أهالي القصير يُهجرون إلى إدلب... بدل العودة إلى مدينتهم.. تركيا تتحدى أميركا وتتوغل في شمال سورية....أهمية دور الزور «البوابة الشرقية» لسورية...النظام يستعد لمعركة دير الزور مستعيناً بالعشائر وخبير بشؤون التطرف: «داعش» أقوى مما كان عليه في الموصل....انشقاق عناصر لـ «أحرار الشام» وانضمامهم إلى «فيلق الرحمن» بغوطة دمشق الشرقية...بالأسماء.. تعرّف على "مافيات التبغ" في اللاذقية..روسيا تحتفل بيوم بحريتها في سان بطرسبوغ..وفي طرطوس السورية!....مشكلات السوريين في تركيا محدودة... و«تسييس» الملف بين الجنسية والتحريض...

تاريخ الإضافة الثلاثاء 1 آب 2017 - 7:15 ص    عدد الزيارات 2193    التعليقات 0    القسم عربية

        


أهالي القصير يُهجرون إلى إدلب... بدل العودة إلى مدينتهم.. يفضلون الانتقال إلى مناطق «درع الفرات» في ريف حلب

الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا... يختتم أبو الهدى (27 عاماً) اليوم، رحلة 4 سنوات من النزوح، انطلقت من مدينة القصير في ريف حمص في ربيع 2013، وحطت في بلدتين في القلمون السوري، قبل أن يستقر قبل 3 سنوات في بلدة عرسال اللبنانية. فالرجل الذي «لم يحمل بندقية طوال حياته»، كما يقول، أنهى استعداداته للمغادرة مع زوجته وطفليه ووالديه إلى إدلب السورية، في رحلة مؤقتة «لا نعلم إن كانت ستنتهي في المحافظة الشمالية». وأبو الهدى، واحد من 8 آلاف لاجئ سوري، سيغادرون إلى إدلب شمال غربي سوريا ضمن صفقة توصل إليها «حزب الله» اللبناني، و«جبهة النصرة» في جرود عرسال، أفضت إلى ترحيل عناصر التنظيم المتشدد وعائلاتهم، ومئات المدنيين الآخرين إلى الشمال السوري، فضلاً عن ترحيل 3 آلاف آخرين إلى بلدة الرحيبة الخاضعة لسيطرة المعارضة في القلمون الشرقي بريف دمشق. لا ينفي أبو الهدى أن رحلته الآن هي «تهجير للمرة الثانية»، لكنه لا يتردد بالقول إن ما يجري «لا بدّ منه». ويضيف: «لن أبقى مهجراً طول العمر. بالنهاية نحن غرباء هنا، ونازحون، يجب أن نعود إلى بلدنا بأي حال». حين بدأ أبو الهدى رحلة نزوحه، كان فرداً وحيداً، بعدما نقل والديه مباشرة إلى عرسال من القصير. جرب الإقامة في منطقتين، هي قارة وفليطة في ريف دمشق، قبل الوصول إلى عرسال في عام 2015، حيث تزوج وأنجبت زوجته ولدين. اليوم، يبحث أبو الهدى عن الاستقرار. يقول: «بما أن العودة إلى القصير غير ممكنة في الوقت الحاضر، فيجب البحث عن مكان آمن آخر، نشعر فيه بالاستقرار. يتعذر الاستقرار في القلمون الآن، لأن الرحيبة منطقة محاصرة، وربما تسفر أي اتفاقات مستقبلية عن تهجير جديد. لذلك، سيكون الشمال أكثر ضماناً بالنسبة لنا». ويشكل النازحون من القصير القسم الأكبر من الراغبين في الرحيل إلى إدلب، خلافاً للنازحين من القلمون الذين يستعدون للمغادرة إلى الرحيبة، أو ينتظرون في عرسال ريثما تفعّل المفاوضات لعودتهم إلى قراهم في القلمون الغربي. لكن إدلب، حيث ستتوقف الحافلات التي ستنقل الخارجين من عرسال وجرودها، لن تكون سوى محطة بالنسبة للمدنيين، بينما ستكون مستقراً لعناصر تنظيم «النصرة» وعائلاتهم. يقول نازح من عرسال سيتوجه إلى إدلب، إنه سينتقل بعدها إلى ريف حلب الجنوبي، أو مناطق سيطرة «درع الفرات» في ريف حلب الشمالي. يضيف: «تلك المناطق ستكون أكثر أماناً من إدلب، حيث تسيطر الجبهة المتشددة، وتشهد اشتباكات مع فصائل الجيش السوري الحر وتقويضاً لحركة المدنيين غير المتطرفين». ويقول النازح الذي رفض الكشف عن اسمه إن القسم الأكبر من المدنيين «سيتجهون في رحلة ثانية إلى شمال حلب»، كون المنطقة الخاضعة لسيطرة «درع الفرات»، تتسم بـ«الأمان نسبياً»، خلافاً لإدلب «التي قد تقبل على حرب لإطاحة (جبهة النصرة) منها، مما سيدفعنا إلى النزوح مرة أخرى». وقال النازح: «تتصدر جرابلس قائمة الوجهات المنتظرة للنازحين من عرسال»، في وقت يقول فيه آخرون إنهم «قد ينزحون باتجاه تركيا إذا كانت هناك فرصة لذلك». وكان وزير الدولة لشؤون النازحين في لبنان معين المرعبي، أبلغ «الشرق الأوسط» الأسبوع الماضي أن نازحين إلى عرسال «سلمونا مذكرة بأنهم يريدون العودة إلى مناطقهم التي نزحوا منها، وإذا فشل الأمر فإنهم يرغبون بالمغادرة باتجاه جرابلس في ريف حلب الشمالي، مشترطين المغادرة إلى مكان آمن». في غضون ذلك، نقلت «رويترز» عن ليزا أبو خالد، المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والتي لا تشارك في الاتفاق، قولها إن المفوضية تحاول الوصول إلى اللاجئين في منطقة عرسال لمعرفة ما إذا كانوا يعودون طواعية. وأضافت: «ترى المفوضية أن شروط عودة اللاجئين بأمان وكرامة غير متوفرة بعد في سوريا» في ظل الحرب المستعرة في معظم أنحاء البلاد. وأسفر الصراع السوري متعدد الجوانب عن مقتل مئات الآلاف ونزوح ما لا يقل عن 13 مليون شخص من منازلهم. وتوافد نحو 1.5 مليون شخص على لبنان، وهو ما يعادل نحو ربع عدد سكانه، ويعيش معظمهم في فقر مدقع. ويعيش عدة آلاف في مخيمات مؤقتة شرق عرسال.

