سوريا..موسكو تعلن استعدادها لعقد قمة رباعية جديدة حول سوريا..واشنطن لإنهاء «آستانة» و«سوتشي» ما لم يتم تشكيل «الدستورية»..صراع نفوذ بين «هيئة تحرير الشام» و«أحرار الشام» في إدلب...الكرملين يحذر من «كيانات موازية تزعزع استقرار المنطقة»...

تاريخ الإضافة الأربعاء 5 كانون الأول 2018 - 5:17 ص    عدد الزيارات 2318    التعليقات 0    القسم عربية

        


موسكو تعلن استعدادها لعقد قمة رباعية جديدة حول سوريا..

أورينت نت – وكالات... أعلن (يوري أوشاكوف) مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الأخير ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اتفقوا على عقد قمة رباعية حول سوريا في حال دعت الحاجة إلى ذلك. وقال في تصريح صحفي(الثلاثاء) : "اتفقنا مع أردوغان وميركل حول عقد لقاء جديد بمشاركة بوتين وماكرون (الرئيس الفرنسي)، في حال دعت الحاجة".، بحسب وكالة الأناضول التركية. وأشار إلى أنه لا تفاصيل حتى الآن عن مكان أو موعد القمة، التي ستكون، في حال عقدت، الثانية من نوعها. واحتضنت إسطنبول التركية في تشرين الأول الماضي اجتماعا لقادة الدول الأربع، وأبرز ما ناقشت فيه، الوضع في محافظة إدلب شمال سوريا، ومسألة تشكيل اللجنة الدستورية، وعودة اللاجئين.

واشنطن لإنهاء «آستانة» و«سوتشي» ما لم يتم تشكيل «الدستورية»

المبعوث الاميركي جيمس جيفري يحض دي ميستورا على دعوة اللجنة في 14 الشهر الحالي

الشرق الاوسط...واشنطن: هبة القدسي.. طالب المبعوث الأميركي لسوريا جيمس جيفري، روسيا بالقيام بجهود لعقد اللجنة الدستورية السورية في الرابع عشر من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وشدد على أهمية مساندة الدول في عملية الضغط على حكومة دمشق، ودعا إلى إنهاء عمليتي آستانة وسوتشي للتسوية السورية ما لم تستجب كل الأطراف لتشكيل اللجنة. وأوضح جيفري في مؤتمر صحافي بمقر الخارجية الأميركية، مساء الاثنين، أن الولايات المتحدة تنتظر إفادة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا أمام مجلس الأمن الدولي في الرابع عشر من ديسمبر؛ للتأكد ما إذا كانت العملية السياسية في سوريا تحت رعاية الأمم المتحدة تتقدم أم لا. وبعد اجتماع ضم مجموعة من ممثلي ألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، والسعودية، والأردن، ومصر في مقر الخارجية الأميركية، الاثنين، أوضح جيفري، أن الاجتماع استعرض تنفيذ عملية سياسية تحت رعاية الأمم المتحدة بما يحقق تسوية سلمية تتوافق مع قرار الأمم المتحدة 2254، وتدعم جهود دي ميستورا، والحفاظ على خفض التصعيد في إدلب، والوفاء بالموعد النهائي المقرر في 31 ديسمبر الحالي لتشكيل اللجنة الدستورية. وحذر جيفري، أنه ما لم يتم الضغط على دمشق فإن المبعوث الأممي الجديد لسوريا بين بيدرسن والمجتمع الدولي سيواجهون مأزقاً آخر، وسيضطر الجميع إلى إعادة النظر بشأن الوضع الخطير للغاية في سوريا. وأضاف جيفري: إن الاجتماعات الأوروبية حول سوريا ناقشت موضوعين رئيسيين، الأول هو التهدئة ووقف إطلاق النار في إدلب، والآخر هو تشكيل اللجنة الدستورية. وقال: «كنا نأمل أن يتمكن الروس والأتراك من وضع اللمسات الأخيرة لتشكيل أعضاء هذه اللجنة الدستورية؛ وهو هدف اجتماع آستانة الأخير، وقد أصدروا بياناً يؤكد على خفض التصعيد في إدلب، وأهمية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في إدلب، لكنهم لم يتخذوا أي إجراء مهم في تشكيل اللجنة الدستورية، وكل ما فعلوه هو إعادة التأكيد على الجهود لتشكيل اللجنة الدستورية دون أن يقولوا بحلول نهاية العام، وإنما قالوا في أقرب وقت ممكن». وأشار جيفري إلى إحباط دي ميستورا من عدم إحراز تقدم في آستانة حول تشكيل اللجنة الدستورية. وقال في رده على أسئلة الصحافيين، إنه متأكد أنه إذا حصل دي ميستورا على ضوء أخضر من النظام السوري أو رعاة آستانة حول قائمة يمكن قبولها والتحقق من صحتها فإنه يمكن إعلان ذلك في 14 ديسمبر. وحول إمكانية حدوث اختراق في العملية السياسية، قال جيفري: «لقد كنا نواجه طريقاً مسدودة منذ بدأت عمليتا سوتشي وآستانة في ديسمبر 2017، وبعد ست سنوات من الجمود ما رأيناه في الأشهر القليلة الماضية هي اجتماعات وزارية على مستوى المجموعة الصغيرة، ثم قمة إسطنبول حيث قالت روسيا لأول مرة إنها ستحاول إنجاز هذا الأمر بحلول نهاية العالم، وحتى هذه اللحظة يقولون إنه لا يوجد موعد نهائي، ولدي أمل أن يتحركوا بحلول الرابع عشر من ديسمبر مع ستيفان دي ميستورا». وحول خطط واشنطن ما لم يتحقق ذلك، قال المبعوث الأميركي «سنعود إلى الأمم المتحدة». ويذكر أنه تم التوصل إلى الاتفاق بشأن تشكيل اللجنة الدستورية السورية خلال مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي في يناير (كانون الثاني) الماضي، ومن المفترض أن يضم ممثلين من الحكومة السورية والمعارضة والمجتمع المدني، ويتم تشكيل اللجنة قبل نهاية العام الحالي.

