العراق.....تلقت تهديدات بالقتل.. نائبة شيوعية عراقية تقتحم المحظورات وصفت مهاجميها بـ"الفاسدين والفاشلين"..أزمة منصب محافظ نينوى تنتقل إلى بغداد ...جدل في العراق إزاء تعليقات برلمانية شكّكت في تمدن مناطق الجنوب..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 7 أيار 2019 - 4:50 ص    عدد الزيارات 2166    التعليقات 0    القسم عربية

        


تلقت تهديدات بالقتل.. نائبة شيوعية عراقية تقتحم المحظورات وصفت مهاجميها بـ"الفاسدين والفاشلين" وحملة ناشطة لمساندتها..

د أسامة مهدي... تتعرّض نائبة شيوعية عراقية تتولى رئاسة لجنة المرأة لعملية تسقيط سياسي وتهديدات بالتصفية الجسدية جراء انتقادها أوضاع محافظات بلادها الجنوبية، ووصفها بالمتأخرة من ناحية التعليم وحقوق المرأة وانتقادها بعض العادات والشعائر الطائفية التي امتدت إلى المدارس بالتخلف.

إيلاف: قالت النائبة هيفاء الأمين عن الحزب الشيوعي المتحالف مع التيار الصدري في ائتلاف "سائرون" الفائز في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بقيادة مقتدى الصدر، إنها تلقت تهديدات بالتصفية الجسدية على خلفية انتقادها بعض المظاهر المتخلفة في محافظة ذي قار في جنوب البلاد، وظاهرة إرغام التلميذات على اللطم داخل المدارس، وهو ما فجّر حملة ضدها من قوى سياسية وناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي، ما دفع آخرين إلى إطلاق هاشتاغ "كلنا هيفاء الأمين". فقد ظهرت النائبة الأمين بفيديو تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي في الأسبوع الماضي خلال جلسة حوارية في العاصمة اللبنانية بيروت قائلة إن "جنوب العراق أكثر المناطق تخلفًا قياسًا ببغداد وإقليم كردستان العراق، حيث تم تجاوز الكثير من المشاكل مثل التعليم وحقوق المرأة وغيرهما".. مضيفة "في العراق هناك بعض العادات والتقاليد والموروث القديم والمتخلف، الذي يحتاج وقتًا أكبر لعلاج الكثير من هذه المشكلات"، ما فجّر غضبًا، دفع إلى مطالبات بطردها من البرلمان.

حملة معادية لسعي النائبة إلى تشريع قانون العنف الأسري

عزت الأمين هذه الحملة ضدها إلى نشاطها البرلماني لتشريع قانون العنف الأسري، الذي تعارضه قوى سياسية، رغم أنه يحقق استقرار العائلة وحمايتها من التفكك بسبب العنف.

