخميس أنّ النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة اتفقوا على وقف لإطلاق النار، حسبما أوردت وكالة الانباء الروسية.  وقال بوتين: "تم توقيع ثلاث وثائق الاولى بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة حول وقف لاطلاق النار على مجمل الاراضي السورية"، موضحًا أن وثيقة أخرى تشمل مفاوضات السلام ووثيقة تشمل مراقبة وقف اطلاق النار . وأعلن جيش النظام السوري أيضا في بيان الخميس وقفاً شاملاً للعمليات القتالية على جميع الاراضي السورية بدءاً من منتصف ليل الخميس الجمعة، وقال إن الاتفاق يستثني تنظيم داعش وجبهة فتح الشام.  وأضاف البيان: "تعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة وقفاً شاملاً للاعمال القتالية على جميع أراضي الجمهورية العربية السورية اعتبارا من الساعة صفر من يوم 30/12/2016" على ان يُستثنى من القرار تنظيما داعش وجبهة النصرة الارهابيان والمجموعات المرتبطة بهما".
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,407,074

عدد الزوار: 7,631,737

المتواجدون الآن: 1