لبنان.. «الإنقسام اللبناني» يملأ فراغ القمة بغياب القادة العرب.. إبراهيم من عين التينة ينسحب من مبادرة بعبدا.. وجنبلاط في بيت الوسط مع تفعيل الحكومة..الإعتذارات العربية تتواصل... والقمة الاقتصاديــة على مستوى هزيل....انقسامات بين دروز لبنان... وجنبلاط يعتبر التصعيد «رسالة سورية»...مبادرة سعودية أقرها الاجتماع المشترك لوزراء السياحة والثقافة العرب..«صدمة» في بيروت مع «دومينو» خفْض مستوى التمثيل بالقمة التنموية ومخاوف من «مكاسَرة» بين فريق عون وبري بعد انعقادها..

تاريخ الإضافة الجمعة 18 كانون الثاني 2019 - 7:12 ص    عدد الزيارات 3453    التعليقات 0    القسم محلية

        


مانشيت...اللواء... «الإنقسام اللبناني» يملأ فراغ القمة بغياب القادة العرب.. إبراهيم من عين التينة ينسحب من مبادرة بعبدا.. وجنبلاط في بيت الوسط مع تفعيل الحكومة..

بصرف النظر عن النتائج المتوقعة، من القمّة العربية الاقتصادية الاجتماعية الرابعة، التي تنعقد الأحد، لمناقشة البرنامج والبيان، الذي يقرُّه مجلس وزراء الخارجية العرب اليوم، تمهيداً لرفعه إلى ممثلي الملوك والامراء والرؤساء العرب، فإن ما يمكن وصفه بعاصفة القمة ترك ارتدادات داخلية، مستجدة، أبرزها انسحاب مدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم من «المبادرة الحكومية» أو الرئاسية، إذ، قال من عين التينة بعد لقاء الرئيس نبيه بري: «لم اعد معنياً بهذا الموضوع ابداً لا من قريب ولا من بعيد».. ومن دون ان ينفي ان يكون عدم إعطاء تأشيرات الدخول للوفد الليبي هو ما أوجد وضعاً غير مريح، بين الرئاستين الأولى والثانية، قال: «يهمني أمن البلد بالدرجة الأولى فقط». وبالتزامن، زار مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود، ربما في إطار ما يتعين القيام به من إجراءات في ما خصَّ بالعناصر التي أقدمت على إنزال العلم الليبي من البيال، ورفع علم لحركة «امل» مكانه.. ومع اجتماع النواب الدروز في دار الطائفة الدرزية، وإعلان دعم «الزعامة الجنبلاطية» على لسان شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن، بعد الاجتماع يكون اكمال مشهد المجالس الملية في البلاد. سياسياً، سجلت زيارة النائب السابق وليد جنبلاط على رأس وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي إلى «بيت الوسط»، حيث التقى الرئيس المكلف سعد الحريري، وجرى عرض التطورات المتعلقة بالقمة، وبالجهود على جبهة تأليف الحكومة، وما يتعين فعله، لعدم ترك المشكلات تتفاقم، في ضوء التعثر الحاصل، لا سيما شلل المبادرة الرئاسية أو انهيارها، والاقتراحات المتداولة لانعاش حكومة تصريف الأعمال لجهة تعويمها، ودعوتها لعقد اجتماعات، سواء في ما يتعلق بالموازنة أو غيرها.. وفي السياق السياسي أيضاً، تفاعلت تصريحات رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية حول الثلث المعطل، واتهام التيار الوطني الحر بالتعطيل، والكشف ان حزب الله لن يوافق على منح فريق بعبدا الثلث المعطل، إذ سارع رئيس التيار جبران باسيل لاتهام فرنجية بالتبعية، واعتبار المشكلة بين استقلاليين وتبعيين، يطعنون بالظهر من يحاول تحصيل حقوق المسيحيين.. هكذا، حل الانقسام اللبناني عشية القمة، وكأنه ملء للفراغ الذي سببه غياب القادة العرب، عن قمّة بيروت، لاعتبارات متعددة، منها ما حصل بالنسبة لدعوة ليبيا، وإنزال العلم الليبي وما رافق هذا الموضوع من إشكالات.

قمّة بلا قادة

وفي تقدير مصادر رسمية ان لبنان الرسمي أنجز ما عليه بالنسبة لعقد قمّة عربية تليق بالقادة العرب، ولو كانت تحت عنوان اقتصادي تنموي، ولكن إذا حضر القادة أو لم يحضروا، فالمسؤولية ليست عليه، ولا يعني اعتذار معظم القادة العرب عن عدم الحضور، فشلاً بالنسبة إليه، وان كان بعض سياسييه وما اثاروا من إشكاليات سياسية تتصل بحضور سوريا أو تغييبها، ومنع مشاركة الدولة الليبية، وما رافقها من ممارسات، فضلاً عن الظروف العربية المحيطة بكل دولة عربية، ساهمت إلى حدّ كبير في إعطاء الانطباع عن فشل القمة بسبب ضآلة المشاركة العربية، حيث تبين، مبدئياً، ان أي رئيس عربي ليس في وارد الحضور، مع اعتذار الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، أمس، الا ان ثمة أملاً وحيداً يكمن في مشاركة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، لكي يسهم في كسر المقاطعة العربية للقمة، ويعطيها زخماً تفتقده، نظراً لعلاقته الوطيدة مع لبنان ومحبته له، غير ان ذلك لم يتأكد بعد. وعلى الرغم من غياب معظم القادة العرب، فإن الاجتماعات التحضيرية للقمة التنموية - الاقتصادية، بدأت أمس، بسلسلة اجتماعات للجنة المعنية بالمتابعة والاعداد لجدول الأعمال، على مستوى المندوبين، باشراف الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط الذي وصل إلى بيروت بالتزامن مع وصول ممثلي الدول العربية على مستوى وزراء ووكلاء وزارات، والتقى أبو الغيط فور وصوله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، معبراً عن «عميق اعجابه للتنظيم اللبناني البالغ المهارة»، لافتاً إلى ان «مستوى التمثيل لم يتبين بعد»، لكن بالتأكيد «فإن لبنان يستحق كل التكريم». وأوضح أبو الغيط، ان موضوع عودة سوريا إلى الجامعة، يحتاج إلى توافق عربي لم يحصل بعد، لافتاً إلى ان الأمانة العامة تسعى للحفاظ على المصالح العربية، وهي ستنفذ فوراً أي قرار يتخذ على مستوى المجلس الوزاري العربي، ومن دون تأخير. وعلم ان مشروع جدول أعمال القمة يتضمن 27 بنداً تتناول كافة الملفات الاقتصادية والاجتماعية العربية المرفوعة من الدورة الاستثنائية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي الوزاري العربي في دورته التي عقدت في القاهرة الشهر الماضي، والتي ستطلق العمل بالسوق العربية المشتركة للكهرباء. إلى ذلك، لاحظت مصادر مطلعة عبر «اللواء» ان هناك رغبة في عدم صدور أي تعليق من القصر الجمهوري على اعتذار عدد من الرؤساء وعن المشاركة في القمة، لكنها لفتت إلى انها قائمة، وان اشادة أبو الغيط بالترتيبات المتصلة بالقمة تُعزّز التأكيد ان لبنان كان سباقاً في التحضيرات لهذه القمة، مؤكدة بأن الوفود التي تمّ تكليفها للمشاركة هي وفود رفيعة المستوى. ورأت المصادر ان ما جرى مؤخرا من مشهد حرق العلم الليبي لم يكن سهل الهضم وترك تداعياته حتى ان ابو الغيط اعرب عن ادانته لما جرى. وقالت المصادر انه يمكن النظر الى مستوى النقاشات التي ستدور في القمة والتي من شأنها ان تغنيها على ان اجتماع وزراء الخارجية اليوم سيرفع الى القمة الخطوط العريضة لإعلان بيروت او ما يعرف بالبيان الختامي للقمة.