صراع نفوذ بين «هيئة تحرير الشام» و«أحرار الشام» في إدلب

لندن: «الشرق الأوسط».. نسفت «هيئة تحرير الشام»، التي تضم «جبهة النصرة»، ثلاثة جسور تربط مناطق سيطرتها بمناطق خاضعة لقوات النظام السوري، جنوب مدينة حلب (شمال سوريا)، بعدما أعاد مزارعون ترميمها، في وقت جرت فيه اشتباكات بينها وبين فصيل آخر. ونقلت شبكة «سمارت» المعارضة، أمس، أن «تحرير الشام» فجرت ثلاثة جسور إسمنتية تمر فوق نهر قويق، الأحد، وتربط أراضي زراعية في قرية العيس، الواقعة تحت سيطرتها، مع أخرى في بلدة الحاضر الخاضعة للنظام. وأشارت إلى أن «الجسور كانت سابقاً مدمرة بفعل الأمطار والأعمال العسكرية، ورممها مزارعون قبل أسبوعين للعبور إلى أراضيهم، فأعادت (تحرير الشام) تفجيرها بالعبوات الناسفة، خوفاً من تقدم النظام على مناطق سيطرتها». وسيطرت «تحرير الشام» على قرية العيس يوم 3 أبريل (نيسان) 2016، بعد معارك مع قوات النظام، وهي تعتبر نقطة التماس بين الطرفين، ويفصل بينهما وبين الحاضر 5 كلم. إلى ذلك، نقلت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة عن مسؤول تنسيق الإعلام العسكري في «هيئة تحرير الشام»، خالد وضاح، قوله: «لمن يسأل عما يحصل في منطقة سهل الروج، في ريف إدلب، إذا تلاحظون أن المشاكل كلها تحدث في مناطق نفوذ (الهيئة)، وما شهدنا مشاكل بسرجة أو أريحا أو بالمعرة أو عنجارة أو الغاب». وأضاف: «بمعنى أنه أصبح هم هذه الفصائل (فصائل الجبهة الوطنية) كيف تتمدد خارج الحدود التي رسمت بعد القتال الأخير، سواء بمخفر أو بمجلس عسكري أو حاجز». وكانت اشتباكات قد اندلعت منذ مساء أمس بين «تحرير الشام» و«أحرار الشام» في بلدة جدرايا، بمنطقة سهل الروج، على خلفية افتتاح الأخيرة مقراً لها. وتقع بلدة جدرايا جنوب غربي إدلب، بالقرب من بلدة محمبل، وهي صلة ربط بين سهل الغاب وسهل الروج وجبل الزاوية، وقريبة من استراد حلب - اللاذقية. ونفّذ تنظيم «حراس الدين»، الذي سبق أن رفض اتفاق سوتشي، خطوة عسكرية مفاجئة في إدلب. ونشر التنظيم صوراً عبر معرفاته الرسمية، تُظهر إقامة معسكر في محافظة إدلب، تحت اسم «معسكر الشيخ أبي فراس السوري». وأعلن «حراس الدين»، في سبتمبر (أيلول) الماضي، رفضه لاتفاق سوتشي حول إدلب، الذي ينصّ على إنشاء منطقة «منزوعة السلاح» بين النظام ومناطق سيطرة الفصائل. ويضم التنظيم، الذي تشكّل في مطلع فبراير (شباط) 2018، في صفوفه «جيش البادية، وجيش الساحل، وسرية كابل، وسرايا الساحل، وجيش الملاحم، وجند الشريعة». من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه «يسود الهدوء الحذر عموم مناطق الهدنة الروسية - التركية، والمنطقة منزوعة السلاح، منذ ما بعد منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء، تخلله سقوط قذائف أطلقتها قوات النظام صباحاً على أماكن في أطراف بلدة اللطامنة شمال حماة، وقرية سكيك جنوب إدلب، واستهداف طال مناطق في مكحلة والعثمانية بريف حلب الجنوبي، فيما يأتي هذا الهدوء بعد تصعيد كبير، خصوصاً في الأيام الأخيرة، من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين لها على المنطقة منزوعة السلاح، ومناطق سريان الهدنة الروسية - التركية، وبالتزامن مع الاقتتال الدائر في المنطقتين آنفتي الذكر بين حركة «أحرار الشام» الإسلامية و«هيئة تحرير الشام»...

الكرملين يحذر من «كيانات موازية تزعزع استقرار المنطقة»

الشرق الاوسط...موسكو: رائد جبر.. واصلت موسكو حملتها على التحركات الأميركية في شمال سوريا، وردت أمس على دعوات أميركية لإنهاء مساري سوتشي وآستانة بالتحذير من أن واشنطن تعمل على «زعزعة استقرار المنطقة عبر إنشاء كيانات بديلة من السلطات الشرعية» في منطقة شمال سوريا. وبالتوازي مع دعوة المبعوث الأميركي الخاص لشؤون سوريا جيمس جيفري، إلى إنهاء عمليتي آستانة وسوتشي للتسوية السورية، إن لم يتم تشكيل اللجنة الدستورية السورية حتى منتصف الشهر الحالي، كرر الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، اتهامات بلاده لواشنطن بأنها تتجاهل الجهود «الحقيقية» التي أدت إلى تحسين الوضع في سوريا وإعادة الاستقرار إلى الجزء الأعظم من البلاد. وقال بيسكوف إنه في مقابل خطوات موسكو «نرى تحركات من شأنها أن تؤدي إلى إنشاء كيانات موازية على أراضي سوريا». ومن دون أن يسمي الولايات المتحدة مباشرة، قال إن «تلك التصرفات لا تهدد سوريا، ويمكن أن تؤدي إلى انتهاك وحدة أراضيها وحسب، بل تؤدي إلى زعزعة شاملة لاستقرار المنطقة كلها». وأقر الناطق الرئاسي الروسي بأن جهود إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب تواجه تعقيدات كبيرة، وقال: «الأمور تسير بصعوبة أكبر مما كان متوقعاً»، موضحاً أن «هجمات المسلحين ما زالت مستمرة، وهذا ما تم التطرق إليه خلال لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان أخيراً. لكنه استدرك أن تركيا «تنفذ التزاماتها بدقة»، مرجحاً أن تنجح في تنفيذ الاتفاق بالكامل. إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن السلطات السورية تواصل عملها على تنفيذ مرسوم الرئيس بشار الأسد بشأن العفو عن أشخاص فروا من الخدمة العسكرية. وأفاد رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، الفريق سيرغي سولوماتين، بأن «نحو 15 ألف شخص شملهم العفو، تنفيذاً للمرسوم الذي ينطبق أيضاً على لاجئين ومقاتلين سابقين من عناصر التشكيلات المسلحة غير الشرعية». وأشار في إيجاز يومي للوضع الميداني في سوريا إلى أن الساعات الـ24 الماضية شهدت انتهاكاً واحداً لنظام وقف النار في منطقة إدلب، موضحاً أن المسلحين قصفوا قرية خفسين بريف مدينة حماة. وأضاف سولوماتين أن المركز الروسي للمصالحة «يدعو قادة التشكيلات المسلحة غير الشرعية إلى وقف الاستفزازات المسلحة وسلوك طريق التسوية السلمية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم». على صعيد آخر، أعلنت مفوضة حقوق الإنسان في روسيا، تاتيانا موسكالكوفا، أنها تلقت أكثر من 1000 طلب من مواطنات روسيات غادرن مع أزواجهن إلى سوريا والعراق، ويرغبن حالياً في العودة إلى وطنهم. وأضافت أن المعطيات تشير إلى أن مقدمات الطلبات هن أرامل مقاتلين في صفوف تنظيم داعش لقوا مصرعهم خلال العمليات العسكرية. وأشارت المسؤولة الروسية، في الوقت ذاته، إلى أن إعادة أرامل المقاتلين إلى روسيا «أمر صعب جداً»، موضحة أنهن «شاركن في نشاطات المنظمات الإرهابية، وبالتالي قد يشكلن تهديداً للمواطنين الآخرين».

