سوريا...ضابط روسي كبير يزور إسرائيل لبحث ملف الميليشيات الإيرانية..شباب في درعا أطلقوا شرارة الثورة ومتمسكون بإسقاط النظام...«قسد» تضيق الخناق على «داعش» شرق الفرات...لاجئون سوريون يتحدثون عن خوفهم من العودة: من غادروا مصنفون عملاء أو خونة....سباق بين الأهالي وأنصار النظام إلى جنوب دمشق... وأثاث المنازل المدمرة...

تاريخ الإضافة الأحد 17 حزيران 2018 - 5:22 ص    عدد الزيارات 2392    التعليقات 0    القسم عربية

        


ضابط روسي كبير يزور إسرائيل لبحث ملف الميليشيات الإيرانية..

أورينت نت – قالت"هيئة البث الإسرائيلي" (مكان) إن "قائد الشرطة العسكرية الروسية الجنرال فلاديمير إيفانوفسكي، المسؤول عن مناطق خفض التصعيد في جنوب سوريا، يزور إسرائيل حاليا"، مشيرة إلى أن الزيارة تأتي لإجراء محادثات مع ضباط كبار من الجيش الإسرائيلي. وأكدت الهيئة (الجمعة) أن من المواضيع التي سيتم مناقشتها موضوع إبعاد الميليشيات الإيرانية عن هضبة الجولان. وفي وقت سابق، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو)، إن الأخير تحادث هاتفياً مع الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) "حول التطوّرات الإقليمية والأوضاع في سوريا ومواصلة التنسيق العسكري بين البلدين". وسبق أن أعلنت إسرائيل رفضها لأي وجود للميليشيات الإيرانية جنوبي سوريا، حيث استهدفت في الأشهر الأخيرة، مواقع عسكرية في سوريا تتمركز فيها ميليشيات إيرانية، ما أدى إلى مقتل ضباط إيرانيين وتدمير مخازن أسلحة وصواريخ ومنظومات عسكرية متطورة. وتصاعد الوضع بعد رد الميليشيات الإيرانية، قبل نحو شهر، بإطلاق صواريخ تجاه مواقع عسكرية إسرائيلية في الجولان. وأعلنت إسرائيل آنذاك أن معظم الصواريخ سقطت في سوريا، وتم اعتراض أربعة منها، وردت بقصف ما قالت إنها خمسين موقعا تابعا للقوات الإيرانية في سوريا.

شباب في درعا أطلقوا شرارة الثورة ومتمسكون بإسقاط النظام

الحياة....درعا (جنوب سورية) - أ ف ب .. بعد مشاركتهما في كتابة «إجاك الدور يا دكتور» على جدران مدرستهما قبل سبع سنوات، ما مهّد لانطلاق شرارة احتجاجات سلمية تحولت لاحقاً نزاعاً مدمراً، يستعد معاوية وسامر صياصنة اليوم لحمل السلاح دفاعاً عن مدينتهما درعا من هجوم وشيك لقوات النظام. في ربيع العام 2011، لم يكن معاوية قد أتم الخامسة عشرة من عمره. لكن حماسته ورفاقه أخرجتهم من قاعات المدرسة إلى الشارع متأثرين آنذاك بتظاهرات «الربيع العربي»، لتقليد شبان رأوهم على التلفاز يكتبون شعارات معارضة لحكوماتهم ويطالبون بإسقاط رؤساء بقوا في مناصبهم عقوداً. ويستعيد معاوية (23 عاماً) تلك اللحظات قائلاً: «كنا نتابع التظاهرات في مصر وتونس، ونراهم يكتبون على الجدران». وأضاف: «كان عمري 15 عاماً فقط، أحضرت وأصدقائي عبوة البخاخ وكتبنا عبارات: حرية ويسقط النظام إضافة الى إجاك الدور يا دكتور»، في إشارة إلى رئيس النظام بشار الأسد، طبيب العيون. وبعد يومين من كتابة الطلاب الشعارات على جدران مدرستهم، داهمت القوات الأمنية منازلهم وجرى اعتقالهم لأكثر من شهر «تحت التعذيب لمعرفة من حرضنا على الكتابة»، وفق ما قال معاوية. أشعل اعتقال الأطفال موجة غضب في درعا التي يتكون نسيجها الاجتماعي من عشائر، وخرجت تظاهرات حاشدة مطالبة بالإفراج عنهم. ورأى كثيرون حينها في تلك الشعارات وما لحقها من تظاهرات، شرارة أطلقت حركة الاحتجاجات السلمية بدءاً من درعا لتتوسع وتمتد لاحقاً الى غالبية المناطق السورية. يدخل معاوية اليوم إلى مبنى مدرسته المهجور، بعدما أزيلت كل الشعارات وطليت باللون الأسود. وقال: «أفتخر بما قمنا به آنذاك، لكني لم أتوقع أننا سنصل إلى هنا، أن يدمرنا النظام بهذا الشكل، كنا نتوقع أن نطيحه». وروى سامر، وعمره اليوم 23 عاماً: «بقينا في السجن شهراً وعشرة أيام تقريباً، وحين خرجنا رأينا التظاهرات في درعا وكل سورية». وأوضح: «في البداية، كنت أفتخر بأننا سبب الثورة على الظلم، لكن بعد سنوات وما يحصل من قتل وتهجير وتشريد أشعر أحياناً بالذنب». وزاد: «هؤلاء الناس الذين ماتوا وهُجروا والدمار الكبير، كل ذلك حصل بسببنا». واجهت القوات الأمنية الاحتجاجات السلمية التي استمرت أشهراً عدة، بحملة اعتقالات شملت أطفالاً، بينهم حمزة الخطيب وكان في الـ13 من عمره حين جرى اعتقاله قبل أن يتبين مقتله تحت التعذيب، ليتحول إلى أول رموز حركة الاحتجاج ضد النظام. ومع تحول هذه التحركات السلمية إثر قمعها بالقوة تدريجياً الى نزاع مسلح، قرر معاوية وسامر أن يحملا السلاح في العام 2013 عبر الانتماء إلى فصيلين معارضين. وعلى رغم النكسات المتتالية التي منيت بها الفصائل المسلحة خصوصاً في العامين الأخيرين، تمسكا بإصرارهما على القتال «حتى إسقاط النظام». ويشكل الجنوب السوري الذي يضم في شكل رئيس محافظتي درعا والقنيطرة الحدودية مع إسرائيل، الوجهة المقبلة لقوات النظام التي تستقدم منذ أسابيع تعزيزات عسكرية الى المنطقة. وقال الأسد في مقابلة تلفزيونية الأربعاء: «نعطي المجال للعملية السياسية، إن لم تنجح فلا خيار سوى التحرير بالقوة». في المقابل، تؤكد الفصائل المسلحة الناشطة في المنطقة رفضها أي تسوية مع النظام. وقال سامر: «أفضّل الموت على مصالحة بشار الأسد». بدوره، رفض معاوية الفكرة تماماً، وقال: «يستحيل بعد سنوات من الثورة، قُتل خلالها نساؤنا وأطفالنا، أن نصالح النظام، ولو على جثثنا». ولا يخشى الشاب ذو البشرة السمراء «تهديد النظام بدخول الى درعا». وأضاف: «لم نخف منه يوماً... وكما يملك نظام الأسد السلاح، نحن أيضاً لدينا السلاح. الفرق الوحيد أنه يملك الطائرات ونحن معنا رب العالمين». حين يحين موعد مناوبته، يرتدي معاوية بنطالاً رمادياً مرقطاً مع قميص قطني أسود، يحمل رشاش كلاشنيكوف ويحتمي مع زملائه المقاتلين خلف متراس على أحد خطوط التماس في درعا. ويتنقل لاحقاً في بناء مدمر وهو ينتعل خفاً، يصوب بندقيته إلى الطرف الآخر راصداً تحركاته. خلال السنوات الأخيرة، فقد معاوية وسامر العديد من أصدقائهم ممن كانوا معهم على مقاعد الدراسة وتشاركوا الحماسة ذاتها، وكتبوا على الجدران حالمين بتغيير لم يتحقق. قال سامر: «كنا مجموعة من الفتيان، أما اليوم فهناك من قتل، ومن سافر ومن لا يزال يقاتل». أما معاوية، الذي لا يخرج من البيت إلا وقد صفف شعره، فقال: «نشأنا على الثورة، والسلاح والمعارك»، مضيفاً: «بتنا نفقد أصدقاءنا وندفنهم بأيدينا، نشأنا على الحرب والدمار». وعلى رغم النكسات المتتالية التي منيت بها الفصائل المعارضة وخساراته الشخصية، أضاف معاوية: «لم تتغير وجهة نظري... والثورة لا تزال مستمرة». وزاد: «حين أتزوج وأرزق بولد، سأروي له ما حصل معي وسأعلمه ألا يخاف من أحد وأن يكتب على الجدران أينما رأى ظالماً».

