تفاهمات إقليمية ودولية تتحكم بسير معارك الجرود.. محادثات الحريري في واشنطن تبدأ اليوم .. وعرسال تلتف حول الجيش في وداع الفليطي..تظاهرة احتجاجية رفضاً للضرائب...لقاء ترامب ـــ الحريري غداً: عودة الاهتمام الأميركي بلبنان...الموسوي: المعركة وطنية بامتياز..توقيت إقليمي مدروس للمعركة و الرسالة الكويتية تحرج لبنان...الحريري في واشنطن و... «بين ناريْن» و«حزب الله» يقبض على «الميدان» وعلى القرار الاستراتيجي....

تاريخ الإضافة الإثنين 24 تموز 2017 - 7:22 ص    عدد الزيارات 2993    التعليقات 0    القسم محلية

        


تفاهمات إقليمية ودولية تتحكم بسير معارك الجرود.. محادثات الحريري في واشنطن تبدأ اليوم .. وعرسال تلتف حول الجيش في وداع الفليطي

اللواء... في اليوم الرابع للحرب الدائرة في جرود عرسال اللبنانية، وفليطا السورية، تتوضح معطيات الموقفين السياسي والعسكري، ضمن سياق جملة أهداف استراتيجية، ذات صلة بالوقائع الميدانية والقتالية والتفاوضية في عموم المنطقة، من الموصل إلى درعا، فالرقة، والشمال السوري، والجنوب السوري وصولاً إلى الغوطة الشرقية، وتفاهمات وقف النار في سوريا بتفاهم أميركي – روسي. وفي غمرة هذه المعطيات، يبدأ الرئيس سعد الحريري على رأس وفد يضم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومدير مكتب الرئيس الحريري السيّد نادر الحريري زيارة رسمية للولايات المتحدة، يلتقي خلالها مسؤولين في الكونغرس والخزانة الأميركية ومسؤولين في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وغداً، يستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرئيس الحريري، في أوّل لقاء رفيع من نوعه بين الإدارة الأميركية الجديدة ولبنان، بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل الحكومة الحالية. ومن المؤكد ان مشاريع قوانين العقوبات الأميركية التي تمّ تحضيرها قبل وصول الوفد اللبناني ستكون على طاولة المحادثات، فضلاً عن الجهود الجارية لمحاصرة «الارهاب» ومواجهته، وقضية النازحين السوريين التي بدأ لبنان ينوء تحت اثقالها، وهو ما أكّده الرئيس ميشال عون، داعياً لإيلاء عودة هؤلاء إلى بلادهم الأهمية اللازمة. ووصل الرئيس الحريري إلى واشنطن، ومن هناك تابع الوضع السياسي والميداني في عرسال، وأجرى اتصالاً لهذه الغاية بوزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي، وكشف الوزير المرعبي ان الاتصال كان للاطمئنان على أوضاع أهالي عرسال والنازحين السوريين فيها، ناقلاً تعازيه لذوي الشهيد أحمد فليطي. واستبعد مصدر وزاري عوني لـ«اللواء» ان يكون لمعارك الجرود تداعيات سلبية، لا سيما على زيارة الرئيس الحريري إلى واشنطن أو على الوضع الداخلي، والتماسك الحكومي. وفي تقديره انه أصبحت لدى الرئيس الحريري أوراق تفاوضية في المجالات الأمنية والاقتصادية وحماية الوضع المالي، عدا عن انه يذهب إلى واشنطن محصناً بإجماع سياسي وشعبي على مكافحة الارهاب ودعم الجيش وحماية الاقتصاد، وبقرار حكومي بإعطاء الضوء الأخضر للجيش للتصرف بما يراه مناسباً في جرود عرسال لحماية البلدة وأهلها وحماية النازحين. وعلق باسيل على ما تشهده منطقة عرسال فقال: «نغادر إلى واشنطن وعرسال تعود إلى أهلها». وعن أجواء التشكيلات الدبلوماسية الأخيرة، قال: «ان وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس طالب بسفيرين في الجلسة الحكومية، وكان له ما طلب». الى ذلك، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الرئيس عون يتابع اول باول تفاصيل التطورات الأمنية في عرسال ويتلقى التقارير عنها. وتحدثت المصادر عن إجراءات كاملة يتخذها الجيش على الحدود وعن تنسيق يتم مع أهالي عرسال في هذا الشأن،مذكرة أن القتال يجري خارج الأراضي اللبنانية. وأكدت أن الجيش يتسلح بالوعي الكامل ويقوم بمهامه كاملة وهو ليس بطرف إلا إذا تعرضت الحدود لأي تهديد. من ناحية ثانية، توقع مصدر حكومي ان لا تعقد الحكومة جلسة لها هذا الأسبوع على الارجح بسبب سفر الرئيس الحريري إلى واشنطن، حيث من المتوقع ان يعود الجمعة، لكن المصدر اشار إلى ان الرئيس نبيه برّي قد يدعو إلى جلسة نيابية عامة هذا الأسبوع أو الذي يليه لاستكمال مناقشة وإقرار باقي البنود التي كانت واردة على جدول أعمال الجلسة الأخيرة. وفي مجال اخر، اكد وزير العدل سليم جريصاتي لـ«اللواء» ان اعتكاف القضاة عن العمل بسبب احتجاجهم على ماطالهم في سلسلة الرتب والرواتب هوعلى طريق الحل، كذلك التشكيلات القضائية، ونحن نعمل بإيجابية على الموضوعين، عملا بالمثل القائل: اشتدي ازمة تنفرجي.

