إسرائيل تعلق على غارة مصياف: سنمنع إنشاء "ممر شيعي" من إيران إلى سوريا...تقرير / أميركا أهدتْ النصر لإيران و«حزب الله» في بلاد الشام ...هل تستفزّ إسرائيل روسيا في سورية؟..رعب من أغلفة كتب مدرسية في مناطق النظام....«داعش» والقوات النظامية يتبادلان هجمات معاكسة في دير الزور وغربها...معارك بين فصائل معارضة و «جيش خالد» في ريف درعا....ملف كيماوي الأسد يعود إلى الواجهة.. فرنسا تطالب بالمحاسبة وروسيا تعقب...الأمم المتحدة توقف المساعدات عن 20 ألف عائلة سورية..فصائل معارضة تستعد للانسحاب من البادية... ومخيم الركبان ملجأ أخير للنازحين...

تاريخ الإضافة السبت 9 أيلول 2017 - 5:24 ص    عدد الزيارات 2721    التعليقات 0    القسم عربية

        


إسرائيل تعلق على غارة مصياف: سنمنع إنشاء "ممر شيعي" من إيران إلى سوريا.....

أورينت نت ... شددت إسرائيل، الخميس، على أنها ستمنع إنشاء "ممر شيعي" بين إيران وسوريا، مؤكدة أنها سترد على استمرار عملية تسليح ميليشيا "حزب الله" اللبنانية.

سنمنع إنشاء "ممر شيعي" من إيران إلى سوريا

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، في أول تعليق رسمي على قصف موقع عسكري لقوات الأسد في مدينة مصياف بريف محافظة حماة،: "كل يوم هناك تفجيرات وقتلى في سوريا، وهذا شأن سوري خاص لا دخل لنا به، لكن علينا أن نعتنى بأمننا، وهذا بالضبط ما نقوم به". وأوضح ليبرمان، في مقابلة إذاعية لقناة "راديوس 100 إف إم"، الخميس: "إننا لا نسعى إلى مغامرة عسكرية، ولكننا عازمون على منع أعدائنا من ضرب، أو حتى خلق محاولة لضرب وتهديد أمن مواطني إسرائيل". ولفت ليبرمان، الذي يتولى أيضا رئاسة حزب "بيتنا إسرائيل" اليميني المتطرف، إلى "الخطوط الحمراء" الإسرائيلية، مؤكدا: "سنفعل كل ما بوسعنا كي نمنع إقامة ممر شيعي من إيران إلى سوريا!". وأشار ليبرمان إلى أن "إسرائيل تأخذ في الحسبان جميع الاحتمالات والفرص في الشرق الأوسط، وللأسف، كل شيء قابل للحدوث، ولذا فإن إسرائيل على أهبة الاستعداد لكل سيناريو".

إسرائيل سترد على استمرار عملية تسليح "حزب الله"

من جهته، أعلن الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفيلن، خلال لقائه المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، الخميس في برلين، أن إسرائيل سترد على استمرار عملية تسليح "حزب الله" اللبناني. وانتقد ريفيلن، خلال المحادثات، حسب ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، ما وصفته بـ"تأثير نشاط حزب الله تحت الرعاية الإيرانية في لبنان"، قائلاً إن هذا الحزب "يشكل خطراً على السكان المحليين وينتهك باستمرار قرارات مجلس الأمن الدولي". وأضاف الرئيس الإسرائيلي: "استمرار عملية تزويد حزب الله بالأسلحة المحدثة سيجبر إسرائيل على الرد". كما شدد ريفيلن على أن إيران تشكل العامل الأكبر الذي يزعزع الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، معتبرا أن سلطات طهران تنتهج عمدا مثل هذه السياسات.

موقع إيراني لتطوير الأسلحة الكيماوية في مصياف

وكانت قوات الأسد قد أكدت في وقت سابق من صباح اليوم الخميس، مقتل عنصرين ووقوع خسائر مادية، جراء غارات إسرائيلية على موقع عسكري بالقرب من مدينة مصياف. وأوضحت قوات الأسد في بيان لها، أنّ "الطائرة الإسرائيلية أطلقت عدة صواريخ، عند الساعة 2.42 فجرا بالتوقيت المحلي من الأجواء اللبنانية، على موقع عسكري، قرب مدينة مصياف، في ريف حماة الغربي، ما أدى إلى مقتل عنصرين اثنين، ووقوع خسائر مادية". مصادر ميدانية في المنطقة أشارت إلى أن 4 طائرات حربية إسرائيلية شاركت في تنفيذ الغارة التي تعد الأولى من هذا القبيل منذ بدء سريان الهدنة في جنوب سوريا في تموز الماضي. وأوضحت المصادر أن القصف الإسرائيلي طال "معسكر الطلائع" الذي تستخدمه قوات النظام وميليشيات إيران كموقع عسكري، إضافة إلى مستودع صواريخ ومركز للبحوث العلمية. وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قد أكدت في وقت سابق أن طائرات إسرائيلية هاجمت فجر اليوم الخميس "منشأة عسكرية لتطوير الأسلحة الكيماوية قريبة من مدينة مصياف غربي سوريا".

كلمة السر .. التمدد الإيراني

وتأتي الغارة الإسرائيلية مع ارتفاع وتيرة التحذيرات الإسرائيلية من تعاظم التمدد الإيراني في سوريا، حيث هدد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، مؤخراً بقصف قصر بشار الأسد في دمشق في حال استمرار طهران بتعزيز نفوذها في البلاد. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أكد مؤخراً خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، أن التمدد الإيراني في سوريا يمثل خطراً إقليمياً وعالمياً، مشيراً إلى أن الميليشيات الإيرانية تملأ الفراغ الذي يحدثه تنظيم داعش في المنطقة. كما أبلغ نتنياهو الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في لقائهما في العاصمة الفرنسية مؤخراً، أن تل أبيب تعارض بالكامل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، بينما نقلت الصحف الإسرائيلية حينها عن مسؤول إسرائيلي، لم تحدد هويته، قوله إن "إسرائيل على دراية بالنوايا الإيرانية لتوسيع الوجود الإيراني في سوريا". يشار أن نتنياهو كشف قبل نحو أسبوعين أن إيران تبني مواقع لإنتاج صواريخ موجهة بدقة في سوريا ولبنان، بهدف استخدامها ضد إسرائيل.

روسيا تتحدث عن تصفية 40 عنصراً في تنظيم "الدولة" بينهم 4 قياديين

أورينت نت.... روجت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، رواية مقتل 40 عنصراً من تنظيم "الدولة" (داعش) ، بغارة جوية شنتها طائرات مقاتلة روسية في محيط مدينة دير الزور أكبر وأخر معقل للتنظيم في شرق سوريا.

قنابل خارقة للتحصينات

وزارة الدفاع الروسية، التي زعمت قبل أسابيع مقتل زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي، قالت في بيان لها إن في الـ5 من أيلول الحالي، تم الحصول على معلومات حول خطة قياديي تنظيم "داعش" لإجراء اجتماع في أحد مراكز القيادة الواقع في محيط مدينة دير الزور. وبحسب الرواية الروسية، شنت طائرتان مقاتلتان روسيتان من طراز "سو-34"، و"سو-35" غارة جوية باستخدام قنابل خارقة للتحصينات، ما أدى إلى تصفية نحو 40 مسلحاً للتنظيم، وتدمير مركزي القيادة، والاتصالات التابعين له.

بين القتلى .. "أمير دير الزور"

ووفق البيان أن بين المسلحين القتلى 4 قادة ميدانيين منهم "أبو محمد الشمالي" (أمير دير الزور)، المسؤول عن الشؤون المالية في التنظيم. وبحسب موقع "روسيا اليوم"، فإن السعودي "أبو محمد الشمالي" كان عضواً في تنظيم القاعدة، وانضم إلى تنظيم "داعش" في 2005، وكان الشمالي مسؤولاً في التنظيم عن الشؤون اللوجستية، ونقل المجندين الجدد إلى مراكز التدريب. وأضاف الموقع الروسي ، أن بعض الأجهزة الأمنية الأوروبية تقول إن "الشمالي" كان يقف وراء هجمات باريس التي وقعت في تشرين الأول 2015، التي خلفت مئات القتلى والجرحى.

وزير الحرب في تنظيم الدولة.. قتل لم يقتل

وبالعودة إلى بيان وزارة الدفاع الروسية، حيث أشارت أيضاً إلى أن الغارة قتلت "غُل مراد حليموف "وزير الحرب" في تنظيم "داعش" الذي كان في الاجتماع المذكور، إلا أن مصادر أخرى تفيد بأنه تعرض لإصابات بالغة، وتم نقله إلى بلدة موحسن الواقعة على بعد 20 كيلومتراً جنوب شرقي دير الزور. وكان "حليموف" قائداً في الشرطة الخاصة في طاجكستان، وفي 2015، انضم حاليموف مع 6 من زملائه إلى تنظيم "داعش"، وشغل حليموف منصب وزير الحرب في التنظيم بعد تصفية "أبو عمر الشيشاني"، وفي أيلول الحالي، أفادت وكالة "إرنا" الإيرانية بانتخاب حليموف خليفة لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.

