أخبار سوريا.....قاعدة أميركية جديدة في الحسكة بجانب سجن "الدواعش"....دمشق «مدينة للنساء»... وطرطوس للأرامل... والساحل يزدحم بالأرامل....الفصائل تحرر عدة قرى من ميليشيات أسد وحليفاتها جنوبي حلب....عودة أطفال روس من سوريا...رتل عسكري هو الأضخم للقوات التركية يدخل الأراضي السورية....مباحثات تركية ـ روسية حول إدلب في أنقرة اليوم ...روسيا: طائرة ركاب تهبط اضطراريا بعد تعرضها لنيران سورية..

تاريخ الإضافة السبت 8 شباط 2020 - 4:24 ص    عدد الزيارات 2232    التعليقات 0    القسم عربية

        


قاعدة أميركية جديدة في الحسكة بجانب سجن "الدواعش"..

المصدر: دبي - العربية.نت.. أدخلت القوات الأميركية، الجمعة، قافلة عسكرية تضم مدرعات وشاحنات محملة بمعدات لوجستية وأسلحة وغرف مسبقة الصنع إلى حي غويران بمدينة الحسكة، شمال شرق سوريا، وذلك بحسب ما أفادت وكالة "سبوتنيك" الإخبارية. في التفاصيل، أفادت الوكالة بأن القوات الأميركية أدخلت قافلة مدرعات عسكرية وشاحنات تحمل معدات لوجستية وأسلحة وغرف مسبقة الصنع إلى حي غويران بمدينة الحسكة، مساء الجمعة، بهدف إنشاء قاعدة عسكرية لها. وأكدت المعلومات أن مقر القاعدة العسكرية الجديدة سيكون في مكان ما يسمى "الدفاع الذاتي"، التابع لتنظيم "قسد" بحي غويران من الجهة الجنوبية لمدينة الحسكة.

"مئات الدواعش"

كما أن القاعدة الجديدة ستكون الأولى للجيش الأميركي ضمن أحياء مدينة الحسكة، وعلى مسافة قريبة من مبنى "السجن المركزي" بحي غويران، الواقع تحت سيطرة تنظيم "قسد"، والذي يتواجد فيه المئات من مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي. وستكون القاعدة عند تجمع الدوائر الرسمية التابع لنظام الأسد سابقا في المنطقة، والذي يحوي مباني كالسجل المدني، وفرع هيئة الرقابة والتفتيش، وفرع شرطة المرور، وفرع المعلوماتية، ومديرية الصناعة، ودار الأسد للثقافة، ومدينة باسل الأسد الرياضية، وجميعها تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.

نفط سوريا هو الأهم!

وأدخل الجيش الأميركي خلال الأيام الأخيرة عدة قوافل عسكرية لتعزيز سيطرته على حقول النفط السورية، وشهد فجر الاثنين الماضي دخول قافلة عسكرية من 50 شاحنة محملة بمعدات لوجستية وعربات مصفحة، عبر معبر التونسية "سيمالكا" غير الشرعي مع إقليم" كردستان العراق، إلى مدينة القامشلي، قبل توجهها إلى مواقع قوات الجيش الأميركي غربي مدينة الحسكة، وذلك بعد يومين من إدخال قافلة مماثلة وصلت إلى القاعدة العسكرية الأميركية في منطقة "القصرك" شمالي مدينة الحسكة. يذكر أن المعلومات كانت أفادت بـأن معظم القوافل والتعزيزات التي استقدمها الجيش الأميركي تركزت في قاعدة "حقل العمر النفطي" بريف دير الزور، وفي قاعدة "القصرك" بريف الحسكة، حيث يعمل على توسيع وتعزيز القاعدتين المذكورتين بالمعدات العسكرية.

روسيا: طائرة ركاب تهبط اضطراريا بعد تعرضها لنيران سورية..

الراي...الكاتب:(رويترز) .. قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن طائرة ركاب تقل 172 شخصا من طهران إلى دمشق هبطت اضطراريا في قاعدة حميميم الجوية التي تديرها روسيا أمس بعد أن كادت الدفاعات الجوية السورية تصيبها. ونقلت وسائل إعلام روسية عن المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف قوله إن القوات السورية كانت ترد على ضربات إسرائيلية أصابت مشارف دمشق. وذكرت وزارة الدفاع السورية إنها اعترضت صواريخ إسرائيلية فوق دمشق أطلقت على أهداف عسكرية في جنوب سورية. وأحجمت إسرائيل عن التعقيب. وكانت الطائرة إيرباص إيه320 في طريقها إلى مطار دمشق الدولي عندما أجبرت على تحويل مسارها إلى قاعدة حميميم الجوية.

