أخبار وتقارير...الدولة الكردية «الحلم الممنوع» في شرق أوسط يُعانِد التقسيم..تيلرسون يشترط لتحسن العلاقات مع روسيا استعادة وحدة اراضي اوكرانيا...انتقادات جمهورية لترامب بعد مناقشته «وحدة لأمن الإنترنت» مع بوتين..ترامب يتراجع عن إنشاء وحدة للأمن الإلكتروني مع روسيا..ألمانيا تبدأ سحب قواتها من «إنجرليك»...السلطات الفنزويلية تفرج عن أهم رمز للمعارضة وتفرض عليه الإقامة الجبرية...«غاندي تركيا» ينهي «مسيرة العدالة» ويندّد بتعطيل البرلمان والحكم بمراسيم...تأسيس حركة يمينية متطرفة في هنغاريا...هامبورغ تزيل عنها آثار شغب الفوضويّين وشتاينماير يدافع عن لقاء زعماء «غير محبوبين»..

تاريخ الإضافة الإثنين 10 تموز 2017 - 7:55 ص    عدد الزيارات 2838    التعليقات 0    القسم دولية

        


الدولة الكردية «الحلم الممنوع» في شرق أوسط يُعانِد التقسيم

هل يكون مصير استفتاء سبتمبر 2017 شبيهاً باستفتاء الـ 2005؟

الراي..تقارير خاصة ...ز كتب - ايليا ج. مغناير ... بغداد ترى في استفتاء الأكراد على الاستقلال بداية لدولة سنية وأخرى شيعية في العراقدعا رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني شعبَه إلى إجراء استفتاء عام حول استقلال الاقليم في 25 سبتمبر المقبل ليحقق حلم إقامة دولة كردية في الشرق الأوسط. ويتزامن ذلك مع دعْم الادارة الأميركية وجنودها للسوريين الأكراد في محافظة الحسكة والرقة ودير الزور الشمالية بهدف تحقيق استقلالية أكراد سورية ليتبعوا خطى إخوانهم في العراق او يسبقوهم إليها. وبالتالي فإن هاتين الخطوتين في العراق وسورية مترابطتان بغضّ النظر عن الحدود التي تفصلهما. إلا أن الدول الاقليمية المعنية مباشرة بالاستقلال الكردي (إيران والعراق وسورية وتركيا) تعتبر ان أميركا تهدف من وراء هذه الخطوة الى إنشاء «شرق أوسط جديد» لإعادة رسمه، وهو المشروع الذي كانت روّجتْ له وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس خلال فترة رئاسة جورج بوش الابن. ولكن هل ستسمح الدول المجاورة باستقلالية الأكراد وبتقسيم أميركا للشرق الاوسط من خلال استغلال حماسة بين 22 الى 25 مليون كردي يحلمون بأن تكون لهم دولة في الشرق الأوسط تمثّل الأكراد، الذين يُعتبرون أكبر عِرق في العالم من دون دولة؟ علماً ان هؤلاء ينتشرون في العراق وسورية وإيران وتركيا وإذربيجان وأرمينيا ولبنان مع حضورٍ بسيط في دول أخرى من العالم.ومن الواضح ان «مباركة» أميركا لإنشاء دولة كردية لا تكفي لتحقيق ذلك، اذ ان موافقة العراق وسورية وإيران وتركيا هي التي تمكّن الأكراد من إنشاء دولتهم. وهذه الدول ستتناسى وتضع خلافاتها جانباً - ولا سيما أهدافها المتناقضة في سورية - لمنْع نشوء دولة كردية. وتقول مصادر قيادية لـ «الراي»، إن «ضباط استخباراتٍ من دول المنطقة المعنية مباشرةً بالملف الكردي اجتمعوا على أعلى المستويات لمنْع قيام دولة كردية في المنطقة خصوصاً بعد نتيجة الاستفتاء المتوقَّعة». ويَعتقد ضباط الأمن أن هكذا إعلان «ستكون عواقبه وخيمة ومدمّرة على الشعب الكردي، خصوصاً ان أميركا تحاول استغلال الحلم الكردي لتقسيم الشرق الأوسط واختبار ردّات الفعل على هذا المشروع».

وتَعتبر بلدان الشرق الاوسط المعنية بملف الأكراد ان من حقّ الأخيرين تحقيق حلم دولتهم، الا ان هذه الخطوة لم تنضج ومن شأنها زيادة مأساة الكرد، ولذلك يجب دفن هذا «المشروع الأميركي» الآن الى حين انتهاء الحرب في العراق وسورية. وتعتقد دولٌ مثل إيران وسورية والعراق ان الولايات المتحدة واسرائيل وراء الخطة (تل ابيب تملك نفوذاً في كردستان منذ أمد بعيد)، مستفيدةً من النهج الكردستاني العاطفي تجاه فكرة وجود دولة، من اجل تقسيم الشرق الاوسط الى دويلاتٍ ضعيفة. ومن شأن ذلك ان يَترك «محور المقاومة» وسط دولٍ ضعيفة ومقسّمة ولا سيما بعد فشل الجهد الدولي في الإطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد (بعد 6 سنوات من الحرب) وكذلك فشل «دولة خلافة داعش»، وفشل إنشاء دولة سنية في العراق. وتعتقد تركيا أيضاً ان الولايات المتحدة ليست ضدّ إضعاف الرئيس رجب طيب اردوغان كعقابٍ على دوره المتعاظم في الشرق الأوسط، ولمعارضته دولة كردية في سورية حيث تحاول أميركا بناء قاعدة عسكرية (5 قواعد ومطاران) بديلة لقاعدة انجرليك التركية، وأيضاً لموقفه ضدّ «حزب العمال الكردستاني» الذي يُعد من أشدّ أعداء أنقرة، مع العلم أن أميركا تضعه على لائحة الإرهاب. ومما لا شك فيه أن أكراد سورية سيتبعون على الأرجح المسار نفسه الذي ستتبعه كردستان العراق، خصوصاً ان ذلك يتناسب مع نيات أميركا باحتلال جزء من شمال سورية حيث تتواجد قواعدها العسكرية التي لا نية لها بإخلائها في وقت قريب. ويَعتقد مسؤولون رفيعو المستوى تحدّثتْ «الراي» اليهم في طهران وبغداد ودمشق، ان أميركا لا تملك استراتيجية واضحة في سورية والعراق وأنها لم تحزم أمر سياستها النهائية.