عودة الحديث إلى الحكومة

ومع انتهاء أعمال القمة الأحد، بكل ما رافقها من سجالات سياسية ليست بعيدة عن المناكفات السياسية، يعود الاهتمام السياسي إلى موضوع إخراج تأليف الحكومة من ثلاجة الانتظار والجمود، ولكن هذه المرة من باب تفعيل حكومة تصريف الأعمال، مع تواتر الحديث عن هذا الاتجاه داخلياً على لسان أكثر من طرف، وخارجياً على لسان وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل من «بيت الوسط» خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت. وبحسب المعلومات، فإن القرار في هذا الشأن سيكون مدار بحث مطلع الأسبوع الطالع، بهدف التوافق على تحديد موعد لجلسات الضرورة الحكومية، لا سيما وان الأجواء الإقليمية والدولية المحيطة، فضلاً عن الأجواء المحلية، لا توحي بإمكان تمرير التأليف بسلاسة، لا سيما منها الكباش المستعر بين واشنطن وطهران، والذي يبدو انه مرجح للتفاقم على الساحة اللبنانية، مرجئاً الحكومة إلى الربيع المقبل في الحد الأدنى. وبرزت في هذا السياق سلسلة تطورات ومواقف تؤكد استمرار الأجواء الملبدة التي سادت بين بعبدا وعين التينة من جهة، وبينها وبين «بيت الوسط» من جهة أخرى، وبين «التيار الوطني الحر» من جهة وتيار «المردة» من جهة ثانية، من دون ان يكون «حزب الله» بعيداً عنها. وبين هذه التطورات، زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ونجله النائب تيمور جنبلاط إلى «بيت الوسط»، حيث التقيا الرئيس المكلف سعد الحريري في حضور الوزير غطاس خوري، ولم يرشح عن هذا الاجتماع سوى ما قاله المكتب الإعلامي للحريري بأنه «جرى استعراض آخر المستجدات السياسية ولا سيما ما يتعلق منها بتأليف الحكومة». وكان جنبلاط، شارك في اجتماع دوري للمجلس المذهبي الدرزي في دار الطائفة في فردان، موضحاً بأن هذا الاجتماع لا علاقة له بلقاء بكركي كاجتماع سياسي، وغير سياسي، ولا ببعض التظاهرات التي ظهرت هنا أو هناك ذات طابع سياسي، لافتاً إلى انه اجتماع دوري هدفه تفعيل المؤسسات، الا انه اكد ان

«المجلس المذهبي هو الشرعية الأساسية الواحدة الموحدة».

كما برز في سياق هذه التطورات، إعلان المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، بعد زيارته لرئيس المجلس نبيه برّي، بأنه «لم يعد معنياً بموضوع المبادرة الرئاسية»، في خصوص تمثيل نواب سنة 8 آذار في الحكومة، موضحاً «بأننا نتكلم الآن عن غير الحكومة»، في إشارة إلى انه بحث مع برّي في الوضع الأمني. وعندما سئل بأنه ساهم في احداث الشرخ بين الرئاستين الأولى والثانية في موضوع تأشيرات الدخول للوفد الليبي، اجاب: «أنا يهمني أمن البلد بالدرجة الأولى».

سجال فرنجية - باسيل

وسط ذلك، تفاعل السجال الذي دارت وقائعه داخل الاجتماع التشاوري الوجداني للنواب الموارنة في بكركي، الذي عقد أمس الأوّل، بين رئيس «التيار الحر» الوزير جبران باسيل ورئيس تيّار «المردة» سليمان فرنجية، على خلفية تشكيل الحكومة، ورغبة التيار في الحصول على الثلث المعطل، إذ غرد فرنجية عبر حسابه على «تويتر» قائلاً: «ان حزب الله متمسك بتمثيل «اللقاء التشاوري» في الحكومة، ولن يتراجع، ونحن لم نقل انه ضد ان يكون لرئيس الجمهورية الثلث الضامن»، موضحاً انه «كفريق مسيحي ضد منح الثلث الضامن لمن يريده ضد باقي المسيحيين». وأضاف: «إذا كان الرئيس سعد الحريري مصرا وحريصا على منح الثلث الضامن لرئيس الجمهورية - كما قرأنا في المستقبل اليوم(امس) - فليتنازل من حصته عن وزير سني للقاء التشاوري فتحل المشكلة».  لكن وزير الاشغال في حكومة تصريف الاعمال يوسف فنيانوس اوضح لاحقاً ان الرئيس الحريري اتصل بفرنجية موضحاً له ان ما ورد في جريدة»المستقبل» لا يتفق مع ما قاله في تغريدته بأن المستقبل مع اعطاء «التيار الحر» الثلث الضامن، وتفهم فرنجية التوجه وانتهى الامر. ورد باسيل، لاحقاً، على موقف فرنجية من دون ان يسميه، بتغريدة مشحونة بالايماءات والاشارات، فقال: «عاد الفصل واضحاً بين الاستقلاليين والتبعيين»، لافتاً إلى ان هناك «أناساً تقاتل لتحصيل حقوق، وهناك ناس مستسلمة ومسلمة على طول الخط، وتقاتل الذين يتقاتلون»، واصفاً ذلك بأنه «طعن في الظهر والخواصر، ليس بنا فقط، وإنما بكل النّاس وحقوقهم»، وختم متسائلاً: «الى متى سنظل ساكتين ومتحملين؟». وليلاً، دخل النائب فيصل كرامي، عضو «التكتل الوطني» الذي يرأسه فرنجية، على خط السجال «التويتري» فكتب عبر «تويتر»: «الذي يريد حقوقه لا يعتدي على حقوق الآخرين، وهكذا نبني الوطن». واللافت، وسط هذا السجال، كان الكلام الذي صدر عن رئيس الجمهورية ميشال عون، خلال مشاركته في مأدبة غداء اقامتها الرهبانية الأنطونية في دير مار انطونيوس في بعبدا، في حضور حشد من الشخصيات، حيث دعا اللبنانيين إلى عدم الخوف، وقال: «لا تخافوا نحن لن نترك السفينة، وسنقوم بعملية انقاذ لجميع من هم على متنها». وأكد «نحن موجودون هنا، ولسنا معتادين على التخلي عن مسؤولياتنا»، وشدّد على أنه «في زمن سابق، واجهنا الدبابة والطائرة والمدفع، ولم نخف. وكنت هنا في بعبدا الى جانبكم. نحن لن نترك بعبدا ولن نجعل احدا يسيطر على لبنان».

