سوريا...«خطة سورية» من 8 نقاط قدمتها أميركا لروسيا محورها وجود إيران...."هيئة التفاوض" السورية تؤكد دمج الميليشيات الإيرانية ضمن قوات النظام....دمشق تحمّل أنقرة المسؤولية عن الوضع في إدلب...نهر بردى يعود إلى غوطة دمشق...

تاريخ الإضافة الخميس 20 حزيران 2019 - 6:52 ص    عدد الزيارات 2454    التعليقات 0    القسم عربية

        


28 قتيلاً في ضربات جديدة للنظام السوري شمالي البلاد..

وكالات – أبوظبي.... قُتل 17 مدنياً و11 مسلحا في غارات جوية جديدة نفذّها النظام السوري في شمال غرب البلاد، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشار المرصد إلى مقتل 12 مدنياً، بينهم ثلاثة أطفال، نتيجة القصف الجوي الذي تعرّضت له قرية بينين في جبل الزاوية جنوب محافظة إدلب. وقال مصوّر فرانس برس إنّ غارات النظام السوري دمّرت محال تجارية وأدت إلى مقتل الباعة والمشترين. ولفت إلى "تطاير أشلاء" على بعد أكثر من مئة متر من موقع الضربة. وأضاف أنّ فرق الإنقاذ سارعت إلى انتشال جثث من تحت الأنقاض. كما قتل أربعة مدنيين في غارات جوية استهدفت بلدات قريبة في جنوب إدلب، بينما قتل آخر في غارة إضافية استهدفت أطراف المدينة، بحسب المرصد. ولفت المصدر نفسه إلى مقتل 11 مسلحا في شمال محافظة حماة بقصف للنظام السوري، وذلك غداة وقوع مواجهات عنيفة أسفرت عن مقتل 55 من الجانبين، بينهم 14 من قوات النظام.

"هيئة التفاوض" السورية تؤكد دمج الميليشيات الإيرانية ضمن قوات النظام وتقاطع موسكو على خلفية قصف إدلب

دبي - "الحياة"... كشفت هيئة التفاوض لقوى المعارضة السورية، عن مقاطعتها لموسكو على خلفية قصف محافظة إدلب (شمال غربي سورية)، ونددت باستمرار التغلغل الإيراني في سورية. وأكدت "دمج الميليشيات الإيرانية ضمن جيش النظام". وفي مؤتمر صحفي عقده أمس الثلثاء في العاصمة السعودية الرياض، كشف رئيس هيئة التفاوض السورية نصر لفت الحريري أن "خطط طهران تستفحل وتتغلغل في مؤسسات الدولة السورية وفي أجهزة الأمن والجيش، كما تمكنت من دمج ميليشياتها ضمن جيش النظام". واكد أن "إيران ماضية في نشر التشيع داخل المجتمع السوري، وماضية في مشروعها الطائفي"، مشدداً على أنه "لا يمكن أن يحصل حل سياسي في سورية من دون انسحاب إيران". وزاد: "لن نقبل بأي حل يبقي على وجود عسكري إيراني في سورية، وسننظف كل ما تقوم به إيران في النسيج السوري". واعتبر الحريري أن "الخطر الإيراني بات يهدد السلم والأمن الدولي والإقليمي بعد استهداف ناقلات النفط في الخليج العربي". وشدّد الحريري على أن "روسيا ما تزال تدعم نظام الأسد عسكرياً وليست بصدد الذهاب نحو العملية السياسية". وقال إن "العملية السياسية توقفت، مع رفض النظام لأية مبادرة للحل السياسي في سورية". وأكد أن روسيا وفي الوقت الذي تتحدث فيه أمام المجتمع الدولي عن عملية سياسية، إلا أنها تستخدم كل أنواع الأسلحة في إدلب ضد الشعب السوري"، مبيناً أنهم "رفضوا اللقاء مع الروس إلا حين توقف عمليات القصف". وأوضح الحريري أن "قوات النظام وروسيا يستهدفون المدنيين في إدلب وريف حماة، وبات الأطفال والنساء والشيوخ هدفاً لقنابل النظام وروسيا"، واصفاً العملية العسكرية لقوات النظام وروسيا في إدلب وريف حماة بـ "الكارثة الإنسانية". وذكر الحريري أن العملية العسكرية قضت على 900 سوري بينهم 210 أطفال. وأضاف أن العملية العسكرية هجّرت أكثر من نصف مليون سوري من بيوتهم، ودمّرت البنى التحتية كما طالت المستشفيات والبيوت السكنية والأفران.

