أخبار سوريا....اغتيالات وفلتان بـ«مناطق التسويات» في 2019...دمشق تبدأ السنة الجديدة بمجزرة في إدلب.....إدلب تتعرض للقصف والتهجير... وتساؤلات حول دور أنقرة....حصيلة القتلى المدنيين العام الماضي بلغت 3473 شخصاً بينهم 1021 طفلاً...المرصد: روسيا تشن أكثر من 22 غارة جوية على محيط إدلب....تقرير: 10 آلاف من "أطفال داعش" لا يزالون عالقين في سوريا...
الخميس 2 كانون الثاني 2020 - 4:51 ص 2107 0 عربية |
اغتيالات وفلتان بـ«مناطق التسويات» في 2019...
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»... أفاد تقرير حقوقي ومصادر محلية باستمرار «الفلتان الأمني» من اغتيالات واستهدافات لمدنيين في مناطق استعادت قوات النظام السيطرة عليها بـ«تسويات» في درعا وغوطة دمشق وريف حمص، إضافة إلى استمرار الانتهاكات في سجون السلطات السورية، بين ذلك مقتل 87 شخصاً «تحت التعذيب» خلال العام المنصرم.
دمشق وريفها
وأفادت وسائل إعلام محلية بمقتل شخص بانفجار عبوة ناسفة مزروعة بسيارة خاصة في بلدة كناكر بريف دمشق، في حين قال نشطاء، إن الحادث استهدف رئيس «لجنة المصالحة» في بلدة كناكر. من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن عملية اغتيال طالت رئيس لجنة المصالحة في بلدة كناكر بغوطة دمشق الغربية، وذلك من خلال استهدافه بعبوة ناسفة زرعها مجهولون في سيارته؛ «ما أدى إلى مقتله على الفور». وأشار مصدر إلى «عملية اغتيال شهدتها مدينة معضمية الشام بريف دمشق الغربي، حيث أقدم مسلحون مجهولون على اغتيال أحد عناصر (الفرقة الرابعة) في المدينة، وذلك عبر إطلاق النار عليه أثناء سلوكه أحد الطرق الفرعية في المدينة ليلاً في الـ26 من الشهر الماضي؛ ما أدى إلى مقتله على الفور». ورغم تراجع وتيرة الحرب في بعض المناطق السورية، أشار «المرصد» إلى «تصاعد التوترات في مختلف أنحاء دمشق وريفها، بسبب عمليات الاعتقال والمداهمات المتواصلة التي يتعرض لها السوريون». واستعرض «المرصد» بعض الأحداث، بينها حملة مداهمات واعتقالات نفذتها مخابرات النظام والأجهزة الأمنية في بداية العام، أسفرت عن اعتقال ما يزيد على 150 شخصاً من قيادات ومقاتلين سابقين لدى الفصائل ممن أجروا «تسويات ومصالحات». ولفت إلى استمرار قوات النظام «في التنصل من تعهداتها أمام المواطنين القاطنين في مناطق سيطرتها، حيث أصدرت قوائم بأسماء آلاف المطلوبين للخدمة الاحتياطية، رغم التعهدات التي أبرمتها قوات النظام بعدم استدعاء المطلوبين وفقاً لاتفاقات المصالحة والتسوية في عدد كبير من المدن السورية. وفي الوقت نفسه، «لا تزال الفوضى الأمنية منتشرة إلى حد كبير في مناطق سيطرة النظام في دمشق وريفها، حيث وقعت انفجارات عدة»، حسب «المرصد». وزاد: «أصدرت سلطات النظام السوري قراراً بإعدام عدد من أبناء الغوطة الشرقية والمعتقلين لديها منذ سنوات، والذين كان لهم مشاركة كبيرة في الحراك المعارض لها في المنطقة». وفي 29 يوليو (تموز) صادرت أجهزة النظام الأمنية منازل عشرات المهجرين من أهالي جنوب دمشق خلال الأسبوع الحالي، وأبلغت ساكنيها بضرورة إخلائها بسبب تحولها لأملاك تابعة للنظام. كما أصدرت سلطات النظام قوائم تضم آلاف المطلوبين للخدمة الاحتياطية على الرغم من التعهدات التي سبق وأن قدمتها لأهالي المناطق التي أجرت تسويات ومصالحات.