"داعش" لم يؤكد أو ينفي

لكن في المقابل، لم تعلق وكالة "أعماق" الناطقة باسم تنظيم "داعش" على الرواية الروسية ، إلى ساعة إعداد هذا التقرير. وزارة الدفاع الروسية لم تنسى تذكير نظام الأسد بـ"فضل" الغطاء الجوي الذي تقدمه، وقال البيان، إن "غارة طائراتها سمحت بتسريع فك الحصار عن دير الزور، وأتاحت الفرصة لقوات النظام للتقدم في المدينة. وكانت قوات الأسد وميليشيات إيران قد تمكن من فك حصار "داعش" لمدينة دير الزور بعد حصار دام لثلاث سنوات. والجدير بالذكر، أن روسيا، أعربت مؤخراً عن ثقتها العالية بأن مقتل زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي قد قتل في غارة روسية استهدفت قيادات التنظيم جنوبي الرقة، الأمر الذي تم نفيهى من قبل التحالف الدولي.

مقتل «أمير» دير الزور ووزير حرب «داعش»

موسكو، باريس - «الحياة» ... أعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل 40 مسلحاً من تنظيم «داعش» بينهم قياديان، في غارة جوية نفذتها طائرتان من نوع «سوخوي»، استهدفت بقنابل خارقة تحصينات أحد مراكز القيادة للتنظيم في ريف دير الزور، ما أسفر عن تدميره ووحدات اتصال تابعة له ووفق المعطيات الروسية، فإن اثنين على الأقل من أبرز رموز التنظيم قتلا في الغارة، هما «أمير» منطقة دير الزور أبو محمد الشمالي المسؤول عن الشؤون المالية و «وزير الحرب» غل مراد حليموف. وأفادت معلومات نشرتها وسائل إعلام روسية بأن الأخير قد يكون نقل إلى بلدة موحسن على بعد عشرين كيلومتراً من موقع الغارة، بعد تعرضه لإصابة بالغة. ولفتت إلى أن حليموف كان قائداً في الشرطة الخاصة في طاجكستان، وانضم قبل عامين مع 6 من زملائه إلى تنظيم «داعش»، وشغل منصب «وزير الحرب» في التنظيم بعد مقتل أبو عمر الشيشاني قبل شهور. وتولى أبو محمد الشمالي بعد انتقاله من تنظيم «القاعدة»، ملف الدعم اللوجستي، وساهم في نقل المسلحين إلى سورية من تركيا وبلدان أوروبية وإفريقية وعربية. وشدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس على «أهمية مواصلة العمليات العسكرية في سورية حتى القضاء تماماً على الإرهابيين»، ودعا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان إلى «ضرورة إلحاق هزيمة نهائية بقوات الإرهابيين في سورية وعدم السماح بانتقالهم إلى أوروبا وآسيا وروسيا»، مشيراً إلى أن بلاده «تشاطر باريس المخاوف من ظهور تهديدات جديدة إذا انتقلت فلول الإرهابيين إلى مناطق أخرى». وقال لافروف: «يجب سحق الإرهابيين. لا يجوز أن نسمح لهم بالتواري عن الأنظار». وكان الوزيران ناقشا الملف السوري، وأكد لافروف موقف بلاده حيال التحقيق في استخدام السلاح الكيماوي في سورية، منتقداً تقريراً أممياً اتهم دمشق باستخدام أسلحة كيماوية في هجوم خان شيخون. وفي تأكيد جديد لتغير في الموقف الفرنسي حيال الوضع في سورية، كرر لودريان التشديد على أن باريس لا تضع رحيل الرئيس السوري بشار الأسد شرطاً مسبقاً لإطلاق عملية سياسية وبدء المرحلة الانتقالية. وكان وزير الخارجية الفرنسي وصل إلى موسكو أمس للبحث مع نظيره الروسي في اقتراح فرنسا تشكيل مجموعة اتصال حول سورية تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وعدداً من دول المنطقة لدعم عمل المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا الذي يعتزم عقد دورة مفاوضات جديدة مع الأطراف السورية في ١٨ أيلول (سبتمبر) الجاري في جنيف. في غضون ذلك، أكد عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس الفيدرالية (الشيوخ) الروسي فرانس كلينتسيفيش، أن مروحيات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، قامت بنقل «زعماء حرب متنفذين من داعش في دير الزور نهاية الشهر الماضي». وكان التحالف نفى صحة معلومات في هذا الشأن نقلت عن مصادر «ديبلوماسية– عسكرية» روسية أنه تم إجلاء 22 عنصراً من «داعش» بمساعدة أميركية. وأوضحت المصادر أن «مروحية تابعة للقوات الجوية الأميركية قامت ليلة 26 آب (أغسطس) بإجلاء قياديين اثنين من أصول أوروبية، برفقة أفراد عائلتيهما من المنطقة التابعة لبلدة الطريف في ريف مدينة دير الزور. وبعد يومين نفذت القوات الأميركية عملية أوسع بإجلاء حوالى 20 قيادياً آخرين من التنظيم من منطقة البوليل جنوب غربي دير الزور، ونقلتهم إلى شمال سورية. وكتب كلينتسيفيش أمس، على صفحته في «فايسبوك»، أن «مسألة قيام طائرات هليكوبتر تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن بإجلاء بعض قادة مسلحي «داعش» من دير الزور هي واقعة ثابتة مئة في المئة». وقال: «أنا كشخص شارك في الحرب في أفغانستان، أستطيع أن أؤكد مشاركة الأميركيين المباشرة إلى جانب الأصوليين المتشددين. كنا نشعر بهذا باستمرار».

ملف كيماوي الأسد يعود إلى الواجهة.. فرنسا تطالب بالمحاسبة وروسيا تعقب

أورينت نت.... طالبت فرنسا، اليوم الجمعة، منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم الكيماوي الذي تعرضت له مدينة خان شيخون، في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا في نيسان الماضي، في حين أكدت الولايات المتحدة أنها ستشعر بالانزعاج في حال كان بشار الأسد يستخدم أسلحة كيماوية، بينما دعت روسيا لإجراء تحقيق مهني وغير مسيس في استخدام الكيميائي بسوريا.

الأمم المتحدة: نظام الأسد استخدم الكيماوي في خان شيخون

وكانت لجنة تحقيق مستقلة تابعة للأمم المتحدة، أعلنت قبل يومين أن نظام الأسد مسؤول عن الهجوم الكيماوي الذي استهدف مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي في نيسان الماضي، وأدّى إلى مقتل 87 شخصاً بينهم أطفال. وجاء في تقرير أصدرته لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول وضع حقوق الإنسان في سوريا، نُشر الأربعاء، أن "ثمة أسباباً معقولة تحمل على الاعتقاد بأن القوات السورية هاجمت خان شيخون بقنبلة سارين في حوالي الساعة 6:45 من صباح يوم 4 نيسان، الأمر الذي يُشكّل جريمة حرب تتمثل في استخدام أسلحة كيميائية وشنّ هجمات عشوائية في منطقة مأهولة بسكان مدنيين". وأكد التقرير أن النظام السوري "استخدم غاز السارين ما لا يقلّ عن سبع مرات في الفترة ما بين آذار/مارس وتموز/يوليو الماضيين"، مؤكداً توثيق 33 حالة استخدام للسلاح الكيماوي في سوريا ما بين عامي 2013 و2017 وأن النظام السوري متورّط في 27 حالة منها.

فرنسا تطالب بمحاسبة المسؤولين عن هجوم خان شيخون الكيماوي

وعلى خلفية تأكيد منظمة حظر الأسلحة، مهاجمة قوات الأسد خان شيخون، بغاز السارين، في 4 نيسان الماضي، قالت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم الجمعة، "إنه تم التأكد من استخدام غاز السارين بشكل لا لبس فيه، وأنه ينبغي لأعضاء المنظمة الدولية التحرك فوراً في ضوء النتائج التي تم التوصل إليها". وأضاف بيان الخارجية الفرنسية: "ينبغي محاسبة المسؤولين عن هذه الوحشية وعن الهجمات الكيماوية الأخرى أمام القانون. على أعضاء منظمة حظر الأسلحة تحمل مسؤولياتهم والتنديد بهذا الخرق غير المقبول بأشد أنواعه". وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قد صرح بعد أسبوعين من توليه منصبه في أيار الفائت، إن استخدام أسلحة كيماوية في سوريا يشكل "خطا أحمر وسيتسبب في رد انتقامي".

