800 عاملًا طبيًا قضوا في سوريا منذ بدء الحرب دراسة تؤكد أن معظمهم قضى على يد النظام..موسكو: وثيقة خاصة بتشكيل لجنة دستورية سوريّة ...خطة لاعادة اعمار سوريا في اروقة الاتحاد الاوروبي..مسؤول في قاعدة حميميم إلى أهالي الوعر: نريدكم أن تبقوا تحت سلطة الأسد..غياب الفصائل يهيمن على آستانة ... وموسكو تتحدث عن «وضع معقّد»..اتفاق الدول العظمى على إنهاء «داعش» في سورية... «حزب الله» يتوقّع حرباً إسرائيلية... ووقائع تستبعدها

الحرب في سورية... سيناريوات بداية النهاية.. ماذا عن أدوار روسيا وأميركا وتركيا وإيران وإسرائيل؟

تاريخ الإضافة الأربعاء 15 آذار 2017 - 4:58 ص    عدد الزيارات 2108    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

الحرب في سورية... سيناريوات بداية النهاية.. ماذا عن أدوار روسيا وأميركا وتركيا وإيران وإسرائيل؟
الراي..تقارير خاصة ...  كتب - إيليا ج. مغناير
اتفاق الدول العظمى على إنهاء «داعش» في سورية... «حزب الله» يتوقّع حرباً إسرائيلية... ووقائع تستبعدها
اتّفقت الدول العظمى (وفي مقدمها أميركا وروسيا) على إنهاء تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) كأولويةٍ في سورية ما سيوحّد الأهداف - من دون أن يوحّد الجهد والتنسيق - ويفتح المجال نحو حسْم الوضع العسكري والعمل على إزالة العوائق، حسب الاولويات، من أمام وضع حدّ للحرب في سورية.
أميركا
دفعتْ الولايات المتحدة بالمئات من عناصرها وقواتها الخاصة الى الشمال - الشرقي السوري لتقود وتخطّط للهجمات ضدّ تنظيم «داعش» من خلال أدواتها المتمثّلة بالاحزاب الكردية والعربية الموجودة في أرياف الحسكة والرقة.
وقد بدأ عمل الوحدات الخاصة الاميركية ضمن المناطق التي تهدف للسيطرة عليها من خلال التخطيط للهجمات وتَقدُّم القوات الرديفة وتنفيذ الطائرات الاميركية غارات، ووضْع قادة «داعش» ضمن دائرة الاستهداف الالكتروني والاغتيال، تمهيداً لمعركة الرقّة الكبرى وإنهاء تواجد «داعش» في المدينة.
ومن الطبيعي أن هناك توزيع أدوار بين أميركا وروسيا حول خطة مهاجمة الرقة، إذ ان اندفاعة الجيش السوري نحو شمال شرق حلب تهدف الى وضْع خطوط تماس مع الجيش التركي وقواته الرديفة السورية، وكذلك تهدف الى أخذ خطوط مواجهة مع «داعش». وسيعبر الجيش السوري نهر الفرات من الجهة الغربية ليدخل الى الطبقة ويقترب من الرقة بعد ان يحرر دير حافر ومسكنة وإنهاء وجود «داعش» كلياً في ريف حلب الشرقي.
وقد اجتمع رؤساء أركان أميركا، الجنرال جوزف دانفورد، وروسيا الجنرال فاليري غيراسيموف، والتركي الجنرال خلوصي آكار في انطاليا قبل أيام لتحديد أماكن تَقدُّم الجيش التركي وتوقُّفه عند حدود مدينة الباب وعدم اهتمام أميركا بتدخل جنود أنقرة وقوّاتها الرديفة السورية في معركة الرقة ولمنع حدوث تصادم مع الأكراد الذين يتمتّعون بحماية اميركية وبمباركة روسية.
أما خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالنسبة لسورية، فقد تَحدّدتْ منها معالم كثيرة لغاية اليوم، مع العلم ان ترامب نفسه يبدو متردداً حيال ما يمكن تحقيقه في سورية. ويبدو ان الرئيس الجديد لا يريد التصادم مع روسيا على عكس سلفه وهو يطلب التنسيق معها في مكافحة الارهاب على أرض بلاد الشام.
وأعلنت روسيا مراراً أن هناك نحو تسعة آلاف مقاتل يحاربون مع «داعش» ومع تنظيم «القاعدة» في سورية. ولذلك من مصلحة موسكو وكذلك واشنطن (ومعهما المنطقة بأكملها) التخلص من هؤلاء وآخرين من جنسيات مختلفة يحاربون في صفوف التنظيمات المتطرفة المتنوّعة. وهذا ما يدفع الدولتين العظمييْن الى ضرورة التنسيق في ما بينهما لمكافحة الارهاب.
أما الجزء الآخر فهو استقرار سورية. ولم تتضح لغاية اليوم نيات القوات الاميركية المتمركزة في شمال سورية وأهدافها الاستراتيجية. فإنشاء أربع قواعد عسكرية أميركية في سورية يدلّ على عدم النية بخروج هذه القوات في القريب العاجل إلا من خلال تفاهم معيّن مع الدولة السورية أو مَن يمثّلها (وفي هذه الحالة روسيا). وإذا قرّرت الولايات المتحدة الخروج، فإنها لن تخرج من دون مقابل، أما إذا قررتْ البقاء فهذا يعني نيّتها إنشاء كيان خاص للأكراد في سورية يحاكي الكيان الكردي العراقي، ما يعني استمرار الأزمة السورية سياسياً، الأمر الذي ينذر ايضاً ببقاء تركيا في الجيب الذي تسيطر عليه في المربع الممتد من جرابلس الى مدينة الباب.
ومن الواضح أيضاً ان ترامب أراد جنوداً على أرض سورية ولكنه يحارب بجنود سوريين أكراد وعرب، وليس لتأمين وقف اطلاق نار او الانغماس في الوحول السورية، بل لتسجيل نصرٍ على الإرهاب سيكون أوّل انتصار لادارة الرئيس الأميركي الجديد ضدّ عدوٍّ مهزوم في العراق ويتقهقر في سورية ويتلقى الضربات من كل حدب وصوب. إلا أن هذا الانتصار من الممكن أن يتحوّل هزيمة إذا قرّر ترامب إبقاء القوات الاميركية في سورية ما بعد إنهاء «داعش» وما بعد الحرب السورية.
