الحريري انحاز إلى بري بعد «اشتباك» باسيل معه ومصلحته و «حزب الله» بقاء غطاء الحكومة...واشنطن ملتزمة بدعم الجيش اللبناني...لبنان يُعاند «صدمات» التطبيع مع النظام السوري ورصْد لنتائج زيارة الملك سلمان المرتقبة لموسكو..

تاريخ الإضافة الأحد 1 تشرين الأول 2017 - 6:58 ص    عدد الزيارات 3247    التعليقات 0    القسم محلية

        


لبنان يُعاند «صدمات» التطبيع مع النظام السوري ورصْد لنتائج زيارة الملك سلمان المرتقبة لموسكو..

بيروت - «الراي» .. الوضع بات يُدار على طريقة «كل يوم بيومه» وسط تساؤلات عن قدرة التسوية على تحمُّل «التدافع الخشن»

رغم النجاح الصعب للحُكم في لبنان بـ «إطفاء» المأزق المالي - السياسي الذي اهتزّتْ على إيقاعه التسوية السياسية على مدى أيام، فإن حبْل النجاة الذي تمثّل في إجراءاتٍ استثنائية وُلدت بـ «شقّ النفس» عبر أربع جلسات لمجلس الوزراء مكّن البلاد من تَجاوُز أزمة سلسلة الرتب والرواتب وتمويلها، ليبقى «لغم» التطبيع مع النظام السوري من بوابة ملف النازحين كامناً في قلب الحكومة رغم قرار القوى اللبنانية الوازِنة برفْض الإطاحة بالضوابط التي توفّرها التسوية السياسية لاستقرارٍ لا يبدو حتى الساعة أن ثمة مَن «يجرؤ» على «التضحية» به بملاقاة مرحلة التحوّلات الفاصلة في أزماتِ المنطقة ولا سيما السورية كما «بذور» تعقيداتٍ جديدة تطلّ من «الحلم الكردي». وكان بارزاً ان مسار الحلّ لمأزق سلسلة الرتب والرواتب ظهّر مساريْن متوازييْن ساهما برسْم خريطة طريق الخروج من «الورطة» في هذا الملف. الأوّل يتّصل بتولّي «حزب الله» سكْب مياهٍ باردة على علاقة حليفيْه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري، وهو ما تجلى في الخطوة التراجعية للأول عن تَمسُّكه بأيّ إقرار للموازنة العامة من دون تعليق العام بالمادة 87 من الدستور (توجب إنجاز قطع حساب قبل إقرار الموازنة) والسير بخيار إدراج «فتوى» قانونية في الموازنة تسمح بإنجازها بلا قطع الحساب على أن تُنهي وزارة المال قطع الحسابات عن الأعوام السابقة في مهلة تراوح بين ستة أشهر وسنة، وأيضاً قبول عون بالفصل بين قانون الضرائب لتمويل السلسلة وبين الموازنة وهو مطلب أراده بري لعدم تكريس ما اعتبره «اعتداء على صلاحيات البرلمان وبداية قتْل اتفاق الطائف»، تضمّنه قرار المجلس الدستوري حين أبطل قانون الضرائب، وأشار الى عدم جواز التشريع الضريبي من خارج عن الموازنة العامة. وبدا ضبْط العلاقة المتوترة بين عون وبري، المحمَّلة بموروثاتِ خلافاتٍ تتصل بمرحلة الانتخابات الرئاسية وما قبلها، بمثابة رغبة «فوق داخلية» في حساباتها بالنسبة الى «حزب الله» الذي لا مصلحة له بملاقاة موجة تَشدُّد اقليمي ودولي في اتجاهه هو كما إيران بتبايناتٍ داخل صفوف حلفائه، ولا سيما ان عون «سلّف» الحزب الكثير بدفاعه عن سلاحه إبان زيارته لفرنسا كما أعطى إشارات الى انه بات «الرافعة» الرئيسيّة لـ «هدف» التطبيع مع النظام السوري تحت عنوان إعادة النازحين الذي شكّل الخلفية للقاء المثير الجدل الذي عُقد في نيويورك بين وزير الخارجية جبران باسيل ونظيره السوري وليد المعلّم، وسط حملة سياسية - إعلامية مواكِبة للدفع قدماً بهذا الملف تستخدم الحيثيات الاقتصادية والأمنية (أرقام عن الجرائم التي يرتكبها سوريون على أنواعها) لتبرير الطابع «العاجل» لعودتهم «الآن وليس غداً». والمسار الثاني عبّر عنه رئيس الحكومة سعد الحريري الذي «جيّر» الحلّ في موضوع سلسلة الرتب وتمويلها الى «التوافق السياسي»، ما اعتُبر مؤشراً على أن «مدة صلاحية» التسوية السياسية لم تنته بعد، مع ملاحظة اوساط سياسية ان الحريري حرص على إحياء طابع «ربْط النزاع» الذي ترتكز عليه بتأكيده رفض لقاء باسيل - المعلّم والخروج على البيان الوزاري وتشديده على انه ليس في وارد التعامل مع نظام الأسد لا من قريب ولا بعيد. ورغم «تعويم» التسوية السياسية بعد ملامح تعرُّضها لـ «صدمة» هي الأقوى بعد كلام عون عن سلاح «حزب الله» ولقاء باسيل - المعلّم، إلا ان علامات استفهام كبرى تُطرح حول مدى قابليتها لتحمُّل «التدافع الخشن» وتَجاوُز «المتاعب» التي سيشكّلها إصرار «حزب الله» وحليفه الرئاسي على «الفوز» بورقة التطبيع مع النظام السوري بتوقيته ومن خارج مظلة توازنات إقليمية ودولية سيتركز عليها أي حل سياسي للأزمة السورية. وتشبّه مصادر مطلعة الوضع اللبناني بأنه بات يُدار على طريقة «كل يوم بيومه»، وان خصوم «حزب الله» الذين رفعوا «البطاقة الصفراء» بوجه أي محاولة للذهاب أبعد في مسار التطبيع مع الأسد يترقبون «الخطوة التالية» للحزب وحلفائه، وسط رصْد دقيق لما يجري في المنطقة من نسْج تسويات تمهيداً لتكريس تقاسُم النفوذ بين اللاعبين الكبار. وتأتي في هذا السياق الزيارة التاريخية التي سيقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لموسكو خلال أيام وما قد يترتب عليها من وقائع جديدة.