ترامب: أمريكا ستنزعج إذا كان الأسد يستخدم أسلحة كيماوية

من جهته، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريح مقتضب حول سوريا، الخميس، إن بلاده ستشعر بالانزعاج في حال كان بشار الأسد يستخدم أسلحة كيماوية في سوريا، بحسب وسائل إعلام أمريكية.

موسكو تدعو لإجراء تحقيق مهني وغير مسيس في استخدام الكيميائي

في المقابل، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف لرئيس آلية التحقيق المشتركة باستخدام "الكيميائي" في سوريا على ضرورة إجراء تحقيق غير منحاز وغير مسيس في حالات استخدام المواد السامة هناك. وقالت الخارجية الروسية في بيان إن ريابكوف التقى، الخميس، إدموند موليه، رئيس الآلية المشتركة بين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة للتحقيق في استخدام السلاح الكيميائي في سوريا. ويزور موليه موسكو لإجراء مشاورات على مستوى الخبراء بشأن استخدام السلاح الكيميائي في قرية معراتة أم حوش بريف حلب في 16 أيلول 2016 وفي مدينة خان شيخون في 4 نيسان 2017. وشدد ريابكوف على "ضرورة إجراء تحقيق عالي المهنية وغير منحاز وغير مسيس في الحالتين المذكورتين وغيرها من الحالات المتعلقة باستخدام المواد السامة في سوريا". وكانت اللجنة المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أعلنت قبل أشهر أن "غاز السارين" استخدم بالفعل في الهجوم على مدينة خان شيخون بريف إدلب، في شمال غرب سوريا، وأسفر عن مقتل 87 شخصاً، بينهم 31 طفلاً، حيث اتهمت كل من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية النظام السوري بتنفيذ هذه الهجمات، ولترد واشنطن بقصف مطار الشعيرات العسكري التابع لقوات الأسد بريف حمص بـ 59 صاروخ "توماهوك"، في الضربة هي الأولى من نوعها في سوريا، والتي جاءت بأمر من الرئيس دونالد ترامب.

لودريان يبحث ولافروف اقتراح فرنسا تشكيل مجموعة اتصال حول سورية

الحياة..باريس - رندة تقي الدين .. وصل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أمس، إلى موسكو حيث يلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف ليبحث معه في الاقتراح الفرنسي لتشكيل مجموعة اتصال حول سورية. وتقترح فرنسا إنشاء مجموعة مؤلفة من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي مع عدد من دول المنطقة لدعم عمل المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا الذي يعتزم عقد دورة مفاوضات جديدة مع الأطراف السورية في ١٨ أيلول (سبتمبر) الجاري في جنيف. وتقضي الفكرة الفرنسية بأن يعقد ممثلو الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن اجتماعاً في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة ليتفقوا على النهج الذي ينبغي اتباعه لدفع المفاوضات نحو حل سياسي في سورية. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حدد هذا الهدف في خطابه أمام السفراء الفرنسيين الأسبوع الماضي. وقال مصدر فرنسي مطلع على الملف السوري إن ما قاله دي ميستورا للمعارضة السورية وللنظام يمثل وسيلة لتذكير الطرفين بأن الحل الوحيد للصراع في سورية هو سياسي وليس عسكرياً، كما يمثل رسالة إلى النظام السوري بأن لا يعتقد أن النصر على الأرض هو الحل للوضع في سورية لأنه ما لم يتم التوصل إلى اتفاق سياسي لن يكون هناك سلام. وهذا هو الرأي السائد على مستوى القيادة الفرنسية التي ترى أنه حتى في حال انتصار النظام ستكون هناك دائماً معارضة عسكرية قوية على الأرض في سورية، ولن يكون هناك استقرار سياسي. وقال المصدر إن الرئيس ماكرون اقترح منذ لقائه بنظيره الأميركي دونالد ترامب تغيير النهج لدفع هذه المفاوضات والاستعانة بالدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن للضغط على اللاعبين في الصراع السوري لدفع المفاوضات. وفكرته هي أن تعيد هذه الدول الخمس تحديد معايير المفاوضات من أجل الحل في سورية، ثم توسيع هذه المجموعة إلى دول المنطقة لدفع اللاعبين في الصراع السوري إلى التقدم وعدم ترك دي ميستورا وحده.

معارك بين فصائل معارضة و «جيش خالد» في ريف درعا

لندن - «الحياة» .. قصفت قوات النظام بقذائف الهاون مناطق في درعا البلد بمدينة درعا، ما أدى إلى أضرار مادية، بينما أصيبت مواطنة وطفل بجروح، إثر إطلاق فصائل معارضة نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في حيي الكاشف والضاحية بمدينة درعا، والخاضعة لسيطرة قوات النظام. على صعيد آخر، تواصلت الاشتباكات بين الفصائل المعارضة و «جيش خالد بن الوليد» المبايع تنظيمَ «داعش» في حوض اليرموك. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الفصائل تمكنت من استعادة السيطرة على أجزاء من منطقة العبدلي والمجاحيد في ريف درعا الغربي. وقصفت الفصائل تمركزات لـ «جيش خالد» في بلدة سحم الجولان، ودارت اشتباكات بين الطرفين في محور سرية خراب الشحم في ريف درعا الغربي، إثر هجوم لـ «جيش خالد» على المنطقة. وخلفت الاشتباكات ليلة الخميس - الجمعة خسائر بشرية في صفوف الفصائل، إذ قضى 10 مقاتلين منهم خلال الهجوم الذي نفذه «جيش خالد بن الوليد»، وحصل فصل رؤوس بعضهم عن أجسادهم، فيما أحرقت جثث أخرى. ووردت معلومات عن قتلى في صفوف «جيش خالد». وكانت الفصائل أطلقت في أواخر آب (أغسطس) الفائت معركة لإنهاء وجود التنظيم في هذه المنطقة وتركزت الاشتباكات بين الطرفين في محيط جلين والشركة الليبية وعشترا وكتيبة (م.د)، وسط قصف مكثف من جانب الفصائل على مناطق سيطرة «جيش خالد». واستهدف الأخير مواقع الفصائل التي بدأت هجومها فجر الثامن والعشرين من الشهر الفائت تحت مسمى معركة «فتح الفتوح» لإنهاء وجود «جيش خالد» في الريف الغربي لدرعا، المحاذي للجولان السوري المحتل. يشار إلى أن «جيش خالد بن الوليد» كانتم الإعلان عنه في شهر أيار (مايو) من العام المنصرم، وهو يمثل اندماجاً للتشكيلات الموجودة ضمن حوض اليرموك ويشكل اللواء المبايع تنظيمَ «داعش» عمادها مع «حركة المثنى الإسلامية».

«داعش» والقوات النظامية يتبادلان هجمات معاكسة في دير الزور وغربها

لندن - «الحياة» .. شهدت ساعات الليلة الفائتة عمليات قصف جوي متواصلة، إذ استهدفت الطائرات الحربية الروسية والسورية بمزيد من الغارات مناطق سيطرة تنظيم «داعش» ومناطق تواجده في محيط مدينة دير الزور، وعلى الطريق الواصل بين مدينتي دير الزور والسخنة. وتزامنت الغارات مع اشتباكات بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها وبين عناصر تنظيم «داعش»على محاور في محيط الشولا، في محاولة من القوات النظامية للسيطرة على البلدة، والتقدم أكثر نحو المدخل الغربي لمدينة دير الزور. وشن التنظيم هجوماً على منطقة دوار البانوراما، ضمن محاولة منه لتحقيق تقدم على حساب القوات النظامية، وتبادل الجانبان قصفاً مكثفاً على محاور القتال ومناطق وجود التنظيم، وسط معلومات عن خسائر بشرية مؤكدة في صفوف الطرفين نتيجة التفجيرات والقصف والاشتباكات والغارات المكثفة. وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» نشر أول من أمس، أن الثغرة التي فتحتها القوات النظامية للوصول إلى اللواء 137، اقيمت مروراً بحقل الألغام الذي زرعه تنظيم «داعش» في وقت سابق بمحيط اللواء 137، حيث لا يتجاوز عرض الممر 10 أمتار، بينما لا يزال القتال مستمراً بين الجانبين على محاور في محيط قرية الشولا على طريق السخنة– دير الزور، في محاولة من القوات النظامية للسيطرة على تلال ومواقع في محيط القرية وأطرافها. وتحصل الاشتباكات بالتوازي مع قصف مكثف من القوات النظامية والطائرات الحربية والمروحية الروسية والسورية على محاور القتال. وكانت قافلة مساعدات إنسانية تضم عشرات الشاحنات قد تمكنت من الوصول إلى اللواء 137 في أطراف مدينة دير الزور، بعد توسيع القوات النظامية نطاق الثغرة الموصلة إلى موقع اللواء إثر معارك خاضتها ضد عناصر «داعش» على محاور في محيط اللواء. ومن المرتقب أن يدخل مزيد من الشاحنات خلال الفترة المقبلة، مع استمرار القوات النظامية في تفكيك الألغام وتوسيع الثغرة، وسط محاولات متلاحقة من قبل التنظيم لسد الممر ومعاودة فرض حصارها على اللواء 137 المتصل مع الكتلة المحاصرة في القسم الشمالي الغربي من مدينة دير الزور. ويستمر القتال بين القوات النظامية و»داعش» في هذه الأثناء على الطريق الواصل بين السخنة ودير الزور. وأفاد «المرصد السوري» بأن القتال يتركز في محيطي منطقة الشولا وطريق السخنة– تدمر، وسط عشرات الضربات الجوية منذ فجر أول من أمس، فيما تعمد القوات النظامية إلى توسيع نطاق سيطرتها في محيط الطريق لتأمينه في شكل كامل ضد الهجمات المعاكسة التي ينفذها التنظيم في المنطقة. وتمكنت القوات النظامية من تقليص المسافة بينها وبين منطقة دوار البانوراما إلى نحو 25 كلم، بعد أن كان التنظيم تمكن من إبعادها وإرجاعها إلى منطقة كباجب التي سيطرت عليها القوات النظامية خلال الأيام الفائتة.

