هل يمرّر لبنان «قطوع» قمة عمّان... بلا مضاعفات؟.. عون والحريري يشاركان وترقُّب طبيعة لقاءاتهما...الموازنة تبصر النور.. و«الكهرباء» تحت الضوء اليوم...تضامُن عربي مع لبنان... والمرّ من بعبدا: تنسيق وتفاهُم..الجيش يطوّق بلدة بقاعية ولا يدخلها..جعجع : القمة العربية فرصة لإعادة تزخيم العلاقات مع الخليج

تاريخ الإضافة الثلاثاء 28 آذار 2017 - 7:15 ص    عدد الزيارات 2266    التعليقات 0    القسم محلية

        


هل يمرّر لبنان «قطوع» قمة عمّان... بلا مضاعفات؟.. عون والحريري يشاركان وترقُّب طبيعة لقاءاتهما

الراي.. بيروت - من ليندا عازار ... تقف بيروت أمام «اختبارٍ صعب» في القمة العربية التي تستضيفها عمّان غداً وسط «حبْس أنفاسٍ» حيال ما إذا كانت ستنجح في تَجاوُز هذا «القطوع» الذي يختزل مجمل علاقاتها الملتبسة مع العالم العربي، ودول الخليج خصوصاً، على خلفية وقوع لبنان بين «مطرقة» تضامُن عربي (حيال قضايا مركزية أبرزها «الخطر الايراني») يرتّب خروجه عليه أثماناً باهظة ليس أقلّها «سحب اليد» من دعمه، و«سندان» تَحوُّل «بلاد الأرز» إحدى الساحات الأبرز للنفوذ الإيراني «المكرَّس» من خلال «حزب الله» بما يجعل تغطية أي اندفاعةٍ ولو كلامية ضدّ الحزب بمثابة «صاعق تفجير» للوضع اللبناني. والواقع أن لبنان، الذي سيذهب الى القمة العربية بوفدٍ يترأسه رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، يبدو أمام محكّ اعتماد سياسةٍ «مدوْزنة» توائم بين السير بإدانة التدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية وفي الوقت نفسه إدارة الظهر لأي بند يستهدف «حزب الله» ويصنّفه إرهابياً، علّ ذلك يوفّر «مخرجاً آمناً» يحول دون «قطْع أمل» دول الخليج خصوصاً من إمكان إخراج لبنان من «الفلك الإيراني». ويتوجّه الوفد اللبناني إلى القمة مهجوساً بالتهديدات الاسرائيلية «المتطايرة» بشنّ حربٍ على «حزب الله» والتي كان تبلّغ جديّتها مباشرةً من عاصمة عربية فاعلة، الأمر الذي استوجب إطلالة الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله التي حاول فيها رسْم «معادلة ردْع» مع تل أبيب من خلال التهديد باستهداف مفاعل ديمونا النووي وحاويات الامونيا في حيفا. ولهذا فإن بيروت تحتاج، بحسب أوساط سياسية، أكثر من أي وقتٍ الى انتزاع إجماعٍ على بند «التضامن مع لبنان» الذي كان لقي تحفظات عنه ابان اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين قبل نحو 3 أسابيع، ولا سيما ان النفَس التهديدي الاسرائيلي الذي كان تُرجم بأكثر من غارة أخيراً داخل الأراضي السورية حملتْ رسائل مباشرة الى نظام الرئيس بشار الاسد و«حزب الله»، يكتسب دلالات خطرة للغاية معطوفاً على «التفوّق الدولي» الكبير للدولة العبرية في ضوء دخول دونالد ترامب البيت الأبيض وسياسته المتشددة حيال ايران «الراعية الأولى للإرهاب». وترى الأوساط السياسية في ظلّ ملامح التشدُّد الخليجي حيال طهران وأذرعها في المنطقة، ان المرحلة الراهنة تحمل أوجه شبه مع العام 2006 حين تعاطتْ دول خليجية بارزة مع عملية خطْف «حزب الله» لجندييْن اسرائيليين وما أعقبها من حرب اسرائيلية على لبنان استمرت 33 يوماً على أنها «مغامرة»، لافتة الى «ان ثمة دولاً عربية حالياً تعتبر ان لبنان (مخطوف) من ايران وان مغامرات حزب الله العسكرية في أكثر من ساحة مشتعلة ولا سيما سورية واليمن يمكن ان تضع (بلاد الأرز)في (فم أخطار) كبيرة». ومن هنا، تعتبر الأوساط نفسها، ان القمة العربية، التي سيحضرها مبعوث عن ترامب وتأتي في ظل المخاوف من عقوبات مالية أميركية جديدة على لبنان في سياق التضييق أكثر على «حزب الله»، تشكّل فرصة لبيروت تنتظرها بلدان الخليج خصوصاً لإبراز لبنان سلوكاً يعكس فصل سياسته الرسمية عن روزنامة «حزب الله» ومشاريعه، خلافاً لما حصل حين أطلق عون على هامش زيارته مصر مواقف وفّر فيها غطاء شرعياً من أعلى مرجعية دستورية لسلاح «حزب الله»، ما شكّل «نقزة» لدى دولٍ خليجية عدة وأحدث ما يشبه «الازمة الصامتة» معها، وخصوصاً أن نصر الله استخدم «غطاء» الرئيس اللبناني ليجدد الهجوم على السعودية ويوسّعه ليطول الامارات العربية المتحدة بالاسم. وفي حين تراهن أطراف لبنانية على ان مشاركة الحريري في الوفد الرسمي من شأنها أن تُحدِث «توازناً» يحتاج إليه لبنان لتفادي أي انزلاقاتٍ الى «المحظور» في العلاقات مع دول الخليج التي تحتاج بيروت الى استئناف مسار تطبيعها الذي كان بدأ بزيارة عون للرياض في يناير الماضي، ثمة مَن يترقّب مسار المشاركة اللبنانية في قمة عمّان وطبيعة اللقاءات التي سيعقدها كل من رئيسيْ الجمهورية والحكومة، وسط معلومات عن اتصالات اضطلعت بها مصر والأردن في محاولة لتبريد الأجواء. وكان لافتاً امس موقف لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أكد فيه رداً على سؤال حول التخوف من انتكاسة جديدة في العلاقات اللبنانية -الخليجية في حال تمايُز موقف لبنان في ما يتصل بالموقف من ايران و«حزب الله»، انه «انطلاقاً من الوضع السابق السائد الذي أدى في ربيع - صيف 2016 الى تدهورٍ للعلاقات اللبنانية - الخليجية، أرى أن هذه المخاوف في محلها إلا إنني اعتقد أن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة اللذين يمثلان لبنان بأكمله، وهما مقيدان بالدستور ويأخذان في الاعتبار مصالح الشعب اللبناني والمصلحة العليا للدولة اللبنانية بالدرجة الأولى، سيقومان بكل ما يجب لعدم السقوط مرة جديدة في مسألة الابتعاد عن الموقف العربي والخليجي نظراً للروابط والمصالح المشتركة بين لبنان ودول الخليج، كما أنهما لن يألوا جهداً في محاولة تقديم المصلحة اللبنانية العليا على أي مصلحة أخرى».