«قسد» تضيق الخناق على «داعش» شرق الفرات

بيروت – «الحياة» .. واصلت قوات سورية الديموقراطية (قسد) بدعم من قوات التحالف الدولي تضييق الخناق على تنظيم «داعش» الإرهابي في جيوب صغيرة يسيطر عليها على الحدود مع العراق وشرق الفرات، في وقت كشفت صحيفة بريطانية عن صفقة سرية لتبادل الموقوفين بين «قسد» و «داعش». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» باستمرار القتال في شكل عنيف بين «قسد» مدعومه من التحالف، وعناصر «داعش» في القطاع الجنوبي من ريف الحسكة، في ظل استهدافات متبادلة على محاور القتال بين الطرفين، في محيط الجيب الأخير للتنظيم، والقريب من الحدود السورية– العراقية. وأشار «المرصد» إلى أن «قسد» تمكنت بدعم من قوات إيطالية وفرنسية وأميركية من تحقيق تقدم مهم والسيطرة على بلدة تل الشاير، بالتزامن مع سيطرتها على مزيد من النقاط والمواقع التابعة للتنظيم في محيط البلدة وبالقرب منها. ولفت إلى أن «قسد» باتت قريبة من مركز الجيب الأخير للتنظيم في بلدة الدشيشة التي تبعد نحو 7 كلم عن الحدود مع العراقية. وسيطرت على أكثر من 20 قرية ومزرعة وتلة، خلال أسبوعين من المعارك، ما مكنها من تقليص سيطرة «داعش» ومحاصرته، لافتاً إلى ارتفاع عدد قتلى التنظيم الإرهابي في المعارك إلى 42 عنصراً من ضمنهم قيادي مهم. تزامناً، تجددت الاشتباكات بين «قسد» و «داعش» في الجيب الأخير للتنظيم على الضفاف الشرقية لنهر الفرات. وأفادت مصادر بأن اشتباكات عنيفة دارت فجر أمس بين الطرفين عند أطراف بلدة هجين في محافظة دير الزور، إثر هجوم لـ «داعش» على نقاط القوات ذات الغالبية الكردية، ترافق ذلك مع تحليق مكثف لمقاتلات التحالف وتنفيذها ضربات عدة على مواقع «داعش» في البلدة. وكانت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية، كشفت أن «قسد» أطلقت سراح «دواعش» أجانب، بينهم فرنسيون وألمان، خلال صفقات سرية لتبادل محتجزين. وأوضحت أن مواطنين فرنسيين وألماناً بين المتشددين المفرج عنهم، مضيفة أن 3 أسرى بريطانيين تحتجزهم «قسد»، يمكن إدراجهم أيضاً في الاتفاقات المقبلة لتبادل المحتجزين. وأشارت إلى حدوث 3 عمليات تبادل بين «قسد» و «داعش»، الأولى في شباط (فبراير) شملت 200 مسلح، معظمهم من الشيشان والعرب، و «بعض الفرنسيين وألماني واحد على الأقل». وفي المقابل، أفرجت داعش عن عدد مماثل من الأكراد الذين تم أسرهم خلال معركة دير الزور، ووعدوا بعدم مهاجمة حقول النفط والغاز الخاضعة إلى سيطرة «قسد». وكانت آخر عملية تبادل حصلت مطلع الشهر في مدينة هجين في محافظة دير الزور، وضمت 15 امرأة من زوجات المسلحين المتشددين. إلى ذلك، فضت قوات «الأسايش» و «الانضباط العسكري» التابعين لـ «الإدارة الذاتية» الكردية، بالقوة احتجاجات غرب محافظة الرقة، (شمال شرقي سورية)، كما اعتقلت بعض المشاركين فيها. وقال ناشطون وسكان محليون، إن عشرات من قاطني المخيمات العشوائية قرب قريتي الأندلس والرشيد، خرجوا في تظاهرات احتجاجية على قرار إخلائهم من المخيمات صدر الجمعة. وتطورت الاحتجاجات إلى شجار مع «الأسايش» و «الانضباط « التي فضتها بالقوة واعتقلت أكثر من 12 شخصاً. وأنذرت الاستخبارات التابعة لـ «وحدات حماية الشعب» الكردية الجمعة، النازحين في مخيمات عشوائية عدة بريف الرقة الغربي، بضرورة إخلائها خلال 72 ساعة. وعلى الجبهة الغربية لنهر الفرات، شهدت بادية السويداء تجدد العمليات العسكرية لقوات النظام والمليشيات الإيرانية ضد تنظيم «داعش»، وذلك بعد وصول مزيد من التعزيزات العسكرية التي استقدمها النظام إلى المنطقة بهدف إنهاء وجود التنظيم في المحافظة، وإعادة فرض سيطرته عليها. واندلعت اشتباكات بين الجانبين فجر السبت، ترافقت مع قصف جوي ومدفعي على مواقع «داعش». وقال ناشطون، إن الاشتباكات اندلعت في منطقة «الهرمية» (شمال شرقي السويداء)، وقصفت مقاتلات يرجح أنها تابعة للنظام منطقة «الكراع»، كما استهدف قصف مدفعي آخر مناطق «الهبيرية» و «خربة المباشي» و «الطمثونة».

قلعة حلب تفتح أبوابها وتستقبل 5 آلاف زائر

بيروت - «الحياة» .. افتتحت سلطات النظام السوري يوم الجمعة الماضي الذي صادف أول أيام عيد الفطر، أبواب قلعة حلب التاريخية أمام الزائرين للمرة الأولى منذ سيطرتها على كل الأحياء الشرقية للمدينة في العام 2016. ووفقاً لوسائل إعلام رسمية، استقبلت القلعة نحو 5000 زائر في اليوم الأول من عيد الفطر، بعد «إعادة تأهيلها وتجهيزها». بعدما كانت قوات النظام منعت المدنيين من دخولها سابقاً «لدواع أمنية». وأغلقت القلعة التي يعود تاريخها إلى العصر الأيوبي أبوابها منذ منتصف العام 2012 لحماية تصاميمها الفريدة من الداخل، وهي تحتضن داخلها تراث المدينة عبر العصور محصنة بأسوارها وتصميمها الفريد. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مدير القلعة أحمد غريب قوله إنها «عبارة عن مدينة مصغرة وكل حجر فيها ينبض بتاريخ وعراقة وأصالة الإنسان السوري»، لافتاً إلى أن «إعادة فتحها تؤكد تعافي حلب».