إدلب وريف حماة

إلى ذلك، سمع دوي انفجار عنيف بعد منتصف ليل الخميس – الجمعة، قرب كازية الفلاحين في مدينة إدلب، ولم ترد معلومات عن ظروف الانفجار وطبيعته حتى اللحظة. ونفذت الطائرات الحربية مزيداً من الغارات على المناطق التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم «داعش» في ريف حماة الشرقي، ترافقت مع قصف القوات النظامية المناطق ذاتها، وسط معارك كر وفر بينها وبين عناصر «داعش» في محور عقيربات بالريف الشرقي لحماة. وقصفت القوات النظامية بعد منتصف ليل الخميس – الجمعة، مناطق في قرية الزارة بريف حماة الجنوبي، ما أدى إلى أضرار مادية.

الـ «تنظيم» يخسر في أسابيع 17 ألف كلم مربع في سورية

لندن - «الحياة» .. منذ السابع عشر من تموز (يوليو) من العام الحاري، تاريخ إنهاء القوات النظامية وجود عناصر تنظيم «داعش» في القسم الغربي من ريف الرقة الجنوبي وحتى أمس، رصد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» انهيارات متتالية في صفوف عناصر التنظيم الذين أجبروا على ترك مئات الكيلومترات المربعة، بعد اقتراب القوات النظامية من محاصرتها فيها. ومنذ ذلك التاريخ، تمكنت القوات النظامية من تحقيق تقدم في نحو 17 ألف كيلومتر مربع ممتدة على محافظات دير الزور وحمص وحماة والرقة، مستعيدة أكثر من 9 في المئة من مساحة الأراضي السورية. وتسببت العمليات العسكرية التي استعادتها فيها القوات النظامية في مقتل المئات من كل طرف في معارك الكر والفر والغارات الجوية والقصف. ووثق «المرصد السوري» مقتل 1248 عنصراً من الجانبين منذ 17 تموز (يوليو) حتى يوم أمس، هم 812 قتيلاً من عناصر تنظيم «داعش»، بينهم ما لا يقل عن 92 عنصراً ممن فجروا أنفسهم بآليات مفخخة وبأحزمة ناسفة، إضافة إلى 436 عنصراً من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها.

تقرير / أميركا أهدتْ النصر لإيران و«حزب الله» في بلاد الشام ...هل تستفزّ إسرائيل روسيا في سورية؟

الراي..تقارير خاصة .. كتب – إيليا ج. مغناير .. كثُر التحليل عن استفزازِ إسرائيل لروسيا في سورية من خلال ضرْب طيرانها هدفاً في منطقة مصياف على بعد نحو 100 كيلومتر من الحدود اللبنانية، وهو الهدف الذي قامتْ تل أبيب بضربه، فجر الخميس الماضي، من المجال الجوي اللبناني الذي تستبيحه من دون أن يكون الجيش اللبناني قادراً على منْعها. والواقع أن هذه الضربة لم تشكّل أي استفزازٍ، بل على العكس فإن اسرائيل تقوم بما اتفقتْ عليه مع روسيا: موسكو ستبقى دائماً خارج صراع اسرائيل - «حزب الله» ولن تتدخّل عندما ترى تل ابيب أن حمايةَ أمْنها الوطني على المحكّ. وهذا بالضبط ما حصل. لقد سارَعَ المغرّدون خارج السرب والرافضون لقبول ان الحرب السورية شارفتْ على النهاية (حتى ولو بقيتْ العمليات العسكرية محدودةً وضمن إطار مدروس ومحدَّد ومتوافَق عليه دولياً) إلى إلقاء مناشير دعايتهم بأن «إسرائيل ضربتْ مركزاً عسكرياً معنياً بتطوير الأسلحة الكيماوية». وهذه ما هي إلا محاولة فاشلة لاستقطاب تدخّل عسكري أميركي، على غرار ضربة «التوماهوك» الأميركية الهوليوودية لمطار الشعيرات العسكري قبل أشهر عدّة والتي لم تؤدّ إلى نتيجة سوى ضمن الإطار الاستعراضي. ولا يريد هؤلاء الاقتناع بأن أميركا لن تتدخّل في الحرب المنتهية في سورية وأن هذا المحور الذي نادى بتغيير الأنظمة في الشرق الأوسط قد فشل في تحقيق أهدافه. إذاً الهدف الاسرائيلي كان مخزن أسلحةٍ متطوّرة لإيران وحليفها «حزب الله» اللبناني الذي تراقبُ طائرات اسرائيلية من دون طيار سماء سورية بانتظامٍ وترصد حركة تسليحه من إيران عن طريق الجو والبحر، وتساعدها في ذلك الطائرات الأميركية ومخابراتها لأن «العدو واحد، حزب الله». إلا أن الطائرات الاسرائيلية لا يمكن لها أن تغادر تل أبيب باتجاه لبنان وسورية من دون أن تعرّف عن نفسها وتنسّق مع الدولة العظمى روسيا، التي يتواجد جنودُها وطائراتها وسفنها ضمن دائرة «إصابة الهدف» لأي طائرة محلّقة في أجواء إسرائيل، لبنان وسورية. وقد أَطلقتْ إسرائيل صواريخ دقيقة الإصابة على الهدف وهي الصواريخ نفسها التي استخدمتْها لاغتيال الأسير المحرر سمير القنطار في دمشق. ويقول خبير عسكري موجود في سورية إن «الصواريخ الاعتراضية السورية اس- 300 والأكثر تطوراً اس – 400 الموجودة في سورية بإدارة روسية تستطيع التعامل مع أي صاروخ تطْلقه الطائرات الاسرائيلية ويستطيع رؤيتها وإسقاطها قبل وصولها الى هدفها، إذا توافرتْ الإرادة لذلك». ويضيف المصدر العسكري المسؤول إن «من المستحيل أن تُقْدِم أي قوة أو دولة على التواجد ضمن إطار (الخطر) على القوات الروسية الموجودة في سورية من دون إخطار غرفة العمليات المشتركة بذلك كي لا يتم استهدافها وإسقاطها». وهذا لا يعني تواطؤاً روسياً - كما يعتقد البعض - مع إسرائيل ضدّ الرئيس السوري بشار الأسد أو ضدّ إيران أو ضدّ «حزب الله»، بل هي سياسة واضحة تتمثّل بمحافظة روسيا على مصالحها في منطقة الشرق الأوسط. فموسكو تعلم أن الأسد هو الوحيد الذي يحافظ على مصالحها في سورية. والطرفان الروسي والسوري يعلمان أن الأسد لا تبعية مطلقة له للكرملين وتجمعهما المصلحة الاستراتيجية التي تقضي بالمحافظة على حكم قوي في بلاد الشام لتبقي روسيا على قواعدها العسكرية - البحرية في البحر المتوسط وعلى مقربة من أوروبا وحدود حلف «الناتو» في تركيا، فيما علاقة الأسد بإيران و«حزب الله» علاقة مصيرية وارتباطهم ارتباط البيت الواحد. فروسيا لديها مصالح مع الجميع في الشرق الأوسط ومع دول الخليج ولا تريد معاداة أحد، بل تريد استقطاب المال العربي للاستثمار في روسيا وشراء منتجاتها العسكرية خصوصاً. وهذه العلاقة ستتطوّر أكثر بعدما جلبتْ أميركا الدب الروسي إلى الشرق الأوسط منذ أن حاولتْ ضرب مصالح روسيا في أوكرانيا. وقد هاجمت أوروبا - أميركا المصالح الحيوية الروسية (لا سيما المورد الرئيسي للاقتصاد الروسي الذي يعتمد على بيع الغاز لأوروبا عن طريق اوكرانيا) عندما كانت موسكو تريد علاقات مميزة مع الولايات المتحدة وتريد الابتعاد عن الشرق الأوسط لتتركه لواشنطن. إذاً الخطأ السياسي الذي ارتكبتْه واشنطن في أوكرانيا أَحْضَرَ بوتين إلى سورية وأعطى الانتصار لإيران و«حزب الله» في بلاد الشام وضرَب مصالح حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط الذين يشعرون بالمرارة اليوم لخسارتهم مشروع تغيير خريطة القوى في الشرق الأوسط. اليوم تريد روسيا المحافظة على علاقة طيّبة مع الجميع ما عدا أميركا، وهي تعمل لفتح قنوات مهمة مع حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، وعلى رأس هؤلاء إسرائيل ودول الخليج، وسترعى مصالحهم من دون التدخل المباشر في ما بينهم لا سيما في الصراع بين إسرائيل و«حزب الله».