التيار لتعديل الطائف

وفي حين لم تعرف من هي الجهة التي أراد الرئيس عون توجيه رسائله إليها، والتي تريد السيطرة على لبنان، أو الضغط عليه لترك بعبدا، على غرار ما حصل في العام 1990، فإن مصدراً نيابياً شارك في اجتماع بكركي، أوضح لـ«اللواء» ان الاجتماع لم يخرج بخريطة طريق لمعالجة القضايا الخلافية، ولا معالجة القضايا المتفق عليها مثل تشكيل الحكومة، واكتفي بتشكيل لجنة متابعة من الحضور تمثل كل الاطياف السياسية لمتابعة هذه الامور غير المتفق عليها، لكن برأيي الشخصي، لا يبدو ان اللجنة ستنجح في مهمتها ولن تصل الى نتيجة بسبب التنافس والانقسام القائم بين «الديوك الكبار». واشار المصدر الى «ان قضية النازحين السوريين جرى المرور عليها مرور الكرام تعقيبا على كلمة البطريرك الراعي، لكن المشكلة الاكبرتكمن في طلب نواب «التيار الوطني الحر» بتعديل اتفاق الطائف لجهة زيادة صلاحيات رئيس الجمهورية بشكل خاص انطلاقا من تعزيز قوة ووجود المسيحيين في السلطة والحكم عبر تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية بما يضمن قوة المسيحيين مستقبلا، اضافة الى بنود اخرى في الاتفاق. هذا عدا مطلب اعطاء رئيس الجمهورية وفريقه السياسي الثلث الضامن في الحكومة لتقوية موقعه في تركيبة الحكم، طالما اننا لم نصل الى بحث تعديل اتفاق الطائف». وبرأي المصدر: ان مطلب تعديل الدستور في الظرف السياسي الحالي صعب التحقيق، عدا عن الطرح وغيره من الطروحات لم تكن جذرية وعميقة بحيث انها تضع الحلول لكن بالعكس بعضها قد يخلق مشكلا جديدا في البلد، وماجرى كان من باب عرض المواقف ليس إلاّ. واكد المصدر ان كل الاطراف متفقة على مبدأ ضرورة الاسراع بتشكيل الحكومة ومعالجة القضايا الاقتصادية والمالية وتحقيق الانماء، لكن جوهر المشكلة لا زال قائما بين الاقطاب الموارنة بسبب اختلاف التوجهات والاهداف والمصالح.

مانشيت "الجمهورية": الإعتذارات العربية تتواصل... والقمة الاقتصاديــة على مستوى هزيل

في ظل أوضاع إقليمية متشنّجة، وفي غياب شبه شامل للقادة والزعماء العرب، تنعقد القمة العربية الاقتصادية والتنموية بعد غد الأحد، بتمثيل عربي هزيل، نتيجة خفض الاكثرية الساحقة من الدول العربية مستوى مشاركتها فيها، اذ تلاحقت أمس الاعتذارات عن حضورها على مستويات رفيعة، ما دفع بعض المعنيين الى القول «انّ انعقاد القمة على مستوى هزيل، سيكون المرادف للفشل بعينه». فهذه القمة ستنعقد في غياب الملوك والرؤساء (باستثناء رئيسي موريتانيا والصومال)، وكذلك في غياب رؤساء حكومات وحتى وزراء خارجية، وذلك في سابقة قلّما شهدتها قمة عربية منذ تأسيس جامعة الدول العربية عام 1945. وفي وقت أراد لبنان من خلال انعقاد القمة على أراضيه إبراز دوره، جاء مستوى الحضور فيها ليكشف أولاً، مدى هزال الديبلوماسية اللبنانية وفشلها، وثانياً، عدم قدرة الدولة على إقناع اي دولة عربية بحضور فاعل في هذه القمة. ونقل زوار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عنه استغرابه لمسلسل اعتذارات الملوك والرؤساء والأمراء العرب، بعدما كانوا أكدوا حضورهم القمة. وقال هؤلاء الزوار لـ«الجمهورية» انّ في هذه الاعتذارات ما يثير القلق، فالوضع الأمني في لبنان ممسوك على رغم بعض الخروقات التي تركت ردّات فعل سلبية، إلا أنها لا تمس بأمن القمة وحماية الشخصيات التي ستشارك فيها. ونقل الزوار عن رئيس الجمهورية، الذي تتبّع التحضيرات الجارية للقمة، قوله «انّ لبنان قدّم كل ما طلب منه لتكون قمة مميزة». وإذ أسف عون لما جرى، أكد أنه «على رغم ما حصل فإنّ القمة ستعقد في بيروت بمَن حضر وفي موعدها»، متمنياً «ان تحقق الأهداف التي رسمت لها».

ابو الغيط

وقال زوار عون لـ«الجمهورية» انّ الأمين العام للجامعة العربية «لم يُخف امام رئيس الجمهورية أسفه الشديد لِما تركه الاعتداء على العلم الليبي من ردّات فعل سلبية»، معتبراً «انه خطأ لا يبرّر بأيّ شكل من الأشكال ونادراً ما حصل ذلك في مثل هذه المناسبات العربية الجامعة، وخصوصاً على مستوى القمة، وربما هو من الأسباب التي أطاحت التحضيرات التي أنجزها لبنان على اكثر من مستوى أمني وتنظيمي وإداري».

مفاجآت

ولكن على رغم مسلسل الاعتذارات، فقد توقفت مراجع ديبلوماسية عربية ولبنانية عند إشارة الأمين العام للجامعة العربية الذي تحدث رداً على سؤال عن مستوى التمثيل العربي في القمة وشكل الحضور، لافتاً الى «انّ شكل الحضور لم نتبيّنه بعد وهو لم يُحسم بعد». داعياً الى ان «ننتظر لنعرف كيف سيكون الحضور». وكشفت هذه المراجع لـ«الجمهورية» ان «هناك ما يعزز الإعتقاد بحصول مفاجآت في أن يغيّر بعض الرؤساء العرب رأيهم ويقرروا المشاركة في القمة في اللحظات الأخيرة لألف سبب وسبب، ولاسيما الجانب الأمني الذي يتحكّم بحركة البعض منهم».

مسلسل الإعتذارات

وكان لافتاً امس أن تَجدّد مسلسل الإعتذارات العربية عن المشاركة في القمة على مستوى الرؤساء والأمراء العرب، فبعد القرار الذي اتخذه امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني امس الأول، فاجأ امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح المراجع المعنية باعتذاره امس في رسالة نقلت عبر سفارة بلاده في بيروت. لكنها ابلغت الى الجانب اللبناني حجم الوفد الكويتي الكبير الذي سيصل غداً، ويضمّ الى رئيس الحكومة الكويتية، نائب رئيسها وزير الخارجية صباح الصباح، وزير المال نايف الحجرف ومدير الصندوق الوطني للتنمية الكويتية عبد الوهاب البدر. وكان لافتاً أمس الموقف الذي عبّر عنه السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي، الذي تلقى دعوة من وزير الخارجية جبران باسيل للمشاركة في القمة، عندما قال في تصريح له: «اعتذرتُ عن حضور قمة بيروت كون الجامعة العربية هي المنظمة، وحتى الآن الجامعة في وضع غير صحيح تجاه سوريا».

أسباب الاعتذارات

وعلمت «الجمهورية» انّ اسباب تدحرج سلسلة الاعتذارات عن حضور القمة هي التالية:

1 ـ الدول العربية، ولاسيما منها الخليجية، تعتبر لبنان في المحور السوري ـ الايراني

2 ـ المخاوف من التهديدات الامنية التي صدرت الاسبوع الماضي عن عدد من المسؤولين اللبنانيين.

3 ـ الحوادث التي حصلت حيال الدولة الليبية وإنزال عَلمها.

