لبنان....اللواء....لاءات نصرالله تشطر الشارع..وباسيل عقدة المخرج الحكومي..نداء الوطن...الراعي ينزع الغطاء المسيحي عن الحكومة.. نصر الله يُخوّن "الحراك": من أين لك هذا؟....الاخبار....لبنان ينقسم...طرابلس «عروس الثورة» تهتف لـ«النبطية» و«الضاحية الجنوبية»....رغم ترهيب نصر الله.. دعوة إلى تظاهرات "سبت الساحات"...اللبنانيون يردون على خطاب نصر الله بهاشتاغ "أنا ممول الثورة"...

تاريخ الإضافة السبت 26 تشرين الأول 2019 - 5:25 ص    عدد الزيارات 2625    التعليقات 0    القسم محلية

        


اللواء....لاءات نصرالله تشطر الشارع..وباسيل عقدة المخرج الحكومي....غويتريتش لحوار بين الحكومة والمتظاهرين....ومخازف مصرفية من فتح المصارف قبل الاستقرار....

في اليوم التاسع، أخذت احداث انتفاضة الشعب اللبناني ابعاداً، تنم عن إعادة فرز الأوضاع السياسية، بين محور السلطة، والثنائي الرافع لها: حزب الله والتيار الوطني الحر، ومعهما باقي الأركان من رئيسي المجلس النيابي والحكومة والنائب السابق وليد جنبلاط، وقوى سياسية أخرى، ومحور ثانٍ، قوامه حراك الشارع، ومن ورائه قوى سياسية، في المعارضة أو انضمت إليها كحزب «القوات اللبنانية» فضلاً عن قوى يسارية ومجموعات المجتمع المدني، ومجموعات طلابية وشبابية ومئات المجموعات وأكثر من 2000 موقع الكتروني.. الجديد، انقسام الشارع، المنتفض إلى شارعين، وسط تحذير الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله من ان يؤدي الفراغ في السلطة إلى الانهيار، مشيراً: لا نقبل إسقاط العهد، ولا نؤيد استقالة الحكومة، ولا نقبل الآن بانتخابات نيابية مبكرة. مع العلم ان السيّد نصر الله، على الرغم من لاءاته التي ألهبت الشارع، وشطره إلى نصفين، في عملية ظن اللبنانيون انها أصبحت من ماضي تصنيفاتهم.. أبقى الباب مفتوحا للحل، عبر نقاش يسبعد «الفراغ القاتل». ومع ان جهات رسمية، تحدثت عن إجراءات سيقوم بها اليوم الجيش وقوى الأمن وتهدف إلى فتح الطريق وتسهيل تنقل المواطنين، دعا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش أمس إلى «الحوار» في لبنان الذي يشهد حركة احتجاج تطالب برحيل كل الطبقة السياسية. وقال خلال لقاء مع الإعلام ردا على سؤال حول الرسالة التي يوجهها إلى رئيس وحكومة لبنان «رسالتي بسيطة جدا (...) على البلاد معالجة مشاكلها بالحوار». واضاف: «أدعو إلى أقصى درجات ضبط النفس وعدم اللجوء إلى القوة ان من جانب الحكومة أو من جانب المتظاهرين».