تنفيذ «خريطة طريق» منبج يستغرق 3 أشهر

أنقرة – «الحياة» . .. أكدت تركيا أمس، أن تنفيذ خريطة الطريق التي أبرمتها مع الولايات المتحدة في شأن مدينة منبج (شمال سورية) سيستغرق 90 يوماً، وذلك غداة إعلان رئيسها رجب طيب أردوغان عن محادثات مع موسكو وطهران لتفادي موجة نزوح من محافظة إدلب (شمال سورية). ونقلت قناة «تي آر تي» التركية عن أردوغان قوله إن «النظام، وروسيا خصوصاً سددا أمس ضربات دقيقة إلى مواقع المنظمات الإرهابية في إدلب». وأضاف: «طبعاً، نحن نسعى إلى إحلال السلام في إدلب بأسرع ما يمكن، وإلى تكرار ما حققناه في عفرين هناك». وزاد: «الوقت سيظهر هل ستكون هناك موجة نزوح أم لا. ولتفاديها نجري مباحثات مع روسيا وإيران. وفي هذا الشأن تتسم (مدينة) تل رفعت بأهمية كبيرة. ومن المهم بالنسبة إلينا حل هذه المسألة بأقل الخسائر». وكانت الأمم المتحدة حذرت مرات عدة من أزمة إنسانية خطيرة ونزوح أعداد كبيرة من السكان في حال بدأت قوات النظام عملية عسكرية واسعة النطاق في إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة. وأعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أمس أن خريطة الطريق التي توصلت إليها بلاده مع أميركا، وتقضي بخروج «وحدات الشعب الكردية» من مدينة منبج (شمال سورية) وتحل مكانها قوات مشتركة تركية - أميركية، «سيستغرق تنفيذها 90 يوماً». وأفاد يلدريم، بأنه بعد إخراج عناصر التنظيم الكردي من منبج، سيتم تسليم إدارة المدينة إلى مجلس محلي، مؤكداً أن الاتفاق (مع الولايات المتحدة) جاء نتيجة جهود وإصرار تركيا. وفي تلويح إلى إمكانية توسيع حملتها «غصن الزيتون» التي أطلقتها تركيا في المدن المتاخمة لحدودها في الشمال السوري مطلع العام، قال يلدريم إن أنقرة لا تنظر إلى شرق «نهر الفرات» أو غربه عندما تتعلق الأمور بالحرب على الإرهاب، بل ستواجه التهديدات الموجهة إليها وإلى شعبها من حيث ما جاءت. ورداً على سؤال عن موقف أنقرة في حال أرادت واشنطن ضرب إيران عبر استخدام قاعدة «إنجيرليك» الجوية الموجودة في تركيا، قال يلدريم: «وافقنا على استخدام قاعدة إنجيرليك بهدف محاربة الإرهاب فقط، ولا يمكن استخدامها أبداً من أجل ضرب دولة ما». وذكّر برفض بلاده السماح للولايات المتحدة باستخدام قواعدها لضرب العراق قبل احتلاله في العام 2003. ورداً على سؤال حول مستقبل السوريين اللاجئين في تركيا، قال: «لم يتم التوصل إلى حل في سورية حتى الآن، لكن السوريين بدأوا جزئياً في العودة إلى بلادهم». وأشار إلى عودة ما بين 150 إلى 160 ألف شخص إلى منطقة «درع الفرات» وما بين 50 إلى 60 ألفاً إلى عفرين، مضيفاً: «بالتأكيد سيعود اللاجئون إلى وطنهم بعد انتهاء الحرب، وعندما تصبح الظروف مواتية». وفي ما يخص منح الجنسية التركية إلى بعض السوريين، أكد يلدريم أن ذلك شمل «أعداداً محدودة»، وقال: «تمنح الجنسية إلى أشخاص سيعملون في مجالات محددة مثل مدرسي اللغة العربية ومهندسين».

إزالة حاجز رئيس في حماة

بيروت - «الحياة» ... أزالت قوات النظام السوري، حاجز دار العجزة في حي الأندلس في مدينة حماة (وسط سورية)، بعد نحو سبع سنوات على إقامته. وقال ناشطون إن قوات النظام أزالت الحاجز الذي يتبع فرع «الأمن العسكري» وتركت عنصراً واحداً في المنطقة، مشيرين أن الحاجز أنشئ قبل نحو سبع سنوات. وأفاد هؤلاء بأن قوات النظام كانت استولت على ملجأ العجزة في حي الأندلس ووضعت حاجزاً عسكرياً قربه، استخدمته لمداهمة أحياء عدة في المدينة مثل الأندلس والتعاونية والشيخ عنبر.

نجاة قياديين في «تحرير الشام» من الاغتيال في إدلب

بيروت - «الحياة» ... نجا القياديان البارزان في «هيئة تحرير الشام»، أبو تيسير البولاد وأسامة معن قزة، من محاولة اغتيال في ريف إدلب الشمالي. وأفادت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقربة من «الهيئة» أمس، بأن البولاد الذي يشغل منصباً أمنياً في «تحرير الشام»، تعرض لمحاولة اغتيال بعبوة ناسفة خلال عودته إلى منزله في الدانا على دراجة نارية، لافتة إلى أنه يعمل على تسيير الأمور الاقتصادية لـ «تحرير الشام» في مدينة الدانا. كما تعرض القيادي أسامة قزة الذي يرأس «تحرير الشام» في سرمدا لإطلاق نار من مسلحين مجهولين. وتأتي هذه الحوادث في ظل حالة الفلتان الأمني التي تعيشها إدلب، والتي قتل خلالها عشرات المدنيين والعسكريين، من دون التوصل إلى المسؤولين عنها. وطاولت محاولات الاغتيالات عشرات من عناصر وقيادي «الهيئة»، التي أعلنت الشهر الماضي إعدام مجموعات تتبع لتنظيم «داعش» الإرهابي تقف وراء عمليات القتل.

خطة لإعادة تأهيل مطار دمشق

بيروت - «الحياة» . رصدت سلطات النظام السوري نحو 3.1 بليون ليرة سورية، كخطة أولى لإعادة تأهيل وصيانة مبنى مطار دمشق الدولي. ونقلت وسائل إعلام تابعة للنظام عن المدير العام للمؤسسة العامة للطيران المدني السوري إياد زيدان أن الخطة تضمنت مشروعاً لإعادة تأهيل هنغار إصلاح الطائرات مع إعادة تأهيل المكاتب الإدارية على جانبيه، إضافة إلى المهبط الطويل ومبنى إصلاح محركات الطائرات ومستودع الترانزيت. وتعرضت أطراف المطار في الأشهر القليلة الماضية لغارات جوية إسرائيلية، استهدفت مواقع إيرانية وأخرى لميليشيات حزب الله تتمركز في المنطقة.