الموازنة تبصر النور.. و«الكهرباء» تحت الضوء اليوم

المستقبل.. إنجاز وراء إنجاز.. تسير العجلة الحكومية على الطريق السريع نحو «استعادة الثقة» بالدولة وكيانها المؤسساتي لتبلغ بالأمس محطة مفصلية أعادت روح الانتظام إلى المالية العامة إثر صراع مرير مع الفراغ دام أكثر من عشر سنين. فبعد مسار مالي ضبابي ضاغط على الخزينة جعلها طيلة مرحلة الانقسام السياسي تدفع على غير هدى يقونن آلية صرف المال العام، أبصرت الموازنة العامة النور خلال جلسة مجلس الوزراء أمس في السراي الحكومي مع تخفيض كبير لسقف العجز، على أن يستعرض وزير المال علي حسن خليل الأرقام النهائية للمشروع اليوم على طاولة المجلس برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا قبل أن تنكب الجلسة على تسليط الضوء الحكومي على خطة الكهرياء والانطلاق في رحلة البحث عن سبل إنهاء أزمتها المزمنة والمستفحلة في البلد. وعن مجريات جلسة السراي برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري أمس، أوضحت مصادر وزارية لـ«المستقبل» أن الحريري نجح في إخراج مشروع الموازنة من عنق الزجاجة بعدما وضع حداً لمحاولات إغراقه في دوامة الأرقام والمراوحة على ذمة النقاشات المالية - السياسية العقيمة، مشيرة في هذا السياق إلى أن الجلسة كان قد تخللها بعض الملاحظات التي كادت أن تؤخر إقرار مشروع الموازنة تحت وطأة اعتراض «اشتراكي» - «قواتي» على التصويت على إقرار بعض الأرقام الواردة في المشروع، ما دفع برئيس الحكومة إلى إبداء امتعاضه من الأمر والخروج من قاعة المجلس لتنشط في ضوء ذلك الاتصالات والمشاورات السياسية والوزارية في أروقة السراي ليعود بعدها الحريري إلى القاعة ويستأنف المجلس اجتماعه ويُقر الموازنة للعام الجاري بالتفاهم بين كل المكونات الحكومية حول حجم الواردات والنفقات. وعند تمام الساعة التاسعة والربع مساءً، أعلن وزير الإعلام ملحم رياشي رسمياً إقرار مشروع الموازنة العامة وتخفيض العجز «بنسبة كبيرة»، على أن يقوم وزير المال الخميس المقبل بعد عودة رئيسي الجمهورية ومجلس الوزراء من القمة العربية في الأردن، بزيارة الرئيس الحريري في السراي، حيث سيعقد مؤتمراً صحافياً لعرض كل تفاصيل وأرقام الموازنة وتخفيض العجز وكل الأرقام ذات الصلة بالإيرادات والواردات والنفقات.