معضلة مهمة تبقى عالقة: مَن سيدخل مدينة الرقة؟
لن يستطيع 20 ألفاً من الكرد والعرب محاصَرة الرقة ودخولها، ولن تقبل العشائر العربية ببقاء الكرد في المنطقة أيضاً. ولا يوجد سبب يدفع الكرد الى خسارة المئات والآلاف من المقاتلين ليسلّموا مدينة عربية للعرب ويخرجوا منها بعد تحريرها. ومن هنا فإن ترامب لن يستطيع حلّ هذه المسألة من دون العودة الى الجيش السوري (بتنسيق مع روسيا) ليدخل الى الرقة ويحرّرها بتنسيق الضربات الجوية بين الدول الكبرى. وبذلك يؤمّن الكرد والعرب من عشائر المنطقة الحصار، كما فعل أكراد العراق في معركة الموصل من دون أن يدخلوا المدينة. وبالتالي فإن ترامب لن يحصد النصر لوحده إلا اذا قرّر الزجّ بآلاف من القوات الأميركية وتقبّل الخسائر البشرية التي لابد منها، وهذا مستبعد تماماً.
روسيا
تُعتبر موسكو المايسترو في الحرب السورية الذي يهدف الى ضبط ايقاع المعارك وتوزيع النفوذ على الخريطة الجغرافية والسياسية لبلاد الشام. فقد قررتْ روسيا أن سورية أصبحتْ ضمن استراتيجيتها العسكرية - السياسية ولن تسمح بسقوط نظامٍ متماسك يحمي الدولة ويمنع تكرار السيناريو الليبي. ومن أجل ذلك، وللحفاظ على نفوذها في الشرق الاوسط من خلال البوابة السورية، تعمل روسيا على جبهاتٍ عسكرية - سياسية متعددة لضمان عدم انجرارها الى حربٍ طويلة في سورية ولبقاء قواعدها العسكرية على حدود «الناتو» الشرق أوسطية المتمثّل بتركيا. وأظهرت روسيا أنيابها لإدارة باراك اوباما مستخدِمة كل أنواع الأسلحة الحديثة التي تناسب الحرب السورية، لتضرب كل مَن دعمتهم الولايات المتحدة مباشرة وعن طريق حلفائها الاقليميين. ودعمتْ موسكو القوات الرديفة للجيش السوري التي تمثّل الثقل الأكبر ورأس حربة الهجوم ضد «الجهاديين» والمعارضة، وأمّنت الغلبة لقوات دمشق في مدينة حلب وتدمر وحول دمشق. واليوم، التزمتْ روسيا بضرب أي تجمّع لـ «القاعدة» والمعارضة المسلحة إذا قام هؤلاء بهجوم وخرق لاتفاق وقف إطلاق النار، حتى ولو لم يشارك هؤلاء في مؤتمرات أستانة في كازاخستان أو جنيف، أو حتى في أي محادثات سلام او هدنة مع دمشق. واتفقت روسيا مع اميركا على محاربة الارهاب ابتداءً بـ «داعش»، وايضاً على وقف تركيا عند حدود مدينة الباب ومنْعها من التقدم نحو حلفاء الدولتين العظمييْن. تعلم روسيا ان تركيا شريك في سورية لابد منه في الوقت الراهن للمحافظة على الهدوء بين حلفاء الطرفين، إلا ان روسيا لا تثق بتركيا في الملف السوري خصوصاً بعدما أدارت أنقرة محرّكاتها في العام 2015 ضد موسكو (اسقاط طائرة السوخوي SU 24)، وانقلبتْ أخيراً على حليف روسيا في سورية، أي ايران، عبر مهاجمتها طمعاً بتفاهُم مع الرئيس الاميركي الجديد، وهو تفاهُم لم ولن يُترجم على أرض سورية لأن جنود أنقرة وحلفاءها لن يُسمح لهم بتخطي خطوط التماس الجديدة وكذلك بالمساس بالأكراد. وتعلم موسكو أن أنقرة ستدير دفّتها باتجاه روسيا من جديد في مؤتمر «أستانة -3» المتوقع عقده هذا الشهر، إلا أن اي تغيير في الخريطة العسكرية وانتشار القوات على الجغرافيا السورية لن يحصل لأن الهدف اليوم لا يدور حول تحقيق أهداف ومكاسب إلا باتجاه «داعش». ولذلك لم يعد لتركيا اي دور على الأرض سوى احتواء حلفائها لمنْع التدهور على خطوط التماس الجديدة وتحييد أكبر عدد من المقاتلين الموجودين في إدلب لأن معركتها سيحين دورها عاجلاً أم آجلاً. وتتواجد قوات الكرملين على أرض المعركة في أكثر الأماكن سخونة لتقديم الدعم الاستخباراتي والجوي والمشاركة في القتال عن طريق الوحدات الخاصة، كدليل على عمق الالتزام الروسي في سورية. ولذلك فإن موسكو ستلعب دوراً مهماً في السياسة السورية لتفرض تَواجُد وتَفاوُض دمشق مع المعارضة المسلحة وتلك السياسة المدعومة من اللاعبين الاقليميين، بما يضمن ان تبقى روسيا خارج الوحول السورية ولا تعيد تجربة أفغانستان التي أغرقتْها ودفعتْها الى الخروج والانكفاء لعقود طويلة عن الساحة السياسية الدولية.
واستطاعتْ روسيا فرْض أجندتها على الجميع: لم تعد دول المنطقة تطالب «برحيل الأسد عسكرياً او سياسياً»، وكذلك أعلنت واشنطن بلسان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية ان «مصير الرئيس السوري بشار الأسد يحدّده المفاوِضون في المحادثات السياسية الجارية».