روسيا تدرس خطة أميركا لـ «احتواء إيران» بسوريا واجتماع أمني ثلاثي في القدس الإثنين يبحث «تسلسل» تنفيذ بنودها

الشرق الاوسط...لندن: إبراهيم حميدي... تدرس موسكو خطة أميركية تتناول مبادئ التسوية السورية و«احتواء إيران»، وسط استمرار للخلاف بينهما حول «تسلسل» تنفيذ هذه الخطة، يتوقع أن يجري تناوله خلال اجتماع أمني أميركي - روسي - إسرائيلي، رفيع المستوى، في القدس الغربية، الاثنين المقبل. وبحسب المعلومات المتوفرة لـ«الشرق الأوسط»، فقد قدم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، خلال زيارته إلى سوتشي في منتصف مايو (أيار) خطة من ثماني نقاط، تتناول تنفيذ القرار 2254، والتعاون في محاربة الإرهاب، وإضعاف نفوذ إيران، والتخلص من أسلحة الدمار الشامل، وتوفير المساعدات الإنسانية، وشروط عودة اللاجئين، ودعم الدول المجاورة، ومبدأ المحاسبة. ووافقت موسكو على هذه المبادئ، في وقت أشارت فيه مصادر إلى أن دولاً أوروبية سعت لدى واشنطن، بهدف المحافظة على تنفيذ المبادئ الثمانية، و«عدم الاقتصار على احتواء إيران». ومن المتوقع أن يتناول اجتماع رئيس مكتب الأمن القومي الأميركي جون بولتون مع نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف، هذه الخطة، خلال لقائهما بالقدس الغربية في 24 من الشهر الحالي، قبل عقد لقاء ثلاثي يضم مئير بن شبات، مدير مكتب الأمن القومي الإسرائيلي في اليوم التالي. وعقد أمين المجلس الأعلى للأمن الإيراني علي شمخاني اجتماعاً مع نظيره الروسي، أمس، لتنسيق المواقف قبل اللقاء الأمني الثلاثي في القدس.

«خطة سورية» من 8 نقاط قدمتها أميركا لروسيا محورها وجود إيران

تضمنت تنفيذ القرار 2254 وإعادة اللاجئين ومحاربة الإرهاب... وخلاف بين واشنطن وموسكو حول تسلسل التنفيذ

