الجيش الحر يشن أكبر هجوم معاكس على ميليشيات إيران في البادية السورية ..اعتراضات على إنهاء الائتلاف السوري عضوية كتلته العسكرية بعد دعوته 12 فصيلًا إلى تسمية ممثليهم...موسكو تساند تقدم قوات مدعومة من إيران باتجاه الحدود السورية الأسطول الروسي يقصف داعش في تدمر بصواريخ «كاليبر»...مقتل مؤسس وكالة «أعماق» الداعشية بقصف للتحالف وصراع أمريكي روسي على الحدود السورية العراقية..المعارضة السورية تجتمع في الرياض...معركة شرق سوريا أول اختبار إقليمي لترمب...ضربة روسية مزدوجة ضد الفصائل وداعش...طائرات روسية تقصف فصائل المعارضة عند حاجز ظاظا الاستراتيجي...«قوات سورية الديموقراطية» تحكم سيطرتها على سد البعث وتقف على مشارف شرق الرقة..الأمم المتحدة: عمليات تهجير المدنيين ترقى إلى مستوى جرائم حرب...حجاب لـ «الحياة»: أميركا لم تبلور استراتيجية ... والمعارضة في أسوأ أوضاعها...طريق المقاومة: معركة التواصل الآمن من طهران إلى فلسطين....

تاريخ الإضافة الخميس 1 حزيران 2017 - 4:29 ص    عدد الزيارات 2630    التعليقات 0    القسم عربية

        


الجيش الحر يشن أكبر هجوم معاكس على ميليشيات إيران في البادية السورية

أورينت نت... أورينت.. شنت فصائل من الجيش السوري الحر، اليوم الأربعاء، هجوماً معاكساً بهدف طرد قوات الأسد وميليشيات إيران التي احتلت مؤخراً مناطق محررة في البادية السورية، وذلك ضمن معركة أطلقت عليها اسم (الأرض لنا). وأكد بيان مشترك لـ "جيش أسود الشرقية" وقوات "الشهيد أحمد عبدو" التابعة للجيش السوري الحر، أنها شنّت هجوماً واسعاً على مواقع النظام والميليشيات الإيرانية في البادية السورية، حيث تمكنت من كسر خطوط الدفاع الأولى للمليشيات الإيرانية، والسيطرة على نقاط متقدمة بالقرب من حاجز ظاظا والسبع بيار. وأشار البيان إلى انسحاب سيارات محملة بقتلى من الميليشيات الإيرانية باتجاه مطار السين في منطقة القلمون الشرقي، وتصاعد ألسنة اللهب داخل مواقع النظام بعد استهدافها براجمات الصواريخ. وتأتي هذه التطورات بعد يومين من إلقاء طائرات التحالف الدولي مناشير ورقية على المناطق التي احتلتها قوات الأسد وميليشيات إيران في البادية، تطالب بعدم تجاوز حاجز (ظاظا) القريب من منطقة السبع بيار، والتي تبعد نحو 55 كيلومتراً عن معبر التنف الحدودي مع العراق. هذا وتضع إيران بثقلها العسكري في محاولتها السيطرة على منطقة البادية السورية، حيث تشارك في المعارك ميليشيات شيعية ومرتزقة من لبنان والعراق وباكستان وأفغانستان، وذلك باشراف ميليشيات "الحرس الثوري" الإيراني. وخلال الأسابيع الماضية تبلورت معركة "ملء الفراغ" أو "حرب المساحات"، حيث دفعت إيران بميليشيات إضافية إلى منطقة البادية السورية، تحقيقاً لعدة أهداف، أبرزها قطع الطريق على فصائل الجيش الحر المدعومة من التحالف الدولي الوصول إلى مدينة دير الزور، إلى جانب تأمين إيران لطريقها "المقدس" الممتد من طهران فالموصل إلى دير الزور مروراً بدمشق وصولاً إلى مناطق سيطرة حزب الله في بيروت على البحر المتوسط، وتحقيقاً لذلك، دخلت إيران في 3 عمليات عسكرية متزامنة في 3 محافظات (حمص – ريف دمشق – السويداء).

اعتراضات على إنهاء الائتلاف السوري عضوية كتلته العسكرية بعد دعوته 12 فصيلًا إلى تسمية ممثليهم

ايلاف....بهية مارديني... أعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض اليوم إنهاء عضوية كتلة الأركان، التي كانت تمثل المجلس العسكري بين صفوفه، ما جوبه باعتراض من قبل بعض الائتلافيين وكتلة الأركان. إيلاف: عزا الائتلاف ذلك إلى حلّ المجلس العسكري، الذي كانت تمثله كتلة الأركان، ما يعني غياب "الأصل الذي يمثلونه وفق قرار اللجنة القانونية"، لافتًا إلى إجماع الهيئة السياسية على قرار إنهاء عضوية الكتلة. وفي حين دعا الائتلاف 12 فصيلًا من الجيش الحر لتسمية ممثليهم السياسيين، واعتبر تلك الخطوة "إصلاحية وتعزز الشرعية" علمت "إيلاف "أن هادي البحرة عضو الهيئة السياسية للائتلاف هو من أبلغ القرار للفصائل وسط اعتراضات من جانب بعض الائتلافيين وكتلة الأركان، التي قالت إن مثل هذا القرار يحتاج اجتماع الهيئة العامة للائتلاف وإجماع الأعضاء، وإنه غير قانوني ولا يجوز للهيئة السياسية مخالفة قرار الهيئة العامة التي ثبتت كتلة الأركان كأعضاء فيها، كما إن الفصائل كانت تطلب المناصفة في الائتلاف".

دعوة إلى الحوار

وأكد الائتلاف في البيان، الذي تلقت "إيلاف" نسخة منه، إن "هيئته السياسية شكلت لجنة خاصة تواصلت مع الفصائل العسكرية، لغرض الحوار معها بشأن التمثيل السياسي في الائتلاف، وقد حددت اللجنة 12 فصيلًا، وفق معايير تم التوافق عليها، وجرى التواصل معها بعد إقرار ذلك من قبل الهيئــة السياسية، حيث وافق معظمها على المشاركة، فيما تنتظر اللجنة موافقة البقية، كما قضت بتشكيل مجموعة عمل للتنسيق المشترك بين الائتلاف وكل القوى العسكرية". ولم يوضح الائتلاف في البيان المعايير التي قال إنه تم التوافق عليها. يشمل برنامج الإصلاح، الذي طرحه رئيس الائتلاف الجديد المنتخب رياض سيف، وتبنته الهيئة السياسية، سلسلة من الخطوات ترمي إلى تحديث النظام الأساسي، وتعزيز حضور قوى المجتمع المدني والقوى السياسية، وإنشاء مجموعات عمل مشتركة مع النقابات والمجالس المحلية والأحزاب والهيئات السياسية والشباب والقوى الثورية والشخصيات الفكرية والمجتمعية ورجال الأعمال، بما يعتبره الائتلاف يضمن أوسع نطاق من المشاركة في القرار الوطني السوري، إلى جانب اعتماد مبدأ الشفافية والمحاسبة، وإطلاع الرأي العام السوري على مسيرة العمل السياسي بكل تحدياتها وأوضاعها بشكل يعيد ثقة الشارع السوري بثورته وهيئاته الوطنية.

تشكيك في اختياراته

كما علمت "إيلاف" أيضًا أن هذا البرنامج كان مدار البحث مع الموفد الدولي ستيفان دي مستورا في جنيف أثناء المفاوضات الأخيرة، وأن أكثر من مسؤول غربي التقى معهم سيف. لكن البعض يشكك في الاختيارات التي يعتمدها الائتلاف في استقطاب النخب والخبرات ومن يستطيعون حقًا قيادة المرحلة، رغم صعوبتها ووعورتها، خاصة أن التوسعات الأخيرة للائتلاف لم تحقق أي شيء يذكر له، بل بالعكس بات أكثر انتقادًا بأنه راوح في المكان، وازدادت الأمور سوءًا بعد انسحاب عدد كبير من أعضائه في الفترة الأخيرة، وخسر الكثير من روافده، رغم أنه الجسم المعترف فيه بموجب قرار أممي.