حمص
لا تختلف منطقة ريف حمص الشمالي في حالها عن حال باقي المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام، حيث بسطت قوات النظام سيطرتها على تلك المنطقة عبر عمليات عسكرية بمؤازرة حلفائها أو عبر «مصالحات وتسويات»، وتعيش مدن وبلدات وقرى الريف الحمصي الشمالي «حملات أمنية لمخابرات النظام والأجهزة الأمنية». وقال «المرصد»، إن البعض يعتقد أن الهرب من ويلات الحرب إلى مخيمات اللاجئين قد يقيه من جحيم الموت، «لكن الحقيقة مغايرة تماماً لهذا، حيث إن الموت يلاحق السوريين في أنحاء المخيمات المتناثرة في مختلف مناطق الأراضي السورية، ومن بين تلك المخيمات التي تحصد أرواح السوريين، مخيم الركبان الواقع في أقصى جنوب شرقي سوريا بالقرب من الحدود السورية - الأردنية، حيث تنتشر الأمراض والأوضاع الإنسانية السيئة».
محافظة درعا
رصد «المرصد» ما يشبه «انتفاضة شعبية» في درعا؛ احتجاجاً على ما تشهده إدلب وما يتعرض له المدنيون من قصف وتهجير، في حين طالب المتظاهرون بالإفراج عن المعتقلين في سجون النظام. وأشار إلى «تصاعد حدة المظاهرات. ولم يسلم الروس من انتفاضة درعا، حيث كان (المرصد السوري) رصد في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) طرد أهالي من محافظة درعا للوفد الروسي الذي حضر للمشاركة في تشييع القيادي السابق بفصائل المعارضة، والذي اغتيل قبلها بيوم برصاص مجهولين غرب درعا». وتأتي تلك المظاهرات تزامناً مع استمرار تردي الوضع المعيشي والأمني في محافظة درعا، حيث لا يزال الفلتان الأمني متواصلاً بشكل كبير. وقال «المرصد» إن محافظة درعا تشهد «انفلاتاً أمنياً كبيراً، حيث سجلت من يونيو (حزيران) الماضي وحتى يومنا هذا، أكثر من 232 محاولة اغتيال، في حين وصل عدد الذين قتلوا إثر تلك المحاولات خلال الفترة ذاتها إلى 163، وهم: 25 مدنياً، بينهم 3 مواطنات وطفلان، إضافة إلى 86 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها والمتعاونين مع قوات الأمن، و29 من مقاتلي الفصائل ممن أجروا «تسويات ومصالحات» وباتوا في صفوف أجهزة النظام الأمنية من بينهم قادة سابقون، و16 من الميليشيات السورية التابعة لـ(حزب الله) اللبناني والقوات الإيرانية، بالإضافة إلى 6 مما يُعرف بـ(الفيلق الخامس) الذي أنشأته روسيا».
قتلى تحت التعذيب
على مدار عام 2019، واصل «المرصد» توثيق مقتل مواطنين «بأيدي النظام السوري في معتقلاته التي باتت أشبه بأقبية الموت، بعد سنوات من الاعتقال المتواصل» بينهم 87 معتقلاً من الرجال والشباب في الفترة ما بين 21 ديسمبر (كانون الأول) 2018 إلى يوم أمس. وبحسب ما وثقه «المرصد»، فإن إجمالي عدد الذين قتلوا «في سجون النظام ارتفع إلى 16152 مدنياً: هم: 15964 رجلاً وشاباً، و125 طفلاً، و64 مواطنة منذ انطلاقة الثورة السورية، من أصل 104 آلاف علم «المرصد» أنهم فارقوا الحياة في المعتقلات، حيث كان «المرصد» حصل على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، عن أنه جرى إعدامهم وقتلهم داخل معتقلات وسجون قوات النظام ومخابراتها، من ضمنهم أكثر من 83 في المائة جرى تصفيتهم وقتلهم ومفارقتهم الحياة داخل هذه المعتقلات في الفترة الواقعة ما بين شهر مايو (أيار) 2013 وأكتوبر (تشرين الأول) من عام 2015، في حين أكدت المصادر كذلك أن ما يزيد على 30 ألف معتقل منهم «قتلوا في سجن صيدنايا سيئ الصيت، في حين كانت النسبة الثانية الغالبة هي في إدارة المخابرات الجوية».