بوصعب مستشار رئاسي للتعاون الدولي

عيّن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الوزير السابق الياس بوصعب، مستشاراً للتعاون الدولي، بهدف التواصل مع الدول والهيئات والمنظمات والصناديق الدولية التي تتولى مساعدة لبنان والمساهمة في مشاريع إقتصادية وإنمائية متنوعة.

تضامُن عربي مع لبنان... والمرّ من بعبدا: تنسيق وتفاهُم

الجمهورية.. لا تغيير في المشهد الانتخابي، الإيجابية معدومة، والطاغي حالة «استرخاء» تبدو معها الاطراف السياسية وكأنها فقدت حماستها للوصول سريعاً الى قانون جديد، بعدما لاح في الأفق انّ التمديد للمجلس النيابي حاصل حتماً، سواء تحت عنوان تقني او غير تقني. وتبعاً للمواقف فإنّ القانون الجديد ما يزال عالقاً في عنق زجاجة يضيق اكثر فأكثر نتيجة تضارب الرؤى الانتخابية التي تستعصي معها الولادة الطبيعية، والعجز عن بلورة صيغة إنتخابية مثلى تقرّب المسافات بين المتناقضين، ما يعني أنّ الوعود التي أطلقت أخيراً وروّجت لاحتمال إبصار القانون الجديد النور خلال الاسابيع المقبلة، فاقدة للجدية وتدور فقط في المدار الكلامي الذي لا ترجمة عملية له. على انّ هذا المشهد لا يخلو من مشاورات جانبيّة بين القوى الممثلة في اللجنة الرباعيّة، ولكن من دون ان يؤدي هذا النقاش الى فتح نوافذ في الجدران المقفلة الأمر الذي يحتاج الى مزيد من عصف الافكار لعل ذلك يساعد في بناء مساحات مشتركة، وهذا ما ينتظر حصوله بداية الشهر المقبل.

المرّ في بعبدا

والتحضيرات الجارية لإعداد قانون انتخاب جديد حضرت خلال زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق النائب ميشال المرّ الى القصر الجمهوري ولقائه رئيس الجمهورية ميشال عون. وقال الرئيس المرّ: «إن هذا اللقاء يهدف الى التنسيق مع فخامة الرئيس في الشؤون العامة، وخصوصاً السياسية والانتخابية منها، لأننا في قلب المعركة. وكان لا بد من لقاء فخامته لنسمع وجهة نظره ومعرفة توجهاته، ونطمئنكم أننا كنّا متفاهمين على كل النقاط وبصورة خاصة تلك المتعلقة بمنطقة جبل لبنان. ولقاؤنا اليوم ستتبعه لقاءات اخرى كلما اقتضَت الحاجة، ووفقاً للسرعة التي سيتقرر على أساسها قانون الانتخاب».

لبنان في القمة

الى ذلك، يحضر لبنان في قمة عمّان غداً، حيث يعوّل عليها كفرصة لإعادة مدّ الجسور بين الدول العربية، في مرحلة دقيقة تمر بها المنطقة، وستكون لعون، الذي يترأس وفد لبنان بمشاركة رئيس الحكومة سعد الحريري، إطلالة لافتة على القادة العرب من خلال كلمة امام القمة، وصفتها مصادر بعبدا بغير التقليدية، وبمضمون لا ينطوي على كلام فقط لمجرّد الكلام، بل غير تقليدية حتى بالمخاطبة، وفي لغة المصارحة مع الزعماء العرب التي سيعتمدها رئيس الجمهورية، لغة يقتضيها الواقع العربي ومخاطر المرحلة المقبلة التي لا تحتمل مزيداً من الانتظار في ظل التطورات المتسارعة. وبالتالي، هذه ستكون رسالة لبنان في القمة».

