«شبيغل» تجول في سوريا: أنقاض التعايش وأضغاث أحلام المصالحة..موسكو: تدخلنا في سورية أوقف «سلسلة الثورات الملونة»..روسيا: قوات إيران و«حزب الله» خارج سورية بعد انتهاء الحرب...كلور أسدي على الغوطة والانتقال السياسي يعود إلى جنيف واستعداد سعودي لإرسال «قوات خاصة»

أميركا تجمد مساعدات المعارضة السورية..الأمم المتحدة تعيد بند الانتقال السياسي إلى جدول أعمال مفاوضات جنيف..مليشيات شيعية تسرق قافلة مساعدات إنسانية متوجهة إلى حي الوعر

تاريخ الإضافة الأربعاء 22 شباط 2017 - 5:34 ص    عدد الزيارات 1680    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

رداً على انتهاكات ميليشيات إيران.. الثوار يطلقون معركة واسعة بريف حماة
   أورينت نت ... أطلقت فصائل ثورية اليوم الثلاثاء معركة جديدة ضد مواقع عسكرية بريف حماة، وذلك رداً على عدم التزام قوات الأسد وميليشيات إيران باتفاق وقف إطلاق النار. وأفاد مراسل أورينت "فراس كرم" أن فصائل "حركة أحرار الشام، جيش العزة، جيش النصر، أبناء الشام، الفرقة الوسطى" أطلقت معركة بهدف السيطرة على مناطق عسكرية لقوات الأسد في ريف حماة الشمالي الغربي. وأوضح مراسلنا أن المعركة تستهدف تحرير مدينة كرناز و قرى" بريديج والمغير" ومزارع الصخر. وتأتي المعركة بعد أن صعدت قوات الأسد وميليشيات إيران في الآونة الأخيرة من وتيرة استهدافها للمناطق المحررة في ريف حماة، وذلك في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، رغم تعهد روسيا في مؤتمر أستانا الأخير بتثبيت الاتفاق الضغط على النظام للالتزام به.
قوات الأسد تقصف الغوطة بـ8 صواريخ محملة بالكلور دفعة واحدة
    أورينت نت ... قبل يومين من انطلاق مفاوضات جنيف برعاية الأمم المتحدة حول سوريا، قصفت قوات الأسد، اليوم الثلاثاء، مناطق في الغوطة الشرقية بريف دمشق بثمانية صواريخ محملة بالكلور. وأفاد المكتب الإعلامي لـ"جيش الإسلام" بأن قوات الأسد وميليشيات إيران المتمركزة في مطار المرج، استهدفت بعد ظهر اليوم الثلاثاء بلدة حوش "الضواهرة" التابعة لمنطقة الأحواش قرب مدينة دوما في الغوطة الشرقية بثمانية صواريخ محملة بالكلور. استهداف قوات الأسد منطقة دوما بالكلور، يأتي قبل يومين من انطلاق الجولة الرابعة من محادثات جنيف، التي ستركز على "إقامة نظام حكم يتسم بالمصداقية والشمول وعدم الطائفية وعملية لصياغة دستور جديد وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة". وكانت فرنسا قد طالبت مجلس الأمن الدولي قبل أسبوع بإصدار قراراً يقضي بمعاقبة من استخدم الأسلحة الكيماوية في سوريا، وذلك بعد يوم واحد من تقرير هيومن رايتس ووتش وثقت فيه استخدام الأسد لأسلحة محرمة دولياً لضرب الفصائل المقاتلة خلال المعارك التي أدت إلى سيطرتها على مدينة حلب. وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية قد أكدت قبل أشهر أن قوات الأسد استخدمت غاز الكلور كسلاح كيماوي ثلاث مرات على الأقل في 2014 و2015. يشار أن قوات النظام وميليشيات إيران تحاول منذ أكثر من 3 أشهر اقتحام الغوطة الشرقية والوصول إلى معاقل المعارضة في دوما، وذلك عبر سياسة الهجوم السريع والمتلاحق الذي ادى بدوره لسقوط عدة مدن وبلدات في القطاع الجنوبي من الغوطة، حيث احتلت ميليشيات إيران خلال الأسابيع القليلة الماضية بلدات "القاسمية والبحارية والميدعاني" في الغوطة الشرقية، وذلك رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ أواخر كانون الأول الماضي.
مليشيات شيعية تسرق قافلة مساعدات إنسانية متوجهة إلى حي الوعر
    أورينت نت ... اعترضت ميليشيا "لواء الرضا" المساندة لقوات النظام، قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة، عقب منعها من دخول حي الوعر المحاصر في حمص. وقال مراسل أورينت " سيف الأحمد": "حاولت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الاحمر إدخال القوافل إلى حي الوعر، لكن النظام منع إدخالهم وقصف الحي، فقرروا الرجوع بالقوافل إلى المستودعات، وأضاف "وفي طريقهم إلى المستودعات، اعترضت طريقهم مجموعة مسلحة شيعة من قرية المزرعة واختطفت 22 شاحنة من أصل 35 شاحنة، وفرغت المساعدات في القرية التي تقطنها أغلبية موالية للنظام". في السياق ذاته نقلت وكالة "سمارت" عن شهود في المنطقة، أن عدداً من سائقي الشاحنات تعرضوا للضرب، وأن الميليشيا أفرجت لاحقا عن الوفد الأممي، وكذلك عن الحراس المرافقين له بعد الاستلاء على أسلحتهم. وكانت "الهيئة المدنية العامة" في حي الوعر المحاصر بحمص، طالبت بإسقاط المساعدات الإنسانية للحي جوا لاعتباره "منطقة يصعب الوصول إليها"، وحاولت الميليشيات الأجنبية منع القوافل الإغاثية الأممية من الدخول الى حي الوعر بعد وعود كان قد أطلقها بتسهيل مهمة قوافل الإغاثة، حيث يأتي التصعيد العسكري على الحي ضمن ضغوط يمارسها النظام على الأهالي للهروب من التزاماته في الاتفاق فيما يتعلق بالإفراج عن المعتقلين، المقدر عددهم بنحو 7500 معتقل. ويعاني أهالي حي الوعر المحاصر من حالة معيشية سيئة نتيجة نقص الأدوية والمعدات الطبية وندرة المواد الغذائية وفقدان المحروقات، بسبب الحصار المفروض على الحي من قبل حواجز قوات النظام المحيطة. يشار أن دفعتين من مقاتلي وأهالي الحي تم تهجيرهم في أيلول الماضي إلى مناطق ريف حمص الشمالي، بواقع 750 من المدنيين والعسكريين، بعد التوصل لاتفاق يقضي بإخراج دفعات من الراغبين بالخروج وفتح معبر دوار المهندسين لدخول المساعدات والبضائع.