رعب من أغلفة كتب مدرسية في مناطق النظام

دمشق: «الشرق الأوسط»... أعرب سوريون عن دهشتهم لدى رؤية أغلفة كتب مدرسية وضعتها وزارة التربية ووزعتها مع بدء العام الدراسي الأسبوع الماضي. رغم أن الوزارة اعتمدت في تصميم الأغلفة الجدية على لوحات فنية لكبار الفنانين التشكيليين السوريين كأدهم إسماعيل ونذير نبعة ولؤي كيالي وفاتح المدرس، وصور لمنحوتات أثرية تشير إلى حقب تاريخية، بدت أغلفة متجهمة ويائسة وبعضها يثير الرعب في النفوس. وكانت صفحة «نبض الجامعات السورية» أول المستنكرين لهذه الخطوة، ورأت فيها إعلان «حرب بصرية بين الكتاب والطالب لا أحد يعلم عواقبها». وقدرت ساخرة أن تكون وزارة التربية في حكومة النظام استعانت «بمخرج فيلم الرعب الشهير كونجورينغ لوضع أغلفة الكتب هذا العام 2017 - 2018»، معتبرة الأغلفة الجديدة في بلاد تنهض بنفسها من مستنقع الحرب «استخفافا بتنشئة جيلٍ صاعد من المفروض أن يكون الاهتمام به مضاعفا لما رآه في السنوات التي مضت». وخلال ساعات قليلة تناقلت أكثر من ثلاثة آلاف صفحة سورية عن صفحة «نبض الجامعات» صور أغلفة جديدة. واعتبرت صفحة «طرطوس قلب سوريا» تلك المناهج وصفة مثالية لتصنيع «داعشي في خمسة أيام». في المقابل، رحب الناقد التشكيلي أديب مخزوم باستخدام لوحات فنانين رواد على أغلفة الكتب المدرسية باعتبارها «خطوة حضارية». وقال على صفحته في «فيسبوك»: «ستساهم بتقريب اللوحة من تلاميذ المدارس، وستعرفهم على أسماء وأعمال بعض كبار رواد الحداثة الفنية التشكيلية السورية». لكن فنانا آخر، قال إن لوحة فاتح المدرس «تختزن الكثير من الحزن والبؤس والرفض، لا تصلح لأن تكون غلافا لكتاب ملزم الطالب بدراسته». وأفادت مدرسة ابتدائي في دمشق أنها مع التجديد الدائم في الكتب المدرسية «لكن بعض الخيارات في بعض الأغلفة لم يكن موفقا، ولم يلحظ الحالة النفسية التي يعانيها جيل من الأطفال السوريين». وزادت: «تمنح الأغلفة شعورا بالخوف والكراهية».

3 أطفال يموتون شهرياً... و250 مريضاً ينتظرون الإجلاء الطبي... 480 حبة {سيتامول} إلى غوطة دمشق بعد اتفاق «خفض التصعيد»

({الشرق الأوسط}).. غازي عنتاب (تركيا): كمال شيخو.... بصوتٍ خافت ممزوج بالحزن وكلمات شقت الصمت، بدأ الدكتور حمزة حديثه عبر خدمة «سكايب» ليشرح الكارثة الصحية التي تنتظر نحو 250 مصابا يعانون من أمراض مزمنة وحادة، من أبناء المناطق المحاصرة بالغوطة الشرقية لدمشق... الحالات وضعها الطبي حرج جداً ويستدعي الإجلاء الطبي الفوري، وإلا فسيواجهون مصير الموت، كالطفلة سارة أبو أحمد التي فقدت حياتها، وسبقها الطفل كنان الدقر والطفلة فرح عثمان أيضاً. يعمل الدكتور حمزة في نقطة طبية ببلدة عربين (7 كلم شمال شرقي دمشق)، التي تحاصرها القوات النظامية منذ قرابة 4 سنوات وتمنع دخول المساعدات الإنسانية والطبية، وفي حديثه إلى «الشرق الأوسط» روى الطبيب قصة الأطفال الثلاثة الذين ماتوا في شهر أغسطس (آب) الماضي، لنقص في العلاج والمستلزمات الطبية: «لقد كانوا بأمسّ الحاجة لإسعافهم إلى مشافٍ تخصصية لا تبعد عنهم سوى بضعة كيلومترات». ويتابع: «الطفلة سارة من بلدة عربين، تمت الموافقة على إخراجها من الغوطة وعلاجها في روسيا بعد تدهور حالتها الصحية سريعاً، لكنها ماتت بسبب تعمد أجهزة النظام السوري التباطؤ في إخلائها»، والكلام للدكتور حمزة؛ حيث كانت سارة ثالث طفل من عائلتها يتوفى بالمرض نفسه، وهو داء يسمى «ريتنوبلاستوما»، عبارة عن ورم قاتل يصيب شبكية العين ويتطور بسرعة ما لم تتم معالجة الطفل المصاب. وكانت بحاجة إلى علاج إشعاعي، وهذا غير متوفر في مشافي الغوطة، حتى قضت في 24 أغسطس الماضي، بحسب الدكتور حمزة. أما الطفلة فرح عثمان، وكانت تبلغ من العمر 10 أشهر، فماتت هي الأخرى في 18 من أغسطس الماضي بمرض «اللوكيميا» أو سرطان الدّم، وهو من الأمراض الخبيثة، فيما الطفل كنان الدقر، من بلدة سقبا والذي لم يتجاوز عمره 7 أشهر، وكان من بين الأسماء التي تمت الموافقة على علاجها في مشافي دمشق، بقي قرابة شهر يصارع المرض حتى فارق الحياة في 11 من الشهر الماضي. يتابع الدكتور حمزة كلامه: «هناك 250 مريضا في الغوطة يعانون من أمراض مزمنة وحادة، تم إرسال القائمة إلى الفرق الطبية في شعبة الهلال الأحمر بمدينة دوما، والأخيرة بدورها رفعتها إلى مقر الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري بدمشق»، إلا أن تلك الجهات لم تتدخل لوضع حد لهذه المأساة. يضيف الطبيب: «هؤلاء المرضى وبعد سماعهم بوفاة الأطفال الثلاثة، تردت حالتهم النفسية لأنهم يخشون الموت على أسرتهم».