وعلى عكس هذا التقييم غير الدقيق، ومن خلال مشاهدة الأحداث الجارية، فإن الإدارة الأميركية تبدو في الواقع واثقة تماماً من استراتيجيتها في العراق وسورية. وقد دعمتْ قوات الاحتلال الاميركي في سورية عملية الهجوم الكبير على البادية السورية (شبه الصحراوية ولكن الغنية بالنفط والغاز والمعادن الطبيعية) من قِبَل جماعات سورية مسلّحة لتوسّع سيطرتها على الصحراء السورية المتّصلة بتلك العراقية في الأنبار وصحراء الأردن وغيرها. واحتلّت القوات الأميركية معبر التنف الحدودي وحاولتْ ممارسة ضغوط هائلة على بغداد لمنْع انتشار وذهاب قوات «الحشد الشعبي» الى الحدود مع سورية. وهاجمتْ أميركا الرقة بمساعدة وكلائها الأكراد، وهاجمتْ الجيش السوري وحلفاءه في أكثر من موقع.

وكل الدلائل تشير الى ان الولايات المتحدة تحاول - مع أكراد سورية والعراق في وقت واحد - لمعرفة اي «دولة كردية» يمكن إنشاؤها، أولاً لفرْضها كحقيقةٍ على الحكومة المركزية لتشجع لاحقاً أكراد تركيا وإيران على اتباع طريق الاستقلال نفسه.

ولا تشعر أميركا بالقلق إزاء أردوغان وردّة فعل الحكومة التركية على خطتها لانشاء دولة كردية في سورية والعراق، لان زعزعة حكم أردوغان يصبّ في مصلحة واشنطن لأسباب عدّة، رغم ان تركيا هي عضو في حلف شمال الاطلسي - الناتو. وفي عيون أميركا، فإن اردوغان خارج عن سيطرتها منذ ان فشل الانقلاب. وتعزيز واشنطن للدور الكردي خير دليل بنتائجه السلبية على أنقرة، وهو ما عبّر عنه رئيس الوزراء ووزير خارجية تركيا بوصْف قرار إجراء استفتاء إقليم كردستان بأنه «خطأ غير مسؤول وخطير». واذا لم تحارب تركيا وحدات حماية الشعب (YPJ) لتواجُد قواتٍ أميركية معها، فإنها من دون شك ستتحرّش بها وتحاول محاربة كرد عفرين على الجانب الآخر من «روج آفا» على الرغم من الدعم الإيراني - الروسي لعفرين. وكذلك كان موقف إيران واضحاً على لسان المرشد الروحي السيد علي خامنئي، الذي قال إن ايران لن تسمح بدولة كردية على حدودها مع العراق. وهذا الموقف القاسي تجاه الشعب الكردي الذي يريد استقلاله، لا ينبع من العداء للأكراد، بل لأن أميركا هي التي تدفع هذه الرغبة الى الأمام وتحدّد توقيتها واستراتيجيتها في وقت لا يزال خيار تقسيم الشرق الأوسط مطروحاً على الطاولة، خصوصاً بعدما فشل تنظيم «داعش» في تقسيم بلاد الشام وبلاد الرافدين. هذا بالضبط ما دفع اردوغان لإرسال قواته الى مدينة جرابلس السورية، وهو وصل الى مدينة الباب متجاهلاً الوجود الأميركي العسكري هناك، وقسم «روج آفا» الكردية الى قسمين. وهذا هو أيضاً السبب الذي جعل إيران تزجّ قواتها الرديفة بهدف قفْل الطريق على الجنود الاميركيين شمال موقع التنف الحدودي وتدفع بقوات كبيرة جداً الى البادية في الجنوب الشرقي وتستعيد أكثر من 30 الف كيلومتر مربع (من أصل 155 ألفاً) لمنْع القوات الخاصة الأميركية وحلفائها بالوكالة من توسيع سيطرتهم على تلك المساحة.

وتقضي الخطة الأميركية - في عيون طهران ودمشق وأنقرة - بإقامة دولة كردية في العراق وسورية، اذا ما قُدر لها ذلك، من دون مجهود يُذكر وتشجيع دولة سنية في العراق، الدولة التي تعتبرها الولايات المتحدة محافظة ايرانية. وبعدما فشلت «الانتفاضة لعشائر وثوار السنّة» (التسمية التي أطلقت على «داعش» العام 2014) في العراق وفشلت «الانتفاضة السنية» في سورية (لان البلاد مكوّنة من 70 في المئة من السنّة الذين يسيطرون على الاقتصاد بينما يسيطر العلويون على مفاتيح الأمن والجيش)، أتى وقت تجربة الأكراد.

ووفق صانعي القرار في منطقة الشرق الأوسط، فإن الأكراد يرتكبون خطأ فادحاً من خلال كسب عداء البلدان المحيطة بهم والتي لا تريد لهم اتباع خطة واشنطن. ويستطيع هؤلاء محاصرة كردستان من الجوّ والبرّ بكل سهولة، ولا سيما ان الكرد لا يملكون نافذة على البحر.