تحذير نصر الله

ولعل أخطر ما في كلام السيّد نصر الله، في نظر مصدر سياسي، هو تسييس انتفاضة الحراك الشعبي، وربطها بالمحور المناهض لمحور المقاومة، واتهامها بالارتباط بأجهزة مخابرات أجنبية، وكذلك تحذيره من ان «الوضع في لبنان دخل في دائرة الاستهداف الإقليمي والدولي، وهذا يعني، بحسب المعطيات التي قال السيّد نصر الله انه يملكها، وجود مساعٍ لجر البلاد إلى حرب أهلية، على غرار ما حصل في دول عربية عدّة لم تخرج منها إلى الآن». وعلى الرغم من تأكيد السيّد نصر الله استعداده لدفع ضريبة حماية البلد سياسياً، إلا ان ما حدث في أعقاب انتهائه من إلقاء كلمته، سواء في وسط بيروت، حيث كانت تجددت أعمال الشغب والتوتر بين مجموعات تدين الولاء لحزب الله، ومجموعات أخرى من المتظاهرين، قبل ان تترك لاحقاً ساحتي الشهداء ورياض الصلح، تلبية لدعوته، ومن ثم انطلاق هؤلاء وغيرهم من جمهور المقاومة في مواكب هائلة من السيّارات والدراجات النارية، جابت احياء وشوارع الضاحية الجنوبية ومدناً وبلدات جنوبية وبقاعية، تأييداً للسيد نصر الله، في مشهد أعاد إلى الأذهان الاصطفافات السابقة التي كانت تعتمد على تعبئة الشارع في مقابل شارع آخر، رغم ان الشارع الجديد الذي ولد من رحم انتفاضة 17 تشرين لا يعترف بالخصومة الطائفية، ولا بالتفرقة المناطقية ويعتبر لبنان واحداً، ويحصر خطابه في مطالب حياتية واجتماعية، وضد الفقر والجوع والعوز والكرامة الإنسانية. وفي هذا السياق، لفتت مصادر سياسية إلى انه ما لم تتم معالجة الوضع الذي نشأ عن تطوّر الأحداث في الأيام التسعة من الانتفاضة، خلال 4 أيام، فإن البلاد ذاهبة في اتجاه وضع مزعج أبعد بكثير من المطالب المعلنة، وابعد من مسألة تغيير الحكومة، مشيرة إلى ان ما يجري في بلدة الفاكهة البقاعية بين متظاهرين ومناصرين لحزب الله، حيث افيد عن سقوط قتلى، وكذلك ما حدث في قصقص حين تعرض موكب الدراجات أثناء عودتها إلى الضاحية من وسط بيروت، إلى إطلاق نار، مؤشر على احتمال تدهور الوضع بين المحورين (بحسب تصنيف حزب الله)، ما دفع الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الدعوة إلى ضبط النفس في لبنان وعدم استخدام العنف سواء من الحكومة أو من المتظاهرين. لكن قناة «المنار» الناطقة بلسان حزب الله نقلت عن مصادر مسؤولة قولها، بأن الدولة ستكون بأذرعها كافة على الأرض اليوم لحماية المتظاهرين وتسهيل حركة المواطنين لجهة التنقل في الشوارع وبين المناطق في إشارة إلى عزم الدولة على فتح كل الطرق المقفلة أو المقطوعة من قبل المتظاهرين، وكان آخرها في بيروت قطع التقاطع فردان- دار الطائفة الدرزية، وجسر الرينغ، قبل إعادة فتحهما. ولاحظت المصادر السياسية ان نصر الله أعطى في أكثر من محطة في كلامه فرصة للدولة لكي تلاقي الحل، بدليل انتقال الرئيس سعد الحريري مباشرة إلى قصر بعبدا، بعد انتهاء الأمين العام للحزب من كلمته. واشارت إلى ان «حزب الله» إذا أعطى موافقته على التشكيلة الحكومية التي يفترض ان تكون جاهزة سيُصار فوراً إلى استقالة الحكومة، وتأليف حكومة أخرى لتجنب الفراغ، لافتة إلى انه وجه رسالة مهمة إلى واشنطن من خلال إعلان حرصه على الوضع الاقتصادي المالي الذي هو مطلب أميركي، وكان لافتاً عدم ذكره مسألة العقوبات وعدم مهاجمة الإدارة الأميركية. وحذرت المصادر من ان نكون امام مشهد مماثل لما يحصل في العراق، معتبرة ان قرار نصرالله بالانسحاب من الساحات والتفرج يستشف منه عتبه على الجيش لعدم حسمه الوضع. غير ان الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي فديريكا موغريني، أكدت في بيان تقدير الاتحاد الأوروبي الطبيعة الشاملة غير العنفية للاحتجاجات، وتشجيعه القوى الأمنية على متابعة سياسة ضبط النفس. وشددت على وقوف الاتحاد إلى جانب لبنان وهو ملتزم باستقرار البلاد والمنطقة ويدعم الأهداف الإصلاحية التي حددها رئيس الحكومة سعد الحريري، واننا على ثقة من ان السلطات ستستجيب سريعاً وبحكمة للتطلعات المشروعة للشعب اللبناني بتنفيذ الإصلاحات الملحة والتي طال انتظارها.

مشاورات الحكومة

في هذا الوقت، استمرت المشاورات على اكثر من خط لمعالجة الازمة المستجدة والمستفحلة بكل تشعباتها الشعبية- المطلبية والحكومية، وزار الرئيس الحريري عصر أمس القصر الجمهوري بشكل مفاجيء والتقى رئيس الجمهورية ميشال عون، وغادر القصر من دون الادلاء بأي موقف. لكن مصادر وزارية قالت أن المشاورات تناولت كل الاوضاع المستجدة، إلا ان الشأن الحكومي لم تنضج معالجاته بعد، نتيجة المواقف المتضاربة من استقالة الحكومة كلها وتشكيل حكومة جديدة، أو إجراء تعديل وزاري لملء الشغور الذي حصل نتيجة استقالة وزراء «القوات اللبنانية» او لملء الشغور وايضا استبدال بعض الوزراء الاخرين. واشارت المصادر الى ان المسألة معقدة، منها ما يتعلق بالخلاف السياسي حول استقالة الحكومة، كما يطالب الحزب التقدمي الاشتراكي وبعض المكونات الاخرى، وترفضها مكونات اخرى مثل «حزب الله»، وتدعو الى تعديل وزاري، خوفا من الوقوع في الفراغ لأن تشكيل حكومة جديدة قد يطول وتحصل حوله خلافات ومشكلات. ومنها ما يتعلق بكيفية إرضاء الشارع الذي لا يقبل اقل من إسقاط الحكومة. ولوحظ ان بكركي رفعت أمس سقف التأييد لانتفاضة الحراك الشعبي، حيث وجه البطريرك الماروني بشارة الراعي نداء جديداً أعلن فيه تأييده لتشكيل حكومة جديدة بكل مكوناتها تكون جديرة بالثقة ومصغرة مؤلفة من شخصيات وذات اختصاص وإنجازات ومن خارج الأحزاب والتكتلات.

لقاء بعبدا

وفي حين لم يتم تسريب أي شيء عمّا دار في اللقاء الخاطف بين الرئيسين عون والحريري، تحدثت معلومات عن ان الاجتماع كان للتشاور في تطوّر الوضع الداخلي، وان لا مؤشرات لأي بحث بتعديل أو تغيير حكومي، وشددت على ان البحث تناول 3 نقاط رئيسية: الوضع الميداني على الأرض، تقييم كلمة نصرالله، والوضع الحكومي، لافتة إلى انه تمّ تناول النقطة الأخيرة بتروي من دون تسرع، على ان يعقد اجتماع آخر في وقت قريب. وقالت مصادر مقربة من الحريري لوكالة «الأناضول» ان استقالة بدون اتفاق مسبق على حكومة جاهزة أمر مستبعد، فيما نسبت قناة «العربية» للمكتب السياسي لتيار «المستقبل» ان استقالة الحريري انتحار سياسي، لكن الأمين العام للتيار أحمد الحريري أكّد عبر «تويتر» بأن هذا الكلام غير صحيح، وان المكتب السياسي لم يجتمع أمس، ولم يصدر عنه أي كلام. وترددت معلومات لمصادر وزارية انه تمّ صرف النظر عن موضوع التعديل الحكومي بفعل التمسك ببعض الوزراء، كما ان لا قرار باستقالة الحكومة، وقالت انه سيُصار إلى إعادة هيكلة الحكومة بمعنى تعيين بديل وزراء «القوات» الذين استقالوا، وتردد هنا انه سيُصار إلى تعيين وزير واحد، بدل الأربعة، فيصبح عدد أعضاء الحكومة 27، لكن مصادر رسمية استبعدت هذا الأمر، لأن الحكومة ستصبح في هذه الحالة غير متوازنة طائفياً.