رسالة خماسيّة؟

واذا كان لبنان حرص من خلال مشاركته في القمة على إبراز الصورة اللبنانية في ظل العهد الجديد والموقف الرسمي الواحد والمنسَجم في ظل مشاركة الحريري الى جانب عون، فإنّ ما لفت الانتباه هو مبادرة بعض القوى السياسية في لبنان الى خطوة اعتُبرت تجاوزاً لموقف لبنان و«تشويشاً» عليه في القمة. وتجَلّت، وكما كشفت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، برسالة الى القمة بعث بها كل من الرؤساء امين الجميّل، ميشال سليمان، فؤاد السنيورة، تمام سلام ونجيب ميقاتي وأرسلوها كرؤساء سابقين للجمهورية والحكومة. وتقع هذه الرسالة في 3 صفحات فولسكاب، وتتمحور حول 5 عناوين: التأكيد على اتفاق الطائف، التأكيد على التزام القرارات الدولية ولا سيما القرار 1701، السلاح غير الشرعي، «إعلان بعبدا»، النأي بالنفس وبسط سلطة الدولة ووقف التدخلات الخارجيّة في الأزمة السورية». وبعث الرؤساء الخمسة بنسخ عن هذه الرسالة الى كل من عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري والحريري، وكان وقعها سلبياً جداً في بعبدا، وعون لم يكن مرتاحاً لهذه الخطوة وعَبّر عن شديد استيائه، والأمر نفسه عند بري الذي فوجىء بخطوة من هذا النوع، وعَبّر عن انزعاج منها وقال لـ»الجمهورية» إنها «خطوة غير مُستساغة وغير مسبوقة، لا بل غير مقبولة». وأكدت مصادر رسمية لـ«الجمهورية» انّ هذه الخطوة غير مفهومة المضمون والمغزى والغاية منها، لا بل انها تشكّل مَسّاً وإساءة لموقع رئاسة الجمهورية ومحاولة لتجاوز الرئيس وهيبة الرئاسة الاولى، خصوصاً انّ لبنان سيكون ممثّلاً برئيسه، فما مغزى هذه الرسالة، وما هو هدفها، وماذا تريد ان تقول؟ هل تحاول ان تظهر انّ لبنان منقسم على ذاته؟.... وماذا سيبدو عليه موقف لبنان في هذه الحالة وعندما يشوّش عليه برسالة لا لزوم لها أصلاً؟ بل هل القصد منها إضعاف موقف لبنان؟ وماذا سيقول عنّا العرب في قمة عمّان؟ فإذا كانت هذه الرسالة مكتوبة بمبادرة شخصية من قبل مُرسليها فهي مصيبة، أما اذا كان موحى بها، فهنا المصيبة أكبر. مع ذلك، تبقى العيون اللبنانية شاخصة نحو عمّان، كفرصة لبنانية مهمة. وكان لافتاً للانتباه ما تمّ إعلانه عشيّة القمة من انه بنتيجة الاتصالات التي أجراها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في واشنطن مع عدد من نظرائه ومن بينهم وزراء خارجية الاردن والسعودية والبحرين، وكذلك نتيجة للسياسة الانفتاحية التي رسمها رئيسا الجمهورية الحكومة، رفعت الدول الخليجية تحفّظها عن بند التضامن مع لبنان خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب وصدر القرار بالموافقة على بند التضامن بالاجماع.

المصري

وقال الاستاذ في القانون الدولي الدكتور شفيق المصري لـ«الجمهورية»: «بما انّ خطاب القسم الذي ألقاه رئيس الجمهورية فور انتخابه قد لاقى اجماعاً لبنانياً وموافقة عربية كاملة، وبما انّ هذا الخطاب يدعو الى التضامن العربي والطلب من الدول العربية مساعدة لبنان، لذلك يبدو من الانسب ان يؤكد رئيس الجمهورية مضمون هذا الخطاب لا سيما في النقاط التالية:

1 ـ موقف لبنان الرسمي بالنسبة لانتمائه العربي، والدعوة الى التضامن العربي.

