تقرير / هذه حصيلة أكثر من 90 يوماً على عملية «قادمون يا نينوى»«داعش» يتقلّص في العراق ... وإنهاؤه لن ينهي التحديات..تحت حصار الحرب .. سكان الموصل يدفنون موتاهم كلما تيسّر لهم ذلك ...عراقيون: لا ضحك نابع من القلب وابتساماتنا كاذبة!

القوات العراقية تنتزع مرقد النبي يونس وأحياء في شرق الموصل وغضب في المنامة من تبعية بغداد لمواقف طهران.. استجواب متهم بارز بالفساد في فندق بالمنطقة الخضراء

تاريخ الإضافة الثلاثاء 17 كانون الثاني 2017 - 5:27 ص    عدد الزيارات 2219    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

تقرير / هذه حصيلة أكثر من 90 يوماً على عملية «قادمون يا نينوى»«داعش» يتقلّص في العراق ... وإنهاؤه لن ينهي التحديات
الراي..تقارير خاصة ..  كتب - ايليا ج. مغناير .. أكثر من 90 يوماً مرَّت على عملية «قادمون يا نينوى» التي أطلقها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لتحرير مئات القرى والمدن التي سيطر عليها تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) العام 2014 وأعلن خلافته وعاصمته الموصل من الجامع الكبير ليطلق حمام دم طال كلا من العراق وسورية ودولاً أخرى مجاوِرة وبعيدة. واستطاع الجيش العراقي والشرطة الفيديرالية وقوات «الحشد الشعبي» لا سيما قوة مكافحة الأرهاب المعروفة سابقاً بـ «الفرقة الذهبية» تحرير أكثر من 200 قرية ومدينة. وشاركت قوات «البشمركة» الكردية بجزء من المعركة بمحاصرة حويجة (غرب كركوك) والتقدم شمال الموصل لاغلاق الطريق على اي انسحاب ممكن لـ «داعش» خارج عاصمة نينوى (الموصل) بعد محاصرته. وبعد 90 يوماً، يجد تنظيم «داعش» قواته محاصَرة بالكامل داخل الموصل - او بالأحرى جزء منها - في أعقاب تحرير القوات العراقية أكثر من 90 في المئة من الساحل الأيسر، ووصولها الى الجسور التي تفصل شرق الموصل المحرَّر عن غربه بعدما جابهت أكثر من 800 عملية انتحارية راجلة وبالسيارات، وهو الاسلوب الذي يجيد «داعش» استخدامه وتعوّدت عليه القوات العراقية واستطاعت إفشال معظمه قبل الوصول الى الهدف. وعملية «قادمون يا نينوى» لا تقتصر فقط على الموصل، بل تشمل قرى عدة شرق وجنوب وغرب الموصل استطاعت القوات العراقية تحريرها بالتزامن مع عملية عاصمة نينوى. واليوم تحاصر القوات العراقية مدينة تلعفر (غرب الموصل) وتُفْشِل محاولات متعددة من تنظيم «داعش» للخروج في اتجاه سورية. اما في الموصل، فان فقدان البيئة الحاضنة لـ «داعش» وتصميم القوات العراقية ساهما كثيراً في تحرير غالبية شرق الموصل حيث تدور المعارك حول الأحياء الخمسة المتبقية بما فيها القصور الرئاسية والغابات.
وقد ساعد الاهالي وتَعاوُنهم في إلقاء القبض على عدد كبير من مسلحي «داعش» الذين بدّلوا ثيابهم وحلقوا ذقونهم أملاً بعدم التعرف عليهم من سكان القرى العراقية المهاجَمة. وكذلك ساعد سكان الموصل في الإرشاد الى قواعد «داعش» وأنفاقهم والسجون التي انتشر موقعها بين المنازل في المدنية التي كانت تملكها عائلات هربتْ عند احتلال هذا التنظيم للموصل العام 2014 او غادرتْها خلال وجوده فيها ولم تعُد، فصودرت بيوتها كما هو «قانون داعش» المطبَّق على كل مَن يغادر المدينة ولا يعود بحيث تصبح الاملاك الخاصة «عقارات الدولة الاسلامية» تبيعها وتؤجرها او تستخدمها مقرّات عسكرية. ومن الواضح، بعد تدمير الجسور من قبل «داعش»، ان التنظيم ترك مشاغله ومقاومة ضعيفة لإبطاء الهجوم وليس وقفه، ليتأكد لأهل الموصل - حتى في الجانب الايمن (الغربي) - أن مصير «داعش» أصبح محسوماً وأنها قضية وقت فقط لينتهي وجوده في المدينة في الأسابيع المقبلة. وبسقوط الموصل وعودتها الى حضن الوطن، وسقوط معاقل أساسية لـ «داعش» مثل الموصل ومستشفى السلام واكثر من 50 حياً في مدينةٍ يقطنها أكثر من مليون نسمة، تكون البنية التحتية لداعش انهارت تماماً وتجرّع أعضاؤها طعم الهزيمة تلو الاخرى. ويروي قادة لـ «داعش» اعتُقلوا من القوات الأمنية ان زعيم هذا التنظيم ابو بكر البغدادي قال انه «سيعطي الموصل هدية اذا سقطت الفلوجة». فسقطت تكريت والفلوجة والرمادي وهيت وبيجي وكثير من المدن، واليوم سقط أكثر من نصف الموصل ليصبح هذا التنظيم منبوذاً من المجتمع العراقي بعدما تسبب بأكبر خسارة للمجتمع السنّي في العراق (وسورية) والذي كان البغدادي يدّعي بأنه يدافع عنه لان كل المعارك التي خاضها تنظيمه كانت في مدنٍ سنية تمتْرس خلفها وبداخلها وحارَب بين أزقتها ليتسبّب بخسارة فادحة لهذا النسيج العراقي. وخسر كذلك كل مَن راهن على اقتتالٍ داخلي بين العراقيين في مرحلةِ «ما بعد داعش»، الا ان حكومة بغداد تعتزم العمل على مصالحاتٍ وتفاهمات مع المكوّن الكردي والسنّي والمكوّنات الأخرى التي واجهت أزمات كادت ان تقسم العراق الى دويلات. واستطاع العبادي بناء أُسس تَفاهُم مع رئيس الاقليم الكردي مسعود برزاني لإدارة نينوى في شكل يؤدي الى نزع اي فتيل للفتنة تمهيداً لإمكان التعايش بين المكوّنات المختلفة الموجودة في المحافظة الشمالية (شبك وتركمان وايزيدية ومسيحيين وأكراد وعرب). إلا ان معركة السلم أصعب من معركة الحرب. اما بالنسبة لعودة «داعش» الى العراق، فلا تزال هناك جيوب للتنظيم في الحويجة وعانة وراوة والقائم، إلا ان أفعاله ووحشيته سحبتْ الغطاء البيئي (داخل العراق) عنه وكذلك الغطاء الاقليمي الذي دعمه منذ انطلاقته لسببيْن أساسييْن:
1 - وجود قوات احتلال اميركية.