دمشق تبدأ السنة الجديدة بمجزرة في إدلب... معارضون سوريون يشككون بجدية تركيا في وقف الهجوم الروسي
بيروت - لندن: «الشرق الأوسط»... بدأت قوات النظام السوري سنة 2020 الجديدة أمس بارتكاب «مجزرة» عبر شنها قصفاً صاروخياً على بلدة سرمين في ريف إدلب الشرقي في شمال غربي البلاد. وتحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مقتل 8 مدنيين على الأقل بينهم امرأتان و4 أطفال جراء سقوط صواريخ أرض - أرض على مدرسة ومواقع أخرى في بلدة سرمين، مضيفاً أن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود أكثر من 16 جريحاً بعضهم في حالات خطرة. على صعيد متصل، شنت طائرات النظام الحربية بعد ظهر أمس غارات على بلدة خان السبل بريف إدلب الجنوبي، فيما سجّل «المرصد» استهداف طائرات حربية روسية لمحيط مدينة إدلب بأكثر من 22 غارة جوية بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء، حيث تضم المنطقة سجن إدلب المركزي الذي سبق أن تعرض لقصف جوي روسي. ولم ترد معلومات فورية عن الخسائر البشرية جراء الغارات الروسية المكثفة. ومع تفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية بمحافظة إدلب، تساءل معارضون حول دور أنقرة إزاء ما يحدث على أرض تلك المحافظة التي تعد آخر معاقل المعارضة السورية، حسب تقرير لوكالة الصحافة الألمانية من القاهرة. ونقلت عن معارضين أن رسالة أنقرة الرئيسية اكتفت فقط بتهديد دول أوروبا وتخويفها بموجات جديدة من النازحين السوريين، دون أي حديث حول مسؤولية روسيا عما يتعرض له أهالي إدلب من قتل وتشريد ونزوح في ظل شتاء شديد البرودة.
قوات النظام السوري تقصف ريف إدلب بصاروخ أرض ـ أرض
«شبكة حقوق الإنسان»: مقتل 3364 مدنياً بينهم 842 طفلاً في عام 2019
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»... أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بحصول «مجزرة» نفذتها قوات النظام بقصفها الصاروخي على بلدة سرمين في ريف إدلب الشرقي، ذلك في اليوم الأول من السنة الجديدة. وقال «المرصد» أمس: «ارتفع إلى 8 بينهم مواطنتان و4 أطفال تعداد المدنيين الذين قتلوا جراء سقوط صواريخ أرض - أرض على مدرسة ومواقع أخرى في البلدة، فيما لا يزال عدد القتلى مرشحا للارتفاع لوجود أكثر من 16 جريحا بعضهم في حالات خطرة». على صعيد متصل، شنت طائرات النظام الحربية بعد ظهر الأربعاء غارات على بلدة خان السبل بريف إدلب الجنوبي، فيما رصد «المرصد» استهداف طائرات حربية روسية لمحيط مدينة إدلب بأكثر من 22 غارة جوية بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء، حيث تضم المنطقة سجن إدلب المركزي الذي سبق أن تعرض لقصف جوي روسي، فيما لم ترد معلومات حتى اللحظة عن الخسائر البشرية جراء الغارات الروسية المكثفة. على صعيد متصل، قصفت الفصائل بعد منتصف الليل أماكن في جورين وشطحة العزيزية والرصيف والجيد الخاضعة لسيطرة قوات النظام بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي. على صعيد آخر، أفاد «المرصد» بسقوط قتيلين اثنين وعدد من الجرحى في انفجار عنيف هز بلدة سلوك الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها بريف الرقة الشمالي في سوريا. وقال «المرصد»، الذي يتخذ من لندن مقرا في بيان صحافي، إن آلية مفخخة انفجرت في البلدة صباح اليوم ما أدى لمقتل اثنين وسقوط جرحى بالإضافة لأضرار مادية في المنطقة. وأشار إلى أن 21 انفجاراً ضرب مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها في ريفي الرقة والحسكة بالقرب من الحدود السورية - التركية خلال الفترة الممتدة منذ أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ولفت إلى أن التفجيرات انحسرت في مناطق محدودة هي مدينة تل أبيض وبلدة سلوك وقريتي عين عروس وحمام التركمان بريف الرقة الشمالي، ومدينة رأس العين وبلدتي مبروكة وتل حلف وقرية تل خنزير بريف رأس العين الغربي شمال الحسكة. إلى ذلك، قال «المرصد» إنه وثق «مقتل 989 شخصا خلال الشهر الماضي، كان بينهم 279 مدنيا بينهم 64 طفلا»، فيما قالت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» إنَّ ما لا يقل عن 3364 مدنياً قد تمَّ توثيق مقتلهم في عام 2019 على يد أطراف النزاع الفاعلة في سوريا، بينهم 234 في الشهر الماضي. اعتمدَت «الشبكة» في تقريرها على عمليات المراقبة المستمرة للحوادث والأخبار وعلى شبكة علاقات واسعة مع عشرات المصادر المتنوِّعة، إضافة إلى تحليل عدد كبير من الصور والمقاطع المصورة. وقال التقرير: «سجل في عام 2019 مقتل 3364 مدنياً بينهم 842 طفلاً و486 سيدة (أنثى بالغة)، قتل منهم 1497 مدنياً على يد قوات النظام السوري، بينهم 371 طفلاً، و224 سيدة». فيما قتلت القوات الروسية 452 مدنياً بينهم 112 طفلاً، و71 سيدة. وقتل تنظيم «داعش» 94 مدنياً، بينهم 11 طفلاً، و7 سيدات. فيما قتلت التنظيمات الإسلامية المتشددة 49 مدنياً، بينهم 45 مدنياً، بينهم 6 أطفال، و سيدتان قتلتا على يد هيئة تحرير الشام، و4 قتلوا على يد الحزب الإسلامي التركستاني. وسجَّل التقرير مقتل 21 مدنياً، بينهم 8 أطفال، وسيدة، على يد فصائل في المعارضة المسلحة، فيما وثَّق مقتل 164 مدنياً، بينهم 50 طفلاً، و15 سيدة على يد قوات سوريا الديمقراطية ذات القيادة الكردية. ووثَّق التقرير في عام 2019 مقتل 68 مدنياً، بينهم 20 طفلاً، و17 سيدة على يد قوات التحالف الدولي. فيما سجل مقتل 1019 مدنياً، بينهم 264 طفلاً، و149 سيدة على يد جهات أخرى.
إدلب تتعرض للقصف والتهجير... وتساؤلات حول دور أنقرة
القاهرة - لندن: «الشرق الأوسط»... مع تفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية بمحافظة إدلب يوماً تلو الآخر جراء القصف البري والجوي المكثف الذي تتعرض له على مدى شهرين وأكثر على يد قوات النظام السوري وحليفته روسيا، تتفاقم أيضاً الانتقادات والأسئلة، بل والشبهات حول صمت تركيا إزاء ما يحدث على أرض تلك المحافظة التي تعد آخر معاقل المعارضة السورية، حسب تقرير لوكالة الصحافة الألمانية من القاهرة. وقالت إن رسالة أنقرة الرئيسية اكتفت فقط بتهديد وتخويف دول أوروبا بموجات جديدة من النازحين السوريين، دون أي حديث حول مسؤولية روسيا عن ما يتعرض له أهالي إدلب من قتل وتشريد ونزوح في ظل شتاء شديد البرودة. وبات التساؤل هل تنازلت أنقرة مسبقاً عن إدلب بموجب تفاهمات مع روسيا لتأمين حدودها شرق الفرات من الخطر الكردي، أم أنها تتطلع لحصد تفاهم جديد معها لتأمين مصالحها الاقتصادية، وإن كان هذه المرة في ليبيا. المتحدث الرسمي باسم هيئة التفاوض السورية وعضو اللجنة الدستورية عن المعارضة السورية، يحيى العريضي، عبر عن انزعاجه وعدم تفهمه لهذا الصمت التركي تجاه عملية التصعيد العسكري التي تشنها قوات النظام السوري وحليفته روسيا على إدلب الواقعة شمال غربي سوريا. وأوضح في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: «لا نتفهم الصمت التركي إزاء ذبح إدلب قتلاً وبرداً... فتركيا هي أحد الضامنين لمنطقة خفض التصعيد في المحافظة التي عقدت بالأساس لحماية المدنيين، وهناك اتفاقيات بينهم وبين الروس والإيرانيين بهذا الشأن ومن أجله أقاموا 12 نقطة مراقبة... نحن نستغرب ونسألهم أيضاً بكل صراحة لماذا لم يحركوا فصائل المعارضة الموالية لهم لنجدة أهالي إدلب، تلك الفصائل التي تقدمت ورافقت العملية التركية (نبع السلام) في شرق الفرات ضد الوحدات الكردية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي... هل تحريكهم لن يجدي أمام قوة الطيران الروسي وسياسة الأرض المحروقة المتبعة حالياً بالمحافظة...