تركيا تتحدى أميركا وتتوغل في شمال سورية

 

لندن، موسكو - «الحياة» .. توغلت قوات الجيش التركي داخل الأراضي الحدودية في شمال سورية عبر نقطتين واقعتين غرب عين العرب (كوباني)، وهما قريتا سفتك وبوباني (132 كلم شمال شرقي مدينة حلب). وتحدثت مصادر سورية كردية متطابقة عن تمركز عدد كبير من الدبابات والمدرعات العسكرية التركية في المنطقة ونصب مدفعيتها في قرية كلجبرين الواقعة بين مدينة أعزاز وبلدة مارع، وقصف بلدة منغ وقريتي العلقمية وعين دقنة بمناطق الشهباء شمال ريف حلب، بقذائف مدفعية. واعتبر التوغل التركي تحدياً للولايات المتحدة وسط تصعيد لافت للتوتر بين البلدين على خلفية إرسال واشنطن 100 شاحنة جديدة محملة بالأسلحة والعتاد إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية والتراشق اللفظي بين أنقرة وواشنطن، وذلك بعدما دانت الخارجية التركية تصريحات واشنطن حول صلة أنقرة بتنظيمات «إرهابية» في مدينة إدلب، شمال سورية. وقال الناطق باسم الوزارة حسين مفتي أوغلو إن تصريحات المبعوث الأميركي لمكافحة تنظيم «داعش» بريت ماكغورك «تصريحات استفزازية». وأشار إلى أن أنقرة أبلغت احتجاجها لواشنطن. وكان ماكغورك قال أول من أمس، إن «تركيا شكَّلت ممرّاً لعبور مئات الأجانب إلى سورية بهدف الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية». وزاد أن بلاده تعتبر «موقف بعض حلفائها الذين يغضون الطرف عن إرسال السلاح والمقاتلين الأجانب إلى المنطقة خاطئاً... استفاد تنظيم القاعدة من ذلك، وتحولت تلك المنطقة إلى معقل للتنظيم وسنبحث هذا الموضوع مع الأتراك». وأفادت مصادر متطابقة أمس، بأن توغل القوات التركية استمر ساعات ولم تتقدم أكثر، إذ لا تستطيع دخول عين العرب (كوباني) بسبب وجود قواعد عسكرية أميركية متمركزة في المدينة، ما قد يفتح الباب أمام مواجهات مباشرة تركية- أميركية. وقال الناطق باسم «قوات سورية الديموقراطية» مصطفى بالي أن الجيش التركي أزال أجزاءً من الجدار العازل قبالة قريتي سفتك وبوبان في منطقة عين العرب (كوباني)، وعزز نقاطه العسكرية وراء الشريط الحدودي. وأضاف أن عناصر «سورية الديموقراطية» تمركزوا في الجهة المقابلة لنقطة دخول الجيش التركي «استعداداً لأي إجراء يمكن أن تتخذه الأخيرة»، معتبراً أن الدخول التركي إلى الأراضي السورية هو «جزء من عملية درع الفرات ويهدف إلى عرقلة معركة السيطرة على مدينة الرقة التي تقودها «قوات سورية الديموقراطية». إلى ذلك، قال الرئيس السوري بشار الأسد، إن أحد أهم أسباب الأزمة التي تمر بها سورية هو «صراع هوية وانتماء». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» عن الأسد قوله، خلال استقباله وفداً من الاتحاد العام التونسي للشغل، إن سورية «تجاوزت المرحلة الصعبة من هذه الحرب».

أهمية دور الزور «البوابة الشرقية» لسورية

لندن - «الحياة» .. تسارع القوات النظامية السورية الزمن لدخول مدينة دير الزور واستعادتها من «داعش». وفي خطوة احتفت بها دمشق، دخلت القوات النظامية الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور، من الجهة الشمالية الشرقية، بعد معارك ضارية ضد «داعش» في ريف الرقة الجنوبي منذ أيام. وتعمل القوات النظامية على دخول دير الزور من ثلاثة محاور: الأول من ريف الرقة والذي وصلت خلاله إلى ضفاف نهر الفرات. والثاني ينطلق من ريفي حمص وحماة، وحققت خلاله تقدمًا واسعًا وصلت فيه إلى مشارف مدينة السخنة في البادية السورية. والثالث، بدأته مطلع تموز (يوليو) الماضي من البادية على خط الحدود السورية- العراقية. وكانت «قوات سورية الديموقراطية» في سباق مع القوات النظامية للتقدم نحو دير الزور، إلا أن انشغال «سورية الديموقراطية» في معارك الرقة، ومخاوفها من قيام تركيا بعمليات واسعة ضد مواقع تمركز الأكراد في شمال سورية، عطل «سورية الديموقراطية» و «وحدات حماية الشعب الكردية» عن التقدم نحو دير الزور ما فتح الطريق أمام تقدم القوات النظامية ووصولها إلى مشارف المحافظة التي تعد ذات أهمية كبيرة بالنسبة إلى النظام. وفيما يلي مزايا دير الزور الإستراتيجية بالنسبة إلى النظام:

البوابة الشرقية و «لؤلؤة الفرات»

من أبرز النقاط التي تميّز المدينة موقعها الجغرافي، إذ تتمركز على الضفة الغربية لنهر الفرات، وتعتبر صلة الوصل بين العراق والمحافظات السورية الأخرى، ويطلق عليها «لؤلؤة الفرات». وتعد دير الزور «البوابة الشرقية» للأراضي السورية، والتي ترى القوات النظامية في السيطرة عليها تأمينًا كاملًا للحدود السورية - العراقية. ويقسم نهر الفرات المحافظة إلى قسمين، الأول من جهة اليسار امتدادًا إلى البادية الشامية، والثاني امتدادًا إلى الجزيرة السورية.

همزة وصل بين المدن السورية

يتركز بالقرب من مدينة دير الزور مطار دير الزور العسكري، والذي حاصره «داعش» في شكل كامل في الأشهر الماضية، ويحاول اقتحامه من كل الجهات. ويعتبر المطار العسكري التابع للقوات النظامية، أكبر النقاط العسكرية الإستراتيجية التي تحظى بموقع مهم يتوسط المناطق التي يسيطر عليها «داعش» في المنطقة الشرقية، وبخاصة بين مدينة الرمادي العراقية، والرقة. وتكمن أهميته كونه المنفذ الوحيد الذي يربط المحافظة بالمدن السورية الأخرى. وتعتبر دير الزور ثاني أكبر المحافظات السورية بعد محافظة حمص، وتقدر المساحة الكلية لها بـ 33 ألف كيلومتر مربع، أي ما يعادل 17 في المئة من مساحة سورية بالكامل. أخر معاقل «داعش» تعتبر دير الزور أخر معقل لـ «داعش» في سورية مع اقتراب التنظيم من خسارة معقله في الرقة، بعد تقدم «قوات سورية الديموقراطية» في الأسابيع الأخيرة. وقد تحوّلت دير الزور، بعد طرد «داعش» من الموصل وقرب طرده من الرقة، إلى الخزان الأبرز لمقاتلي التنظيم. وتعني خسارة التنظيم دير الزور محاصرته في شكل كامل في سورية والعراق وخسارته خطوط إمداده وتمويله.