واشنطن ملتزمة بدعم الجيش اللبناني

بيروت: «الشرق الأوسط»... أعلنت السفارة الأميركية في لبنان، أن لقاءات نائب قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال تشارلز براون، في بيروت والجنوب اللبناني «ركزت على التزام واشنطن دعم الجيش اللبناني بصفته المدافع الوحيد عن لبنان». وأشارت السفارة، في بيان لها، إلى أن براون «اجتمع برئيس الجمهورية ميشال عون وبرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وبوزير الدفاع يعقوب الصراف وبقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون». وقالت: «جرى إعادة التأكيد على التزام حكومة الولايات المتحدة بالشراكة اللبنانية الأميركية، وبدعم الجيش اللبناني بصفته المدافع الوحيد عن لبنان». وأضافت: «اجتمع الجنرال براون اليوم (أمس) برئيس بعثة (القوات الدولية لحفظ السلام) يونيفيل وقائد قواتها اللواء مايكل بيري في مقرها في الناقورة، للتباحث في مهمة اليونيفيل الحيوية التي ساعدت على تخفيف حدة التوتر في جنوب لبنان». وكان المسؤول الأميركي، نوّه خلال لقائه قائد الجيش اللبناني جوزيف عون بـ«ما حققه الجيش في حربه ضد الإرهاب»، وأكد «استمرار التعاون العسكري بين البلدين»، ناقلاً «حرص الولايات المتحدة على استقرار لبنان ودعمها الدائم له من أجل تثبيت هذا الاستقرار». وأشار إلى أن «مردود المساعدات العسكرية الأميركية للجيش اللبناني، هو الأعلى بين الدول التي تحصل على مساعدات من الجانب الأميركي».