لاجئون سوريون يتحدثون عن خوفهم من العودة: من غادروا مصنفون عملاء أو خونة

اتهامات لجهات لبنانية بالتواطؤ مع النظام لإمداده بالمجندين

الشرق الاوسط...بيروت: سناء الجاك... تقول اللاجئة السورية سحر لـ«الشرق الأوسط»: «قريتي في ريف القصير فارغة تماماً من السكان. لو يعود سكان القرية كلهم، فأنا حاضرة لأنصب خيمة وأقيم فيها بينهم. كيف أعود؟ أتمنى، لكن الأمر مستحيل وممنوع. فقريبتي التي هُجِّرت إلى حمص، قدمت وثائق تؤكد ملكيتها أرضها وحاولت أن تعود لتزرعها مع ابنها إثر نيله شهادة في الهندسة الزراعية، لكنهم منعوها من العودة». سحر أم لستة أولاد ومن قرية الشومرية في ريف القصير، وخسرت طفلة في الثانية من عمرها جراء القصف، كما خسرت ابنها الذي كان يستعد لتقديم شهادة البكالوريا العلمية أيضا، زوجها مقعد وهي تتعيش من البطاقة التموينية للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التي تبلغ قيمتها مائتي دولار، كما تعمل في تنظيف المنازل. وبعد الدوام المدرسي، يعمل ابناها في سوق الخضراوات لتحصيل مزيد من المال. إيجار منزلها في مخيم شاتيلا في ضاحية بيروت الجنوبية مائتا دولار. والإقامة صعبة في مخيم يراكم البؤس على البؤس ويشهد أكبر نسبة للاكتظاظ السكاني في غياب أي إحصاءات أو اهتمام بأوضاعه المتفجرة. لكن بؤسها في لبنان يبقى أرحم من بؤسها إذا عادت.

حين تُسأل عمن يمنعها من العودة، تجيب سحر: {لا أعرف».

يتولى غيرها من اللاجئين السوريين الإجابة. «لكن لطفاً من دون أسماء»، يقول أحد الشباب، ويضيف: «الكلام عن العودة في التلفزيون هين، لكن في الواقع مستحيل. إن أشرت إلى اسمي الأول وإلى منطقة سكني فسيعرفون هويتي ويلاحقونني إذا عدت. فقد كنت أساعد في أعمال الإغاثة عندما اعتقلوني. وكل من غادر يصنف إما (معارضة) أو عميلا أو خائنا. والتهديدات ليست عشوائية». ويتابع: «(حزب الله) يسيطر على قرانا، قبل أن يطالبنا المسؤولون في لبنان بالعودة، عليهم أن يطلبوا إلى (حزب الله) الخروج من أرضنا». وعن عودة اللاجئين في عرسال التي يتم ترتيبها، يقول الشاب إن «النظام في سوريا لا يريد عودة كاملة وتحديداً للسنّة، إلا أنه يحتاج إلى الشباب ليجندهم في الخدمة العسكرية الإلزامية المجانية وإلى أجل غير مسمى. لذا بدأت عمليات ترغيب وترهيب من جانب جهات لبنانية لتحقيق الأمر. وأعطيت لمن يقرر العودة مغريات لم نعهدها من نظامنا ووعود بترتيب أوضاع. والمفوضية تعرف هذا، لكن ليس كل ما يعرف يقال». والمواجهة تتصاعد بين وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين على خلفية قضية اللاجئين السوريين وسط موقف ضبابي غير حازم لحكومة تصريف الأعمال، سواء لجهة دعم باسيل أو لجهة رفض قراراته ووقف العمل بها. وقد وصل التوتر حداً ينذر بأزمة لا تلوح وسائل حلها، وذلك على خلفية اتهام باسيل المنظمة الدولية بأنها ترعب اللاجئين وتحرضهم على عدم العودة، وتسعى إلى توطينهم في لبنان. إلا إن القانون الدولي العرفي يلزم الدول بعدم ترحيل اللاجئين قسراً، كذلك ليس من حق الدول التي تستضيف اللاجئين أن تتبع سياسات تشكل ضغطاً عليهم لإرغامهم على العودة القسرية. والمعايير الدولية للعودة لا يمكن المساومة عليها. وهي قائمة على تأمين الحد الأدنى من الحقوق التي يمكن التفاوض عليها. وأي كلام عن العودة من دون وضوح المسار السياسي في سوريا، قفزة في المجهول. المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تسعى إلى تجنب أي أزمة مع الجهات الرسمية اللبنانية. وتقول المتحدثة الإعلامية في المفوضية ليزا أبو خالد لـ«الشرق الأوسط»: «تود المفوضية التشديد على أهمية العمل عن كثب مع لبنان من أجل إيجاد حلول آمنة وكريمة ومستدامة للاجئين السوريين. نحن نحترم حقوق اللاجئين في جميع البلدان من حيث اتخاذهم قرارات حرة وبأنفسهم بشأن العودة إلى ديارهم. وعلى نحو مماثل، فإننا لا نقف في طريق العودة على أساس قرارات فردية حرة ومتخذة عن دراية». وتضيف: «تعبر المفوضية عن بالغ قلقها إزاء إعلان وزير الخارجية جبران باسيل يوم الجمعة الماضي تعليق إصدار تراخيص الإقامة لموظفي المفوضية الدوليين