وذكرت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» انه غداة هذه الحادثة حصلت مشاورات بين عدد من الرؤساء والملوك العرب، وتقرّر في ضوئها عدم حضور القمة. ويُضاف الى هذه الاسباب، معلومات وردت الى الدول العربية الفاعلة ومفادها أنّ لبنان يسعى الى إقناع الجامعة العربية بإعادة سوريا اليها لكي تدعو الدولة اللبنانية النظام السوري الى حضور القمة. وأمام مجموع هذه الاسباب السياسية والديبلوماسية التي تدفع الى عقد القمة في لبنان بهذا المستوى الهزيل، من الافضل ان يقدم رئيس الجمهورية على إلغائها، على حدّ قول أحد المراقبين الذي أضاف: «إنّ الحكم اللبناني يحصد اليوم ما زَرعه من تحالفات خارج سياق علاقات لبنان التقليدية مع العالم العربي، إلّا أنّ الأمر الغريب هو أنّ العرب يدّفعون الحكم اللبناني ثَمن دعمه «حزب الله» والدفاع عنه في المحافل العربية، في وقت انّ الحزب وحلفاءه يفشّلون انعقاد القمة في لبنان».

وصول وفود

وكان وصل أمس الى بيروت وفد دولة الامارات العربية المتحدة، وضَم وزير الاقتصاد سلطان بن سعيد المنصوري الذي أثنى على «أهمية انعقاد هذه القمة في لبنان»، معتبراً انها «ترسّخ دوره الاقتصادي»، ومشيراً إلى «أنه سيتم عرض ومناقشة أهمية الاقتصاد الرقمي لِما له من أهمية على صعيد التجارة الإلكترونية والبينية بين الدول العربية». وأكد «أهمية العلاقات اللبنانية - الإمارتية وتميّزها». ورأى «أنّ الجامعة العربية هي بيت كل العرب، ومن الضروري التلاقي ومناقشة كل الأمور». كذلك وصل ليلاً وفد قطر الذي يضمّ، الى رئيس الحكومة، نائب وزير الخارجية محمد عبد الرحمن آل ثاني، وزير المال علي اسعد العمادي، وزير التجارة والصناعة علي احمد كواري ووزير الدولة للشؤون الخارجية سلطان سعد الخريفي. كذلك وصلت وفود فلسطين والعراق والسودان.

رسالة باسيل

وعلى بعد ساعات من انعقاد القمة، حصلت «الجمهورية» على مضمون رسالة أعدّها وزير الخارجية جبران باسيل لإرسالها الى الأمين العام للجامعة العربية أحمد ابو الغيط، يطلب فيها الدعوة الى اجتماع إستثنائي لمجلس وزراء الخارجية العرب على وجه السرعة من أجل عودة سوريا الى الجامعة العربية، لكنّ الرئيس المكلّف سعد الحريري رفضَ هذا الطلب ومنعَ باسيل من توجيه الرسالة الى ابو الغيط. وكان باسيل قد أعدّ في 2 كانون الثاني الجاري كتاباً لإرساله الى أبو الغيط عرضَ فيه لمسار الأزمة في سوريا قائلاً: «اليوم حان الوقت لإصلاح الخطأ، لذلك نطلب من معاليكم الدعوة لاجتماع إستثنائي لمجلس وزراء الخارجية العرب على وجه السرعة من أجل عودة سوريا الى الجامعة العربية ووَقف العمل بقرار تعليق العضوية، ودعوتها الى القمة العربية التنموية التي تستضيفها بيروت يوم 20 كانون الثاني 2019، وذلك استناداً الى الفقرة «ب» من المادة السابعة من النظام الداخلي للجامعة العربية، خصوصاً أنّ هذه الدعوة وهذا الاجتماع ينطويان على:

- عودة سوريا الى الحضن العربي، ووَقف خسارة أن تكون دولة عربية مهمة كسوريا خارج الجامعة العربية.

- إنّ حل الأزمة السورية هو للشعب السوري أولاً وأخيراً، ولا يجوز أن يكون هناك أطر سياسية وديبلوماسية، دولية وإقليمية للبحث في مسألة سوريا في غياب سوريا أو أي دولة عربية أو أي إطار عربي.

- إنّ القمة العربية التنموية المنوي انعقادها، تتزامن مع بدء ورشة الإعمار في سوريا، ولا يجب غياب سوريا عنها كونها الدولة المعنية.

الحريري يتفقد

وعشيّة انعقاد القمة، جالَ الرئيس المكلف سعد الحريري مساء أمس في أرجاء مركز «سي سايد أرينا»، وتفقّد القاعة الرئيسية التي ستعقد فيها القمة والأقسام الملحقة. وكانت أعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة، انطلقت صباح امس في فندق «فينيسيا» في جلستها الاولى لمناقشة مشروع برنامج عمل اجتماع اللجنة المعنية بالمتابعة والاعداد للقمة. ومن قصر بعبدا، عبّر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن»إعجابه العميق بالتنظيم اللبناني». وقال: «لننتظر لكي نرى كيف سيكون تمثيل الدول العربية في القمة، ولكن بالتأكيد فإنّ لبنان يستحق جداً كل التكريم لأنه بَذل وهو مستعد للبذل». وعن غياب الوفد الليبي عن القمة، قال: «لم نتدخّل في هذا الشأن، وآمل ان تنجح القمة لأنّ المسألة لا تتعلّق بلبنان فقط بل بالدول العربية كافة».

تعقيدات إضافية

على الصعيد الحكومي لم يسجّل أي تطور إيجابي يبعث على التفاؤل بحل العقد التي تعوق تأليف الحكومة، في انتظار انتهاء أعمال القمة الاقتصادية العربية. وكان البارز أمس سحب المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم يده كليّاً من المبادرة الرئاسية التي كُلّف بها في شأن الحكومة، وأكد من عين التينة بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري انه «لم يعد معنياً بها أبداً لا من قريب ولا من بعيد». وحضر الملف الحكومي في زيارة مسائية لرئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب السابق وليد جنبلاط الى «بيت الوسط» يرافقه نجله النائب تيمور جنبلاط، في حضور الوزير غطاس خوري، وعرض مع الحريري المستجدات السياسية، ولاسيما منها ما يتعلق بالتأليف.

انقسامات بين دروز لبنان... وجنبلاط يعتبر التصعيد «رسالة سورية»