الأمم المتحدة تعيد بند الانتقال السياسي إلى جدول أعمال مفاوضات جنيف
    أورينت نت.... استبقت الأمم المتحدة انطلاق مفاوضات جنيف الرسمية في 23 شباط، بإعادة بند "الانتقال السياسي" إلى جدول أعمال المفاوضات، وذلك في تراجع عن تصريحات كان المبعوث الأممي إلى سوريا "ستيفان دي مستورا" قد أدلى بها حول اقتصار المفاوضات على "الدستور و الانتخابات". وبدأت الوفود المشاركة في المفاوضات السورية بالوصول إلى جنيف، أمس الإثنين، حيث تنظّم الأمم المتحدة "مشاورات تمهيدية" تسبق انطلاق المفاوضات الرسمية يوم الخميس القادم. في هذه الأثناء، نقلت وكالة رويترز عن "مايكل كونتت" مدير مكتب "دي ميستورا" تأكيده بأن المحادثات التي من المقرر أن تبدأ الخميس المقبل في جنيف مبنية على تفويض واسع من قرار للأمم المتحدة يطالب وسيط الأمم المتحدة بعقد محادثات بشأن "عملية انتقال سياسي". وأضاف "كونتت" أن دي ميستورا يضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات الخاصة بالمحادثات، مشيراً إلى أن "الدعوات وكذلك جدول الأعمال الموضوعي الثابت مبنية على النطاق الواسع لقرارات مجلس الأمن خاصة 2254 الذي يعد الموجه الأساسي لنا في هذه العملية"، مشدداً على أن "الفقرة الإجرائية الثانية من (القرار) تطالب المبعوث الخاص بعقد المفاوضات الرسمية بشأن عملية الانتقال السياسي." ومن المقرر أن تتركز المحادثات على ثلاث مجموعات من القضايا التي يفوض القرار 2254 دي ميستورا بالتوسط فيها وهي إقامة "نظام حكم يتسم بالمصداقية والشمول وعدم الطائفية" وعملية لصياغة دستور جديد وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة". إعادة الأمم المتحدة بند "الانتقال السياسي" إلى جدول أعمال مفاوضات جنيف، يأتي بعد أن سُحب من قبل المبعوث الدولي إلى سوريا "سيتفان دي مستورا"، الأمر الذي أثار غضب وسخط المعارضة السورية. وكان دي مستورا قد أشار أمس الإثنين إلى أن المفاوضات المرتقبة في جنيف "ستركز على صياغة دستور سوريا الجديد، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت رعاية الأمم المتحدة، وضمان نظام حكم خاضع للمساءلة".  وتجنّب دي ميستورا إعطاء جواب واضح حول ما قيل عن تخلي الأمم المتحدة عن عبارة "الانتقال السياسي" في ما يخص موضوع مفاوضات جنيف، قائلاً إن "إطار المفاوضات يحددها القرار الدولي رقم 2254". وكانت المعارضة قد استبعدت إحداث خرق خلال محادثات جنيف، معتبرة أن النظام وحلفاءه غير جديين في التوصل إلى حل سياسي، حيث أكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة، خلال مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن، في ألمانيا الأحد، أن وفد المعارضة، الذي سيضمّ 4 مجموعات من بينها مجموعة تمثل "الائتلاف"، سيكون مستعداً للبحث عن سبل للتسوية السياسية، مشدداً على ضرورة رحيل بشار الأسد. وتتهم أطياف المعارضة السوري المبعوث الأممي إلى سوريا "ستيفان دي ميستورا" بتبني رؤية نظام الأسد وروسيا للحل في سوريا، ولا سيما عبر انطلاقه من معطيات يصر من خلالها على التمسك ببقاء الأسد في السلطة، ولا سيما أن الأمم المتحدة ماتزال تعتبر النظام الطرف "الشرعي" المعترف به، فيما تبقى المعارضة خاضعة لتقييم مستمر حول شرعيتها ومن يمثلها، في حين يكرس "دي مستورا" عمله الآن للالتفاف على بيان "جنيف 1"، وهو ما نجح فيه من خلال صيغة قرار مجلس الأمن الرقم 2254 نتيجة تساهل أميركي وصل إلى حد التواطؤ مع الموقف الروسي، بينما يتهرب دي ميستورا دائماً من الدعوة إلى وقف الغارات الروسية، وهي أقل واجباته كممثل للأمم المتحدة. والجدير بالذكر، أن الخلاف بشأن مصير الأسد هو السبب الرئيسي وراء فشل جهود سلام سابقة بذلتها الأمم المتحدة، من ايجاد حل للمسألة السورية التي تقترب من دخولها العام السابع، حيث تصر المعارضة على أن أي اتفاق سلام يتعين أن يتضمن رحيل الأسد عن السلطة مع بدء المرحلة الانتقالية؛ في حين يقول نظام الأسد وروسيا إن الاتفاقات الدولية التي تضمن عملية السلام لا تتضمن أي عبارة تشير إلى ذلك.
 
«شبيغل» تجول في سوريا: أنقاض التعايش وأضغاث أحلام المصالحة
أعدت «إيلاف» هذا التقرير بتصرف عن مجلة «شبيغل»...     مراسل شبيغل يجول في حلب واللاذقية وحمص
عبد الاله مجيد... لندن: من يزور سورية الواقعة تحت سيطرة رئيس النظام السوري بشار الأسد كمن يدخل عالمًا في يوم القيامة، على حد تعبير مجلة شبيغل الألمانية، بعد جولة لها في حلب واللاذقية وحمص. فبحسب المجلة، حلب اصبحت رمزًا لحملة القصف الوحشية، بينما اللاذقية، معقل النظام على البحر المتوسط، لم تصلها الحرب عمومًا، وحمص، عاصمة الانتفاضة سابقًا، دُمرت ويُراد لها أن تصبح أنموذجًا لإعادة الإعمار، كما يقول النظام السوري. تلاحظ شبيغل أن الصحافيين الذين يزورون سورية لا يستطيعون التنقل بحرية. ورسميًا، لا يُسمح لهم إلا بزيارة الأماكن التي حصلوا على موافقات مكتوبة من النظام لزيارتها. يُضاف إلى ذلك أن الصحافيين لا يستطيعون أن يقابلوا إلا أشخاصًا مقبولين من النظام، وأي لقاءات أخرى يجب أن تكون سرية. وفي العادة، يكون مع الصحافيين مرافقون عينتهم الحكومة. هناك مرافق واحد للصحافيين الأجانب في حلب. ويعني هذا أن من الممكن في العادة التحدث مع السكان بعيدًا عن عيون النظام. لكن في اللاذقية ترافق الصحافيين حراسة عسكرية. وهناك مرافقان فقط في حمص. لكن حتى حين لا يكون المرافقون حاضرين، ليس من السهل دائمًا أن يعرف الصحافي إذا كان السوريون يقولون حقًا ما يعتقدون، أم أن اقوالهم تأتي مصاغة بدافع الخوف. ومن البديهي أن يريد النظام أن يوحي للزائر أن الأسد وحده القادر على توحيد البلد من جديد. لكن، ما موقف السوريين؟ وما العقبات التي تعترض طريق المصالحة وإعادة البناء؟ أليس الأسد نفسه العقبة الكأداء؟
حلب
كانت أغلبية مقاتلي المعارضة الذين سيطروا على أجزاء من حلب من المناطق المحيطة بالمدينة، وينتمون إلى فصائل مختلفة، بعضها معتدل وبعضها الآخر متطرف. وكانت مجموعات عديدة تزداد تطرفًا بمرور الوقت. يقول الجزار احمد طوبال إن المقاتلين الاسلاميين الذين سيطروا على منطقته سرعان ما منعوا الكحول والسجائر. واضاف أن المنع لم يسبب له مشكلة لأنه اصلًا متدين، لكن عندما حضر قائدهم في المنطقة لأداء صلاة الجمعة وبيده كلاشنكوف، أصبح الوضع لا يُطاق بالنسبة لطوبال. وتوقف عن الصلاة في المسجد ومنع اطفاله من الذهاب إلى المدرسة خوفًا من أن يغسل الاسلاميون ادمغتهم. وفيما كان طوبال واربعة آخرون يدفئون انفسهم حول برميل اشعلوا فيه قطعًا من الخشب، تقدم نحوهم رجل قصير كان يبتسم، ثم بدأ يبكي. وقال احد الرجال: "هذا محمد. أُصيب بالجنون نتيجة غارات القصف". يبكي الرجل ويضحك ثم يبكي مرة أخرى ويمضي مختفيًا بين الأنقاض المظلمة. شوارع حلب الشرقية التي كانت تحت سيطرة المعارضة مقطعة الأوصال بالأنقاض، وكل شيء مفروش بطبقة من الرماد والغبار. وأحيانًا، يمكن رؤية اشخاص يقفون في الشوارع، ضائعين، صامتين، ساهمين، حزينين: انهم الناجون الذين يعيشون الآن بلا هدف. التاريخ يكتبه المنتصرون، والآن جميع من في الحي الذي يسكنه طوبال يقولون إنهم لم يكونوا راضين عن مقاتلي المعارضة، ومن لديه رأي مختلف يلتزم جانب الصمت أو لم يعد إلى المدينة ليحكي قصصه. قرر نظام الأسد منذ البداية أنه لا يستطيع البقاء إلا باستخدام العنف إلى نهاياته القصوى. ويمكن رؤية النتيجة: مئات الآلاف من الضحايا المدنيين. وبحسب تقرير لمنظمة العفو الدولية، قتل 13 الف سوري في اعدامات جماعية في سجن صيدنايا قرب دمشق، حيث يمارس التعذيب والاغتصاب بصورة منهجية. كما قرر النظام أن التدمير لا المصالحة هو الطريق إلى النصر، وليحقق الأسد هيمنته العسكرية بمساعدة حلفاء اقوياء، على حد تعبير مجلة شبيغل.
اللاذقية
تستغرق رحلة مراسل شبيغل إلى اللاذقية خمس ساعات على الرغم من انها لا تبعد إلا 144 كيلومترًا، لكنها رحلة إلى عالم آخر، كما يقول المراسل، مشيرًا إلى أن الطريق الوحيد الذي يربط حلب بمناطق سورية الأخرى الواقعة تحت سيطرة النظام مزدحم بالحافلات والسيارات والعربات المصفحة، فيما يتربص المسحلون الاسلاميون على مسافة ليست بعيدة. ويمر الطريق بقرى مهجورة مدمرة، وتحف بالطريق عربات عسكرية محروقة، فيما تنتشر في التربة الجرداء قذائف غير منفجرة. وأقام جيش النظام تحصينات من الصخور الكبيرة ومعادن الخردة على قمم التلال القريبة من الطريق. تقع اللاذقية وراء الجبال الساحلية. هناك، ظلت الاوضاع كما كانت في الأساس. فعلى امتداد الكورنيش، يرمي رجال يمارسون هواية الصيد صناراتهم في البحر كما يفعلون في كل صباح. وطُليت البيوت حديثًا، وازدحمت المتاجر، ومدد المسؤولون المحليون ساعات عمل المتاجر بدعوى مراعاة الزوار القادمين من حلب الذين يفضلون التسوق في ساعة متأخرة من الليل. يتولى الروس حماية اللاذقية بوصفها أهم ميناء سوري معروف بشواطئه وفنادقه الفخمة، ولديهم قاعدة جوية في المدينة منذ عام 2015. هناك فقر مدقع وثراء فاحش في اللاذقية، فيما تسيطر عائلة الأسد على اقتصاد المدينة وطرق التهريب.