تقنين الأدوية

وتعاني المشافي والنقاط الطبية العاملة في المناطق المحاصرة شرق دمشق، من قلة المواد الطبية والأدوية، وأخبر الدكتور حمزة أنهم منذ فترة اضطروا إلى التقليل من عدد العمليات الجراحية إلا للحالات الحرجة، حفاظاً على ما تبقى من مستلزمات طبية لأنها على وشك النفاد. وذكر أن شراب الالتهاب لا يوصف إلا للأمراض الشديدة، لقلة الدواء، مشيرا إلى أن عمليات القسطرة والجراحة القلبية والعلاج الإشعاعي أو الكيميائي، غير متوفرة في المشافي والنقاط الطبية العاملة في الغوطة. وغوطة دمشق الشرقية هي من بين المناطق الأربع التي شملتها خطة «خفض التصعيد» التي أبرمتها روسيا حليف النظام السوري، مع فصيلي «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» أكبر الفصائل المقاتلة في المنطقة، ودخلت الهدنة حيز التنفيذ في 23 يوليو (تموز) الماضي، ونص الاتفاق على إدخال قوافل إنسانية للمناطق المحاصرة بالغوطة، وإخراج أول دفعة من المصابين والجرحى. بيد أنّ الدكتور حمزة نفى خروج أي مريض أو مصاب من الغوطة، وأكد أن قائمة الأدوية التي وصلت من بين قافلتين سمح لهما بالدخول منذ تاريخه؛ «تفيد بإسعاف رعاية صحية أولية، مثلاً تسلمنا 480 حبة (سيتامول) فقط لكل الغوطة، هذا الرقم كان مستفزا وصادما، أي صيدلية في العاصمة دمشق تبيع هذا العدد خلال ساعتين، كما تسلمنا دواء القمل والجرب، وشرابات أطفال، ومسكنات (بروفين) بكميات قليلة، وكل هذه الأدوية لا تفيد بالعمليات الجراحية والأورام الخبيثة». وكشف الدكتور محمد كتوب، مدير قسم المناصرة في «الجمعية الطبية الأميركية - السورية (سامز)»، أن ستيفن أوبراين، نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، على علم بهذه الحالات؛ «بالذات حالة سارة وكنان، فهو واحد من بين شخصيات دولية كثيرة مطلع على الملفات العالقة بين أروقة المنظمة العالمية». وعبر كتوب باستغراب عن تعاطي الجهات الدولية مع الملف الإنساني في سوريا، ويزيد: «أستطيع أن أفهم هذا الخذلان وعجز تلك الشخصيات، لكن لا أستطيع أن أفهم كيف لأولئك الموظفين الأمميين في دمشق أن يناموا؛ وهناك 250 مريضا في الغوطة يتساقطون واحداً تلو الآخر بسبب تقصيرهم».

مساهمة تطوعية من «سامز»

ومنظمة «سامز» لديها اتصالات مع كثير من القنوات الإنسانية، مثل وكالات الأمم المتحدة، وبعثات الدول وسفاراتها في واشنطن ونيويورك. ولفت الدكتور كتوب إلى أن «سامز» شكلت فريق عمل ملف الإخلاء، وتواصلت مع كل السفارات والبعثات التي تستطيع المساعدة؛ «لكن من دون جدوى»، وأضاف: «طلبت إحدى البعثات الغربية لدى الأمم المتحدة، أن نقترح آلية للإخلاء، وبالفعل قمنا بالتعاون مع الكوادر المحلية في الغوطة لوضع آلية لتقييم الحالات طبيا وبشكل علمي، لكنهم لم يتجاوبوا مع الخطة». وذكر الدكتور كتوب المنحدر من مدينة دوما بريف دمشق، أنّ النظام السوري وافق على إخلاء 5 حالات مرضية فقط للعلاج في دمشق منذ بداية العام الحالي، لكن أجهزة المخابرات اعتقلت والد أحدهم، وقال: «إحدى الحالات كان طفلا بعمر 5 سنوات، وفي الغوطة هذا السن لا يملك أوراقا رسمية ولا حتى شهادة ولادة، جراء الحصار، بعد نقله إلى دمشق قبل شهرين ولبدء العلاج، طلب من والده استصدار قيد للطفل، واعتقل الأب من دائرة نفوس ريف دمشق في مدينة التل ولم يفرج عنه حتى تاريخه». وبحسب مصدر مطلع طلب عدم الإفصاح عن اسمه وصفته، فقد أرجع تعثر تطبيق الهدنة في الغوطة الشرقية إلى نقطتين خلافيتين؛ الأولى: تأخير متعمد في ترحيل مقاتلي «هيئة تحرير الشام»، (النصرة سابقا)، في الغوطة، ويقدر عددهم بنحو 500 عنصر. أما النقطة الثانية، فتتعلق بشرط الجانب الروسي بتشكيل جيش وطني يضم جميع الفصائل المسلحة (المعارضة) في مناطق وبلدات الغوطة، على أن يشمل فصيلي «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن»، والطرفان دخلا في معارك جانبية معاً. وفي ختام حديثه، قلل المصدر من جدية التزام النظام بتطبيق بنود الاتفاقية، منوهاً: «باتت في حكم المنتهية، فالنظام بعد الانتهاء من معركة دير الزور، سيتفرغ لباقي المناطق، وستكون الغوطة في مرمى نيرانه».

الأمم المتحدة توقف المساعدات عن 20 ألف عائلة سورية

الشرق الاوسط...بيروت: كارولين عاكوم.. أوقفت منظمة الأمم المتحدة المساعدات النقدية والغذائية لـ20 ألف عائلة سورية لاجئة في لبنان من أصل ثلاثين ألفا كانت تحصل عليها، لأسباب قالت إنها مرتبطة بعدم توافر التمويل اللازم، مع تأكيدها على الاستمرار بالبرنامج إنما بعد إعادة توزيع هذه المساعدات ومنحها للأكثر فقرا. ومن خلال رسائل نصية عبر الهواتف الجوالة تلقت هذه العائلات التي يعيش معظمها تحت خط الفقر خبر توقف المساعدات، وهو القرار نفسه الذي كان قد اتخذ بحق آلاف العائلات قبل عامين. وجاء في رسالة «برنامج الأغذية» التابع للأمم المتحدة: «يؤسفنا إبلاغك بأن شهر أكتوبر (تشرين الأول) سيكون آخر شهر يمكنك فيه الاستفادة من المساعدات المقدمة عن طريق برنامج الأغذية العالمي، لأنك لم تعد مخولا للحصول على المساعدات الغذائية». وفي حين يحذّر خالد رعد، المسؤول عن ملف اللاجئين في منطقة عرسال في البقاع، من نتائج إيقاف المساعدات على العائلات لا سيما أن عددا كبيرا منها تتألف فقط من نساء وأطفال، تؤكد مفوضية شؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، على لسان المتحدثة باسمها، ليزا بوخالد: «إن هذا القرار الذي اتخذته المفوضية وبرنامج الغذاء العالمي أتى بعد إعادة دراسة ملفات العائلات، بحيث تم إيقاف المساعدات عن 20 ألف عائلة وتقديمها إلى 20 ألف عائلة أخرى أكثر فقرا وحاجة، وبالتالي لا يزال عدد العائلات التي يشملها البرنامج كما كان في السابق، وذلك من أصل مليون و50 ألف لاجئ مسجلين في لبنان لدى الأمم المتحدة». ويقول رعد، وهو عضو الهيئة التربوية في الحكومة المؤقتة التابعة لـ«الائتلاف الوطني»، إن القرار شمل ألف عائلة موجودة في عرسال من أصل 20 ألفا، معتبرا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن اختيار العائلات جاء عشوائيا، والدليل على ذلك أن عددا كبيرا منها يعتمد بشكل كامل على هذه المساعدات، إضافة إلى تلك التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي التابع بدوره للأمم المتحدة، والتي تبلغ 27 دولارا أميركيا وتوقفت بدورها، وهو الأمر الذي من شأنه أن يفاقم معاناة هذه العائلات التي تعيش في خيم وتعتمد في غذائها على الخبز، وتصرف المبلغ لشراء الدواء، وتسديد ديونها المتراكمة». ويضيف رعد: «بعد عمليتي عرسال والجرود ضد (داعش) و(جبهة النصرة) غادر نحو 5 آلاف شخص إلى إدلب و600 شخص إلى دير الزور ونحو ألف شخص إلى الرحيبة في القلمون، وعدد كبير من هؤلاء كان يحصل على المساعدات، وبالتالي بدل إعادة توزيع حصصهم إلى عائلات أخرى جاء القرار يإيقافها، بحجة عدم توفر المبالغ اللازمة». في المقابل، تؤكد بوخالد أن «اختيار العائلات لم يكن عشوائيا بل بدقة انطلاقا من معايير محددة اجتماعية واقتصادية ودراسة نقوم بها كل عام»، من دون أن تنفي أنه كانت هناك صعوبة في هذا الأمر لا سيما أن 70 في المائة من اللاجئين السوريين في لبنان يعيشون تحت خط الفقر، مضيفة «لا نقول إن وضع من توقفت عنهم المساعدات جيد إنما ما قمنا به هو تحويلها إلى العائلات الأكثر حاجة لمبلغ نقرّ أنه ضئيل ولا يتجاوز الـ175 دولارا أميركيا في الشهر، إنما المشكلة تكمن في غياب التمويل والموارد الكافية، وهو ما حذرنا منه في وقت سابق». وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت في شهر يونيو (حزيران) الماضي، أن نقص التمويل المقدر بأكثر من مليار دولار يهدد استمرار المساعدات الحيوية التي تقدمها المفوضية لستين ألف أسرة في الأردن ولبنان، مؤكدة أن الاستمرار بتقديم المساعدات يتطلب الحصول على مساهمات إضافية بشكل عاجل لتجنب التقليص الكبير للخدمات الأساسية والمنقذة للحياة للاجئين السوريين في النصف الثاني من العام.