«رسالة شفوية» من كيم إلى الأسد

بيروت - لندن: «الشرق الأوسط».. بحث الرئيس بشار الأسد مع وزير خارجية كوريا الشمالية ري يونغ في «علاقات الصداقة التاريخية وسبل تعزيزها والارتقاء بها في المجالات كافة». وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس، بأن الأسد تلقى «رسالة شفوية من الرئيس كيم جونغ أون عبر فيها عن موقف بلاده الثابت والداعم لسوريا، مؤكدا ثقته بنجاح سوريا في عملية إعادة الإعمار لأنها ستقوم على أساس قاعدة متينة من النجاحات السياسية والعسكرية». وقالت: «شرح الوزير يونغ هو للرئيس الأسد الركائز التي تعتمد عليها وتتحرك عبرها السياسة الخارجية لبلاده»، مشيرة إلى أن الأسد قال: «رغم اختلاف شكل الحروب والضغوطات التي تتعرض لها سوريا وكوريا الديمقراطية الشعبية فإن جوهرها وهدفها واحد وهو إضعاف الدول التي تمتلك استقلالية القرار وتقف في وجه المشروعات الغربية، مؤكدا أن هذه الحروب ليست متعلقة بسوريا وكوريا الشعبية فقط وإنما هي حروب من أجل إعادة رسم خريطة العالم». وفي الإطار ذاته استعرض وزير الخارجية وليد المعلم مع يونغ «علاقات الصداقة والتعاون التاريخية بين سوريا وكوريا الديمقراطية الشعبية وسبل تعزيزها وتطويرها على الصعد كافة وخاصة السياسية والاقتصادية منها، والتأكيد على أهمية الاستمرار في تنسيق المواقف بين البلدين الصديقين في المحافل الدولية دعما لقضاياهما الوطنية العادلة وكذلك مواجهة التحديات والعقوبات الاقتصادية الظالمة التي تستهدف سيادة واستقلال كلا البلدين وقرارهما الوطني المستقل». وقال مسؤولون إن وزيري خارجية سوريا وكوريا الشمالية اجتمعا في دمشق الثلاثاء وتبادلا الشكر على دعمهما المتبادل خلال سنوات العزلة السياسية. وقالت وزارة الخارجية السورية إن ري يونج هو وزير خارجية كوريا الشمالية شكر الوزير السوري وليد المعلم على رفض سوريا للعقوبات الاقتصادية المفروضة على بيونغ يانغ. وقال المعلم إن سوريا تشعر بالامتنان لدعم كوريا الشمالية لها في المحافل الدولية. ويقول مراقبون من الأمم المتحدة إن العلاقات بين البلدين تعمقت بما يتجاوز الدبلوماسية واتهموا كوريا الشمالية في فبراير (شباط) بالتعاون مع سوريا بشأن الأسلحة الكيماوية وهو اتهام رفضته بيونغ يانغ. وقصفت إسرائيل في عام 2007 ما يشتبه في أنه مفاعل نووي في شرق سوريا قالت إنه أقيم بمساعدة من كوريا الشمالية وكان سيجري تشغيله بعد بضعة أشهر. وتنفي سوريا، وهي من الدول الموقعة على معاهدة حظر الأسلحة النووية باستمرار أن الموقع كان مفاعلا نوويا أو أن دمشق تتعاون في المجال النووي مع كوريا الشمالية. وواجهت الدولتان عزلة دولية، بسبب البرنامج النووي في حالة كوريا الشمالية والحرب الأهلية الدائرة منذ نحو ثماني سنوات في حالة سوريا. وزار وفد برلماني سوري كوريا الشمالية في أكتوبر (تشرين الأول).