حمص
كانت حمص عاصمة الثورة السورية، إلا أن نحو ثلثي المدينة أرض يباب اليوم. فقوات النظام قصفت احياء كاملة بعنف، كما فعلت في حلب لاحقًا، حيث لم تعد صالحة للسكن بعد أن اصبحت ابنيتها هياكل فارغة. فتهديم هذه الأبنية كان الخيار الوحيد مذكّرًا بمدينة درسدن أو ستالينغراد اللتين دُمرتا في الحرب العالمية الثانية، كما تشير شبيغل. ويعتزم النظام إعادة بناء المدينة بمساعدة أحد برامج الأمم المتحدة، يديره غسان جنسيز مع فريق مستشاريه وزوجته المعمارية مروة الصابوني . وتمشي الصابوني (35 عامًا) مخترقة مركز المدينة التاريخي الذي كان ينبض بالحياة، لكنه مقفر الآن وصامت صمت القبور. يريد النظام أن تصبح حمص رمز بداية جديدة لسوريا تُبنى على رماد الموتى. لكن حتى الصابوني تشكك في نجاح خطة النظام. وتقول لشبيغل: "المدينة تواجه مشكلات مالية هائلة وكثير من العائلات غادر منذ فترة طويلة وبنى حياة جديدة في أماكن أخرى". وتلفت الصابوني إلى أن المواطنين يخافون أن يبدأو شيئًا جديدًا هنًا، فكل شيء تحت المراقبة وكل شخص يرتاب في دوافع الآخرين. فحمص رمز، لكن ليس بالمعنى الذي يريده النظام. يقول السوريون إذا تكررت الكذبة مرات كافية تصبح حقيقة. وجولة في سورية مع مرافقي نظام الأسد تبين أن آراء الكثير من السوريين تختفي وراء جدار من الخوف، وهي تبين أن نظام الأسد لا يترك مجالًا للمصالحة. وهو لم يترك مجالا للمواطنين الذين نزلوا إلى الشوارع وثاروا على حكمه الذي يعذب خصومه ويرفض إعطاء مواطنيه حقهم في الحرية، كما تقول شبيغل. يبكي كثير من السوريين بحنين على أيام التعايش التي عرفوها منذ قرون، لكن النظام لا يقترح على المعارضة شيئًا أكثر من الخضوع والاستسلام.
كلور أسدي على الغوطة والانتقال السياسي يعود إلى جنيف واستعداد سعودي لإرسال «قوات خاصة»
المستقبل...(أ ف ب، رويترز، روسيا اليوم، أورينت نيوز، سكاي نيوز).... أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير استعداد بلاده لإرسال قوات خاصة إلى سوريا للقضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي بالتعاون مع الولايات المتحدة. وفي سوريا يستمر نظام الأسد في هجماته الكيميائية التي كان نصيب غوطة دمشق منها ثمانية صواريخ. وقبل أيام من اجتماعات جنيف حول الأزمة في سوريا، أعلنت الأمم المتحدة إعادة بند «الانتقال السياسي» إلى جدول أعمال المفاوضات، في تراجع عن تصريحات كان المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي مستورا أدلى بها حول اقتصار المفاوضات على «الدستور و الانتخابات». ففي تصريحات خاصة لصحيفة «زود دويتشه تسايتونج» الألمانية في عددها الصادر أمس، قال وزير الخارجية السعودي إن «المملكة العربية السعودية ودولاً أخرى بالخليج أبدت استعدادها للمشاركة بقوات خاصة إلى جانب الولايات المتحدة، وهناك بعض دول التحالف الإسلامي ضد الإرهاب والتطرف مستعدة أيضاً لإرسال قوات». وأشار الوزير السعودي إلى أن بلاده ستنسق مع الإدارة الأميركية بشأن الخطة المزمع تنفيذها. وأوضح للصحيفة الألمانية أنه يتوقع عرض هذه الخطط قريباً، ملمحاً إلى أنه يمكن تسليم مناطق محررة في سوريا إلى المعارضة وقال إن «الفكرة الأساسية هي تحرير مناطق من تنظيم «داعش»، ولكن أيضاً ضمان ألا تقع هذه المناطق في قبضة «حزب الله» أو إيران أو النظام». يُذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في انتظار خطة لمكافحة التنظيم المتطرف كان أمر وزير الدفاع جايمس ماتيس بعرضها عليه في مهلة 30 يوماً. ميدانياً، وقبل يومين من انطلاق مفاوضات جنيف برعاية الأمم المتحدة حول سوريا، قصفت قوات الأسد مناطق في الغوطة الشرقية بريف دمشق بثمانية صواريخ محملة بالكلور. وأفاد المكتب الإعلامي لـ«جيش الإسلام» أن قوات الأسد وميليشيات إيران المتمركزة في مطار المرج، استهدفت بعد ظهر الثلاثاء بلدة حوش الضواهرة التابعة لمنطقة الأحواش قرب مدينة دوما في الغوطة الشرقية بثمانية صواريخ محملة بالكلور. وفي سياق آخر، قال مصدر عسكري كردي إن تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي تدعمه الولايات المتحدة دخل محافظة دير الزور للمرة الأولى في إطار حملة تدعمها واشنطن ضد تنظيم «داعش». وقال المصدر العسكري الكردي «العمليات العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية تجري الآن ضمن الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور من جهة الشمال أي جنوب الحسكة». وأكد المرصد السوري مقتل أكثر من 11 وإصابة 35 في ضربات جوية على بلدة بشمال محافظة دير الزور. وأحرزت فصائل معارضة تدعمها أنقرة تقدماً على حساب المتطرفين في مدينة الباب في إطار عملية «درع الفرات»، وفق ما أفاد مصدر ميداني. ويأتي تصعيد القصف التركي على الباب حيث أفيد عن سقوط 11 مدنياً على الأقل بينهم أطفال وفق المرصد، دعماً لقوات فصائل «درع الفرات» التي تحاول التقدم من القسم الغربي الى وسط الباب، بعد تمكنها من السيطرة على مواقع عدة في غرب المدينة وخوضها معارك عنيفة ضد المتطرفين الذين يسيطرون على المدينة منذ العام 2014. وقال أبو جعفر القائد العسكري في «لواء المعتصم»، وهو فصيل منضو في قوات «درع الفرات» إنه «تم حشد قوات درع الفرات ليلاً وتوزيعها على ثلاثة محاور لتسهيل اجتياح المدينة». وفي السياسة، استبقت الأمم المتحدة انطلاق مفاوضات جنيف الرسمية في 23 شباط، بإعادة بند «الانتقال السياسي» إلى جدول أعمال المفاوضات، وذلك في تراجع عن تصريحات كان المبعوث الدولي إلى سوريا أدلى بها حول اقتصار المفاوضات على «الدستور و الانتخابات». وبدأت الوفود المشاركة في المفاوضات السورية بالوصول إلى جنيف، حيث تنظّم الأمم المتحدة «مشاورات تمهيدية» تسبق انطلاق المفاوضات الرسمية يوم الخميس القادم. ونقلت وكالة «رويترز» عن مايكل كونتت مدير مكتب دي ميستورا تأكيده أن المحادثات التي من المقرر أن تبدأ الخميس المقبل في جنيف، مبنية على تفويض واسع من قرار للأمم المتحدة يُطالب وسيط الأمم المتحدة بعقد محادثات بشأن «عملية انتقال سياسي». وأضاف كونتت أن دي ميستورا يضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات الخاصة بالمحادثات، مشيراً إلى أن «الدعوات وكذلك جدول الأعمال الموضوعي الثابت مبنية على النطاق الواسع لقرارات مجلس الأمن خصوصاً 2254 الذي يُعد الموجه الأساسي لنا في هذه العملية»، مشدداً على أن «الفقرة الإجرائية الثانية من (القرار) تُطالب المبعوث الخاص بعقد المفاوضات الرسمية بشأن عملية الانتقال السياسي». ومن المقرر أن تتركز المحادثات على ثلاث مجموعات من القضايا التي يفوض القرار 2254 دي ميستورا بالتوسط فيها وهي إقامة «نظام حكم يتسم بالصدقية والشمول وعدم الطائفية وعملية لصياغة دستور جديد وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة». وإعادة الأمم المتحدة بند «الانتقال السياسي» إلى جدول أعمال مفاوضات جنيف، يأتي بعد أن سُحب من قبل دي مستورا، الأمر الذي أثار غضب وسخط المعارضة السورية. وكان دي مستورا أشار إلى أن المفاوضات المرتقبة في جنيف «ستركز على صياغة دستور سوريا الجديد، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت رعاية الأمم المتحدة، وضمان نظام حكم خاضع للمساءلة». وتجنّب إعطاء جواب واضح حول ما قيل عن تخلي الأمم المتحدة عن عبارة «الانتقال السياسي» في ما يخص موضوع مفاوضات جنيف، قائلاً إن «إطار المفاوضات يحددها القرار الدولي رقم 2254». وفي مسار آخر، أفادت مصادر في المعارضة السورية المسلحة بتجميد مساعدات عسكرية كانت تنسقها وكالة المخابرات المركزية الأميركية لمقاتلي المعارضة في شمال غرب سوريا، وذلك بعد تعرضهم لهجوم كبير من متطرفين في الشهر الماضي. وقال مسؤولون في المعارضة السورية إنه لا يوجد تفسير رسمي للخطوة التي اتخذت هذا الشهر بعد هجوم المتطرفين، لكن عدداً من المسؤولين يعتقدون أن الهدف الرئيسي منها هو الحيلولة دون سقوط السلاح والمال المقدم للمعارضة المسلحة في أيدي أولئك المتطرفين. وتوقع المسؤولون أن يكون تجميد المساعدات موقتاً. وقال مسؤولان أميركيان مطلعان على البرنامج الذي تقوده وكالة المخابرات المركزية إن تجميد المساعدات التي تشمل أجوراً وتدريباً وذخيرة وفي بعض الأحيان صواريخ موجهة مضادة للدبابات، جاء رداً على هجمات المتطرفين ولا علاقة له بوصول الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب إلى حكم الولايات المتحدة خلفاً للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في كانون الثاني الماضي.