هيفاء الأمين النائبة العراقية عن الحزب الشيوعي

وأكدت النائبة الأمين في بيان صحافي على صفحتها في فايسبوك، إطلعت "إيلاف" الاثنين على نصه، أنها تتعرّض منذ أيام لحملة سياسية شعواء "من الواضح أنها مموّلة من قبل أجندات حزبية تضررت من الحملات التي قمنا بها أخيرًا في محافظة ذي قار"الجنوبية .. وزادت أن "مواقع إخبارية وآلاف الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تديرها جيوش الكترونية جندت لهذه الحملة، وأطلقت ضدي عشرات التهم والإساءات، ما أثر على جمهور واسع انخرط في الحملة بشكل عفوي". وأشارت إلى أن من وصفتهم بالمتربصين قد "اشتغلوا على وتر التسقيط السياسي، ليس ضد هيفاء الأمين وحدها، وإنما ضد كتلة سائرون جميعها، التي أنا جزء منها، وضد منهجنا المدني الوطني، في محاولة للحد من توسع تأثير هذا المنهج وتياره على المجتمع العراقي ونشاطه الدؤوب في مواجهة الفساد والمفسدين وفضحهم وكشف سياستهم التدميرية".. لكنها أوضحت أنه "في جانب من الحملة الظالمة هذه تلقيت تهديدات عديدة وصلت إلى حد الوعيد بالتصفية الجسدية". وقالت "أمام هذه الحملة العدائية التي شنت ضدي وضد النهج الإصلاحي الذي أتبناه أود التأكيد على أن أسباب هذه الحملة التسقيطية الجائرة ضدي سببها في الأساس يعود إلى سعيي إلى تشريع قانون العنف الأسري، الذي أعلنت مجموعة من القوى السياسية وقوفها ضده، ولكني أؤكد لهم أني ماضية في العمل على تشريع هذا القانون المهم لاستقرار العائلة وحمايتها من التفكك بسبب العنف". وأكدت الأمين "ما زلت وسأبقى أبدًا ابنة الجنوب العراقي وابنة محافظة ذي قار الحضارة والتاريخ، وأن شأني هو شأن أبناء مدينتي الناصرية عاصمة المحافظة وشأن عموم أهلي وأحبتي في الجنوب العراقي الأصيل، ومن أجل رفع الحيف عنهم، تقدمت إلى موقع المسؤولية في مجلس النواب، على أمل أن أقدم ما يليق بهم ويرضيهم". وشددت على احترامها "للشعائر والطقوس الدينية، وليس من شيمي أن أتعرّض لها ولرموزها التاريخية، فهي محترمة عندي، لدرجة أني لا أريد لها أن تستخدم في الصراعات السياسية، ولا اريد أن يكون الاستخدام السيئ إليها سببًا في التناحر الطائفي والإثني، فالعراق بلد متنوع الأديان والطوائف والقوميات. وفي هذا التنوع قوة اجتماعية وغنى ثقافي، إن أشيع خطاب التعايش السلمي بدلًا من خطاب الكراهية والطائفية". وقالت الأمين في ختام بيانها "أجدد القول إنني أتعرّض لحملة ظالمة من قبل الفاسدين والفاشلين الذين يتصيّدون ويتربصون الزلات لإثارة مشاعر أبناء شعبي الكرماء، ولأني أثق بروحية التسامح العراقية فإني أقدم اعتذاري إلى من أساء فهمي وقصدي، وما مقصدي إلا خدمة هذا الشعب من جنوبه إلى شماله، بكل أطيافه.. وللفاسدين والفاشلين أقول يوم حسابكم عسير مع الشعب العراقي، ومهما حاولتم النيل من جهودنا فإنكم ستفشلون".

.. وحجاب الصغيرات واللطم في مدارس البنات مشكلة أخرى

لم تكن لتهدأ عاصفة تصريحات الأمين في بيروت حتى ظهر لها على مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو صور منذ سبع سنوات وهي تنتقد حجاب البنات الصغيرات وإرغام التلميذات في المدارس على ممارسة شعيرة اللطم في عاشوراء. فقد هاجمت نقابة المعلمين في محافظة ذي قار الاثنين النائبة الأمين لوصفها مديرات مدارس البنات في المناطق الجنوبية بأنهن ينتمين إلى أحزاب إسلامية، ويتدخلن في لبس الطالبات. وأشارت النقابة إلى أن هناك "دعوات مظللة إلى خداع هذا الجيل وحرفه عن الطريق القويم وإشاعة روح الميوعة والانحلال، ومنها تصريح النائبة هيفاء الأمين ونعتها بأن جميع مديرات مدارسنا يمارسن اللطم داخل المدارس وينتمين جميعهن إلى أحزاب سياسية وإساءتها إلى رموز وشخصيات مقدسة هي قدوات للطلبة". وأضافت "نستنكر أشد الاستنكار مثل هذه التصريحات التي تقدح بمهنية وحيادية وسلوك مديرات المدارس". ودعت النقابة النائبة الأمين إلى الاعتذار العلني من خلال بيان يبث من أروقة مجلس النواب العراقي .. وطالبت رئاسة البرلمان باتخاذ موقف من هذه التصريحات ودعوات الانفلات والتحرر من ضوابط القيم العريقة والأخلاق حفاظًا على حصانة مدارسنا" على حد قولها. وقد دفع هذا البيان النائبة هيفاء الأمين إلى الإيضاح في تصريح صحافي اليوم أن الفيديو الذي تظهر فيه وهي تتحدث عن حجاب الصغيرات كان قد سجل قبل سبع سنوات.. موضحة بالقول "في وقتها لم أكن نائبة كنت ناشطة مدنية، وانتقدت ظاهرة اللطم في المدارس، واللطم في المدارس لا يجوز، فهذه مؤسسات حكومية، لا تمارس فيها الشعائر والتقاليد ولا الطقوس الدينية، وكل الطقوس الدينية محترمة، لكن تمارس في أماكنها الخاصة بكل دين". وشددت بالقول "كنت محقة وصائبة في ما طرحته، ولم أمس أحدًا لكونه يرتدي نوعًا من الملابس، فهذه حرية شخصية، وأنا أحترم حرية المرأة في اختيارها ملابسها وحياتها، فهذه خطوط حمراء لا أتدخل بها على الإطلاق، مثل ما أنا سافرة لا أريد أي أحد أن يتدخل بهذه القضية، وأنا لا أتدخل في لبس الأخريات".