فصائل معارضة تستعد للانسحاب من البادية... ومخيم الركبان ملجأ أخير للنازحين

الشرق الاوسط..بيروت: كارولين عاكوم... بات مخيم الركبان الملجأ الوحيد للنازحين السوريين في منطقة البادية في ظل توجّه الفصائل العاملة في المنطقة للانسحاب إلى داخل الأردن؛ تنفيذا لطلب «غرفة العمليات العسكرية» (موك) بقيادة وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه). ورغم محاولة القياديين في هذه الفصائل عدم ربط إخلاء مخيم الرويشد أو ما يعرف بمخيم الحدلات ونقل العائلات إلى الركبان، بقرار انسحابهم، أكدت مصادر هذا الأمر، معتبرة أنه لا خيار أمام الفصائل إلا التجاوب مع طلب «موك» الذي باتت المفاوضات بشأنه في مراحلها الأخيرة، بحيث تحاول الفصائل المنقسمة حول هذا القرار إخضاع المنطقة لاتفاق خفض التصعيد على غرار اتفاقات مماثلة أخرى؛ الأمر الذي يلقى رفضا، بحسب ما لفتت مصادر متابعة لـ«الشرق الأوسط». وقالت: «لا يبدو أن هناك تجاوبا مع طرحنا والتوجه هو للانسحاب، بينما نحاول قدر الإمكان التخفيف من وطأة هذا القرار، وبخاصة على المقاتلين قبل الإعلان عنه رسميا». من جهته، عبّر «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أمس عن خشيته بأن يكون طلب انسحاب فصيلي «أسود الشرقية» و«قوات الشهيد أحمد العبدو»: «جزءاً من ترتيبات أو صفقة مع روسيا والنظام المجرم بشأن البادية السورية وإخلائها من الجيش الحر». وفي اليومين الماضيين، غادر كل من تبقى من نازحي مخيم الرويشد باتجاه الركبان الذي بات يضم نحو 90 ألف نازح وفق التقديرات التي تفتقد إلى أرقام رسمية نتيجة رفض الأمم المتحدة رعايته بشكل مباشر وتعتمد على وسطاء، بحسب عمر البنيه، الناطق باسم عشائر البادية وتدمر، لـ«الشرق الأوسط». ويؤكد نائب قائد «أسود الشرقية» أبو برزان السلطاني، أن نقل العائلات ليس مرتبطا بقرار الانسحاب إنما لإبعادهم عن خطر قصف النظام الذي يستهدفهم بشكل مستمر، وبخاصة أن «الركبان» يعتبر أنه خاضع لحماية قاعدة التنف العسكرية الأميركية القريبة منه، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «حماية المدنيين يبقى الهدف الأول بالنسبة إلينا والأولوية التي سنأخذها بعين الاعتبار عند اتخاذ أي قرار»، في حين يشدد البنيه على رفض إقحام المدنيين والمخيمات في أي موضوع عسكري أو استخدامهم كورقة ضغط في أي اتفاق، لافتا إلى أن غرفة «الموك» كانت قد حذّرت الفصائل بأن النظام قد يأخذ المخيمات ذريعة لقصفها إذا لم يتم الانسحاب من المنطقة. وكانت مصادر كشفت لـ«الشرق الأوسط»، عن أن الطرح الذي قدمته «موك» للفصائل يقضي بانسحابها من الحدود وإخراج عائلات المقاتلين من البادية إلى منطقة الأزرق الأردنية، على أن تلتزم الفصائل بوقف القتال مع النظام، وينتقل مقاتلوها إلى مخيم تدريبي عسكري داخل الأردن، وسيتم تجميد تسليم السلاح لهم مع الإبقاء على الرواتب إلى أن يحين وقت دخولهم إلى سوريا. وقال: «الائتلاف» في بيان: «بدل تعزيز دور الفصيلين في محاربة النظام وتمدد (داعش) في البادية السورية، تقوم جهات إقليمية وخارجية بتوجيه رسالة ممتلئة بالشروط التي تخل بوجود ودور ومصير هذين الفصيلين، وتأكيد بنودها في لقاءات عقدت في إحدى دول الجوار تقضي بخروج قوات الفصيلين وأسلحتهم إلى الأردن وترحيل عائلاتهم إلى مخيم الأزرق، وبما يخالف إرادة وإصرار الفصيلين وعلاقتهما بغرفة الدعم والمعارك الدائرة في المنطقة». ورأى أن ما يجري غير مفهوم أبدا بالنسبة للكثيرين، ويخشى أن يكون جزءاً من ترتيبات أو صفقة مع روسيا والنظام المجرم بشأن البادية السورية وإخلائها من «الجيش الحر». ورفض الائتلاف «ترحيل قوات مقاتلة مشهود لها بالشجاعة والثبات إلى خارج الأراضي السورية، في وقت تتحرك فيه (داعش) بحرية في اتجاهات مختلفة على الأراضي السورية أمام مرأى العالم، ومراقبة الأقمار الصناعية لدول كبرى، مدينا «أي صفقات تجري في البادية على حساب نضالات الشعب السوري وطموحاته المشروعة في انتزاع حريته، وفي محاربة نظام الجريمة والفئوية وتنظيم داعش الإرهابي». وعلى الصعيد الإنساني وأمام تزايد عدد النازحين في مخيم الركبان، يحذر البنيه من تفاقم الأزمة ومعاناة النازحين نتيجة تزايد العدد بعدما انضم إليهم نحو 5 آلاف شخص، معظمهم من عائلات مقاتلي الفصائل. ويعزو معاناة مخيم الركبان إلى سيطرة فصيل «أحرار العشائر» عليه، وبخاصة أن هذا الأمر يقف حاجزا أمام تقديم المنظمات المساعدات له رافضة التعامل مع المسلحين واقتصارها على الأمم المتحدة التي بدورها تقدمها عبر وسيط عسكري هو «الأحرار». من هنا، طالب البنيه بأن يتم العمل على تنظيم المخيم وتشكيل غرفة شرطة مدنية لإدارته بعيدا عن أي فصيل عسكري، آملا أن تقدم المساعدات للنازحين الذين يعيشون في نقص دائم من المواد الغذائية والمياه. وكانت الأمم المتحدة، قد أعربت عن قلقها حيال ما يجري لنازحي مخيم الحدلات وعشرات آلاف النازحين في مخيم الركبان، غالبيتهم من النساء والأطفال والشيوخ، مشيرة إلى أن الغذاء والماء والدواء شحيح جداً في المخيم، وتعيش بعض الأسر على الطحين والماء فقط، محذرة من ازدياد الوضع سوءا، وبأن تدهور الوضع قد يجبر بعضهم على محاولة مغادرة المنطقة، ويخاطرون بأرواحهم في وسط صحراء منعزلة على غير هدى فقط بحثا عن الأمان.

ميليشيات إيرانية في دير الزور... وقصف أميركي وروسي على «داعش» وموسكو تعلن مقتل قياديين من التنظيم... وواشنطن تستهدف صفقة «حزب الله»