موسكو تساند تقدم قوات مدعومة من إيران باتجاه الحدود السورية الأسطول الروسي يقصف داعش في تدمر بصواريخ «كاليبر»

اللواء.... (ا.ف.ب-رويترز).... أطلقت روسيا من غواصة وفرقاطة في البحر المتوسط عدة صواريخ عابرة من نوع «كاليبر» على اهداف لداعش قرب تدمر في سوريا، كما قامت طائراته بتغطية جوية للقوات المدعومة من ايران باتجاه الحدود مع سوريا العراق والأردن. وقال في بيان ان «روسيا شنت أربع ضربات بصواريخ كاليبر على تنظيم داعش في منطقة تدمر. الاهداف كانت ملاجىء توجد فيها تجهيزات عسكرية ثقيلة، الى جانب تجمع لمقاتلين اعيد نشرهم من الرقة». وأضاف البيان ان «كل الاهداف اصيبت» بدون تحديد موعد شن الضربات. وأوضحت موسكو ان الجيوش الاميركية والتركية والاسرائيلية قد ابلغت مسبقا بهذه الضربات التي نفذتها الفرقاطة «اميرال ايسن» والغواصة «كراسنودار». وأوضح الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لوكالات الانباء الروسية ان الرئيس فلاديمير بوتين ابلغ من قبل وزير الدفاع سيرغي شويغو بسلسلة «ضربات ناجحة بصواريخ عابرة من نوع كاليبر من مياه المتوسط ضد أهداف لتنظيم الدولة الاسلامية على الاراضي السورية». وأكدت وزارة الدفاع الأميركية أن الجيش الروسي قام بتحذير الجانب الأميركي بخصوص الهجوم الصاروخي. وقال ممثل الخدمة الصحفية للبنتاغون: «يملك التحالف آليات اتصال لمنع النزاعات مع روسيا، وذلك بهدف ضمان سلامة قواتنا العاملة في الجو وعلى الأرض». بموازة ذلك، قالت فصائل مسلحة تابعة للجيش السوري الحر إن طائرات روسية مقاتلة هاجمتها لدى محاولتها التقدم في مواجهة مقاتلين مدعومين من إيران في منطقة صحراوية في جنوب شرق سوريا. وأضافت أن ست مقاتلات قصفت مواقعها أثناء تحركها صوب حاجز ظاظا قرب بلدة السبع بيار الصغيرة القريبة من الطريق السريع الواصل بين دمشق وبغداد والحدود مع العراق والأردن. وحددت الفصائل أن الطائرات روسية لأنها كانت تحلق في تشكيلات وعلى ارتفاع أعلى من الطائرات السورية. وقال سعد الحاج المتحدث باسم جيش أسود الشرقية أحد فصائل الجيش السوري الحر العاملة في المنطقة لرويترز «قام سرب مقاتلات روسية بقصف الثوار لمنعنا من التقدم بعد أن كسرنا خطوط الدفاع الأولي للمليشيات الإيرانية وسيطرنا على مواقع متقدمة بالقرب من حاجز ظاظا والسبع بيار في البادية السورية». وقالت مصادر من المخابرات كذلك إن وجود قوات التحالف في التنف على الطريق بين دمشق وبغداد يهدف كذلك إلى منع جماعات تدعمها إيران من فتح طريق بري بين العراق وسوريا. وأعلنت دمشق أن البادية ودير الزور تمثلان الأولوية في حملتها لاستعادة السيطرة على كامل أراضي سوريا التي تمزقها حرب مستمرة منذ ست سنوات أودت بحياة مئات الآلاف من الأشخاص. من جهة ثانية حذر وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو امس من تسليم واشنطن أسلحة الى المقاتلين الاكراد في سوريا الذين تعتبرهم انقرة «ارهابيين»، مشيرا الى ان ذلك «أمر بالغ الخطورة». وقال ان «هذه الاجراءات في غاية الخطورة على وحدة وسيادة اراضي سوريا»، مضيفا ان هذه الاسلحة يمكن ان تستخدم ضد تركيا و»كل الانسانية» ايضا. وكان البنتاغون اعلن الثلاثاء انه بدأ بتسليم أسلحة الى وحدات حماية الشعب الكردية، المكون الرئيسي لقوات سوريا الديموقراطية وهي تحالف فصائل عربية وكردية يقاتل تنظيم الدولة الاسلامية.

مقتل مؤسس وكالة «أعماق» الداعشية بقصف للتحالف وصراع أمريكي روسي على الحدود السورية العراقية

عكاظ..أ ف ب (بيروت).. احتدمت المنافسة الأمريكية الروسية على الحدود السورية العراقية، بعد سجال بين الميليشيات الإيرانية وقوات النظام من جهة والفصائل التي تدعمها واشنطن من جهة أخرى. وأكدت فصائل من المعارضة السورية التي تدعمها واشنطن، تعرضها للاستهداف بقصف جوي نفذته مقاتلات روسية، أثناء محاولة التقدم في البادية السورية، لدحر قوات النظام والميليشيات الموالية لها. ووفقاً لما نقلت وكالة «رويترز» عن الفصائل فإن ست مقاتلات روسية قصفت مواقعهم التي تقدموا إليها باتجاه منطقة حاجز ظاظا الإستراتيجي، قرب قرية سبع بيار التي تقع على الطريق الدولي الذي يصل دمشق ببغداد. وأكد المتحدث باسم جيش أسود الشرقية أن المقاتلات كانت روسية؛ بحسب ما تبين من التشكيل الذي كانت تحلق به، والعلو المرتفع الذي لا تتمكن طائرات النظام الحربية من الوصول إليه. من جهة ثانية، أعلن عدد من نشطاء المعارضة السورية أمس (الأربعاء) مقتل مؤسس وكالة «أعماق» الإخبارية التابعة لتنظيم داعش في غارة شنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وقتل ريان مشعل، الذي يعرف كذلك باسم براء كادك، في قصف للتحالف على مدينة الميادين التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف بالقرب من الحدود السورية مع العراق. وتداولت العديد من صفحات فيسبوك التابعة لنشطاء سوريين من بينها صفحة «عين على وطن» الإعلامية، خبر مقتل مشعل. وكتبت الصفحة أن مشعل هو «أحد مؤسسي وكالة أعماق في تنظيم داعش.. وقتل هو وابنته بغارة للتحالف على الميادين بريف دير الزور». كما يتم تداول منشور على فيسبوك كتبه شقيق مشعل يؤكد فيه مقتله. ولم يؤكد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أو المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل مشعل. وقال محمد خالد المدير التنفيذي بمجموعة حلب 24 الإخبارية لوكالة فرانس برس إن مشعل (31 عاما) كان ناشطا إعلاميا معروفا قبل انضمامه إلى تنظيم داعش.

المعارضة السورية تجتمع في الرياض

«عكاظ» (الرياض) ... علمت «عكاظ» من مصادر مطلعة في المعارضة السورية أن الهيئة العليا للمفاوضات ستجتمع في الرياض في الخامس من الشهر الجاري من أجل بحث مشاورات جنيف6 الأخيرة. وقالت المصادر إن المعارضة ستبحث في هذا الاجتماع الموقف من المشاورات وإمكانية الاستمرار في هذه المشاورات غير المجدية، لافتة إلى أن المعارضة تبحث بدائل عن جنيف في الوقت الذي لم تسفر جهود المبعوث الأممي للأزمة السورية ستيفان دي ميستورا عن أي تقدم في ظل تعنت النظام ورفضه البحث في بنود جنيف1 الستة....