كلنا هيفاء الأمين

إزاء الحملة المعادية التي تتعرّض لها النائبة الأمين، فقد أطلق ناشطون حملة على شبكات التواصل الاجتماعي وسم "كلنا هيفاء الأمين". وكتب الناشط أيمن يقول "كلنا هيفاء الأمين الجدار التي لا تهزه تخبصات المرتزقة الإسلاموية .. #كلنا هيفاء الأمين". وقال كاظم الرشيد "كل مسؤولي دول العالم يعتزون بمواطنيهم ويحترمونهم ويقدرونهم أمام الأجانب، وفي كل المحافل الدولية، إلا المسؤولين العراقيين السخفاء يحقرون ويهينون أبناء جلدتهم بدعوى التحضر المزيف والتملق". وكتب ثالث أطلق على نفسه "موعد الرحيل" قائلًا: "الأمين، صريحة، وتسمّي الأشباء بأسمائها، بدون مجاملة، أنا من الناس في إحدى إعداديات الإسكان الصناعي يوم الخميس، شفت المديرة تجبر البنات على اللطم، وهي بالسماعة تشعر الهن، ومهتمة اهتمامًا غير منطقي ولا عقلاني باللطم فقط، ومتناسية وهاملة نظافة المدرسة والتواليتات التي فايضة واصلة للصفوف، ومن ناحية أخرى ولا زجاجة في شبابيك الصف ولا مروحة، والبنات يعانين من تعرق أجسامهن، والحجاب منكع من العرق، وما تخليهن يذبن الحجاب بالصف، مع العلم المدرسة كادرها التدريسي مدرسات، ورب العالمين ما ذكر بكتابه المقدس امرأة تلبس حجاب بوجود الأخريات". وزاد "الي ما عاجبته هيفاء الأمين خلي يشوف الناصرية، بكل أبعادها، راح يشوفها مستنقع من التخلف، من الدكات العشائرية ورمي الرصاص بالأعراس والأموات وأرواح الناس تروح ضد مجهول. أما الطرق حفريات وحوادث مستمرة، والجسور أخطر جسر بالعالم موجود بالناصرية مزحزح 7 سنتمتر، والزبالة، وين ما تلتفت". أما صلاح جبار فخاطب النائبة قائلًا "لا يهمِّك، أيتها الأمينة هيفاء الأمين.. فالحملة ضدكِ ، هي جزء من الصراع بين قوى التقدم وقوى التخلف.. دمتِ وطنية نزيهة جليلة وسومرية أصيلة". وأضاف "علي وردي" قائلًا: "نعم الجنوب يعيش أسوأ أزمنة التخلف على كل المستويات بسبب تسلط المتخلفين.. عاشت هيفاء الأمين". يشار إلى أن محافظات الجنوب العراقي تخضع لسيطرة الأحزاب السياسية الشيعية التي تسعى إلى غرس مفاهيمها وتوجهاتها الدينية والسياسية والاجتماعية في نفوس المواطنين هناك.