ويعتقد مسعود بارزاني ان التوقيت الآن هو المثالي لإجراء استفتاء عام (من المؤكد ان أكثر من 90 في المئة سيصوّتون لمصلحة الاستقلال) في 25 سبتمبر. ويَعتقد أيضاً ان الكرد على دراية بالأخطار والمصاعب التي تتربّص بهم ورغم ذلك سيُقبِلون على قرار الاستقلال. ولن يعلن بارزاني الاستقلال مباشرةً بل ستكون بدايةً لحوار سلمي طويل ومفاوضات مع بغداد والدول المحيطة لشرْح رغبة السكان الأكراد. وهو لا يريد - وفق ما أبلغتْه مصادر رفيعة المستوى في كردستان لـ «الراي» - ان يشجّع أي كيان كردي آخر لاتباع خطوته ولا سيما انه لا يتفق كلياً مع إيديولوجية وأهداف أكراد سنجار وأكراد سورية وتركيا. ولكن الزعيم الكردي لا يستطيع إعطاء أي ضمانة بذلك لانه لا يتحكم برغبة بقية الأكراد المنتشرين في الشرق الأوسط، حتى انه لا يتحكم برغبة كل أكراد العراق الذين يعربون عن رأي مخالف له في الكواليس وانهم لا يتفقون على إعلان الاستقلال في هذه اللحظة الحرجة التي يمرّ بها الشرق الأوسط المعرّض للتفتيت. وما لا يعلمه الكثيرون ان أكراد العراق فتحوا خطاً عسكرياً داعماً للرئيس السوري بشار الأسد على مدى سنوات طويلة، وكذلك فعل أكراد سورية بدعم المدن الشيعية المحاصَرة بإمدادها من عفرين. وتعتقد دمشق ان أمن ورفاهية الأكراد هو نتيجة الضمانة العربية - الإسلامية المحيطة بهم وليس ضمانة أميركا واسرائيل. وهذه الضمانة لا تتحقق أبداً اذا بقي أكراد سورية يسيرون خلف السياسة والإدارة الأميركية التي لا تملك أصدقاء وحلفاء بل مصالح مشتركة مرتبطة بالزمن. والواقع ان مشاكل الأكراد بدأتْ بين دمشق ومحافظة الحسكة عندما حطّ الجنود الأميركيون رحالهم بين الأكراد شمال سورية. واليوم أصبح صالح مسلم، الزعيم الكردي السوري، يتهجّم على ايران وحلفائها ويجاهر بدعمه لدول أخرى في المنطقة، وهو زعيم حزب «الاتحاد الديموقراطي الكردي» العلماني - الشيوعي. وتزعم الولايات المتحدة انها تحارب «داعش» بينما تهاجم قواتُها في أكثر من موقع الجيش السوري وحلفاءه وهي تستخدم الأكراد كدرعٍ لها. الا ان دمشق لا تزال تعتقد ان العلاقة مع الأكراد لم تصل الى طريق مسدود بعد. ان التدخل الاميركي وموقف الأكراد الحالي العدائي تجاه حلفاء سورية دفع بموسكو وإيران بعيداً عن الـ YPJ في الحسكة والرقة لتتخلّيا عن دور حماة الأكراد. فقد قامت موسكو والجيش السوري بالوقوف سدّاً أمام نية أنقرة بالهجوم على منبج رغم ان الخطة التركية تعرقل المشروع الأميركي في الشمال السوري.

ولا عجب ان هناك تناقضات خطيرة في ديناميكية تركيا والأكراد في سورية والعراق:

• سمحت تركيا لقوات البشمركة العراقية - الكردية بعبور أراضيها لمساعدة الـ YPJ في كوباني /‏‏‏ عين عرب عندما كان «داعش» قريباً من السيطرة على المدينة. هي نفسها تركيا التي تعمل بجهد لمنع استقلال كردستان، والمستعدّة لفعل اي شيء لمنْع أكراد سورية من الاستقلال وإنشاء «روج آفا». ومن المؤكد ان أنقرة ستضرب هؤلاء في المستقبل.

• العام 2014، أشاد بارزاني بـ «داعش» عند احتلالها للموصل ووصف قواتها بـ «ثورة القبائل» لانه اعتقد انها بداية التقسيم وان الجماعات الإرهابية ستعلن عن قيام «سنستان» ويبقى للشيعة جنوب العراق لتقسيم بلاد الرافدين الى 3 ولايات. ولكن عندما توجّه «داعش» الى كركوك وأعلن الحرب على اربيل، انضمّ بارزاني الى بغداد في الحرب على الارهاب وقاتَل بعدها الى جانب الجيش العراقي لحماية وحدة العراق من «داعش».

وها هو الزعيم الكردي اليوم يريد اعلان استقلال إقليمه بعد الاستفتاء على الاستقلال. والسؤال: كيف يطلب بارزاني دعم تركيا وبغداد وطهران ودمشق للاستقلال وهو يمهّد الطريق لاضطراباتٍ داخلية في كل دولة تحوي ملايين من الأكراد سيطالبون باستقلالهم في هذا التوقيت؟

• دعمتْ إيران أكراد العراق العام 2014 لوقف «داعش» على حدود إربيل عندما كان «البشمركة» غير مجهّزين إلا بتسليحٍ بدائي ولا يملكون غير بنادق كلاشنيكوف قديمة وبعض «الهاونات». وقد تعمّدتْ أميركا إبطاء مساعدتها العسكرية لاربيل ما فتح الطريق أمام علاقة متينة بين بارزاني وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني. وبادر بارزاني الى فتح الطرق أمام إمداد الجيش العربي السوري لمجابهة «داعش» و«القاعدة» وحلفائها لسنوات طويلة. وها هي اليوم إيران ستبذل كل جهدها لمنع قيام دولة كردية، وستنضمّ الى تركيا وسورية لمنْع التقسيم.

ويختلف أكراد العراق عن «حزب العمال الكردستاني» في سنجار، بل هم قاتلوا في بعض المناسبات ضدّهم. ولكن عندما يدقّ ناقوس الخطر على الأكراد، فإنهم أمة واحدة موحدة. ولهذا السبب فان الدول المحيطة بالعراق على يقين ان أكراد ايران وسورية وتركيا والعراق سيطالبون بالتقسيم، ولهذا ستبذل هذه الدول كل الجهود لمنْع بارزاني من تحقيق الاستقلال. وتَعتبر بغداد ان كردستان إقليم مستقلّ يحميه الدستور، ويعترف المسؤولون في العاصمة العراقية بأنهم لم يلتزموا بنصوص الدستور ولم يجدوا مخرجاً للمناطق المتنازع عليها ولم يفوا بالتزاماتهم الاقتصادية تجاه اربيل. ولا يرى مسؤولو بغداد ان إعلان الاستقلال سينفع اربيل بشيء بل سيشجع السنّة والشيعة على الانفصال. ومن المتوقّع ان توقف بغداد كل أشكال التعاون مع اربيل، وسيواجه الأكراد الذين يعيشون في ظل الحكومة المركزية مستقبلاً مجهولاً حتى ولو كان غالبية الساسة الشيعة في الحكم اليوم من أصل كردي. ومن المتوقّع ان تُشنّ حرب صارمة على كردستان، ومن غير المستبعد ان تمنع بغداد اي طائرة قادمة الى اربيل وسيُمنع الأكراد في المناطق المتنازع عليها خارج كركوك من الانضمام الى اربيل. مما لا شك فيه ان بعض الدول ستدعم تقسيم العراق وسورية، لأن ذلك من شأنه إعطائها ما لم تحصل عليه في سنوات الحرب الطويلة. اذ فشلت أهداف «داعش» في العراق، وفشل مشروع الإطاحة بالأسد وإعطاء الحكم للمتطرّفين في بلاد الشام. ولذلك من المتوقّع ان تعاني كردستان ركوداً حاداً اقتصادياً رغم إمكان دعم بعض الدول لها اقتصادياً في شكل ظرفي. إلا ان بارزاني يحتاج من دون أدنى شك الى إعداد أرضية صلبة قبل ان يُقْدِم على إعلان الاستقلال، على الرغم من ان لا شيء سيثنيه عن الاستفتاء. وها هو يرسل مبعوثيه الى دول الجوار لطمْأنتها الى ان هذه الخطوة غير موجّهة ضدّهم. وهو نفسه قال ان الاستفتاء لا يعني الاستقلال الفوري بل هي مسألة وقت وتوقيت، الا ان هذه الخطوة - عندما تُنفذ - ستمنع الجيل الكردي المستقبلي من تحقيق حلمه يوماً. لا تستطيع اسرائيل ولا الولايات المتحدة ولا أي دولة في المنطقة، تأمين وحماية دولة كردية بالتوقيت الحالي الذي يرى فيه بارزاني «فرصة نادرة له»، أما الحقيقة فان خطوة الزعيم الكردي حرجة جداً في وضع متقلّب بحيث ان لكل خطوة حساباتها، ومن الممكن ان تعيد تشكيل خريطة الشرق الاوسط. وقد أخطأ بارزاني عندما دعم «داعش» فهل يكون مخطئاً اليوم من جديد؟