2 ـ موقف لبنان الرسمي من شؤون سياسية وتنموية مختلفة أجمَع عليها اللبنانيون.

3 ـ دعوة رئيس الجمهورية، بناء لهذا التضامن، الى مساعدة لبنان في شتى الميادين.

4 ـ إحتواء كل الآراء الأخرى التي بَدت في ظاهرها نافرة مع مضمون هذا الخطاب، سواء كانت الآراء من محيط رئيس الجمهورية او من كل الافرقاء اللبنانيين الآخرين».

إقرار الموازنة

من جهة ثانية، وبعدما أشيعت أجواء عن تأخير إقرار الموازنة وتداخل القرار السياسي بشأنها مع الملفات السياسية الاخرى وخصوصاً خطة الكهرباء وسلسلة الرتب والرواتب وقانون الانتخاب، أصرّ الحريري على اقرار الموازنة عشيّة سفره الى القمة. وعلمت «الجمهورية» أنّ مجلس الوزراء أجرى أمس مراجعة لمشروع الموازنة، لنحو 3 ساعات، وتوسّع النقاش عند الوصول الى بند النفقات، فشعر الحريري من خلال طروحات بعض الوزراء، ولا سيما وزراء «القوات» انّ هناك نية لإعادة البحث ببنود يفترض انّ المجلس انتهى منها، وطلب وزراء «القوات» صراحة من الحريري تاجيل البحث ودخل وزراء آخرون على الخط بطلبهم إعادة النظر بالنفقات وموازنات وزاراتهم، فسادَ هرج ومرج. عندها، وقف الحريري وخاطب الوزراء مُحتّداً: «عم نرجع نعيد نفسنا، ونناقش أموراً خلصنا منها. الهيئة ما بدكن موازنة اليوم. اقول لكم اذا ما أقرّيناها اليوم، ما في موازنة». وخرج الى مكتبه، فترك بعض الوزراء الجلسة معلنين انتهاءها وتأجيل البحث الى جلسة لاحقة. في هذه الاثناء خرج الوزراء مروان حمادة وغطاس خوري وعلي حسن خليل وجمال الجرّاح وتمنوا على الحريري العودة لترؤس الجلسة، وهذا ما حصل. فاستدعي كل الوزراء الذين خرجوا واستؤنفت الجلسة على نية إقرار الموازنة. وعلمت «الجمهورية» انّ عجز الموازنة قُدر بنحو 7 آلاف مليار ليرة لبنانية، اي ما يوازي 5 مليارات دولار ونصف، وتعتبر هذه القيمة مخفّضة نسبة لموازنة 2016 علماً انه أضيفت اليها زيادة ألف و200 مليار ليرة قيمة السلسلة.

خطة جديدة للكهرباء

من جهة ثانية، يبحث مجلس الوزراء في جلسة يعقدها اليوم في بعبدا خطة الكهرباء التي طرحها وزير الطاقة سيزار ابو خليل، وفهم انّ الخطة تعتمد على استقدام 3 بواخر تركية لإنتاج الكهرباء لتأمين النقص في التغذية. وأوضح مصدر مطّلع لـ«الجمهورية» انّ خطة ابو خليل لم تَرد أصلاً في خطة كهرباء جبران باسيل، إنما هو اقتراح جديد يُعلّله ابو خليل بالحلّ الأسرع لتوفير الكهرباء، ونحن على ابواب الصيف وموعودون بنحو مليون ونصف مليون سائح ومغترب لبناني. واعتبر رئيس لجنة الطاقة النيابية النائب محمد قباني انّ استقدام بواخر جديدة هو الحل الاسهل والاسرع ، لكنه ليس الحل الافضل. وقال انّ استقدام مزيد من البواخر هو استكمال للخطط القديمة من دون تقديم حلول على الامد البعيد، ولا يمكن الاستمرار بالاتّكال على البواخر.

