إسرائيل تختار غداً بين متشدّدين وأكثر تشدداً
الإثنين 9 شباط 2009 - 1:42 م 5785 0 دولية |
يتوجه الناخبون الاسرائيليون غداً الى صناديق الاقتراع لاختيار اعضاء الكنيست الجديدة في ظل منافسة شديدة بين تكتل "ليكود" اليميني بزعامة رئيس الوزراء سابقاً بنيامين نتنياهو وحزب "كاديما" الوسطي بزعامة وزيرة الخارجية تسيبي ليفني. ويبدو ان هذه الانتخابات دخلت في سباق مع الوقت في ما يتعلق بمسألة التوصل الى اتفاق للتهدئة في قطاع غزة والى صفقة مبادلة أسرى فلسطينيين بالجندي الاسرائيلي الأسير لدى حركة المقاومة الاسلامية "حماس" جلعاد شاليت. وعزز التفاؤل بقرب التوصل الى صفقة التبادل الاتصالات التي يجريها وفد الحركة في سوريا ومن ثم في قطر بعدما كان أجرى محادثات في مصر السبت على ان يعود الى القاهرة لاحقاً. (راجع العرب والعالم)
وعلى رغم إلحاح المواضيع التي ستواجه رئيس الوزراء الجديد مثل الحرب أو السلام والملف النووي الايراني والركود الاقتصادي، فان الحملات الانتخابية كانت الأهدأ في تاريخ اسرائيل، فيما يبدو ان الناخبين قد أتعبتهم الحرب الاسرائيلية على غزة التي استمرت ثلاثة أسابيع.
ومع ترجيح استطلاعات الرأي قبل يومين من الانتخابات ان يكون الفارق بين "ليكود" و"كاديما" فقط مقعدين، فان عقد صفقة للتهدئة في غزة ولتبادل الاسرى، من شأنها ان تعيد خلط الاوراق في اللحظة الاخيرة.
نتنياهو
غير ان نتنياهو الذي بدا واثقاً من الفوز، شدد في الساعات الاخيرة الفاصلة عن موعد الانتخابات خطابه السياسي، كي يمنع الناخبين من الاقتراع لمن هو اكثر منه تشدداً، أي حزب "اسرائيل بيتنا" لليهود الروس المتشددين بزعامة أفيغدور ليبرمان. وتعهد في هذا الاطار عدم الانسحاب من مرتفعات الجولان السورية او تقسيم القدس.
وقال خلال جولة في الجولان: "لقد جئت من القدس مع زملائي لغرس شجرة في الجولان، وأنا أقول إن القدس لن تقسم ثانية وان الجولان سيبقى في أيدينا فقط بشرط فوز الليكود" في الانتخابات العامة الثلثاء. وأضاف: "من يريد حدوداً يمكن الدفاع عنها، عليه ان يصوت لليكود".
ورافق نتنياهو في جولته قياديون في التكتل بينهم رئيس اركان الجيش سابقاً الجنرال موشي يعالون والقائد السابق للجبهة الشمالية في الجيش الاسرائيلي الجنرال في الاحتياط يوسي بيلد والوزير السابق بيني بيغن وعضو الكنيسة اليميني المتطرف آفي ايتام.
ليفني
أما ليفني، فسعت الى مغازلة الناخبين من عرب اسرائيل. ونقلت عنها صحيفة "الجيروزاليم بوست" في موقعها الالكتروني خلال لقاء انتخابي مع السكان العرب في بلدة تامرا: "اننا في صدد تحالف معكم على أساس ان اسرائيل هي دولة يهودية وديموقراطية في آن واحد". وقالت: "انني اعرف سبل استحداث آلية مشتركة بيننا".
وعلى رغم تقلص الفارق بين "ليكود" و"كاديما"، إلا ان الحزب اليميني يبقى الاوفر حظاً في الفوز.
ومن غير المتوقع ان تؤدي نسبة المترددين المرتفعة والتي تصل الى 20 في المئة من الناخبين مما يوازي عشرة مقاعد من اصل 120 في الكنيست، الى تعديل هذا التوجه العام.
وقال الخبير السياسي في جامعة بار ايلان ايتان غيلبوا إن "هذه النسبة من المترددين هي ربما الاعلى في تاريخنا".
ودعي 5,278985 ناخباً مسجلاً للتوجه الى 9263 مركزاً للاقتراع بين الساعة 5:00 والساعة 20:00 بتوقيت غرينيتش.
وتتنافس 33 لائحة انتخابية، غير ان التوقعات تفيد ان 12 منها فقط، ستتخطى عتبة 2 في المئة الضرورية للفوز بمقاعد في الكنيست.
وتظهر آخر التوقعات ان "الليكود" سيفوز بـ 25 الى 27 مقعداً، في مقابل 23 الى 25 لـ"كاديما".
وبذلك سيعود نتنياهو (59 سنة) الى الواجهة بعد هزيمته في الانتخابات السابقة في آذار 2006 في مواجهة "كاديما" بزعامة إيهود أولمرت رئيس الوزراء الذي استقال بعد تورطه في قضايا فساد. وتوقعات فوز اليمين هذه تثير قلق السلطة الفلسطينية التي تخشى ان يطوي نتنياهو نهائياً صفحة عملية السلام المتعثرة أساساً.
كما تتوقع آخر الاستطلاعات فوز "اسرائيل بيتنا" بـ 18 أو 19 مقعداً في مقابل 11 مقعداً يشغلها حالياً، وحزب العمل بـ 14 الى 17 مقعداً في مقابل 19 حالياً.
واذا كانت الاحزاب الكبرى تنأى بنفسها عن حملة ليبرمان وتتهمه بالديماغوجية، إلا ان أياً منها لا ينكر شرعيته. ونقلت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي عن المرشد الروحي لحزب "شاس" لليهود الشرقيين المتشددين الحاخام غوفاديا يوسف: "حزب اسرائيل بيتنا ليس لديه فكر ولا يرتكز على التوراة، فحزب اسرائيل بيتنا يدعو للزواج المدني ولأكل لحم الخنزير، ويدعو لفتح محال تجارية لأكل لحوم الخنزير، ولتجنيد شباب المعاهد الدينية للخدمة العسكرية... فمن ينتخب حزب اسرائيل بيتنا لعنة الله عليه".
(و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ)
المصدر: جريدة النهار - السنة 76 - العدد 23607