مما لا شك فيه ان استفتاء 2017 يجب ان يذهب الى حيث تتواجد نتائج استفتاء الـ 2005: الى درج التاريخ...

تيلرسون يشترط لتحسن العلاقات مع روسيا استعادة وحدة اراضي اوكرانيا

الحياة..كييف - رويترز ... على رغم الأجواء الإيجابية التي سادت القمة الأولى بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين على هامش أعمال قمة الـ20 التي عُقدت في مدينة هامبورغ الألمانية الأسبوع الماضي، بدا وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أكثر صرامة مع موسكو خلال زيارته أوكرانيا أمس، إذ أكد أن هدف واشنطن الرئيسي هو استعادة وحدة الأراضي الأوكرانية، «كشرط لتحسين العلاقات الأميركية – الروسية». واعتبر تيلرسون خلال أول زيارة له إلى كييف إن روسيا يجب أن تتخذ الخطوات الأولى لخفض العنف في شرق أوكرانيا، مشيراً إلى بقاء العقوبات المفروضة على روسيا حتى تغيّر توجهاتها في تلك الأزمة. ورأى بعد لقائه الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أن على روسيا أن تمارس نفوذها على الانفصاليين في شرق أوكرانيا لإرساء دعائم الهدنة الهشة وإنهاء المضايقات والهجمات التي يتعرض لها المراقبون الدوليون، إضافة إلى سحب الأسلحة الثقيلة إلى الخطوط المتفق عليها في اتفاقية مينسك التي تم التوصل إليها منذ سنتين. وقال إن الولايات المتحدة ستستعرض سبل تغيير الوضع القائم في الأزمة الأوكرانية، لافتاً إلى أن التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016 ما زال يقف عائقاً أمام تطوير علاقات أفضل مع روسيا.

من جهته، رأى الرئيس الأوكراني أن زيارة تيلرسون تعد دليلاً قوياً على دعم واشنطن لبلاده، معبراً عن تقديره العميق «لرمزية هذه الزيارة وتوقيتها التي تأتي مباشرةً عقب قمة الـ20 في هامبورغ». ورحّب بتعيين كيرت فولكر، المعروف بمناهضته السياسات الروسية في المنطقة، ممثلاً خاصاً لعملية السلام في العاصمة البيلاروسية مينسك، قائلاً إن خبرته كديبلوماسي ستساعد في تنفيذ اتفاقيات مينسك في شكل كامل. وأضاف بوروشينكو أن فولكر، الذي رافق تيلرسون إلى كييف، سيبقى في العاصمة الأوكرانية لأيام من أجل تسريع التنسيق بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، مشدداً على أن حل الأزمة «يحتاج فقط إلى وجود إرادة سياسية لدى موسكو لتحقيق ذلك». وقال تيلرسون يوم الجمعة الماضي إنه اختار فولكر، السفير الأميركي السابق لدى حلف شمال الأطلسي، لقيادة الجهود الديبلوماسية الأميركية المتعلقة بالأزمة الأوكرانية. في سياق متصل، نقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله أمس، إنه يتم الإعداد حالياً لمحادثات هاتفية بين قادة روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا لبحث الأزمة في أوكرانيا. ونُسب إلى بيسكوف أن «المحادثة الهاتفية للرباعي على جدول الأعمال. يتم الإعداد لها ولكن لم يتضح بعد الموعد على وجه التحديد». يُذكر أن روسيا ضمت شبه جزيرة القرم إليها في عام 2014. وتتهم كييف موسكو بدعم انفصاليين موالين لها في شرق أوكرانيا، الأمر الذي ينفيه الكرملين. ودعا اتفاق مينسك إلى وقف النار في مناطق المواجهة وسحب الأسلحة الثقيلة من خط الجبهة وإقرار إصلاح دستوري يمنح شرق أوكرانيا مزيداً من الحكم الذاتي.