الراعي يدعو اللبنانيين إلى التكاتف لإعادة السوريين

بيروت: «الشرق الأوسط»... دعا البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، اللبنانيين إلى أن «يعملوا متكاتفين لتسهيل عودة النازحين السوريين إلى بلادهم». واعتبر هذه الدعوة «لا تنمّ عن حقدٍ أو بغضٍ، بل للتخفيف من الإرهاق الاقتصادي والفلتان الأمني والاعتداءات والسرقات»، لافتاً إلى أن السوريين «ينافسون اللبنانيين على لقمة عيشهم». جاء كلام الراعي من مدينة زحلة في البقاع اللبناني التي زارها أمس، وبدأ جولته الرعوية من مطرانية سيدة النجاة للروم الكاثوليك، حيث أبدى دعمه الكامل وتأييده للمشاريع الإنمائية، ونوّه بـ«ثقة أهل زحلة بمجلسهم البلدي الذي يعمل لإيجاد فرص عمل»، وقال: «نعلن تضامننا معكم في الصرخة التي أطلقتموها في قضية النزوح السوري، فهم (النازحون) ينافسون اللبنانيين على لقمة عيشهم، ولا يمكننا أن نهجر شعبنا لأننا نقوم بعمل خير مع إخوتنا». وأضاف البطريرك الماروني، إن «مساحة سوريا أكبر من مساحة لبنان بـ18 مرة، ولا يمكننا انتظار همّة الدول لحل هذه المشكلة، فهذه الدول لا تهتم إلا بمشاريعها السياسية، علينا أن نعمل معا متكاتفين لتسهيل عودتهم إلى بيوتهم، لا حقداً ولا بغضاً». وأشار إلى أنه «فضلاً عن الاقتصاد الإرهاقي الذي نعاني منه، هناك الفلتان الأمني والاعتداءات والسرقات التي تهز بلدنا». وشدد الراعي على أنه «لا يمكن للمؤسسات الدولية الدخول إلى المناطق والتعاطي مع النازحين من دون المرور بالبلديات، ونحن سنرفع الصوت بهذا الشأن». وتابع: «شعبنا بحاجة إلى تطمين معنوي وإلى وجود سلطة عامة تهتم به». ورأى أنه «في ظل عجز السلطات (الرسمية) عن إتمام دورها، نقول إنه بإمكان البلديات الأخذ على عاتقها الكثير من القضايا وإتمام عدد من الأمور ذات المنفعة العامة». ووصف البطريرك الماروني مدينة زحلة بأنها «نموذج لعيش الشركة والتكامل، وهذا يشكل أجمل عمل راعوي ومسكوني للكنيسة». وأردف قائلاً: «من المؤكد أننا نعيش صعوبات كثيرة في لبنان، والناس تنظر إلى الكنيسة لأنها الرجاء والمحبة، وتسألها المساعدة، نحن نتفهم هذا الأمر، ونود المساعدة وفق هذه المرحلة الصعبة على المستويات كافة»، مشدداً على ضرورة «مساعدة الأجيال الجديدة التي بدأت تفقد الأمل بلبنان، ونقول لهم إن الوطن لهم، وليس للغريب الذي يحقره ويهزمه».

الحريري انحاز إلى بري بعد «اشتباك» باسيل معه ومصلحته و «حزب الله» بقاء غطاء الحكومة