عليهم التوضيح؟!». ودعا العريضي لتحري الدقة حول الأخبار والمعلومات المتداولة بشأن قيام تركيا بتجنيد وإرسال مقاتلين ينتمون إلى فصائل المعارضة السورية المسلحة إلى ليبيا ليشاركوا كمرتزقة في الدفاع عن حليفتها حكومة الوفاق، مشدداً: «لو ثبتت صحة تلك الأحاديث فلا يوجد وصف لها عندي سوى أنها فعل حقير من قبل الفصائل التي سمحت بذلك، وهو تصرف مدان مائة في المائة... لكن نحتاج إلى التأكد بصور ووقائع؛ لأنه ربما يكون الهدف من وراء ترويج تلك الأخبار هو نسف مصداقية من يقاوم الاستبداد». وفي رده على ما يتردد عن وجود تفاهم مسبق بين الروس والأتراك قبل عملية «نبع السلام» يقضي بإطلاق يد تركيا شرق الفرات، مقابل ترك إدلب لروسيا والنظام، أجاب العريضي «كل الاحتمالات تبقى ورادة... لكني لا أميل لمثل هذه التحليلات السهلة، وبرأيي أن كثرة اللاعبين الدوليين تحديداً بالساحة السورية وتقاطع المصالح فيما بينهم هو ما يدفع إلى أن تقع منطقة سوريا ما بقبضة هذا الطرف أو ذاك». أما فيما يتعلق بما يتردد حول أن أحد أسباب الصمت التركي هو الرغبة في التخلص من عبء محاربة الفصائل المتطرفة بالمحافظة، وترك هذه المشقة للنظام وروسيا، قال العريضي: «وجود عناصر (جبهة النصرة) المدرجة على لوائح الإرهاب الدولية ضمن صفوف هيئة تحرير الشام الفصيل صاحب الهيمنة الأوسع على إدلب يدعم بطبيعة الحال ذرائع النظام وروسيا ليستمروا في عملياتهم العسكرية تحت غطاء محاربة الإرهاب، وربما لم ترغب تركيا في التورط بالأمر، لكننا نعتقد أنه كان بإمكانها التحرك مبكراً حيال هذه المعضلة والضغط على النصرة والضغط على روسيا أيضاً، خاصة أن الجميع يعلم أن البلاء الأكبر جراء هذا التصعيد الراهن ينصبّ على المدنيين الأبرياء نساء وأطفال». وأبدى الأكاديمي السوري أسفه إزاء اقتصار الدور التركي على اكتفاء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بصب جام غضبه على الأوروبيين فقط، وتهديدهم بالتلويح بأن بلاده لن تتحمل المزيد من اللاجئين السوريين، موضحاً «الدول تتحرك عبر مصالحها، ولا أعتقد أنه يوجد من هو مستعد لأجل صالح السوريين أن تتأثر علاقته بدول كبرى كروسيا... الجميع شاهد وفوداً تركية ذهبت لروسيا وتم الحديث عن مناقشة وقف القصف، لكننا للآن لم نشهد أي ترجمة على الأرض لتلك المناقشات لم نسمع أن منسوب الدم والدمار قد انخفض». من جانبه، وصف النائب السابق بـ«هيئة التفاوض السورية» خالد المحاميد، المتطلعين لأي دور للجيش التركي لمواجهة التقدم الروسي وإنقاذ أهل إدلب برواد «عالم الأوهام». وأوضح المحاميد: «إدلب تقتل... وإردوغان يكرر مشهده السينمائي بتهديد الأوروبيين بالنازحين أو جحافل البرابرة كما يصورهم الذين سيغزون لشواطئهم... والحقيقة أنه تفاهم مع روسيا بشأن اجتياح الأخيرة لإدلب، بالأساس هذا التفاهم كان قد تأجل تنفيذه لفترة طويلة لحين الانتهاء من خطر «داعش» في عموم سوريا، والآن ومع بدء العملية لم يعد أمام إردوغان سوى توجيه رسائل للاستهلاك الإعلامي فيما يتعلق بالتشاور مع الروس لإيقاف الضربات والقصف... أو تصريحات قياداته بالإبقاء على نقاط المراقبة التركية بالمحافظة، بالطبع طول هذا الإبقاء يتحدد وفقاً للسعر الذي سيعرض عليه مقابل إخلائها». وفنّد المعارض البارز الأسباب