في لبنان، الذي من شأنه أن يؤثر على موظفينا وعائلاتهم كما يؤثر مباشرةً على قدرة المفوضية على القيام بأعمالها الحيوية المتعلقة بالحماية والحلول بشكل فعال في لبنان». كما تؤكد أن «عمل المفوضية يهدف إلى دعم حكومة لبنان والمجتمعات المحلية في التعامل مع التحدي الكبير الذي يواجهه لبنان في استضافته نحو مليون لاجئ سوري، والاستمرار ببذل جهودنا ضمن أسرة الأمم المتحدة الأوسع نطاقاً والمجتمع الدولي لإيجاد حلول دائمة للاجئين خارج لبنان. نحن نأمل أن تعيد وزارة الخارجية النظر في هذا القرار دون تأخير». من جهته، يحذر الوزير السابق والرئيس السابق لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ومدير «معهد عصام فارس» في الجامعة الأميركية ببيروت الدكتور طارق متري، من أي إجراء قد يورط لبنان. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «ممنوع طرد أي لاجئ يشعر أنه مهدد في بلده. ومبدأ عدم الترحيل يتأسس على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وهو مذكور في شرائع ومعاهدات دولية. صحيح أن لبنان لم يوقع الاتفاقية المتعلقة باللاجئين رقم «1951»، وقد يعد البعض أنه في حِلّ من حقوق اللاجئين، لكن لبنان وقع مواثيق واتفاقات تحول دون الترحيل القسري. وهناك عرف مستقر لا يخوله القيام بهذه الخطوة. وبموجب دعوى قضائية يمكن أن يحصل اللاجئ على حقوقه إذا برهن على أنه معرض للخطر». والسوريون ينتشرون على الأراضي اللبنانية، ويتداخلون في النسيج اللبناني، ولا يختصرها بؤس اللجوء إلى مخيم أو تجمع. وتبدو مسألة العودة ملتبسة هي أيضاً بين لجوء البؤس ولجوء الترف. وفي حين تقوم بعض البلديات بالإخلاءات القسرية بناء على الجنسية والدين؛ مما تسبب بخسارة اللاجئين سكنهم وعملهم ودراستهم، إلا أن نسبة لا بأس بها من السوريين اختارت الإقامة والاستقرار في لبنان وإن كانت تستطيع العودة من دون عوائق فعلية. تلك هي حال يزن. فهو يستطيع العودة، لكنه يفضل إنهاء دراسته الجامعية في لبنان ومواصلة عمله في إحدى الجمعيات الإنسانية. وواضح أنه يستمتع بنمط العيش على الطريقة اللبنانية، وهو يزور أهله في سوريا ويعود إلى لبنان. ماذا عن الخدمة العسكرية؟ أسأله، فيجيب: «دفعت وحصلت على إعفاء». وعدم الرغبة في العودة تكبر لدى من يعمل؛ وتحديداً في التجارة، إذ لا تخلو أسواق بيروت في الأحياء والضواحي من دكاكين ومحال يملكها سوريون، استقروا وعائلاتهم بحيث لا يبدو أنهم يفكرون بعودة في المدى القريب. أحمد يملك متجراً للأدوات الإلكترونية والهواتف الجوالة... يقول لـ«الشرق الأوسط»: «متجري يعول أسرتي هنا كما يعول أهلي في سوريا. لماذا لا تعد السلطة في لبنان أني مهاجر ولست مهجراً؟ لدي إقامة ولا أخالف القانون اللبناني. عندما تتحسن الظروف في بلدي فسأعود، أما الآن؛ فلا أريد أن يحرم أولادي وأهلي من الحياة الكريمة». ويقول المدير السوري لبرنامج «بحث» في «معهد الأصفري» بالجامعة الأميركية في بيروت الدكتور السوري حسان عباس، لـ«الشرق الوسط» إن «من عملنا مع اللاجئين على الأرض لم نلمس أن لديهم أفضليات في لبنان من خلال المساعدات. كلهم يريدون العودة. لكن هذه العودة تستوجب 3 عناصر؛ أولها الأمن وحق الحياة، بحيث إذا عاد لا يُعتقل أو يُقتل أو يساق إلى خدمة عسكرية تستمر إلى أن يقرر النظام عكس ذلك، بالتالي من ينخرط فيها يصبح إما قاتلاً أو مقتولاً. ومن ثم الكرامة، بحيث لا يمارس ضده الانتقام، لأن في سوريا من يتهم اللاجئين بأنهم عملاء وخونة. وأخيراً الحقوق العادية الضرورية للإنسان من مسكن وعمل. ومعلوم أن أكثر من 30 في المائة من المنازل مهدمة ولا مكان للعودة. لن يقبل اللاجئون بأن ينتقلوا من مخيم في لبنان إلى مخيم في سوريا، حيث لا يمكن للأمم المتحدة أن تهتم بالحد الأدنى من مستلزماتهم وحمايتهم». وضيف عباس: «بالتالي الرغبة في العودة مؤجلة حتى الحصول على ضمانات من النظام ومن المجتمع الدولي. والمفارقة أن أي دولة حتى الآن لم تعلن عن رغبتها في المساهمة في إعادة إعمار سوريا. فالحرب متواصلة، وحيث لا براميل ولا قتل جماعي، هناك القتل بالمفرق والاعتقال والإخفاء والخطف».