لجنة الكهرباء

وقبل توجهه الى قصر بعبدا، رأس الرئيس الحريري اجتماعاً للجنة الوزارية المكلفة متابعة تنفيذ خطة الكهرباء في بيت الوسط، حضره الوزراء: علي حسن خليل، محمد فنيش، يوسف فنيانوس، جمال الجراح، وائل أبو فاعور، ندى البستاني، عادل افيوني وعدد من المستشارين. وذكرت مصادر وزارية ان البحث تركز على تعديل القانون رقم 462 المتعلق بتنظيم قطاع الكهرباء ومن ضمنه تشكيل الهئية الناظمة للقطاع الكهرباء، وقد حصل تقدم فيه وسيُرسل بعض الوزراء ملاحظاتهم عليه، ويفترض الانتهاء منه بعد جلسة او جلستين. واوضحت المصادر ان هذا القانون مهم جدا لمعالجة ازمة الكهرباء وهو يقع من ضمن برنامج الاصلاحات المالية لتخفيف عجز الكهرباء.

مصرفياً

وقالت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني إن قدرة الحكومة المحدودة على تلبية مطالب المحتجين قد تضر بثقة المودعين في البنوك ويكون لها تأثير سلبي على احتياطيات البلد من النقد الأجنبي. وعقدت جمعية مصارف لبنان اجتماعات أزمة مع حاكم مصرف لبنان المركزي والرئيس في الأيام القليلة الماضية بحثا عن سبيل لإعادة فتح البنوك وسط مخاوف متزايدة من أن يؤدي تدافع المودعين إلى تبدد ودائعها من النقد الأجنبي المحدودة أصلا. وقال مصرفي بارز «في الوقت الراهن نستخدم ذريعة المظاهرات لعدم فتح البنوك. نخشى عندما نفتح البنوك أن يهرع المودعون لسحب أموالهم أو تحويلها إلى الخارج». وتفاقم الوضع الاقتصادي مع تباطؤ تدفقات رأس المال الحيوية لتمويل عجز الدولة والواردات مما سبب ضغوطا مالية لم تشهدها البلاد منذ عقود بما في ذلك ظهور سوق سوداء للدولار. وفي حين أن احتياطيات مصرف لبنان المركزي من العملات الأجنبية القابلة للاستخدام كافية لخدمة الدين الحكومي في الأمد القريب قالت ستاندرد آند بورز إن المخاطر على الجدارة الائتمانية للحكومة ارتفعت. وأضافت أن هذا «يعكس وجهة نظرنا بأن انخفاض تدفقات النقد الأجنبي قد يؤدي إلى تفاقم الضغوط المالية والنقدية ويحد من قدرة الحكومة على الاستجابة للمطالب الاجتماعية الملحة».

هدوء الساحات

ميدانياً، استعادت ساحتا الشهداء ورياض الصلح، في وسط العاصمة، هدوئهما، بعد انسحاب المجموعات المؤيدة لحزب الله، كما استعادت زخم الحشد التي تأثر ظهراً، نتيجة التوتر واعمال الشغب بين المتظاهرين والتضارب بالايدي والعصي ورمي الحجارة والذي دفع بعدد من المتظاهرين للخروج من الساحتين. لكن قوة مكافحة الشغب في قوى الأمن تدخلت للفصل بين المشتبكين، وبقيت حوالى 50 دقيقة بين كر وفر مع المجموعة الحزبية، إلى حين انتهاء السيّد نصر الله من إلقاء كلمته، حيث باشرت بالانسحاب من الساحتين، لكن أفراد هذه المجموعة عمدوا إلى رمي المتظاهرين بالحجارة والكراسي واصيب ضابط في قوى الأمن وإعلاميون. وبعد الإشكالات والتضارب الذي حصل في الساحتين أفادت معلومات، ان المجموعات التي خرجت عن الحراك تعرّضت لاطلاق نار من أحد الأبنية في قصقص واصيب نتيجته شخصان من مناصري «حزب الله» و«امل» تمّ نقلهما بواسطة الصليب الأحمر، فتوتر الجو وقامت مجموعات اخرى على دراجات نارية توقفت عند مستديرة قصقص- مدخل صبرا قرب جامع الشيخ شمس الدين، لمنع الراغبين من التوجه الى قصقص أو النزول الى ساحة الشهداء او ساحة رياض الصلح بعد تعرض عدد من الشبان للضرب في قصقص.فتدخل الجيش لفض المشكل وامّن مرور وعودة من يرغب باتجاه الضاحية، خاصة بعد التضارب الذي حصل في رأس النبع على الطريق العام، ونتيجة لذلك تدخل الجيش بكثافة وانتشر من جسر البربير حتى قصقص وعمل على وقف التوتر. فتراجع مناصرو الطرفين. وأكدت معلومات رسمية لـ«اللواء» ليلاً ان إجراءات ستتخذ اليوم من الجيش وقوى الأمن لفتح الطرق وتسهيل تنقل المواطنين. وكانت قيادة الجيش حذّرت في بيان شديد اللهجة من الاستمرار في التعرّض للحريات العامة والشخصية، مذكرة بأن حرية التعبير والتظاهر مصانة بموجب الدستور، ودعت إلى احترام حرية التنقل والكف عن القيام بالممارسات المسيئة والمخالفة للقوانين.

