القضية الفلسطينية تتصدر جدول أعمال وزراء الخارجية العرب في سرت

تصدرت القضية الفلسطينية، جدول أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي انعقد امس في سرت الليبية تحضيرا للقمة العربية التي تعقد غدا وبعده.
وشارك في الاجتماع وزراء خارجية الدول الاعضاء وبينهم بالخصوص الليبي موسى كوسا والسعودي الامير سعود الفيصل والسوري وليد المعلم.
وكان اللافت تأكيد ديبلوماسي رفيع المستوى ان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري تلقى تعليمات من بغداد بالانسحاب من اجتماعات القمة العربية احتجاجا على استقبال العقيد الليبي معمر القذافي وفدا من المعارضة البعثية العراقية.
كما اعلن مصدر رسمي ان رئيس الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لن يشارك في القمة وسينوب عنه في رئاسة الوفد الاماراتي حاكم ام القيوين الشيخ سعود بن راشد المعلا.
وناقش الوزراء امس مشاريع القرارات التي رفعها المندوبون الدائمون وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والصراع العربي ـ الإسرائيلي ومستجداته، ومبادرة السلام العربية، كما بحثوا خطة التحرك العربي لإنقاذ القدس التي اعتمدتها المندوبون، وكذلك رفع الدعم المخصص للقدس من 150 مليون دولار إلى 500 ليرفع بعد ذلك للقادة لاعتماده.
كما ناقش الوزراء مشروع قرار حول تطورات القضية الفلسطينية، ودعم موازنة السلطة الوطنية الفلسطينية وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، والجولان العربي السوري المحتل، والتضامن مع لبنان ودعمه.
وبحث الوزراء المبادرة السورية لوضع آلية لإدارة الخلافات العربية ـ العربية، وبندا آخر حول الإرهاب الدولي وسبل مكافحته الذي تقدمت به دولة الإمارات العربية المتحدة.
وناقش الاجتماع مشروع قرار حول تطورات الوضع في العراق، واحتلال إيران للجزر العربية الثلاث طنب الكبرى، وطنب الصغرى وأبو موسى التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة في الخليج، ومعالجة الأضرار والإجراءات المترتبة عن النزاع حول قضية لوكربي.
وناقش وزراء الخارجية العرب مشروع قرار يرفض العقوبات الاميركية أحادية الجانب المفروضة على سوريا، وآخر حول الحصار الجائر المفروض على سوريا والسودان من قبل الولايات المتحدة بخصوص شراء أو استئجار الطائرات وقطع الغيار ونتائج هذا الحصار التي تهدد سلامة وأمن الطيران المدني.
كما بحث الوزراء في مشروع قرار يرفض قرار الدائرة التمهيدية الأولى للمحكمة الجنائية الدولية في حق الرئيس السوداني عمر حسن البشير رئيس جمهورية السودان، وآخر حول دعم السلام والتنمية والوحدة في جمهورية السودان، ومشروع قرار حول دعم جمهورية الصومال، ودعم جمهورية القمر المتحدة.
يناقش الوزراء مشروع قرار يدعو الى بلورة موقف عربي موحد لاتخاذ خطوات عملية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، ومشروعا آخر لتنمية الاستخدامات السلمية للطاقة النووية في الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، ومشروع قرار آخر حول تنمية استخدامات الطاقة المتجددة والبديلة.
كما بحث اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية بسرت مشروع قرار حول النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة، وآخر لاعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لمبادرة سيادة رئيس الجمهورية التونسية زين العابدين بن علي بإعلان سنة 2010 سنة دولية للشباب، وكذلك مشروع قرار لوضع خطة عربية لتعزيز ثقافة حقوق الإنسان، واقتراح عقد قمة عربية ثقافية، ومشروع قرار حول تغير المناخ.
وناقش وزراء الخارجية مشاريع القرارات الاقتصادية والاجتماعية المرفوعة من اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري للقمة على المستوى الوزاري، تمهيدا لرفعها للقمة، بالإضافة إلى مشاريع قرارات حول العلاقات العربية مع التجمعات الدولية والإقليمية، والتعاون العربي الإفريقي، والتعاون العربي الأوروبي منها الحوار العربي ـ الأوروبي، والشراكة الأوروبية ـ المتوسطية، ومنتدى التعاون العربي الروسي، ومنتدى التعاون العربي ـ التركي، وكذلك التعاون العربي ـ الآسيوي يشمل التعاون العربي مع الصين، ومنتدى التعاون العربي ـ الهندي، والمنتدى الاقتصادي العربي ـ الياباني، والتعاون العربي مع الاميركيتين، والتعاون العربي مع دول أميركا الجنوبية.