معركة شرق سوريا أول اختبار إقليمي لترمب

العرب..احمد الوكيل... تناولت صحيفة «فيننشيال تايمز» البريطانية التواجد العسكري الأميركي في شرق سوريا خاصة في مدينة التنف، وأشارت إلى أن تحذير الولايات المتحدة قوات بشار الأسد وحلفائه من الميليشيات الشيعية من عدم الاقتراب من مناطق نشاط المعارضة السورية المدعومة أميركياً يمكن أن يؤدي إلى تصعيد التوتر بين الطرفين، وما يحمل معه من اختبار إقليمي لإدارة ترمب. وتحدث نشطاء في المعارضة السورية أن إسقاط طائرات التحالف الدولي بقيادة أميركا منشورات تحذيرية في مناطق يسيطر عليها نظام بشار الأسد تبرز مدى خطورة تحول مدينة مثل التنف إلى نقطة اشتباك تجر إليها قوى دولية تحارب في سوريا. ولفتت الصحيفة إلى أن استمرار قوات نظام الأسد في الزحف على مناطق المعارضة السورية المعتدلة بشرق سوريا قد يجبر إدارة ترمب على التدخل عسكرياً لمنعها في وقت يحاول فيه البيت الأبيض تحسين علاقته بروسيا، لكنه يوجه نقداً لاذعاً لإيران التي تدعم بشار بشكل كبير في حربه ضد الشعب السوري. وحول أهمية المنطقة، قالت «فيننشيال تايمز»: «إن شرق سوريا غني بالنفط ويعد أرضاً استراتيجية هامة تتصارع عليها الأطراف المتحاربة طوال الحرب الأهلية»، مضيفة «أن الطرف الذي يسيطر على تلك المنطقة سيكون أيضاً من يهيمن على الأراضي التي بحوزة تنظيم الدولة بطول الحدود العراقية السورية». وأوضحت الصحيفة أن سيطرة المعارضة السورية على منطقة شرق سوريا الاستراتيجية قد تحرم طهران من شق طريق بري يوصل أراضيها بأراضي وكلائها في لبنان وسوريا. وبيّنت الصحيفة أن انشغال قوات المعارضة السورية بصد الهجمات التي يشنها نظام الأسد والميليشيات الشيعية شتت انتباههم عن الحرب التي كانوا يعدون لها لطرد تنظيم الدولة من مدن كدير الزور والبوكمال على الحدود العراقية السورية. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين قولهم إن ثمة تفاهماً بين روسيا والولايات المتحدة حول عدم تواجد أي قوات في محيط مدينة التنف بحدود 50 كيلومتراً. لكن ذلك، كما يقول نشطاء المعارضة، لم يمنع تدفق قوات إيرانية وشيعية وأخرى تابعة لنظام الأسد على منطقة شرق سوريا وإقامة دفاعات تصب في اتجاه قاعدة أميركية تدرب قوات المعارضة السورية هناك.....

ضربة روسية مزدوجة ضد الفصائل وداعش...

باريس، لندن، موسكو - «الحياة» أعادت روسيا أمس خلط الأوراق في جنوب سورية وجنوبها الشرقي، بعد يوم من تصعيد موقفها من التهديد الأميركي بوقف تقدم القوات النظامية السورية نحو معبر التنف على الحدود مع العراق. وهاجمت طائرات روسية فصائل معارضة مدعومة من الأميركيين كانت تتقدم نحو مواقع القوات النظامية وميليشيات شيعية موالية في ريف حمص الجنوبي الشرقي، بالتزامن مع إعلان موسكو أنها استخدمت «صواريخ مجنحة» أُطلقت من سفينة وغواصة في المتوسط نحو مواقع لتنظيم «داعش» شرق تدمر بريف حمص الشرقي، في استهداف يبدو أنه يندرج في إطار مساعدة القوات النظامية للوصول إلى بلدة السخنة ومنها إلى دير الزور لفك الحصار عنها. وتحدث ناشطون مساء عن وصول رتل يضم مدرعات ودبابات وسيارات ترفع العلم الروسي إلى مدينة درعا حيث تُسجّل منذ أيام حشود للجيش النظامي وميليشيات تؤيدها لإطلاق معركة وشيكة ربما تهدف للوصول إلى الحدود الأردنية وإعادة السيطرة على معبر نصيب ... وتقدمت «قوات سورية الديموقراطية» أمس إلى نقاط جديدة عند المدخل الشرقي لمدينة الرقة، وسيطرت على قرى وبلدات انسحب منها «داعش». وشدد رياض حجاب منسّق «الهيئة العليا للمفاوضات» في المعارضة السورية، في تصريحات إلى «الحياة»، على ضرورة استمرار المفاوضات تحت مظلة الأمم المتحدة في جنيف وليس في آستانة. وقال حجاب الذي التقى في باريس كبار المسؤولين الفرنسيين والمبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا: «لم تتبلور استراتيجية أميركية حول سورية. وفق ما فهمنا، الأولوية لمكافحة الإرهاب ومناطق آمنة للحد من نفوذ إيران، ومن ثم الانتقال السياسي». ورفض ما تقرر في اجتماعات آستانة (مناطق تخفيف التوتر)، قائلاً إن إيران «جزء أساسي من المشكلة، بالتالي لا يمكن أن تكون ضامناً ومراقباً لوقف النار». وحذّر من «تغيير ديموغرافي» في سورية، قائلاً إن «إيران والنظام يعملان على إفراغ مناطق من سكانها وإحلال سكان مكانهم... هم ينقلون للأسف شيعة من مكان إلى مكان. هناك قدوم كثيف للشيعة العراقيين والأفغان والباكستانيين إلى سورية». في غضون ذلك، نقلت وكالة «سمارت» عن ناشطين تأكيدهم «وصول رتل عسكري جديد يضم مدرعات ودبابات وسيارات ترفع العلم الروسي إلى مدينة درعا»، لكن ليس واضحاً ما إذا كان الرتل روسياً بالفعل، علماً أن موسكو نشرت قوة صغيرة الشهر الماضي في محافظة السويداء المجاورة. لكن «شبكة شام» أشارت، من جهتها، إلى «حشود كبيرة يزج بها (النظام) باتجاه درعا المدينة بشكل غير مسبوق، حيث تشهد المنطقة كثافة كبيرة في الأرتال القادمة من دمشق وحلب وريف حماة... وسط حضور كبير للميليشيات الشيعية المدعومة من إيران». وحذّرت من خطر وصول ما سمّته «البدر الشيعي» إلى حدود الأردن. في غضون ذلك، نقلت «رويترز» من عمّان عن فصائل في «الجيش الحر» المدعوم من الغرب، أن طائرات روسية هاجمتها لدى محاولتها التقدم في مواجهة مسلحين مدعومين من إيران في منطقة صحراوية جنوب شرقي سورية. وأضافت أن ست مقاتلات قصفت مواقعها أثناء تحركها صوب حاجز ظاظا قرب بلدة السبع بيار الصغيرة القريبة من الطريق السريع الواصل بين دمشق وبغداد والحدود مع العراق والأردن. وحددت الفصائل أن الطائرات روسية لأنها كانت تحلق في تشكيلات وعلى ارتفاع أعلى من الطائرات السورية. وقال سعد الحاج الناطق باسم «جيش أسود الشرقية» التابع لـ «الحر» لـ «رويترز»: «قام سرب مقاتلات روسية بقصف الثوار لمنعنا من التقدم بعد أن كسرنا خطوط الدفاع الأولى للميليشيات الإيرانية وسيطرنا على مواقع متقدمة بالقرب من حاجز ظاظا والسبع بيار في البادية السورية». وقال الحاج إن أياً من مقاتليه لم يقتل في الغارة. أما سيد سيف، وهو مسؤول آخر في «الجيش الحر» من فصيل «أحمد عبدو» فقال، إن الطائرات الروسية قصفت قوات المعارضة عندما بدأت اجتياح دفاعات المقاتلين المتحالفين مع قوات الحكومة. وسيطرت القوات النظامية وميليشيات مؤيدة على نقطتي تفتيش ظاظا والسبع بيار الشهر الماضي لوقف تقدم «الجيش الحر» في أراض استراتيجية أخلاها «داعش». وقصفت طائرات تابعة للتحالف مسلحين موالين للحكومة السورية تدعمهم إيران يوم 18 أيار (مايو) الماضي، أثناء محاولتهم التقدم جنوب حاجز ظاظا باتجاه التنف قرب مثلث الحدود السورية - الأردنية - العراقية.