الحياة..بيروت - وليد شقير

< تبدد الانطباع بأن الخلافات التي نشأت في لبنان بين الفرقاء، على مسألتي العلاقة مع النظام السوري، وصلاحيات المؤسسات في شأن المخارج من مأزق إبطال المجلس الدستوري قانون الضرائب، قد تهدد الحكومة الائتلافية التي يرأسها زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري. لكن أوساطاً وزارية وسياسية اعتبرت أنه على رغم ختم توترات الأسبوعين الماضيين بتسوية، فإنها تركت ندوباً في علاقات عدد من الفرقاء. وساد الانطباع بأن الحكومة قد تهتز لبضعة أيام بفعل تصاعد السجال حول اجتماع رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل مع نظيره السوري وليد المعلم بين فريق الحريري الحكومي، وبين فريق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. ومع أن بعض التسريبات تحدث عن غضب الحريري من أن محاولة فرض التطبيع مع نظام بشار الأسد كاد يدفعه إلى طرح فكرة الاستقالة، فإن أوساط «المستقبل» سارعت إلى نفي ذلك، بينما أشارت مصادر أخرى إلى أن أقصى ما تداوله بعض محيط رئيس الحكومة هو أن يلجأ إلى الاعتكاف، إذا تزايدت الضغوط عليه. وقال بعض المطلعين على ما يفكر به هذا المحيط أن هاجسه كان فصل التأزم حول التطبيع مع النظام السوري عن مأزق إبطال المجلس الدستوري لقانون الضرائب، لأن الهم الأساس إيجاد حل للخلاف حول هذا الموضوع، لسببين: الإسراع في إخراج الاحتجاجات من الشارع ووقف الإضرابات، والثاني تفادي تنفيذ أي مخرج بدفع ما يستحق للموظفين والأساتذة والعسكريين، من دون ضمان الواردات لتغطية الكلفة، بالضرائب، لأن استمرار الخلاف يدخل البلد في دوامة قد تهدد الحد الأدنى من الاستقرار المالي. ويقول محيطون بالحريري أنه أخذ قراراً مسبقاً بعدم الوقوع في فخ السجال داخل مجلس الوزراء على العلاقة مع نظام الأسد، قبل الانتهاء من التوافق على المخرج من إبطال قانون الضرائب. وإذا كان المراقبون وجدوا في هذا المخرج (لإقراره في البرلمان الأسبوع المقبل)، مناسبة جدد فيها الحريري تأكيد استمرار «التوافق» الذي سمح بالحل، فإنه أوحى بأن هذه الصيغة لم تنته صلاحيتها وأن الخلاف العلني في شأن العلاقة مع نظام دمشق والتواصل معه، لن يكون سبباً لتهديد الاستقرار الحكومي.

إحراج الحريري

وخلافات الأيام الماضية رسمت صورة عن الإحراجات التي وقع فيها الفرقاء الأساسيون إزاء احتمال تهديد التباين في المواقف، التسوية التي أدت لانتخاب عون رئيساً وتشكيل الائتلاف الحكومي ووضع البيان الوزاري. ويغلب الاعتقاد لدى محيط الحريري وأوساط وزارية بأن الأكثر إحراجاً كان الحريري و «حزب الله»، اللذان وقع كل منهما بارتباك بين حليفين، عون وبري، بفعل الخلاف على الصلاحيات حول المخرج من مأزق إبطال قانون الضرائب. فالرئيس بري ذهب في الاحتجاج على «التعدي على صلاحيات البرلمان ورئيسه» إزاء إصرار عون على ضم قانون الضرائب الجديد للموازنة وتفسير إبطال المجلس الدستوري الضرائب بأنه لا يحق للبرلمان التشريع الضريبي خارجها، إلى حد التحذير من «قتل الطائف». وعلى رغم أن كلامه هذا بدا موجهاً إلى المجلس الدستوري، فإن من يعرف أن بري يجيد لعبة «البلياردو»، يدرك بأنه أراد من التصويب على إحدى الطابات، إصابة طابة أخرى. وتقول مصادر وزارية أنه لم يكن في وسع الحريري سوى أخذ موقف بري في الاعتبار في وقت تزداد المآخذ عليه سنياً وإسلامياً، ومن بعض رفاقه القدامى في 14 آذار، بأنه يغالي في تقديم التنازلات لعون وباسيل ومسايرتهما في سياسة قضم النفوذ في السلطة باسم حقوق المسيحيين، لا سيما بعد أن ذهب الأخير إلى ما يشبه التحدي في لقائه نظيره السوري وليد المعلم الذي اعتبره محيط الحريري خرقاً للتسوية مع عون. وتتعرض مقولة زعيم «المستقبل» بأنه متفاهم مع عون على كل شيء وأن الأخير يراعي مطالبه والكيمياء بينهما «ناجحة»، للتشريح والنقاش في أوساط قيادة «المستقبل». وفي النقاش العميق بين المحيطين بالحريري ووزرائه يرى بعض هؤلاء أن خطاب الوزير باسيل هو خطاب ما قبل التسوية على انتخاب العماد عون. ويكشف غير مصدر سياسي ونيابي أن بري لم يخف «عتبه الكبير» على الحريري في الأشهر الماضية، لأنه يكثر من مراعاة عون وباسيل في العديد من الملفات التي يرى رئيس البرلمان أن على رئيس الحكومة أن يكون أكثر تشدداً فيها، وأنه غير مرتاح لسعي «التيار الحر» إلى تكريس أعراف تعدل في التوازنات التي أرساها اتفاق الطائف، إلى أن حصل اجتماع مصارحة بينهما على هامش الجلسة التشريعية في 19 أيلول (سبتمبر) الماضي تفاهما خلاله على العديد من الأمور. ولذلك ومنذ صدور قرار المجلس الدستوري، حرص وزراء الحريري بحسب المصدر الوزاري، على تأكيد حق البرلمان بالتشريع الضريبي خارج الموازنة في اقتراحات قدموها لأول اجتماع للكتل الممثلة في الحكومة قبل أسبوع، واستهجنوا الإصرار العوني على دمج قانون الضرائب المصحح، بعد الإبطال، بالموازنة. ويقول المحيطون برئيس الحكومة إنه على رغم ذلك تقصد التأكيد بأنه يسير بأي حل يتوافق عليه الرئيسان، من باب حرصه على مخرج سريع من المأزق كرئيس للحكومة. وهو كان قلقاً إزاء احتمال حصول اصطفاف مسيحي وراء مطلب عون تعديل الدستور لإجازة تمرير الموازنة من دون قطع حساب، مقابل معارضة الأكثرية ذلك. والحريري دأب على تحييد عون عن اللغة التي يستخدمها باسيل من أجل ترجيح التسويات كما حصل أخيراً، وهكذا يفعل «حزب القوات اللبنانية».