2 - دعْم الدول المجاوِرة للعراق للعمليات العسكرية من قبل تنظيمات غير نظامية.
إلا ان توجيه «داعش» لسلاحه ضدّ دول المنطقة وبعض العمليات الخارجية ضدّ الغرب، جعله وحيداً بعد وضوح أهدافه التوسعية الاستراتيجية وإعلانه العداء ضدّ الجميع. وبهذا فقَدَ الحاضنة الخارجية والداخلية ليبقي على عمليات محدودة من المتوقع ان تبقى لسنوات. أما الخطر الأكبر فهو لا يأتي من «داعش» بل من تنظيم «القاعدة» الذي دعا زعيمه للتأسيس للعودة الى العراق. وتملك «القاعدة» خبرة أوسع بكثير من «داعش» لاستيعابها البيئة الشعبية والعمل باستراتيجية التمكين الطويلة الأمد وتحييد المعارك الداخلية مع المذاهب الأخرى على أساس الاولويات لديها. وان عودة «القاعدة» التي من المتوقع ان تستفيد من مخالفات «داعش»، هو احتمال كبير من الممكن شلّه او احتواء خطره فقط من خلال التوازن والمساوات والعدل بين كل مكوّنات الشعب العراقي. والأكيد ان معركة الموصل لم تنته بعد ومن الممكن ان تبقى لأشهر مقبلة الى حين القضاء على «داعش» داخل المدنية. إلا ان إعادة بناء البنية التحتية في العراق وإعادة بناء النفوس وتجنُّب الانتقامات هو عملية من الضروري ان تخوضها بغداد بحنكة وانفتاح لرأب الصدع الوطني في العراق.
 
القوات العراقية تنتزع مرقد النبي يونس وأحياء في شرق الموصل وغضب في المنامة من تبعية بغداد لمواقف طهران
المستقبل..بغداد – علي البغدادي

في خطوة جديدة تنسجم مع الخط الإيراني المعادي لدول الخليج العربي وتحمل دلالات عن عمق تأثير طهران على السياسات الخارجية للعراق، زجت بغداد بنفسها في شأن بحريني داخلي عندما هاجمت إعدام 3 مدانين بتهم إرهابية، وهو ما أثار غضباً على أعلى المستويات في المنامة أدى الى استدعاء السفير العراقي للاحتجاج. ولا يبدو ذلك مستغرباً مع قيام وزارة الخارجية العراقية وشخصيات وأحزاب سياسية شيعية موالية لنظام ولاية الفقيه، بالتحريض على إرباك أمن البحرين واستقرارها، ولا سيما أن طهران تجد في الساحة العراقية منصة أخرى لاستعراض القوة الإيرانية ولمهاجمة المنامة عبر حملة منسقة من خلال وسائل إعلام الأحزاب العراقية المدعومة منها أو من شخصيات كثيراً ما تُسارع الى الانخراط في حملات الإساءة إلى العرب.
وتُظهر الحكومة العراقية ممثلة برئيس الوزراء حيدر العبادي عجزاً واضحاً في ضبط إيقاع وزارة الخارجية التي باتت صوتاً يعبّر عن الموقف السياسي والحزبي لوزيرها ابراهيم الجعفري، الذي ينسجم في طروحاته مع الرؤية الإيرانية في التعاطي مع أحداث المنطقة ويتجاوز رغبة العبادي في فتح صفحة جديدة مع الدول العربية والانفتاح على المحيط العربي المجاور الذي كثيراً ما يعلن دعمه لحكومة بغداد في حربها ضد تنظيم داعش.  وأبلغت مصادر مطلعة جريدة «المستقبل» أن «وسائل إعلام عراقية وشخصيات في أحزاب مدعومة من إيران بدأت وفقاً لتوجيهات من إيران بشن حملة للهجوم على البحرين بعد إعدام 3 مواطنين بحرينيين ضالعين بأعمال إرهابية في المنامة». وأشارت المصادر الى أن «وسائل الإعلام التي يتبع أغلبها لأحزاب شيعية وأخرى ممولة من إيران قامت بإطلاق برامج حوارية واستضافة محللين سياسيين ينسجمون مع المواقف الإيرانية في معاداة الدول العربية ومنها دول الخليج وإطلاق مواقف ضد البحرين، فضلاً عن بث تقارير ملفقة لتشويه الأوضاع في البحرين»، مشيرة الى أن «نواباً من كتل في التحالف الشيعي الحاكم بدأوا بإصدار بيانات تنديد بإعدام مواطنين بحرينيين مدانين بالإرهاب خصوصاً بعد بيان أصدره نائب الرئيس العراقي رئيس الحكومة السابق نوري المالكي بهذا الشأن». وأوضحت المصادر أن «مسارعة وزارة الخارجية العراقية الى إصدار بيان إدانة لإعدام إرهابيين في البحرين أمر أثار استغراب نواب من كتل مختلفة، لكون ذلك الموقف يمثل تدخلاً بالشؤون الداخلية لدولة أخرى ذات سيادة بشكل يعاكس توجهات رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي بعدم التدخل بالشؤون الداخلية لأي دولة ويضر بعلاقات العراق مع الدول المجاورة». واستنكرت وزارة الخارجية العراقية عملية الإعدام التى نفذت بحق ثلاثة بحرينيين لتورطهم بأعمال إرهابية في المنامة. ونقل بيان للوزارة عن المتحدث الرسمي باسمها أحمد جمال قوله أمس إنه «ما من شك أن هذا الفعل يمثل خرقاً واضحاً لحقوق الإنسان واستمراراً لمنهج التعامل القمعي