طائرات روسية تقصف فصائل المعارضة عند حاجز ظاظا الاستراتيجي

موسكو - رائد جبر { لندن - «الحياة» ... أطلقت سفينة حربية وغواصة روسيتين أربعة صواريخ كروز من البحر المتوسط على أهداف لـ «تنظيم داعش» قرب مدينة تدمر السورية. وقالت وزارة الدفاع الروسية أمس، إن الفرقاطة (أدميرال ايسن) والغواصة (كراسنودار) نفذتا الضربة التي قالت وكالات أنباء روسية، إنها الأولى من نوعها منذ تشرين الثاني (نوفمبر)، واستهدفت متشددين وعتاداً لـ «داعش» في منطقة شرق تدمر. في موازاة ذلك، قالت فصائل المعارضة السورية المدعومة من الغرب، إن طائرات روسية هاجمتهم أثناء محاولتهم التقدم في مواجهة الميليشيات المدعومة من إيران في الصحراء الجنوبية الشرقية السورية. وقال سعد الحاج الناطق باسم «جيش أسود الشرقية» أحد فصائل «الجيش السوري الحر» العاملة في المنطقة لرويترز: «قام سرب مقاتلات روسية بقصف الثوار لمنعنا من التقدم بعد أن كسرنا خطوط الدفاع الأولي للمليشيات الإيرانية وسيطرنا على مواقع متقدمة بالقرب من حاجز ظاظا والسبع بيار في البادية السورية». وأصبحت المنطقة الصحراوية في جنوب شرق سورية المعروفة بالبادية جبهة قتال مهمة، في الحرب الأهلية الدائرة في سورية. ويتنافس الطرفان على انتزاع السيطرة على أراض يسيطر عليها تنظيم داعش الذي يتراجع مع تعرضه لهجمات مكثفة في العراق وعلى امتداد حوض نهر الفرات في سورية. وقال الحاج إن أياً من مقاتليه لم يقتل في الغارة. وقال سيد سيف وهو مسؤول آخر من «الجيش السوري الحر» من فصيل «الشهيد أحمد عبدو» إن الطائرات الروسية قصفت قوات المعارضة عندما بدأت اجتياح دفاعات المقاتلين المتحالفين مع القوات النظامية. وسيطرت القوات النظامية والمقاتلون المتحالفون معها على نقطة تفتيش ظاظا والسبع بيار أيار (مايو)، لوقف تقدم فصائل الجيش السوري الحر للسيطرة على أراضٍ استراتيجية أخلاها «داعش». وقصفت طائرات مقاتلة تابعة لتحالف تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» مقاتلين موالين للحكومة تدعمهم إيران يوم 18 أيار، أثناء محاولتهم التقدم جنوبي حاجز ظاظا باتجاه معبر التنف وهي قاعدة على الحدود السورية الأردنية حيث تقوم القوات الأميركية بتدريب مقاتلين من الجيش السوري الحر. وتراجعت الميليشيات الداعمة للحكومة إلى المنطقة المحيطة بحاجز ظاظا وحذرهم التحالف منذ ذلك الحين من البقاء على مسافة تقل عن نحو 50 كيلومتراً من القاعدة. وانتزع معارضون تدعمهم الولايات المتحدة السيطرة على قاعدة التنف من «داعش» العام الماضي. وقالت مصادر إنهم يسعون لاستخدامها كقاعدة انطلاق للسيطرة على البوكمال وهي بلدة على الحدود السورية مع العراق وتمثل خط إمداد مهماً لفصائل المعارضة. وقالت مصادر من المخابرات كذلك إن وجود قوات التحالف في التنف على الطريق بين دمشق وبغداد يهدف كذلك إلى منع جماعات تدعمها إيران من فتح طريق بري بين العراق وسورية. وأعلنت دمشق أن البادية ودير الزور تمثلان الأولوية في حملتها لاستعادة السيطرة على كامل أراضي سورية. وعن الهجوم الصاروخي من البحر المتوسط، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن العتاد والقوات التي استهدفتها الضربة كان «تنظيم داعش» قد نشرها من قبل في الرقة. وأضافت الوزارة في بيان: «تم تدمير جميع الأهداف». وتابعت أن روسيا حذرت الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل قبل إطلاق الصواريخ. ولم تذكر الوزارة متى نفذت الضربة، لكن وكالات أنباء روسية نقلت عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله، إن وزير الدفاع سيرجي شويجو أبلغ بنفسه الرئيس فلاديمير بوتين بالعملية العسكرية مساء الثلثاء. وأكدت موسكو انها ستواصل استهداف مواقع الإرهابيين في المناطق التي لا ينسحب عليها اتفاق وقف النار. وتزامنت الضربة الروسية الأولى في تدمر منذ شهور، مع انتقادات روسية حادة لتطورات الموقف في الرقة، ولضربات قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في مناطق سورية. وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف منح «ممر لخروج مسلحين ارهابيين من الرقة» واعتبر ذلك مؤشراً الى أخطاء ناجمة عن عدم التنسيق في مواجهة الارهاب. وأكد لافروف، أن المعطيات المتوافرة لدى وزارة الدفاع الروسية حول فتح الأكراد ممراً لتنظيم «داعش» في الرقة «بنيت على معلومات موثوقة». وزاد: «كما سمعت فإن الوحدات الكردية من قوات سورية الديموقراطية نفت بيان وزارة الدفاع حول وجود معلومات تشير إلى وجود اتفاق بينها وبين «داعش» سمح لمسلحين بمغادرة الرقة من دون أي عقبات والتوجه نحو تدمر» مؤكداً في الوقت ذاته، أن وزارة الدفاع الروسية أكدت بيانها الذي اعتمد على معلومات مؤكدة. وزاد ان مقاتلي «داعش» حصلوا على تسريبات في شأن هذه المعلومات ما أسفر عن تغيير في خططهم وخرجوا من الرقة باتجاه تدمر». مضيفاً أن «القوات الروسية رصدت تحركات المسلحين من التنظيم الخارجين من الرقة وقامت بمهاجمتهم». وشدد لافروف على ان القوات الروسية «سوف تواصل ملاحقة الإرهابيين، وعند ملاحظة تحركات لأفراد التنظيم في أي بقعة من الأراضي السورية، سوف يتم استهدافهم» مؤكداً ان «قواعدهم ومعسكراتهم وقوافلهم أهداف مشروعة لدينا». وزاد ان الوضع الحالي «يظهر عدم وجود تنسيق بين جميع من يقاتلون ضد الإرهاب في سورية». داعياً إلى مناقشة هذه المسألة في مفاوضات آستانة. في الوقت ذاته، أكد الوزير الروسي أن الأكراد ليسوا مدرجين في لائحة المجموعات والفصائل التي دعيت إلى المحادثات تحت رعاية الأمم المتحدة. وقال أن بعض الأطراف المشاركة في مفاوضات جنيف تعارض مشاركة أكراد سورية في هذه المفاوضات، مؤكداً أن الأكراد يمثلون «قوة حقيقية على الأرض وجزءاً من الدولة السورية». وشدد على انه «لا يمكن بحث النظام الدستوري في سورية ومكافحة الإرهاب هناك من دون مشاركة الأكراد».

«قوات سورية الديموقراطية» تحكم سيطرتها على سد البعث وتقف على مشارف شرق الرقة

لندن، دمشق - «الحياة» ... تقدمت «قوات سورية الديموقراطية» أمس إلى نقاط جديدة عند المدخل الشرقي لمدينة الرقة، شمال شرقي سورية، وسيطرت على معظم قرى وبلدات الريف الشرقي للرقة وسط انسحاب سريع ولافت لـ «تنظيم داعش» من العديد من مواقعه. وقالت مصادر محلية لموقع «سمارت» الإخباري أمس، إن «قوات سورية الديموقراطية» سيطرت على سد البعث (الرشيد) وخمس قرى غرب الرقة بغطاء جوي من «التحالف الدولي». من ناحيته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بحدوث اشتباكات عنيفة بين «قوات سورية الديموقراطية» و «تنظيم داعش» على محاور في الضفة الجنوبية لنهر الفرات بالريف الغربي لمدينة الرقة، حيث تتركز الاشتباكات العنيفة المترافقة مع قصف متبادل بين طرفي القتال، في قرية الحمام المحاذية للجهة الجنوبية من سد البعث، في محاولة من قوات عملية «غضب الفرات» تحقيق تقدم وإجبار «داعش» على الانسحاب من سد البعث الواقع على بعد نحو 18 كلم إلى الشرق من سد الفرات، وذلك بهدف إحكام السيطرة عليه. وأفادت مصادر لـ «سمارت» بأن «قوات سورية الديمقراطية» سيطرت على كامل سد البعث بعد أن تقدمت إلى مدخله الشمالي قبل أيام عدة، لتقطع بذلك طرق إمداد «تنظيم داعش» عن مدينة الرقة وتطبق حصارها من جميع الجهات عدا الجنوبية. وسيطرت «»قوات سورية الديموقراطية» على قرى بير الهشيم وصكورة ومزرعة يعرب والفرقون والحمام، فيما تدور المعارك داخل قريتي البارودة والخاتونية (15 كلم غرب مدينة الرقة). وفي غضون ذلك، قتل خمسة مدنيين خلال محاولتهم النزوح من قرية المطيورة، إثر قصف مدفعي لـ «قوات سورية الديموقراطية»، بحسب مصدر محلي. كما قتل تسعة مدنيين وجرح أكثر من 17 آخرين، إثر قصف جوي يرجح أنه للتحالف الدولي طاول قرى وبلدات المنصورة والخاتونية وأبو قبيع، كما طاولت غارات مماثلة بلدة هنيدة وحاوي الهوى (40 كلم غرب مدينة الرقة). من جانبها، أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» عبر مواقع التواصل الاجتماعي سيطرتها على قرية أبو قباب واستيلائها على أسلحة بعد معارك مع «داعش». وقال «لواء التحرير» المنضوي في صفوف «قوات سورية الديموقراطية» على حسابه الرسمي في موقع «فايسبوك»، إنهم سيطروا على حاجز المشلب شرق المدينة، وتصدوا لهجوم معاكس لـ «داعش» انطلق من مدرسة «زكي الأرسوزي» في الحي، وأسفر الهجوم عن مقتل وجرح عناصر له. وترافقت الاشتباكات مع ضربات جوية من طائرات «التحالف الدولي» استهدفت محاور القتال ومواقع عناصر «داعش» ومناطق سيطرته في الريف الغربي لمدينة الرقة. يذكر أن قوات أميركية بمشاركة من «قوات سورية الديموقراطية» نفذت في الـ22 من آذار (مارس) الماضي عملية إنزال مظلي بمنطقة الكرين الواقعة على بعد 5 كلم غرب مدينة الطبقة، بالتزامن مع عبور لقوات أخرى منهم لنهر الفرات على متن زوارق باتجاه منطقة الكرين. وأكدت مصادر ثقة للمرصد السوري حينها أن عملية الإنزال الجوي وعبور النهر تهدف إلى قطع طريق الرقة– حلب، وطريق الطبقة– الرقة، بالتالي إطباق الخناق على تنظيم داعش في مدينتي الرقة والطبقة، إضافة إلى الاقتراب من مطار الطبقة العسكري. كما هدفت العملية لمنع قوات النظام من التقدم باتجاه الطبقة في حال تمكنت من السيطرة على بلدة مسكنة بريف حلب الشرقي، حيث تعد هذه العملية هي أول وجود لقوات سورية الديموقراطية، إضافة إلى القوات الأميركية بالضفة الجنوبية لنهر الفرات. ويأتي تقدم «قوات سورية الديموقراطية» غرب الرقة بعد أن سيطرت أخيراً على قرى وبلدات غرباً، ومتزامناً مع تقدمها شرقاً، حيث أصبحت على مشارف الأحياء الشرقية للمدينة وسط نزوح المئات من المحافظة عبر البادية السورية. وقالت مصادر محلية لـ «سمارت»، إن نحو 400 عائلة نزحت خلال الـ24 ساعة الماضية من محافظة الرقة إلى محافظات أخرى نتيجة المعارك الدائرة. وأضافت المصادر أن حركة النزوح ازدادت باتجاه البادية الشرقية ومحافظة دير الزور، كما توجهت بعض العائلات إلى الريف الشرقي لحمص وحماة، سالكين طرقاً فرعية، بعد أن قطعت «قوات سورية الديموقراطية» طريق الرصافة الرئيسي الذي يصل الرقة بحمص. وكان المجلس المحلي لمدينة الطبقة (55 كلم غرب مدينة الرقة) قال، إن عشرين ألف نازح وصلوا المدينة قادمين من مدينة الرقة ومناطق أخرى. وكانت «قوات سورية الديموقراطية» أعلنت أنها ستبدأ اقتحام مدينة الرقة مطلع الشهر المقبل، بدعم من «التحالف الدولي»، حيث تلقت دفعات شملت أسلحة نوعية، إضافة إلى مشاركة قوات برية. ومع تزايد وتيرة دعم «قوات سورية الديموقراطية» عسكرياً، خصوصاً من قبل أميركا، حذرت تركيا من مغبة ذلك. وحض وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو واشنطن أمس على عدم تسليم أسلحة إلى المقاتلين الأكراد في سورية الذين تعتبرهم أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني، وبالتالي «إرهابيين»، مشيراً إلى أن ذلك «أمر بالغ الخطورة». وقال إن «هذه الإجراءات في غاية الخطورة على وحدة وسيادة أراضي سورية»، مضيفاً أن هذه الأسلحة يمكن أن تستخدم ضد تركيا و «كل الإنسانية» أيضاً. وتابع «إذا كانت عودة الاستقرار إلى سورية هي الهدف المنشود، فمن الضروري إذن العودة عن هذا الخطأ... نشدد على الخطر الذي يشكله دعم وحدات الشعب الكردية على مستقبل سورية». وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد أعلنت ليل الثلثاء بدء تسليم أسلحة إلى «وحدات حماية الشعب الكردية»، المكون الرئيسي لـ «قوات سورية الديموقراطية»، وهي تحالف فصائل عربية وكردية يقاتل تنظيم «داعش». وقال المتحدث باسم البنتاغون أدريان رانكين-غالواي في تصريح صحافي، «بدأنا تسليم أسلحة خفيفة وآليات إلى العناصر الأكراد» في قوات سورية الديموقراطية. وأضاف أن تسليم الأسلحة بدأ قبل الهجوم الجاري التحضير له على مدينة الرقة. وأوضح رانكين-غالواي أن من بين الأسلحة التي تسلمها المقاتلون الأكراد من الولايات المتحدة بنادق كلاشنيكوف ورشاشات من أعيرة صغيرة. وقال مسؤول أميركي آخر طلب عدم نشر اسمه، إن توزيع الأسلحة بدأ في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة بناء على تفويض من الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الشهر. وكان الرئيس الأميركي أذن للبنتاغون في مطلع أيار (مايو) بتسليم أسلحة لـ «وحدات حماية الشعب» الكردية لتسريع الحرب ضد «داعش». وتعتبر واشنطن أن «قوات سورية الديموقراطية» هي القوات المحلية الوحيدة القادرة على أن تقاتل المتطرفين، خصوصاً لاستعادة الرقة عاصمة «داعش» المفترضة في سورية. وتتخوف تركيا من طموحات أكراد سورية إنشاء مناطق حكم ذاتي على حدودها. وشنت أنقرة هجوماً برياً في شمال سورية في آب (أغسطس) الماضي لصد «تنظيم داعش» عن حدودها، لكن أيضاً لمنع وصل مختلف المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية ببعضها بعضاً. وتحاول الولايات المتحدة تهدئة تركيا، الشريك في إطار حلف شمال الأطلسي، من خلال التأكيد على أن الأسلحة ستسلم بـ «حكمة وتخضع للمراقبة» حتى لا تصل إلى يد أعداء محتملين لتركيا. كما أبلغ مسؤولون أميركيون رويترز أن الولايات المتحدة تتطلع أيضاً لتعزيز التعاون الاستخباراتي مع تركيا لدعم حربها ضد حزب العمال الكردستاني. ولم يتضح إن كان ذلك كافياً لتهدئة تركيا.