نداء الوطن...الراعي ينزع الغطاء المسيحي عن الحكومة.. نصر الله يُخوّن "الحراك": من أين لك هذا؟

في سياق مطابق للتوجّه الذي كانت "نداء الوطن" قد تفرّدت بكشف النقاب عنه لناحية رفض "حزب الله" أي تغيير حكومي تحت ضغط الشارع، جاء خطاب الأمين العام لـ"الحزب" السيد حسن نصرالله دامغاً في دلالاته ورسائله الرافضة لهذا التغيير، بالتوازي مع تحريك موضعي للشارع المضاد للثورة بالتكامل والتضامن بين مناصري "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، في مواجهة ساحات الاحتجاجات الشعبية المطلبية في بيروت والمناطق. وإذا كان خطاب نصرالله قد أعطى "من طرف اللسان حلاوة" في مستهل كلامه عن إنجازات الحراك الشعبي والإيجابيات التي حققها، فإنه سرعان ما أخذ منعطفاً تهويلياً تحذيرياً تخوينياً للحراك بلغ حد مساءلته "من أين لك هذا؟"، قالباً بذلك الآية من مساءلة المتظاهرين لأركان السلطة وأحزابها عن مصادر أموالهم وثرواتهم إلى مساءلة المتظاهرين أنفسهم عن مصادر أموالهم وتمويلهم، في معرض تشكيكه بانضوائهم تحت لواء مؤامرة إقليمية دولية على البلد و"المقاومة"، طارحاً جملة شكوك بهذا المعنى تبدأ من استدلاله على نظرية المؤامرة بالتغطية الإعلامية العربية والدولية للحدث اللبناني، ولا تنتهي بإيحائه بوجود أصابع لكل من الـ"CIA" وإسرائيل وراء الاحتجاجات الشعبية، ضمن إطار "مخطط لإدخال لبنان في الفراغ والفوضى والحرب الأهلية"، مع تهديد صريح في المقابل بأنّ "حزب الله" هو الطرف الأقوى في المعادلة الداخلية ولا يخاف الاقتتال الداخلي... "وهيدا الإصبع المرفوع يللي بدو يخاف منو يخاف مش مشكلة". عملياً، أطلق الأمين العام لـ"حزب الله" صلية من الرسائل التهويلية على الحراك الشعبي المطلبي في أكثر من اتجاه وعلى أكثر من مستوى، سواء ميدانياً عبر إطلاق "الحزب" العنان لمجموعات منظّمة على الأرض لخرق الساحات وتخريب سلميتها، قبل أن يعود لسحبها بعد أن أوصلت الرسالة على أكمل وجه، أو سياسياً من خلال التصويب على عدم وجود إطار موحّد يجمع المتظاهرين وينطق باسمهم، وصولاً إلى وضعه "فهرس عمليات" لا بد من أن يتّبع المتظاهرون خطواته في سبيل التعبير عن رأيهم، تحت سقف "لاءات ثلاث" رسمها نصرالله بالخط الأحمر العريض: "لا نقبل إسقاط العهد ولا نؤيد استقالة الحكومة ولا نريد انتخابات نيابية مبكّرة". ومن الشفهي إلى المكتوب، إنتقل الأمين العام لـ"حزب الله" ليقرأ تحت عنوان "الإزعاج"، ما مفاده أنّ الحراك الشعبي الاحتجاجي ضد السلطة القائمة وفسادها، فقد في نظره صفة "العفوية" وبات موصوماً بصفة "قطاع الطرق وحواجز الخوّات وطلب الهوية" والارتهان "لجهات وشخصيات مرتبطة بالسفارات". باختصار جعل نصرالله من الحراك الشعبي المطلبي منصة تآمر على المقاومة وسلاحها أدخلت لبنان "في دائرة الاستهداف الإقليمي والدولي"، مع ما قد يستتبع هذا التوصيف من توطئة لشرعنة أي توجّه مستقبلي لقمع الشارع باعتباره سيكون من جانب الحزب، "دفاعاً مشروعاً بكل الوسائل المتاحة" عن المقاومة وسلاحها في مواجهة التآمر الخارجي. وما إن أنهى خطابه، موعزاً في ختامه لجمهور "حزب الله" بالانسحاب من الساحات بعد إنجاز مهمتهم الميدانية، حتى جابت مسيرات "الرايات الصفر" تأييداً لـ"الحزب" في الضاحية والبقاع والجنوب، في وقت كان "التيار الوطني الحر" قد حاول فرض إيقاعه على الأرض في بيروت قرب قصر العدل وجبيل والبترون وكسروان، بموجب قرار اتخذه "التيار" بتحريك "الشارع البرتقالي" دفاعاً عن العهد ورفضاً لأي تغيير حكومي يستهدف رئيس التيار جبران باسيل. وأفادت المعلومات المتصلة بحراك "التيار الوطني" "نداء الوطن" بأنّ قيادته قررت الإبقاء على التحركات في المناطق، مع ترك مسألة تقدير الظروف إزاء استمرارية أي تحرك من عدمه للمسؤولين في المناطق، سيما وأنّ "التيار" يحاذر حتى الآن الخوض في أي مواجهة مباشرة على الأرض مع المحتجين" لكنه في الوقت عينه يرى ضرورة لوضع حد لقطع الطرق وشلّ البلد، وكما ينقل مطلعون على موقفه بات "التيار" يعتبرها لعبة "عض أصابع" الخاسر فيها سيكون "من يصرخ أولاً". في المقابل، وفي سياق خارج عما تشتهيه رياح السلطة، أتى نداء البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بالأمس لينزع الغطاء المسيحي الكنسي عن الحكومة القائمة، معلناً تموضعه على ضفة "ثورة الشعب العارمة من شمال لبنان إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه"، ليطالب "بحكومة جديدة بكل مكوناتها، جديرة بالثقة، تكون مصغرة مؤلفة من شخصيات ذوات اختصاص وانجازات، من خارج الأحزاب والتكتلات، كي تتمكن من تنفيذ الورقة التي أقرها مجلس الوزراء في القصر الجمهوري وتلاها الرئيس سعد الحريري"، الذي زار قصر بعبدا أمس وغادره من دون الإدلاء بأي تصريح. وإذ تسلّح بالدستور ومقدمته التي تقول إن "لبنان جمهورية ديموقراطية برلمانية"، شدّد الراعي في رسالة بالغة الدلالة سيادياً وسياسياً لكل من يعنيهم الأمر على أنه "لا يحق لأحد أو لأي فريق أن يفرض إرادته على الجميع، فلا أحد أكبر من لبنان وشعبه". من جهة اخرى، علمت "نداء الوطن" أنه بدءاً من الغد "ستعقد اجتماعات عسكرية وأمنية على أرفع المستويات لوضع الخطة العملانية لاعادة فتح الطرقات وإعادة الحياة الى طبيعتها، وتوزيع المهام على الاجهزة المعنية من جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام وأمن دولة".