جدل في العراق إزاء تعليقات برلمانية شكّكت في تمدن مناطق الجنوب

الشرق الاوسط....بغداد: فاضل النشمي.. تتواصل منذ نحو أسبوع حملات منتقدة وأخرى مؤيدة للبرلمانية عن «الحزب الشيوعي» العراقي في ائتلاف «سائرون» هيفاء الأمين، إثر تصريحات لها في جلسة حوارية بلبنان، أشارت فيها إلى أن محافظات جنوب العراق تفتقر إلى التحضر والتمدن قياسا بلبنان وإقليم كردستان. وقالت الأمين، الأسبوع الماضي، خلال الجلسة الحوارية مخاطبة الجمهور اللبناني: «أنتم مجتمع متحضر ومتمدن، وذلك يختلف عن طابع العادات والتقاليد والموروث المتخلف في العراق». وأضافت: «أنا من الجنوب وأرّكز على الإحصاءات، الجنوب أكثر تخلفا كمنطقة قياسا بإقليم كردستان». ولم تنفع التوضيحات التي أصدرتها الأمين في التقليل من الانتقادات التي جوبهت بها من جهات اعتبرت تصريحاتها «إهانة بالغة لأهالي الجنوب العراقي». في المقابل، رأت جهات أخرى مؤيدة أن ما صرحت به الأمين «يكشف عن واقع محافظات الجنوب ولا يشكل إهانة». وعقب إثارة الموضوع من قبل مراسل قناة «العراقية» شبه الرسمية الذي حضر الجلسة الحوارية في لبنان ولم يرض عن تصريحات البرلمانية وهاجمها أثناء الجلسة، أصدرت هيفاء الأمين، الخميس الماضي، بيانا قالت فيه: «لا أحد يزايد على وطنيتي، لأن هذا من بديهيات الأمور، لكننا أمام مشكلة لدى بعض الإعلاميين الذين لا يملكون مقدارا بسيطا من المهنية أو لهم انحيازات مسبقة سياسية وربما حزبية». وأضافت: «نحن بلد وشعب عانى من الديكتاتورية عقودا طويلة ومن الحروب خلال ذلك الحكم وبعده ولدينا طائفية كبيرة رافقتها مجازر وسبي ونهب ولدينا مهاجرون ومهجرون خارج العراق وداخله بالملايين، إذن نحن متخلفون ولسنا في موقع حضاري ومدني متقدم». ثم ذكرت النائبة الأمين في إحدى مقابلتها التلفزيونية أنها تقدمت بشكوى لقناة «العراقية» ضد الصحافي الذي أثار الضجة ضدها. ثم تطورت الأمور لاحقاً لتنخرط في الموضوع اتجاهات عراقية مختلفة، تتوزع بين أساتذة جامعات وساسة وصحافيين، ومدونين انخرطوا في التعليق على تصريحات البرلمانية بين ناقد لها بشدة، ومتعاطف معها. وأمام تلك الانتقادات، أصدرت البرلمانية بيانا آخر أمس قالت فيه إنها تلقت «تهديدات كثيرة وصلت إلى حد الوعيد بالتصفية الجسدية». وأضافت: «أتعرض منذ أيام لحملة سياسية شعواء من الواضح أنها ممولة من قبل أجندات حزبية تضررت من الحملات التي قمنا بها أخيراً في محافظة ذي قار». واعتبرت الأمين أن الحملة