طاولة مستديرة في جنيف تطلق مفاوضات «الانتقال السياسي»
لندن، جنيف، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب -  تصل وفود الحكومة السورية وقوى المعارضة، بمن فيها «الهيئة العليا للمفاوضات» ومجموعتا موسكو والقاهرة إلى جنيف اليوم على أمل أن يجمع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا المشاركين غداً حول طاولة مستديرة لإطلاق مفاوضات تستمر أسبوعين للبحث في «الانتقال السياسي». في الوقت ذاته توغلت فصائل «درع الفرات» المدعومة تركياً في مدينة الباب وسط معارك ضارية ضد تنظيم «داعش» الذي خسر أيضاً قريتين سيطر عليهما الجيش النظامي السوري في ريف حلب الشرقي. ووصل أمس مئات من مسلحي المعارضة وأفراد عائلاتهم إلى قلعة المضيق بوسط البلاد في طريقهم إلى إدلب، بناء على اتفاق مع الحكومة السورية يقضي بإجلاء المعارضة من بلدة سرغايا على الحدود اللبنانية - السورية. ونقلت وكالة «رويترز» مساء أمس عن مصدر عسكري كردي قوله إن تحالف «قوات سورية الديموقراطية» الذي يهيمن عليه الأكرد دخل محافظة دير الزور للمرة الأولى ضمن عملية تدعمها الولايات المتحدة ضد «داعش». وتأكدت أمس مشاركة مجموعتي موسكو برئاسة رئيس «جبهة التحرير والتغيير» قدري جميل والقاهرة برئاسة جهاد مقدسي إلى جانب وفد «الهيئة العليا» برئاسة نصر الحريري، للتفاوض مع وفد الحكومة برئاسة بشار الجعفري وغياب ممثلي «الاتحاد الديموقراطي الكردي» برئاسة صالح مسلم بسبب وجود «فيتو» تركي. وأكد مايكل كونتت، مدير مكتب دي ميستورا، للصحافيين في جنيف أن قرار مجلس الأمن الرقم 2254 الذي ينص على عقد «مفاوضات بشأن عملية انتقال سياسي» يبقى الأساس للجولة الجديدة. وأوضح أن مفاوضات جنيف ستتركز حول ثلاثة مواضيع أساسية هي «إنشاء حكم يتمتع بالصدقية ولا يقوم على الطائفية» وتحديد جدول زمني لصوغ دستور جديد فضلاً عن إجراء انتخابات. وشكّل الانتقال السياسي نقطة خلافية بين الحكومة والمعارضة خلال جولات المفاوضات الماضية، إذ تطالب المعارضة بهيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات تضم ممثلين للحكومة والمعارضة، مشترطة رحيل الرئيس بشار الأسد، في حين ترى الحكومة السورية أن مستقبل الأسد ليس موضع نقاش وتقرره فقط صناديق الاقتراع. وأكد رئيس الدائرة الإعلامية في «الائتلاف الوطني السوري» أحمد رمضان، أن «المحور الرئيسي لجولة جنيف هو الانتقال السياسي وذلك من خلال ثلاثة محاور تخص الحكم (الحوكمة) والآليات الدستورية وطبيعة النظام السياسي عبر آلية الانتخابات»، موضحاً أن «وفد المعارضة سيركز على اقتراح تشكيل هيئة حكم انتقالي»، وأنه يحمل معه «خطة متكاملة في هذا الاتجاه سيتم طرحها وهي تتضمن الآليات التنفيذية التي تستند إلى القرارات الدولية». ونقلت «فرانس برس» عن الباحث في مؤسسة «سنتشري» للأبحاث أرون لوند، أن المعارضة السورية تعود إلى جنيف هذه المرة بموقف أضعف، بعد خسارتها شرق مدينة حلب ووصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ودخول تركيا في محادثات مع روسيا. أما مدير الأبحاث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس كريم بيطار، فقال إن المعارضة «خسرت هامش المناورة لديها». ميدانياً، شهد ريف حلب الشرقي مواجهات محتدمة على جبهتين أمس، ففيما واصلت فصائل «درع الفرات»، مدعومة بجنود أتراك، تقدمها داخل مدينة الباب، وسط تقارير عن حرب شوارع بين المهاجمين وعناصر تنظيم «داعش»، أفادت معلومات بأن الجيش النظامي طرد «داعش» من بلدة رسم الحرمل الإمام وقرية تبارة ماضي، ما يجعله على قاب قوسين من الوصول إلى مدينة دير حافر التي تُعد مع الباب آخر معاقل للتنظيم المتشدد في محافظة حلب. وفي محافظة حمص، تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن «استمرار تصعيد القصف على حي الوعر المحاصر لليوم الـ15 على التوالي، مع منع إدخال المواد الغذائية والمساعدات إليه». وأكد قيام مسلحين موالين للحكومة «بالاعتداء على الشاحنات التي تحمل المساعدات وإفراغ حمولتها». وفي إطار آخر، ذكر «المرصد» أن «الحافلات التي تقل المهجَّرين من منطقة سرغايا قرب الحدود السورية– اللبنانية، في ريف دمشق، وصلت إلى تخوم محافظة إدلب»، مضيفاً أن القافلة «تحمل عشرات المقاتلين وعوائلهم ومن رغب بالخروج من منطقة سرغايا». وتابع: «تأتي عملية التهجير الجديدة ضمن سلسلة العمليات التي تتالت في مناطق بمحيط العاصمة دمشق وغوطتها الغربية وريفيها الغربي والشمالي الغربي ووادي بردى».