الاخبار....لبنان ينقسم

خلط خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الأوراق سياسياً وشعبياً. ومع إعلانه الموقف «القلق» من وضعية الحراك الشعبي في هذه المرحلة، ودعوته أنصاره الى الخروج من الساحات، انتقل النقاش الى مستوى آخر. شعبياً، لم يتفاعَل المتظاهرون إيجاباً مع الخطاب. بعضهم خرج من الساحات ليلاً، لكن ذلك لا يعني أن الناس لن ينزلوا مجدداً الى الشارع اليوم وغداً.

الحريري يضغط لتعديل وزاري جدّي

الأخبار ... خلط خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الأوراق سياسياً وشعبياً. ومع إعلانه الموقف «القلق» من وضعية الحراك الشعبي في هذه المرحلة، ودعوته أنصاره الى الخروج من الساحات، انتقل النقاش الى مستوى آخر. شعبياً، لم يتفاعَل المتظاهرون إيجاباً مع الخطاب. بعضهم خرج من الساحات ليلاً، لكن ذلك لا يعني أن الناس لن ينزلوا مجدداً الى الشارع اليوم وغداً. والمستجد، هو أن ناشطين في الحراك، تبادلوا أمس أفكاراً متضاربة حول كيفية التعامل مع السلطة، بين فريق لا يريد أي نوع من التفاوض، ومجموعات سارعت الى قبول اتصالات جرت معها من قبل مسؤولين في الدولة، ولو بعيداً عن الأضواء. لكن الأنظار تركزت على بعض المناطق في لبنان دون غيرها، وخصوصاً في المنطقة الممتدة من الدورة حتى شكا، حيث التوتر على أشده بين مناصري التيار الوطني الحر ومناصري القوات اللبنانية، وحيث يتوقع أن يبادر الجيش خلال الساعات المقبلة الى خطوات عملية على الأرض تمنع أي صدام بين الطرفين. خطاب نصر الله الذي اتهم فيه جهات محلية وخارجية بالعمل على أخذ الحراك الشعبي نحو أهداف سياسية قد تتسبب بالفوضى الكاملة في لبنان، تضمّن مرافعة فيها الكثير من الدفاع عن ورقة الحكومة وقراراتها. ركّز على دعوة المُتظاهرين الى انتخاب ممثلين عنهم للتفاوض مع السلطات. لكن نصر الله، الذي لم يرفض مُطلقاً فكرة التغيير أو التعديل الحكومي، جدّد رفضه المساس بموقع رئيس الجمهورية، كما رفضه إجراء انتخابات نيابية مبكرة. الاعتراضات على خطاب نصر الله، لم يكن بالإمكان حصرها من خلال مواقف رسمية. لكن الناشطين عبروا عنها، سواء في مقابلات في الساحات أو على مواقع التواصل الاجتماعي. وركز هؤلاء، على فكرة أنه لا يوجد بينهم تيار كبير يُريد استهداف المقاومة، رافضين اتهامهم بتلقي تمويل خارجي، ومعتبرين أنه يغطي سلطة الفساد. وجاء احتجاج هؤلاء، بعد مواجهة شهدتها ساحة رياض الصلح بين أنصار لحزب الله ومجموعات من الحراك، قبل أن يقرر حزب الله سحب كل أنصاره من المكان. وبمعزل عن «النفخ» الذي قامت بها جهات سياسية وإعلامية، إلا أن السلوك بدا شبيهاً بما حصل في مدينة النبطية قبل أيام، لناحية أنه نقطة سوداء في سجل أنصار حزب الله أو الحزب نفسه، حيال كيفية التعامل مع معارضيه في الشارع، علماً بأن أنصار الحزب جالوا غروب وليل أمس بالسيارات والدراجات في مناطق من بيروت والضاحية وصيدا والجنوب والبقاع تأييداً لخطاب نصر الله.