سباق بين الأهالي وأنصار النظام إلى جنوب دمشق... وأثاث المنازل المدمرة

معارضون يتهمون ميليشيات بعرقلة وصول أصحاب البيوت

دمشق - لندن: «الشرق الأوسط».. دخل الأهالي من جهة، وعناصر موالية للنظام السوري من جهة ثانية، في سباق بعد سيطرة دمشق على الجزء الجنوبي من حي التضامن، حيث إن الأهالي يريدون الظفر بأي قطعة أثاث من منازلهم، في وقت يريد «العفيشية» سرقة ما تبقى من حاجات، وسط أنباء عن عرقلتهم وصول الأهالي إلى منازلهم. ومنذ اليوم الأول لاستعادة النظام السيطرة بشكل كامل على مناطق انتشار تنظيم داعش في جنوب دمشق (مدينة الحجر الأسود، ومخيم اليرموك، والجزء الجنوبي من حي التضامن، والجزء الشرقي من حي القدم) قبل نحو 20 يوماً، تدفق الأهالي إلى الجزء الجنوبي من حي التضامن لتفقد منازلهم وحاجاتهم. ولم تكن رحلة الأهالي للوصول إلى جادتهم ومنازلهم سهلة بسبب الدمار الكبير الذي لحق بالمنطقة وأكوام الركام الكبيرة الموجودة في الطرقات، وتطلب الأمر منهم تكبد عناء السير فوق الركام في طرق ضيقة جداً جرى تمهيدها نوعاً ما لتتسع لشخصين أو ثلاثة على الأكثر، وكذلك في سراديب تم فتحها في داخل منازل ملاصقة لبعضها بعضاً، ويمكن منها الوصول إلى منازلهم. ويتبع حي التضامن محافظة دمشق، ويعتبر ذا أهمية استراتيجية كونه بوابة دمشق الجنوبية الفاصلة بين المدينة وريفها، ويلاصقه مخيم اليرموك من الغرب، وبلدة يلدا من الشرق والجنوب على التوالي، أما من الشمال فتحده منطقتي الزاهرة ودف الشوك. وكان أعداد قاطنيه قبل بداية الحراك السلمي تقدر بـ200 ألف يشكلون نسيجاً اجتماعياً متفاوتاً في العادات والتقاليد، فجل سكانه من نازحي هضبة الجولان العرب والتركمان، ومن محافظات السويداء وإدلب ودير الزور ودرعا واللاذقية وطرطوس، إضافة إلى قسم لا بأس به من اللاجئين الفلسطينيين. وشكل المنحدرون من محافظات درعا ودير الزور وإدلب، الذين يتجمعون في الجزء الجنوبي من الحي، وتقدر مساحته بنصف مساحة الحي، نواة الحراك السلمي في عامه الأولى، في وقت يوجد في الجزء الشمالي المقابل شوارع الجلاء ونسرين والغفاري على التوالي، التي يوجد فيها أيضاً تنوع في النسيج الاجتماعي للسكان، لكن تسليح النظام للموالين جعل لهم سطوة كبيرة على باقي السكان من الطوائف الأخرى، ليبقى هذا الجزء من الحي تحت سيطرتهم. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2012، وبعد عسكرة الحراك، اجتاحت فصائل من «الجيش الحر»، أبرزها «أبابيل حوران» الجزء الجنوبي من الحي وسيطرت عليه، مما أدى إلى نزوح غالبية سكانه، على حين شكل الجزء الشمالي من الحي منطلقاً لعمليات جيش النظام وميليشياته ضد الفصائل المعارضة في الجزء الجنوبي، ومركزاً كبيراً لاعتقال وتعذيب سكان المناطق المجاورة المناوئين للنظام. وبعد سيطرة «داعش» على القسم الأكبر من مخيم اليرموك في أبريل (نيسان) عام 2016، قام أيضاً بالسيطرة على الجزء الجنوبي من حي التضامن، بينما تراجعت الفصائل التي كانت توجد فيه إلى بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، حيث كانت تسيطر حينها فصائل إسلامية وأخرى من الجيش الحر. وعمد النظام إلى تدمير منازل الأهالي بشكل شبه كامل في حي زليخة، التابع إدارياً لبلدة يلدا، ويحاذي القسم الجنوبي من حي التضامن من الجهة الشرقية، وذلك عبر تفخيخها، ومن ثم تفجيرها، في أثناء عمليات الكر والفر خلال المعارك التي كانت تحصل في الحي في بدايات الأحداث، بحسب قول نشطاء معارضين. ويقسم القسم الجنوبي من حي التضامن إلى قسمين: غربي، يمتد من دوار فلسطين جنوباً حتى سينما النجوم شمالاً، بمسافة تصل إلى نحو 400 متر، ومن شارع فلسطين التابع إدارياً لمخيم اليرموك غرباً حتى منطقة الطبب شرقاً، بمسافة تصل إلى أكثر من 250 متراً؛ بينما القسم الشرقي يمتد من منطقة الطبب غرباً حتى شارع دعبول المحاذي لحي زليخة التابع ليلدا شرقاً، بمسافة تصل إلى نحو 200 متر، ومن قوس يلدا جنوباً حتى جامع سيدنا علي شمالاً، بمسافة تصل إلى نحو 400 متر. وبعد وصول كثير من الأهالي إلى مشارف هذا القسم من الحي، بدت الصدمة كبيرة على وجوههم بسبب حجم الدمار الكبير شبه الكامل الذي لحق بجاداتهم ومنازلهم، خصوصاً في القسم الجنوبي الشرقي. وفضل كثير من الأهالي بعد العناء الكبير الذي تكبدوه للوصول إلى مشارف الحي العودة إلى مناطق نزوحهم، وعدم الذهاب إلى منازلهم. ويقول رجل في العقد الرابع من العمر في دردشة مع آخر يقف إلى جانبه وقد تملكهما اليأس: «المشهد أكثر من واضح! ماذا سنتفقد؟ جبال من الركام؟»، بينما يوضح آخرون أن «عدم الوصول إلى منازلهم أفضل» لأن الدمار «طمس معالم الشوارع والأزقة»، وبالتالي لن يتمكنوا من التعرف على منازلهم. وبتدمير القسم الجنوبي الشرقي من الحي، تتسع رقعة المنطقة المدمرة، كون هذا القسم يتصل بحي زليخة التابع إدارياً لبلدة يلدا، ويحاذي القسم الجنوبي من حي التضامن من الجهة الشرقية، الذي كان النظام وشبيحته قد دمروا منازله في بداية الأحداث عبر تفخيخها، ومن ثم تفجيرها، في أثناء عمليات الكر والفر خلال المعارك التي كانت تحصل في الحي. وبدا حجم الدمار في القسم الجنوبي الغربي من الحي، الذي كان أغلب سكانه من اللاجئين الفلسطينيين وأهالي محافظات السويداء واللاذقية وطرطوس والقنيطرة، أقل منه في القسم الجنوبي الشرقي، وذلك أن هناك عدداً من منازل ما زال قائماً، وإن تعرضت غالبيتها إلى القذائف والتصدع جراء عمليات القصف. وظهرت ملامح شيء من الفرح على وجوه الأهالي الذين وصلوا إلى بيوتهم في هذا القسم من الحي، على اعتبار أن منازلهم ما زالت قائمة، وكثير من أثاثها وحاجاتهم ما زال موجوداً فيها، لكن التحدي الأكبر بات أمامهم هو كيفية نقل هذه الحاجات منها إلى أماكن نزوحهم، مع حجم الركام الكبير وإغلاق غالبية الطرق بالسواتر الترابية. وإن سمح عناصر جيش النظام وشبيحته للأهالي بنقل أثاثهم وحاجاتهم، بعد حصولهم على وثيقة ممهورة من الضابط المسؤول عن أمن المنطقة ومختار الحي، فإن عملية النقل بدت شاقة مكلفة للغاية مادياً. ويتطلب إخراج تلك الحاجات وقطع الأثاث (من غسالات، وأفران، وبرادات، وتلفزيونات، وصوفيات، وطاولات، وأدوات كهربائية، وغرف نوم وسفرة،...) نقلها بشكل فردي على عربة صغيرة في طرق وعرة للغاية لمسافة 200 إلى 300 متر، حيث يجري تجميعها في ساحة عند أول حاجز لقوات النظام والشبيحة، ومن ثم يجري نقلها من هناك بسيارات. وفي حين يصل إيجار نقل القطعة الواحدة على العربة من المنزل إلى ساحة التجميع ما بين 10 و15 ألف ليرة سورية، ويقوم بها شبان أغلبيتهم من سكان الحي والأحياء المجاورة، يبلغ إيجار نقل الحمل الواحد في سيارة شاحنة صغيرة إلى أكثر من 25 ألف ليرة (الدولار الأميركي يساوي نحو 435 ليرة)، بينما يتطلب الأمر دفع مبلغ من 10 إلى 15 ألف عن كل حمل لحواجز النظام والشبيحة المنتشرة على الطرق.
ونتيجة الغلاء غير المسبوق الذي طرأ على الأدوات المنزلية والكهربائية وعموم الحاجات منذ اندلاع الحرب في البلاد منذ أكثر من 7 سنوات، بدا أن هناك إصراراً من الأهالي على إخراج حاجاتهم من الحي. سيدة في العقد الخامس من العمر، وفي أثناء وجودها مع أولادها الثلاثة أمام منزلهم ونقلهم لحاجاتهم، تقول لأولادها والعرق يتصبب منها ومنهم: «لا تتركوا شيئاً، اخرجوا كل شيء... هي أغراضنا، ومهما دفعنا أفضل من شراء الجديد». ويصل سعر الغسالة الجديدة حالياً إلى نحو 200 ألف ليرة سورية، بعد أن كان قبل الحرب لا يتجاوز 30 ألفاً، والبراد إلى 250 ألف ليرة، والفرن 150 ألف ليرة، بينما يصل سعر طقم الكنبات إلى 400 ألف ليرة، وغرفة النوم إلى نصف مليون ليرة. ووصل الأمر ببعض الأهالي إلى تفكيك أبواب وواجهات الألمنيوم الموجودة، وكذلك مفاتيح الكهرباء ولمبات الإنارة، وخلاطات المياه، ويقول أحدهم: «إن تُركت إلى الغد، فلن نجدها، وبالتالي يفترض أخذها، فهي من حقنا... من تعبنا». وفي مقابل إصرار الأهالي على إخراج حاجاتهم وأثاث منازلهم، عمد عناصر النظام وشبيحته إلى المماطلة بمنح الأهالي الوثائق اللازمة لذلك، وعدم إزالة الركام والدمار من الطرقات، ومنع أصحاب العربات من العمل، من أجل إفساح المجال لأنفسهم لـ«تعفيش» (سرقة) ما يستطيعون. وصادف كثير من الأهالي وجود عناصر من جيش النظام و«شبيحة» و«حرامية» في منازلهم، يقومون بعمليات «التعفيش» للحاجات وقطع الأثاث الموجودة في منازلهم، إلا أن كثيراً منهم لم يستطع منع هؤلاء، كونهم مسلحين وذوي سطوة. ويقول أحد الأهالي: «أي جدال مع هؤلاء سيدفعهم إلى إحراق المنزل وتدميره». ولوحظ منذ سيطرة النظام وشبيحته على مناطق جنوب دمشق انتعاش أسواق «التعفيش» في المناطق المجاورة لها، مثل حي دف الشوك وجرمانا، وتراجع الأسعار فيها، ذلك أن سعر أي غسالة أو فرن أو براد لا يتجاوز 50 ألف ليرة.