الشرق الاوسط....لندن: إبراهيم حميدي.. تواصل واشنطن وموسكو محادثاتهما إزاء خطة أميركية قدمت إلى روسيا من ثماني نقاط تتناول مبادئ التسوية السورية و«احتواء إيران»، وسط استمرار الخلاف بينهما حول «تسلسل» تنفيذ هذه الخطة، ويتوقع أن يجري تناوله اجتماع أمني أميركي - روسي - إسرائيلي رفيع المستوى في القدس الغربية الاثنين المقبل. وبحسب المعلومات المتوفرة لـ«الشرق الأوسط»، قدم مايك بومبيو، وزير الخارجية الأميركي، خلال زيارته إلى سوتشي في منتصف مايو (أيار) المنصرم التي التقى خلالها الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي بحضور جيمس جيفري، مسؤول الملف السوري في الإدارة الأميركية، خطة من ثماني نقاط تتناول تنفيذ القرار الدولي 2254 بهدف التوصل إلى حل سياسي. وشملت الخطة أيضا بنودا تهدف إلى التعاون في ملف محاربة الإرهاب و«داعش»، وإضعاف النفوذ الإيراني، والتخلص من أسلحة الدمار الشامل في سوريا، وتوفير المساعدات الإنسانية، ودعم الدول المجاورة، وتوفير شروط عودة اللاجئين السوريين، إضافة إلى إقرار مبدأ المحاسبة عن الجرائم المرتكبة في سوريا. وبدا أن الجانب الروسي أبدى موافقة على هذه المبادئ، في وقت أشارت مصادر إلى وجود خلاف حول «تسلسل التنفيذ»، بالتزامن مع شكوك أوروبية في الوعود التي قدمتها موسكو لواشنطن. كما قالت المصادر إن دولا أوروبية سعت لدى واشنطن بهدف المحافظة على تنفيذ المبادئ الثمانية و«عدم الاقتصار على احتواء إيران» فقط. وكان جيمس جيفري، المبعوث الأميركي إلى سوريا قال لـ«الشرق الأوسط» في تصريحات سابقة إن أميركا تريد خروج القوات الإيرانية من سوريا في نهاية العملية السياسة، وإن «هذا الطلب واقعي، بحيث يعود وجود القوات الأجنبية في سوريا كما كان قبل عام 2011». ومن المتوقع أن يتناول اجتماع جون بولتون، رئيس مكتب الأمن القومي الأميركي، ونظيره الروسي نيكولاي باتروشيف هذه الخطة خلال لقائهما في القدس الغربية في 24 من شهر يونيو (حزيران) الجاري، قبل عقد لقاء ثلاثي يضم مئير بن شبات، مدير المكتب القومي الإسرائيلي في اليوم التالي. وطوت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو نهاية مارس (آذار) المنصرم صفحة التوتر بين روسيا وإسرائيل، وذلك بعدما أسقطت الأخيرة طائرة روسية في سبتمبر (أيلول) عام 2018، وكان لافتا أن نتنياهو اقترح تشكيل «فريق مشترك للعمل على انسحاب جميع القوات الأجنبية من سوريا»، إضافة إلى استمرار «التنسيق العسكري» بين الطرفين، وصولا إلى الاتفاق الثلاثي على عقد اجتماع لرؤساء مكاتب الأمن القومي في القدس الغربية. ومن المقرر أن تنعكس نتائج هذا اللقاء على احتمالات انعقاد اجتماع بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية يومي 28 و29 من الشهر الجاري. وحصل «تفاهم» بين ترمب وبوتين في قمة هلسنكي في يوليو (تموز) من العام الماضي على «إعطاء أولوية لضمان أمن إسرائيل». وعقد علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني اجتماعا مع نظيره الروسي باتروشيف في عاصمة باشكورتوستان الفيدرالية الروسية أمس لتنسيق المواقف بين طهران وموسكو قبل اللقاء الأمني الثلاثي في القدس الغربية الأسبوع المقبل. ونوّه شمخاني بـ«الإنجازات المحققة على صعيد التعاون السياسي والأمني والدفاعي بين إيران وروسيا فيما يخص الوضع السوري»، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا). وقال شمخاني إن «مواصلة العملية السياسية في آستانة يشكل ضرورة للتسريع في ترسيخ الاستقرار المستدام والقائم على إرادة الشعب السوري»، وفق (إرنا). وتواصل موسكو جهودها لتعزيز مسار آستانة الذي يضم كلا من تركيا وإيران بقيادة روسية، على حساب مسار جنيف الذي تقوده الأمم المتحدة. وسجل في اليومين الماضيين قيام ألكسندر لافرينيف، المبعوث الرئاسي الروسي، بدعوة العراق ولبنان إلى الاجتماع المقبل لمسار آستانة الشهر المقبل. من جهته، أشار باتروشيف إلى أن اللقاء الثلاثي سيتناول الملف السوري، مؤكدا على أن بلاده «ستنقل نتائج هذا الاجتماع إلى إيران بوصفها الشريكة الاستراتيجية لروسيا في المنطقة»، بحسب «إرنا». كما أكد على «ضرورة وقف التدخل اللاقانوني الأميركي في سوريا ووقف بعض الإجراءات العسكرية الإسرائيلية». وأضاف: «روسيا لن توافق إطلاقا على الإجراءات التي من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد الأزمة الراهنة في سوريا». وكانت روسيا غضت الطرف على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت «مواقع إيران» في سوريا. كما أنها تساهلت في شأن آلية تشغيل منظومة صواريخ «إس - 300» في سوريا خلال القصف الإسرائيلي المتكرر، وطلبت من إيران سحب ميليشيات غير سورية بعيدا عن حدود الأردن، وخط فك الاشتباك في الجولان. وتوصلت موسكو وواشنطن إلى تمديد اتفاق «منع الصدام» شرق سوريا، حيث توجد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن التي ترمي إلى «إضعاف النفوذ الإيراني» وقطع طريق طهران - دمشق. وحثت واشنطن حلفاءها من أعضاء التحالف الدولي على اتخاذ خطوات لضمان استقرار منطقة شرق الفرات؛ سواء بإرسال قوات برية أو الإبقاء على مساهمتها الجوية، أو إرسال أموال لتمويل مشاريع. ومن المقرر أن تستضيف باريس يوم الثلاثاء المقبل اجتماعاً لكبار الموظفين في التحالف الدولي لبحث ملف الاستقرار شرق سوريا. ولوحظ أن عددا من الدول الأوروبية باتت تعطي أولوية لتمويل مشاريع اقتصادية هناك، بدلا من مناطق أخرى في سوريا. وبالتزامن مع الحوار الأميركي - الروسي حول «الخطط الثماني»، تواصل واشنطن فرض عقوبات على مواليين للنظام السوري ورجال أعمال منخرطين في عمليات الإعمار باعتبار أن أميركا ودول أوروبية متفقة على «عدم البدء بالمساهمة بالأعمار أو التطبيع أو رفع العقوبات قبل بدء عملية سياسية ذات مصداقية في دمشق».