«الكتائب»

وكشف مصدر كتائبي مسؤول لـ«الجمهورية» أنّ لجاناً متخصصة في الحزب تعكف على مواكبة الملفات المطروحة أمام الحكومة، وهي ترفع تقاريرها يومياً الى رئيس الحزب النائب سامي الجميّل والمكتب السياسي لاتخاذ المواقف المناسبة منها. وإذ لفت الى أنّ خطة الكهرباء والموازنة هما تحت المجهر، أكد تصميم الجميّل على المضيّ قدماً في مواجهة كل ما من شأنه إلحاق الأذى بمصلحة الخزينة والمواطن، منبّهاً الى أنّ ما بدأ مع الضرائب لن يكون معركة يتيمة في حال تكررت الأخطاء الحكومية. وشدّد المصدر على «أنّ قرار الكتائب بالمعارضة الديموقراطية ليس قراراً عابراً وإنما هو قرار ثابت دفاعاً عن مصالح الناس وحفاظاً على مقوّمات النظام الديموقراطي، والحزب سيمضي قُدماً في الوقوف جنباً الى جنب مع هيئات المجتمع المدني وناشطيه في مواجهة الهدر والفساد، وهو مصمّم على متابعة ملف إقرار السلسلة وتأمين تمويلها من خلال مكافحة الفساد ووقف الهدر وضبط النفقات غير المُجدية».

الجيش يطوّق بلدة بقاعية ولا يدخلها

بيروت - «الحياة» .. فك الجيش اللبناني الطوق العسكري عن بلدة الحمودية غرب بريتال (البقاع الشمالي) بعدما كان قد قطع كل الطرق المؤدية إليها، مسيراً دوريات في محيطها منذ ساعات الصباح. وأوضحت «الوكالة الوطنية للإعلام» (الرسمية) أن «قوات الجيش لم تدخل عمق البلدة بحثاً عن مطلوبين، وإنما اكتفت بتطويقها بين بلدتي حزين وبريتال». إلى ذلك، أحالت مديرية المخابرات في قيادة الجيش، بحسب مديرية التوجيه، السوري مؤيد أحمد الواو لانتمائه إلى تنظيم «داعش» الإرهابي في جرود بلدة عرسال إلى القضاء المختص، مشيرة إلى أن المشتبه به «عمل أمنياً لمصلحة «داعش» وشارك في الاعتداءات على وحدات الجيش اللبناني خلال العام 2014 في البلدة المذكورة».

جعجع : القمة العربية فرصة لإعادة تزخيم العلاقات مع الخليج

بيروت - «الحياة» ... شدد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على أن «رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة سعد الحريري اللذين يمثلان لبنان بأكمله في القمة العربية، يأخذان في الاعتبار مصالح الشعب اللبناني والمصلحة العليا للدولة اللبنانية بالدرجة الأولى، وسيقومان بكل ما يجب فعله لعدم السقوط مرة جديدة في مسألة الابتعاد عن الموقف العربي والخليجي، نظراً الى الروابط والمصالح المشتركة بين لبنان ودول الخليج»، مؤكداً «أنهما لن يألوا جهداً في محاولة تقديم المصلحة اللبنانية العليا على أي مصلحة أخرى، فرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة لا يمثلان أي طرف أو أي فريق في مؤتمر القمة العربية بل يمثلان جميع اللبنانيين، ولا أعتقد أنهما سيتركان الشعب اللبناني يدفع غالياً جداً ثمن مواقف طرف من الأطراف اللبنانية التي لا تتلاقى لا مع الدستور ولا مع منطق الدولة ولا مع المصالح اللبنانية العليا». وأمل جعجع في حديث مع موقع «القوات» الإلكتروني بـ «أن تكون القمة العربية فرصة لإعادة تزخيم العلاقات اللبنانية-الخليجية»، متمنياً على «المسؤولين اللبنانيين أن يتصرفوا في شكل يعيد الزخم الى هذه العلاقات لأنه بالإضافة الى الأبعاد السياسية والإستراتيجية هناك البعد الاقتصادي، فبتقديري ان العامل الوحيد القادر على إعادة تزخيم الاقتصاد اللبناني في الوقت الراهن هو العامل الخليجي، وانطلاقاً من هنا يجب التصرف على هذا الأساس». وطالب الدول العربية بـ «العمل معاً بتنسيق كامل في هذه المرحلة الحرجة جداً من تاريخ المنطقة ككل للخروج بتصور واحد وخريطة طريق واحدة لترتيب اوضاع المنطقة والانتهاء من الحروب الدائرة فيها، وإعادة قيام الدول والانتظام العام في المنطقة كما يجب».