الشرق الاوسط..بيروت: بولا أسطيح.... أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس مقتل 40 عنصرا من «داعش» بينهم 4 من القادة البارزين في التنظيم في غارة للطيران الروسي بدير الزور شرق سوريا، وذلك بعد ساعات معدودة من إعلان مسؤول عسكري أميركي قتل 85 عنصرا من التنظيم نفسه كانوا ضمن القافلة التي تركت منطقة القلمون على الحدود مع لبنان ولا تزال عالقة في الصحراء السورية. وكشفت مصادر، عن أن عناصر من «الحرس الثوري الإيراني» المتواجدة في منطقة حميمة جنوب شرقي دير الزور تتحضر للتوجه للمشاركة في معركة دير الزور. ولم يسجل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أيا من العمليتين اللتين أشار إليهما الروس والأميركيون، وأوضح مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن، أنهم يوثقون بشكل يومي مقتل عناصر من التنظيم بغارات جوية في دير الزور: «إلا أننا لم نسجل مقتل كل هؤلاء بعمليات محددة». وتساءل لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كانت هذه العمليات حصلت فعلا فلماذا لا يتم نشر صور لها؟» وأضاف: «لا شك أن الغارات كما الطلعات الجوية في دير الزور منسقة بين الطرفين الأميركي والروسي اللذين يتناوبان على ضرب (داعش)». وذكر بيان لوزارة الدفاع الروسية، أمس، أن 4 من قيادات التنظيم المتطرف، من بينهم أبو محمد الشيمالي، أمير دير الزور، قتلوا في ضربة جوية نفذتها طائرات حربية روسية في الخامس من الشهر الحالي، موضحا أن الغارة أصابت غولمرود حليموف، الذي كان يشغل منصب «وزير الحرب» في التنظيم: «إصابة قاتلة». وبحسب المسؤولين الروس، كان حليموف، وأصله من طاجيكستان، عنصرا في القوات الخاصة قبل انضمامه إلى تنظيم داعش عام 2015. وقال الجيش الروسي، إن «طائراته قصفت مسلحي التنظيم خلال اجتماعهم لبحث خطة التصدي للقوات السورية التي حققت انتصارات في دير الزور». وكان مسؤول عسكري أميركي استبق الإعلان الروسي بتأكيده أن التحالف الدولي ضد «داعش» قتل 85 عنصرا من التنظيم المتطرف كانوا في القافلة المحاصرة في الصحراء السورية وتضم في 17 حافلة، عالقة في محافظة دير الزور منذ 29 أغسطس (آب) الماضي. ويقول مسؤولون أميركيون، إن نحو 300 من عناصر «داعش» وعدد مماثل من المدنيين من أفراد أسرهم، هم في الحافلات التي انطلقت من الحدود اللبنانية - السورية باتجاه الحدود العراقية بموجب اتفاق مع «حزب الله». لكن التحالف الدولي بقيادة واشنطن عرقل سير الحافلات بشنه ضربتين جويتين استهدفتا طريقاً كان من المفترض أن تسلكها القافلة خلال توجهها إلى مدينة البوكمال الحدودية مع العراق؛ ما دفعها إلى تغيير وجهتها نحو مدينة الميادين الواقعة على بعد 45 كلم جنوب شرقي دير الزور، من دون أن تتمكن من التقدم. وأوضح الناطق باسم الجيش الأميركي ريان ديلون، أن التحالف لم يستهدف القافلة نفسها، وسمح بوصول الطعام لركاب الحافلات، لكنه أشار إلى قتل نحو 85 من عناصر «داعش»، إما كانوا ضمن القافلة وإما حاولوا مغادرتها في سيارات. وقال ديلون، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، عبر الهاتف للصحافيين من بغداد «لقد استهدفنا مقاتلين للتنظيم في شكل منفرد ومقاتلين غادروها (القافلة) في مجموعات صغيرة». وأضاف: «بمجرد ابتعاد مقاتلي التنظيم بقدر كاف من الحافلات، استهدفناهم وسنواصل استهدافهم... حيث يمكننا إصابتهم من دون إلحاق الضرر بالمدنيين في القافلة». وكانت القافلة التي تضم عناصر التنظيم انقسمت إلى مجموعتين يوم الأحد الماضي؛ إذ بقيت بعض الحافلات في الصحراء في شمال غربي البوكمال، في حين توجهت البقية نحو مدينة تدمر في وسط حمص، وهي منطقة تسيطر عليها الحكومة السورية. وقال ديلون، إن التحالف «قرر وقف رصد (الحافلات) التي توجهت غربا في الداخل السوري». وقدم التحالف إلى روسيا اقتراحا يسمح بخروج المدنيين من القافلة. لكن ديلون أوضح، أن الاقتراح لم يلق تجاوبا من موسكو، ما يبقي مصير مقاتلي التنظيم وعائلاتهم غامضا. في هذا الوقت، استعرت مجددا المعركة داخل مدينة دير الزور التي تمكنت قوات النظام السوري مؤخرا من الوصول إليها وفك جزء من الحصار الذي يفرضه «داعش» على قوات أخرى تابعة لها موجودة فيها. وأفاد «المرصد» بأن طائرات الروسية وأخرى تابعة للنظام واستهدفت يوم أمس وبشكل مكثف مناطق في محيط اللواء 137. وفي منطقة جبل الثردة ومحيط المطار العسكري، وفي المنطقة الفاصلة بين كتلة مطار دير الزور العسكري وكتلة الجورة والقصور واللواء 137، وسط اشتباكات عنيفة في منطقة المقابر بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» من جهة أخرى. كذلك قال «المرصد»، إن بلدة الشولا تشهد اشتباكات عنيفة بالتزامن مع قيام «داعش» على إضرام النيران في آبار نفطية بجنوب طريق دير الزور - السخنة - دمشق، الذي يعد الشريان الرئيسي لمدينة دير الزور. وأشار رامي عبد الرحمن مدير «المرصد» في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن معركة مدينة دير الزور «تنحصر بسعي النظام للسيطرة على الطريق السابق ذكرها؛ لأنه بذلك يتحول من محاصر داخل المدينة إلى الطرف الذي سيحاصر عناصر (داعش) الذين يسيطرون على 60 في المائة منها». وأضاف: «بعد السيطرة على الشولا، سيتجه النظام للسيطرة على الحقول النفطية وصولا لدوار البانوراما، وبذلك تكون معركة المدينة حسمت للنظام». في هذا الوقت، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر مقرب من قوات النظام وصول مساعدات عسكرية روسية إلى دير الزور لدعم القوات المتقدمة في المنطقة. وقال المصدر: «أرسلت القوات الروسية في قاعدة حميميم العسكرية في محافظة اللاذقية، مساعدات عسكرية للقوات الحكومية مؤلفة من 300 جندي روسي وراجمات صواريخ وجسور متنقلة وصلت براً إلى مقر اللواء 137 جنوب غربي مدينة دير الزور؛ وذلك لدعم القوات الحكومية في معركة استعادة السيطرة على طريق دير الزور - تدمر، وفك الحصار عن مطار دير الزور العسكري الذي يحاصره عناصر (داعش)». وأضاف «المصدر»، أن «القوات الحكومية تواصل تقدمها باتجاه مدينة دير الزور، ووصلت إلى مسافة 10 كيلومترات من بلدة الشولا، كما تتقدم في اللواء 137 باتجاه جبل الثردة لفك الحصار عن مطار دير الزور ومحاصرة المدينة من جهة الشرق». وكشف «المصدر أن قوات الحرس الثوري الإيراني المتواجدة في منطقة حميمة جنوب شرقي دير الزور تتحضر للتوجه للمشاركة في معركة دير الزور.



السابق

أخبار وتقارير...وزير خارجية فرنسا: حان الوقت لنفكر بمرحلة ما بعد «داعش» في سوريا.. جان إيف لو دريان: نعمل على تشكيل «مجموعة الاتصال»...مناورات “زاباد”.. ألمانيا تشكك في القدرة الروسية...لمحة عن "جيش إنقاذ روهينجا أراكان"...ميانمار تخطط لتوطين البوذيين في مناطق الروهينغا وتوقعات بارتفاع عدد الفارين إلى 300 ألف.. ..من هم الروهينغا؟..خيوط عراقية سورية بعد العثور على مشغل لصنع المتفجرات قرب باريس...حذر من ظهور جيل جديد من داعش .. مسؤول مخابراتي: التنظيم يخطط لمهاجمة أوروبا..باكستان تُقلص الاعتماد في علاقاتها مع أمريكا...كيف يصوت أتراك ألمانيا في الانتخابات العامة؟ بعد دعوة إردوغان إلى عدم التصويت للأحزاب الرئيسية...

التالي

هادي: محاكمة منتهكي حقوق الإنسان وسجون سرية تحت سيطرة الميليشيات.. والحوثي يحاصر مسقط رأس المخلوع..مرتزقة أفارقة يقاتلون في صفوف التمرد..رئيس هيئة الأركان اليمني: نواجه ميليشيا عابرة للحدود تستهدف نظامنا...الميليشيات ارتكبت 111 انتهاكاً في المحويت خلال شهر واحد..مقتل 20 عنصراً انقلابياً في مقبنة تعز ومقاتلات التحالف شنت غارات على مواقع عسكرية حوثية في نهم وصعدة..145 قتيلاً من جماعة الحوثيين وعلي صالح..تعزيزات عسكرية حوثية تصل إلى مسقط رأس صالح...لافروف إلى السعودية اليوم...روسيا: السعودية تقدّم مساعدة كبيرة لتسوية الأزمة في سوريا..البيت الأبيض: ترامب يجري اتصالات منفصلة مع قادة السعودية والإمارات وقطر..ترامب يؤكد لأمير قطر أهمية التزام تعهدات قمة الرياض...الكويت تواصل مساعيها «لإنهاء الخلاف الخليجي»..رئيس مجلس الأمة الكويتي: سياستنا الخارجية قائمة على التوافق وإحلال السلام...أمير قطر يجري اتصالا هاتفيا بولي العهد السعودي ..الدوحة: اتصال أمير قطر بولي العهد السعودي جاء بناء على طلب الرئيس الأميركي...السعودية تعلن تعطيل الحوار مع قطر: ما نشر في وكالة الأنباء القطرية حول الاتصال الهاتفي استمرار لتحريف الحقائق..


أخبار متعلّقة

على الولايات المتحدة منع قيام حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله..

 الأربعاء 25 أيلول 2024 - 12:53 م

على الولايات المتحدة منع قيام حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.. في الأسبوع الماضي، وبعد أحد عشر ش… تتمة »

عدد الزيارات: 171,623,602

عدد الزوار: 7,640,291

المتواجدون الآن: 0