دمشق تحمّل أنقرة المسؤولية عن الوضع في إدلب

الشرق الاوسط...أنقرة: سعيد عبد الرازق... قتل مدني وأصيب آخران، ليل الثلاثاء - الأربعاء، جراء قصف صاروخي من طائرات حربية استهدف بلدة سفوهن في ريف إدلب الجنوبي، وعمل الدفاع المدني على إسعاف المصابين في أقرب نقطة طبية، في وقت جدد فيه النظام السوري تأكيده على أن المشكلة في إدلب مرجعها «الوجود التركي ودعم أنقرة للمجموعات الإرهابية». وقال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري في جلسة لمجلس الأمن مساء أول من أمس إن «النظام التركي لم يحترم حسن الجوار... ولو كانت لديه حكمة سياسية لنظر إلى المستقبل». وأضاف الجعفري، خلال الجلسة: «نحن وهم (تركيا) باقون وموجودون في هذه المنطقة بحكم الجغرافيا والتاريخ». وقبل ساعات من جلسة مجلس الأمن كان وزير الخارجية السوري وليد المعلم أعلن أن النظام السوري لا يرغب في مواجهة عسكرية مع تركيا في إدلب، لكنه يطالب بانسحاب جميع القوات الأجنبية من الأراضي السورية على الفور، وأنه لن يتراجع عن فرض سيطرته على إدلب لأنها أرض سورية. وشهدت الأسابيع الأخيرة تحرشات بين قوات النظام والقوات التركية بعد استهداف الأولى نقاط المراقبة التركية في مناطق خفض التصعيد في إدلب؛ ما أدى إلى مقتل جندي تركي وإصابة عدد آخر، وأعلنت تركيا الخميس الماضي أنها ردت بقصف مدفعي على قصف النظام لمحيط نقطة مراقبة في إدلب. وأقامت تركيا 12 نقطة مراقبة في إدلب ومحيطها في أكتوبر (تشرين الأول) 2017 بموجب تفاهم تم التوصل إليه في آستانة مع كل من روسيا وإيران. وقتل مدني وأصيب آخران، ليل الثلاثاء - الأربعاء، جراء قصف صاروخي من طائرات حربية استهدفت بلدة سفوهن في ريف إدلب الجنوبي، وعمل الدفاع المدني على إسعاف المصابين في أقرب نقطة طبية. كما قتل مدنيان وأصيب آخرون جراء قصف مماثل استهدف مدينة إدلب وكفرنبل، تزامناً مع قصف استهدف بلدات وقرى ريف إدلب، بحسب الدفاع المدني. وتتعرض أرياف إدلب وحماة لقصف مكثّف من قوات النظام وروسيا، منذ أواخر أبريل (نيسان) الماضي، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين، ونزوح عشرات الآلاف، رغم أنها مشمولة بالاتفاق الروسي - التركي الذي يتضمن إيقاف القصف على المنطقة. وتندرج إدلب ضمن اتفاق «خفض التصعيد» الذي توصلت إليه الدول الضامنة لمؤتمر آستانة (تركيا، روسيا، إيران) في 2017، وأيضاً اتفاق «المنطقة منزوعة السلاح» الموقّع في سوتشي بين روسيا وتركيا في سبتمبر (أيلول) 2018.