التي دفعت تركيا للتخلي عن إدلب رغم أن ذلك يحرمها من نفوذ استراتيجي مهم داخل سوريا بالمستقبل، موضحاً: «أعين السلطان العثماني باتت مركزة بالقفز على الفرصة الراهنة في ليبيا وشواطئ البحر المتوسط الجنوبية عبر إنقاذ رئيس حكومة الوفاق فايز السراج الذي يغرق ويحتاج إلى أي حبل للنجاة ووجد ضالته بالسلطان العثماني وما سيوفره له من سلاح ومرتزقة... كما أن إدلب اليوم ليست من ضمن المناطق الجاهزة التي يحتاج إليها إردوغان اليوم لإعادة اللاجئين السوريين في بلاده إليها، خاصة مع تصاعد التوتر والضغط الشعبي التركي ضدهم». ووجه المحاميد انتقادات حادة لمؤسسات المعارضة السورية المتعاقبة، محملاً إياهم جزءاً من مسؤولية المأساة التي تعيشها المحافظة. أوضح «لقد تجاهلوا نداءاتنا وتحذيراتنا كمعارضة وطنية من خطورة الفصائل المسلحة والجهادية التي تبادلت السيطرة والتلاعب بمقدرات إدلب خلال سنوات الثورة الأولى، التي كان أغلبها ممولاً قطرياً ومدرباً بتركيا، كما تجاهلت القيادة الراهنة لتلك المؤسسات في السنوات الأخيرة تحذيراتنا من خطورة تحول إدلب لإمارة وملجأ لكل المتطرفين من كل أنحاء سوريا لقد حولوها لقندهار جديدة وتم وصمها وأهلها بالإرهاب... ونحن الآن نسأل من ملأوا آذاننا بالحديث عن الخيرات والمساعدات الإنسانية القطرية والتركية أين الجميع مما يعيشه أهل إدلب من كارثة إنسانية والنزوح والمبيت بالعراء والتواجد بأشباه المخيمات في ظل موجات الصقيع، فضلاً عن الحدود التركية المغلقة بوجوههم». المحاميد - الذي قدم استقالته من موقعه نهاية عام 2018 اعتراضاً على سلوك مؤسسات، المعارضة طبقاً لقوله - استنكر بشدة تصوير بعض قيادات المعارضة لأنفسهم بموقف المتفاجئ من الخطوة التركية بتجنيد مقاتلين سوريين وإرسالهم كمرتزقة إلى ليبيا، موضحاً: «الكثير من قيادات المعارضة حمّلوا الأعلام والرموز التركية بأكثر من محفل؛ ولذا فليس بمستغرب أن تتحول الفصائل إلى مرتزقة عند الأتراك ويحملوا العلم التركي بلا خجل في معاركهم بالداخل السوري... اليوم، إردوغان يقدمهم للعالم أجمع في صورتهم الحقيقية كمرتزقة لمن يدفع الثمن سواء ليبيا أو غيرها، فأين المفاجأة؟ تلك الفصائل فقدت شعبيتها واحترامها بالداخل السوري. وللأسف، لا يوجد من يحاسب قيادات المعارضة على هذا الخطأ أو غيره». ولم يبتعد المعارض المستقل سمير النشار عن الرأي السابق، في التأكيد على أن ابتلاع النظام والروس لمناطق خفض التصعيد وآخرها إدلب خلال العامين الأخيرين قد تم بمباركة تركية صامتة. وأوضح: «صانع القرار التركي حصل عبر عملياته العسكرية الثلاث بسوريا على التوالي، أي درع الفرات، وغضن الزيتون، ونبع السلام على المواقع التي تشكل أولوية له، بدلاً من مناطق خفض التصعيد التي سمح بابتلاعها... أقصى ما تخشاه تركيا الآن هو أن يتم تجميع الآلاف من السوريين من إدلب بالقرب من حدودها المغلقة بوجوههم، أي أن يشكلوا كارثة إنسانية ربما يهتز لها العالم ويتم إلقاء اللوم عليها... ولذا؛ تهدد بشدة بورقة النازحين، لكن الأوروبيين بالمقابل يدركون جيداً أن تركيا لن تفتح أبوابها بالأساس لهؤلاء اللاجئين ليتدفقوا من شواطئها لبلادهم، وأنها فقط تحاول ابتزازهم للحصول على مساعدات مالية أو دعمهم لها في نزاعها مع كل من قبرص واليونان حول مصادر الطاقة بالبحر المتوسط». وتابع: «تركيا تسعى جاهدة للآن ورغم التصعيد السوري الروسي المكثف على إدلب بالعمل على إقناع الفصائل الموالية لها هناك بفتح الطرق الدولية دمشق حلب» التي كان إردوغان قد اتفق مع بوتين على فتحها في سوتشي في سبتمبر (أيلول) 2018، ورفصت الفصائل مراراً هذا