الرقة... تحتضن فعاليات ثقافية وسط الدمار

الشرق الاوسط...الرقة (سوريا): كمال شيخو... في مقهى لامار الكائن بحارة العجيلي وسط مدينة الرقة، وقفت الطفلة طعمة البالغة من العمر 13 عاماً أمام لجنة تحكيم لأول مرة في حياتها. ألقت أبيات من «الشعر الفراتي» ورقصة فنية من التراث الشعبي. فاللوحة الفنية التي قدمتها الطفلة المتحدرة من مدينة الرقة، وصوتها، لاقا قبول واستحسان أعضاء لجنة التحكيم وصفقوا لها بحرارة. ونظمت لجنة الثقافة والفن بمجلس الرقة المدني نشاطاً ثقافياً تحت عنوان «قصيد وسوالف» يومي السبت والأحد الماضيين، الذي يُعد الأول من نوعه بعد تحرير المدينة قبل عام وشهرين، برعاية منظمة «اليونيسيف» التابعة للأمم المتحدة، بالتعاون مع مطرانية السريان الكاثوليك وكنيسة مار آسيا الحكيم بمدينة الحسكة. وتشارك طعمة مع مجموعة من الأطفال في فرقة «تراث الرقة» للشباب اليافعين. وعن تجربتها الأولى تقول: «جاء أعضاء من الفرقة إلى مدرستنا بالرقة للبحث عن خامات جديدة، سمعوا صوتي ثم طلبوا مني الغناء والرقص في هذا النشاط»، وقدمت الفتاة أغاني تراثية ومواويل «رقاوية» وأعجب الجمهور بصوتها وأدائها. بدورها عبرت الفتاة آيات هي الأخرى عن سعادتها قائلة: «أنا سعيدة للغاية لأن الجميع صفق لي... شعور لا يوصف». ولدى حديثه إلى «الشرق الأوسط»، قال حسن مصطفى رئيس لجنة الثقافة والفن بمجلس الرقة المدني، والأخير مجلس محلي يدير شؤون المدينة بالتنسيق مع «قوات سوريا الديمقراطية» والتحالف الدولي بقيادة واشنطن، «اليوم الأول من المسابقة خصص للشعر، وشارك فيه 10 متسابقين؛ فاز منهم ثلاثة من الأوائل، أما باليوم الثاني تقدم لمسابقة القصة البدوية والسوالف ثلاثة متسابقين، فازت متسابقة بالمرتبة الأولى». وتركزت المسابقة حول التراث الشعبي والقصائد والقصص المحكية المستوحاة من التراثي البدوي، حيث تتميز بها مدينة الرقة ومنطقة بادية الشام، وبحسب حسن مصطفى: «عناصر (داعش) منعوا الغناء والأدب وكانوا يقولون إنهما من (أهازيج الشيطان)، الأمر الذي أدى إلى تصحر الرقة خلال السنوات الماضية. اليوم تعود مديتنا للحياة ويعود التراث (الرقي) إليها». وحُرم أبناء الرقة من إقامة الأنشطة الثقافية والفعاليات الأدبية، أثناء سيطرة عناصر تنظيم داعش، التي امتدت بين يناير (كانون الثاني) 2014 وأكتوبر (تشرين الأول) 2017، قبل طردهم على يد «قوات سوريا الديمقراطية» بدعم من التحالف الدولي والولايات المتحدة الأميركية أكتوبر من العام الماضي. ويقول محمد العبد (34 سنة) ممثل كنيسة مار آسيا الحكيم في الرقة، إحدى الجهات الراعية للفعالية، إنهم «اختروا المكان في حارة العجيلي لأنها حارة الأديب (الرقاوي) عبد السلام العجيلي»، ويضيف أنّ الهدف من النشاط تعريف الشباب بتراث الرقة والأغاني الشعبية والشعر البدوي: «هذه القصص المحكية تناقلها آباؤنا عن أجدادنا، وعلينا الحفاظ على هذه الذاكرة الجمعية». أما آيات (23 سنة) المتحدرة