كان واضحاً انعكاس خطاب نصر الله إيجاباً على وضع بعض القوى السياسية

على أن مفاعيل الخطاب كانت في الجانب الآخر على شكل معنويات ضخت في جسد أنصار التيار الوطني الحر، وحتى عند قيادات في تيار «المستقبل» وحركة «أمل». وهؤلاء الذين يحملون على الجيش ويتهمون قيادته بالتساهل مع «معطلي الحياة» العامة، يراهنون على أن خطاب نصر الله سوف يجعل الأمور تسير في اتجاه آخر. وإذا كان في ذلك من إيجابية لناحية منع التوترات، إلا أن مجرد ترحيب أهل السلطة بخطاب نصر الله، يتحول علامة سلبية في رصيده. يبقى أن الجمهور، المنتشر في الشوارع أو القابع في منازله، ظل يسأل عن احتمالات تطور الأمور الى مواجهة كبيرة في الساحات. وسط تحذيرات داخلية وخارجية من حصول فوضى كبيرة في لبنان، بينما تواصلت خطوات الحكومة لتوفير وصول رواتب موظفي القطاع العام والشركات الصغيرة الى الموظفين قبل نهاية هذا الشهر. وعلم في هذا السياق أن موظفين في مصرف لبنان نقلوا أمس الى مكاتبهم بطريقة سرية، وباشروا بإنجاز المعاملات التي تتيح وصول الرواتب في موعدها. في المقابل، كان واضحاً يومَ أمس انعكاس خطاب نصر الله إيجاباً على وضع بعض القوى السياسية، إذ شكّل مظلة حماية للعهد ولحلفائه أيضاً الذين تعرضوا لهجوم شرس من الشارع. فقد أخذ نصر الله في صدره كل الهجمات، واضعاً ركائز للخروج من الأزمة، أهمها الانطلاق من الورقة الإصلاحية والعمل على عودة الحياة الطبيعية الى البلاد. وتؤيده في ذلك مختلف القوى المشاركة في الحكومة، فيما يبقى موضوع التعديل الحكومي أو الذهاب الى حكومة جديدة مُعلقاً، علماً بأن الرئيس الحريري يسعى الى هذا الخيار، ويضغط في اتجاه «تعديل وزاري جدّي»، على اعتبار أن خطوة مماثلة من شأنها أن تخفف من غضب الشارع. غيرَ أن الرئيس نبيه بري يحذر من اعتماد أي خيار من دون التأكد من أن الشارع سيتجاوب معه. أما النائب وليد جنبلاط فيزداد توتراً وارتباكاً بحسب ما نقل مقربون عنه، وخصوصاً أنه عمل في الأيام الماضية على إقناع الرئيس بري بالتعديل، كذلك فعل مع حزب الله للضغط على رئيس الجمهورية والوزير جبران باسيل للقبول به. لكن مصادر مطلعة أكدت أن القوى المشاركة في الحكومة ليست في وارد إجراء تعديل قريب، وأنها لا تزال تعتبر أن الحل هو في «الذهاب الى تنفيذ سريع لبنود الورقة الإصلاحية التي ستطاولها تعديلات كثيرة». لكنها تواجه «خوف الحريري الذي يخشى من وقوع نقطة دم فيضطر الى الاستقالة نتيجة ذلك، بينما بإمكانه اليوم الاستقالة وتقديم ذلك كحسن نية»، وهذا الأمر طرحه خلال لقائه عون في بعبدا حيث التقاه بعد خطاب نصر الله أمس.

طرابلس «عروس الثورة» تهتف لـ«النبطية» و«الضاحية الجنوبية»