الأمر... إذ إن فتح هذه الطرق هو الهدف الرئيسي للتصعيد العسكري؛ كونها تمثل حلقة محورية بالغة الأهمية في محاولة إحياء الاقتصاد السوري المتداعي على أثر الحصار والعقوبات الدولية، فضلاً عن أن سيطرة النظام على إدلب ستدعم موقف النظام السوري وحلفائه بأي مفاوضات، وكذلك في المطالبة بخروج القوات الأجنبية التي دخلت وتمركزت بمناطق سوريا دون موافقة منه، أي الأتراك والأميركيين». وأردف: «الأتراك والروس يحافظون بدرجة كبيرة على سياسات التهدئة بينهم، وأتوقع أن تستمر التفاهمات التي تصب في صالحهما في الساحتين السورية أو الليبية، وذلك رغم اختلاف الأهداف والحلفاء في كل ساحة».
المرصد: روسيا تشن أكثر من 22 غارة جوية على محيط إدلب
حصيلة القتلى المدنيين العام الماضي بلغت 3473 شخصاً بينهم 1021 طفلاً
بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»... أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن طائرات حربية روسية استهدفت محيط مدينة إدلب، شمال غربي سوريا بأكثر من 22 غارة جوية خلال الساعات الأولى من صباح اليوم (الأربعاء). وأوضح المرصد أن من بين المناطق التي تم قصفها سجن إدلب المركزي الذي سبق وتعرض لقصف جوي روسي. وأضاف أنه لم ترد بعد معلومات عن الخسائر البشرية جراء الغارات الروسية المكثفة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية. وكان رئيس النظام بشار الأسد أكد أمس أن معركة إدلب هدفها القضاء على الإرهاب الذي يهدد أمن وسلامة السوريين. وقال إن «عملية مكافحة الإرهاب مستمرة وتشكل أولوية بالنسبة للدولة السورية قبل أي شيء آخر». وتواصل قوات النظام السوري المدعومة من روسيا عملياتها في إدلب، المعقل الكبير الأخير للمسلحين في سوريا. وسجّل النزاع الدائر في سوريا منذ نحو تسع سنوات، في عام 2019 أدنى حصيلة سنوية للقتلى، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. ووثّق المرصد مقتل 11215 شخصاً بين مقاتل ومدني في عام 2019، موضحاً أن حصيلة القتلى المدنيين بلغت 3473 شخصاً بينهم 1021 طفلاً. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن عام 2019 كان الأقل دموية منذ بداية الحرب التي أسفرت في نحو تسع سنوات عن مقتل 370 ألف شخص، حسب ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وشهدت سوريا في عام 2019 قتالاً ضارياً على 3 جبهات. ففي مارس (آذار) طردت وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة تنظيم داعش من آخر رقعة كان يسيطر عليها في أقصى الشرق السوري قرب الحدود مع العراق. وفي الصيف، كما في الأسابيع الأخيرة، صعّدت قوات النظام السوري حملتها العسكرية على منطقة إدلب الخاضعة لسيطرة المسلحين والواقعة في شمال غربي سوريا. وفي الصيف أوقعت المعارك التي شهدتها المنطقة التي تأوي نحو ثلاثة ملايين شخص ومقاتلين نحو ألف قتيل مدني. وفي شرق البلاد شنّت تركيا وفصائل مقاتلة موالية لها عملية عسكرية عبر الحدود داخل الأراضي السورية لطرد المقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة «إرهابيين». وفي عام 2015 استعاد النظام السوري بدعم من الجيش الروسي السيطرة على مساحات شاسعة من البلاد كان مقاتلو فصائل المعارضة ومتطرفون قد سيطروا عليها. وفي عام 2017 بلغت حصيلة القتلى 33 ألفا، لتتراجع في العام التالي إلى 19600 قتيل. وكان عام 2014 الأكثر دموية في النزاع وقد بلغت حصيلته 76 ألف قتيل. وشهد ذاك العام صعود تنظيم داعش وسيطرته على مساحات شاسعة في سوريا والعراق. ومنذ عام 2011 يُقتل في سوريا سنويا أكثر من 40 ألف شخص كمعدل وسطي للنزاع الذي شرّد الملايين.
