إيران تكثّف الدعم للحوثيين

تاريخ الإضافة الخميس 23 آذار 2017 - 12:11 م    عدد الزيارات 2872    التعليقات 0    القسم عربية

        


إيران تكثّف الدعم للحوثيين

(رويترز)... تقول مصادر إقليمية وغربية إن إيران ترسل أسلحة متطورة ومستشارين عسكريين إلى جماعة الحوثي المسلحة في اليمن لتزيد الدعم لحليفتها في حرب أهلية قد تغير نتيجتها ميزان القوى في الشرق الأوسط. وقالت مصادر مطلعة على التحركات العسكرية، طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن إيران زادت في الشهور الأخيرة دورها في الصراع المستمر منذ عامين، حيث كثفت إمدادات السلاح وغيرها من أشكال الدعم. ويضاهي ذلك الاستراتيجية نفسها التي انتهجتها لدعم «حزب الله» في سوريا. وقال مسؤول إيراني كبير إن الجنرال قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس»، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، اجتمع مع كبار مسؤولي الحرس الثوري في طهران الشهر الماضي لبحث سبل «تمكين» الحوثيين، مضيفاً «أنهم اتفقوا في هذا الاجتماع، على زيادة حجم المساعدة من خلال التدريب والسلاح والدعم المالي». وأشار إلى أن «اليمن هو المنطقة التي تدور فيها الحرب بالوكالة الحقيقية، وكسب معركة اليمن سيساعد في تحديد ميزان القوى في الشرق الأوسط». وقال اللواء الركن أحمد عسيري، المتحدث باسم التحالف العربي الذي يقاتل الحوثيين في تصريح لـ«رويترز»، «لا نفتقر إلى معلومات أو أدلة على أن الإيرانيين يهربون أسلحة إلى المنطقة بوسائل مختلفة». وأضاف: «نلاحظ أن الصاروخ كورنيت المضاد للدبابات موجود على الأرض... في حين أنه لم يكن موجوداً من قبل في ترسانة الجيش اليمني أو ترسانة الحوثيين. لقد جاء بعد ذلك». وقال مسؤول أمني إيراني كبير سابق، إن حكام إيران المتشددين يخططون لتمكين جماعة الحوثي في اليمن «لتعزيز قبضتهم في المنطقة». وأضاف: «يخططون لإنشاء ميليشيا في اليمن على غرار حزب الله. من أجل مواجهة سياسات الرياض المعادية... تحتاج إيران لاستخدام كل أوراقها». واتفق ديبلوماسي غربي معه قائلاً: «تحاول إيران منذ فترة طويلة صقل قطاعات من ميليشيات الحوثيين ليكونوا قوة معطلة في اليمن. ليس معنى هذا أن الحوثيين مثل حزب الله، لكنهم ليسوا بحاجة إلى أن يكونوا مثله ليحققوا أهداف إيران، وهي توسيع نطاق نفوذها وقوتها في المنطقة وخلق أدوات ضغط غير تقليدي». وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية إن الوزارة «قلقة من الدعم الإيراني للحوثيين بما في ذلك تقارير تفيد بأن إيران نقلت أسلحة لليمن وهو ما يتناقض مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2216 وحظر مجلس الأمن على تصدير إيران للأسلحة». تقول مصادر إن إيران تستخدم سفناً لايصال إمدادات إلى اليمن إما مباشرة أو عبر الصومال لتتحايل على جهود التحالف لاعتراض الشحنات. وتوضح مصادر غربية أنه ما أن تصل السفن إلى المنطقة، يتم نقل الشحنات إلى قوارب صيد صغيرة يصعب رصدها لأنها منتشرة في تلك المياه. ومن المعتقد أن المياه المفضلة لتنفيذ تلك العمليات تشمل خلجاناً صغيرة للصيد قرب ميناء المكلا على الرغم من أن هذا يتطلب أن يخوض من يتم تهريبهم من رجال أو عتاد رحلة طويلة محفوفة بالمخاطر إلى