انتقادات جمهورية لترامب بعد مناقشته «وحدة لأمن الإنترنت» مع بوتين

الحياة..واشنطن - جويس كرم .. اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الوقت حان للعمل «في شكل بنّاء» مع موسكو، بعد لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألمانيا. وأشار إلى انهما ناقشا تأسيس «وحدة منيعة لأمن الإنترنت»، في خطوة ندّد بها قياديون جمهوريون، علماً أن ترامب تجنّب إفصاح هل قبِل نفي بوتين تدخل بلاده في انتخابات الرئاسة الأميركية. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين حكوميين أميركيين أن قراصنة حكوميين روساً اخترقوا أخيراً أنظمة الطاقة النووية الأميركية وشركات طاقة أخرى. وأضافت أن المسؤولين الحكوميين ومسؤولين صناعيين أميركيين أكدوا أنها المرة الأولى التي يُعرف فيها أن قراصنة روساً خرقوا شبكات شركات الطاقة النووية في الولايات المتحدة. لكن ترامب كتب على موقع «تويتر»، أنه وبوتين ناقشا «تشكيل وحدة منيعة لأمن الإنترنت، لتفادي اختراق الانتخابات، ومسائل سلبية كثيرة أخرى». وكرّر تساؤله عن سبب امتناع سلفه الديموقراطي باراك أوباما عن التصدي لاحتمال تدخل موسكو في الانتخابات الأميركية، على رغم «امتلاكه معلومات» في هذا الصدد قبل الاقتراع. وأضاف: «ضغطت بقوة مرتين على الرئيس بوتين في شأن التدخل الروسي في انتخاباتنا. نفى ذلك بشدة. أعطيت رأيي». وأشار إلى انهما لم يبحثا في العقوبات المفروضة على روسيا، وزاد: «لن يُنجز أي شيء إلى أن تُسوّى المشكلتان الأوكرانية والسورية! تفاوضنا على وقف للنار في أجزاء من سورية، سينقذ أرواحاً. والآن حان الوقت للمضيّ في العمل على نحو بنّاء مع روسيا»! واعتبر أن قمة مجموعة العشرين كانت «نجاحاً ضخماً للولايات المتحدة»، إذ «أوضحت أن على الولايات المتحدة أن تصلح صفقات تجارية سيئة كثيرة أبرمتها. وسننجز ذلك»!..... ولم يوضح ترامب هل قبِل نفي بوتين تدخل موسكو في الانتخابات الأميركية، لكن كبير موظفي البيت الأبيض رينس بريبيوس قال إن «الرئيس لم يصدق إطلاقاً نفي الرئيس بوتين». واستدرك بريبيوس ومسؤولون آخرون في الإدارة أن ترامب لم يُرِد أن يمنع التدخل الروسي في الانتخابات العمل مع حكومة بوتين، في شأن ملفات أخرى، بما في ذلك الحرب السورية. وانتقد قياديون جمهوريون فكرة تأسيس «وحدة لأمن الإنترنت» مع موسكو، إذ اعتبر السيناتور النافذ ليندسي غراهام أن تغريدات ترامب «مخيبة، وهو يؤذي موقع الرئاسة». وأضاف: «ليست الفكرة الأكثر غباءً التي سمعتها في حياتي، لكنها قريبة جداً» من أن تكون كذلك. وشدد على أن استعداد ترامب لأن «يغفر وينسى» عزّز تصميمه على تمرير مشروع قانون يشدد عقوبات على روسيا. وكتب السيناتور الجمهوري ماركو روبيو على «تويتر»: «يتطلّب الواقع والبراغماتية أن ننخرط مع فلاديمير بوتين، (لكنه) لن يكون أبداً حليفاً جديراً بالثقة أو شريكاً بنّاء يمكن الاعتماد عليه». واعتبر أن الدخول في شراكة مع بوتين في شأن «وحدة لأمن الإنترنت» مثل «شراكة مع (الرئيس السوري بشار) الأسد في وحدة للأسلحة الكيماوية». أما آدم شيف، أبرز الأعضاء الديموقراطيين في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، فاستبعد أن يكون الروس «أيّ نوع من الشركاء الموثوق بهم، في شكل من وحدة للأمن الإلكتروني». وأضاف: «إذا كان هذا أفضل دفاع انتخابي، فربما نرسل صناديق الاقتراع إلى موسكو». إلى ذلك، أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن دونالد ترامب الابن، النجل الأكبر للرئيس الأميركي، وصهره المدير السابق لحملته الانتخابية جاريد كوشنر، التقوا المحامية الروسية ناتاليا فيسلنيتسكايا المرتبطة بالكرملين، في برج ترامب في مانهاتن في حزيران (يونيو) 2016. وأكد دونالد ترامب الابن اللقاء، مستدركاً انه كان «اجتماعاً تمهيدياً وجيزاً» ركّز على برنامج شعبي لمساعدة الأميركيين على تبنّي أطفال روس، كانت الحكومة الروسية جمّدته. وأضاف: «طلب مني أحد معارفي حضور اللقاء، ولكن لم أُبلغ مسبقاً باسم الشخص الذي سألتقيه». وأعلن محامٍ عن كوشنر أن صهر ترامب «حضر لفترة وجيزة» اللقاء.

ترامب يتراجع عن إنشاء وحدة للأمن الإلكتروني مع روسيا

الراي.. (رويترز) ... تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن حملته لإنشاء وحدة للأمن الإلكتروني مع روسيا، وقال في تغريدة على تويتر إنه لا يعتقد أنها يمكن أن تحدث وذلك بعد ساعات فقط من تشجيعه إنشاء تلك الوحدة بعد محادثاته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وقال ترامب على تويتر «حقيقة أنني والرئيس بوتين ناقشنا إنشاء وحدة للأمن الإلكتروني لا تعني أنني أعتقد إنها يمكن أن تحدث. فهي لا يمكن أن تحدث». وأشار ترامب بعد ذلك إلى اتفاق مع روسيا لوقف إطلاق النار في سورية، قائلا «يمكن أن يحدث وحدث».

ألمانيا تبدأ سحب قواتها من «إنجرليك»

الراي..برلين، أنقرة - رويترز - بدأت ألمانيا، أمس، سحب قواتها من قاعدة «إنجرليك» الجوية في تركيا، حيث تشارك في دعم العمليات الدولية ضد تنظيم «داعش» في سورية، وذلك في أعقاب خلاف مع أنقرة في شأن زيارة نواب ألمان للقاعدة. وفيما كشف الناطق باسم وزارة الدفاع الألمانية أن طائرة ألمانية متخصصة في تزويد الطائرات بالوقود في الجو غادرت «إنجرليك» إلى قاعدة أردنية، أكد مسؤول تركي أن سحب القوات بدأ، وأن وزيرة الدفاع الألمانية كانت قد أبلغت نظيرها التركي بموعد الانسحاب عندما التقيا خلال قمة لحلف شمال الأطلسي في بروكسيل.