معركة الجرود

ميدانياً، اتسمت وقائع اليوم الثالث من معركة الجرود، بسيطرة «حزب الله» ومعه الجيش السوري، على نحو 70 في المائة من جرود القلمون الغربي مع كامل جرود وادي فليطة السورية، وباتت مواقع جبهة «النصرة» محصورة في وادي حميد والملاهي في جرود عرسال، بالإضافة إلى وادي الخيل الذي يتحصن فيه أمير هذه الجبهة أبو مالك التلي، على الرغم من معلومات أفادت ان وادي الخيل ومنطقة الكسارات، أكبر معاقل «النصرة» اصبحتا ساقطتين عسكرياً، بعد التقدم السريع الذي احرزه «حزب الله» داخل الأراضي اللبنانية من جرود عرسال بعد سيطرته الاستراتيجية المحيطة بالوادي الذي يفصل بين جرود عرسال وعرسال البلدة. وتستمر المعارك في هذه الاثناء، بين مقاتلي الحزب ومسلحي «النصرة» مترافقة بغزارة من نيران المدفعية والقذائف الصاروخية، في وقت أعلنت فيه مجموعة «سرايا أهل الشام» المنشقة سابقاً عن «داعش» و«النصرة» انسحابها من ميدان القتال، ووقف النار، وافساح المجال امام مفاوضات أوكلت إلى التلي أمر ادارتها عن المسلحين. وفي هذا السياق، تجددت الاستعدادات للتفاوض، وترددت معلومات ان أمير النصرة مالك التلي أقرب إلى القبول بالانسحاب من جرود عرسال نحو أدلب السورية، على وقع التطورات الميدانية والعسكرية، وتبدل المواقع في هذه الجرود، وبعدما باتت جرود فليطة خالية تماماً من المسلحين، ومباشرة «حزب الله» والجيش السوري باجراء عمليات تمشيط لهذه المنطقة. ولاحظت المعلومات، ان الحزب الذي دفع بفائض قوة إلى الجبهة، يتحاشى الدخول في حرب استنزاف طويلة مع المسلحين ويسعى إلى إحراز نصر قريب، ليتفرغ لاحقاً إلى قتال تنظيم «داعش» في المحور الشمالي للجبهة مقابل رأس بعلبك، والذي ما يزال هادئاً نسبياً حتى الساعة. وكان «حزب الله» أحكم سيطرته العسكرية والميدانية على وادي العويني بجرود عرسال، وهو أحد النقاط الاستراتيجية لجبهة «النصرة» واحد خطوط الامداد الرئيسية الذي يربط الأراضي السورية بجرود عرسال، كما تمت السيطرة على مرتفعات شعبة القلعة الجبلية التي تشرف على وادي الدب والريحان. وأفاد الإعلام الحزبي للمقاومة عن انسحاب أحد مسؤولي «النصرة» «أبو طلحة الانصاري» مع حوالى 30 من مسلحيه باتجاه قلعة الحصن في جرود عرسال. أم حصيلة المعارك، فقد بلغت وفق تنسيقيات المسلحين سقوط 46 قتيلا من «النصرة» في جرود عرسال و23 قتيلاً في جرود فليطة، كما اعترفت التنسيقيات بسقوط عدد كبير من الجرحى نقلوا إلى مستشفيات ميدانية في واد حميد، في حين سقط لحزب الله 17 شيع معظمهم في الضاحية الجنوبية والبقاع. ومن جهته، احكم الجيش اللبناني سيطرته على عرسال البلدة والجرود، وضبط محيط البلدة من اتجاهاتها الأربعة، فيما تصدى لأكثر من محاولة قام بها مسلحون للتسلل إلى داخل عرسال التي شيّعت شهيدها نائب رئيس البلدية السابق أحمد فليطي، الذي استشهد السبت بقذيفة صاروخية أصابت سيارته في وادي حميد أثناء محاولته التوسط لوقف النار مع جبهة «النصرة». وأصدرت قيادة الجيش بياناً اتهمت فيه «النصرة» باستهداف الفليطي بقذيفة صاروخية، في حين طالبت عائلة الفليطي وأهالي عرسال بتحقيق شفاف وبكشف ملابسات اغتياله وتركه ينزف حتى وصوله إلى المستشفى حيث فارق الحياة. وأعلن الحزب ليلا انه استعاد من جبهة «النصرة آلية للواء الثامن في الجيش اللبناني كان استولى عليها المسلحون في العام 2014.

لن نموّل فسادكم نقابياً وسياسياً

تحت عناوين «منرفض نموّل فسادكم»، «سكوتنا ضريبة»، «مش دافع»، نفّذت مجموعات الحراك المدني ونقابات وأحزاب، وقفة احتجاجية قرب مجلس النوّاب لجهة مبنى بلدية بيروت، رفضاً لفرض ضرائب مباشرة وغير مباشرة تطال الطبقات الفقيرة والوسطى، شارك فيها قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني، الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان، اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني، وحزب الكتائب وحملات «جايي التغيير» و»بدنا نحاسب» و»طلعت ريحتكم» وغيرها. وانطلقت التظاهرة من أمام مبنى بلدية بيروت، ثم سار المشاركون الى شارع المصارف، حيث مدخل مجلس النواب، وهتفوا مطالبين بعدم فرض الضرائب على الفقراء، ودعوا أعضاء المجلس الى عدم تغطية السرقة والسارقين وكرروا تأكيدهم على عدم دفع الضرائب والفواتير الجديدة، ثم اتجه المتظاهرون الى رياض الصلح حيث توقفوا لفترة وجيزة أمام مجلس النواب من جهة رياض الصلح وهتفوا بوقف الضرائب والهدر والسرقة. بعد ذلك أكملت المسيرة طريقها الى ساحة الشهداء وصولا الى أمام مبنى بلدية بيروت.