«حرب شوارع» في الباب ... والقوات الحكومية تتقدم نحو دير حافر
لندن - «الحياة» .... شهد ريف حلب الشرقي مواجهات محتدمة على جبهتين أمس. ففيما واصلت فصائل «درع الفرات»، مدعومة بجنود أتراك، تقدمها داخل مدينة الباب، وسط تقارير عن حرب شوارع بين المهاجمين وعناصر تنظيم «داعش»، أفادت معلومات بأن الجيش النظامي السوري توغل شرق مطار كويريس الواقع جنوب الباب، وطرد «داعش» من بلدة رسم الحرمل الإمام، ما يجعله على قاب قوسين من الوصول إلى مدينة دير حافر التي تُعد مع الباب آخر معاقل للتنظيم المتشدد في محافظة حلب. وبثت «الجبهة الشامية»، وهي من فصائل «الجيش السوري الحر» المنضوية في عملية «درع الفرات»، مشاهد مصورة للقتال الجاري داخل الباب أمس، واصفة ما يجري بأنه «حرب شوارع» ضد «داعش». وتضمنت المشاهد لقطات لمدنيين من النساء والرجال المتقدمين في السن وهم يخرجون من شوارع تحوّلت إلى ركام بفعل ضراوة المعارك. أما وكالة «الأناضول» التركية فنقلت عن خالد إبراهيم، أحد قادة «الجيش الحر»، تأكيده أن قوات «درع الفرات» سيطرت على «النادي الرياضي، ودوار الكف، والمدرسة الصناعية ودوار الدلو، بجنوب غربي الباب»، مشيراً إلى «معارك عنيفة تخوضها قوات الحر حالياً ضدّ عناصر تنظيم داعش الإرهابي في محيط مبنيي البريد والمحكمة». وأضاف: «نتلقى دعماً جوياً وبرياً من المقاتلات والمدفعية التركية، وأثق بأنّ النصر قريب جداً». أما الجيش التركي فأعلن، من جهته، «تحييد» 27 عنصراً من «داعش» في إطار عملية «درع الفرات» التي بدأت في الصيف الماضي بهدف طرد التنظيم وعناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية من مناطق الحدود السورية - التركية. في المقابل، قالت مصادر موالية للحكومة السورية، إن الجيش النظامي سيطر أمس على بلدة رسم الحرمل الإمام التي تقع شمال مدينة دير حافر، بعد معارك عنيفة جرت ضد «داعش». ويبدو أن هدف الحكومة حالياً مواصلة التقدم شرق حلب نحو الضفة الغربية لنهر الفرات، بعدما بدا في حكم المؤكد أن سباق السيطرة على الباب حُسم لمصلحة تركيا وفصائل «درع الفرات». وكان لافتاً يوم الإثنين أن وكالة أنباء إيرانية نقلت عن مسؤول عسكري سوري تأكيده أن الباب ستكون تحت سيطرة الحكومة السورية وليس الأتراك. من جهة اخرى، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القوات النظامية السورية قصفت بلدة قلعة المضيق بريف حماة الغربي، فيما واصلت الفصائل المعارضة «استهدافها المكثف لتمركزات قوات النظام في حواجز البريديج والمغير بريف حماة الشمالي الغربي». وتحدث عن غارات جوية على قرى خربة الناقوس والمنصورة والجنابرة وبلدة تل واسط بريف حماة الشمالي الغربي، وقرية سوحا بريف حماة الشرقي. في غضون ذلك، قال «المرصد» إن عملية خروج عناصر «جند الأقصى» وعوائلهم من ريفي إدلب وحماة «لا تزال مستمرة... حيث يتجهون نحو المناطق المتفق عليها ضمن اتفاق سابق جرى التوصل إليه مع هيئة تحرير الشام»، ويقضي بانتقال المنسحبين إلى مناطق سيطرة «داعش» في الريف الشرقي لحماة. وأشار إلى أن مئات من عناصر «الأقصى» وأفراد عائلاتهم انتقلوا بالفعل خلال الأيام الثلاثة الماضية إلى مناطق «داعش». ويُفترض أن يُسلّم التنظيم قبل إكمال انسحابه جثامين عشرات المقاتلين ممن أعدموا أو قُتلوا على أيدي عناصره في إدلب وحماة. وفي محافظة حمص، ذكر «المرصد» أن عدداً من الجرحى سقطوا «جراء فتح قوات النظام نيران قناصتها على مناطق في حي الوعر بمدينة حمص ظهر اليوم (أمس)، ترافق مع سقوط أسطوانات متفجرة عدة أطلقتها قوات النظام على مناطق في الحي». وتحدث عن «استمرار تصعيد القصف على الحي المحاصر لليوم الـ15 على التوالي، مع منع إدخال المواد الغذائية والمساعدات إلى الحي». وأكد «قيام المسلحين الموالين للنظام بالاعتداء على الشاحنات التي تحمل المساعدات وإفراغ حمولتها في مناطق سيطرة النظام ومنع الشاحنات من الدخول إلى حي الوعر»، الذي شهد خلال الأسبوعين الماضيين تصعيداً خلّف 32 قتيلاً بينهم 10 أطفال. وفي محافظة ريف دمشق، أفاد «المرصد» أن الفصائل الإسلامية استهدفت بصاروخ موجه آلية لقوات النظام على أوتستراد دمشق- حمص من جهة مدينة حرستا في الغوطة الشرقية، ما أدى إلى إعطابها، في حين تعرضت مدينة الزبداني وبلدتا مضايا وبقين بريف دمشق الشمالي الغربي، لقصف من قوات النظام، ما أدى إلى أضرار مادية و «ذلك ضمن عملية التصعيد التي تستهدف المناطق المحاصرة بريف دمشق الشمالي الغربي ومدينة مضايا المحاصرة من قبل حزب الله والنظام، والتي يقطنها نحو 40 ألف نسمة، بينهم حوالى 20 ألفاً نزحوا إليها قادمين من مدينة الزبداني». وفي إطار مرتبط، ذكر «المرصد» أن «الحافلات التي تقل المهجَّرين من منطقة سرغايا قرب الحدود السورية – اللبنانية، في ريف دمشق، وصلت إلى تخوم محافظة إدلب، بعد انطلاقها عند عصر (أول من) أمس من المنطقة متجهة نحو محافظة إدلب». وأضاف أن القافلة «تحمل عشرات المقاتلين وعوائلهم ومن رغب بالخروج من منطقة سرغايا»، وأنها وصلت إلى قلعة المضيق قبل مواصلة رحلتها إلى إدلب. وتابع: «تأتي عملية التهجير الجديدة ضمن سلسلة العمليات التي تتالت في مناطق بمحيط العاصمة دمشق وغوطتها الغربية وريفيها الغربي والشمالي الغربي ووادي بردى». وطاول التهجير الأخير مناطق وادي بردى في كانون الثاني (يناير) الماضي وشمل مئات المقاتلين وعوائلهم. وفي محافظة درعا (جنوب)، تحدث «المرصد» عن اشتباكات عنيفة بين فصائل معارضة عدة وبين «جيش خالد بن الوليد» المبايع لتنظيم «داعش» في محور بلدتي حيط وعدوان وتل عشترا بريف درعا الغربي. وكان الطرف الأخير تقدم على الفصائل قبل يومين، وسيطر على قرى عدة في ريف درعا مستغلاً المعارك الدائرة بين الفصائل والجيش النظامي السوري في حي المنشية بمدينة درعا. وفي محافظة الرقة (شمال)، أشار «المرصد» إلى اشتباكات عنيفة تدور بين «قوات سورية الديموقراطية» وتنظيم «داعش» في محور بلدة سويدية الكبيرة بريف الرقة الغربي، إثر هجوم للتنظيم على المنطقة، «وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين الطرفين في عدة محاور أخرى من ريفي الرقة الشرقي والشمالي الشرقي، وسط تقدم لقوات سورية الديموقراطية وسيطرتها على قرية جديدة في ريف الرقة الشرقي». وفي محافظة دير الزور (شرق)، قال «المرصد» إن الطائرات الحربية أغارت على حيي الحويقة والرشدية بمدينة دير الزور، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين القوات النظامية وتنظيم «داعش» في حي الحويقة ومحاور أخرى بمحيط المدينة.
مثقفون سوريون يطالبون بإحالة «جرائم الحرب» على المحكمة الدولية
الحياة..باريس - أ ف ب ... طالب مئات الفنانين والمثقفين السوريين في رسالة مفتوحة الى الأمين العام للأمم المتحدة انتوطنيو غوتيريش، بأن تتولى المحكمة الجنائية الدولية محاكمة الجرائم ضد الانسانية التي ارتكبها، كما قالوا، نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وكتب موقعو الرسالة ومنهم الكاتب مصطفى خليفة والناشر فاروق مردم بك والمعارضة بسمة قضماني: «من مسؤوليتك حيال الانسانية القيام بمساعٍ لوقف العنف المتطرف لهذا الحكم المتوحش». وطرح موقعو الرسالة «ملف قيصر»، (صور الآلاف من ضحايا التعذيب في السجون السورية التي نقلها احد التائبين)، وتقريراً آخر لمنظمة العفو الدولية عن عمليات التعذيب والشنق في سجن صيدنايا القريب من دمشق. وأضافوا أن «المعتقلين في سجون بشار الأسد لا يستطيعون رفع أصواتهم. ومن مسؤوليتنا الوطنية، نحن المثقفين السوريين، أن نسمع العالم أصواتهم، ومن مسؤوليتك حيال الإنسانية القيام بمساعٍ لوقف العنف المتطرف لهذا الحكم المتوحش». وطلبوا في رسالتهم المفتوحة الى غوتيريش أن يدعو مجلس الأمن «المحكمة الجنائية الدولية الى التحرك من أجل إنقاذ المعتقلين الأحياء وإدانة جميع الاشخاص المسؤولين عن هذه الجرائم المرتكبة في السجون السورية». وفي تقرير أخير، انتقدت منظمة العفو الدولية «سياسة إبادة» متهمة النظام السوري بشنق حوالى 13 الف شخص خلال خمس سنوات في سجن صيدنايا. ونفى النظام مضمون هذا التقرير، قائلاً أن «لا أساس له من الصحة».