نهر بردى يعود إلى غوطة دمشق وينعش الحقول الزراعية بعد الحرب... وسنوات الحصار

دير العصافير (غوطة دمشق) - لندن: «الشرق الأوسط»... يستعد المزارع رضوان هزاع لغرس مئات شتول الرمان الفتيّة في أراضٍ يملكها في الغوطة الشرقية لدمشق، في محاولة لتعويض أكثر من ثلاثة آلاف شجرة خسرها بعدما ضاعت حرقاً أو عطشاً خلال سنوات الحرب، ذلك بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية من دير العصافير في غوطة دمشق. وشكلت الغوطة الشرقية قبل اندلاع النزاع في عام 2011. السلّة الغذائية لدمشق، نظراً لحقولها الشاسعة الغنية بكافة أنواع المزروعات والأشجار المثمرة والحبوب عدا عن مزارع المواشي، لكنها لم تسلم من تداعيات القصف والحصار على مدى أكثر من ست سنوات. في بلدة دير العصافير، ينهمكُ المزارع الخمسيني في فتح قناة ري جديدة في أرضه. تتبلل قدماه بالمياه بعد تدفق كميات كبيرة من مياه بئر حفره قبل أسابيع، إثر أمطار غزيرة شهدتها البلاد، أدت لارتفاع منسوب المياه الجوفية والأنهر، ويأمل أن يستفيد منها لري الشتول الجديدة. ويقول لوكالة الصحافة الفرنسية: «عندما رأيت أرضي محروقة، جثوت باكياً وشعرت أن علي البدء من الصفر مجدداً (...) استدنت بعض المال وبدأت مرة أخرى الزرع مع بقرتين وعدد قليل من الدجاج». وعلى غرار كثيرين من مزارعي المنطقة، خسر رضوان خلال الحرب معظم أشجاره من الرمان والمشمش والجوز، ولم تنج إلا عشرات الأشجار فقط، بينما باتت بقية أرضه عبارة عن جذوع مقطوعة أو أغصان محروقة. ونزح رضوان مع بدء المعارك في عام 2012 من بلدته إلى دمشق، ليعود في عام 2018 بعدما تمكن الجيش من السيطرة على كامل المنطقة، إثر هجوم عسكري واسع ضد الفصائل المعارضة بعد سنوات من المعارك، انتهت في أبريل (نيسان) 2018 بإجلاء عشرات الآلاف من المدنيين ومقاتلي الفصائل إلى شمال غربي البلاد بعد اتفاق تسوية أبرمته روسيا بين الطرفين. ويراهن هذا المزارع على وفرة المياه الجوفية لإعادة إنعاش أرضه. ويقول: «كنا نضطر لحفر 150 متراً بهدف إخراج المياه من البئر، أما هذه السنة فحفرنا أربعين متراً فقط لتتدفق المياه بغزارة». وتدفّق نهر بردى هذا العام وصولاً إلى أنحاء الغوطة الشرقية كافة، جراء استمرار سقوط الأمطار حتى شهر مايو (أيار). ووجد الفلاح بسام اللاز بدوره الفرصة مواتية لإعادة تربية المواشي، بعدما نمت الأعشاب بكثافة في أرضه وبات بإمكانه «تأمين علف طبيعي دون كلفة». في مزرعته في دير العصافير، يرشد بسام (50 عاماً) إحدى بقراته نحو وعاء معدني كبير مملوء بالمياه. ويقول لوكالة الصحافة الفرنسية بينما التراب يغطي بنطاله الأسود: «هذه أول سنة تأكل البقرات فيها من أعشاب أرضي بدلاً من أن أشتري لها العلف» منذ بدء النزاع. ويتابع: «كنت أحزن حين أرى أشجاري وأبقاري تموت واحدة تلو الأخرى، كما لو أنّني أفقد ولداً من أولادي». يتعاون مع أفراد عائلته للعمل في الزراعة وتربية المواشي، حالهم كحال معظم سكان الغوطة الشرقية التي لطالما كانت معروفة «بكثرة ما تنتجه من محاصيل زراعية ومنتجات حيوانية»، كالبيض واللبن والخضراوات التي كانت تصل أسواق دمشق يومياً وتسدّ حاجتها. وتراجعت أعداد قطعان المواشي، وفق تقرير صادر عن المركز السوري لبحوث السياسات في مايو، نتيجة مقتلها أثناء الأعمال القتالية أو تهريبها وذبح العديد منها