السلطات الفنزويلية تفرج عن أهم رمز للمعارضة وتفرض عليه الإقامة الجبرية

المستقبل.. (أ. ف. ب).. في اليوم المئة من التظاهرات ضد الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو وبقرار اتخذته المحكمة العليا «لاسباب طبية»، خرج ليوبولدو لوبيز اهم رمز للمعارضة الفنزويلية من السجن، ثم وضع على الفور في الاقامة الجبرية في منزله بكراكاس، بعدما امضى اكثر من ثلاث سنوات في الاعتقال. ولوح لوبيز الذي كان مبتسما، بعلم بلاده ورفع قبضته علامة الانتصار، امام عشرات من انصاره الذين تجمعوا امام منزله أول من امس. وكان لوبيز وعد في رسالة مكتوبة تلاها فريدي غيفارا العضو مثله في حزب الارادة الشعبية، بـ «النضال حتى انتزاع الحرية لفنزويلا». وقال: «اواصل بقوة معارضتي لهذا النظام» التشافي الذي يرأسه نيكولاس مادورو، وريث هوغو تشافيز الذي كان رئيسا من 1999 الى 2013. ويتعارض هذا التصريح بوضوح مع طلب نيكولاس مادورو الذي تمنى «رسالة سلام» من ليوبولدو لوبيز. وقال مادورو بعد ساعات على الافراج عن لوبيز في تصريح للتلفزيون: «بعدما امضى حوالى اربع سنوات في السجن، آمل في ان يعدل لوبيز موقفه ويبعث برسالة سلام، لان البلاد تريد السلام». وقد اعلنت المحكمة العليا على موقعها في تويتر انها قررت الافراج عن ليوبولدو لوبيز «لأسباب طبية». وكان احد محامي ليوبولدو لوبيز اعلن في مدريد نبأ خروجه من السجن. وكتب خافييه كريماديس في تغريدة: «انه في منزله بكراكاس مع ليليان (تينتوري زوجته) وابنائه. لم يحصل على حريته بعد، انه في الاقامة الجبرية». وكان ليوبولدو لوبيز (46 عاما) مؤسس حزب «الارادة الشعبية» العضو في الاشتراكية الدولية، والمعارض الشرس لنظام نيكولاس مادورو وسلفه الذي توفي في 2013 هوغو تشافيز، مسجونا منذ شباط 2014. وقد حكم عليه بتهمة «التحريض على العنف» خلال تظاهرات نظمت للمطالبة باستقالة مادورو، واسفرت عن 43 قتيلا بين شباط وايار 2014. وينتمي ليوبولدو لوبيز الذي يتحدر من عائلة عريقة، والحائز على اجازة في الاقتصاد من جامعة هارفرد الاميركية الذائعة الصيت، الى المعارضة الشديدة للنظام التشافيزي، الذي يتهمه هو وعائلته بأنهم من «اليمين المتطرف» و«انقلابيون».

خفض الضغط

تقول لويزا اورتيغا، النائب العام التي كانت تنتمي الى تيار تشافيز عن اقتناع وانضمت لاحقا الى التيار المنشق عن النظام، ان الافراج عن ليوبولدو لوبيز محاولة من الرئيس مادورو «لتبييض صورته». واضافت «لكن لا يمكننا استخدام شخص حرم من الحرية كما لو كان رهينة وجعله موضوع تفاوض». وفي بيان، طلبت النيابة العامة التي لا تزال لويزا اورتيغا تتولاها وانها تلقت تهديدا بمحاكمة يمكن ان تؤدي الى اقالتها، «اعادة النظر» في تدابير الحرمان من الحرية المتخذة ضد ثلاثة معارضين مهمين آخرين منهم انطونيو ليديزما، رئيس بلدية كراكاس السابق. واكد خافييه كريمادس في رسالة اخرى على تويتر ان «300 سجين سياسي ما زالوا في السجون البوليفارية». اما منظمة «فورو بينال» غير الحكومية فتقول ان هناك 433 «سجينا سياسيا». واكد ان «كل الحقوق السياسية والمدنية للوبيز يجب ان تعاد» اليه. ورحبت بالافراج عن لوبيز وزارة الخارجية الاميركية، معتبرة انه «خطوة في الاتجاه الصحيح». وطالب الرؤساء الاسباني والارجنتيني والمكسيكي والبرازيلي على هامش قمة العشرين في هامبورغ بـ «الافراج عن جميع السجناء السياسيين واجراء انتخابات حرة وديموقراطية» في فنزويلا، كما قال رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي. ويأتي هذا الموقف الداعم لليوبولدو لوبيز في وقت بلغ الوضع في فنزويلا اقصى درجات التوتر، اذ اقتحم ناشطون مؤيدون لمادورو الاربعاء البرلمان، المؤسسة الوحيدة التي تشرف عليها المعارضة. واحتجز آنذاك حوالى 300 نائب وصحافي في البرلمان طوال تسع ساعات. والتظاهرات ضد الرئيس الفنزويلي يومية تقريبا منذ ثلاثة اشهر، واسفرت عن 91 قتيلا. وقال الخبير السياسي لويس سالامنكا ان «الحكومة تسعى الى تهدئة الحركة الاحتجاجية» مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة في 30 تموز.

الجمعية التأسيسية علاج للازمة؟

قال كريمادس ان هذه التطورات الجديدو «تدل على مدى اليأس والانقسام (في السلطة) ودليل على ضعف النظام». ويواجه نيكولاس مادورو الذي يندد باستمرار ب«مؤامرة» اعدتها الولايات المتحدة، ضغوطا كبيرة اذ ان 80% من الفنزويليين يعارضون حكومته. وقد فجر احتجاجاتهم نقص في المواد الغذائية والتضخم المتسارع، وارتفاع معدلات الجريمة، نتيجة تراجع اسعار النفط، المورد الاساسي لفنزويلا. وباتت صفوف الانتظار ساعات طويلة وعمليات النهب والسلب والقتلى في اعمال العنف، امرا مألوفا. ومن اجل الخروج من هذه الازمة، عرض نيكولاس مادورو انتخاب جمعية تأسيسية، وقد رفضت المعارضة هذا الخيار، معتبرة انه مناورة للتمسك بالسلطة. وينوي تنظيم استفتاء في تموز حول الدعوة الى هذه الجمعية. وتزايدت الانتقادات. وقامت الكنيسة الكاثوليكية الفنزويلية المعارضة تقليديا للسلطة التشافيزية، بخطوة اضافية الجمعة الماضي بوصفها النظام بأنه «ديكتاتوري».