آمال ضعيفة مع استئناف مفاوضات جنيف
الحياة...باريس - أ ف ب ... تستأنف المفاوضات بين الحكومة والمعارضة السوريتين الخميس في جنيف وسط آمال ضعيفة في أن تنجح بوقف النزف المستمر منذ ست سنوات في سورية وفي ظل استمرار العنف على الأرض ووجود هوة شاسعة بين الطرفين وغموض في الموقف الأميركي. وتنطلق هذه الجولة، وهي الأولى بعد فشل المفاوضات الأخيرة بين كانون الثاني (يناير) ونيسان (أبريل) 2016 في المدينة السويسرية في رعاية الأمم المتحدة، ووسط تصعيد للعنف كسابقاتها. وتقصف القوات الحكومية منذ أيام مواقع الفصائل قرب دمشق وفي محافظة حمص (وسط)، الأمر الذي اعتبرته المعارضة «رسالة دموية» لنسف المفاوضات. غير أن المفاوضات تستأنف وسط ظروف ميدانية مختلفة عن الوضع في نيسان 2016، مع استعادة قوات النظام مدينة حلب بكاملها بعدما ظل الشطر الشرقي منها لسنوات معقلاً بارزاً للفصائل المقاتلة المعارضة للنظام. وحظي هذا الأخير في معركة حلب بدعم عسكري قوي من حليفتيه روسيا وإيران. وباتت سيطرة المعارضة تقتصر على 13 في المئة من الأراضي السورية، وفق تقديرات. وفي التغييرات الميدانية أيضاً، أصبحت تركيا الداعمة المعارضة بحكم الواقع، طرفاً في المعارك منذ إطلاقها حملة عسكرية برية في شمال سورية، ضد المتطرفين من جهة والأكراد من جهة أخرى. في موازاة ذلك، قامت أنقرة بتقارب مع موسكو، الحليفة الثابتة للنظام السوري لترعى معها وطهران وقفاً لإطلاق النار أعلن في أواخر كانون الأول (ديسمبر)، لكنه هش للغاية وتقطعه بانتظام خروقات واسعة، ويستمر تساقط الضحايا. وأعلن المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا أنه ليس «متوهماً» في شأن المفاوضات، وذلك أثناء جلسة نقاش حول سورية الأحد في مؤتمر ميونيخ للأمن. غير أنه قال: «حان الوقت لكي نحاول من جديد»، لافتاً إلى أن الظروف تبدلت في ظل التقارب بين موسكو، حليفة دمشق، وأنقرة الداعمة المعارضة. وتسعى الأمم المتحدة هذه المرة إلى جلوس الطرفين إلى طاولة واحدة، بحسب مصادر ديبلوماسية قريبة من المحادثات. وكان التفاوض خلال الجولات السابقة غير مباشر، إذ كان وفدا التفاوض يتوجهان إجمالاً إلى الوسيط الدولي، ولا يتحادثان مباشرة. ويرأس وفد النظام السوري السفير الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري الذي سيكون أيضاً المفاوض الأساسي عن فريقه، ويرأس وفد المعارضة نصر الحريري، بينما سيكون محمد صبرا كبير المفاوضين. ويفترض تشكيل مجموعات عمل لبحث المواضيع الثلاثة الواردة في خريطة طريق للحل تضمنها قرار الأمم المتحدة 2254 الصادر في آخر 2015. وذكر دي ميستورا أن خريطة الطريق تنص على «حكومة ذات صدقية تضم جميع الأطراف، ودستور جديد يضعه السوريون لا أطراف خارجية، وإجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة، يشارك فيها اللاجئون السوريون». ووسط كم من المواضيع التي تحتاج إلى بحث في العمق، ترتدي مسألة «الانتقال السياسي» معنى مختلفاً تماماً لدى كل من الطرفين. وقال رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» السورية أنس العبدة في ميونيخ: «سنذهب إلى جنيف لمناقشة حل سياسي»، لكنه أكد أنه لن تكون ممكنة تسوية أي مشكلة «طالما أن الأسد في السلطة». أما الأسد فكرر موقفه الثابت منذ بداية الحرب، مؤكداً أن جميع الفصائل المعارضة «إرهابية» وأنه يتمتع بتأييد شعبي لاستعادة «كل شبر» من الأراضي السورية وصناديق الاقتراع وحدها كفيلة بتقرير مصيره. ووسط هذه الهوة الشاسعة بين الطرفين، تتحول الأنظار إلى القوى الإقليمية والدولية، صاحبة النفوذ الكبير في مسألة إنهاء النزاع. وأدى التقارب التركي - الروسي إلى تغيير المعطيات وفق دي ميستورا الذي يرى ضرورة في «دعم الواقعية السياسية عندما تسير في الاتجاه الصحيح». واعتبر مصدر ديبلوماسي فرنسي أن «من مصلحة روسيا الخروج من هذا النزاع الطويل، فيما تبدي إيران دعماً أعمى لبشار» الأسد. لكن المجهول الأكبر يبقى موقف الولايات المتحدة من الشق السياسي في الملف السوري. ولم يصدر عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي طلب من البنتاغون خططاً جديدة قبل نهاية شباط (فبراير) لمكافحة تنظيم «داعش»، أي مؤشر حتى الساعة إلى المشاركة في جهود حل النزاع الذي أدى إلى مقتل أكثر من 310 آلاف شخص ونزوح الملايين. واكتفى الموفد الأميركي الخاص للتحالف الدولي بريت ماكغورك في ميونيخ بالقول: «سنكون في غاية الأنانية في ما يتعلق بحماية مصالحنا والعمل من أجلها»، مذكراً بأن أولوية بلاده هي «تدمير داعش». لكن رئيس منظمة «هيومن رايتس ووتش» كينيث روث رد متعجباً إلى جانبه: «ليكن الله في عون السوريين إذا كان عليهم انتظار دونالد ترامب لطرح حل!».
الوفود السورية في جنيف اليوم ... ومجموعتا القاهرة وموسكو ضمن المعارضة
لندن، جنيف، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب .... يبدأ وصول وفود الحكومة السورية وقوى المعارضة الأخرى، بمن فيها «الهيئة التفاوضية العليا» ومجموعة القاهرة و «منصة موسكو»، إلى جنيف اليوم (الأربعاء) لانطلاق المفاوضات غداً برعاية المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لبحث «الانتقال السياسي» بموجب القرار ٢٢٥٤ وبنوده الثلاثة: الحكم، الدستور والانتخابات. وكان دي ميستورا قرر أول من أمس توجيه دعوة خطية إلى «منصة موسكو» برئاسة رئيس «جبهة التحرير والتغيير» قدري جميل الذي قرر تلبية الدعوة وتسمية خمسة أعضاء للوفد برئاسة حمزة منذر بعد يوم من إعلان «مجموعة القاهرة» المشاركة في الانتخابات برئاسة جهاد مقدسي وعضوية أربعة آخرين بينهم جمال سليمان. بذلك، بات وفد المعارضة يضم هاتين المجموعتين، إضافة إلى «الهيئة التفاوضية العليا». وفي بداية ٢٠١٦، دعا دي ميستورا مجموعتي موسكو والقاهرة لإجراء «استشارات»، لكن هذه المرة تضمنت دعوته المشاركة في المفاوضات لتطبيق القرار ٢٢٥٤. وقال مسؤول دولي إن القرار الدولي يطلب من دي ميستورا إجراء مفاوضات في شأن «عملية انتقال سياسي». وكانت الأمم المتحدة تراجعت الأسبوع الماضي في ما يبدو عن استخدام عبارة «انتقال سياسي»، وهو ما فهمته المعارضة بأنه يعني الإطاحة بالرئيس بشار الأسد أو تقويض صلاحياته على الأقل. وقال مايكل كونتت مدير مكتب مبعوث الأمم المتحدة في إفادة دورية بالمنظمة الدولية، إن دي ميستورا يضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات الخاصة بالمحادثات. وقال: «الدعوات وكذلك جدول الأعمال الموضوعي الثابت مبنية على النطاق الواسع لقرارات مجلس الأمن خاصة 2254 الذي يعد الموجه الأساسي لنا في هذه العملية. الفقرة الإجرائية الثانية من (القرار) 2254 تطالب المبعوث الخاص بعقد المفاوضات الرسمية بشأن عملية الانتقال السياسي». وستتركز المحادثات على ثلاث مجموعات من القضايا التي يفوض القرار 2254 دي ميستورا بالتوسط فيها وهي إقامة نظام حكم يتسم بالصدقية والشمول وعدم الطائفية وعملية لصياغة دستور جديد وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة. ومن المقرر أن تستمر المفاوضات إلى الرابع من الشهر المقبل، بحيث يقوم المبعوث الدولي وفريقه بإجراء مفاوضات غير مباشرة بين المشاركين إزاء بنود القرار ٢٢٥٤. ويقود الديبلوماسي المخضرم بشار الجعفري وفد الحكومة السورية إلى مفاوضات جنيف، فيما اختارت المعارضة طبيب القلب نصر الحريري، العضو في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية رئيساً لوفدها، والمحامي محمد صبرا كبيراً للمفاوضين. يشكل الجعفري (61 عاماً) أبرز وجوه الديبلوماسية السورية، ما يفسر إطلاق تسمية «أسد الديبلوماسية» عليه في دمشق، على حد تعبير صحافي مطلع في العاصمة السورية. ترأس الجعفري كل وفود الحكومة السورية إلى جنيف وهو المتحدث الوحيد باسمها. ولطالما كان مدافعاً شرساً عن النظام السوري منذ اندلاع النزاع في العام 2011، في أروقة الأمم المتحدة كما على المنابر الدولية، واستمات في نفي كل التهم الموجهة إلى حكومته، خصوصاً تلك المتعلقة بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وأبرزها الهجوم بالأسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية في ريف دمشق في العام 2013، ما تسبب بمقتل المئات. ويعرف الجعفري بدهائه الديبلوماسي وحنكته بعدما تمرس طويلاً في السلك الديبلوماسي منذ التحاقه في العام 1980 بوزارة الخارجية السورية. وشغل أول منصب له خارج البلاد في باريس كملحق ديبلوماسي وتدرج في مناصب عدة حتى تعيينه منذ العام 2006، مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك. وقال ديبلوماسي في مجلس الأمن الدولي في وقت سابق، إن «تحليلات الجعفري غير القابلة للنقاش حول الوضع في سورية تجعل من الصعب التحاور معه». وأضاف: «أداؤه المثير للجدل في مجلس الأمن لا يساعد على تغيير النظرة إليه على اعتبار انه متحدث باسم الأسد أكثر منه ديبلوماسي». ويجيد الجعفري الخطابة بفصاحة وطلاقة إلى حد اضطر مترجمون معتمدون في الأمم المتحدة في جولات