جراء عدم القدرة على توفير العلف «خصوصاً في المناطق المحاصرة والساخنة» وبينها الغوطة الشرقية. تكبر ابتسامة أبو رضا كلّما رأى المياه تتدفّق من بئر صغيرة حفرها، ويقول: «عندما جاء المطر، عمّ الخير على الأرض والحيوان والإنسان». وبعد أكثر من عام على توقف المعارك في دمشق ومحيطها، يعرب بسام عن «سعادة غامرة» حين يرى عروقاً خضراء تفتحت على أشجاره، لكن ذلك لم يمح غصة ترافقه. ويوضح: «بعض الخسائر لا تعوّض... فقدنا أشجار زيتون عمرها أكثر من 500 سنة». وتسبب الحصار الذي تعرضت له الغوطة الشرقية بين عامي 2013 و2018 بلجوء السكان إلى قطع الأشجار من أجل التدفئة في ظل فقدان المحروقات. وتراجعت نسبة الاهتمام بالأراضي والمحاصيل الزراعية. في مقر بلدية دير العصافير، يجتمع مختار البلدة أحمد الحسن مع عدد من الفلاحين ويسجل طلباتهم ومستلزماتهم لهذا الموسم، ويتعلق معظمها بلوازم الزراعة والري واستصلاح الأراضي. ويطمئن المزارعين بأن «أراضيهم ستعود كما كانت». ويلفت إلى أنّ «الناس كانت مكتئبة وحزينة رغم انتهاء الحرب، ولولا موسم المطر لما تشجعت أن تزرع»، مشدداً على أنّ «الغوطة هي سلة الشام الغذائية ومصدر طعامها الأول وهي رئة دمشق التي تتنفس من خلالها». وتحتل الغوطة مساحة 10400 هكتار، أكثر من نصفها عبارة عن أراضٍ زراعية، وتعدّ الزراعة المهنة الأساسية لمعظم سكان غوطة دمشق، إذ «لا يخلو منزل من أرضٍ زراعية مجاورة، فيها الأبقار والدجاج، والجميع يعمل في هذه الأرض، كباراً وصغاراً ورجالاً ونساءً»، وفق الحسن. وفقدت الغوطة الشرقية أكثر من ثمانين في المائة من أشجارها نتيجة يبسها أو قطعها أو إحراقها، وفق ما يشرح رئيس دائرة الزراعة في الغوطة الشرقية محمد محيي الدين لوكالة الصحافة الفرنسية. ويوضح: «هناك بلدات لم تسلم فيها أي شجرة، ووصلت نسبة الضرر فيها إلى مائة في المائة على غرار بلدة المليحة». يتجول محيي الدين في شارع فرعي يصل مدينة جرمانا ببلدة دير العصافير تحت أشعة شمس حارقة، تحيط به جذوع أشجار مقطوعة. ويتحسّر: «لم يكن هذا الطريق يرى الشمس لكثرة الأشجار المتعانقة التي شكلت ظلاً امتد لكيلومترات عدة، أما اليوم فبات أشبه بالصحراء». ويقدّر حاجة المنطقة إلى «عشر سنوات لتستعيد غطاءها الأخضر، وخمس سنوات على الأقل لتتمكن الأشجار مرة أخرى من الحمل ووضع الثمار».



السابق

أخبار وتقارير...الكرملين يحذر من "تصاعد التوتر" في الشرق الأوسط .....الحرس الثوري: صواريخنا الباليستية دقيقة... يمكنها إصابة حاملات الطائرات في البحر...ترمب يعين مارك اسبر وزيراً للدفاع بالوكالة خلفًا لباتريك شاناهان....إيران متمرّسة في تكتيكات حرب العصابات البحرية.... لكن!....الخارجية الروسية: هدف اللقاء الأمني الروسي الأمريكي الإسرائيلي التسوية في سوريا والشرق الأوسط...

التالي

اليمن ودول الخليج العربي.... انطلاق عملية عسكرية لتحرير البيضاء...رباعية اليمن تعود إلى لندن وعينها على موعد نهائي لـ«الحديدة»...الجبير: تقرير خاشقجي غير حيادي ومليء بالادعاءات الزائفة...المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران يبدأ جولة خليجية...البرلمان الإماراتي يطالب بالتصدي لمشروع إيران التوسعي...

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,209,660

عدد الزوار: 7,623,821

المتواجدون الآن: 0