ولم تتدخّل روسيا في الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران (وحلفائها وعلى رأس هؤلاء «حزب الله» اللبناني)، وسط تفاهُم ضمني على الا تستهدف اسرائيل أيّ قوّة عسكريّة تشارك في الحرب السورية، وعلى ألا تتدخّل روسيا عندما تقصف طائرات تل أبيب مستودعات الأسلحة التي أحضرتها ايران الى «حزب الله» في لبنان او «المقاومة السورية» في الجولان التي تتحضّر في الظل لما بعد الحرب السورية الجارية.
وعلى الرغم من لقاء بوتين - نتنياهو، لن تستطيع إسرائيل تغيير سياسة موسكو في سورية ولن تأخذ أي ضوء أخضر لضرب إيران أو «حزب الله» ما دام هؤلاء يعملون تحت قيادة مشتركة وما دامت الحرب على الارهاب لم تنته و«القاعدة» لا تزال تحتفظ بكل قوتها في ادلب وحول حلب ولم تنته فصول «داعش» بعد.
«القاعدة»
فقدتْ «القاعدة» الأم والأب في سورية والمنطقة، لأن الدعم المطلق لإسقاط الأسد انتهى مفعوله وبدأتْ الدول الداعمة تتجه نحو تقليص دورها في سورية، لأن المعارضة فشلت في تحقيق أهدافها ولأن اللاعبيْن الأميركي والروسي بدّلا قواعد اللعبة وأغلقا الطريق على تركيا، الممر الأساسي الذي كان يمدّ «داعش» و«القاعدة» بالمال والسلاح والدعم اللوجيستي. وقد أظهر الرئيس دونالد ترامب اهتمامه بضرب «داعش» من دون «القاعدة»، مع العلم ان الطائرات من دون طيار الأميركية تصطاد قادة «القاعدة» القدماء الذين لبوا نداء زعيمهم ايمن الظواهري وحضروا الى بلاد الشام لدعم أكبر وأقوى فرع لها منذ إنشائها.
لم ترغب إدارة اوباما السابقة في فصْل «القاعدة» عن المعارضة المسلحة ما شكل أرضية تَخاصُم حقيقي بين روسيا وأميركا. إلا ان «القاعدة» نفسها قامتْ بهذه المهمة بعدما هاجمت الفصائل السورية التي حضرت مؤتمرات السلام ووقف اطلاق النار في أستانة - كازاخستان. وبهذا الاقتتال الداخلي وهجوم «القاعدة» على «أحرار الشام» - أحد أكبر التنظيمات الذي طالما وقف وساند القاعدة عسكرياً وسياسياً - خسرتْ «القاعدة» الحاضنة الشعبية وسُحب البساط والغطاء منها ففقدتْ مشروعيتها لتقف أمام خيارات محدودة:
- إما القتال حتى الموت ويكون هذا القتال من دون جدوى استراتيجية.
- إما الاندماج ضمن تنظيمات أخرى - مثل «الاحرار» - إلا ان هذا مستبعد لأنها تقاتلهم اليوم للبقاء.
- إما الطلب من المهاجرين - الذين يمثلون أكثر من ثلث تنظيم «القاعدة» في سورية حسب أقوال قائدها ابو محمد الجولاني - المغادرة الى أرض «جهادية» أخرى في سبيل تحقيق أهدافهم خارج بلاد الشام.
إذاً أولوية القضاء على «داعش» ستعطي «القاعدة» وقتاً أطول للتجهيز للمعركة او التخلي عنها. إلا ان الوقت سيمضي عندما تُخيّر مدينة ادلب - حيث تتمركز اكبر قوة لـ «القاعدة» - بين القتال او الاستسلام.
الدول الداعمة للمعارضة
بعدما فَهِم العالم العربي والغربي أن روسيا أصبحت داخل الشرق الاوسط بثقلها كله، وبعدما قررتْ الإدارة الاميركية عدم الوقوف في وجه موسكو على الساحة السورية، انكفأ جميع اللاعبين في منطقة الشرق الاوسط ولاسيما بعد استعادة مدينة حلب وعودتها لسيطرة الجيش السوري.
وكان لافتاً قول الموفد الأممي ستيفان دي ميستورا انه «يجب التخلي عن أوهام النصر العسكري، والعمل على وقف إطلاق النار الشامل، والسعي لتعديل الدستور من قبل السوريين أنفسهم وإعادة الإعمار والحرب على الارهاب». وهذا يعني ان لا كلام عن الرئيس الأسد ومصيره، وان لا مفرّ من ضرب كل مَن يعمل على إبقاء نار الحرب مشتعلة، وان الدول العظمى تسير نحو إنهاء الحرب في سورية. وهذا إن دلّ على شيء فانه يدلّ على إنهاء الدعم الخارجي للمسلّحين. وتالياً التخلي عن إذكاء نار الحرب وإبقائها مشتعلة، ما يؤكد، حسب مصادر غربية، أن لا دور للدول الداعمة إلا بدفْع مناصريهم والمموَّلين من قبلهم للقبول بتعديل الدستور والاحتكام للمفاوضات السلمية، وهو الأمر الذي يشي بانتهاء دور الذين لم يكن لديهم يوماً رؤية استراتيجية لمَن سيحكم سورية بعد الأسد بل كان الهدف هو إسقاطه وإنجاح الفوضى والتسبب بفشل الدولة لينعكس ذلك الـ «لا هدف» على المنطقة برمّتها ويوفّر قاعدة للمتطرفين الذين لم يترددوا بضرب أمن المنطقة كلها.
إيران
كثر الكلام عن الطلب من إيران و«حزب الله» الخروج من سورية كجزء من عملية السلام التي ينخرط بركبها مَن أراد ومن لم يرغب في ذلك. وكذلك تداولتْ الصحف بطلب روسي من ايران مغادرة سورية وكذلك من جميع حلفائها. والواقع ان كل هذا ينبع عن تمنّ ورغبات لم تُثر يوماً بوجه إيران ولا أمام حلفائها.