مركز أقتصادي

يحيط بالمدينة عدد من الحقول النفطية منها حقل التيم، الذي يبعد عنها حوالى ستة كيلومترات. إضافةً إلى كل من حقول: الطيانة، التنك، العمر الحفرة، كونيكو للغاز، حقل الورد. ووفق تقارير اقتصادية، تمتلك دير الزور 40 في المئة من ثروة سورية النفطية، و30 في المئة من القطن والمحاصيل الزراعية، والتي تضررت في شكل كبير نتيجة المعارك التي تدور في محيطها.

النظام يستعد لمعركة دير الزور مستعيناً بالعشائر وخبير بشؤون التطرف: «داعش» أقوى مما كان عليه في الموصل

الشرق الاوسط...بيروت: بولا أسطيح.... أفادت مصادر متقاطعة، أمس (الاثنين)، بتقدم قوات النظام السوري وحلفائه عند الجهة الجنوبية لنهر الفرات، بريف الرقة، في إطار معركته المستمرة لإنهاء وجود «داعش» في المحافظة الواقعة شمال البلاد، بالتزامن مع احتدام المواجهات بينه وبين عناصر التنظيم المتطرف في بادية دير الزور الغربية، حيث يسعى للوصول إلى المدينة التي بات يفصله عنها نحو 40 كلم من محور ريف الرقة. ورغم أن قوى معارضة تؤكد أن أي قرار دولي لم يُتخذ بشن معركة دير الزور، أو بخصوص الطرف الذي سيتولاها، فإن الحساسيات المحيطة بها جعلت النظام يطلق عملية البحث عن وجوه عشائرية تغطي معركته المقبلة. وأعلن المرصد السوري، أمس، عن مشاركة قوات عشائرية مسلحة مدربة من قبل روسيا في المعارك المحتدمة في بادية دير الزور الغربية، لافتاً إلى أن 40 كلم باتت تفصل النظام عن مدينة دير الزور، فيما أفاد أحمد الرمضان، الخبير في شؤون «داعش» الناشط في حملة «فرات بوست»، بأن «نحو 60 كلم تفصله عن المدينة من جهة ريف الرقة، وإن كان من المرجح أن يسلك طريق السخنة - كباجب - الشولا، وصولاً إلى المدينة». وقال الرمضان لـ«الشرق الأوسط»: «من المبكر الحديث عن انطلاق عملية تحرير دير الزور من (داعش)، خصوصاً أن التنظيم أقوى بكثير فيها مما كان عليه في الموصل»، لافتاً إلى «إشكالية أساسية تواجهه، كما (قسد)، في حال قرر أحدهما خوض المعركة باعتبار أن أهالي دير الزور بنسبة 99 في المائة من العشائر، ولن يتقبلوا أن تحل القوات الكردية مكان (داعش) أو الميليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانب النظام، مما يهدد بتأمينها حاضنة شعبية للتنظيم الذي تواجهه منذ 3 سنوات». وأشار الرمضان إلى أن النظام بات يبحث عن «وجوه عشائرية لتغطية معركته، وأبرز هذه الوجوه نواف البشير الذي بدأ يُعد جيشاً يقاتل إلى جانب النظام في دير الزور». ويؤيد أحمد أبا زيد، الباحث السوري، الرمضان برؤيته للوضع في دير الزور، لافتاً إلى أن النظام «يحاول في المرحلة الراهنة استكمال الطوق حول المحافظة، مروراً بمناطق محاذية لـ(قسد)، بمسعى منه لمنع تقدمها باتجاه المدينة». وأضاف أبا زيد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «كما أن سيطرته على الشريط المحاذي لمجموعات الجيش الحر في البادية، وبعكس ما يحاول أن يقول، هشة. وبالتالي، وفي ظل تفاقم الخلاف الأميركي - الروسي، فإن أي قرار لم يُتخذ بعد بشأن الفريق الذي سيتولى تحرير المدينة التي يتوجب مراعاة حساسيات سكانها الذين يرفضون دخول (قسد) أو الميليشيات الشيعية إليها، مما سيدفعهم للقتال إلى جانب (داعش)». وميدانياً، أعلن «الإعلام الحربي»، التابع لـ«حزب الله»، عن مواصلة قوات النظام السوري عملياتها بريف الرقة، موسعة بذلك سيطرتها قرب حدود دير الزور الإدارية، مشيراً إلى وصولها إلى «نهر الفرات» من الجهة الجنوبية، وسيطرتها على منطقة خربة أبو مطر، جنوب شرقي قرية «السلام عليكم»، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الاشتباكات تتواصل بين النظام وحلفائه من جهة، ومقاتلي تنظيم داعش من جهة أخرى، في الجزء المتبقي من ريف الرقة الشرقي، عند الضفاف الجنوبية لنهر الفرات، الملاصق لريف دير الزور الغربي، لافتاً إلى أن قوات النظام تسعى من عمليتها العسكرية في المنطقة إلى إنهاء وجود التنظيم فيما تبقى من ريف محافظة الرقة. وبالتوازي مع المعارك المحتدمة في الرقة، تتواصل المعارك بشكل عنيف، بحسب المرصد، بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية وقوات عشائرية مسلحة ومدربة من قبل روسيا من جانب، وعناصر تنظيم داعش من جانب آخر، على محاور في بادية دير الزور الغربية، بعد تمكن قوات النظام من التوغل داخل المحافظة قبل يومين. وتحدث المرصد عن تحقيق النظام تقدماً قلص المسافة التي تفصله عن مدينة دير الزور، المحاصرة من قبل «داعش» منذ عام 2015. وتسعى قوات النظام من تقدمها في ريف دير الزور الغربي، والتوغل داخل المحافظة، إلى الالتفاف حول المرتفعات الجبلية وجبل البشري الاستراتيجي، الذي ستتيح لها سيطرتها عليه الرصد الناري لكثير من القرى، ومساحات واسعة من ريف دير الزور الغربي، والخط الممتد منها إلى منطقة السخنة وبادية حمص الشرقية. وتترافق الاشتباكات العنيفة بين النظام والتنظيم المتطرف على جبهات ريف دير الزور الغربي وريف الرقة الشرقي مع قصف مكثف وخسائر بشرية كبيرة، إذ وثق المرصد السوري خلال الـ24 ساعة الفائتة مقتل 17 عنصراً على الأقل من قوات النظام، بينهم ضابط، بالإضافة لمقتل ما لا يقل عن 28 من تنظيم داعش في الفترة ذاتها، ليرتفع إلى 358 مجموع القتلى في صفوف الطرفين. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية، أمس، عن قائد ميداني يقاتل مع قوات النظام السوري قوله إنهم وقوات العشائر «وصلوا لأول مرة إلى ضفاف نهر الفرات، وسيطروا على عدة تلال ومرتفعات حاكمة وبلدة الغانم العلي وقرى الجبيلي والرابية وحويجة شنآن». وأفاد المصدر بأن «القوات الحكومية تحاصر الآن باقي عناصر تنظيم داعش في بلدات زور شمر والصبخة والشريدة والجبلي والرحبي ورجم هارون وتل المرود»، لافتاً إلى أن التنظيم المتطرف «يتخذ من المدنيين دروعاً بشرية، مما يؤخر تقدم قوات النظام».