الأمم المتحدة: عمليات تهجير المدنيين ترقى إلى مستوى جرائم حرب

نيويورك - «الحياة» .. أكدت الأمم المتحدة أن عمليات التهجير في عدد من المناطق السورية ترقى الى مستوى جرائم الحرب باعتبارها تتم بصورة قسرية؛ مشيرة في الوقت نفسه الى أن مذكرة «خفض التصعيد» لم توقف استهداف المدنيين، كما أن منع وصول المساعدات الإنسانية والطبية لا يزال مستمراً في شكل منهجي، لا سيما من جانب القوات النظامية والمقاتلين الى جانبها. وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين في جلسة لمجلس الأمن ليل الثلثاء - الاربعاء إن الأطفال في سورية يتعرضون لكل أنواع الانتهاكات ومنها «التعذيب والاستغلال الجنسي والتجنيد الإجباري وصولاً الى الإعدام». وحذر أوبراين في جلسة خصصت لبحث الوضع الإنساني في سورية من نتائج حرمان الأطفال السوريين من التعلم، مشيراً الى أن ٧٤٠٠ مدرسة تضررت في البلاد منذ بداية الأزمة، وأن قطاع التعليم فقد ربع المعلمين. ودعا أوبراين الى إجراء المحاسبة على الجرائم، لاسيما التهجير القسري الذي «يتم من خلال جعل الحياة لا تطاق ودفع المدنيين قسراً الى مغادرة منازلهم». كما أشار الى أن حوالى مئة ألف نزحوا عن الرقة ومحيطها حتى الآن. وشهدت الجلسة سجالاً غربياً روسياً، إذ دعت السفيرة الأميركية نيكي هايلي روسيا الى «إلزام نظام الأسد بوقف استهداف المدنيين، إذ إنه قتل منهم ٥٠٠ شخص في نيسان (ابريل) وحده، ليصل عدد القتلى المدنيين خلال الأشهر الخمسة الأخيرة الى ألفين». وأشارت الى أن الحكومة السورية تواصل سجن عشرات الآلاف وتمارس بحقهم «أفظع الجرائم»، وبينها إحراق جثثهم. كما شكك سفيرا فرنسا وبريطانيا في مصداقية مذكرة «خفض التصعيد»، معتبرين أنها «تطبق بما يخدم نظام الأسد». في المقابل، قال المندوب الروسي فلاديمير سافرونكوف إن «كل من يشكك في مذكرة آستانة إنما يضع العراقيل أمام العملية السياسية». ودعا نظراءه الغربيين الى «العمل مع من هم تحت إمرتهم لكي يوقف الإرهابيون قصف السفارة الروسية في دمشق انطلاقاً من حي جوبر». وقال إن الأزمة الإنسانية في سورية «لا يمكن اختصارها في مسألة وصول المساعدات لأن معظم السكان في سورية يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية»، داعياً الى زيادة التنسيق مع الحكومة لتعزيز وصول المساعدات. كما شكك في التقارير التي تتحدث عن قصف المستشفيات، معتبراً أن «العديد منها غير صحيح». ودعا منتقدي روسيا الى الاعتراف بأنها استطاعت «إنقاذ عشرات آلاف الأرواح» من خلال اتفاقات المصالحة. وأعرب عن استعداد موسكو للعمل في شراكة مع الدول المهتمة بإعادة الإعمار في سورية.

حجاب لـ «الحياة»: أميركا لم تبلور استراتيجية ... والمعارضة في أسوأ أوضاعها

باريس - رندة تقي الدين ... أجرى رياض حجاب منسق «الهيئة العليا للمفاوضات» في المعارضة السورية سلسلة لقاءات في باريس في طليعتها لقاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية جان إيف لودريان والمبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي مستورا، وتم بحث مسار جنيف وما ترتب على اجتماعات الأستانة والتطورات على الأرض في سورية. «الحياة» أجرت لقاء مع حجاب خلال زيارته إلى باريس أكد فيه أن استقباله من الرئيس الفرنسي الجديد بعد يوم من لقاء الأخير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «هو رسالة دعم قوية للمعارضة الديموقراطية السورية». وشدد حجاب على ضرورة أن تستمر المفاوضات تحت مظلة الأمم المتحدة في جنيف وليس في الأستانة، قائلاً إنه لم تتبلور بعد استراتيجية أميركية بالنسبة إلى سورية. وأوضح حجاب «كنت في واشنطن الشهر الماضي والتقيت في البيت الأبيض المعنيين بالملف السوري في الخارجية والكونغرس والحقيقة لم تتبلور استراتيجية أميركية حول سورية. وفق ما فهمنا، الأولوية لمكافحة الإرهاب ومناطق آمنة للحد من نفوذ إيران، ومن ثم الانتقال السياسي». ورفض حجاب ما تقرر في اجتماعات الأستانة، قائلاً إن إيران وهي جزء أساسي من المشكلة، وبالتالي لا يمكن أن تكون ضامناً ومراقباً وقف إطلاق النار، مشيداً في موازة ذلك بالدعم السعودي الذي وصفه بـ «جيد وكبير». وتابع: «الميليشيات الإيرانية التي جلبتها إلى سورية هي السبب الرئيسي لما وصلنا إليه. إيران وحتى بعد توقيع اتفاقية تخفيض التوتر، تحشد وتصعد في شكل كبير جداً في مختلف المناطق التي تم إعلانها ضمن نطاق اتفاق خفض التوتر. فهناك تهجير قسري مستمر في حمص في حي الوعر وفي القابون وبرجا وحي تشرين وفي مختلف المناطق السورية. كما يجري تغيير ديموغرافي. فإيران والنظام يعملان على إفراغ مناطق من سكانها وإحلال سكان مكانهم كما حصل في أماكن عديدة في سورية وهم ينقلون للأسف شيعة من مكان إلى مكان. هناك قدوم كثيف للشيعة العراقيين والأفغان والباكستانييين إلى سورية وهذا خطر كبير ليس فقط لسورية بل للمنطقة ككل». ورد على سؤال «الحياة» عما إذا لمس أي تغيير في السياسة الفرنسية إزاء المعارضة السورية خلال لقائه ماكرون، قائلاً: «مثل اللقاء رسالة واضحة للشعب السوري أن فرنسا مستمرة على النهج ذاته ومع تطلعات الشعب السوري بأن يطمح للحرية والانتقال من نظام ديكتاتوري عسكري إلى دولة ديموقراطية مدنية». وعن إذا كان تناول مع الرئيس الفرنسي نتائج محادثاته مع بوتين حول الملف السوري قال: «لم نتناول هذا الموضوع ولكن الرئيس ماكرون أكد لنا أنه يسعى مع كل الشركاء ومن ضمنهم روسيا للوصول إلى حل سياسي مرض للسوريين. وكرر ما قاله مع الرئيس الروسي حول الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها من ضمنها استخدام النظام للسلاح الكيمياوي، وأنه سيكون هناك رد فرنسي مباشر على هذه الأفعال. وبالتأكيد لم يستخدم أحد في سورية السلاح الكيمياوي إلا النظام ولا أحد يملك الأسلحة الكيمياوية إلا النظام». وعن نتائج اجتماعات جنيف الأخيرةـ، قال حجاب: «منذ أن انطلقت جنيف في شباط ٢٠١٤ لم تحقق أي نقلة نوعية للانتقال السياسي والسبب الأساسي هو رفض النظام أن يتحدث في الموضوع، أو أن يكون جدياً في العملية السياسية . لذلك يضيع كل الوقت ويستثمر الديبلوماسية الدولية لشراء المزيد من الوقت لتحقيق مكتسبات على الأرض، سواء كان النظام أو حلفاءه الروس أو الإيرانيين». وتابع «السبب الرئيسي وراء هذا هو عدم وجود إرادة دولية حازمة وحاسمة باتجاه تنفيذ القرارات الأممية سواء كان بيان جنيف لعام ٢٠١٢ أو القرار ٢١١٨ أو القرار ٢٢٥٤. الإدارة الأميركية السابقة للأسف كانت تتبع سياسة احتواء وتقديم التنازلات للروس وللايرانيين. وبالتالي هذه السياسة لم تأت باي نتيجة، بل بالعكس دفع الشعب السوري ثمناً باهظاً نتيجة التفاهمات التي حصلت بين الروس والأميركيين وموضوع الاتفاق النووي الذي قدمت بموجبه الإدارة الأميركية السابقة الشعب السوري مثل قربان للإيرانيين. وللأسف الشديد وقع مئات الآلاف من القتلى وملايين المشردين واللاجئين ودمار في سورية». وأعرب حجاب عن أمله بأن يكون هناك موقف دولي حازم، موضحاً «تحدثنا مع وزير الخارجية الألماني الأسبوع الماضي والموقف الألماني جيد وواضح، فهم مع تطلعات الشعب السوري وأنه يجب أن يكون هناك حل سياسي من دون بقاء الأسد. وما يطرحه الألمان والأوروبيون الآن هو أنه لا تمكن إعادة الإعمار في سورية وبشار الأسد موجود، لأنه من دون انتقال سياسي لا تمكن إعادة الإعمار». وفي ما يخص محادثات الأستانة، قال «شجعنا أشقاءنا في الفصائل للمشاركة في الأستانة وأرسلنا وفداً تقنياً مع الفصائل لمساعدتهم. كنا نقول وما زلنا إن التركيز هو على وقف إطلاق النار فقط وهذا ما فعله زملاؤنا في الأستانة خلال الجولات الماضية وإلى الآن والوضع على الأرض لم يتحسن كثيراً. أنا لا أقول إنه لم يتحقق خفض في مستوى العنف، ولكن ما نتمناه أن تنفذ القرارات الأممية تجاه وقف إطلاق نار شامل ووقف إطلاق النار العشوائي والطيران والبراميل، وهذا ما يتناوله القرار ٢٢٥٤ والقرار ٢٢٦٨ الذي صدر في ٢٠١٦ وفيه هدنة ووقف إطلاق نار شامل». وعن الانتقادات لأداء المعارضة قال حجاب لـ «الحياة»: «أنا أيضاً أنتقد أداءها. الحقيقة أن المعارضة السورية في أسوأ أوضاعها وأحوالها. فهي مشتتة وغير مؤهلة لتقود المرحلة. والهيئة العليا التي أمثلها هي نتاج مكونات مختلفة للمعارضة السورية وبالتالي هذا ينعكس على أداء الهيئة العليا». ورداً على حديث الروس عن أنه لا بديل للرئيس السوري وأن مغادرته تفتح الباب لفراغ سياسي، قال حجاب: «البديل لبشار الأسد ليس شخصاً بل مؤسسات وشرعية. هذه الشرعية إلى الآن لم تنجح المعارضة السورية بتكوينها. وأعتقد أن الآن الفرصة مواتية ويجب أن توحد المعارضة صفوفها وتنشئ جبهة واحدة عسكرية- سياسية- مدنية تستطيع أن تحل محل النظام». ودعا المعارضة السورية إلى أن تستفيد من مسار المناطق الآمنة، لتعزز وجودها على الأرض في سورية، موضحاً «لا يجوز أن تكون المعارضة مقيمة في فرنسا أو تركيا أو أي بلد آخر، بل يجب أن تكون مع الشعب السوري وتعيش معاناته طالما هناك الآن حديث عن مناطق آمنة. هذه فرصة ذهبية للمعارضة السورية يجب أن تستثمرها».