«غاندي تركيا» ينهي «مسيرة العدالة» ويندّد بتعطيل البرلمان والحكم بمراسيم

أنقرة – «الحياة» ... بعد رحلة سيراً على الأقدام استمرت 25 يوماً، وصل رئيس «حزب الشعب الجمهوري» المعارض كمال كيليجدارأوغلو إلى إسطنبول أمس، منهياً مسيرته بتظاهرة شعبية حاشدة في ساحة «مالطبا» في القسم الآسيوي من المدينة. واختصر كيليجدارأوغلو مسيرته، لينهيها قبل موعدها المقرر سلفاً، من أجل تجنّب الاصطدام بتظاهرات يُعدّ لها حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، في الذكرى الأولى لمحاولة الانقلاب الفاشلة، وتبدأ في 13 الشهر الجاري في إسطنبول ومدن تركية. ودعا الرئيس رجب طيب أردوغان إلى إحياء الذكرى، من خلال تظاهرات شعبية، رداً على مسيرة كيليجدارأوغلو التي اعتبرها دعماً للإرهاب وللانقلابيين. وانطلقت المسيرة منتصف الشهر الماضي، احتجاجاً على إصدار محكمة حكماً بسجن النائب عن «حزب الشعب الجمهوري» أنيس بربرأوغلو 25 سنة، لإدانته بكشف أسرار دولة وتسليمه صحيفة «جمهورييت» صوراً لنقل أجهزة الاستخبارات التركية أسلحة لمسلحين في سورية. وحققت المسيرة إقبالاً وتجاوباً شعبياً فاق توقّعات كيليجدارأوغلو الذي أقرّ بأنه اتخذ قراره بالسير على طريقة الزعيم الهندي غاندي، من دون أن يفكّر في الخطوة التالية ولا ترتيب أمور الرحلة. كما فشلت تهديدات أردوغان، الذي اعتبر المشاركين في المسيرة داعمين للإرهاب وللانقلابيين، في دفع المواطنين إلى الامتناع عن المشاركة فيها، إذ بلغت المشاركة في أيامٍ 30 ألفاً. وساهم في المشاركة الشعبية الامتناع عن رفع شعارات حزبية، إذ اعتبر كيليجدارأوغلو أن العدالة واستقلال القضاء باتا مطلباً لكل الأطياف في تركيا، حتى لدى الحزب الحاكم، بعدما تحوّلت المحاكم «عصا تأديب وعقاب في يد أردوغان». ورُفعت في ساحة «مالطبا» في إسطنبول حيث انتهت المسيرة، شعارات تطالب بقضاء عادل ومستقل، ودعا كيليجدارأوغلو كل الأطياف السياسية إلى المشاركة في التظاهرة، بعد حجب أي شعار حزبي خلالها. لكن التيار القومي قاطع المسيرة، بحجة مشاركة نواب أكراد فيها ليوم واحد. وكان كيليجدارأوغلو قال: «لا أريد في التجمّع سوى أعلام (تركية) ولافتات تطالب بالعدالة وملصقات لأتاتورك»، مؤسس تركيا الحديثة. وأضاف: «لن نقول لأحد لا تشارك، ولن نفرض على أحد المشاركة، وطالما أن مَن يشاركنا لن يرفع أي شعارات حزبية وسيلتزم بمطلب العدالة فقط، فهو مُرحب به». وشكا من «إدارة تعسفية» لتركيا، و «تجاوز حدود القانون فيها». ورأى أن «البرلمان معطل والبلاد تُدار بمراسيم يصدرها أردوغان»، متحدثاً عن «إلغاء تام لاستقلال القضاء». وكانت التعديلات الدستورية المتعلّقة بالنظام الرئاسي، والتي أُقرّت في استفتاء نُظم في نيسان (أبريل) الماضي، تقضي أيضاً بتغيير نظام الهيئة العليا للقضاة وتركيبتها، بحيث يختار الرئيس وحزبه في البرلمان أكثر من ثلثَي أعضائها، ما يعني سيطرة سياسية للحزب الحاكم عليها، وفق رأي المعارضة التي تتهم أردوغان والحكومة بممارسة ضغوط مباشرة على القضاة، بحيث باتوا يخشون الحكم بالبراءة أو إخلاء السبيل، في أي قضية يُحاكَم فيها معارضون. وأشارت صحيفة «بيرغون» المؤيّدة للمعارضة إلى نعت الرئيس للزعيم السابق لـ «حزب الشعوب الديموقراطية» الكردي صلاح الدين دميرطاش بـ «إرهابي» و «قاتل»، قبل بدء محاكمته بتهمة دعم الإرهاب. وسألت: «هل يتوقّع أحد أن يُصدر القاضي حكماً يخالف الحكم الذي أصدره أردوغان على دميرطاش، قبل بدء محاكمته»؟

على صعيد آخر (رويترز)، أعلنت وزارة الدفاع الألمانية بدء سحب قواتها من قاعدة «إنجرليك» الجوية التركية، حيث تشارك في دعم عمليات «التحالف» ضد تنظيم «داعش». يأتي ذلك بعدما رفضت أنقرة السماح لنواب ألمان بزيارة القاعدة، في خطوة بدت رداً على منع ألمانيا ساسة أتراكاً من تنظيم تجمّعات على أراضيها لدعم الاستفتاء على النظام الرئاسي في تركيا. وستواصل المقاتلات الألمانية العمل انطلاقاً من «إنجرليك»، حتى نهاية الشهر على الأقل، فيما سيُنقل العتاد الضروري إلى قاعدة جوية في الأردن، من المقرر أن تتمركز فيها المقاتلات بحلول تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل قالت السبت، إن لقاءها أردوغان، على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ، كشف «خلافات عميقة» بين الجانبين.

تأسيس حركة يمينية متطرفة في هنغاريا

الحياة..بودابست - رويترز - تجمّع مئات من متشددي اليمين المتطرف في إحدى ضواحي بودابست، لتأسيس حركة سياسية جديدة يأملون بأن تخوض الانتخابات النيابية في هنغاريا العام المقبل، على لائحة تضمّ ساسة يجاهرون بعنصريتهم. وينأى «يوبيك»، أبرز حزب معارض، عن جذوره اليمينية المتطرفة ويتخذ موقفاً أكثر ميلاً للوسط، ما أتاح المجال لمبادرات يمينية جديدة. ونظمت ثلاث جماعات مسيرة في ضاحية فاشيش، بعنوان «رفع راية أقصى اليمين». وعلى رغم أن الحضور كان محدوداً، وصل قادة الجماعات الثلاث إلى الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويعتزمون خوض الانتخابات عام 2018. وسيُطلق على الحركة الجديدة «القوة والتصميم»، ويبدو أنها ستكون أكثر تطرفاً من أي منظمة تسعى الى دور سياسي مهم منذ انهيار الشيوعية، وتستخدم لغة عنصرية صريحة لمعارضة الليبرالية والهجرة. وقال أحد قادة الحركة بالاش لاسلو إن أوروبا أبدت تسامحاً غير مفهوم في مواجهة خطر تمثله أقلياتها، وأمام تدفق ملايين آخرين عليها. وأضاف: «ينضم ملايين الأشخاص إلى صفوف العرب والأفارقة والغجر الذين لن يُظهروا أي تسامح، بمجرد أن يدركوا حجم القوة التي تمنحها لهم أهميتهم الديموغرافية. يجب أن يأتي مجتمعنا العرقي أولاً. لا توجد مساواة».