والذي يؤكد عدم صحة هذه النظرية ان الحرب في سورية لم تنتهِ بعد، فالمعركة مع «داعش» اقتربتْ من أخطر مراحلها، والمعركة مع «القاعدة» لم تبدأ بعد، وبالتالي فإن الجيش السوري وحده مدعوماً بالطائرات الروسية لن يستطيع مجابهة مَن لديهم الايديولوجية الراسخة بالقتال والصمود، على عكس الجندي المحترف والمتطوّع الذي يتقاضى راتبه في آخر الشهر.
وللتذكير فإن إيران حضرت الى سورية العام 1982 بموافقة الرئيس حافظ الاسد، وحضر «حزب الله» الى سورية بقوة العام 2013 بطلب من الرئيس بشار الأسد. وتشكّل إيران وكذلك حلفاؤها حلفاً استراتيجياً مع سورية لا يحتاج لتواجد عسكري بالآلاف في حال انتفاء الخطر المباشر على مصير الدولة، إذ عندها يصبح بقاء إيران و«حزب الله» بالآلاف على أرض الشام بلا جدوى، وخروج هؤلاء سيكون سريعاً كدخولهم في الوقت الذي يراه الأسد مناسباً. وهذا أمر لا يحدّده احد من الدولتين العظمييْن (روسيا وأميركا) بل ان الأحداث والتطورات هي التي تفرض وجود هؤلاء من عدمه.
ومن الواضح ان استراتيجية إيران في سورية قد تحققتْ ليومنا هذا، اي الحفاظ على الدولة السورية وعلى رأسها حكم غير عدائي لها ولحلفائها في المنطقة. ولعبتْ ايران دوراً ايجابياً بالتقارب السوري - العراقي ما أنتج تعاوناً من بغداد في دعم سورية استخباراتياً وحتى عسكرياً، وآخره الغارات التي قام بها سلاح الجو العراقي بموافقة دمشق وضرب عبرها أهدافاً لداعش داخل سورية.
«حزب الله»
يواكب «حزب الله» الجيش السوري بمهمّاته العسكرية على كامل الأراضي السورية من دون استثناء. ويتواجد عناصر وضباط هذا التنظيم على كل الجبهات: من دير الزور الى أرياف حلب حيث يتقدم الجيش السوري مستعيداً أراض من «داعش»، الى حلب وخطوط تماسها مع «القاعدة»، وحمص ودمشق - الغوطة ودرعا جنوباً وحتى الحدود القريبة من الجولان.
ويتخوّف «حزب الله» من حربٍ تشنّها اسرائيل عليه إذا اجتمع المال اللازم لدعم هكذا حملة مع رغبة اميركية بأن تكون واشنطن جزءاً مشتركاً في هذه الحرب، إلا ان الوقائع لا تشير الى اقتراب هكذا معركة بل الى تأجيلها او ربما إلغائها لأسباب مختلفة أهمها:
- إذا أراد ترامب أن يدخل اسمه التاريخ - كما يرغب - فانتصاره على «داعش» في العراق وسورية كافٍ لتحقيق رغبته. ولهذا فإن الحرب على «داعش» المحاصَر مقدور عليها أكثر بكثير من الحرب على «حزب الله».
- الأولوية بالنسبة لأميركا هي الحرب على «داعش»، ومن بعدها الحرب على «القاعدة» في سورية والعراق. ولتحقيق ذلك يجب عدم الإخلال بأعداء هؤلاء في سورية وعدم فتح أكثر من جبهة ساخنة غير محسومة النتائج.
- إذا أعلنتْ اسرائيل الحرب على «حزب الله»، فإن سورية ستكون جزءاً منها وستشارك فيها لأن مصير الدولة أصبح مرتبطاً بمصير حلفائها الذين ساندوا سورية وقت كانت الحكومة ومقوّمات الدولة في خطر السقوط في يد «القاعدة» وحلفائها. وهذا من شأنه توسيع رقعة الحرب لتشمل الأراضي السورية التي تتواجد عليها روسيا التي لا ترغب برؤية استراتيجيتها الهادفة الى تحقيق إنجاز عسكري - سياسي تفشل.
- الجبهة الداخلية الاسرائيلية غير جاهزة لتلقي الخسائر المتوقَّعة والمدمِّرة (على لبنان ايضاً) إذا اندلعتْ الحرب مع «حزب الله» الذي يملك - حسب إحصاء القادة الاسرائيليين - أكثر من 150 ألفا الى 200 ألف صاروخ.
- تَعاظُم خبرات «حزب الله» القتالية وتواجد صوامعه تحت الأرض حيث يخفي صواريخه بعيدة المدى، يجعل من هذا التنظيم عدواً شرساً لا يستهان به. فعندما يتوقف القصف المدفعي وضربات الطيران، يُزج الجنود إلى أرض المعركة لمجابهة القوات الأخرى. وهنا سيَبرز خطر مجابهة قوات «حزب الله» التي خاضت حروباً بأذرع مختلفة وأمام عدو - في سورية - لا يتوقف عند الصعوبات ويتمتع بايديولوجية (الكلام هنا عن القاعدة وداعش) ثابتة ولا يخشى الموت على عكس الجيش الاسرائيلي. ولهذا فإن أي حرب مواجهاتٍ مستبعدة في القريب العاجل على الرغم من تخوّف «حزب الله» نفسه من هذا الاحتمال.
إذاً، تبدو سورية بعيدة وقريبة من نهاية الحرب في آن واحد. فهناك معوقات عسكرية وقتال لم ينته بعد، وهناك معارك سياسية ودستورية لم تنضج بعد في أروقة «أستانة» و«جنيف»، إلا ان مؤشرات بداية النهاية بدأت تلوح في الأفق البعيد على الرغم من المطامع الأميركية - التركية الواقعة والتي لابد لدمشق أن تواجهها يوماً.