مع هذه المطالبات إضافة الى تغييب أبسط الحقوق القانونية في إجراء محاكمة عادلة لهم في وقت تتعالى فيه صيحات العالم لاحترام حقوق الإنسان» على حد قوله. وعقب البيان استدعت وزارة خارجية البحرين السفير العراقي في المنامة للتعبير عن استيائها من المواقف العراقية. وأكد السفير وحيد مبارك سيار وكيل وزارة الخارجية للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون في بيان له أمس حصلت جريدة «المستقبل» على نسخه منه» استنكار مملكة البحرين ورفضها القاطع للتصريحات الصادرة عن نائب رئيس جمهورية العراق نوري المالكي والمتحدث باسم الخارجية العراقية (أحمد جمال) بشأن الأحكام القضائية التي نفذت بحق مدانين في قضية استهداف رجال الشرطة«، مطالباً بـ»نقل هذا الاستياء إلى الحكومة العراقية«. وشدد السفير سيار على «رفض مملكة البحرين التام لأي شكل من أشكال التدخل في قضائها الذي يتمتع بكل معايير الاستقلالية ومطالبتها بضرورة الكف فوراً عن مثل هذه التصريحات التي تُعد تدخلاً غير مقبول في شؤون المملكة وانتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ولا تتفق مع العلاقات الأخوية بين البلدين وتعرقل جهود تعزيز هذه العلاقات وتطويرها«. كما انتقد السفير البحريني في بغداد صلاح المالكي المواقف العراقية تجاه الأحكام القضائية الصادرة في البحرين بحق 3 إرهابيين. وقال المالكي في تصريح لصحيفة «المستقبل» إن «تصريح المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية العراقية يُعتبر تصريحاً مرفوضاً وغير مسؤول«. وشدد المالكي على أن «موقف وزارة الخارجية العراقية يُعتبر تدخلاً سافراً في شؤون المملكة وعلى المسؤولين العراقيين رفض تصريح المتحدث باسم الوزارة وردعه«. كما وصف وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد نائب الرئيس العراقي رئيس الحكومة السابق نوري المالكي بـ»الطائفي العميل». وقال بن أحمد في تغريدة على حسابه في تويتر أمس إن «على نوري المالكي أن يصمت إن كان يحترم نفسه وأن يتذكر مواقف البحرين مع بلاده«، مشيراً الى أن على المالكي أن «لا يرمي بلدي بصفات تنطبق عليه وعلى حكمه الطائفي العميل«. وكان المالكي ندد بإعدام ثلاثة من الشيعة في البحرين في بيان تضمن هجوماً شديداً على المنامة. وكانت البحرين أعلنت أول من أمس تنفيذها الإعدام رمياً بالرصاص بثلاثة مدانين بتهمة قتل ضابط شرطة إماراتي وشرطيين بحرينيين في هجوم بعبوة متفجرة عام 2014. وفي تطورات معركة الموصل أعلن قائد الحملة العسكرية لتحرير الموصل أن القوات العراقية انتزعت حيين جديدين من قبضة تنظيم داعش في الموصل لتواصل مكاسبها أمس. وأوضح الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله في بيان صحافي أمس أن «قوات مكافحة الإرهاب حررت حي النبي يونس ومرقد النبي يونس ورفعت العلم العراقي فوق مبانيه بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات». وأضاف يارالله أن «قوات مكافحة الإرهاب حررت أيضاً حي الشرطة ورفعت العلم العراقي فوق مبانيه بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات».
استجواب متهم بارز بالفساد في فندق بالمنطقة الخضراء
الحياة..بغداد – حسين داود 
احتدم الخلاف في محافظة بغداد بين كتلة «الأحرار» بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر و «ائتلاف دولة القانون» بزعامة نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، في صراع جديد بين الرجلين ميدانه مجالس المحافظات. وأعلن الجيش العراقي أنه بات يسيطر على 90 في المئة من الجانب الشرقي للموصل، ويواجه «داعش» على طول ضفة نهر دجلة، مستخدماً الجسور العائمة.
وعقد مجلس محافظة بغداد جلسة أمس للبحث في استجواب المحافظ علي التميمي (من أنصار الصدر) في فندق الرشيد، داخل المنطقة الخضراء على غير عادة، وسط معلومات عن مخاوف على حياة أعضاء المجلس، بعد إعلان نتائج الاستجواب. وأبلغت مصادر مطلعة «الحياة»، بأن جميع الأعضاء كانوا حاضرين، بمن فيهم التميمي، وبدأ النقاش بطلب من رئيس المجلس رياض العضاض، ولفتت إلى أن الصخب عم الجلسة. وأضافت أن كتلة «الأحرار» طالبت باستبدال العضو المكلف إجراء الاستجواب عطوان العطواني. لكن معظم الأعضاء أقروا بقاءه في مهمته، على رغم اعتراض المحافظ واتهامه زملاءه باستهدافه سياسياً.