طريق المقاومة: معركة التواصل الآمن من طهران إلى فلسطين

الاخبار..ابراهيم الأمين..... في جوانب الأزمة الكبيرة القائمة في سوريا والعراق، يتجنّب كثيرون من أبناء بلادنا كما الأطراف المنخرطة في المعركة، الحديث عن البعد الجوهري لما يجري... وهو المتصل بالبعد الجديد لحركة المقاومة ضد الاحتلال والنفوذ الأميركي في المنطقة، وضد الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ عربية. هذا الكلام لا يعني أنّ جدول أعمال خاصاً بالشعوب في هذه الدول يجب أن يهمل تماماً، لكن لعبة الأولويات تجعل الناس في هذه المنطقة يلتفتون ولو متأخرين، إلى أن ما تلقَّوه من دعم مفاجئ وكبير من جانب الأميركيين والغربيين وحلفائهم، لا يستهدف تطوير حياتهم كبشر بقدر ما يستهدف تغيير طبيعة الحكومات القائمة وسلوكها، وهدف هؤلاء، لن يكون أبداً في تعزيز حقوق المواطن، بل في قمع أي محاولة للتمرد على النظام العالمي المستعمر لبلادنا والناهب لثرواتنا. بالتالي، ومن دون البقاء أسرى النقاش – غير المجدي للأسف – حول طبيعة الأزمة القائمة وخلفيتها، فإنّ المشترك الفعلي بين القوى المتنازعة والأكثر حضوراً على الأرض، هو الصراع على الدور الاستراتيجي لهذه المنطقة، لا في رسم مستقبل الشرق الأوسط وحسب بل في وضع قواعد جديدة للنفوذ العالمي في منطقتنا. وهذا ما يجب أن يقودنا صراحة إلى مقاربة المرحلة الحالية من الصراعات الهائلة القائمة في العراق وسوريا، والمعارك الأقل سخونة الجارية في فلسطين ولبنان. مكابر إن لم يكن أكثر، من يريد تجاهل حقيقة التبدّل الجوهري للصراع مع الأميركيين وإسرائيل بعد حرب تموز عام 2006. يومها لم يتعطل المشروع الأميركي ــ الإسرائيلي فحسب، بل جرى تثبيت جدوى خيار المقاومة. وهو ما فرض على قوى محور المقاومة وحكوماته الانتقال إلى مرحلة جديدة من التخطيط والعمل. لذلك، كان متوقعاً أن ينتقل العدو إلى مرحلة أخرى. وبناءً عليه، يمكن الجزم بأنَّ الحرب على سوريا تستهدف دورها المحوري في «هلال المقاومة». فهي أولاً، الحاضن الحقيقي لا الشكلي، للمقاومتين اللبنانية والفلسطينية، وتشكّل ثانياً المجال الحيوي لكل منهما. ثم إن سوريا تمثّل واسطة عقد محور المقاومة الممتد من طهران إلى حزب الله في لبنان. وفوق ذلك، باتت سوريا مزوّداً للمقاومة في جزء مهم من ترسانتها العسكرية، وبعضها ذو طابع استراتيجي. لذلك، شهدنا جولات كثيرة منذ ست سنوات إلى الآن، ولذلك أيضاًَ كان طبيعياًَ انخراط كل أطراف محور المقاومة في المعركة، كما كان طبيعياً العمل بقوة استثنائية على إبعاد قوى المقاومة الفلسطينية عن هذه المعركة. والحاصل اليوم، أن الجميع أقرّ بصعوبة إسقاط النظام في سوريا. كل ذلك، جعل العدو ينتقل إلى مرحلة تعطيل وظيفية الحكم السوري على صعيد المقاومة في المنطقة. وكان التركيز في الآونة الأخيرة على إبعاد سيطرة الجيش السوري عن الحدود العراقية، نظراً إلى اقتناع الأميركيين والإسرائيليين وحلفائهم من العرب بأن حصول تواصل عراقي ــ سوري على المقاطع الحدودية من شأنه أن يكرّس معادلة الهلال المقاوم ابتداءً من طهران وصولاً إلى لبنان وفلسطين.