تقرير: 10 آلاف من "أطفال داعش" لا يزالون عالقين في سوريا
روسيا اليوم... المصدر: وول ستريت جورنال... .أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن قرابة 9.5 ألف طفل لمسلحي تنظيم "داعش" من نحو 40 دولة، لا يزالون عالقين في معسكرات شمال شرقي سوريا وسط ظروف إنسانية متدهورة. وأشارت الصحيفة، استنادا إلى بيانات منظمة "أنقذوا الأطفال" غير الحكومية، إلى أن معظم هؤلاء الأطفال الذين لا تتجاوز أعمار نحو 50% منهم خمس سنوات، ينزلون حاليا في مخيم الهول بمحافظة الحسكة، محذرة من أن الظروف القاسية في المخيم تهيئ المناخ الملائم لدفع هؤلاء الأطفال إلى طريق التطرف. ولفتت الصحيفة إلى أن إحدى أبرز العقبات القانونية التي تمنع هؤلاء الأطفال من العودة إلى دولهم تكمن في أن فصل الأطفال عن أمهاتهم المتواجدات في نفس المخيم يتناقض مع القانون الإنساني الدولي، فيما رفضت كثير من الدول قطعيا استعادة "الدواعش" المحتجزين. وذكرت الصحيفة أن بعض "الداعشيات" تنازلن عن حقوقهن الأبوية بغية السماح لأطفالهن بالعودة إلى الحياة الطبيعية، غير أن الأخريات اللواتي يحتفظن بولائهن للتنظيم الإرهابي وينتظرن انتعاش "الخلافة الإسلامية" يعتبرن أطفالهن جيلا جديدا من كوادر "داعش"، ولا يرغبن في عودتهم إلى دولهم. في الوقت نفسه، أكد نزلاء في المخيم للصحيفة أن بعض "الداعشيات" هربن من المخيم المدار من قبل المقاتلين الأكراد، بمساعدة مهرّبين. وأفادت الصحيفة بأن بعض المحتجزات في المخيم أطلقن حملات في الإنترنت لجمع تبرعات من مؤيدي "داعش" بغية تمويل خدمات المهربين. وأكدت الصحيفة أن معظم المنظمات الإغاثية الدولية علّقت عملها في معسكر الهول خوفا من استعادة الحكومة السورية السيطرة على المنطقة بموجب اتفاق مبرم مع "قوات سوريا الديمقراطية" ذات الغالبية الكردية بعد بداية الهجوم التركي على شرق الفرات في أكتوبر. ونقلت الصحيفة عن امرأة من المخيم ومحام يعمل على ملف استعادة "أيتام داعش" تأكيدهما أن طفلا قتل الأسبوع الماضي إثر إطلاق حراس المخيم الرصاص على مجموعة من أطفال كانوا يرشقونهم بالحجارة، كما توفي طفل آخر الأحد الماضي بسبب البرد القاسي، حسب الهلال الأحمر الكردي. وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا التي أصبحت أول دولة بادرت إلى استعادة "أيتام داعش" من العراق، جمعت مؤخرا عينات الحمض النووي من أطفال معسكر الهول الذين لا تعرف جنسياتهم لأنهم ولدوا في سوريا أو أدخلوا إليها من قبل ذويهم عندما كانوا في سن الرضاعة. وأما بخصوص الدول الأخرى، فقد استعادت حتى الآن نحو 350 طفلا فقط من "أيتام داعش" العالقين شمال شرقي سوريا.