«حزب الله» واندفاعة باسيل

أما «حزب الله»، فإن نوابه أول من انتقدوا قرار المجلس الدستوري رافضين المس بصلاحيات البرلمان ورئيسه. ويعتبر الحزب أن الحلف بينه وبين الرئيس بري فوق كل التحالفات، لكنه لا ينوي التخلي عن الصفة الاستراتيجية لتحالفه مع عون الذي يتناغم معه في الخيارات الإقليمية وقضية سلاح المقاومة في مواجهة الضغوط الغربية والعربية للابتعاد عن الحزب. ويقول مطلعون على موقف الحزب أنه مع إدراك قيادته أن فريق رئيس الجمهورية يسلفه المواقف الإقليمية، ليحصل على تأييده في اندفاعاته المحلية داخل السلطة، وأن هذه القيادة لم تخف معارضتها لهذه الاندفاعات بمواقف «ناعمة» داخل مجلس الوزراء، لكنها لن تساير على الإطلاق في ما يخص صلاحيات البرلمان وبري. وأشار المطلعون إلى أن هذه المعادلة حكمت جهود الحزب مع كل من عون وبري، التي رجحت المخرج الذي انتهت إليه الحكومة. ويلخص مصدر سياسي التسوية بالقول، إن معاكسة «التيار الحر» الحريري في الخيار الإقليمي جعلته يتناغم مع بري في الشأن المحلي أكثر، فيما حملت اندفاعة «التيار» في المسائل الداخلية «حزب الله» إلى الانحياز لبري لرفضه الإفادة من تقارب عون معه في السياسة الخارجية من أجل الاشتباك مع بري في الشأن المحلي. بل إن قياديين في الحزب لم يستبعدوا أمام متصلين بهم، الاستنتاجات التي يلغط بها بعض الأوساط بأن الوزير باسيل يستعجل في بعض اندفاعاته المحلية تقديم نفسه مرشحاً لرئاسة الجمهورية. ويقول متصلون بقيادة الحزب، أنه ليس مرتاحاً لذلك لأن مرشحه المقبل للرئاسة، حتى إشعار آخر، هو رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية وليس في وارد استبعاده.