انشقاق عناصر لـ «أحرار الشام» وانضمامهم إلى «فيلق الرحمن» بغوطة دمشق الشرقية

لندن - «الحياة» .. تعرضت هدنة الجنوب السوري للخرق مجدداً، وشهدت منطقة كوع حدر في ريف السويداء، تبادلاً لإطلاق النار، بين قوات الدفاع الوطني من جهة، ومسلحين من جهة أخرى. في حين قصفت الفصائل الإسلامية والمقاتلة بعد منتصف ليل الأحد – الإثنين، تمركزات لقوات النظام في ريف السويداء، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية، ليسجل بذلك خرق جديد لهدنة الجنوب السوري المطبقة منذ 9 تموز (يوليو) الماضي في محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء، باتفاق أميركي – أردني – روسي. إلى ذلك، أكدت حركة «أحرار الشام الإسلامية» انشقاق عناصر عنها والتحاقهم بصفوف «فيلق الرحمن»، التابع لـ «الجيش السوري الحر»، في الغوطة الشرقية بريف دمشق، جنوب سورية. وقال الناطق باسم «أحرار الشام»، عمر الخطاب، أن مجموعة من كتيبة انشقت، من دون ذكر تفاصيل أخرى، فيما أفاد ناشطون بأن عدد العناصر المنشقين بلغ عشرين شخصاً. وحركة «أحرار الشام الإسلامية» هي أحد الفصائل المعارضة المسلحة التي تأسست بعد اندماج أربعة فصائل إسلامية سورية وهي «كتائب أحرار الشام» و «حركة الفجر الإسلامية» و «جماعة الطليعة الإسلامية» و «كتائب الإيمان المقاتلة». ورفض «فيلق الرحمن» تأكيد الأخبار رسمياً. وأفاد مسؤول التواصل في المكتب الإعلامي لـ «الفيلق»، ويدعى أبو مازن أن «الأمور لم تستقر بعد». وكانت «أحرار الشام» اتهمت، بداية شهر أيار (مايو) الماضي، «فيلق الرحمن» بالهجوم على مقار لها في الغوطة الشرقية، ودعته إلى إيقاف «الاعتداءات».

فتوى تحرم إيواء أو دعم عناصر «داعش»

لندن - «الحياة ... في إطار مساعي فصائل المعارضة السورية النأي بنفسها عن عناصر «تنظيم داعش»، أصدر «المجلس الإسلامي السوري» فتوى حول إيواء عناصر «داعش» الذين يفرون خلال المواجهات من مناطق سيطرة التنظيم، ويحاولون اللجوء إلى مناطق سيطرة بقية فصائل المعارضة السورية. وقال المجلس في بيان له أمس أنه «لا يجوز إيواء أفراد تنظيمات الغلاة، كتنظيم الدولة (داعش) ونحوهم، ولا التعاون معهم، بل يُسلم من وجُد منهم إلى الجهات القضائية والشرعية الثورية للتعامل معهم». وأضاف المجلس أن «هذه التنظيمات ليست فئات باغية لها تأويلها السائغ، ولا جماعات منحرفة تتصف بصفات الخوارج وحسب، بل تجاوزت ذلك كلَّه حتى أصبحت كياناً مختلَقاً مخترَقاً يستخدمه أعداء الإسلام في ضرب أهل السنّة»، مطالبًا الحذر في التعامل معهم. وأكد البيان أنه «لا تجوز إعانة الفارين من المعارك ولا إيواؤهم ولا نصرتهم». وحول النساء والأطفال، أفادت الفتوى بأنه لا يجوز قتلهم ولا الاعتداء عليهم «باستثناء المرأة البالغة التي شاركت في القتال أو باشرت أو تسببت في قتل المسلمين أو أسرهم، فيجوز قتالها وقتلها». واختتم البيان الفتوى أنه من «أعلن التوبة من فكر الخوارج قبل أن نقدر عليه، وقبل أن يقع عليه ما يضطره للخروج مِن أرضهم، فيجوز استقباله والكف عنه، لكن مع أخذ الحيطة والحذر». ويضم «المجلس الإسلامي» قرابة 40 هيئة ورابطة إسلامية من «أهل السنّة والجماعة» في الداخل والخارج، ومن ضمنها الهيئات الشرعية لأكبر الفصائل الإسلامية في سورية، ويترأسه الشيخ أسامة الرفاعي. وتأسس «المجلس الإسلامي السوري» عام 2014 بغرض تكوين «مرجعية سنّية» تجمع الهيئات الشرعية والمنظمات الإسلامية السورية. ويتكون من 128 عالم دين وداعية إسلامياً يدعمون «الثورة السورية ويسعون إلى توحيد الموقف الصادر عن العلماء في الفتاوى والقضايا ذات الشأن السوري العام وأمام الدول والمنظمات والهيئات الإقليمية والدولية». وأكد المجلس عند تأسيسه أنه ليس هيئة سياسية، ولا يضم أي فصيل عسكري.

بالأسماء.. تعرّف على "مافيات التبغ" في اللاذقية

أورينت نت - اللاذقية: غليان علي... اللاذقية بعد الهبوط الكبير لليرة السورية، خفضت المؤسسة العامة للتبغ من حجم المستوردات المرخصة إلى أقل من الربع منذ نهاية العام 2012، ما جعل العائلات النافذة عند النظام، (شركات محمد جابر أحد أقارب الأسد)، (وشركات محمد مخلوف خال بشار الأسد) أن تأخذ دوراً في تأمين البديل، وتقوم بإدخال أصناف متعددة من التبغ الأجنبي المجهول المصدر إلى السوق السورية، وبأشكالٍ تتعاظم كمياتها وأنواعها مع الوقت.

مصادر مجهولة!