تظاهرة احتجاجية رفضاً للضرائب

بيروت - «الحياة» ... نفذ حزبا «الكتائب»، و «الوطنيين الأحرار» والمجتمع المدني وقفة احتجاجية قرب المجلس النيابي لجهة مبنى بلدية بيروت، تحت عنوان «سكوتنا ضريبة»، ورفضاً لأي ضرائب مباشرة وغير مباشرة تطاول الطبقات الفقيرة والوسطى وذوي الدخل المحدود. ومن أمام مبنى بلدية بيروت سار المشاركون إلى شارع المصارف حيث مدخل مجلس النواب وهتفوا مطالبين بعدم فرض الضرائب على الفقراء، ودعوا أعضاء المجلس إلى عدم تغطية السرقة والسارقين، وكرروا تأكيدهم عدم دفع الضرائب والفواتير الجديدة، ثم اتجه المتظاهرون إلى رياض الصلح حيث توقفوا لفترة وجيزة أمام المجلس من جهة رياض الصلح وهتفوا بوقف الضرائب والهدر والسرقة. بعد ذلك أكملت المسيرة طريقها إلى ساحة الشهداء وصولاً إلى أمام مبنى بلدية بيروت. وأكد الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب أن «سلسلة الرتب والرواتب حق إلا أن الضرائب طاولت أصحاب الدخل المحدود والذين لا يستفيدون من السلسلة، وهنا وجدنا ظلماً، فالضرائب مرفوضة، نحن مع نظام ضريبي عادل يطاول الصفقات والتهريب وحيتان المال». وأشار إلى أنها «بداية المعركة». ودعا إلى «التحرك بخاصة المغبونين من السلسلة والذين فرضت عليهم الضرائب». وطالب نائب الأمين العام لحزب الكتائب باتريك ريشا «رئيس الجمهورية ميشال عون برد القانون إلى المجلس النيابي وأن يكون مرفقاً بدراسة اقتصادية، وفي حال لم يتحقق هذا الأمر فسنضغط على النواب الذين أعربوا عن استعدادهم للتوقيع على الطعن وهذا الأمر سيكون بمثابة اختبار للجميع». وقال عضو المكتب السياسي الكتائبي سيرج داغر «رئيس الجمهورية يملك أكبر تكتل نيابي إضافة إلى حلفائه لذلك يمكنه أن يرد القانون، وإلا فسنكمل المعركة ولن نتوقف، وهي معركة تخليص البلد من المافيا الحاكمة». وتحدث رئيس منظمة الطلاب في «الأحرار» سيمون درغام، فقال: «مشاركتنا اليوم هدفها الضغط على النواب لإعادة درس القانون، فالضرائب تطاول جيوب الناس، ونحن لن نتوقف عن الضغط قبل أن نصل إلى حل».

لقاء ترامب ـــ الحريري غداً: عودة الاهتمام الأميركي بلبنان

المستقبل...مراد مراد.... تسلط الأضواء غداً على الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء سعد الحريري إلى واشنطن ولقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وتكمن أهمية الزيارة في توقيتها حيث يعيش لبنان لحظةً حساسة أمنياً وعسكرياً بسبب المعارك التي يخوضها «حزب الله» دعماً لنظام بشار الأسد في الجرود السورية المتداخلة جغرافياً مع المنطقة الجردية اللبنانية لا سيما تلك المتاخمة لبلدة عرسال، وسط تأهب الكونغرس الأميركي واتجاهه نحو تعزيز جهود الولايات المتحدة الرامية إلى تجفيف المنابع المالية للحزب الذي يصنّفه صناع القرار الأميركيون «إرهابياً» ربطاً بتدخلاته العسكرية في المنطقة والارتكابات التي تقوم بها شبكاته في عدد من دول العالم. وبينما يحتلّ همّ تحييد لبنان عن الحرائق المحيطة به والنأي به عن النيران المستعرة في سوريا أحد ركائز وأولويات الحريري، لا شكّ في أنّ زيارته الحالية للولايات المتحدة تتطلب قدرات خارقة وجهود حثيثة لإعادة ضبط إيقاع العلاقات الأميركية - اللبنانية التي عصفت بها البرودة على مدى أكثر من 3 سنوات، سيما وأنّ لبنان يحتاج أكثر من أي وقت مضى للعودة إلى لائحة الاهتمامات الأميركية، خصوصاً في ظل العبء الاقتصادي – الأمني الذي فرضته إقامة أكثر من مليون لاجئ سوري على أراضيه، بحيث من شأن عودة الحرارة إلى خط واشنطن - بيروت أن ترفع منسوب الاهتمام الدولي بلبنان وباحتياجاته لكي يستطيع التخفيف من حدة عبء النزوح والتحديات الناتجة عنه، على أمل بأن يصار تالياً إلى تسريع المجتمع الدولي وتيرة الوفاء بالتزاماته وتعهداته في هذا الصدد. لقاء الحريري بالرئيس الأميركي غداً يحمل أهمية كبرى، بخاصة وأنّ الخطوط العريضة للمواضيع التي ستطرح هي وفق بيان صادر عن البيت الابيض «الاقتصاد ومكافحة الارهاب وعبء اللاجئين السوريين». وقالت الناطقة بإسم البيت الابيض ساره ساندرز: «من المتوقع أن يبحث الزعيمان قضايا تتراوح من مكافحة الإرهاب الى أزمة اللاجئين السوريين مروراً بالاقتصاد». وأضافت: «سيشكل هذا الاجتماع فرصة مهمة لتعزيز العلاقات الثنائية وسيشجع الشركاء الدوليين والإقليميين الآخرين على دعم لبنان في مواجهة مجموعة واسعة من التحديات». وإذ لا يخفي صنّاع القرار تحت قبة الكونغرس أملهم في أن تتمكن الحكومتان الأميركية واللبنانية من التنسيق والتعاون بشكل يرد الأضرار الاقتصادية والمخاطر الأمنية عن لبنان، كما أكدت السيناتورة الديموقراطية جين شاهين قبيل زيارة رئيس الوزراء اللبناني واشنطن في معرض تشديدها على أنّ «لبنان حليف مهم للولايات المتحدة، وآمل ان تتمكن الحكومتان الاميركية واللبنانية من العمل سوياً على مكافحة الإرهاب وتأمين الاستقرار للبنان»، يبدي الإعلام الأميركي إدراكاً ملحوظاً لأهمية زيارة الحريري وللمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه خلالها انطلاقاً من رغبته في حماية لبنان وأبنائه من المخاطر المحدقة والمحيطة بهم، سواءً عبر سعيه إلى تحصين الدولة ومؤسساتها وقطاعاتها الحيوية في مواجهة أي عقوبات تفرضها الولايات المتحدة لتجفيف مصادر تمويل «حزب الله»، أو من خلال مساعيه إلى تعزيز قدرات الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية في سبيل ضمان بسط سلطة الدولة على كافة أراضيها ونزع أي فتيل توتر أو حرب مع إسرائيل على الجبهة الجنوبية. وبهذا المعنى برز المقال الذي نشرته مجلة «نيوزويك» الأسبوعية وحثت فيه إدارة ترامب على الاستماع جيداً إلى النداء الذي كان قد وجههه الرئيس الحريري (إبان زيارته الحدود اللبنانية الجنوبية في نيسان الفائت) بضرورة توقيع اتفاق «وقف دائم لإطلاق النار» على الحدود، وأن تعمل واشنطن على دعم هذه الخطوة وإنجازها.