الخلاف الإقليمي والحكومة

هل يهدد الخلاف على التواصل مع نظام الأسد، والذي حوله لقاء باسيل- المعلم إلى أول اشتباك سياسي واضح بين عون والحريري، الحكومة إذا كانت «تسوية الضرائب» كرست التوافق فيها؟

يتفق غير مصدر من أوساط الحريري وغيره على استبعاد ذلك، معتبرين أن هذا العنوان سيبقى مطروحاً والخلاف حوله سيبقى قائماً تحت سقف. ويرى أحد القياديين الرافضين لـ «إلحاق لبنان بمحور إيران سورية»، أن تسويغ التطبيع مع نظام الأسد بحجة إعادة النازحين وتصدير البضائع اللبنانية، له ما ينقضه من حجج مقابلة. أما إذا كان بهدف إلحاق لبنان بالمحور لأن ميزان القوى يميل إلى إيران والنظام، فإن الفريق المقرر في التحالف الموالي لهذا المحور، أي «حزب الله»، أمامه أسئلة كبرى: هل سيشمل لبنان في المواجهة التي يخوضها مع المحور العربي ودول الخليج؟ كيف تشكل الحكومة البديلة التي ستهيئ للانتخابات النيابية، وبرئاسة من، بعد أن أثبتت تجربة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي أن الأخير أبقى على التواصل مع المحور العربي ولم يتطابق كلياً مع ما يريده الحزب؟ وهل يتحمل لبنان والعهد القطيعة مع المحور العربي مثلما حصل عام 2011؟

أما من جهة الفريق الآخر، فإن الأسئلة لا تقل أهمية: إذا كان معارضو النفوذ الإيراني- السوري المتمثل بـ «حزب الله» يعملون على الحد من طغيان «دويلته» على الدولة، فهل يتم تسليم مقاليد الأمور للدويلة بالكامل؟ وإذا كان الهدف من التسويات الداخلية تجنيب لبنان الدخول مجدداً في المواجهات الإقليمية، فكيف يتم تسليمه للمحور الإيراني- السوري؟

في رأي مصدر سياسي أن «حزب الله» ما زال يعتبر التسوية التي أنجبت حكومة الحريري سارية المفعول، وأن مع تصاعد الاضطراب في المنطقة، وفي مصلحته تجنيب لبنان الانغماس فيها في وقت ما زال يخوض المعارك في سورية، وأن سياسة الحريري إبعاد الخلافات الكبرى عن الحكومة أكثر نجاحاً من إقحامها فيها كونها تشكل تغطية له، مع تزايد الضغوط المرشحة للتصاعد، عليه، بوجود السني الأقوى والمعتدل على رأسها، والأفضل بقاؤه على الأقل حتى الانتخابات. وفي تقدير المصدر أن مطلب الانفتاح على النظام السوري مصدره إلحاح دمشق أكثر مما هو أولوية إيرانية.



السابق

إجمالي سكان مصر 104 مليون نسمة... وواحد من كل 10 يعيش في الخارج.....السيسي يتعهد تحقيق التوازن بين تعزيز الحريات والاستقرار الأمني...مساع حكومية للسيطرة على «الزوايا» الصغيرة...إرجاء الحكم على «الإخوان» في قضية «إهانة القضاء»..لجنة تعديل اتفاق الصخيرات تبحث هيكلة المجلس الرئاسي...وزارة الصحة الليبية: معارك صبراتة خلفت 26 قتيلاً..تركيا تفتتح في الصومال أكبر قواعدها العسكرية الخارجية....

التالي

«حزب الله» يحضّر لعمليات إرهابية في أمريكا الجنوبية...انتشار الأوبئة في مخيمات اللاجئين الروهينغا ومنظمة الصليب الأحمر تحذر من كارثة صحية...مقتل وجرح عشرات المسلحين في قصف جوي شرق أفغانستان وإجراءات أمنية مشددة في العاصمة كابل في ذكرى عاشوراء اليوم..شي جينبينغ يتمسك بالماركسية ... ويحضّ على «درس الرأسمالية»

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,182,118

عدد الزوار: 7,622,886

المتواجدون الآن: 0