 غياب الفصائل يهيمن على آستانة ... وموسكو تتحدث عن «وضع معقّد»
الحياة..موسكو – رائد جبر .. انطلقت أمس في آستانة الجولة الثالثة من المفاوضات السورية، بغياب الفصائل المسلحة. ونددت موسكو بالأسباب «غير المقنعة» للمقاطعة، وتحدثت عن «وضع معقّد للغاية وسط خلافات»، لكنها أعلنت مواصلة الاتصالات مع قادة الفصائل في مسعى لإنقاذ المفاوضات. وأفشل امتناع «الجبهة الجنوبية» عن الحضور رهانات على إنجاح جولة المفاوضات رغم مقاطعة الفصائل التي شاركت في الجولتين الماضيتين. وكانت الخارجية الكازاخية رجّحت انضمام ممثلي «الجبهة الجنوبية» أمس، قبل أن تعلن عن تراجعهم عن قرار المشاركة في المفاوضات. ونددت موسكو بالمقاطعة التي هيمنت على انطلاق الجولة الجديدة، وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف إن أسباب رفض المعارضة المشاركة «غير مقنعة»، مضيفاً أن «التذرّع بالانتهاكات لا يمكن أن يكون سبباً لعدم المشاركة في مفاوضات لأن انتهاكات رافقت كل المراحل منذ وقف النار» نهاية العام الماضي. وزاد أن الوضع العام في سورية أفضل بكثير بالمقارنة بفترات سابقة. لكن لافروف أكد، في الوقت ذاته، أن وزارة الدفاع الروسية تجري اتصالات مع قادة الفصائل المسلحة، ملمحاً إلى احتمال مشاركتهم في وقت لاحق، خصوصاً مع إعلان الاستعداد عن تمديد المفاوضات إذا دعت الحاجة. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن «الوضع معقد للغاية، والمفاوضات ليست سهلة. وثمة خلافات كثيرة بين الدول المشاركة». وكانت المعارضة بررت موقفها بتطورات الوضع في منطقة حي الوعر غرب حمص، الذي يعد آخر معقل للمعارضة في المدينة، بعد اتفاق رعته روسيا لإجلاء المقاتلين منه. ونقلت وكالة «نوفوستي» الرسمية الروسية عن الناطق باسم فصائل المعارضة أسامة أبو زيد أن القرار النهائي بالمقاطعة اتخذ «نتيجة تقاعس روسيا عن إنهاء انتهاكات واسعة النطاق لاتفاق وقف النار، الذي تم التوصل إليه بوساطة تركية وروسية». وأشار إلى «استمرار جرائم روسيا» بحق المدنيين. وأضاف أن المعارضة أبلغت تركيا بقرارها. أما كبير المفاوضين عن الفصائل محمد علوش فقال إن قرار المقاطعة اتخذ «لنثبت أن روسيا تريد حلاً سياسياً عبر الإعلام فقط» ... عليهم أن يغيروا سياستهم إن كانوا يبحثون عن الحل». وأضاف علوش في سلسلة تغريدات نشرها على حسابه في «تويتر»، إن قرار عدم حضور «آستانة 3» جاء بسبب «تهجير» حي الوعر في حمص بإشراف روسي، واستمرار نهج الهدن والمصالحات، واستمرار القصف والهجوم على الغوطة الشرقية وبرزة والقابون، وتهجير وادي بردى، و «عدم الإفراج عن المعتقلات والمعتقلين من سجون النظام»، وفق ما أورد موقع «كلنا شركاء». وشرح سبب مشاركة الفصائل في الجولات السابقة قائلاً: «ذهبنا ولم نوقف القتال ساعة، ولتخفيف القتل على المدنيين وإخراج المعتقلات والمعتقلين، ولم نتنازل عن الثوابت». وحمّل رئيس الوفد الحكومي السفير بشار الجعفري أنقرة المسؤولية عن مقاطعة المعارضة. وقال إن «وفد الجمهورية العربية السورية لم يأت أصلاً ليلتقي الفصائل المسلحة بل أتينا لنلتقي بضامنين اثنين هما إيران وروسيا». وأكد أن لقاءه مع الوفد الروسي في آستانة كان جيداً، موضحاً أن الجانبين بحثا جدول أعمال «آستانة-3» والوضع في سورية والمنطقة. واعتبر أن عدم حضور الفصائل المسلحة «يخدم وجهة نظر الحكومة السورية ويظهر العورة السياسية لهذه المجموعات المسلحة التي هي بالأساس غير مستقلة برأيها»، داعياً الى تحميل تركيا المسؤولية عن غياب المعارضة. وقال إن موضوع فصل المعارضة عن الإرهابيين سيتصدر المفاوضات. وخيّم غياب المعارضة على اللقاءات الاستشارية التي أجريت أمس على مستوى ثنائي بين وفود البلدان الضامنة مع وفد الأمم المتحدة الذي ضم في هذه الجولة خبراء أمميين في نزع الألغام. وقالت مصادر ديبلوماسية في آستانة إن وثيقة أعدتها روسيا ستطرح اليوم للنقاش حول تعاون البلدان الضامنة مع الأمم المتحدة في مشروع لنزع الألغام في تدمر (وسط سورية) على أن ينتقل هذا الجهد إلى مناطق أخرى في سورية في وقت لاحق. كما بات متوقعاً أن يتم الإعلان عن تشكيل آلية لتبادل الأسرى والمعتقلين تشتمل على تشكيل مجموعة عمل خاصة في هذا الشأن، لكن لم يعرف مستوى تمثيل المعارضة فيها. وكان ينتظر أن تناقش الجولة التفاوضية الثالثة وضع خريطة توزع القوات ونقاط التماس بهدف تحديد المناطق التي لا يشملها قرار وقف النار. وأعلن رئيس الوفد الروسي ألكسندر لافرينتيف أن الجانب الروسي سلّم اقتراحاته الخاصة بوضع دستور سوري على هامش الجولة الحالية من المفاوضات السورية. وقال لافرينتيف إن الاقتراحات تتعلق بإنشاء لجنة دستورية تتألف من 30 شخصاً، عشرة من الحكومة وعشرة من المعارضة وعشر شخصيات اعتبارية يتم التوافق عليها بين الطرفين. وأعرب عن أمل بأن هذا الاقتراح سيكون مطروحاً في جولة المفاوضات المقبلة في جنيف. وأكد أن «عملية آستانة جارية وتحرز تقدماً، ولا أريد أن أتحدث عن أي خطر حول إفشال المفاوضات. لدينا ما نفعله هنا. هناك مسائل عديدة تتعلق بنظام وقف القتال وغيره من مسائل التسوية السورية». وقال إن العمل على كثير من الوثائق جار في شكل فعال رغم غياب المعارضة، التي قال إنها «لم تنتهز الفرصة لعرض موقفها في شكل بناء». وأكد رئيس الوفد الروسي أن إحدى المسائل المهمة المطروحة في الجولة الحالية تتمثل في تحديد مواقع تنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة» الإرهابيين في شكل دقيق، مشيراً إلى أن «الإيرانيين والأردنيين يؤيدون موقف موسكو في هذا المجال».