وقال العضو في المجلس عن كتلة «المواطن» بزعامة عمار الحكيم، محمد الربيعي لـ «الحياة»، إن «الاستجواب يدور حول تهم بالفساد تتعلق بمشاريع إنشاء مبان حكومية بينها مبنى الجوازات. ولائتلاف المالكي 20 عضواً في مجلس المحافظة، بينما تتطلب إقالة المحافظ موافقة 28 عضواً، وعلمت «الحياة» من مصادر موثوق فيها أن «دولة القانون» نجح في استمالة عدد من أعضاء «اتحاد القوى» السنية إلى جانبه، بعدما كان متحالفاً مع تيار الصدر وتقاسما منصبي المحافظ ورئيس المجلس. وبدأ ائتلاف المالكي حملة استجوابات في مجالس محافظات الجنوب التي يقودها خصومه من تيار الصدر و «المجلس الأعلى»، بعدما واجهت المالكي تظاهرات شعبية مناهضة خلال زيارته البصرة والناصرية وميسان الشهر الماضي.
وطالب رئيس اللجنة المالية في البصرة أحمد السليطي، وهو عضو في «دولة القانون»، المحافظ ماجد النصراوي بكشف التعاقدات التي أبرمها، ملمحاً إلى تورطه في الفساد، وهدد أنصار المالكي في ميسان بالادعاء على المحافظ علي دواي بتهمة التحريض على التظاهر.
في المقابل، تحرك تيار الصدر و «المجلس الأعلى» في كربلاء، وطالبا ممثليهما باستجواب المحافظ عقيل الطريحي (من أنصار المالكي)، على خلفية تهم بالفساد الإداري والمالي. ويعكس الخلاف المتجدد بين الغريمين، المالكي والصدر، صراعاً على مجالس المحافظات التسعة التي تأسست عام 2013، وسط انقسام داخل «التحالف الوطني» الشيعي.
ومع إرجاء موعد الانتخابات المحلية إلى عام 2018، تتزايد المخاوف من تحول هذا الصراع السياسي إلى العنف بدلاً من صناديق الاقتراع. في الموصل، قال الناطق باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان: «تم تحرير أكثر من 85 إلى 90 في المئة من الجانب الشرقي» للمدينة. وأضاف أن «ما تبقى لا يتجاوز الخمسة أحياء، وخلال الأيام المقبلة سننتهي من هذا المحور». وتابع أن مسلحي «داعش باتوا عالقين في هذه الأحياء وليس أمامهم من سبيل سوى الاستسلام».
النجف تستعين بـ «الحشد الشعبي» لحماية حدودها
الحياة..النجف – أحمد وحيد 
قال محافظ النجف لؤي الياسري لـ «الحياة»: «اتفقا مع هيئة الحشد الشعبي على تكليف فوجين من قواته حفظ أمن الحدود الغربية التي هي على تماس مع محافظات أخرى في مساحات مفتوحة لا يمكن ضبطها بعديد الجيش والشرطة». وأضاف أن «اجتماعاً عقد أخيراً ضم ممثلين عن الحكومة المحلية ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وقائد الشرطة ورئيس اللجنة الأمنية وقائد عمليات الفرات الأوسط وعدد من القادة الأمنين، وتم الاتفاق على تشكيل فوجين من قوات الحشد الشعبي لمسك بادية المحافظة، إضافة إلى الأجهزة الأمنية الموجودة فيها». وأوضح أن «الجيش والشرطة يعملان على حفظ المدينة من الداخل، إضافة إلى مساحات واسعة من الصحراء الغربية والحدود الشرقية، إلا أن عديد القوات ليس في مستواه السابق قبل الحرب على داعش لذلك عمدنا إلى الاستعانة بالحشد الشعبي من أهالي المحافظة الذين هم أعرف بجغرافيتها». وأردف أن «عملية حفظ الحدود الغربية مع الصحراء ستكون من طريق نقاط المرابطة والدوريات الجوالة، إضافة إلى بعد المصدات الكونكريتية في بعض المناطق». وكانت الحكومة المحلية اتخذت إجراءات أمنية في الفترة الماضية لضبط حركة السيارات ومنع عمليات الخطف والاغتيال، وأصدرت قرارات عدة، وأطلقت حملة لمنع تظليل زجاج العربات، حكومية كانت أو خاصة أو تابعة لجهات سياسية». وأفاد بيان لمجلس المحافظة بأن «الاتفاق الذي تمّ بين الحكومة المحلية وقيادة الحشد الشعبي وقيادة الشرطة وعمليات الفرات الأوسط، تضمن تكليف قوة من الحشد قوامها فوجين كمرحلة أولى، مهمة منع عناصر داعش من التسلل عبر الصحراء». وزاد أن «الاتفاق تضمن أيضاً حفر خندق بطول 50 كلم من الجهة الغربية حيث ستكون هيئة الحشد وفرقة العباس القتالية الجهتين المسؤولتين عن حفره».
كردستان ترفض طلب إيران إغلاق قنصلية السعودية في أربيل
بغداد - «الحياة» 
رفضت حكومة إقليم كردستان بشدة التصريحات التي أدلى بها أحد المسؤولين الإيرانيين الذي دعاها إلى إغلاق قنصلية المملكة العربية السعودية في أربيل، واعتبرت هذه الدعوة تدخلاً في الشؤون الداخلية للعراق. وجاء في بيان لحكومة الإقليم مساء أول من أمس، أن «وجود وتكوين القنصليات والممثليات الديبلوماسية في كردستان يخضع للقوانين في العراق والإقليم، ولا يحق لأحد أن يطالب بغلق أية قنصلية». وأوضح، على ما أفادت وكالة الأنباء السعودية، أن تصريح المسؤول الإيراني «ليس الأول من نوعه الذي يصدر عن مسؤولين في الباسداران حول كردستان»، مشدداً على أنه «يعد تدخلاً غير مبرر في الشؤون الداخلية للعراق وللإقليم» الذي «يعمل دوماً على إقامة علاقات ودية مع دول الجوار وكل دول العالم»، معرباً عن الأمل في أن «تتخذ طهران موقفاً جاداً إزاء هذه التصريحات غير المسؤولة وغير المقبولة أساساً، وأن تحرص على عدم تكرارها».