هامبورغ تزيل عنها آثار شغب الفوضويّين وشتاينماير يدافع عن لقاء زعماء «غير محبوبين»

الحياة..هامبورغ (ألمانيا) – رويترز - بدأت السلطات إزالة آثار شغب استمر لثلاثة أيام متواصلة، نفذه فوضويون احتجاجاً على قمة مجموعة العشرين التي استضافتها مدينة هامبورغ الألمانية. ودافع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن تنظيم القمة في المدينة التي تشهد غالباً احتجاجات ليساريين متطرفين، لافتاً الى وجوب التحدث الى زعماء ليسوا محبوبين في بلدانهم. وحاولت الشرطة تفريق عشرات من المحتجين، ليل السبت – الأحد، بعد تظاهرة سلمية إلى حد كبير، مناهضة للقمة التي اختُتمت السبت. واستخدمت الشرطة خراطيم ماء لتفريق مَن تبقى من المحتجين، والذين رشقوا زجاجات. وأعلنت خدمات الطوارئ أنها تعالج مصابين. وتفاقم التوتر بعد شغب وقع ليل الجمعة، تخلّله نهب متاجر وإحراق سيارات وإلقاء مقذوفات. واضطرت الشرطة في هامبورغ الى طلب تعزيزات من أنحاء ألمانيا، علماً أن الاحتجاجات أسفرت عن جرح أكثر من 200 شرطي وتوقيف حوالى 143 شخصاً واحتجاز 122. وندد شتاينماير بالشغب، مشدداً على ضرورة تنظيم هذه الاجتماعات التي يلتقي خلالها زعماء لمناقشة ملفات دولية مهمة. وأضاف شتاينماير الذي كان وزيراً للخارجية، أنه لطالما اعتبر الزعماء «الذين يجب الحديث معهم» غير محبوبين في بلدانهم، مستدركاً بضرورة «التحدث مع بعضنا بعضاً». ولفت في هذا الصدد الى لقاء الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين. وتطرّق الى انتقادات بأن هامبورغ، ثاني أضخم المدن الألمانية، لم تكن مكاناً مناسباً لاستضافة القمة، مشيراً الى وجوب تحديد مكان لإجراء تلك المحادثات. وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل حققت هدفها الرئيس في إقناع القادة بمساندة بيان موحد يتضمّن تعهدات في شأن التجارة والتمويل والطاقة وأفريقيا. لكن الخلاف بين ترامب الذي رفع خلال حملته الانتخابية شعار «أميركا أولاً»، وسائر دول المجموعة في شأن المناخ كان صارخاً، بعدما أعلن الشهر الماضي قراره انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ الذي أُبرم قبل سنتين. وقالت مركل في ختام القمة: «في النهاية عكست المفاوضات في شأن المناخ انشقاقاً. الجميع ضد الولايات المتحدة. وحقيقة أن المفاوضات في شأن التجارة كانت صعبة في شكل استثنائي، كانت بسبب مواقف اتخذتها الولايات المتحدة». وفي البيان الختامي أشار قادة باقي الدول الأعضاء في المجموعة إلى قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق، واستدركوا أن «التراجع عنها ليس ممكناً». لكن واشنطن أضافت فقرة تثير جدلاً، تفيد بأنها ستجتهد لتعمل «في شكل وثيق مع دول أخرى لمساعدتها على الوصول إلى وقود أحفوري واستخدامه في طريقة أكثر فاعلية ونظافة». في السياق ذاته، نبّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى أن البرلمان في بلاده لن يصادق على اتفاق المناخ، معتبراً أن القرار الأميركي بالانسحاب يعرّض للخطر التعويضات التي كانت مقررة للدول النامية. الى ذلك، أشارت مركل الى أهمية التمسك بالمواعيد النهائية لمعالجة ملف الطاقات الإنتاجية الزائدة في سوق الصلب العالمية، وإلا قد تلجأ الولايات المتحدة الى عمل أحادي، من خلال فرض غرامات أو تعريفات جمركية. واستدركت مرجّحة أن تبقى المحادثات في شأن هذا الملف صعبة. اما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فرأى وجوب إنفاق أموال الصناديق العامة على التعليم والبنية التحتية والصحة في أفريقيا، لافتاً الى القطاع الخاص يستطيع المساهمة في هذه المجالات. وأشار الى وجوب التعامل مع مسائل الأمن بالتعاون مع السلطات الأفريقية، واستدرك على أن على البلدان الأفريقية مسؤولية في ما يتعلّق بمعالجة الفساد والنموّ السكاني. في غضون ذلك، أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن زعماء دول في مجموعة العشرين أبدوا «رغبة قوية» في إقامة «علاقات تجارية ثنائية جديدة طموحة» مع بريطانيا، بعد انسحابها من الاتحاد الأوروبي. وعدّدت الولايات المتحدة واليابان والصين والهند.

 



السابق

قلق سياسي من اهتزاز التسوية: تفاقم الملفّات الخلافية...قائد الجيش في السراي اليوم لجلاء «ملابسات «الموقوفين».. واتجاه لنسف آلية التعيينات في مجلس الوزراء..كيف ستتعامل طهران مع تفاهم واشنطن - موسكو وهل تعتبر وقف النار جنوب سورية حصاراً لنفوذها؟....كلام مهم للافروف على مسامع جنبلاط.. جنبلاط يفصل بين وضعيته الداخلية وعلاقاته الدولية..التيار: «هزّات» متتالية... وتعديل وزاري!....رعد: المقاومة لديها قدرة هجومية مباغتة..قانصو وخليل ورعد يدعون الحكومة إلى التواصل مع سورية حول النازحين...«حزب الله» يشيّع 4 مقاتلين سقطوا في سورية...«سيدة الجبل»: البقاع يرفض أمن الميليشيات ... والعصابات..

التالي

كم بلغت خسائر سوريا في الحرب…ارقام مرعبة اليكم التفاصيل..دي ميستورا من “جنيف7”: الظروف الآن مهيأة لإنهاء الحرب السورية وقوات نظام الأسد أطلقت هجوماً في الجنوب رغم وقف إطلاق النار....«ارتياب» إيراني من التعاون الروسي - الأميركي في سورية وطهران: وقف إطلاق النار «لا ينجح» إذا لم يكن شاملاً.. لافروف: نتطلع لتوسيع التعاون مع واشنطن..إيران تتمدد عسكرياً ... في شرق سورية...إيران ترى «نقاطاً غامضة» في اتفاق الهدنة...جدل روسي - أميركي - سوري حول وجود مستشارين أميركيين في مناطق التهدئة...

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,312,906

عدد الزوار: 7,627,501

المتواجدون الآن: 0