نحن أمام احتمال كبير بأن تقع المواجهة المباشرة بين حلفاء سوريا والقوات الأميركية

من هنا، جاءت الاستراتيجية الأميركية الجديدة التي ركّزت في الأشهر الأخيرة على محاولة فرض سيطرتها ــ حيث تستطيع ــ على طول الخط الحدودي بين البلدين. ومن خلال وجهة تترك السيطرة للفصائل الكردية و«قوات سوريا الديموقراطية» في الشمال السوري، والعمل على مساعدة الفصائل المسلحة المحسوبة على أميركا أو غرفة «الموك» في الجنوب الشرقي للسيطرة على المنطقة الممتدة جنوباً حتى معبر التنف. وهو أمر ترافق مع دعم أميركي واضح ومباشر للمجموعات المسلحة في مواجهة تقدم الجيش السوري وحزب الله في المنطقة الجنوبية، بالتزامن مع فرض «فيتو» على مشاركة «الحشد الشعبي» العراقي في معارك الموصل ورسم خطوط حمراء أمامه تمنعه من التقدم باتجاه تلعفر وغربها. لكن الذي حصل فعلياً، هو أن قوات «الحشد» وصلت إلى الحدود في منطقة أم جريص (غربي القيروان، وجنوبي جبال سنجار)، ما يعدّ عملياً تجاوزاً واضحاً للخطوط الحمر الأميركية، وبما يسمح بفرض معادلة جديدة تقوم على فرض السيطرة على مقاطع من الحدود رغماً عن الإرادة الأميركية. ويكفي هنا القول إنّ تمكّن قوى محور المقاومة (المتمثلة في «الحشد» عراقياً، والقوات السورية وحزب الله) من السيطرة على مقاطع حدودية إضافية، حتى يُكسَر الهدف الأميركي بإقفال الحدود، ما يجعل أي سيطرة أميركية على بقية الحدود أمراً عديم الجدوى. عملياً، يمكن القول بأن ما حصل في الشمال، وبرغم أن المسافة التي يسيطر عليها «الحشد» تقلّ عن 15 كلم، فإنها الخطوة الأولى التي تفتح المعابر الاستراتيجية البرية بين أطراف محور المقاومة. هذا يعني من الناحية العملية تقويض لكل الاستراتيجية الأميركية الرامية إلى منع التواصل السوري ــ العراقي، وبالتالي فإنّ السيطرة على مقاطع حدودية بين البلدين وتحقيق الوصل الجغرافي البري بين بغداد ودمشق، تعني استراتيجياً إسقاط كل المفاعيل التي جرى الرهان عليها للحرب السورية، والمقصود تلك المتعلقة بإسقاط الدور الوظيفي للنظام السوري على مستوى محور المقاومة. ما هو متوقع في المرحلة المقبلة، يمكن أن يفتح الباب على مفاجآت كبيرة. إذ بالرغم من الانتشار العسكري الأميركي المباشر، فإنّ المواجهة لم تحسم جنوباً مع وصول الجيش السوري وحزب الله إلى مسافة تقلّ عن 80 كيلومتراً من معبر التنف، خصوصاً أنّ أسبوعاً واحداً كان كفيلاً بطرد «داعش» من مساحة 9000 كلم مربع في كل المنطقة التابعة لبادية حمص، وحيث تعرضت مجموعات التنظيم لهزيمة غير مسبوقة، ولا سيما أنها خلّفت وراءها كمية هائلة من الأسلحة المتوسطة والثقيلة.

هدف فتح ثُغَر كبيرة على طول الحدود مع العراق دخل مرحلة التنفيذ

فمن جهة، يجري الاستعداد من جانب الجيش السوري وحزب الله لخوض معركة استعادة مدينة السخنة (شمال شرق تدمر) التي تفتح الباب أمام معركة باتجاهين متلازمين: فك الحصار عن مدينة دير الزور، واستعادة السيطرة على الجانب السوري من معبر القائم مع العراق. علماً أنّ النقاش قائم بقوة داخل العراق حول إمكانية خوض المعركة الفاصلة في غرب الأنبار، ما يقود القوات العراقية ومعها «الحشد الشعبي» إلى الحدود من جهة القائم، في خطة معاكسة لخطة أميركية تقوم على إنشاء تحالف بين عشائر سورية وعراقية تنتشر على جانبي الحدود بإشراف مشترك مع الأردن، تبقى هذه المنطقة بعيدة عن سيطرة أو نفوذ قوى المحور المقاومة في البلدين. من جهة ثانية، هناك لعبة عضّ أصابع جارية مع الأميركيين الذين يحاولون فرض واقع ثابت، يقول بمنع محور المقاومة من الاقتراب من هذه النقاط، وفق قواعد يجري تثبيتها حتى مع الجانب الروسي، الذي ربما لا يريد من حلفائه في سوريا التقدم صوب مواجهة الاميركيين على طول المقطع الجنوبي من الحدود مع العراق، لكن دون تخلي موسكو عن دورها في مساعدة الجيش السوري على إنهاء وجود «داعش» في كل هذه المنطقة. هدف قوى المقاومة في منع إسقاط الحكم في سوريا تحقق، وهدف هذه القوى في محاصرة المجموعات المعادية يتحقق يوماً بعد يوم، أما هدف فتح ثُغَر كبيرة على طول الحدود مع العراق، فهو دخل مرحلة التنفيذ، وليس متوقعاً أن تتراجع قوى المقاومة عن توسيعه وتثبيته وحمايته مهما كلّف الأمر، ما يقود إلى تذكير الجميع بأنّ قواعد العمل في سوريا أو العراق لا تزال محكومة بتوافقات تشمل جميع الأطراف. وبالتالي نحن أمام احتمال كبير بأن تقع المواجهة المباشرة والفعلية بين حلفاء سوريا من حزب الله أو قوات الحرس الثوري، والقوات الأميركية إذا قررت الانخراط مباشرة في المعركة إلى جانب المجموعات المسلحة. وبالنظر إلى خلفية القرار عند حلفاء سوريا، يجب التعامل مع الاحتمال بجدية كبرى، ما يشير إلى شكل جديد من المواجهة في سوريا وربما خارجها...



السابق

أخبار وتقارير..خوف وفوضى مع احتراق مراوي درة المدن المسلمة في الفيليبين روائح الجثث تنتشر في الشوارع...شكوك حيال التزام ترامب بأمن الخليج بعد «تخلّيه» عن حلفائه الأوروبيين...أبناء الأقليات يشكّلون 50 في المئة من عناصر «داعش» الأجانب..فرنسا تفكّك شبكة ترسل متشددّين إلى سورية..فرنسا تفكّك شبكة ترسل متشددّين إلى سورية..أكثر من 1700 مهاجر غرقوا في البحر المتوسط هذا العام..اعتقال نجل دبلوماسي ليبي "إخواني" في بريطانيا....ترامب يؤجّج سجاله مع مركل ونائبها يحضّ أوروبا على «مواجهته»

التالي

«مظاهرات الرواتب» تجتاح صنعاء.. واتساع عمليات النهب..التحالف: تعرض سفينة ناقلة للنفط لهجوم بقذائف "أر.بي.جي" قبالة السواحل اليمنية..ارتفاع حصيلة ضحايا «الكوليرا» باليمن...الحوثيون يتهمون ولد الشيخ بالعمل لمصلحة التحالف..وزير خارجية اليمن يشدد على ضرورة وقف تهريب السلاح للانقلابيين..مقتل 3 مدنيين في انفجار لغم زرعته المليشيات المتمردة بتعز..القضاء البحريني يحلّ «وعد» بتهمة دعم التطرف وتمجيد إرهابيين...معلم مقيم يقتل مدرسيْن في الرياض..قمة سعودية ـ أردنية في جدة...تيلرسون ونظيره القطري بحثا جهود مكافحة الإرهاب..إعلام الكويت والدوحة الرسمي ينأى بتقاريره عن وساطات والأزمة على مائدة إفطار..تشييد مرافق في الرياض لتصنيع طائرات«آرباص» و «بوينغ»...


أخبار متعلّقة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,312,342

عدد الزوار: 7,627,490

المتواجدون الآن: 0