مسؤول في قاعدة حميميم إلى أهالي الوعر: نريدكم أن تبقوا تحت سلطة الأسد
لندن، حمص - «الحياة» ... قال نشطاء معارضون أمس، إن حوالى 15 ألف شخص يستعدون للترحيل من حي الوعر في حمص إلى الريف الشمالي للمدينة وإدلب شمال غربي سورية وجرابلس على حدود تركيا. ونقل أحدهم عن رئيس «مركز المصالحة» في قاعدة حميميم في اللاذقية إيغور توتشينوك قوله لأهل حي الوعر: «نريدكم أن تبقوا تحت سلطة (الرئيس بشار) الأسد». وأعلن أول من أمس التوصل إلى اتفاق «تسوية» في آخر أحياء المعارضة في حمص بين القوات النظامية السورية ولجنة التفاوض برعاية روسية. وبحسب تقرير بعثه نشطاء في الوعر أمس إلى «الحياة»، فإن الوعر «بقي مكاناً لاحتضان النازحين من القرى والأحياء في حمص التي تعرضت لقصف من القوات النظامية، مع وجود أسلحة خفيفة تخوفاً من ميليشيات قرية المزرعة وعناصر الدفاع الوطني. وبقي النظام ينشر حواجزه في الوعر حتى منتصف العام 2016 تقريباً حيث انسحب الحاجز الأخير، حاجز مشفى البر التابع لاستخبارات أمن الدولة». وفي 2013، بلغ عدد سكان حي الوعر أكثر من 300 ألف. وكانت المؤسسات العامة تعمل بكل أريحية وسلاسة، وأقيمت منتديات ثقافية وأنشطة وفعاليات. وتأسست في الحي أكثر من ستين مؤسسة جديدة وظفت ألفي شاب وشابة من حملة الشهادات الجامعية والكفاءات العلمية. وافتتحت في حي الوعر مسارح وملاعب ونواد ثقافية، ومارس الأهالي شعائرهم الدينية بسلام في كنائس ومساجد الحي لـ «يمثل الوعر نموذجاً جميلاً من الحرية والتعايش والنشاط»، بحسب التقرير. في منتصف العام الماضي، بدأت القوات النظامية قصف حي الوعر للمرة الأولى وأحاط به طوق أمني يمنع حركة الدخول والخروج. وبدأت موجة النزوح الأولى من الحي ليتناقص العدد الكلي للسكان تدريجياً خاصة مع انقطاع التيار الكهربائي لفترة تزيد عن ثلاثة أشهر متواصلة، فانخفض عدد السكان إلى اقل من 200 ألف. وأشار التقرير إلى عدد من الوساطات مع القوات النظامية السورية إذ إنه «في 2014 وكّل أهالي الوعر بشار النقرور وهو رجل مسيحي من أبناء حي الوعر للتفاوض مع النظام وقام الرجل بجهد جبار في هذا الجانب، وبعد التوصل لاتفاق يقضي بعودة الخدمات للحي وفك الحصار عنه، تم اعتقال نقرور واختفى»، الأمر الذي حصل أيضاً مع الدكتور أمين الحلواني صاحب مستشفى الأمين في حمص في آذار (مارس) 2014. وفي 2016 انخفض عدد السكان إلى مئة ألف جراء استمرار القصف وعدم حصول اتفاق تسوية. وقال: «رغم التوصل لاتفاق بين النظام والأهالي أعطى الثوار كل التزاماتهم للنظام بإخراج دفعات متفق عليها من المتشددين وتسليم جزء من السلاح الثقيل والسماح للنظام بالدخول في الحي للتصوير وسواها، فإن النظام أخل بالتزاماته من إطلاق سراح المعتقلين وفك الحصار عن الحي وافتتاح المؤسسات العامة، وفشل الاتفاق بشكل نهائي على الرغم من المرونة التي أبداها الثوار وذلك في منتصف آذار2016». كما «قام ثوار حي الوعر بعمليات أمنية ضد من حاول الانتساب إلى تنظيم داعش واستطاعوا السيطرة عليهم بالكامل نهاية 2015 وإخراجهم من الحي. وخاضوا لمدة عامين معارك مفتوحة ضد ميليشيات لواء الرضا الشيعية التي ترفع علم حزب الله شعاراً لها، وأصروا على حصر معاركهم في جوانب دفاعية فقط بغية الحفاظ على مدنيي الحي». وأشار التقرير إلى أن ممثلي حي الوعر «تواصلوا مع روسيا عبر مؤتمرات موسكو وعبر الضباط الذين تواجدوا على أرض حمص وعقدوا لقاءات مختلفة في سبيل الحفاظ على مدنية الحي وتحسين حياة المواطنين، لكن الحملات العسكرية استمرت وآخرها حملة عسكرية في بداية الشهر الماضي، حيث استخدمت صواريخ فراغية وارتجاجية خارقة للتحصينات تحطم أبنية بأكملها وترمى من طائرات النظام، وعقدت جولات مع الضباط الروس وأدت تلك الجولات للإذعان لاتفاق خروج من حي الوعر تم توقيعه في 13 آذار». وأضاف التقرير أن تشينوك قال في احد الاجتماعات: «أنتم معتدلون، ووطنيون، ونريدكم أن تبقوا تحت سلطة الأسد». ولفت التقرير إلى «قناعة المفاوضين بأنه لا يوجد حل قريب في سورية» لذلك وافقوا على الخروج إلى مناطق المعارضة. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن أكثر من 2500 مسلح يتمركزون في المنطقة. ووصف اتفاق الوعر بين القائمين على الحي وسلطات الحكومة «بوساطة روسية»، بأنه «اتفاق تهجير جديد»، مشيراً إلى أنه ينص «على خروج أكثر من 12 ألف شخص من الحي من ضمنهم نحو 2500 عنصر، على أن يتم بدء خروج الدفعة الأولى من الراغبين بمغادرة الحي بعد أسبوع، ويبلغ تعدادها نحو 1500 شخص، وسيتم إخراج دفعة مماثلة كل أسبوع».