التفاوض السابقة إلى الطلب منه مراراً إعادة تلاوة جمل لفهمها جيداً قبل ترجمتها إلى الإنكليزية. وبادر في مرات عدة إلى التدخل لتصويب الترجمة أو حتى ترجمة العبارة بنفسه. ويلم الجعفري المتزوج من سيدة إيرانية، بلغات عدة بينها الفرنسية والإنكليزية والفارسية، انطلاقا من خلفيته الأكاديمية وشهاداته، وبينها دبلوم دراسات عليا في الترجمة والتعريب ودكتوراه في العلوم السياسية من جامعة السوربون في باريس. وانطلاقاً من مكانته لدى النظام السوري الذي يتعرض منذ العام 2011 لانتقادات الدول الغربية والمنظمات الحقوقية، قيدت الولايات المتحدة منذ آذار (مارس) العام 2014 حركته، فلم يعد يحق له التحرك سوى في قطر لا يتجاوز 40 كيلومتراً حول مدينة نيويورك. وإذا كانت مشاركة الوفد السوري في جولات التفاوض السابقة تمت وسط ضغوط دولية قوية، روسية وأميركية تحديداً، إلا أن الجعفري يتوجه هذه المرة إلى جنيف على وقع سلسلة انتصارات ميدانية حققها الجيش النظامي السوري وحلفاؤه، كان آخرها السيطرة على مدينة حلب في كانون الأول (ديسمبر) في ضربة قاضية للفصائل المعارضة. أما الحريري (40 عاماً)، فشارك في جولات المفاوضات الأخيرة في جنيف في عداد الوفد الاستشاري. ويقول عارفوه إنه على اطلاع عن كثب على ملفات التفاوض كافة. والحريري طبيب قلب يتحدر من مدينة درعا (جنوب) التي شهدت أولى التظاهرات السلمية ضد نظام الأسد في آذار2011، قبل تحولها نزاعاً دامياً تسبب بمقتل اكثر من 310 آلاف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية. وشكلت انطلاقة الحركة الاحتجاجية ضد النظام نقطة تحول في مسيرة الحريري، الذي كان قد تنقل قبل ذلك في وظائف عدة، أبرزها رئاسة قسم الأطباء في مستشفيات في درعا ودمشق. ومنذ العام 2011، انخرط في النشاطات الإغاثية والطبية، خصوصاً في درعا ثم الأردن، وانضم إلى عضوية الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. يتقن الحريري اللغة الإنكليزية تحدثاً وكتابة. وفي مواجهة الجعفري، لا تبدو مهمته سهلة، على رغم أنه معروف بهدوئه ودقته وقدرته على تحمل الضغوط، كما يقول عارفوه. ويقول قيادي في الائتلاف «لديه قدرات حوارية، ويتمتع بذكاء حاد وحيوية مطلقة». ويصفه أحد الناشطين المعارضين بأنه «ديبلوماسي جداً، لكنه يكون أحياناً أشبه بكتلة نار متنقلة». لا يختلف محمد صبرا، المحامي ورجل القانون المتمرس، في طباعه عن الحريري. وليست المرة الأولى التي يذهب فيها إلى جنيف، إذ كان من ضمن الوفد التقني في العام 2014 وفي عداد الوفد المفاوض العام الماضي، وهو بالتالي مطلع على النقاشات التي تمت تحت سقف الأمم المتحدة. وسبق لصبرا أن تولى مهمات استشارية وقانونية عدة داخل «الائتلاف» المعارض وشغل منصب المستشار القانوني لأكثر من رئيس فيه. كما أشرف على صياغة وثائق قانونية عدة صادرة من «الائتلاف» انطلاقاً من خلفيته الأكاديمية، إذ يحمل شهادة ديبلوم في الدراسات المعمقة في القانون العام، وهو متخصص في القانون الخاص. في نهاية العام 2014، استقال صبرا من الهيئة القانونية لـ «الائتلاف»، بعد مشاركته في تأسيس حزب «الجمهورية» المعارض في نيسان (أبريل) من العام ذاته في إسطنبول. ويقيم صبرا في دولة الإمارات العربية، وهو مقل في ظهوره الإعلامي. ويخلف صبرا في منصبه ككبير المفاوضين محمد علوش، القيادي البارز في «جيش الإسلام»، فصيل معارض نافذ في ريف دمشق، والذي لطالما وصفه الجعفري بـ «الإرهابي»، رافضاً التحاور معه. لكن علوش لا يزال عضواً في وفد «الهيئة».
 
موسكو: تدخلنا في سورية أوقف «سلسلة الثورات الملونة» والتصعيد الميداني والغموض الأميركي ينبئان بفشل «جنيف 4»
«سي اي اي» تجمد مساعداتها للمعارضة وفصائل مرتبطة بـ «داعش» تتوسع جنوباً وروسيا: قوات إيران و«حزب الله» خارج سورية بعد انتهاء الحرب
الراي...موسكو، دمشق، أنقرة - وكالات - عشية محادثات «جنيف 4» التي تنطلق غداً الخميس بين النظام والمعارضة السوريين برعاية الأمم المتحدة، وسط آمال ضعيفة في تحقيق اختراق إيجابي، أعلنت روسيا أنها حققت هدفاً «جيوسياسياً» بتدخلها العسكري في سورية، تمثل بـ«إيقاف سلسلة ثورات ملونة في الشرق الأوسط وأفريقيا». ففي محاضرة ألقاها أمس بمعهد العلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية، أكد وزير الدفاع سيرغي شويغو أن قرار روسيا «استخدام سلاح الجو ضد الإرهابيين في سورية سمح بتحقيق هدف جيوسياسي تمثل في إيقاف سلسلة ثورات ملونة في الشرق الأوسط وأفريقيا»، مشدداً على أن الهدف ليس فقط «القضاء على الإرهابيين في الأراضي السورية»، بل أيضاً «منعهم من التسلل إلى بلادنا». وقال شويغو إن الغرب يعتبر «الثورات الملونة» وسيلة لنشر الديموقراطية، التي تتمثل في إسقاط «أنظمة غير ديموقراطية» من دون استخدام العنف. لكن تحليل الأحداث في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يظهر، حسب شويغو، أن القوة العسكرية جزء لا يتجزأ من «الثورات الملونة». في سياق متصل، أكد نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف، الذي يتولى ملف محاربة الإرهاب بالوزارة، أن قوات «حزب الله» والقوات الموالية لإيران التي تدعم الجيش السوري، ستنسحب من البلاد بعد انتهاء الحرب. وقال سيرومولوتوف، الذي يزور إسرائيل حالياً، في مقابلة مع صحيفة «جيروزاليم بوست» الصادرة أمس، إن «الحكومة السورية طلبت من إيران و(حزب الله) المساعدة في الحرب الأهلية السورية، وبعد انتهاء الحرب سيغادر هؤلاء سورية مع بقية التشكيلات المسلحة». في المقابل، كشفت مصادر في المعارضة السورية أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي اي اي) جمدت مساعداتها العسكرية لمقاتلي المعارضة في شمال غربي سورية، بعد تعرضهم لهجوم كبير من متشددين الشهر الماضي. وقال مسؤولون في المعارضة إنه لا يوجد تفسير رسمي للخطوة التي اتخذت الشهر الجاري ويتوقع أن تكون موقتة، لكن مسؤولين أميركيون أكدوا أن الهدف الرئيسي منها هو الحيلولة دون سقوط السلاح والمال في أيدي المتشددين. وتأتي هذه التطورات فيما تُستأنف المفاوضات بين النظام والمعارضة السوريين غداً الخميس في جنيف برعاية الأمم المتحدة، وسط آمال ضعيفة في تحقيق اختراق إيجابي يؤدي إلى بلورة الحل السياسي المنشود، في ظل استمرار العنف على الأرض، ووجود هوة شاسعة بين الطرفين، وغموض في الموقف الاميركي. وحتى أمس، لم تُحسم مسألة مشاركة المعارضة بوفد واحد أو أكثر، بانتظار قرار مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا الذي يميل إلى مشاركة «منصتي موسكو والقاهرة» (القريبتين من روسيا) بشكل منفصل عن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الذي شكل وفداً «موحداً» من 21 عضواً، إلا أن «منصتي القاهرة وموسكو» تحفظتا على تمثيلهما بعضو واحد لكل منهما. كسابقاتها، تنعقد محادثات «جنيف 4»، وهي الأولى بعد فشل المحادثات الأخيرة بين يناير وابريل 2016، وسط تصعيد كبير للعنف من قبل قوات النظام، التي تقصف منذ أيام مواقع فصائل المعارضة قرب دمشق وفي محافظات حمص ودرعا وحماة وإدلب، الأمر الذي اعتبرته المعارضة «رسالة دموية» لنسف المفاوضات. وإلى الهوة الشاسعة بين النظام والمعارضة، يضاف تعقيد جديد لهذه الجولة من المحادثات يتمثل بموقف الولايات المتحدة من الشق السياسي في الملف السوري الذي يبقى «المجهول الأكبر» حتى الآن، إذ أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يكتفي راهناً بالتركيز على نقطتين أساسيتين: محاربة الارهاب، وأزمة اللاجئين. ميدانياً، بدأت فصائل المعارضة في محافظة حماة (وسط سورية)، صباح امس، هجوماً على مواقع قوات النظام في محيط بلدة مورك وطيبة الامام «رداً على انتهاكات وقف إطلاق النار من قبل قوات النظام وخاصة القصف الجوي»، حسب مصدر قريب من الفصائل. جنوباً، شنت فصائل متشددة مرتبطة بتنظيم «داعش» هجوماً مباغتاً على مقاتلين من المعارضة المعتدلة قرب مرتفعات الجولان وسيطرت على قرى عدة وبلدة كبيرة. وأفادت مصادر ميدانية أن المتشددين في جماعة «جيش خالد بن الوليد»، الذين استغلوا انشغال المعارضة بالمعارك مع النظام في درعا، تمكنوا أول من أمس من توسيع المساحة الواقعة تحت سيطرتهم، وذلك بعد أن سيطروا على بلدات تسيل وسحم الجولان وعدوان وتل الجموع. وفي حين وضعت وحدات الجيش الأردني المرابطة على الحدود مع سورية «في حالة تأهب قصوى»، كشف قيادي معارض لوكالة «رويترز» أن من المتوقع أن تحصل فصائل عدة بـ«الجيش الحر» على إمدادات جديدة من السلاح من الأردن خلال الأسابيع القليلة المقبلة لتعزيز دفاعاتها في مواجهة المتشددين. وشمالاً في ريف حلب، أكدت تركيا، على لسان نائب رئيس الوزراء نعمان قورتولموش، أن العملية العسكرية لطرد «داعش» من مدينة الباب أوشكت على النهاية. في سياق متصل، اعتقل ثلاثة أشخاص يشتبه بأنهم كانوا يريدون السفر إلى سورية أو التخطيط لهجمات في فرنسا. وأوضحت مصادر أمنية أن الثلاثة اعتقلوا في بلدتي كليرمون-فيران ومرسيليا وفي منطقة باريس.