مصادر هذه الدخان مجهولة، لدرجة أننا لم نجد للأنواع المنتشرة أي موقع إلكتروني عبر الإنترنت، ولم نستطع الحصول على مستندات الاستيراد من إدارة المرافئ العامة في سوريا، أو المؤسسة العامة للتبع، ليتبين لاحقاً أن شركات جابر ومخلوف تُنتج أنواع من التبغ في سفن صناعية ضخمة مخصصة لصناعة الدخان لتبيعها داخل السوق السوداء العالمية. وأيضاً داخل معامل غير مرخصة أنشئت في ريف القرداحة وجبلة غرب وجنوب اللاذقية. أنواع التبغ المباعة غير خاضعة للرقابة الحكومية، وأشكالها وأنواعها ليست إلا فخاً لاستدراج المدخنين، خاصة أن أسعارها مقبولة لرداءة إنتاجها، وطريقة تصنيعها تجعلها مقبولة الطعم، رغم أن مختص طبي في مدينة اللاذقية أخضع بعض الأصناف الموجودة في السوق لفحوصات مخبرية وأكد لنا وجود مواد سامة كالنايلون والكرتون داخل مادة التبغ. ولمصادرة هذه الشركات للسوق السوري كاملاً مما يجعلهم بكامل الحرية في التحكم بالسوق والمُنتج. هذا ما لم نتحدث عن الصيغة الزائدة للريح لتجار الجملة والمفرق، التي منحها الجابر ومخلوف للبائعين، فالمؤسسة العامة للاستيراد (غوتا) بالتعاون مع جهاز التموين كانت تضبط أسعار الدخان وفقاً لأرباح لا تتجاوز الثمانية بالمئة لبائعي المفرق، ونسبة لا تتجاوز الثلاثة بالمئة لبائعي الجملة، أما المستوردات الحديثة لأيمن ومخلوف فتسمح بهامش أرباح يصل ل 12% لبائعي المفرق، و6% لبائعي الجملة. وهذا ما شجع التجار أكثر على طرح هذه الأنواع من التبغ في السوق.

مبيعات التبغ لدفع رواتب ميليشيات الشبيحة

ورغم أن المؤسسة العامة للتبغ قد أشارت أن أرباحها قد وصلت إلى 12 مليار ليرة سورية في عام 2015 إزاء بيع 4300 طن من التبغ المنتج داخلياً، وطن من الدخان المستورد، لكن ميزانية هذا العام ستكون بلا تحديد للدخان المستورد، فقد حصل أيمن جابر على حق الاستيراد الكامل للتبغ الأجنبي، أي أنه يبيع ما يستورد ويصنع. وذلك لعكس الأرباح مباشرة على هيئة رواتب لدعم مليشيا صقور الصحراء المقاتلة في سوريا (حسب زعمهِ). ورغم تبليغ جميع التجار مسؤولية أيمن جابر عن توزيع الدخان في سوريا بدلاً من المؤسسة العامة للتجارة الخارجية، إلا أن الإعلان عن الاتفاق رسمياً لم يتم، وبهذا عالج أيمن جابر لمصلحته أقنية التهريب الخارجية، وبات لزاماً حتى على مهربين تقليدين من بيت الأسد التوقف عن إدخال أنواع التبغ، لمصلحة شركات أيمن جابر الإنتاجية للتبغ، فلا رخص للمحلات أو الأكشاك إلا بالتزامهم بيع المنتجات التبغية التي يُدخلها الجابر والمخلوف، بالتعاون مع المؤسسة العامة للتجارة الخارجية، والتي تنازلت عن ضريبة الاستيراد لدعم المليشيا.

إطلاق نار متبادل

دعم اقتصاد المليشيا عبر التبغ مشروع ناجح للجابر، خاصة أن أكثر من 33 صنفاً قد رُصد داخل السوق لأنواع التبغ المصنع من قِبله، والأصناف تلقى رواجاً هائلاً لرخص أسعارها تقريباً، بالنسبة لأنواع التبغ التقليدي المنتشر في كل العالم، وخلال هذا العام استطعنا التأكد (إدارة المرفأ في مدينة اللاذقية) من خروج طنان ومئتا الف كيلو غرام من الدخان إلى الأسواق السورية، وهذه الإحصائية لا تشمل كل المُنتج المُباع، إلا أنها تحقق رقماً قياسياً بالنسبة لمبيعات لعام 2015 . هذا ونحن لا نعرف لحد الآن الرقم الحقيقي لكل المبيعات. اقتصاد التبغ التابع للعائلة الجابر، وبعيداً عن دعمه للحرب ومليشيا صقور الصحراء، سبب حرباً بينه وبين آل الأسد، فأجبر الجابر كل العائلات المنتمية لعائلة النظام بالتوقف عن التهريب، وقطع الطريق على أي نوع من التبغ لا يدخل تحت إشرافه، مما سبب إشكالاً واسع الطيف في مدينة اللاذقية، حيث تبادلت مجموعات تتبع للطرفين إطلاق النار في شوارع مدينة اللاذقية. تسيطر عائلات مقربة من النظام على جميع أنواع الاقتصادات العاملة في سوريا، التقليدية والهامشية، ويُحول كل هذا اتجاه حُجة الحرب.

روسيا تحتفل بيوم بحريتها في سان بطرسبوغ..وفي طرطوس السورية!

أورينت نت - أحمد الشهابي ... أقامت روسيا احتفالا كبيرا في مدينة سان بطرسبورغ بيوم البحرية وذلك بتسيير ‏مواكب ومسيرات في المدينة، كما قامت قواتها ‏بتنفيذ استعراضات عسكرية على الشواطئ السورية وجزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا عام ‏‏2014.‏

بشار الأسد لم يحضر العرض

وجاء العرض العسكري الروسي قبالة مدينة طرطوس السورية بعد دعاية ضخمة روجت لها ‏وسائل إعلام النظام والإعلام الروسي ورأى مراقبون في قيام روسيا بالاحتفال في سوريا وفي ‏جزيرة القرم الأوكرانية تكريساً للاحتلال الروسي لهما، وهو ما أشارت إليه صحيفة "نيويورك ‏تايمز" عند تعليقها على غياب بشار الأسد عن العرض.‏ وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم روسيا بإظهار نفوذها على نظام الأسد حيث سبق لوزير ‏الدفاع الروسي "سيرجي شويغو" استدعاء الأسد إلى قاعدة حميميم للاجتماع به وهو ما عبر عنه ‏بشار نفسه بقوله "تفاجأت بوجودك" في مقطع الفيديو الذي نشره الإعلام الروسي مع الدبلجة!‏