الموسوي: المعركة وطنية بامتياز

المستقبل... أشار عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي، الى أن «المعركة التي نخوضها اليوم في جرود عرسال هي معركة وطنية بامتياز لاستعادة الأراضي اللبنانية التي تحتلها المجموعات الإرهابية التكفيرية من داعش والنصرة وما إلى ذلك من أسماء»، معتبرا أن «هناك نهجين وصفين، صف الإرهاب التكفيري ومن يتواطأ معه، وصف حزب الله ومن يتحالف معه». وقال خلال رعايته احتفال تكريم الطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية في بلدة الشهابية الجنوبية أمس: «نحن نعرف أن في لبنان من يختلف معنا في السياسة، ولكن فليشرح لنا من يختلف معنا اليوم في معركة الجرود على أي أساس يرتكز، وعليه فإن من يختلف مع حزب الله اليوم في معركة جرود عرسال، قد اختار أن يكون حليفاً للمجموعات الإرهابية التكفيرية، سواء كان اختياره عمداً أو عن غير عمد،، ونحن نسأل هذا اللبناني أياً كان موقعه السياسي: أين يكون موقعك وخيارك عندما تكون هناك مجموعة تعمل لتحرير أرضك من المجموعات الإرهابية التكفيرية، هل مع الذين يحررون أرضك اللبنانية، أم مع الذين يحتلونها؟». أضاف: «البعض في لبنان اختار بكل وقاحة أن يناوئ حزب الله بمعزل عن أي شيء يقوم به، لا سيما وأن هذه المعركة التي نخوضها اليوم في الجرود، هي معركة لبنانية صرف مئة بالمئة». وسأل الحكومة «هل سنبقى نقول إن عودة النازحين إلى سوريا هي بيد الأمم المتحدة التي لا تقوم بمسؤولياتها تجاههم وتقول إنها ستقلص مسؤولياتها؟»، مقترحاً عليها «أن تبادر سريعاً إلى بدء عملية إعادة النازحين إلى سوريا التي تحررت أجزاء كبيرة منها أو أن تفتح البوابات اللبنانية البحرية لكي يهاجر النازحون السوريون إلى أوروبا، كما فعلت تركيا من قبل عندما امتنعت الجهات الدولية عن القيام بمسؤولياتها لمعالجة أزمة النازحين».