وقف العمليات العسكرية غرب الأنبار
الحياة..بغداد - بشرى المظفر 
أعلن مجلس محافظة الأنبار وقف العمليات العسكرية بعدما «حققت هدفها في إبعاد خطر داعش عن مدينة حديثة»، وأضاف أن الحملة لتحرير الأقضية الغربية التي ما زالت تحت سيطرة التنظيم لن «تبدأ قبل الانتهاء من معركة الموصل. وأوضح الناطق باسم المجلس عيد الكربولي أن «العمليات التي أطلقت أخيراً كانت محدودة هدفها إبعاد خطر هجمات داعش سواء بالهاونات أو الانتحاريين عن حديثة».
وأشار إلى أن «العمليات «حققت هدفها بتحرير منطقة الصكرة القريبة»، وأضاف أن «القوات الأمنية شكلت خط صد أول مكوناً من قوات جيش وفوج الطوارئ فضلاً عن متطوعي العشائر، على مسافة 15 كلم». وتابع أن «تحرير أقضية عانة وراوة والقائم يحتاج إلى أعداد كبيرة من القوات بحكم مساحة هذه الأقضية الشاسعة، لذلك فالعملية لن تطلق قبل الانتهاء من تحرير الموصل»، وزاد إن «عدم حل مشكلة الحدود الشاسعة مع سورية سبب آخر في التأخير لأن داعش يسيطر على جانبي الحدود». في بغداد، أعلنت قيادة العمليات اعتقال المسؤول العسكري «لولاية» جنوب العاصمة، وأفاد في بيان أمس، أن «قوة من مقر اللواء 55 تمكنت من القبض على المسؤول العسكري لإحدى كتائب عصابات داعش الإرهابية مع أحد معاونيه». وأضاف أنه «تم العثور على مخبأ في منطقة العمية فيه عشر عبوات ناسفة، و24 رمانة قاذفة، و 384 صاعقاً وبطاريات للتفجير مع مواد متفجرة زنة 2 كيلوغرام». وأعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية اعتقال المسؤول عن الهجمات الانتحارية التي استهدفت مركزي الشرطة في سامراء في الثالث من الشهر الجاري. وقال العقيد جواد المحمداوي إن «العصابات الإرهابية ومجموعة الانتحاريين استهدفت مركزي شرطة الإمام والمتوكل بعد أن أمن لها الخونة الملاذات الآمنة وجهزوها بالأسلحة والأحزمة». وأضاف أن «خلية الاستخـــــــبارات ومكافحة الإرهاب دهمت إحدى المضافات وتم اعتقال الإرهابي المسؤول عن إيواء الانتحاريين». وكان مركزا الشرطة، وسط سامراء في محافظة صلاح الدين، تعرضا لهجوم نفذه عناصر من «داعش» أسفر عن قتل وإصابة ثمانية من عناصر التنظيم والشرطة.
«داعش» يستهدف المدنيين ويمارس سياسة الأرض المحروقة
الحياة..نينوى - باسم فرنسيس 
حققت القوات العراقية مكاسب جديدة في الموصل، وسيطرت على أحياء أخرى في جانبها الأيسر، وأحكمت قبضتها على طول الضفة الشرقية لنهر دجلة. وأكد مواطنون أن «داعش» يعتمد سياسة «الأرض المحروقة» خلال انسحابه.
ودخلت الحملة العسكرية التي تخوضها القوات شهرها الثالث، وهي تقترب من انتزاع الجانب الشرقي للمدينة، إلا أن قادة عسكريين أميركيين وعراقيين أعلنوا أن المرحلة الأخير للسيطرة على جانبها الغربي ستكون «الأصعب»، لإن هذا الجانب معقل قادة التنظيم الذي سيخوض معركة «البقاء أو الموت». وأعلن قائد معركة الموصل الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله في بيان أمس، أن «قوات المحور الشمالي حررت حيي الكندي والقيروان في الساحل الأيسر للموصل، ورفعت العلم الوطني فوق مبانيهما». وأضاف أن «قوات مكافحة الإرهاب حررت حي الجماسة، وتواصل التقدم في حي النبي يونس». وذكرت مصادر أخرى أن «القوات رفعت العلم الوطني فوق جامع النبي يونس الكبير، وحاصرت مسلحي داعش في منطقتي الدركزلية والفيصلية في الحي». وأوضح مصدر أمني أن «قوات مكافحة الإرهاب اقتحمت حيي الشرطة والمهندسين من جهة المجموعة الثقافية بعد ساعات من تحرير حي الأندلس وسط حالات فرار في صفوف التنظيم وعدد محدود العربات المفخخة، على أن تتقدم في المرحلة المقبلة نحو منطقة الغابات المجاورة وفندق أبروي المطل على الضفة الشمالية الشرقية لنهر دجلة»، وأكد القائد في الجهاز اللواء الركن سامي العارضي أن «إرهابيي داعش بدأوا بالانسحاب نحو منطقة الغابات». وقال قائد العمليات الخاصة الثانية في الجهاز اللواء الركن معن السعدي، إن «داعش بات يسيطر على 5 أحياء رئيسية فقط في الجانب الايسر، مع استمرار قواتنا بالتقدم والتوغل داخل منطقة نينوى الشرقية». وفي السياق، أفاد قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، أن «تحرير الموصل مسألة وقت، وقد فقد التنظيم الإرهابي السيطرة على عناصره والهزائم تلاحقهم في كل معركة»، وأشار في بيان إلى أن قواته «تمكنت من تحرير 2187 كلم منذ انطلاقة الحملة في 17 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، منها 1855 كلم في الساحل الغربي، و332 كلم في الساحل الشرقي». وتعرضت القوات العراقية مجدداً لـ «هجوم بعربات مفخخة يقودها انتحاريون في حي الحدباء بعد يومين على تحريره، ما أدى إلى إصابة ضابط كبير برتبة مقدم في الفرقة 16 وعدد من الجنود»، في الأثناء أعلنت «مديرية الاستخبارات العسكرية» في بيان، «ضبط معمل لتصنيع الطائرات المسيرة ذات الحجم الكبير والقادرة على حمل الأسلحة والمتفجرات، وتملك مواصفات خاصة». وقال قائد المحور الشمالي اللواء نجم الجبوري أن «القوات تواصل قصفها بالمدفعية الثقيلة أهداف داعش داخل منشاة الكندي، فيما تمسح طائرات الاستطلاع المنطقة ولا وجود للمسلحين فيها». وكشفت مناشدات سكان نقلتها وسائل إعلام محلية، عن أن «داعش يمارس أسلوب الأرض المحروقة مع تداعي قدراته وسلطته، فيحرق الأبنية والمؤسسات، ويكثف عمليات قصفه العشوائي، مستهدفاً المدنيين العزل الذين يهربون من منطقة المعارك والقصف باتجاه المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش». وبثت محطات تلفزة محلية لقطات مباشرة تصور موجات نزوح. وكانت الحملة العسكرية تعثرت في أواخر تشرين الثاني (اكتوبر) الماضي لنحو أسبوع، عندما شن التنظيم سلسلة هجمات انتحارية مكثفة ونشر وحدات القناصة وسط أحياء مكتظة بالمدنيين، ما أجبر الجيش على انسحاب محدود وإعلان «وقفة تعبوية» لإعادة تقييم خطته.