 

 أميركا تجمد مساعدات المعارضة السورية

الحياة...بيروت، عمان، واشنطن ـ رويترز .... أفادت مصادر في المعارضة السورية المسلحة اليوم (الثلثاء) بتجميد مساعدات عسكرية كانت تنسقها وكالة «الاستخبارات المركزية الأميركية» (سي آي إيه) لمقاتلي المعارضة في شمال غربي سورية، وذلك بعد تعرضهم لهجوم كبير من متشددين الشهر الماضي. وقال مسؤولون في المعارضة السورية إنه لا يوجد تفسير رسمي للخطوة التي اتخذت هذا الشهر بعد هجوم المتشددين، لكن عدداً من المسؤولين يعتقدون أن الهدف الرئيس منها هو الحيلولة دون سقوط السلاح والمال في أيدي المتطرفين. وتوقع المسؤولون أن يكون تجميد المساعدات موقتاً. وأوضح مسؤولان أميركيان مطلعان على البرنامج الذي تقوده «سي آي إيه» أن تجميد المساعدات التي تشمل أجوراً وتدريباً وذخيرة وفي بعض الأحيان صواريخ موجهة مضادة للدبابات، جاء رداً على هجمات المتطرفين ولا علاقة له بوصول الرئيس دونالد ترامب إلى حكم الولايات المتحدة خلفاً للرئيس باراك أوباما في كانون الثاني (يناير). ويوضح تجميد المساعدات المشكلات التي تواجه «الجيش السوري الحر» في الحرب ضد الأسد الذي يبدو في وضع عسكري قوي في المنطقة الغربية من سورية ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى تدخل روسيا وإيران. وقال مسؤول في إحدى الفصائل التي تأثرت بتجميد الدعم: «الحقيقة أن هناك تغيرات في المنطقة وهذه التغيرات لا بد أن تكون لها تداعيات». وأضاف متحدثاً عن دخول مساعدات عسكرية: «لا يمكن أن تدخل المساعدات لأن هناك ترتيباً جديداً ولكن لم يتبلور بعد». ورفضت «سي آي إيه» التعليق على نبأ تجميد الدعم للمعارضة المسلحة. وقال مسؤول قطري إن حكومة بلاده ليس لديها ما تقوله في هذا الشأن، فيما اكتفى مسؤولون أتراك بالقول إنه لا تمكنهم مناقشة «تفاصيل العمليات». وأكد مسؤولون في خمسة من فصائل الجيش السوري تجميد الدعم، إضافة إلى شخصيتين أخريين كبيرتين في «الجيش الحر» تم إطلاعهما على الأمر. وأكد مصدران كبيران في الجيش السوري الحر تجميد المساعدات، لاعتقادهما بأن الدول المانحة تهدف إلى إرسال المساعدات إلى قوة مقاتلة واحدة متحدة وهو أمر استعصى على المعارضين طوال الحرب الأهلية السورية. وأفاد مسؤول آخر بأنه لا يتوقع التخلي عن المعارضين باعتبارهم الأمل الوحيد لوقف تمدد جديد لنفوذ المتطرفين في سورية وكذلك لمحاربة الدور المتزايد لإيران. ودفع هجوم من جانب جبهة «فتح الشام» فصائل عدة في الجيش السوري الحر إلى الاندماج مع الفصيل الإسلامي القوي «أحرار الشام». ومن المرجح أن يتسبب ذلك في وقف مساعدات المانحين الأجانب لأن الجماعة منفصلة عن فصائل «الجيش الحر» بأفكار إسلامية وقاتلت في السابق إلى جانب «جبهة النصرة». وأوضح مسؤولون أميركيون أن المساعدات العسكرية لجماعات المعارضة تراوحت بين الانحسار والتدفق خلال عمر البرنامج في وقت راقبت واشنطن وحلفاؤها عن كثب أي تسرب للمساعدات إلى جماعات أكثر تشدداً، في ما وصفه أحد المسؤولين بأنه «مشكلة دائمة». ولا يزال برنامج مماثل قائماً في جنوب سورية بمساندة أردنية. ولا يزال بعض فصائل «الجيش الحر» في الشمال المدعومة من غرفة العمليات يتلقى دعماً تركياً بينما تشارك الفصائل في هجوم «درع الفرات» الذي تقوده تركيا ضد «داعش» والجماعات الكردية إلى الشمال الشرقي من حلب. وقال مسؤول في الاستخبارات والجيش الأميركيين إن تسرب وبيع والاستيلاء على أسلحة مقدمة من الولايات المتحدة وغيرها من الأسلحة من وحدات تابعة لـ «الجيش الحر» إلى تنظيم «داعش» و«فتح الشام» (النصرة سابقا) وجماعات متطرفة أخرى منشقة، كان مبعث قلق منذ أن بدأت أميركا تسليح وتدريب عدد محدود من المعارضين. وأفاد مسؤول أميركي آخر بأن فصائل «الجيش الحر» لا تزال تمثل تحدياً كبيراً للأسد، موضحاً أنه على «رغم الانتكاسات وعدم وجود مساعدات في القتال ضد هجوم روسي وحشي... الحقيقة هي أنهم لا يزالون قوة مقاتلة قادرة على الاستمرار». من جهة ثانية، قالت وسائل إعلام مؤيدة لدمشق و«المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن طائرات حربية سورية نفذت ضربات جوية عدة على بلدتين في محافظة إدلب التي تخضع غالبيتها لسيطرة المعارضة المسلحة، بعدما أطلق المعارضون النار على قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المحاصرتين في المحافظة. وذكر «المرصد» أن الضربات الجوية قتلت ستة أشخاص على الأقل وأصابت 21 آخرين في معرة مصرين، إضافة إلى إصابة أشخاص في بنش القريبة على بعد بضعة كيلومترات من مدينة إدلب، فيما أكد مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل حول الفوعة وكفريا بنيران قناصة في اليومين الماضيين. جاء العنف قبيل محادثات سلام مزمعة هذا الأسبوع في جنيف. وتصاعد العنف في غرب البلاد قبيل المحادثات التي تجرى بعد حوالى شهرين من بدء وقف هش لإطلاق النار. ويتهم كل طرف الآخر بانتهاك الهدنة التي توسطت فيها روسيا وتركيا في 30 كانون الأول (ديسمبر) الماضي.

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,437,950

عدد الزوار: 7,633,320

المتواجدون الآن: 0