«حزب الله» يعلن «تحرير» جرود بلدة سورية

بيروت - «الحياة» .. تلاحقت التطورات في المعركة في جرود عرسال اللبنانية ومنطقة القلمون السورية بين «حزب الله» من جهة، ومسلحي «جبهة النصرة» (فتح الشام) من جهة ثانية، في اليوم الثالث من العملية العسكرية التي أطلقها الحزب بدعم من الطيران النظامي السوري. وأبرزها أمس إعلان «الإعلام الحربي» التابع للحزب أن «سرايا أهل الشام» الحليفة لـ «النصرة» سحبت عناصرها من المعركة بالتنسيق مع الحزب، باتجاه مخيمات النازحين في وادي حميد الواقعة في الجرود المطلة على عرسال، وقررت وقف النار. وشيعت بلدة عرسال وسط حزن شديد نائب رئيس بلديتها السابق أحمد الفليطي الذي قتل أول من أمس، بعد إصابة سيارته بقذيفة أثناء عودته من الجرود حيث كان يفاوض من أجل انسحاب المسلحين ... وتصاعدت حرب التسريبات الإعلامية بين فريقي القتال، بموازاة اشتداد المعارك وتقطعها. وفيما أعلن «الإعلام الحربي» أمس أن «قوات حزب الله حررت كامل جرود بلدة فليطا السورية وباتت آمنة»، عاد وبث فيديو عن رفع العلم السوري على إحدى التلال. وبث فيديو عن رفع راية الحزب والعلم اللبناني على إحدى تلال جرود عرسال بعد إزالة علم «النصرة» عنها. كما أعلن أن الحزب «سيطر على 64 في المئة من جرود بلدة عرسال» المتداخلة بين الأراضي اللبنانية والسورية، وأشار إلى أن هجومه الرئيس أمس تركز على منطقة وادي الخيل في هذه الجرود واشتد عصراً، وسبق ذلك وتبعه غارات كثيفة من الطيران الحربي السوري وقصف مدفعي من مقاتلي «حزب الله» على مواقع المسلحين وتصاعد القصف بعيد الخامسة. وأفيد بأن الحزب تقدم في وسط جرود عرسال وسيطر على مرتفع شعبة النخلة الذي يمكنه من السيطرة بالنيران على وادي المعيصرة، وأن عناصره دخلوا مقر قيادة عمليات النصرة- في حقاب الخيل شرق الجرد. وفي المقابل، أشار موقع «بلدي نيوز» السوري إلى أن مسلحي «هيئة تحرير الشام» استهدفوا سيارتين للحزب ما أدى إلى مقتل من فيهما، وأن الحزب خسر 30 مقاتلاً وعدداً آخر من الجرحى في المعارك، فيما ذكرت وسائل إعلام مقربة من الحزب أن عدد قتلاه بلغ حتى ظهر أمس 19 عنصراً. وتحدث الإعلام الحربي عن انسحاب مسؤول «النصرة» أبو طلحة الأنصاري مع 30 من مسلحيه إلى قلعة الحصن في جرود عرسال. وأشار إلى إنزال الحزب خسائر كبيرة بالمسلحين وملاحقة فلولهم. وأكد مصدر عسكري لـ «الحياة» أن «مدفعية الجيش اللبناني استهدفت صباح أمس، مجموعة من المسلحين في ضهر الصفا كانت تحاول التسلل إلى مراكزه في عرسال»، وبث أحد التلفزيونات صورة قذيفة من عيار 155 أطلقها الجيش على موقع لـ «النصرة» كتب عليها: «من أبطال الجيش اللبناني إلى أمهات وعائلات الشهداء». وقال المصدر العسكري اللبناني إن «عدد عناصر سرايا أهل الشام الذين انسحبوا إلى مخيم النازحين في وادي حميد في الجرد العرسالي لا يتجاوز الـ100، بعدما كانت مصادر الحزب قالت إن عدد المنسحبين بلغ 260 عنصراً، فيما أشارت معلومات أخرى إلى أن بعض من انسحبوا من «السرايا» انكفأوا شرقاً نحو إحدى مناطق القلمون لا باتجاه عرسال. وتحدثت مصادر إعلامية في البقاع عن أن الجيش قصف بعد الظهر مواقع وتحركات للمسلحين. وسمح الجيش على حواجزه التي تفصل عرسال عن الجرود، للعديد من العائلات التي هربت من مخيمات النزوح القريبة من مناطق الاشتبكات بالدخول إلى البلدة، حيث تولت جمعيات إغاثية والصليب الأحمر نقلهم لتوزيعهم في عرسال لدى أقارب أو معارف من اللبنانيين، أو في مخيمات النزوح في البلدة. وأفاد مصدر في بلدية عرسال بأن 137 عائلة من النازحين دخلت عرسال من الجرود منذ بدء المعارك، بينها 6 عائلات لبنانية. وكانت وسائل إعلام مقربة من «حزب الله» تحدثت عن تجدد المفاوضات مع المسلحين وأن الشيخ مصطفى الحجيري العرسالي (أبو طاقية) تحرك مجدداً في هذا السياق، مع أنه كان صرح أول من أمس أن مسؤول «النصرة» في الجرود أبو مالك التلة يفاوض على انسحاب «حزب الله» من الجرود وليس على انسحاب «النصرة». إلا أن الحجيري كان موجوداً في عرسال وشارك في تشييع الفليطي.