 

 

 



السابق

أخبار وتقارير.....إسرائيل تستهدف منظومة صاروخية للميليشيات الإيرانية جنوبي سوريا..اليمن.. تحرير مطار الحديدة والبدء بنزع الألغام.....الكرملين: بوتين ونتنياهو اتفقا على تعزيز التنسيق بشأن سورية...وفاة 4 مهاجرين غير شرعيين وإنقاذ 700 آخرين قبالة سواحل إسبانيا...أفغانستان: مقتل الملا فضل الله زعيم «طالبان باكستان» في ضربة جوية قرب الحدود..ميركل تصر على سياسة هجرة موحدة لدول الاتحاد الأوروبي..ماكرون يريد أن تعمل باريس وروما «يداً بيد»...ماتيس يهاجم بوتن بسبب "تفتيت الناتو"..ترامب يغازل بوتن بـ"موعد قريب"....

التالي

اليمن ودول الخليج العربي..«النصر الذهبي» يُحرّر مطار الحُديدة و«المهمة الأخيرة» لـ غريفيث في صنعاء...«لو فيغارو»: قوات فرنسية خاصة على الأرض في اليمن...التحالف يسير قوافل مساعدات للمناطق المحررة...الحوثيون يستقبلون غريفيث في صنعاء بمهاجمة مساعيه..باريس تحضّر للمؤتمر الإنساني حول اليمن..جسر إماراتي للإغاثة..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,534,453

عدد الزوار: 7,636,889

المتواجدون الآن: 0