 خطة لاعادة اعمار سوريا في اروقة الاتحاد الاوروبي
اللواء..المصدر: ا ف ب... كشف الاتحاد الاوروبي اليوم عن خطة طموحة لدعم اعادة اعمار سوريا وصفها بأنها تهدف الى تشجيع الاطراف المتحاربة على التوصل الى اتفاق سلام. وقبل مؤتمر دعم سوريا الذي سيعقد في بروكسل في 5 من نيسان المقبل، طرحت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فريدريكو موغيريني مقترحات متعددة لمرحلة ما بعد الحرب في سوريا تشمل ازالة الالغام وتنظيم انتخابات. وصرحت موغيريني للصحافيين في البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ “في مرات عديدة جدا في السابق لم يعد المجتمع الدولي لفترة ما بعد النزاع في الوقت المناسب، ولكن هذه المرة نريد أن نكون مستعدين”. واضافت أن الاتحاد الاوروبي “ينظر إلى ما بعد الوضع الراهن على أنه أمر يمكن أن يشجع الاطراف في سوريا على تقديم التنازلات الضرورية”، وسعت إلى أن يلعب الاتحاد الاوروبي دورا قياديا في مرحلة ما بعد النزاع في سوريا لتجنب الاخطاء التي ارتكبت في ليبيا والعراق اللتين تركهما المجتمع الدولي لتتدبرا امورهما بعد الاطاحة بالانظمة فيهما ما أدى الى نتائج كارثية. واوضحت استعداد الاتحاد الاوروبي للقيام بدوره فور بدء “انتقال سياسي حقيقي” في سوريا، وأشارت إلى أن مؤتمر نيسان سيوفر فرصة للاطراف للبدء في تنسيق الجهود الان. واكدت على اهمية إشراك الاطراف الاقليمية خاصة السعودية المعارضة للنظام السوري، وايران التي تدعمه وترفض المطالب بتنحي الرئيس بشار الاسد. وجاء في وثيقة مرفقة بالمقترحات قدمتها المفوضية الاوروبية أنه من بين الخطوات التي يمكن أن تتخذها بروكسل حشد التمويل لدعم جهود اعادة الاعمار بما في ذلك المساعدة في احلال الامن وإزالة الالغام ومراقبة وقف اطلاق النار. وقالت موغيريني أن الاتحاد الاوروبي جمع بالفعل نحو 9،4 مليار يورو من بينها نحو مليار يورو انفقت على المهمات الانسانية داخل سوريا، وبحسب الوثيقة فإن الاتحاد الاوروبي يمكن أن يساعد في اعادة الخدمات الاساسية من ماء وصحة وتعليم، لاثبات فوائد السلام. واضافت الوثيقة أن “الاتحاد الاوروبي بإمكانه أن يدعم صياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات خاصة من خلال المساعدة في إدارة الانتخابات وتشكيل بعثة انتخابية تابعة للاتحاد الاوروبي”. ويدعم الاتحاد الاوروبي جهود الامم المتحدة لانهاء النزاع في سوريا الذي اسفر حتى الان عن مقتل ما يزيد عن 320 الف شخص وتشريد الملايين منذ اندلاعه في 2011. ويعتبر مصير الرئيس السوري مسالة مهمة حيث تطالب الجماعات المسلحة المختلفة المدعومة من الولايات المتحدة اضافة الى تركيا بتنحيه في أي تسوية، بينما تدعمه روسيا عسكريا ضد مسلحي المعارضة.
موسكو: وثيقة خاصة بتشكيل لجنة دستورية سوريّة سلمتها للوفد الحكومي على هامش محادثات (أستانة 3)
نصر المجالي... إيلاف من لندن: مع تعثر محادثات السلام السورية (أستانة 3) بسبب مقاطعة المعارضة المدعومة من تركيا، أعلن رئيس الوفد الروسي إلى المفاوضات ألكسندر لافرينتييف، أنه سلم يوم الاثنين لوفد الحكومة السورية وثيقة خاصة بتشكيل لجنة دستورية. توقفت محادثات السلام السورية التي تدعمها روسيا يوم الثلاثاء حيث قاطعت المعارضة السورية المسلحة المدعومة من تركيا جولة ثالثة في كازاخستان وأشار الكرملين إلى أنه توجد انقسامات دولية بشأن العملية. وقالت روسيا، أقوى حليف للرئيس السوري بشار الأسد، إن الأسباب التي أوردتها المعارضة للمقاطعة غير مقنعة وإن قرارها كان مفاجئا. ووصف مبعوث الحكومة السورية المعارضين بأنهم وكلاء لتركيا وقال إن أنقرة أخلّت "بالتزاماتها" إزاء عملية آستانة. وقالت جماعات المعارضة يوم الثلاثاء إنها لن تحضر المحادثات المقرر عقدها يومي الثلاثاء والأربعاء بسبب ما قالت إنه عدم استعداد روسيا لوقف الضربات الجوية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة وفشلها في الضغط على الجيش السوري والمقاتلين الذين تدعمهم إيران للالتزام بوقف إطلاق النار.