احتشادها أدهش اللبنانيين بعد أن وُسمت بالتطرف لسنوات

الشرق الاوسط...بيروت: سوسن الأبطح... على وقع هتافات «كلن يعني كلن» و«الشعب يريد إسقاط النظام» والموسيقى الحماسية الصاخبة، يتابع الفنان التشكيلي محمد أبرش منذ أيام، مع عشرة من المتطوعين، تغيير وجه «ساحة النور» في طرابلس التي باتت أشهر ساحات الاعتصام في لبنان، وأكثرها احتشاداً وأعلاها صوتاً. فقد فوجئ المعتصمون بأن المبنى الأساسي الذي يقف على شرفته الناشطون ليديروا الحراك ويهتفون بالشبان، بدأت تكتسي جدرانه بالعلم اللبناني بمساحة ضخمة. المبنى المهجور منذ ما يقارب أربعين سنة غيرت وجهه الاحتجاجات. ويشرح أبرش، أن التبرعات لمبادرته سمحت له بشراء الطلاء واستئجار ثلاث رافعات، يقف عليها المتطوعون كل يوم بالتنسيق مع منظمي المظاهرة لاستكمال الدهان. وإن كانت مبادرتهم إحساساً منهم بأن ثورتهم مستمرة لوقت طويل، أم أنها ذكرى لهذه الانتفاضة الشعبية، يقول: «الاثنان معاً. المهم أننا نريد لطرابلس أن يصبح لها وجه آخر غير ذاك الذي وُسمت به». كل له مبادرته في ساحة النور أو «نجمة الثورة» وعروسها كما باتت تسمى. لا، بل كل مجموعة لها تظاهرتها على الساحة، ونشاطاتها التي تديرها على هواها. هنا من يسمون أنفسهم «حراس المدينة» يحاولون أن ينسقوا النشاطات، لكن العفوية تبقى غالبة. ثمة من يتبرعون لشراء المياه التي توزع، ومطاعم تحضر السندويشات أو المناقيش وربما الحلويات كما فعل «الحلاب» بتوزيع الكنافة، ومطعم الدنون الذي يسهم أفراد العائلة في التحضير كما في التوزيع بأنفسهم في الساحة. اكتظاظ ساحة النور وحيويتها أدهشت اللبنانيين جميعاً. طرابلس التي وصمت لسنوات بأنها قندهار، وأنها موئل المتطرفين، بعد عشرين جولة قتال، تعيش منذ انتهاء هذه الجولات عام 2014 حالة من التردي الاقتصادي المدقع. كان واضحاً في السنة الأخيرة أن عدد المحال التجارية التي تغلق مثير للقلق، وأن نسبة البطالة ارتفعت إلى حد يشي بالانفجار. في الليل يتحول أحد الشوارع الرئيسية المتفرعة من ساحة النور، والتي أغلقت بفعل التظاهر، إلى مرآب كبير للدراجات النارية التي تصطف فيه بالمئات. هذا دلالة على أن الشبان في الساحة، وهم غالبية ساحقة، آتون من مناطق محرومة. من المفارقات أن شبان جبل محسن وباب التبانة الذين أشعلوها حرباً شعواء فيما بينهم طوال ست سنوات، هم من أنشط الحاضرين. فرّقتهم السياسة وأعاد عوزهم اللحمة بينهم. ولا مانع من أن تصطف النراجيل أيضاً وتستجلب الكراسي، وبدل الجلوس أمام باب البيت طوال النهار، فإن في ساحة النور كل ما يلزم. ثمة توزيع للتمر وأحياناً القهوة، وفي الليل مع الأغنيات الثورية والهتافات التي لا تزال تبحث عن نفسها ثمة «دي جيه»، يأتي ليسعد الحاضرين بموسيقاه التي أصبح ينتظرها المنتفضون هنا بفارغ الصبر. يحاول المعتصمون الترفيه عن أنفسهم، وتمضية الوقت. لكن خلف المظاهر الاحتفالية آلاماً كثيرة. كلٌ جاء بدافع شخصي في الأصل. يجمعهم إحساسهم أن ثمة من اختلسهم وتركهم في عطالة لا أفق لها. ومن له عمل فهو لا يكفيه. كما أحد المتظاهرين الذي يعمل في مجال «الديليفري» وهو على وشك أن يطرد، ومتظاهرة ناقشت شهادة الدكتوراه العام الماضي وتعرف أن أمل قبولها لتعلّم في الجامعة في ظل النظام الحالي متعلق برضا أحد الزعماء. أو السيدة المسنة التي اتخذت لها زاوية تتفرج على الجموع وحين نسألها تقول: «حفيدي غرق في البحر منذ أشهر، أما سمعتم به في التلفزيون؟ لو كان لنا دولة لنظمت السباحة ولما كنا فقدناه! أنا هنا من أجله»، ولا تستطيع أن توقف دموعا تنهمر من عينيها. وسيدة أخرى جاءت لأن أولادها باتوا خارج لبنان ولا أمل في عودتهم دون «تغيير جذري». المطالب أكثر من أن تحصر. كل يعتبر أن الدولة تركته يتيماً وتسببت له بكارثة، إما لغيابها أو لإجحافها. الإحساس بأن توجيه الشتائم لشخصيات بعينها، كما في الأيام الأولى، قد يتسبب بفرقة، لجم أصحاب الهتافات عن تصويب الاتهامات إلى سياسيين بالاسم. صار المحتجون يرسلون بتحياتهم إلى «النبطية» و«صور» و«الضاحية الجنوبية». إلى جانب الساحة خيمة صغيرة نصبها أهالي الموقوفين الإسلاميين الذين يطالبون بالإفراج عن أبنائهم. لولا الأناشيد الدينية الصادحة، والتي يصعب أن تسمعها بسبب الموسيقى الثورية الصاخبة على المنصات لما انتبه لهم أحد. كلٌ جاء بألمه ومطالبه وأحزانه وآماله وطموحاته، من كل الأعمار، أغنياء وفقراء، أطباء، مهندسون وعمال. الغضب جمع الناس في هذا المكان الذي كان دائماً رمزاً لتغير الأهواء في طرابلس. هذه الساحة التي كانت تعرف باسم رجل الاستقلال عبد الحميد كرامي وكان تمثاله يتوسطها، انقلب اسمها إلى ساحة النور وأُنزل التمثال لتحل محله كلمة «الله» في الثمانينات من القرن الماضي، مع صعود نجم حركة «التوحيد» الإسلامي. وهي لاتساعها وقربها من السراي الحكومي، ووجودها على مدخل عاصمة الشمال كانت دائماً، مركزاً للاحتجاجات على مختلف أنواعها. لكن لم يسبق لساحة النور أبداً أن شهدت تواجد ما يقارب 100 ألف شخص دفعة واحدة، فما يحدث في طرابلس هذه الأيام ليس فقط نقمة على الزعماء، ورفضاً لوسم المدينة تارة بالإرهاب والتطرف، وتارة أخرى بالتخلف، إنما هو أيضاً تجمع لعاطلين عن العمل أو مهددين بفقدان القليل الذي يصلهم، وصرخة خوف من مستقبل لم يعد يرى فيه الشبان بصيص نور.

اللبنانيون يردون على خطاب نصر الله بهاشتاغ "أنا ممول الثورة"