الشرق الاوسط..بيروت: وجدي العريضي.. عاد الصراع داخل الطائفة الدرزية إلى الواجهة من جديد بعد سلسلة محطات تركت آثارها السلبية على الساحة الدرزية بفعل الانقسامات السياسية الحادة، وتحديداً بين «المختارة»؛ مقر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، التي تشكل الزعامة الدرزية الأبرز، وحلفاء النظام السوري وهم النائب طلال أرسلان والوزير الأسبق وئام وهاب وآخرون ينضوون في الحلف المناهض لجنبلاط، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع في الآونة الأخيرة إثر لقاء بلدة الجاهلية (بلدة وهاب) الذي ضم سائر القوى الدرزية الحليفة لدمشق ولطهران. وتوقف مصدر نيابي بارز في «اللقاء الديمقراطي» عند دلالة زيارة السفير الإيراني إلى «دارة خلدة» معقل أرسلان، والمواقف التي أطلقها النائب طلال أرسلان في سياق هجومه على الحكم والقضاء والقوى السيادية، حيث غمز مراراً من قناة «الحزب التقدمي الاشتراكي» و«اللقاء الديمقراطي»، ناهيك بما تطرق إليه أرسلان في الجاهلية. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن كل ذلك «يصب في خانة ضرب هيبة الدولة ومؤسساتها والقضاء»، مؤكداً سعي «الحزب التقدمي الاشتراكي» ورئيسه وليد جنبلاط إلى عدم إقحام الجبل في أي خلافات سياسية من شأنها أن تنعكس سلباً على الوضع الأمني «باعتبار ذلك خطاً أحمر بالنسبة لنا». ورأى المصدر أن هذا التصعيد السياسي والكلامي من قبل البعض؛ «إنما هو رسالة سورية، ومن بشار الأسد تحديداً، وتصب في خانة الأحقاد الدفينة وكل ما يؤدي إلى الفتن والمخططات الدموية والتخريبية التي لطالما تميز بها بيت الأسد ونظامه الذي عاث قتلاً واغتيالات على الساحة اللبنانية منذ السبعينات وصولاً إلى اليوم». وفي معزل عن الخلافات والتباينات السياسية والانقسامات، قال المصدر: «نحرص على أمن الجبل واستقراره، وعلى الأمن الوطني بشكل عام، لا سيما في هذه الظروف الصعبة؛ حيث الأزمات الاقتصادية والمعيشية المتفاقمة وأوضاع الناس المزرية اجتماعياً، ما يدفعنا إلى العمل لمواكبة ومتابعة هذه المسائل التي تعدّ من الأولويات بالنسبة لنا. لذا، فما يجري اليوم من رفع منسوب الخطاب السياسي والسباب والشتائم يأتي وفقاً لأجندة النظام السوري، ولكننا سنفوت هذه الفرصة من خلال الحرص على أهلنا ولأي حزب وتيار انتموا». وحول اللقاء الدرزي الذي عقد في دارة طائفة الموحدين الدروز في فردان، قال المصدر إن هذا اللقاء «للتأكيد على وحدة المؤسسات الدرزية وعملها وإنجازاتها وتفعيلها إنْ على صعيد المجلس المذهبي الدرزي، أو الأوقاف، وصولاً إلى دور وحضور مشيخة العقل في المحطات والمناسبات كافة الدرزية والوطنية وتوحيد المشيخة، أي أن يبقى شيخ عقل واحد لا شيخان، لا سيما أنه سبق أن ترك ترحيباً لدى كل أبناء الطائفة». وأضاف: «من هنا جاء هذا اللقاء الجامع لتلك المؤسسات، لكل ما يعود بالخير لأهلنا وأبناء طائفة الموحدين والشباب، فثمة مؤسسات انتخبت وفق الآليات الدستورية والقانونية، وهناك عمل وإنجازات حصلت في كل المجالات، ولا يمكن لأحد أن يشطبها وفق أجندته السياسية التابعة لخارج الحدود، ناهيك بمن عزل نفسه وابتعد عن المشاركة في المؤسسات الدرزية، حيث سبق لنا أن تمنينا أن يشارك الجميع، فهم من ابتعدوا وانعزلوا ساعين دوماً للقصف على كل ما تحقق من إنجازات في هذه المؤسسات من خلال رجال دين وشباب يتمتعون بالكفاءة والعلم والثقافة والشفافية، وسبق أن قلنا إن المجال مفتوح أمام الجميع للمشاركة بعيداً عن الحسابات السياسية الضيقة». وفي سياق آخر، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر في «اللقاء الديمقراطي» أن رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، تمنى على جميع المحازبين عدم الانزلاق لمحاولات جرّهم إلى فتنة في الجبل من قبل البعض ممن يدفعهم النظام السوري للتصعيد لتصفية حساباته على الساحتين اللبنانية والدرزية، مشددة على أن «المرحلة تتطلب وعياً ومسؤولية»، وعلى أن أمن الجبل واستقراره «مسؤولية الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وسائر الأجهزة الأمنية الشرعية»، مؤكدة «رفع الغطاء عن أي شخص يحاول زعزعة الاستقرار وخلق إشكالات في الجبل وسواه في ظل هذه الظروف الدقيقة والمفصلية، باعتبار معلوماتنا دقيقة حول ما يسعى إليه البعض لجرّنا إلى فتنة، وهذه المحاولات لا تخفى على أحد».