النسبية والديموقراطية العددية

وفي الشأن الانتخابي، أكد جعجع «أننا نرفض النسبية الكاملة لأنها سواء كانت على أساس لبنان دائرة واحدة أم على أساس 13 أو 15 دائرة، فهي تعني الديموقراطية العددية التي تتناقض مع جوهر وروح اتفاق الطائف والميثاق الوطني والتعايش في لبنان»، ورأى «ان النسبية هي الوجه الآخر للديموقراطية العددية». ولفت الى ان «القانون المختلط هو أكثر قانون يوجد حوله توافق، فلماذا لا نذهب مباشرة نحو الحل؟ فكل الفرقاء أظهروا تأييدهم له». ورأى جعجع «ان هناك محاولات كبيرة لمحاولة تمرير النسبية الكاملة، ولكن في الوقت عينه نحن لن نقبل بطرح النسبية الكاملة انطلاقاً من توصيفنا لها ومن نتائجها التي تعطي للمسيحيين بضعة مقاعد أكثر من قانون الستين ولكن ليس أكثر من ذلك، فنحن لم نخض معركة قانون انتخابات منذ 10 سنوات حتى اليوم لنصل الى قانون قريب بنتائجه الى قانون الستين». وعن سياسة النأي بالنفس التي اعتمدت في الأزمة السورية، قال: «هذا الأمر لا يصح اطلاقاً في الحالة العربية، ففي سورية ليست القضية عربية بقدر ما هي قضية نظام وشعب يناضل للتخلص منه، وفي هذه الحالة من واجب الدولة النأي بنفسها عن صراع كهذا، ولكن هذا لا يصح أبداً في القضايا العربية الكبرى».

مفوض أوروبي:التجدد السياسي يفعّل تقديم المساعدات للبنان

بيروت - «الحياة» ... في إطار التحضيرات لعقد مؤتمر بروكسيل في 5 نيسان (أبريل) المقبل لدعم الدول التي تستضيف النازحين السوريين، جال المفوض الأوروبي لشؤون التوسع والسياسة الأوروبية للجوار جوهانس هان على عدد من المسؤولين اللبنانيين، في وقت أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري خلال ترؤسه مجلس الوزراء أمس، انه سيتوجه «مع وزراء التربية والشؤون الاجتماعية وشؤون النازحين الى مؤتمر بروكسيل لعرض خطة لبنان لمواجهة أعباء النزوح السوري وطلب الدعم الدولي لها، ونحن ذاهبون بتصور موحد لكيفية التعاطي مع هذه الأزمة». واذ لفت الحريري الى ان «ثلث قاطني لبنان من النازحين السوريين»، تحدث عن «خطة للنهوض بالبنى التحتية والخدمات العامة أعددناها لتفيد اللبنانيين والنازحين على حد سواء وتزيد النمو الاقتصادي وتوجد فرص عمل خصوصاً للشباب». ولفت الى ان لبنان «وفى بالتزماته تجاه أزمة النزوح السوري منذ مؤتمر لندن في العام الماضي وعلى المجتمع الدولي الان ان يتحمل مع لبنان مسؤولية النهوض بالبنى التحتية والخدمات العامة والاقتصاد اللبناني».