سكاي نيوز عربية – أبوظبي... ردا على خطاب زعيم ميليشيا حزب الله اللبنانية حسن نصر الله، والذي شكك بعفوية التظاهرات التي تجتاح لبنان، ووقوف جهات وراءها عبر تمويلها، انتشرت فيديوهات ساخرة للبنانيين حملت عنوان "أنا ممول الثورة". وجاءت هذه الفيديوهات كإشارة للطبيعة العفوية للحراك الذي يشهده لبنان، وللتأكيد على عدم وقوف جهات خارجية وراء تحرك المواطنين. وبالتوازي مع الفيديوهات، انتشر وسم "هاشتاغ" بعنوان "#أنا_ممول_الثورة"، والذي عبّر فيه اللبنانيون عن رأيهم بخطاب نصر الله، مع رد على كلامه. وحذر نصر الله، الجمعة، من أن تؤدي المظاهرات التي تجتاح أنحاء لبنان إلى "حرب أهلية" محتملة، رافضا دعوات متصاعدة مطالبة باستقالة الحكومة والرئيس. وقال نصر الله في كلمة متلفزة "لا نقبل الذهاب إلى الفراغ، لا نقبل إسقاط العهد، ولا نؤيد استقالة الحكومة، ولا نقبل الآن بانتخابات نيابية مبكرة". وتابع: "أي حل يجب أن يقوم على قاعدة عدم الوقوع في الفراغ في مؤسسات الدولة، لأن هذا خطير جدا، الفراغ اذا حصل وكما البعض ينادي، سيؤدي، في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب والمأزوم في ظل التوترات السياسية في البلد والإقليم، إلى الفوضى، إلى الانهيار". وتواصلت التظاهرات مساء الجمعة في بيروت وعدة مناطق لبنانية أخرى، وتدفق المعتصمون في طرابلس إلى ساحة عبد الحميد كرامي، حيث يصر المتظاهرون على البقاء في الساحة إلى ما بعد منتصف الليل وفق ما ذكرت "الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام". ودعت مجموعة "لحقي" للمشاركة في تظاهرة "سبت الساحات" في كل لبنان، مشيرة في بيان إلى أنه "بعد تواجدنا في الشوارع لأكثر من أسبوع وبعد استمرار السلطة في مناوراتها وإنكارها مطالبنا التي تتردد في جميع مناطق لبنان حان الوقت لإجبار السلطة على التجاوب وتصعيد ضغط الشارع". وتابع بيان المجموعة: "نعلن يوم غد السبت يوم الساحات وندعو إلى تظاهرات ضخمة في جميع المناطق تحت عنوان سبت الساحات. فلنتظاهر رفضا لأكاذيب السلطة ومحاولات التفافها الدائمة على انتفاضتنا الشعبية لإسقاط حكومة قوى النظام الحاكم".

رغم ترهيب نصر الله.. دعوة إلى تظاهرات "سبت الساحات"

المصدر: دبي - العربية.نت... أصدر المتظاهرون في لبنان بيانا عقب انتهاء زعيم حزب الله حسن نصرالله من خطابه، شددوا فيه على الدعوة إلى تظاهرات ضخمة في جميع المناطق لبنان تحت عنوان "سبت الساحات" رفضاً لأكاذيب السلطة ومحاولات التفافها الدائمة على مطالب الحراك. وأكد البيان على استمرارية التظاهر حتى استقالة الحكومة وتشكيل حكومة مؤقتة ذات مهام محددة من خارج مكونات الطبقة الحاكمة وبإشراف القضاة المستقلين. كما دعا بيان المتظاهرين المؤسسات العسكرية والأمنية للقيام بواجباتها تجاه الناس وحمايتهم من الاعتداءات المستمرة من قبل مناصري أحزاب السلطة. وأضاف بيان المتظاهرين على أن شرعيّة البرلمان اللبناني سقطت لمعادته مصالح الناس، مؤكدا على أن الشارع في الوقت الحالي هو مصدر السلطات الوحيد حتى لحظة تشكيل مجلس نواب جديد عبر الاقتراع.

هشتاغ #أنا_ممول_الثورة

وكان الأمين العام لميليشيا حزب الله حسن نصرالله قد حذر في وقت سابق اللبنانيين من اندلاع حرب أهلية في لبنان على غرار ما يحدث في دول الجوار سوريا والعراق مشيرا إلى أن ميليشياته هي الأقوى في البلد. وفي خضم حديثه استخدم نصرالله أصبعه لترهيب اللبنانيين من مغبة تظاهراتهم. وعقب اتهامه للمشاركين بالحراك بتلقي تمويل من السفارات، جاء رد المتظاهرين سريعا، وبهشتاغ #أنا_ممول_الثورة .. الذي اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي كان الجواب. ونصب مئات المحتجين اللبنانيين الخيام وأعاقوا حركة المرور في الطرق الرئيسية في بيروت، الجمعة، لفرض حملة العصيان المدني ومواصلة الضغط على الحكومة للتنحي. وظلت البنوك والجامعات والمدارس مغلقة الجمعة، وهو اليوم التاسع من الاحتجاجات على مستوى البلاد، التي أثارتها الضرائب الجديدة المقترحة عقب تخفيض الإنفاق العام. وفي وقت مبكر من الجمعة، أغلق متظاهرون لفترة وجيزة الطريق السريع الذي يربط مدينة صيدا الجنوبية ببيروت، وأحرقوا إطارات وعرقلوا حركة المرور. وفيما بعد، أزال الجيش الإطارات وأعاد فتح الطريق.



السابق

أخبار وتقارير...احتجاجات العراق.. 23 قتيلاً و1779 جريحاً...العراق.. 4 قتلى ونحو ألف جريح وإشعال النيران بمقرات حكومية..نصر الله يلوح بـ"حرب أهلية" في لبنان...مقتل 6 متظاهرين في صدامات مع قوات الأمن في العراق...في تحول مفاجئ.. إرسال عشرات الدبابات ومئات الجنود الأميركيين لسوريا...صدامات بين المحتجّين وقوات الأمن في بغداد وأنباء عن سقوط قتيلين.....لبنان....حالة الطرقات في مختلف المناطق صباح اليوم...تقرير أميركي: «داعشيات» يتوعدن بعودة «الدولة» يزعمن احتجازهن في «ظروف قاسية»..«داعش» يراوغ عبر «تيك توك» لمواجهة فرار عناصره ..إصابة 5 جنود أميركيين جراء هجوم صاروخي...القمة الروسية ـ الأفريقية تختتم أعمالها بعقود مليارية....جوهر محمد... الشاب الذي ينازع آبي أحمد سلطاته وشعبيته في إثيوبيا..

التالي

العراق... 40 قتيلا وكربلاء تنتفض ضد خامنئي وسليماني......"الجمعة الدامية" في العراق.. قتلى وجرحى وحظر للتجول...

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,291,682

عدد الزوار: 7,627,040

المتواجدون الآن: 0