من مدينة الرقة، فشاركت في الفعالية الثقافية وألقت أبيات شعرية، وعن اللون الذي اختارته تقول: «اخترت (الشعر الفراتي)، الأقرب إلى الشعر النبطي الذي يتميز به أبناء الرقة وبادية الشام، هذا اللون يعكس أصالة أبناء المنطقة وجذورها التاريخية»، وفازت آيات بالمرتبة الأولى بمسابقة الشعر، وكُرمت من قبل لجنة التحكيم، ونقلت أنّ الأديب عبد السلام العجيلي كان ملهماً لها، وتزيد: «إنه قنديل مضيء لكل شاعر وأديب من أبناء الرقة، استلهمت شعري من هذه القامة الثقافية». ولم تنهِ الحرب الدائرة في سوريا منذ سنوات عجاف، حياة سكان مدينة الرقة، حيث يعملون ويكافحون ليعيدوا مدينتهم إلى الحياة، وتعمل فرقة «تراث الرقة» منذ أربعة أشهر على إعادة تأهيل كوادرها، والبحث عن أصوات وخامات شبابية جديدة يعتمد القائمون عليها على جمع وتوثيق التراث الشعبي استناداً إلى الذاكرة الشعبية، ومعالجة اللحن وضبط قواعده الموسيقية، بحسب عبد الغفور الخلف مسؤول الفرقة التابعة لمجلس الرقة المدني، وتابع: «اعتمدت عروضنا الغنائية على رقصات (فراتية)، بالإضافة إلى معالجة النص واستبدال تعابيره القديمة بما هو رائج أو معاصر». وتحرص الفرقة على توثيق الزي الشعبي، حيث كان جميع أعضائها المشاركين في الفعالية يلبسون الزي الشعبي، كما تشكل اللوحات الغنائية والرقصات البدوية ومقطوعات تراثية وفلكلورية خاصة بأبناء المنطقة. ويضيف عبد الغفور: «ساحات الرقة أيام (داعش) خصصت للإعدام الجماعي وقطع الرؤوس، أما اليوم تعود هذه الساحات لدورتها الطبيعية وتحتضن الأنشطة الثقافية والفعاليات الأدبية». وشارك أحمد ذو الـ12 عاماً بالغناء، وكان ضابط إيقاع تتناغم راحة يديه مع الألحان الموسيقية والأصوات الغنائية. ويروي كيف نزح إلى مخيم عيسى المجاور رفقة عائلته بعد اندلاع معركة الرقة في شهر يونيو (حزيران) 2017، وشارك في حفلات المخيم ليسمعه أحد أعضاء فرقة «تراث الرقة»، ويطلب منه الانضمام إليهم، وقال: «وافقت بكل سرور، فمنذ صغري وأنا أحب لون الغناء (الفراتي) (المولية والسويحلي). الفرقة حققت حلمي لأكمل طريق الفن والموسيقى لأنني متعلق بها كثيراً».

 

 

 



السابق

اليمن ودول الخليج العربي..الحوثيون يغادرون برفقة غريفيث إلى السويد..استعدادات لانطلاق «مشاورات السويد» وسط تشكيك حوثي في النجاح...طارق صالح يحشد الآلاف من أنصار «المؤتمر» ..الحوثيون يُغرقون الساحل الغربي بالألغام..أمير قطر يتلقى دعوة من خادم الحرمين لحضور القمة الخليجية..توقيع اتفاقية منحة أمريكية للأردن بقيمة 745 مليون دولار..

التالي

العراق..«الحشد الشعبي» يتهم قواعد أميركية بإيواء «داعشيين»....«السترات الصفراء» في البصرة بعد تجدد الاحتجاجات...تلويح بتصعيد احتجاجات البصرة..فشل جهود كتلة «البناء» لتمرير الفياض بالأغلبية...


أخبار متعلّقة

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,336,264

عدد الزوار: 7,674,022

المتواجدون الآن: 0