موجهة ليست ضدها فحسب بل ضد «كتلة (سائرون) التي أنا جزء منها، وضد منهجنا المدني الوطني». كما اعتبرت الأمين أن «الحملة التسقيطية الجائرة ضدي، سببها في الأساس يعود لسعيي لتشريع قانون العنف الأسري». وبمجرد إصدارها البيان الثاني، انهالت عليها الانتقادات من جديد، وجاءت هذه المرة من أعضاء وكتل سياسية في البرلمان، حيث اعتبرت البرلمانية عن ائتلاف «دولة القانون» عالية نصيف، أن ادعاء هيفاء الأمين بتعرضها للتسقيط بسبب قانون العنف الأسري «ادعاء باطل». وقالت نصيف في بيان، أمس، إن «قانون العنف الأسري حصيلة جهود نخبة من الأكاديميين والنواب والمختصين منذ 2012». وأضافت: «من المعيب جداً على السيدة هيفاء الأمين أن تختزل جهود كل هؤلاء طيلة سبع سنوات لتدعي أنها تتعرض للتسقيط بسبب سعيها لتشريعه». ومن المفارقة أن الأمين، وفي ذروة «أزمتها» مع جمهور الناقمين على تصريحاتها، تم اختيارها، أول من أمس، لرئاسة لجنة المرأة والطفل في البرلمان العراقي، الأمر الذي نظر إليه من قبل الاتجاهات المنتقدة لها على أنه «تكريم غير مبرر للإساءة التي صدرت عنها» ما دفع 54 نائبا إلى جميع تواقيع وتقديمها إلى رئاسة البرلمان بهدف إقالتها من رئاسة اللجنة. ولم تقف الانتقادات بحق النائبة الأمين عند حدود ما قالته في جلستها الحوارية في بيروت، ووصلت إلى تصريحات وانتقادات أدلت بها في بغداد بشأن حالة التعليم في المحافظات الجنوبية. وانتقدت نقابة المعلمين في ذي قار بشدة تصريحات الأمين، بشأن ممارسة مديرات المدارس للطم داخل المؤسسات التعليمية وارتباطهن بالأحزاب السياسية. وقالت النقابة في بيان: «باعتبارنا نقابة مهنية تعنى بالشأن التربوي والمهني نستنكر أشد الاستنكار مثل هذه التصريحات الذي تقدح بمهنية وحيادية وسلوك مديرات المدارس وندعوها إلى الاعتذار العلني من خلال بيان يبث من أروقة مجلس النواب العراقي». يشار إلى أن النائبة هيفاء الأمين، عضو في «الحزب الشيوعي» العراقي الذي ينضوي ضمن مظلة تحالف «سائرون» الذي يدعمه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وتمكنت من الفوز بمقعد نيابي في الانتخابات النيابية العامة التي جرت في مايو (أيار) 2018 بعد حصولها على أكثر من 10 آلاف صوت في محافظة ذي قار الجنوبية التي ولدت وتعيش فيها، وهي تحمل الجنسية السويدية، وكانت التحقت منذ ثمانينات القرن الماضي بحركة «الأنصار» الشيوعية التي قاتلت نظام «البعث» في مناطق إقليم كردستان بشمال العراق.