واستعرض الاجتماع تقرير رئاسة القمة عن نشاط هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات، وتقارير الأمين العام عن العمل العربي المشترك، وبند حول الوضع المالي للأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وكان وزير الدول للشؤون الخارجية القطري أحمد بن عبد الله آل محمود، قد سلم في بداية الجلسة رئاسة الاجتماع لنظيره الليبي موسى كوسا والذي دعا إلى ضرورة القيام بتحرك عربي فاعل لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، وإحباط مخططات إسرائيل لتهويد القدس، والحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة.
وأكد التضامن العربي مع سوريا ولبنان في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في حمل إسرائيل على الالتزام بالإتفاقيات الدولية، كما أكد التضامن مع الصومال واليمن من أجل إنهاء الاقتتال .
وبشأن العراق، أكد كوسا مساندة الدول العربية له من أجل تحرير أرضه والتمسك بهويته العربية الإسلامية.
وتطرق إلى المبادرات الهادفة لايجاد حل للعديد من المشكلات على الساحة العربية. وشدد على أهمية التنسيق والعمل من أجل التكامل والوحدة العربية, مشيرا إلى أنه "لامكان في هذا العالم إلا للكيانات والتكتلات الكبرى"، وأكد أهمية التكامل الاقتصادي العربي، داعيا إلى العمل لتنفيذ نتائج قمة الكويت الاقتصادية.
من جانبه، استعرض وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري أحمد بن عبد الله آل محمود بعض إنجازات الرئاسة القطرية للقمة وخاصة جهود اللجنة الوزارية العربية الإفريقية المعنية بمعالجة الأزمة في دارفور حيث تم التوقيع على إتفاقين إطاري بين حكومة العدل والمساواة وحركة التحرير السودان في الدوحة، كما عقد مؤتمر للاستثمار والتنمية في جمهورية جزر القمر التاسع عشر من الشهر الحالي, وزاد حجم التعهدات 40 مليون دولار.
وقال إن الاجتماعات الوزارية السابقة خلال الرئاسة القطرية والجهد الدؤوب من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى استطعنا أن نتحرك بفاعلية وأن نعمل على تذليل الصعوبات". أضاف أن الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال تتطلب عناية قصوى مشيرا إلى التطورات في القضية الفلسطينية, والحصار اللاإنساني للأشقاء العزل في فلسطين .
بعد ذلك رفعت الجلسة الافتتاحية وبدأت جلسات العمل المغلقة.
وقال مندوب سوريا لدى الجامعة العربية يوسف احمد قبيل الاجتماع ان "جميع المواضيع تم انجازها من قبل المندوبين تقريبا".
واضاف في تصريحات للصحافيين "بقي مشروعان هما الية ادارة حل الخلافات العربية والمبلغ الذي سيرصد لصندوق القدس" و "الالية هي المشروع الاساسي المطروح على اجتماع السادة وزراء الخارجية".
وحول موضوع المصالحة الفلسطينية اكد المصدر نفسه انه يجب "استكمال انجاز الوحدة الفلسطينية والمصالحة الفلسطينية لكن على ارضية ثابتة وعلى اساس ان يكون الجميع داعمين لانجاز هذا الموقف الفلسطيني وان تكون كل القوى العرية ضاغطة على جميع القوى الفلسطينبية لتحقيق هذه الوحدة".
وعلى هامش الاجتماع، كشف دبيلوماسي رفيع المستوى ان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري تلقى تعليمات من بغداد بالانسحاب من اجتماعات القمة العربية احتجاجا على استقبال العقيد الليبي معمر القذافي وفدا من المعارضة البعثية العراقية.
وقال الديبلوماسي ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي طلب من زيباري، الذي سيمثل العراق كذلك في اجتماعات القمة، الانسحاب فور انتهاء الاجتماعات وخفض التمثيل العراقي في القمة الى مستوى المندوب الدائم لدى الجامعة العربية.
وردا على سؤال، بعد انتهاء الجلسة المغلقة الاولى للوزراء، حول ما اذا كان سيغادر سرت ام لا، قال زيباري "ليس هناك قرار بعد"، مضيفا بلهجة مازحة "انا هنا الان واشعر بالجوع وسوف اتناول الغداء".
واعلن مصدر رسمي ان رئيس الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لن يشارك في القمة العربية المقررة السبت والاحد في سرت (ليبيا) وسينوب عنه في رئاسة الوفد الاماراتي حاكم ام القيوين الشيخ سعود بن راشد المعلا.
واوردت وكالة الانباء الاماراتية الرسمية (وام) انه "نيابة عن رئيس الدولة (...) يرأس الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الاعلى حاكم ام القيوين وفد الدولة المشارك في الدورة ال22 للقمة العربية العادية التي تعقد يومي السبت والاحد المقبلين في مدينة سرت الليبية".

(واس، وفا، ا ش ا، ا ف ب)