لقاءات هان

واستهل هان لقاءاته مع رئيس الجمهورية ميشال عون في حضور سفيرة الاتحاد الأوروبي كريستينا لاسن، ونقل لعون «تقدير دول الاتحاد الأوروبي للرعاية التي قدمها لبنان للنازحين»، مشدداً على «أهمية العمل لمساعدتهم للعودة إلى بلادهم في أسرع وقت ممكن بعد توافر حل سياسي دائم». واعتبر أن «انتخاب عون رئيساً أحدث تجدداً في الحياة السياسية وفي المؤسسات الدستورية ما يمكن الاتحاد من تفعيل مساعداته للبنان في مختلف المجالات». وأعلن عون أن «لبنان سيشارك في مؤتمر بروكسيل بوفد يرأسه رئيس الحكومة سعد الحريري ويضم في عضويته عدداً من الوزراء لعرض ورقة العمل اللبنانية التي تتضمن النقاط التي يطالب لبنان بتبنّيها، لا سيما في ما خص معالجة ملف النازحين السوريين الذين يدعو لبنان إلى مساعدتهم للعودة إلى بلادهم وليس البقاء في أراضيه». وأكد «تأييد لبنان الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية على نحو يبقي سورية موحدة»، مشيراً إلى أن «لبنان الذي قدّم كل أنواع الرعاية والدعم للنازحين، لا يزال يواجه التداعيات السلبية لهذا النزوح على واقعه الاقتصادي والأمني، ما يفرض على المجتمع الدولي ولا سيما الدول الأوروبية مساعدته ليتمكن من تجاوز هذا الواقع». وبحث هان مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري في العلاقات اللبنانية- الأوروبية والمشاريع التي يمولها الاتحاد في لبنان، وقضية النازحين. ثم زار هان الحريري في حضور المستشارين نديم الملا ومازن حنا، وأكد بعد اللقاء أن «الاتحاد بادر إلى دعم لبنان منذ بداية الأزمة، وقدم له ما يزيد على بليون يورو، وسيستمر في هذه السياسة». وأوضح أن مهمته في لبنان «التحضير مع شركائنا لمؤتمر بروكسيل لنواصل قدماً جهودنا المشتركة، وإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، ومساعدة الدول المتأثرة بهذه الأزمة من لبنان إلى الأردن وتركيا». واعتبر أن «من المهم باعتبار أن هذه الدول مجاورة للاتحاد الأوروبي، أن نهتم بجيراننا ونستثمر فيهم، وكان ذلك طلباً واضحاً من الرئيس الحريري». وشدد على أن «علينا أن ننظر إلى كل الفرص التي تمكننا من توفير مساعدة أكبر للدولة اللبنانية، لجهة الاستثمارات الأجنبية ودراسة الاحتمالات والفرص الممكنة في المستقبل تجارياً أو في الاستثمار والتدريبات التقنية وإعداد القوى العاملة التي تتمتع بالمهارات للوصول الى استقرار في المنطقة». وأكد «أننا بحثنا إمكان التقدم بقروض مانحة من الاتحاد الأوروبي بفوائد مخفوضة، أقل من 2 في المئة، مقارنة بالفائدة العادية والتي تتراوح بين 7 و8 في المئة، وهذا عامل إضافي لتعزيز الاقتصاد». وأوضح هان أنه سيجول على «القطاع الصحي والأمني، وسنطلع على مجال معالجة النفايات، ففي النمسا لدينا خطط ومعامل خاصة للمعالجة داخل المدن، تشكل مصدر طاقة للكهرباء في فيينا ومناطق أخرى، من دون تلوث الهواء». وكشف «أننا نحاول إقناع الناس في لبنان حول كيفية الاستفادة من التقنيات الحديثة المتوافرة في أماكن أخرى من العالم، ويمكن أن نستثمر فيها لمصلحتهم». وعما إذا بحث مع المسؤولين في برامج إعادة توطين النازحين، أجاب: «الأسبوع المقبل سنجلس سوية لبحث هذه المسائل». وبحث هان مع وزير التربية مروان حمادة تداعيات النزوح السوري على الوضع التربوي..

الى ذلك، اعلن رسمياً أمس، أن «الرئيس عون عيّن الوزير السابق الياس بو صعب مستشاراً للتعاون الدولي». وأوضح المكتب الاعلامي في بعبدا أن التعيين «بهدف التواصل مع الدول والهيئات والمنظمات والصناديق الدولية التي تتولى مساعدة لبنان والمساهمة في مشاريع اقتصادية وإنمائية متنوعة».

 



السابق

روسيا تؤكد رغبتها في تعزيز العلاقات مع مصر سياسياً وعسكرياً..قنص» جندي في الشيخ زويد ومقتل 8 «تكفيريين» في رفح..فوضى واشتباكات بالأيدي في البرلمان المصري...الخرطوم تتعهد التعاون للعثور على رهينة فرنسي..مدير الاستخبارات السودانية يناقش في واشنطن التعاون الأمني..القوات الكينية تقتل 31 متشدداً من «حركة الشباب»..إيطاليا تأمل بدعم روسي لحل في ليبيا..مطالبات في تونس بإتاحة زواج المواطنات بغير المسلمين..الاحتجاجات تتسع داخل "العدالة والتنمية" ..ايلاف المغرب تجول في الصحافة المغربية الصادرة الثلاثاء

التالي

أخبار وتقارير..داعش يشكل كتيبة "فارسية" ويهدد قادة إيران مطالبا طهران بالتوقف عن قتل "أهل السنة"..القضاء الإسباني يقبل دعوى ضد أركان النظام السوري ..الكرملين يرفض الإفراج عن معتقلين تظاهروا ضد الفساد: أدلّة على تلقّي مراهقين أموالاً للمشاركة في الاحتجاجات..الكونغرس يستجوب صهر ترامب..إيطاليا تتهم سفن مساعدات انسانية بتقويض جهود مكافحة تهريب المهاجرين..التوتر الدبلوماسي بين أنقرة وأوروبا يقسم الجالية التركية..اعتقال جنرال أفغاني كبير بتهمة الفساد

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,539,596

عدد الزوار: 7,636,998

المتواجدون الآن: 0