توقيت إقليمي مدروس للمعركة و الرسالة الكويتية تحرج لبنان

الحياة..بيروت - وليد شقير .. تظلل معركة جرود عرسال بين «حزب الله» ومسلحي «جبهة النصرة» (فتح الشام) ومنظمات سورية مسلحة أخرى انطباعات كثيرة على الصعيد اللبناني الداخلي ولدى المتابعين للأبعاد الخارجية لهدف التخلص من وجود هؤلاء المسلحين في جرود متداخلة الحدود بين لبنان وسورية في منطقة القلمون السورية. ومثل أي أمر متصل بالحرب الدائرة في سورية، يخضع الموقف اللبناني من هذه المعركة للانقسام الداخلي إزاء الحرب السورية واشتراك «حزب الله» فيها، في ظل اتفاق الفرقاء المعنيين بالمعادلة الحاكمة على تحييد المواضيع الخلافية، لأن هدف التسويات التي أنتجت هذه المعادلة ضمان الاستقرار وعدم انجرار لبنان إلى الصراع الدائر في المنطقة وتحديداً في سورية، خصوصاً أنه أخذ بعداً يتجاوز قدرة التركيبة اللبنانية على الاحتمال، في ظل تقاسم النفوذ الدولي والإقليمي بين الدول المنخرطة في الحرب السورية والمواجهات الدائرة في دول أخرى. فهناك فريق لبناني هو المنتمي تقليدياً إلى قوى 8 آذار وحلفائه، يؤيد المعركة التي يخوضها الحزب، بحجة أن هدفها إنهاء الوجود الإرهابي على أراض لبنانية، وأن الجيش يجب أن ينسق مع الحزب لهذا الهدف، ويشمل هذا الفريق بالطبع «التيار الوطني الحر» الحليف لـ «حزب الله». وهناك فريق ينتمي إلى قوى 14 آذار، يرى أن أهداف المعركة إقليمية تتجاوز محاربة الإرهاب إلى دخول الحزب كأداة إيرانية في إطار الصراع على النفوذ والسيطرة في الملعب السوري، أو لتقديم خدمة للنظام السوري في إطار مساعدته على أن يكون له منطقة نفوذ تثبت وجوده في الحلول المطروحة بين القوى الدولية، على رغم أن بعض هذا الفريق ليس ضد التخلص من مجموعات إرهابية على الحدود. إلا أوساطاً لبنانية أخرى تعتقد أنه مع صحة البعد الخارجي لخوض الحزب المعركة، فإن ميزان القوى الداخلي والإقليمي لمصلحته، ومن الطبيعي أن يجعل التوقيت الإقليمي لإطلاقها من جانب الحزب وإيران، من مؤسسات الدولة اللبنانية السياسية والأمنية ملحقة بقراره الميداني والسياسي، لأن أيًا ممن لا يوافقون على أهدافه الإقليمية لا يستطيع رفض محاربته الإرهاب، خصوصاً أن «النصرة» و «داعش» صنفتهما الأمم المتحدة إرهابيين. وفي اعتقاد هذه الأوساط أن الحزب سيلجأ إلى التوظيف الداخلي للمعركة بهذا الشكل أو ذاك على رغم وظيفتها الإقليمية أساسًا. وقد ينجح في ذلك إذا أدت هذه المعارك إلى احتمال تحرير العسكريين اللبنانيين التسعة المحتجزين لدى «داعش». وإذ يطرح البعض هذه الإمكانية من دون الاستناد إلى معلومات دقيقة، فإنه يرى أن هذا قد يكون مفيداً لمصلحة الجيش اللبناني أيضاً بحيث لا يعود بيد المحتجين على تنسيقه مع الحزب أي حجة.

الأبعاد الإقليمية

وفي ما يخص الأبعاد الإقليمية للمعركة تتعدد التفسيرات لتوقيت المعركة كالآتي:

- إن إيران قررت الرد على إبعادها عن الاتفاق الأميركي الروسي نتيجة القمة الأميركية الروسية في هامبورغ بإقامة منطقة التهدئة في جنوب غربي سورية، والتي تمت بالاتفاق مع الأردن وأخذت في الاعتبار مصالح إسرائيل بإبعاد الميليشيات الإيرانية عن المناطق القريبة من الجولان السوري المحتل، بأن تواصل سيطرتها على المنطقة الواقعة شمال غربي دمشق، عبر الزبداني ومنطقة القلمون الذي تدور عملية الحزب في الجزء الشمالي منها. وهذا يجعل العاصمة السورية التي تتواجد فيها قوات إيرانية وامتداداتها نحو القلمون، ومنه نحو الطرق المؤدية إلى حمص... وصولاً إلى الساحل السوري، تحت سيطرتها وسيطرة النظام كاملة، مقابل تقاسم مناطق، حيث هناك مناطق سيطرة أميركية كردية في بعض الشمال ومناطق سيطرة تركية وروسية في مناطق شمالية أخرى ومنطقة السيطرة الروسية الإيرانية في الساحل وبعض الشرق.

- إن الجانب الإيراني تعاطى مع إبعاده عن المنطقة الجنوبية كأمر واقع وسلم بها، لكنه استغل الظرف المناسب لتنظيف منطقة القلمون كامتداد لنفوذه من دمشق، في وقت لا يبدو أن هناك اعتراضاً أميركياً على المعركة التي أطلقها في جرود عرسال طالما أن نتيجتها التخلص من المجموعات الإرهابية فيها.

- لاحظ بعض الأوساط السورية أن إخراج «النصرة» و «سرايا أهل الشام» من الجهتين اللبنانية والسورية في القلمون وجرود عرسال تزامن مع اشتباكات بين فصائل معارضة وبين «النصرة» في مناطق سورية أخرى (الغوطة الشرقية وإدلب وحماة) خلال الأسبوعين الماضيين. ويصنف هؤلاء هذه الاشتباكات في إطار الأزمة الخليجية مع قطر، لأن بعض «النصرة» و «سرايا أهل الشام» هم على صلة بقطر، بحيث يستنتج هؤلاء أن هناك نية للتخلص من مواقع نفوذ قطرية في الميدان السوري، نظراً إلى تعارض الأهداف بين الدوحة وبين الدول الخليجية والعربية التي هي على خلاف معها. وتقول هذه الأوساط السورية إن التدقيق في الاتفاقات التي تحصل تارة تحت عنوان مصالحات وأخرى بعنوان وقف النار تستثني فصائل تصنّف على أن لها علاقة مع قطر. وتلخّص ما يجري بالقول إن هناك ما يشبه «تنظيف مناطق النفوذ» ويشهد الميدان تصفيات. ولا يستبعد بعض السوريين المتابعين للتعقيدات في الميدان السوري أن تتبع معركة جرود عرسال مصالحات على غرار تلك التي جرت في مناطق أخرى سابقاً، تؤدي إلى تهدئة يستفيد منها النظام.