خفض مستوى التمثيل في القمة الاقتصادية بعد الخلافات حول ليبيا

مبادرة سعودية أقرها الاجتماع المشترك لوزراء السياحة والثقافة العرب

الشرق الاوسط...بيروت: كارولين عاكوم وسوسن أبو حسين... انطلقت أعمال القمة العربية الاقتصادية، أمس، في بيروت، في جلسة لجنة المتابعة على مستوى كبار المسؤولين، لمناقشة بنود جدول الأعمال، وتسلم لبنان رئاسة القمة من السعودية، وسط إجراءات أمنية مشددة. وأكد السفير أسامة نقلي أن السعودية ساهمت في تعزيز العمل العربي المشترك في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، وفي المقدمة مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لزيادة رؤوس أموال المؤسسات العربية بنسبة لا تقل عن 50 في المائة. كما استعرض الجهود التي بذلتها المملكة طيلة رئاستها للقمة. وتوالت اعتذارات القادة عن حضور القمة، بحيث رست حتى الآن على حضور اثنين منهم فقط، هما رئيسا الصومال وموريتانيا، في خطوة وضعها البعض في خانة ردة الفعل على كل ما سبق القمة، وتحديداً حيال الاعتراض على دعوة ليبيا، التي اعتذرت عن عدم الحضور. وعبّر أمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، عن إعجابه العميق بالتنظيم اللبناني للقمة الاقتصادية، قائلاً: «كلما أمضيت ولو ساعة إضافية، تيقنت أن هذه القمة ناجحة». وأشار أبو الغيط إلى أن «مسألة دعوة سوريا لها جوانب مختلفة، ولها حساسية، ويجب الاعتراف بأن سوريا دولة مؤسسة للجامعة، وعندما يتم توافق عربي، ونتأكد أن لا اعتراضات، من السهل طرح بند عودتها إلى الجامعة»، مؤكداً في الوقت عينه أنه «لا توافق عربياً على عودتها حالياً». وأضاف: «لننتظر كي نرى كيف سيكون تمثيل الدول العربية في القمة، ولبنان يستحق التكريم لأنه بذل جهداً». وفي إطار اللقاءات التي يجريها أبو الغيط، التقى أمس الدكتور محمد علي الحكيم وزير خارجية العراق. وأوضح السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، أن اللقاء تناول أهم الموضوعات المطروحة على جدول أعمال القمة، خصوصاً ما يتعلق بالأولويات الملحة للمنطقة العربية وللمواطن العربي خلال المرحلة الحالية. كانت سلسلة الاجتماعات التحضيرية قد بدأت أمس باجتماع اللجنة المعنية بالمتابعة والإعداد للقمة على مستوى كبار المسؤولين، التي تضم في عضويتها لبنان ومصر والسعودية (ترويكا القمة)، والسودان والعراق وسلطنة عمان (ترويكا المجلس الاقتصادي والاجتماعي)، بالإضافة إلى تونس والمغرب والأمين العام لجامعة الدول العربية. وأكد السفير كمال حسن علي، الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بالجامعة العربية، على أهمية هذه القمة التي تعقد بعد 6 سنوات من القمة الأخيرة التي عقدت بالرياض في يناير (كانون الثاني) 2013، مشيراً إلى وجود قرار سابق من القادة العرب بعقد القمة كل 4 سنوات، بدلاً من عامين، كما كان في السابق. وأعلن أن القمة العربية التنموية الحالية ستطلق العمل بالسوق العربية المشتركة للكهرباء، وصولاً إلى وجود سوق عربية مشتركة واحدة للكهرباء. وبالنسبة للسياحة والثقافة، قال السفير كمال حسن علي إن هناك مبادرة سعودية أقرها الاجتماع المشترك لوزراء السياحة والثقافة العرب. ومع عدم دعوة دمشق، التي أعلن سفيرها لدى لبنان أمس علي عبد الكريم علي اعتذاره عن عدم المشاركة بعد دعوته، ستكون سوريا حاضرة في القمة من خلال المبادرة التي سيقدمها الرئيس عون، والتي تتضمن آلية تمويل إعادة أعمار سوريا، بحسب ما كشف عنه وزير الاقتصاد رائد خوري لـ«الشرق الأوسط»، إلى جانب ملف النازحين الذي سيأخذ أيضاً حيزاً من كلمته، وكلمة الرئيس عون. وأوضحت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن رئيسي الصومال وموريتانيا أكدا حضور قمة بيروت، بعدما كان 10 رؤساء قد أكدوا مشاركتهم، بينهم مصر والكويت، فيما سيكون تمثيل البقية عبر رؤساء أو نواب رؤساء الحكومة ووزراء المال والخارجية الذين بدأت وفودهم بالوصول تباعاً إلى بيروت أمس. وعزت المصادر سبب تقليص مستوى التمثيل، الذي كان بمثابة الرسالة إلى لبنان، إلى ما حصل قبل القمة حيال دعوة ليبيا، سائلة «كيف يمكن لرؤساء دول أن يأتوا إلى بيروت في ظل هذا الواقع الذي أظهر غياب السلطة الفعلية للدولة؟». هذا الموقف أيده الوزير رائد خوري، واصفاً ما حصل بالمعيب، وقال: «الاعتراض على مشاركة ليبيا من حيث التوقيت والأسلوب شكّل ضربة للقمة ولاقتصاد لبنان»، مضيفاً: «دعوة ليبيا لم تكن مفاجئة، فهي الدول العضو في الجامعة العربية، ومشاركتها أمر طبيعي، أما أن يختار طرف أن يعترض في اللحظة الأخيرة، فهنا تطرح علامة استفهام، وكأنهم لا يريدون أن يتركوا فرصة لضرب الاقتصاد اللبناني». وعن النتائج المرتقبة من القمة، أمل خوري أن تخرج بمقررات مهمة بالنسبة إلى لبنان، وكل الدول العربية، كاشفاً عن أن رئيس الجمهورية ميشال عون سيقدم مبادرة ترتكز على آلية لإعادة أعمار سوريا، على أن تتم متابعتها والعمل عليها في الأشهر والسنوات المقبلة. وحول المعلومات التي أشارت إلى أن أميركا حذّرت لبنان من المشاركة في إعادة الأعمار، أجاب: «لا معلومات دقيقة لديّ عن صحة هذه المعلومات أو عدمها، لكن الواقع يقول إنه سيعاد إعمار سوريا، ولبنان لا بد أن يكون مشاركاً في هذه المهمة في السنوات المقبلة». كانت المديرة العامة لوزارة الاقتصاد، عليا عباس، مندوبة لبنان في الاجتماع المشترك للمندوبين الدائمين وكبار المسؤولين الذي عقد صباحاً، قد قالت إنه سيكون لانعقاد القمة العربية في بيروت انعكاس إيجابي على اقتصاد لبنان، وأبدت ثقتها بأن القمة ستخرج بتوصيات «نأمل أن تكون قابلة للتنفيذ»، مشيرة إلى أنه «من الطبيعي أنه سيكون لمبادرة الرئيس عون التي سيطرحها على القمة انعكاس إيجابي على وضعنا». وناقشت اللجنة في اجتماعها جميع الوثائق التحضيرية للقمة، التي تشمل مشروع جدول الأعمال، وتقرير الأمانة العامة حول متابعة تنفيذ قرارات القمة السابقة. وأكدت عباس أنه ستتم مناقشة كثير من المشاريع، موضحة: «وضعنا جدول أعمال يتضمن رؤية عربية موحدة في مجال الاقتصاد الرقمي، إذ من الضروري مواكبة التقدم الحاصل في هذا المجال، خصوصاً أن كل الدول العربية، ومنها لبنان، سباقون في التكنولوجيا، وهناك كفاءات عالية». وأشارت إلى مناقشة ملف النازحين في إطار الورقة السياسية التي تتكلم عن النازحين وعن اللجوء السوري، وأكدت أن المطروح ليس السوق العربية المشتركة، بل الاتحاد الجمركي العربي، إضافة إلى كثير من البنود، لافتة إلى أن الأهمية ليست في الطرح، بل في القدرة على التنفيذ.

«صدمة» في بيروت مع «دومينو» خفْض مستوى التمثيل بالقمة التنموية ومخاوف من «مكاسَرة» بين فريق عون وبري بعد انعقادها