المناطق الرئيسية التي يسيطر عليها الحوثيون. وأقر المتحدث باسم التحالف العربي اللواء عسيري بصعوبة مراقبة سواحل اليمن البالغ طولها 2700 كيلومتر. وقال: «لا يمكنك مراقبة كل هذا الساحل الطويل حتى لو جئت بكل بحريات العالم... إذا أوقفنا حركة تلك القوارب الصغيرة، فسيؤثر هذا على الناس العاديين الذين يعملون بالصيد». وفي الفترة من أيلول 2015 حتى آذار 2016، اعترضت البحرية الفرنسية والأسترالية مراراً أسلحة قال مسؤولون إنها على الأرجح كانت متجهة للحوثيين. وقال مسؤول عسكري أميركي إن تهريب الإيرانيين أسلحة إلى الحوثيين استمر من دون انقطاع منذ آذار من العام الماضي عندما توقفت عمليات الضبط. وشمل العتاد صواريخ باليستية بعيدة المدى. وأضاف: «لا يوجد تفسير منطقي لظهور تلك الأسلحة سوى المساعدة الخارجية. تقويمنا هو أن المساعدة أتت على الأرجح من إيران». وأقر نيك جينزين جونز، خبير الأسلحة الحربية، ومدير مؤسسة خدمات بحوث التسلح (أرمامنت ريسيرش سيرفسز) التي تعقبت عتاداً إيرانياً انتهى به المطاف في اليمن، أيضاً بأن الكميات قد زادت. وقال جينزين جون «لاحظنا المزيد من النجاح في عمليات النقل البحري خلال الأشهر القليلة الماضية، وأظن أن الزيادة عموماً في وتيرة ما نوثقه من أسلحة إيرانية ترجع جزئياً إلى نجاح مزيد من عمليات التسليم البحرية». وفي دراسة عن نقل التكنولوجيا الإيرانية إلى اليمن، صدرت أمس، قالت مؤسسة بحوث التسلح في الصراعات (كونفليكت أرمامنت ريسيرش) إن لديها أدلة تظهر أن الطائرة بدون طيار (قاصف - 1) صنعت في إيران، ولم تصمم وتصنع محلياً، في تناقض لتصريحات الحوثيين. وتكشفت في هجمات وقعت في الآونة الأخيرة دلائل على عتاد عسكري أكثر تطوراً يُشتبه بأن الحوثيين يستخدمونه. ففي 30 من كانون الثاني الماضي، هوجمت فرقاطة سعودية قرب ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين في عملية اتهم الإعلام الرسمي السعودي الحوثيين بالمسؤولية عنها. وقالت البحرية الأميركية إن قارباً من دون ربان يتم التحكم فيه عن بعد وكان محملاً بالمتفجرات، صدم السفينة السعودية في أول هجوم معروف من نوعه تُستخدم فيه مثل تلك القوارب، وإن الحوثيين استخدموا على الأرجح تكنولوجيا من إيران. وفي تطور آخر هذا الشهر، قال مصدر في الحكومة اليمنية لـ«رويترز»، إن زورقاً لخفر السواحل دمر قرب المكلا بألغام نشرها الحوثيون. وقال جينزين جونز إن نوعية الذخائر الإيرانية تحسنت في الآونة الأخيرة. وأضاف: «شملت عمليات النقل الأخيرة لأسلحة وذخائر سلسلة (الطائرات دون طيار) أبابيل الإيرانية المزودة برؤوس حربية شديدة الانفجار، واستخدمها الحوثيون ضد أهداف لها أهمية كبيرة مثل الرادارات وبطاريات صواريخ باتريوت»، مشيراً إلى أن هناك شبهات أيضاً في نقل صواريخ مضادة للسفن وصواريخ محمولة على الكتف. وعلاوة على الأسلحة، قالت مصادر إيرانية وإقليمية إن طهران توفر خبراء أفغاناً وعرباً شيعة لتدريب وحدات للحوثيين، وللعمل كمستشارين في ما يتعلق بالإمداد والتموين. ومن بين هؤلاء أفغان قاتلوا في سوريا تحت إشراف قادة في «فيلق القدس».


المصدر: جريدة المستقبل

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,848,750

عدد الزوار: 7,647,796

المتواجدون الآن: 0