مشروع دستور جديد
وفي مؤتمر صحافي عقده فور انتهاء أعمال اليوم الأول من مفاوضات أستانة-3، أكد لافرينتييف أن الجانب الروسي سلم، خلال مؤتمر أستانة -1، الوفد السوري الحكومي مشروعا دستوريا جديدا لسوريا، معربا عن أسفه من رفض المعارضة السورية دراسة هذه الوثيقة. وأضاف أن الوفد الروسي عرض الثلاثاء مشروعا خاصا بتشكيل لجنة دستورية ستقوم بالعمل على وضع الدستور السوري الجديد، وشدد على أن هذه الخطوة لا تعني أن روسيا تفرض طريقة ما لحل هذه القضية، موضحا: "لقد سلمنا الحكومة السورية هذه الوثيقة، والعمل على دراسة هذا المشروع يجري حاليا". وأشار المسؤول الروسي إلى أن هذه الوثيقة "تشمل بعض النقاط قد تعتبرها الحكومة غير مقبولة، لكنها تتضمن أيضا، برأيي، مبادئ ستأخذها في الاعتبار وستستخدمها في مفاوضات جنيف".
ظرف غير عادي
وفي سياق آخر، أشار لافرينتييف إلى أن مفاوضات أستانة-3 تجري "في ظروف غير عادية بسبب رفض وفد المعارضة السورية المسلحة حضور هذه الجولة من العملية التفاوضية"، معربا عن أسف الجانب الروسي من هذا القرار. واعتبر لافرينتييف أن الذرائع التي استخدمتها المعارضة لتبرير رفضها "غير مقنعة"، مشددا على ضرورة خوض حوار مباشر لحل الخلافات. وأكد المسؤول الروسي أن وفد المعارضة المسلحة السورية لن يشارك كذلك، على الأرجح، في المفاوضات يوم الأربعاء.
توتر
وفي تطرقه إلى نتائج اليوم الأول من الاجتماع، قال لافرينييت إن المفاوضات التي عقدت الثلاثاء بين وفود روسيا وتركيا وإيران كانت "متوترة بقدر ملموس"، لكنه وصفها أيضا بـ"الفعالة". كما أضاف لافرينييت أن "الوفد الحكومي الروسي أبدى كالعادة أسلوبا بناء جدا" في لقائه الجانب السوري، لافتا إلى أن المحادثات بين الطرفين شملت "بحث دائرة واسعة جدا للقضايا". وشدد المسؤول على أن غياب وفد المعارضة المسلحة لا يقلل من أهمية مفاوضات أستانة، قائلا إنها "فاعلة وتتقدم نحو الأمام بشكل حاسم".
الدول الضامنة
واشار المسؤول إلى وجود عدد كبير من القضايا التي يجب على روسيا وإيران وتركيا حلها بصفة الدول الضامنة لتطبيق نظام وقف إطلاق النار في سوريا، مؤكدا أن هناك حاجة إلى وقت كافٍ لتبني عدد من الوثائق التي يجري حاليا العمل عليها. وقال لافرينتييف إنه من السابق لأوانه التحدث عن إقرار وثائق ما خلال أعمال الاجتماع في أستانة يوم الأربعاء. وأكد رئيس الوفد الروسي أن القضية ذات الأولوية التي يجري بحثها في أستانة تكمن في تعزيز نظام وقف إطلاق النار.
رفض روسي
وشدد لافرينتييف على أن الجانب الروسي يرفض ما تقوله المعارضة حول رفع مستوى العنف في سوريا بسبب عمليات القوات الحكومية، مؤكدا أن هناك "توجها لتراجع العنف بشكل ملموس رغم وجود بعض الاستفزازات". أما القضايا الأخرى التي تتطرق إليها أطراف المفاوضات فهي مراقبة عمل نظام وقف إطلاق النار وتشكيل آلية معاقبة المنتهكين للهدنة، وكذلك مسألة تشكيل فريق عمل معني بتبادل الأشخاص المحتجزين، والتي طرحها الجانب الروسي. وفي الأخير، قال لافرينييف إن الوثيقة الخاصة بتحديد قواعد انضمام المناطق المتصالحة للهدنة ما زالت أيضا على طاولة المفاوضات، لافتا إلى أن لدى كل من الحكومة والمعارضة تعليقات وملاحظات حول مضمونها.
800 عاملًا طبيًا قضوا في سوريا منذ بدء الحرب دراسة تؤكد أن معظمهم قضى على يد النظام
إيلاف- متابعة... أظهرت دراسة نشرتها مجلة "ذي لانست" الطبية الأربعاء أن أكثر من 800 من أفراد الطواقم الطبية العاملة في سوريا قتلوا منذ بدء النزاع في هذا البلد في 2011 في "جرائم حرب" تشمل قصف مستشفيات وإطلاق نار وتعذيب وإعدام. إيلاف - متابعة: إذ أكدت الدراسة أن العدد الأكبر من هؤلاء القتلى سقط على أيدي القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، اتهمت النظام السوري وحليفته روسيا باستهداف المنشآت والأطقم الطبية بصورة منتظمة في إطار استراتيجية لتحويل هذه الأهداف إلى سلاح حرب.
لا تزال متواصلة
كما أظهرت الدراسة أن النظام السوري وحليفته موسكو عمدا في 2016 إلى تكثيف استهدافهما للمنشآت الطبية في سوريا، مما جعل "العام 2016 السنة الأكثر خطورة حتى اليوم بالنسبة إلى مهنيي الصحة في سوريا، والهجمات تتواصل"، بحسب ما قال الدكتور سامر جبور الأستاذ في الجامعة الأميركية في بيروت وأحد معدّي الدراسة. أجرت الدراسة مجموعة من الباحثين، بينهم أعضاء من الجمعية الطبية السورية الأميركية، وقد استندت إلى أرقام وإحصاءات من مصادر مختلفة.
استهداف ممنهج
وقالت الدراسة إن استهداف المنشآت الطبية "على نطاق غير مسبوق من قبل النظام السوري وحلفائه" استراتيجية أدت إلى "مقتل مئات العاملين الصحيين، وسجن مئات آخرين أو تعذيبهم، وشن هجمات على مئات المنشآت الصحية بصورة متعمدة ومنتظمة". وشددت الدراسة على أن عدد الهجمات على المنشآت الصحية ارتفع من 91 في 2012 إلى 199 في 2016، مشيرة إلى أن 94 % من هذه الهجمات شنتها "الحكومة السورية وحلفائها، بمن فيهم روسيا".
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,220,631

عدد الزوار: 7,624,294

المتواجدون الآن: 0