تحت حصار الحرب .. سكان الموصل يدفنون موتاهم كلما تيسّر لهم ذلك
 (رويترز) .. عندما سقطت أربعة صواريخ على بيت أبو عبد الملك في شرق الموصل في تشرين الثاني الماضي، لقيت زوجه أبيه البالغة من العمر 60 عاما مصرعها على الفور. لكن دفن جثتها حسب الأصول المعمول بها استغرق أكثر من شهر. فقد كانت الاشتباكات في حي الزهور والمناطق المحيطة به شديدة للغاية خلال تلك الفترة ولم تسمح بنقل الجثة إلى المقبرة الرئيسة في حي كوكجلي الذي يبعد خمسة كيلومترات. ولذا قام أبو عبد الملك ووالده وشقيقه وابنه وابن أخيه بحفر حفرة غير عميقة تحت شجرة برتقال في حديقتهم على بعد خطوات فحسب من المكان الذي لفظت فيه أنفاسها الأخيرة ثم واروها التراب. وقال أبو عبد الملك الأسبوع الماضي وهو يبين لصحافي من «رويترز» كيف دمرت الصواريخ المطبخ وأشعلت النار في الأشجار إن أفراد الأسرة لم يستطيعوا التحرك لانهم كانوا محاصرين «وكان القناصة في كل مكان والجيش يتقدم». وطلب تعريفه فقط بكنيته لحماية أفراد العائلة في المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرة تنظيم «داعش«. ومع تقدم القوات العراقية عبر شرق الموصل في الهجوم الذي بدأ قبل ثلاثة أشهر وتدعمه الولايات المتحدة، لا يزال سكان المدينة معرّضين كما يقولون لخطر سقوط قذائف الهاون أو الإصابة بطلقات الرصاص مما يطلقه مقاتلو التنظيم أثناء تقهقرهم.  ولجأ المدنيون الذين يعجزون عن الوصول إلى المقابر الرئيسة في المدينة، إلى دفن موتاهم في أي مكان يتيسر لهم فيه الدفن على الأقل حتى تبتعد الاشتباكات عن بيوتهم. وقال أبو عبد الملك إنه عندما استخرج جثة زوجة أبيه يوم السبت الماضي لإعادة دفنها بجوار أسلاف العائلة في مقبرة كوكجلي، وجد أن الجثة بدأت تتحلل وتفوح منها روائح تزكم الأنوف. ويتوقع سكان في حي القادسية الثانية أن يفعلوا الشيء نفسه في الأسابيع المقبلة. ففي فناء مدرسة ابتدائية تبرز فوق سطح الأرض ثمانية أكوام مستطيلة من التراب حيث دفن بعض السكان من المدنيين أصدقاء أو أقارب لقوا مصرعهم في مناطق استعادتها القوات المتقدمة من تنظيم «داعش». ومن بين الموتى أحد السكان من كبار السن أصيب بأزمة قلبية وحالت الاشتباكات دون نقله إلى المستشفى. وقال أحد سكان المنطقة إنه دفن ابن عمه وابنيه في الأسبوع الماضي بعد أن قتل الثلاثة في هجوم بقذائف الهاون في حي الرفاق عندما خرجوا لشراء البيض. وطلب الرجل عدم نشر اسمه خشية الانتقام من ابنه الذي يعيش تحت حكم «داعش» في الشطر الغربي من الموصل الخاضع لسيطرة التنظيم الكاملة. وتشير علامة على قطعة من الورق المقوى إلى قبر ابن عمه علي حسين بينما يوضح طلاء على الجدار الخرساني المجاور موقع دفن الآخرين. وقال الرجل «سننقلهم جميعا بالطبع عندما ينتهي هذا الكابوس». وبقيت حفرة تاسعة مكشوفة تنتظر فيما يبدو الضحية التالية من ضحايا الحرب.

يضحكون بطريقة تشبه رقص الطير المذبوح
عراقيون: لا ضحك نابع من القلب وابتساماتنا كاذبة!