الرسالة الكويتية

وبصرف النظر عن صحة أو دقة الأبعاد الإقليمية لما يجري في جرود عرسال، فإن مصادر لبنانية متعددة تلاحظ أن ما يحصل يفرض على المسؤولين اللبنانيين التصرف بدقة في هذه المرحلة، من دون أن يغيب عن بالها أن التطورات تزيد من إحراجهم حيال سلوك «حزب الله» الإقليمي. وأبرز الإحراجات الجديدة الرسالة التي وجهتها الكويت إلى الحكومة اللبنانية مطالبة إياها بإفادتها إزاء طلبها ردع تصرفات «حزب الله» حيال أمنها واستقرارها نتيجة الإثباتات التي توصلت إليها محكمة التمييز الكويتية عن تورط الحزب في تمويل وتدريب وتقديم الأسلحة (في الأراضي اللبنانية) لخلية «العبدلي» التي كانت تنوي تنفيذ عمليات في الكويت بطلب إيراني. وعلمت «الحياة» أن السفير الكويتي في بيروت حين سلم الرسالة إلى وزير الخارجية جبران باسيل لم يحصل على جواب واضح منه. واكتفى باسيل بالحديث عن الحرص على العلاقات الجيدة مع الكويت وعلى أمنها... وعلمت «الحياة» أن الجانب الكويتي أوضح للجانب اللبناني أن الرسالة ليست مجرد عمل روتيني أو رفعاً للعتب، وأن المسؤولين الكويتيين ينتظرون جوابًا عملياً ورسمياً واضحاً. وهو ما حمل باسيل على القول إنه سيتشاور مع رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة سعد الحريري في هذا الشأن. كما علمت «الحياة» أن الحريري الذي كان التقى السفير القناعي في هذا الصدد، شدّد على تعاطفه مع الكويت وعلى أهمية العلاقة معها. ومع شحّ المعلومات في شأن ما جرى خلال اللقاء تردّد أن الجانب الكويتي دعا إلى التعاطي بجدية مع الأمر وعدم إهمال الرسالة التي وجهت إلى الحكومة اللبنانية.

الحريري في واشنطن و... «بين ناريْن» و«حزب الله» يقبض على «الميدان» وعلى القرار الاستراتيجي