.. خيبة أمل واستياء بين صفوف الشبيحة

سادت مشاعر خيبة أمل وحالة من الاستياء بين شبيحة الأسد عموما وأبناء طرطوس خصوصا لعدم تمكنهم من مشاهدة العرض الروسي، وذلك بالرغم من إغلاق مداخل المدينة وشل حركتها ليومين بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي سبقت العرض. وعلَّق أحد شبيحة النظام بعد أن ذهبت آمالُه أدراج الرياح لعدم تمكنه من رؤية العرض على صفحة طرطووس اليوم "Tartous 2day" في "فيسبوك" قائلا: " بعد تسكير الطرقات يومين وشلل البلد بشكل كامل توقعنا نشوف شي بعمرنا ما شفنا بس للاسف طلعنا بسواد الوجه." ونقلت وكالة أنباء انترفاكس الروسية أن أعلام ورايات البحرية ‏الروسية قد رُفعت يوم الأحد (30 تموز) في مدينة طرطوس السورية حيث شاركت ‏ست سفن حربية روسية وغواصة تابعة لأسطول البحر الأسود ‏في الاحتفالات، ورافقتها طائرات من قاعدة حميميم الجوية ‏القريبة. هذا وعززت موسكو وجودها العسكري في قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية ‏بموجب اتفاقية ادعت أنها استأجرت بموجبها قاعدة حميميم لـ 49 سنة مع إمكانية التجديد لمدة 25 سنة أخرى. وفي تعليقه على اتفاقية الوجود الروسي، التي أصر على تسميتها عقد من طرف واحد، قال أحد المراقبين لأورينت نت: "إن هذا العقد يُفرض على نظام الأسد ولا يُوقع من ‏قبله كطرف ذي سيادة، نظام الأسد لا يملك من أمره ‏شيء. هذا عطاء من لا يملك لمن لا يستحق، العقد باطل وقاعدة ‏حميميم أرض سورية محتلة من قبل الروس". ‏ هذا ويعد يوم البحرية عطلة وطنية للروس، تقام فيها مسيرات ‏ضخمة في سان بطرسبرغ - ثاني أكبر مدينة وموطن ‏البحرية في الأحد الأخير من تموز.

مشكلات السوريين في تركيا محدودة... و«تسييس» الملف بين الجنسية والتحريض

عددهم 3 ملايين و10 في المائة منهم في المخيمات

الشرق الاوسط..أنقرة: سعيد عبد الرازق... مع طول أمد الأزمة السورية وانتقال نحو 3 ملايين سوري للعيش في تركيا كلاجئين فروا من نيران الحرب التي مزقت بلادهم وتركز أعداد كبيرة منهم داخل المدن، بدأت تظهر مشكلة حقيقية في اندماجهم في المجتمع التركي بسبب وجود بعض الشرائح التي ترفض وجودهم، وليس لكونهم مصدراً للاضطرابات. ومنذ بدء تدفق السوريين على تركيا في عام 2011، لم تقع حوادث كبيرة أو استهداف للسوريين بشكل متعمد، لا سيما في ظل تقارب العادات والتقاليد وعلاقات التصاهر القائمة بين العائلات في المحافظات الحدودية مع سوريا، مثل شانلي أوروفا وهاتاي وغازي عنتاب وكيليس وأخرى على الجانب الآخر من الحدود، فضلاً عن أن السوريين شكلوا قوة دافعة للاقتصاد التركي في فترة كانت المؤشرات العالمية تشير إلى حالة من الركود، لكن وجود قوة شرائية كبيرة بهذا الحجم أسهمت في تنشيط الأسواق في تركيا، فضلاً عن حركة البضائع من تركيا إلى سوريا.

مشكلات محدودة

الإحصاءات الرسمية التي أصدرتها وزارة الداخلية التركية خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي في رد على حملة ضد السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بعودتهم إلى بلادهم، كشفت أن نسبة تورط السوريين، الذين وصل عددهم إلى 3 ملايين سوري، 300 ألف منهم فقط في مخيمات اللاجئين، والباقي في المدن بينها إسطنبول التي تنفرد وحدها بنصف مليون سوري يقيمون فيها بلا حوادث تذكر تقريباً، بالمشكلات والجرائم في تركيا لا تتجاوز 1.3 في المائة بين عامي 2014 و2017، لافتة إلى أنها نسبة ضئيلة جداً مقارنة بعدد الجرائم التي تسجل في تركيا، علاوة على أنها في غالبيتها نزاعات وخلافات بين بعضهم بعضاً. وسجلت في الآونة الأخيرة توترات بين مواطنين أتراك وسوريين تسببت في سلسلة من المشاحنات انعكس صداها في مواقع التواصل الاجتماعي، وأدت إلى صدور ردود فعل من بعض فئات الشعب التركي، حيث يؤخذ على بعض السوريين، بحسب ما يتداول عبر هذه المواقع، عدم مراعاتهم أو احترامهم عادات وتقاليد الأتراك التي هي عادات وتقاليد شرقية إسلامية في مجملها، وارتباط بعض السوريين ببعض جرائم النصب أو السلوكيات التي لا تراعي نمط الحياة الاجتماعية في تركيا. وقالت الداخلية التركية إنه رغم ازدياد أعداد السوريين المقيمين في تركيا تراجعت الجرائم التي تورط فيها سوريون بنسبة 5 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

حملة منظمة

وعلى خلفية انتشار عدد من التسجيلات المصورة لعدد من المخالفات لبعض السوريين، عبر بعض الأتراك، بينهم فنانون، عن استيائهم من هذه التصرفات وبقائهم في تركيا ووجهوا انتقادات للحكومة التي سمحت باستقبال 3 ملايين لاجئ، قالوا إنهم «ينازعون الأتراك جميع الفرص داخل البلاد». وكانت الحادثة الأكثر لفتاً للأنظار ظهور «هاشتاغ» انتشر في تركيا بسرعة كبيرة خلال الشهر الماضي بعنوان «أيها السوريون عودوا إلى بلادكم» قوبل باستياء رسمي وشعبي واسع بعد أن حاول البعض من خلاله تصوير السوريين، الذين فروا إلى تركيا من نيران الحرب في بلادهم والذين أكدت الإحصاءات الرسمية أنهم أعطوا الاقتصاد التركي قوة دفع كبيرة من خلال الإنفاق والأنشطة التي يقومون بها، بأنهم سبب في ارتفاع معدل الجريمة في البلاد عبر التهويل الكبير في وقائع صغيرة لكن يجري تضخيمها كون المتورطين فيها غير أتراك. وظهور هذا «الهاشتاغ» تزامن مع وقوع اشتباكات متفرقة بين بعض الأتراك والسوريين في عدد من المدن التركية، لا سيما في جنوب البلاد مثل مرسين وأضنة، ثم فجأة في العاصمة أنقرة. ورغم البعد الاجتماعي الذي يعد الأساس في بعض المناطق التي يقيم بها السوريون وليس في جميع المناطق، يبقى هناك بعد سياسي للموقف من السوريين تقول الحكومة التركية إنه نابع من محاولات البعض استغلال الأمر داخلياً بالقول إن الجنود الأتراك يرسلون للموت في سوريا، بينما الشباب السوريون «يتسكعون» مع فتياتنا في ميدان تقسيم أو يتنزهون في الحدائق وعلى الشواطئ. وبدا في الأسابيع الأخيرة أن هناك نوعاً من التعبئة ضد السوريين وأعمال تحريض واستفزاز تطورت إلى اشتباكات معهم من جانب مواطنين أتراك، آخرها مشادات وقعت في منطقة يني محلة، في العاصمة أنقرة، أسفرت عن إصابة شخص وتحطيم عدد من المحال التجارية لسوريين وتركمان عراقيين يقيمون في المنطقة. وكانت المغنية عارضة الأزياء، دامات أكالين، وهي من أكثر الفنانين الأتراك تأثيراً في مواقع التواصل من حيث حجم المتابعة، بين الذين أيدوا الهاشتاغ، حيث غردت قائلة: «أيها السوريون اذهبوا إلى بلادكم. لقد طفح الكيل من أخبار السرقة والطعن». وعلى المنوال نفسه، قال لاعب كرة القدم سنان كورومش: «شبان أقوياء كالصخر في بلدي تركيا يستمتعون بتدخين النرجيلة والحانات المنتشرة على شواطئ البحر، بينما يحارب جنودنا في سوريا. عودوا إلى دياركم يا سوريون، عودوا إلى بلادكم». لكن الناشطة التركية في مجال حقوق الإنسان إران كيسكن قالت إن من أيد الهاشتاغ «هم فاشيون وعنصريون». وقال معارضو الهاشتاغ إن سبب انتشاره يرجع إلى قيام شاب سوري بتصوير فتيات تركيات في البحر، الأمر الذي أثار غضب المصطافين الأتراك، مما حدا بهم إلى إطلاقه واتهموهم باستغلال الحادثة وتوظيفها سياسياً ودعوا إلى عدم التعميم. وأطلق مجموعة من الأتراك الرافضين لهذا المطلب هاشتاغاً آخر هو «السوريون إخوتنا»، وصف المتفاعلون معه المطالبة بطرد السوريين بأنها عنصرية بغيضة وغير إنسانية.