أزمة منصب محافظ نينوى تنتقل إلى بغداد والبرلمان العراقي يفشل للمرة الثانية في حل مجلسها

الشرق الاوسط...بغداد: حمزة مصطفى... انتقلت أزمة اختيار محافظ جديدة لمحافظة نينوى العراقية إلى العاصمة بغداد؛ حيث اضطر البرلمان، للمرة الثانية، لتأجيل الفقرة الخاصة بحل مجلس نينوى الذي تحوم حول أعضائه تهم فساد. وفي الوقت الذي يتوقع أن يعاود البرلمان طرح الثقة في أعضاء المجلس بعد استئناف جلساته السبت المقبل، فإن مجلس نينوى من جانبه يبدو في عجلة من أمره لاختيار محافظ والتصويت عليه قبل موعد السبت. وبينما دعا رئيس تحالف القرار العراقي، أسامة النجيفي في تغريدة له، سكان وأهالي نينوى، إلى «الدفاع عن حقهم» بسبب إخفاق البرلمان فيما سماه حماية المحافظة من «سرطان الفساد» قائلا إن «الدور الآن على شعب نينوى للدفاع عن حقه في الحياة الحرة والكريمة في عراق آمن»، فإن مجلس المحافظة فتح باب الترشيح لمنصب المحافظ من بين أعضائه. ووسط تبادل حاد للاتهامات بين مختلف القوى السياسية سواء داخل المحافظة أو في بغداد، قال مصدر مطلع إن عمليات البيع والشراء والمساومة على منصب محافظ نينوى وصلت إلى مبالغ كبيرة. وذكر المصدر في تصريح صحافي أمس أن «إحدى الكتل السياسية عرضت مبلغ 250 ألف دولار وسيارة (GMC) حديثة لكل عضو في المحافظة مقابل ضمان تصويته على مرشحها لمنصب المحافظ». من جهته، يرى محافظ نينوى الأسبق أثيل النجيفي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الصراعات داخل نينوى تبدو محلية في ظاهرها ولكن كل جهة من أطراف الصراع مدعومة من أحد أطراف الصراع الدولي الأميركي - الإيراني»، مشيرا إلى أن «أحد الطرفين من مصلحته أن تكون نينوى ساحة الصراع بين الطرفين». وردا على سؤال حول أسباب اشتداد الصراع حول الموصل تحديداً يقول النجيفي إن «مشكلة الموصل أنها هشة سياسيا وبالتالي فإن أهلها يشعرون بالضعف وهناك أطراف عدة تحتاج إلى حماية، لا سيما تلك التي كانت متهمة بالقرب من داعش»، مبيناً أن «هذه الأطراف مستعدة لتقديم الولاء لأي طرف يدعمها ويحميها هذا بالإضافة إلى وجود صراعات متشابكة بعضها بين المكونات وبعضها في داخل المكونات ويسهل استثمارها من أي طرف من أطراف الصراع». ودعا النجيفي إلى «اختيار محافظ بعيد عن الأحزاب السياسية ليهتم بالقضايا الإدارية في هذه المرحلة كما ندعو أهالي نينوى لعزل أنفسهم عن طرفي الصراع إلى حين تعافي المحافظة من وضعها». وحول المرشحين لمنصب المحافظ، فإنه في الوقت الذي نفى فيه فلاح الزيدان عضو البرلمان العراقي عن نينوى ووزير الزراعة السابق أن يكون عضو مجلس نينوى، منصور المرعيد، مرشحا للمنصب، فإن النائب السابق عبد الرحمن اللويزي يرى أن العضو الآخر في المجلس حسام العبار يبدو هو الأوفر حظا. ويقول الزيدان إن «المرعيد كان مقاولا ودفع الأموال لبعض الفاسدين لكي يكون محافظا»، مبينا أن «لديه الأدلة والشهود التي يستطيع تقديمها إلى البرلمان بشأن ذلك وبالتالي هو لا يصلح لمنصب المحافظ». أما عبد الرحمن اللويزي فإنه يرى أن «المساعي الحالية لاختيار محافظ لنينوى تحاول إرضاء عدة أطراف في آن واحد بهدف التوصل إلى صفقة مناسبة تأخذ بعين الاعتبار الصراع الإقليمي وساحة التنافس السياسي بين مختلف الأطراف داخل المحافظة وخارجها». وأوضح اللويزي أن «حسام العبار يبدو اختيارا موفقا لهذا المنصب».

 

 



السابق

اليمن ودول الخليج العربي....الحوثي يضع شروطاً جديدة لقبول خطة تنفيذ اتفاق ستوكهولم.....غريفيثس يلتقي قادة ميليشيا الحوثي في صنعاء...بن سلمان يجري مباحثات مع بومبيو ...البحرين: اتصال رئيس الوزراء بأمير قطر لا يمثل الموقف الرسمي للبلاد..الإمارات تفرج عن زورق عسكري قطري دخل مياهها الإقليمية..محادثات عسكرية بين الجيش الأردني ووفد أميركي...

التالي

مصر وإفريقيا...مصر تسعى إلى الاستفادة من إحياء "طريق الحرير الصيني" ...مسؤول مصري يبحث في الصومال العلاقات الثنائية..عملية تحرير طرابلس تدخل مرحلتها الثانية والجيش يتوعد ...رئيس حكومة الوفاق الليبية سيلتقي ماكرون وميركل وكونتي...تجمع المهنيين يحذر من "فضّ اعتصامات"..الكشف عن مخططات داعشية لاغتيالات في المغرب...

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,267,562

عدد الزوار: 7,626,505

المتواجدون الآن: 0