بيروت - «الراي» .. عرسال شيّعتْ أحمد فليطي وعائلته طالبتْ الدولة بـ «إزالة الالتباس حول ظروف استشهاده»يَدخل رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري غداً إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب على وقع احتلال «حزب الله» صدارة الحدَث في بيروت عبر معركة جرود عرسال، وعودته إلى دائرة المعاينة الأممية من بوابة القرار 1701، وتصاعُد وتيرة تشدُّد واشنطن حيال أدواره من خلال انطلاق مسار النسخة الثانية من العقوبات المالية ضدّه في الكونغرس، وملامح «عين حمراء» خليجية عَكَستْها الرسالة الشديدة اللهجة التي وجّهتها الكويت الى الحكومة اللبنانية في شأن «تهديدِ (الحزب) أمن الكويت واستقرارها»، وتَدخُّله «السافر والخطير في شؤونها» على خلفية ما يُعرف بـ «خلية العبدلي» وتورُّط الحزب في مخططاتها الإرهابية. وتكتسب زيارة الحريري أهميةً خاصة في الشكل والمضمون. فهي الأولى له بدعوة من البيت الأبيض منذ آخر محطة له فيه (يناير 2011) حين دخل للقاء الرئيس باراك أوباما كرئيس للوزراء ليخرج رئيساً لحكومة مستقيلة أطاح بها انقلاب «حزب الله» وحلفائه وأبرزهم «التيار الوطني الحر» (بزعامة الرئيس اللبناني الحالي ميشال عون). وإذا كان «الزمن تغيّر» في 2017 بحيث يَطمئنّ الحريري إلى صمود التسوية السياسية التي أنهتْ الفراغ الرئاسي، إلا أن ثمة جوانب عدّة تُربِكه في محادثاته الأميركية والتي يبدو فيها كمَن يسير «بين الألغام» في ضوء اندفاعة واشنطن تحت عنوان لجم إيران وأدوارها التوسعية في المنطقة التي يشكّل «حزب الله» ذارعها الأبرز ولبنان أحد ساحاتها الرئيسية. وليس سهلاً أن يدخل الحريري الى البيت الأبيض على وهج ما تعنيه معارك جرود عرسال من تكريسِ إمساك «حزب الله» عسكرياً بالحدود اللبنانية - السورية المتاخمة لما يُعرف بـ «سورية المفيدة»، وسياسياً بكل مفاصل الإمرة في الدولة اللبنانية، التي رغم كل محاولات «التجميل» باتت عملياً منزوعة القرار الاستراتيجي الذي صار يقبض عليه الحزب على جبتهيْ «مقاومة اسرائيل» و«مقاومة الإرهاب». وسيحاول رئيس الحكومة الذي يخوض مهمّة صعبة في واشنطن مقاربة المنطق الأميركي المتّصل بنفوذ إيران وامتداده إلى لبنان بلغة «الواقعية» التي تُملي تفادي تعريض استقرار البلاد وصمودها المالي إلى خضّات قد تكون بالغة الخطورة على مستقبله، وتالياً سيسعى إلى الفصل بين مسار القرار الأميركي المحسوم بتضييق الخناق على «حزب الله» ومسار التعاطي مع الدولة اللبنانية ومؤسساتها ولا سيما الجيش، والقطاع المصرفي الذي يبقى «صمام الأمان» في الاقتصاد اللبناني الذي يرزح تحت عبء دين عام كارثي واستضافة نحو 1.5 مليون نازح سوري سيطرح الحريري موقفه من ضرورة مساعدة «بلاد الأرز» على تحمُّل تكلفة استقبالهم وتأكيد وجوب ضمان عودتهم الطوعية والآمنة الى مناطق تحدّدها الأمم المتّحدة. ولم يحجب الترقب لزيارة الحريري لواشنطن الأنظار عن التطورات الميدانية المتسارعة في جرود عرسال عند سلسلة جبال لبنان الشرقية وامتدادها السوري في القلمون الغربي، حيث سجّل اليوم الثالث من المعارك تطورات بارزة لمصلحة «حزب الله» والجيش السوري أبرزها إنهاء وجود جبهة «النصرة» في جرود فليطة السورية وإعلان الحزب السيطرة على 70 في المئة من المناطق التي تنتشر فيها «النصرة» في جرود عرسال لينحصر وجود الجبهة في الـ 30 في المئة الباقية التي باتت عملياً محاصَرة بعد «قبض» الحزب على القمم والتلال الاستراتيجية بما يضعه في موقع القادر على التحكم بمجريات المعارك. وفيما يفترض أن تكون حصيلة الخسائر البشرية لـ «حزب الله» ارتفعت الى أكثر من 20 مقاتلاً مقابل العشرات من «النصرة» وسط الإعلان عن انسحاب «سرايا أهل الشام» (بقايا من «الجيش السوري الحر») من المواجهات والتحاقهم من دون سلاح وتحت إشراف الحزب بمخيمات النازحين الواقعة خارج نطاق سيطرة الجيش اللبناني في بلدة عرسال (في نقطة بين البلدة والجرود)، فإن المعركة لم تبدأ بعد ضدّ «داعش» الذي يسيطر مسلّحوه على الجرود الشرقية الشمالية لعرسال وصولاً إلى جرود رأس بعلبك والقاع. ووسط التطورات الميدانية، شيّعت عرسال نائب رئيس بلديتها السابق أحمد الفليطي الذي سقط أول من أمس في جرود البلدة بصاروخ موجّه استهدف آلية كان يستقلّها مع أحد أقربائه، في إطار وساطة اضطلع بها بعِلم رسمي من الدولة اللبنانية في محاولة لإقناع المسلّحين بمغادرة الجرود وإنهاء المعارك. وجاء التشييع الحاشد للفليطي الذي سبق أن لعب أدواراً عدة في عمليات تفاوض مع المسلّحين ولا سيما لإطلاق عسكريين وعناصر أمن كانوا أسرى لدى «النصرة»، على وقع غبار كثيف لفّ ملابسات استهدافه ولم يبددّه بيان الجيش اللبناني الذي حمّل «النصرة» مسؤولية مقتله. وإذ لم يتوانَ ناشطون سياسيون وعلى مواقع التواصل عن اتهام «حزب الله» بـ «اغتيال» الفليطي الذي ظهر في فيديو وكان ما زال على قيد الحياة رغم بتر قدمه بعد الإصابة وقبل نقله الى أحد المستشفيات ووفاته، كان لافتاً البيان الذي صدر عن عائلة الفليطي التي أعلنت «أننا نضع استشهاده في عهدة الدولة اللبنانية مطالبين إياها بجلاء حقيقة ما حصل وإزالة هذا الالتباس تاركين لها الحكم والقضاء».



السابق

«التموين» المصرية: خفض نصيب الفرد من الخبز إلى 4 أرغفة بدلا من 5 ...الأمن المصري أردى 8 إرهابيين بعمليات دهم لأوكار “حسم”...مقتل 12 إرهابياً في الفيوم والعريش ومحمد بن زايد: التكاتف بين الأشقاء سبيلنا لردع العابثين..عودة خدمات الاتصالات والإنترنت إلى شمال سيناء في مصر بعد انقطاع دام 20 ساعة متواصلة...جثث الدواعش في الثلاجات منذ 7 أشهر.. ليبيا تتحرك!..السراج يفرض عشية لقائه حفتر توقيعه منفرداً قرارات «حكومة الوفاق»...إثيوبيا تطلق 114 سجيناً صومالياً...20 مركز مراقبة متقدماً للجيش الجزائري على الحدود...«مراسلون بلا حدود» تتهم المغرب بـ «عرقلة» تغطية الصحافة لـ «ثورة الريف»...مقتل جندي مغربي في قوة حفظ السلام الدولية بأفريقيا الوسطى...إيلاف المغرب تجول في الصحف المغربية الصادرة الإثنين....

التالي

أخبار وتقارير..ترمب يشكل فريقا جديداً لـ{النووي} الإيراني...تظاهرة في موسكو ضد تشديد الرقابة على الإنترنت...«تحذير» ألماني لروسيا بعد تسليمها توربينات للقرم..لائحة من عشرة مبادئ لتوحيد المعارضة في تركيا...مظاهرات في أنقرة والشرطة التركية تعتقل العشرات...مادورو: التصويت على تشكيل جمعية تأسيسية جديدة في فنزويلا الأسبوع القادم...المعارضة في فنزويلا تدعو إلى إضراب عام...أفغانستان: 10 قتلى في تفجير سيارة مفخخة بكابول...حركة «جيش التحرير الوطني» الكولومبية تريد إبرام هدنة مع الحكومة...معركة ماراوي تدخل شهرها الثالث ودعوات إلى استراتيجية جديدة في الفيليبين...

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,323,618

عدد الزوار: 7,627,687

المتواجدون الآن: 0