عبد الجبار العتابي.. «إيلاف» من بغداد: يعتقد الكثير من العراقيين ان الحزن اكثر ما يتلبس حياتهم لذلك هم يؤكدون أن إبتسامتهم لا تصدر من القلب وانهم يضحكون بطريقة تشبه الى حد كبير رقص الطير المذبوح، مشيرين الى أن السبب هو الاوضاع غير الطبيعية التي يعيشها العراق منذ سنوات طويلة وحيث الموت هو الذي يتسيد الموقف. وأعرب مواطنون عراقيون أن الضحك الذي يؤدون طقوسه في حياتهم غير حقيقي تماما لان تحت كل ضحكة هناك كمية من الجمر المشتعل، وشرح عراقيون استطلعت «إيلاف» آراءهم والاسباب وراء هذه الضحكات التي تخرج من الحنجرة فقط هو الواقع السيء الذي هو إمتداد لسنوات طويلة من القهر والظلم والفقر والموت الممنهج الذي يخطف ارواح الناس بكثرة بإستمرار مما يؤدي الى ان يكون الحزن قرينهم الدائم، مؤكدين ان العراقيين الذين كان يضرب بهم المثل في المرح وصناعة النكات اصبحوا لا يطيقون ذلك .
بغداد تلطم!
 وبدأت فكرة الاستطلاع من خلال تواجدنا وسط مجموعة من الشباب كانوا يقضون وقتهم بسرد النكات والضحك، لكنهم وسط ذلك يستذكرون بعضا من اوجاعهم ومتاعبهم، وكان السؤال الاستفزازي لهم :هل ان ضحككم صادر من اعماق القلب ؟ فكانت اجابات هذه المجموعة انه (ضحك كالبكاء) او انهم يضحكون على انفسهم بالضحك لان به يهربون من واقعهم الذي يضج بالاحزان والموت والقلق اليومي حيث لا يعرف الانسان الذي يخرج من بيته ان كان سيعود اليه سالم، وهز أحدهم يده ليطلق حسرة ومن ثم يقول “ان الذي في داخلي من حزن وألم اشعره سيقتلني ولكنني اهرب منه الى هؤلاء الاصدقاء وترانا نختلق الضحكة ونقهقه على اتفه الاشياء لاننا نريد ان ننسى وان نعيش وقتا من الغيبوبة في هذه الصحبة بل ان أحدهم اشار الى واقع المقولة الشهيرة (القاهرة تؤلف وبيروت تطبع وبغداد تقرأ) التي صارت الان (القاهرة ترقص وبيروت تسكر وبغداد تلطم)”، موضحا الى ان اللطم البغدادي او العراقي اصبح هو ما يميز الحياة العراقية بسبب الحزن الذي توشحت به الايام والمآسي التي اصابت مجتمعه وخاصة في السنوات الثلاثة عشر الاخيرة التي صار الموت فيها يحصد الناس بالعشرات .
لاضحك مع المقابر
وحاولنا ايضا إستطلاع اراء مواطنين اخرين من اعمار مختلفة، نحو 200 شخص، فكانت النتيجة ان ضحكهم اصبح شحيحا ازاء ما يرونه يوميا من إنفجارات تمزق اجساد الناس اشلاء مع حالات الفقر المتزايدة وعدد المتسولين في الشوارع والسلبيات الكثيرة التي تفتك بالبلد ، وقد اخترنا هنا بعضا من الاراء. فقد اكد سلام جبر ،موظف، انه لايشعر بحلاوة الضحكة، وقال :”لاشيء في العراق الحزين يجلب لنا الضحك ، ربما اقول ان اخر ضحكة حقيقية للعراقيين كانت يوم انتهت الحرب العراقية الايرانية عام 1988، اما الان فها انت ترى الاحزاب الاسلامية وقد وهبت العراق الحزن والبكاء واللطم على الاموات بشكل مستمر وقد امتلأت المقابر باجساد الشباب”.
كثير من الحزن
اما كريم فاضل سائق سيارة اجرة، فقد اكد ان الابتسامة الصفراء هي التي بقيت وقال : “من يسمع أحزان غيره تهون عليه احزانه، وانا كل يوم اسمع من الناس ما يشيب منه الرضيع، فالناس كلها تخاف من الواقع ويرونه بلا نهاية، خاصة ان الحكومة غير مهتمة لما يصيب الشعب من كوارث، فهي لاهية عنه فلا ماء ولا كهرباء ولا عمل ولا خدمات والفساد يا سيدي اكل الاخضر واليابس واضاف: “لا استطيع ان اضحك حقيقة وهناك كثيرون مثلي لا يضحكون وان ضحكوا فليس ذلك الضحك، فهل تستطيع ان تضحك وان تشاهد كبار السن من النساء والرجال وهم يتسولون في الشوارع العامة ونقاط السيطرات”.
ضحكة القهر
من جهته اكد الموظف وسام البديري، قائلا : “غادرت الابتسامة شفاه العراقيين للاسف الشديد بعد ان جفت محبرة الصبر لوصف حال الوطن بالجريح وقد تناوشته سكاكين الجميع :ملكية وجمهورية قومية وبعثية ومن ثم متأسلمة، وقد ادعى كل واحد منهم وصلا ببناء ابراج عالية من آلام العراقيين . وتابع : “ قد لا نضحك من القلب ولكننا نسخر من احوالنا بما لا يجلب علينا (الجلطات القلبية او الدماغية)، لكننا نأسف لحالنا وقد حرمنا الطغاة من ابسط حقوقنا في الضحكة الصافية والنابعة من القلب”.
رقص الطائر المذبوح
 اما هادي جلو مرعي،صحافي ومدير المرصد العراقي للحريات الصحفية، فقد قال:” نعم، هكذا هم العراقيون يضحكون بطريقة تشبه رقص الطير المذبوح لانهم يحتكمون الى حزن سرمدي سببه نوع الحكم السائد عبر التاريخ وتسلط أقوام عليهم والثقافة السالبة للفرح حيث ينتمون الى حضارة جنائزية تحتفي بالموت والرحيل والعذاب واليأس.وهذا يشمل كل تاريخهم :الاهوار، بابل،الطوفان والاحتلالات. واضاف: “الواقع الحالي امتداد للماضي وصنيعته فليس من شيء يتأسس من فراغ فالسنة التي تجيء صنيعة التي سبقت، واليوم يحاصر بالهم مواطني هذا البلد. الموت والارهاب والطائفية والحرمان والقتل المجاني والفساد الذي خرب البلاد والحرمان من الشعور بالكرامة وعدم الحصول على خدمات تحفظ انسانيتهم”.