 «الراي» ... عشية استضافتِها القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية بعد غد، بدتْ تحت وقْع الصدمة مع العزوف المتتالي لملوك وأمراء ورؤساء عرب عن حضورها، في تطورٍ بدا بالغ السلبية لما ينطوي عليه من دلالاتٍ ويطرحه من تساؤلاتٍ حول تداعياته على موقع لبنان عربياً و«الموقف» منه. ومع اعتذار أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عن عدم الحضور وقبْله أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس وقبْلهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لم يبقَ على قائمة القادة المتوقَّع مشاركتهم في القمة إلا رؤساء تونس والعراق وموريتانيا. ورغم أنّ لبنان أَعَدّ للقمةِ بشكلٍ بالِغ الدقة والتنظيم وبحرصٍ على تقديم أفضل صورة عن «الإنجاز» الذي يتوق اليه الرئيس ميشال عون، فقد عَكَسَ خفْض أكثر من دولة لمستوى تمثيلها بعدما كانت أكدت الحضور على مستوى القادة الخشية من أن تكون القمة «انتهتْ قبل ان تبدأ» كحدَث استثنائي بالنسبة الى لبنان. وفي رأي أوساط سياسية ان المَشهد الباهت الذي سيرتسم الأحد يرتبط بمقاربتيْن: الأولى ترى أن «اللغم الليبي» الذي رَمَتْه الثنائية الشيعية (رئيس البرلمان نبيه بري و«حزب الله») في طريق انعقاد القمة عبر احتجاجاتٍ بلغت حدّ حرق علم ليبيا (على خلفية اتهامها بعدم التعاون في ملف الإمام موسى الصدر) دافِعةً طرابلس الغرب الى المقاطعة قسْراً جاء وقعُها سيئاً على العديد من الدول العربية التي ربما قررت خفْض مستوى تمثيلها تضامناً، علماً أن «العامل الليبي» تحوّل عنصرَ تَجاذُبٍ في الداخل اللبناني أضيف إلى دعواتٍ كان تَصدَّرها بري لإرجاء القمة بحجة عدم وجود حكومة كاملة المواصفات وعدم دعوة سورية إليها. والمقاربة الثانية ربطتْ عدم الحماسة العربية لمشاركةٍ مرموقة في القمة بوجود مآخذ لدى غالبية الدول المدعوّة على الواقع اللبناني واختلال التوازنات فيه لمصلحة إيران و«حزب الله»، ما جعل دولاً عربية مؤثّرة توجّه «رسالة» من خلال مستوى التمثيل - من دون «القطْع» مع لبنان - بأنّ ثمة عدم رضى عن مآل الوضع في «بلاد الأرز»، علماً أن كلاً من السعودية والإمارات والبحرين ستتمّثل في القمة بوزراء المال. وكان لافتاً أمس إعلان السفير السوري علي عبدالكريم علي انه اعتذر عن عدم حضور قمة «كون الجامعة العربية هي المنظمة وحتى الآن الجامعة في وضع غير صحيح تجاه سورية وهي ارتكبت خطيئة بحقّها»، وذلك بعدما كانت معلومات أشارت إلى ان الخارجية اللبنانية وجّهت الى السفير السوري دعوة لحضور افتتاح القمة، من ضمن الدعوات للسفراء. وحتى قبل انعقاد القمة، فإن الأنظار صارت شاخصةً على ما بعدها ولا سيما في ضوء «الأضرار» التي تَسبّبتْ بها اندفاعةُ الثنائي الشيعي في العنوان الليبي خصوصاً على صعيد إحباط مسعى لبنان الرسمي لجعْل القمة مناسبة لاستعادة الثقة العربية، مضيفةً طبَقةً جديدة الى الواقع الداخلي المأزوم على تخوم ملف تشكيل الحكومة. وتخْشى الأوساط أن تكون مرحلة ما بعد القمة مفتوحة على «مكاسَرةٍ» جديدة بين فريق عون وبري (لن يشارك بالقمة) - باعتباره كان «رأس حربة» محاربة القمة - بما يدفع مسار التأليف نحو المزيد من التعقيد، متوقفة عند تطوريْن: الأول إعلان المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم بعد زيارته بري أمس، أنه لم يعد معنياً بموضوع المبادرة الحكومية التي كان تولاها بطلب من عون في محاولةٍ لحل عقدة تمثيل النواب السنّة الستة الموالين لـ «حزب الله» والتي انتهتْ عند إسقاط الحزب حلّها بما يمنح فريق عون الثلث المعطّل في الحكومة. والثاني ما أعلنه رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية خلال اللقاء الماروني في بكركي وفي حضور رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل من «أنّ حزب الله يستطيع الانتظار 20 سنة ولن يمنحه الثلث المعطل (…) وليتخلّ التيار عن وزير من الـ11 وزيراً وعندها تتألف الحكومة». وفي موازاة ذلك، اتّجهت الأنظار الى الاجتماع الاستثنائي الذي عَقَدَهُ المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز أمس، وخلص الى مشهدية دعم لرئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط وخياراته كمرجعية سياسية - شعبية في غمرة محاولات تشكيل «دفرسوار» داخل الطائفة عبر شخصيات قريبة من النظام السوري و«حزب الله».

مخطط إرهابي!

كشف مصدر خاص لـ «إيلاف» عن تهديدات إرهابية لوفود مشاركة في قمة بيروت التنموية الاقتصادية والاجتماعية. وفي معلومات لـ «إيلاف» من مصادر خاصة، أبلغت جهات استخبارية إقليمية دولا عربية، عبر الولايات المتحدة، بمعلومات دقيقة عن نية مجموعات لبنانية وغير لبنانية استهداف الوفود العربية. وقال المصدر إن بعض المعلومات الدقيقة هي التي دفعت الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى إلغاء مشاركته، وإن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو نبّه مسؤولي بعض الدول التي زارها عبر مستشاره العسكري إلى معلومات من شأنها تغيير أوقات وصول وفودها.

الجيش اللبناني يوقف أميركياً تسلل من إسرائيل

الراي.. أ ف ب - أعلن الجيش اللبناني امس، توقيف مواطن أميركي تسلل من إسرائيل إلى لبنان وفتح تحقيقاً معه في حادثة نادرة بين الدولتين اللتين في حالة حرب. وذكر الجيش في بيان أنه «بعد عمليات بحث مستمرة من الجيش تمكنت اليوم دورية من مديرية المخابرات من العثور على المواطن الأميركي COLIN EMERY (كولان اميري) متخفياً في أحد أحياء صور وتوقيفه». ويُشتبه بدخول إميري في الـ15 من يناير الجاري «من الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى داخل الأراضي اللبنانية».

المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تدعو إلى تقديم طلبات للقبول في قائمة المحامين الراغبين في تمثيل المتضررين

بيروت - "الحياة" .. أعلنت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان (في قضية اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري) أن "وحدة المتضررين المشاركين في المحكمة تدعو الأفراد المؤهلين إلى الانضمام إلى قائمة المحامين الراغبين في تمثيل المتضررين لدى المحكمة، وذلك بتقديم طلب قبول في القائمة". وأشارت في بيان الى أن "وفقا للمادة 51، الفقرة (جيم)، الفقرة الفرعية (1) من قواعد الإجراءات والإثبات للمحكمة (القواعد)، تحتفظ وحدة المتضررين المشاركين في الإجراءات (وحدة المتضررين المشاركين) بقائمة تتضمن أسماء محامين مؤهلين أعربوا عن حضورهم واستعدادهم لتمثيل المتضررين المشاركين. وتستخدم هذه القائمة لتعيين محامين بصفة ممثلين قانونيين للمتضررين. وباب الإدراج في القائمة مفتوح لمقدمي الطلبات الذين تتوفر فيهم المعايير المحددة في القواعد". وأوضحت أنه "لا يوجد في الوقت الراهن موعد نهائي لتقديم طلبات الإدراج في القائمة، ولكننا نشجِّع الأشخاص المهتمين على تقديم طلباتهم في أقرب فرصة ممكنة نظرا إلى الخطوات التي يقترن بها فحص الطلبات. وتدرج أسماء المرشحين الذين تقبل طلباتهم في قائمة محامي المتضررين التي تنشر على موقع المحكمة الإلكتروني وتحدَّث بانتظام. والمرشحون المدرجة أسماؤهم في القائمة هم الوحيدون الذين ينظر في تعيينهم لتمثيل المتضررين المشاركين". ودعت الراغبين في الحصول على مزيد من المعلومات عن الطلب وعملية الاختيار ونموذج الطلب نفسه من زيارة موقع المحكمة التالي: www.stl-tsl.org.

فرنجية يكرر رفض الثلث المعطل ل"التيار الحر" وباسيل يتحدث عن "طعن بالظهر واستقلاليين وتبعيين "