رفض واسع

وقال النائب البرلماني في صفوف «حزب العدالة والتنمية» الحاكم فورال كافونجو لـ«الشرق الأوسط»، إننا لا نلمس أي مشكلات حقيقية تسبب فيها إخواننا السوريون على مدى 6 سنوات من إقامتهم بيننا، معتبراً أن هناك أطرافاً معينة تسعى لتوظيف موضوع اللاجئين السوريين أداة سياسية للضغط على الحكومة. وأضاف أن السوريين قوة بشرية واقتصادية مهمة شكلوا قوة دافعة للاقتصاد التركي وتتم الإفادة منهم في كثير من المجالات، قائلاً إنه لا يجب الالتفات إلى الجهات التي تحاول زرع الفتنة بين الأتراك والسوريين وعدم الاهتمام بالمعلومات الملفقة التي يتم الترويج لها في بعض وسائل الإعلام، وشبكات التواصل الاجتماعي. أما الكاتب والمحلل السياسي يوسف قبلان، فاعتبر أن الهاشتاغ الذي انتشر داعياً السوريين للعودة إلى بلادهم لا يخرج عن كونه دعوة عنصرية بغيضة، قائلاً: «إذا طالبنا السوريين بالعودة إلى بلادهم في ظروفها الراهنة، فمن باب أولى علينا أن نطرد البوسنيين والجورجيين والشيشانيين والألبان والمقدونيين والتركمان، هذا نوع من الفاشية». ورأى سوريون أن هذه الدعوات لا تعبر عن «روح الأخوة الحقيقية» التي يلمسونها عموماً في تركيا باستثناء بعض الفئات التي تتعمد استفزازهم. وقال أحمد رضوان الذي افتتح محلاً لبيع البضائع والمأكولات السورية في حي الفاتح في إسطنبول: «إننا نعيش هنا كأننا في بلادنا تماماً لا نلمس روحاً عدائية والأتراك يعاملوننا كإخوة وبدأوا يرتادون محلاتنا ومطاعمنا». وأضاف: «نحن نعمل إما في محلاتنا الخاصة التي نستأجرها وفقاً للقانون، وغيرنا يعمل في مصانع ومحلات وورش تركية بأجور أقل من الأتراك، وهذه نقطة أخرى تثير البعض ضدنا، لكننا في النهاية ندفع إيجارات منازل وفواتير كهرباء ومياه وغاز ونسهم في حركة الاقتصاد في البلاد». ويعمل غالبية السوريين في ورش ومصانع تركية تدفع لهم أقل بكثير مما يتقاضاه العمال الأتراك، نظراً لقلة الأعمال التي تناسب اللاجئين السوريين، لا سيما الذين لا يجيدون اللغة التركية.

أيادٍ خارجية

ويبدو أن الأزمات الأخيرة المفتعلة للسوريين ليست فقط نابعة من الداخل؛ سواء من بعض طبقات المجتمع التركي أو النخب السياسية، لكن المفاجأة كانت فيما كشف عنه والي العاصمة التركية أنقرة إرجان طوبجو بشأن وجود «أيادٍ أجنبية» تسعى لـ«إشعال الفتنة» بين المواطنين الأتراك والسوريين، لافتاً إلى إبعاد 8 أجانب بعد ثبوت قيامهم بأنشطة تهدف إلى «التحريض وإثارة الفتنة» بين المواطنين والسوريين المقيمين في بعض مناطق العاصمة. وقال طوبجو في بيان، أول من أمس، إن قوات الأمن التركية ضبطت الأسبوع الماضي 8 أجانب (لم يحدد جنسياتهم)، في منطقة ألتن داغ التي تقطنها أعداد كبيرة من السوريين بضواحي أنقرة، وأبعدتهم خارج البلاد. وعلى خلفية هذه الحوادث التي تكررت في مدن أخرى يقيم بها سوريون بأعداد كبيرة مثل مرسين وأضنة في جنوب البلاد، أصدرت وزارة الداخلية التركية بياناً حذرت فيه من أن بعض الحوادث التي تقع أحياناً بين المواطنين الأتراك واللاجئين السوريين في بعض الأماكن تهدف إلى زرع الفتنة بين الطرفين، وجعلها أداة لاستخدامها من أجل تحقيق غايات سياسية. ودعا رئيس الوزراء بن علي يلدريم الشهر الماضي إلى تجنب التعرض للسوريين لأنهم ضيوف على تركيا، وتجنب الانجرار إلى الفوضى والفتنة، قائلاً: «لن نترك المسيئين من دون عقاب، سيتم إبعادهم خارج الحدود التركية في حال اضطررنا إلى ذلك... كل من يتجاوز حدوده سيعاقب أمام القانون، وإن لزم الأمر سيبعد خارج الحدود». لكن يلدريم لفت إلى أنه يوجد من بين السوريين الذين استضافتهم بلاده العالِم والأكاديمي، وستمنح الجنسية التركية لذوي المؤهلات العلمية وأصحاب الكفاءات. وأشار إلى أن وزارة الداخلية والجهات المعنية الأخرى تواصل إجراء الدراسات اللازمة حول السوريين الذين تتوفر لديهم شروط الحصول على الجنسية. كما دعا نائب رئيس الوزراء السابق ويسي كايناك إلى التسامح، قائلاً: «إننا نرى ردات فعل اجتماعية ضد السوريين، لو كانت هناك منطقة آمنة لهم في بلادهم لعادوا إليها». وأضاف أن «الحجة القائلة إن (جنودنا يذهبون للموت في سوريا والسوريون ينعمون بالحياة هنا) هي مقولة صحيحة لكنها غير كافية، فالناس الذين في سن تتراوح بين 20 و45 عاماً يمكنهم أن يذهبوا للقتال، لكنهم يحتاجون إلى تعليم وتدريب، وهذه ليست مسؤولية تركيا وحدها، تركيا تتصرف بمفردها بدافع إنساني. هناك مليون و200 ألف امرأة سورية بلا عائل في تركيا، وليس من الممكن لتركيا أن تتخلى عنهم».