صرخة مدوية
 فيما قال الصحافي صالح الشيباني: “يضحك العراقيون هرباً من واقعهم، احيانا يرتفع صوت ضحكهم وفي احيان اخرى ينخفض تماماً من الواقع السياسي المتأرجح والصاعد والنازل بسبب وبلا سبب.  واضاف: “ العراقيون يستشعرون الماً لا سبيل الى مقاومته والسخرية منه الا من خلال إبتكار طرائف عن السياسيين تفضي الى ضحكات صاخبة وعيون دامعة، يضحكون ويضحكون ويرقصون وهم مذبوحون من الوريد الى الوريد”.  وتابع: “اعتقد جازما ان كلمة ابتسامة مواطن عراقي تخفي وراءها صرخة مدوية، نحن نحتاج الى هذه الصرخة لتدك عروش الفساد”.
نتشاءم من الضحك
من جانبه قال الاستاذ في كلية الفنون الجميلة محمود موسى : “ من البديهيات المعروفة عن الفرد العراقي انه يمتاز بشخصية ازدواجية تجمع بين الكثير من الثنائيات المتناقضة مثل الميل الى الحزن والفرح في آن واحد وهذا ما نلاحظه في موروثه الغنائي خاصه وموروثه السلوكي عامة”. واضاف: “رغم ذلك فالشعب العراقي يميل كثيراً الى الضحك والمرح وربما ينافس الشعب المصري في هذا الجانب لكنه في نفس الوقت ربما يكون الشعب الوحيد في العالم الذي يتشائم من الافراط في الضحك، فحين يضحك العراقي سرعان مايتدارك نفسه قائلاً : اللهم اجعلها ضحكة خير! “.
ذاكرة قصيرة
الى ذلك قال نبيل ابراهيم الزركوشي، تربوي وباحث:” إن الضحك هو رد فعل لاي شخص على حادثة او موقف يحدث امامنا ويعتبره البعض احدى وسائل التواصل بين الاشخاص لذا تعتبر الظرافة سمة من سمات الشخصية العراقية”. وأضاف: “حياة العراقيين مليئة بهذه التناقضات اذ نرى ان الذاكرة للانسان العراقي اصبحت لاتتجاوز ساعة بعد الانفجار حيث تعود الحركة والحياة الى المكان الذي شهد انفجاراً منذ ساعة بالاضافة الى ذلك وفرت التطورات التي يشهدها العراق بعد 2003 مساحة واسعة من الحديث عن المسؤلين الجدد الذي كان الامر يعتبر حياة او موت الخوض في هذا الحديث قبل التاريخ اعلاه بالرغم من ذلك يبقى الانسان العراقي يكابر على ما بداخله لكونه يملك من الكبرياء ما يجعله يبتسم ظاهرياً ويحترق داخلياً وهو يرى وطنا كان يتقدم الاوطان مستباحا من الجميع”.
تضاد الاحداث
الدكتور قاسم حسين صالح، مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية، قال : رغم ان سؤالك يبدو للقاريء بسيطا، لكنه يحتاج الى إجابة علمية نوجزها بالاتي: “إن شخصية الفرد هي نتاج ما صنعته الأحداث التي عاشها أجداده ، وما يعيشه من أحداث في الحاضر.وبالقطع،لا يوجد شعب في الأرض خبر التناقضات في حدة الأحداث كالتي خبرها الشعب العراقي، ولتحول الأحداث بما يشبه الارجوحة (ازمة،فرج،ازمة...) هو السبب في تقلب المزاج العراقي بين فرح، حزن، فرح..في اليوم الواحد ولك ان تلاحظ كيف يذهب العراقي في الصباح الى مأتم حزن لقريب او جار مات في حادث انفجار..ويذرف الدموع، ويذهب في المساء لحفلة عرس صديق..يغني فيه ويرقص”. واضاف: “تضاد هذه الأحداث انتج تناقض السلوك والمزاج في الشخصية العراقية، ولا ننسى ان العراق هو اول من صنع القيثارة وألف اغنية حب، وهو بلد الطرب والعراقيون اهل نكتة، والعراق بلد الشعر والجمال، وكلها تدفعك الى ان تضحك، ما يعني ان العراقي مجبول على الفرح والعشق والضحك من آلآف السنين.  وتابع: “ تسألني هل هو ضحك طير مذبوح..؟اجيبك نعم عند من استسلم لليأس من اصلاح الحال ومن وصل حالة اكتئاب او تملكه حزن مرضي، لكنه ضحك عراقي نقي صحي لدى النقيض”.  وختم بالقول: “وبالمناسبة، ان الضحك يطيل العمر، ويشيع المودة بين الناس ويزيدهم قوة ويجعلهم اكثر تعلقا بالحياة، وعلينا ان نشيعه بين العراقيين ليعيدوا به الوطن الذي سرقه الفاسدون.
 من بين حنايا النص 
في مدينة الناصرية (جنوبي العراق) فرضت البلدية موسيقى خاصة موحدة لبائعي قناني الغاز لكي تُميزهم عن الاخرين، وقال عن تلك الموسيقى الكاتب ابو فراس الحمداني: “ الموسيقى المُختارة حزينة جداً وتُقطِّع القلب وكأن المدينة بحاجة الى حزن اضافي اكثر من واقعها المأساوي” .
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,241,152

عدد الزوار: 7,625,586

المتواجدون الآن: 0