بيروت - "الحياة".. على رغم انصراف الاهتمام عن تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة وتركيز الأنظار على انعقاد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، فإن ما جرى تداوله في الاجتماع الماروني التشاوري في البطريركية المارونية أول من أمس ظل مدار تعليقات أمس، لا سيما لجهة الموقف الذي أدلى به رئيس "تيار المردة" الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية برفضه مطالبة رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل بالحصول على الثلث الضامن داخل الحكومة لمصلحة رئيس الجمهورية وموقع المسيحيين في الحكم.
وكان فرنجية قال لباسيل خلال المناقشات بين النواب والقادة الموارنة إن "حزب الله" لن يقبل بهذا الثلث لكم ونحن لم نأت إلى هنا لتأييد الثلث المعطل. ونُسب إلى فرنجية قوله لباسيل"اذا كنت تراهن على أن يمنحك "حزب الله" الثلث ولو بعد وقت فالحزب صبره طويل ولن يُعطيك ما تريد، والحكومة متوقّفة عند تخلّيك عن الوزير الحادي عشر". وأفادت المعلومات أن فرنجية يعتبر أن عهد الرئيس ميشال عون هو الخاسر الأكبر من تأخير الحكومة. وأمس غرد فرنجية على "تويتر": "" إذا كان الرئيس سعد الحريري مصرّاً وحريصاً على منح الثلث الضامن لرئيس الجمهورية كما قرأنا في "المستقبل" اليوم (أمس) فليتنازل من حصّته عن وزير سنّي للقاء التشاوري فتُحلّ المشكلة. "حزب الله" متمسّك بتمثيل "اللقاء التشاوري" في الحكومة ولن يتراجع ونحن لم نقل أنه ضد أن يكون لرئيس الجمهورية الثلث الضامن، أما نحن كفريق مسيحي فإننا ضد منح الثلث لمن يريده ضدّ باقي المسيحيين". واستدعى كلام فرنجية ردا من مدير تحرير جريدة "المستقبل" ينفي أن تكون نشرت ما نسبه فرنجية إليها. وقال بكاسيني: "أين قرأتها في المستقبل" يا بك"؟... لكن الوزير باسيل عاد بدوره فرد مساءاً على فرنجية من دون أن يسميه، مغردا: "رجع الفصل واضح بين الاستقلاليين والتبعيين...ناس بتقاتل لتحصّل حقوق وناس مستسلمة ومسلّمة على طول الخط، بتقاتل بس يلّلي عم يقاتلوا... طعن ضهر وخواصر، مش بس فينا، بالعالم وحقوقهم... لمتى بدنا نضلّ ساكتين ومتحمّلين"؟... وفيما عكس السجال الذي حصل في الاجتماع الماروني الصعوبات التي تواجه تأليف الحكومة، لفت عضو "تكتل الجمهورية القوية" النائب إدي أبي اللمع الى أن "تشكيل الحكومة لا يبدو قريبا، لأنه مرتبط بأسباب داخلية وخارجية". وقال أبي اللمع إن "عقد لقاء بكركي كان ضروريا من أجل وضع النقاط على الحروف وتبادل وجهات النظر". وأشار في حديث الى إذاعة "لبنان الحر" إلى أن "الأطراف المجتمعين شددوا على التفاهم في كل المواضيع، واحترام المواعيد الدستورية وتشكيل الحكومة". وتعزز الانطباع بأن معالجة الخلافات على معالجة عقدة تمثيل النواب السنة الستة حلفاء "حزب الله" بشخصية مقربة منهم، من موقف أدلى به أمس المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري. فعند سؤاله باعتباره تولى قبل أسبوعين مسعى لإيجاد مخرج لعقدة تمثيل النواب السنة الستة عما آلت إليه اتصالاته فأجاب: "الآن نحن نتكلم عن غير الحكومة". وهل ما زالت المبادرة قائمة؟ أجاب : "لم أعد معنياً بهذا الموضوع ابداً لا من قريب ولا من بعيد". وقيل له: تردد أنك ساهمت بالشرخ بين الرئاستين الاولى والثانية في موضوع تأشيرات الدخول للوفد الليبي، فرد بالقول: "أنا يهمني أمن البلد بالدرجة الاولى فقط". وكررت كتلة "الوفاء للمقاومة" (حزب الله) النيابية في بيانها أمس موقفها من موضوع الحكومة في بيانها الأسبوعي وتناولت مواربة ما حصل من مناقشات في الاجتماع الماروني. وأعلنت الكتلة أنه "في ظل الغياب الحكومي وما ينجم عنه من بُعدٍ في التواصل وندرةٍ في التناصح, فحينذاك, لا يستطيع أصحاب النوايا الحسنة في المجالس الملية إلا أن يدلوا بدلوهم للفت النظر أو للتنبيه إلى مخاطر أو لاقتراح مسارات ومخارج".
واعتبرت "أن الأولوية التي ينبغي الآن أن تكون حاكمة على الجميع، هي تشكيل حكومة تنهض بمسؤوليات إدارة شؤون البلاد وحماية مصالحها ورعاية أبنائها، وأنه لن يكون مبرراً على الاطلاق أي تهاون أو تباطؤ أو استخفاف بهذه الاولوية.. وأن لبنان مهما أحرز من جوائز ومكتسبات، لن يكون رابحاً ما لم يظفر بحكومته التي تمثل كل ما فيه من مكونات". ومع أن الكتلة لم تذكر في بيانها ما جاء في البيان الختامي للاجتماع الماروني أول من أمس، فإنها علقت بطريقة غير مباشرة على بعض فقرات البيان حين أشارت إلى أن "حفظ السيادة الوطنية هو واجب وطني على جميع اللبنانيين مسؤولية حمايتها والسهر عليها، سواء عند حدود التراب الوطني أو عند تطبيق النصوص الدستورية والقانونية". وأشارت إلى أن "السيادة الوطنية كلٌ لا يتجزأ، لا تقبل تغافلاً ولا تسامحاً، ولا مناص من التصدي للعدو المنتهك للسيادة أياً يكن حجم الانتهاك، والدولة بمجتمعها وسلطاتها معنيّةٌ باداء هذا الواجب، بمختلف الطرق والوسائل". وكان بيان بكركي أكد "تمسك المسيحيين باحترام الدستور وسيادة الدولة ورفض كل ما من شأنه المس بتوازن المؤسسات الدستورية وصلاحيات كل منها، وفي مقدمها رئاسة الجمهورية، بما هي رئاسة للدولة ورمز لوحدة الوطن". كما أن كتلة نواب الحزب اعتبرت أن قرار الانسحاب الاميركي من سورية، وبغضّ النظر عن الوسائل التجميلية التي تحاول الادارة تزيينه بها، هو إعلان هزيمة استراتيجية لمشروع دولي عدواني أرادت منه اميركا اسقاط سورية وتغيير موقعها ودورها السياسي في المنطقة". ودانت "التحريض الأميركي ضد المقاومين وضد الجمهورية الاسلامية الايرانية التي ما كانت يوماً الا سنداً وعضداً داعماً ودائماً للبنان بوجه الصهاينة".

 

 



السابق

مصر وإفريقيا..السيسي لكير: مصر حريصة على دعم استقرار جنوب السودان.. تحرك لزيادة «رسوم القمامة» وإنقاذ كورنيش الإسكندرية...السودان: تظاهرة باتجاه القصر الرئاسي والحكومة تزيد الرواتب..إدانة أممية لـ«الاستخدام المفرط للقوة»...ارتفاع ضحايا اشتباكات طرابلس...إضراب عام يشل القطاع الحكومي في تونس...المغرب يحبط 89 ألف محاولة هجرة غير مشروعة.."إيلاف المغرب" تجول في الصحف اليومية الصادرة الجمعة..

التالي

اخبار وتقارير..كيف للولايات المتحدة الوثوق بأفضل حلفائها في سورية؟..ماكرون يجدد التزام بلاده البقاء عسكرياً في «المشرق» ..أميركا تحيي مبادرة «حرب النجوم» .. واستراتيجية جديدة لتعقب صواريخ معادية...خليل زاد: السلام في أفغانستان يتطلّب محادثات بين الحكومة و«طالبان»...الناتو: مطالب باستمرار تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الحلفاء والشركاء...كوربن يعرقل مسعى ماي لتوافق برلماني على «بريكزيت»..تركيا تطرد صحافية هولندية بحجة صلاتها بـ«منظمة إرهابية»..

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,771,211

عدد الزوار: 7,711,609

المتواجدون الآن: 0