إحصاءات

* في أحدث مسح ميداني أجري في تركيا (في 10 مدن تركية هي الأكبر من حيث تركز السوريين) بمعرفة مؤسسة التنمية الإنسانية وشركة إبسوس بعنوان «رصد سبل العيش للاجئين»، قال نحو 74 في المائة من السوريين الذين فروا من بلادهم، إنهم يريدون الحصول على الجنسية التركية. وأوضح المسح أن 52 في المائة من المستطلعة آراؤهم يخططون لبناء مستقبلهم في تركيا. واستهدف المسح تتبع الأوضاع المعيشية للاجئين السوريين الذين يعيشون خارج مخيمات اللاجئين، ومشاعرهم العامة وخططهم المستقبلية فيما يتعلق بالعيش في تركيا، فضلاً عن سلوكهم في الاستهلاك والتسوق. وذكر أن 74 في المائة بينما بلغت نسبة المستطلعة آراؤهم الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاماً الراغبين في الحصول على جواز سفر تركي 80 في المائة. وقال إن نحو 70 في المائة من المستطلعين لا يعرفون اللغة التركية. وأضاف 45 في المائة أنهم تعرضوا للتمييز، بينما قال 42 في المائة إنهم يبحثون عن سبل للانتقال إلى الدول الأوروبية. وفيما يتعلق بتأسيس مستقبل لأطفالهم في تركيا، قال 52 في المائة إنهم يريدون البقاء، في حين قال 44 في المائة إنهم لم يفكروا أبداً في مغادرة تركيا. وأشار المسح إلى أن القوة الشرائية اليومية للسوريين في تركيا أقل من دولارين، ويبلغ الإنفاق الاستهلاكي الشهري للأسرة السورية 867 ليرة تركية، مع تخصيص 140 ليرة في المتوسط لكل شخص. وبلغت نسبة العاملين السوريين المسجلين 31 في المائة، وقال 70 في المائة إن ظروف عملهم أسوأ من ظروف عمل المواطنين الأتراك. وأجري المسح، الذي نشرت نتائجه الأسبوع الماضي، في الفترة بين 27 أبريل (نيسان) و20 مايو (أيار) في 10 مدن هي إسطنبول وشانلي أورفا وهاتاي وغازي عنتاب وأضنة ومرسين وكيليس وماردين وبورصا وإزمير على عينة من 2821 أجريت معهم مقابلات وجهاً لوجه. ويدرس مجلس الوزراء التركي حالياً منح 7 آلاف سوري الجنسية التركية، وبات القرار جاهزاً للتوقيع، إذ أنهت الحكومة التركية إجراءات البحث والتدقيق وتشكيل القوائم النهائية للتجنيس التي امتدت لمدة عامين كاملين استهدفت فيها أصحاب المهن الذين لا توجد لديهم مشكلات أمنية، وسيصدر قرار تجنيسهم في أول قائمة قريباً، يتبعها فيما بعد قوائم أخرى. وبحسب مصادر في إدارة شؤون الهجرة التركية، فإن الاستعدادات الخاصة بالقوائم بدأت منذ بداية العام الحالي، وأعدت القائمة الأولى الشهر الماضي وتتضمن 7 آلاف اسم معروضة للتوقيع عليها. وبحسب الأرقام الرسمية لوزارة الداخلية، بلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا نحو 3 ملايين شخص، ويبلغ عدد النساء والأطفال منهم مليونين، 10 في المائة منهم يقطنون في 26 مخيماً تابعاً لمؤسسة الكوارث التركية، ويتوزع باقي اللاجئين في الولايات التركية.



السابق

أخبار وتقارير..أنابيب نقل الطاقة في العراق تجرف الأراضي الزراعية وتضرّ بالمناطق الأثرية..هل المناطق السنيّة ستطالب بالالتحاق بإقليم كردستان؟...جزيرة الوراق... حلم حكوميّ بالاستثمار على حساب 90 ألف مواطن....بوتين يأمر 755 دبلوماسياً أميركياً بمغادرة الأراضي الروسية واستبعد تحسن العلاقات مع واشنطن «في وقت قريب»..بريطانيا تجرد 150 إرهابيا من الجنسية في حربها ضدهم وخشية عودة المئات لتنفيذ عمليات..أجرى عرضاً عسكرياً بحضور جينبينغ ..الجيش الصيني يكشف أسلحة جديدة..ترامب: قادة أميركا الحمقى منحوا الصين المليارات..الحزب الحاكم في باكستان يتعهد انتقالاً سلساً للسلطة...

التالي

الميليشيات تدفع بتعزيزات إلى خط الحديدة ـ تعز ونجاح خامس عملية تبادل أسرى في الجوف....اليمن: التحالف يستهدف اجتماعاً لقيادات الحوثيين في شبوة ومقتل 5 من «القاعدة» بغارة أميركية في مأرب...33 مليون دولار من السعودية لمكافحة الكوليرا في اليمن....السعودية تطلق مشروعاً سياحياً عالمياً يضم 50 جزيرة في البحر الأحمر....«الخارجية» السعودية: إيران ماطلت ورفضت استكمال التحقيق في «اقتحام السفارة»....قطر تتراجع عن طلب «تدويل الحج»...مجلس الوزراء السعودي: المطالب الـ13لقطر لضمان استقرار المنطقة والعالم....قرقاش: الصحافة تقود دورا مؤثرا في الحشد والتأثير..رئيس الوزراء القطري: لن ننسى دعم إيران! وفد قطري رفيع يحضر تنصيب روحاني الخميس القادم...

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,603,150

عدد الزوار: 7,699,586

المتواجدون الآن: 0