مباحثات تركية ـ روسية حول إدلب في أنقرة اليوم ...جهود لعقد جولة جديدة من آستانة الشهر المقبل

الشرق الاوسط....أنقرة: سعيد عبد الرازق... يجري وفد روسي مباحثات في أنقرة اليوم (السبت) بشأن الملف السوري تركز بشكل خاص على التطورات في إدلب، في وقت حذرت تركيا النظام السوري من الاقتراب من نقاط مراقبتها العسكرية هناك، مرجحة عقد جولة جديدة من مباحثات مسار أستانا خلال مارس (آذار) المقبل. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السلوفاكي أمس (الجمعة): «سيتم بحث الوضع في إدلب مع وفد روسي غدا (اليوم السبت)». وأكد أنهم سيقومون بكل ما يلزم لوقف المأساة الإنسانية في إدلب، مشيراً إلى أن الوضع هناك ما زال مأساوياً وأن أعداداً كبيرة من المدنيين أجبروا على ترك منازلهم بفعل هجمات نظام الأسد. وأضاف جاويش أوغلو أن تركيا ردت على هجمات النظام السوري بشكل مضاعف عقب مقتل 8 من الجنود الأتراك. ولفت إلى أن النظام السوري زاد من هجماته، قائلا: «إن الذين لا يؤمنون بالحل السياسي ويفضلون الحل العسكري مخطئون للغاية». وأضاف الوزير التركي أنهم يعيدون تقييم المرحلة التي عملوا فيها مع روسيا، الضامن للنظام السوري، وأنه تم الاتفاق بعد إجراء عدد من الاتصالات مع المسؤولين الروس على بحث الوضع في إدلب مع الوفد الروسي القادم إلى تركيا، وسيتم عقد اجتماع على مستوى القادة في حال لزم الأمر عقب اجتماع الوفود. وأكد أن هدف تركيا هو إيقاف «عدوان» النظام في أسرع وقت ووقف الاضطهاد، ومواصلة اجتماعات اللجنة الدستورية والإسراع بالعملية السياسية. في الوقت ذاته، أعلنت الرئاسة التركية أنها تعمل على عقد جولة جديدة من مباحثات آستانة في مارس (آذار) المقبل، مؤكدة أن نقاط المراقبة التركية في شمال غربي سوريا ستبقى مكانها. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين: «نعمل حاليا على عقد جولة من مباحثات آستانة خلال الشهر المقبل.. نقاط المراقبة التركية شمال سوريا ستبقى في مكانها، وسنقوم بكل ما يلزم دون أي تردد لحماية جنودنا». وأضاف أن تركيا تنتظر زيارة وفد عسكري روسي للبلاد، لبحث التطورات في محافظة إدلب، مشيرا إلى أنه قد يتم عقد اجتماع على غرار آستانة، كما يمكن أن يلتقي الرئيسان التركي رجب طيب إردوغان والروسي فلاديمير بوتين، إلا أننا ننتظر زيارة الوفد العسكري الروسي حاليا. واتهم كالين النظام السوري بانتهاك التفاهمات في إدلب مئات المرات، مضيفا: «سنرد على كل خطأ يرتكبه». من جانبه، حذر مندوب تركيا لدى الأمم المتحدة، فريدون سينيرلي أوغلو، دمشق من أن تركيا ستدافع عن أمن جنودها في محافظة إدلب. وقال، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي أمس، إن نشر قوات تركية في محافظة إدلب يتم بالتنسيق مع روسيا، وإن الجيش السوري استهدف نقاطا عسكرية تركية يوم الاثنين الماضي، و«في النتيجة أجبرونا على نشر وحدات عسكرية إضافية لحماية نقاط المراقبة ولمنع تصعيد العمليات العسكرية في إدلب.. الآن يحاصر الجيش السوري عددا من نقاط المراقبة». وأشار كالين إلى أن تركيا تؤمن بالحل السياسي لتسوية الأزمة السورية، وتعمل مع الأمم المتحدة على تسوية وفقا للقرار 2254، مضيفا أن «تركيا لن تتسامح مع الأعمال العسكرية.. أي عدوان عسكري يستهدف المصالح الأمنية لتركيا والجنود الأتراك سيتم الرد عليه بشدة». وفي وقت سابق صرح الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان أنه دعا نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إلى الضغط على دمشق لوقف الهجوم الذي يشنه الجيش السوري ضد المسلحين في إدلب وفي غضون ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر أمني تركي، أمس، أن بلاده لا تعتزم سحب قواتها من نقاط المراقبة في محافظة إدلب، رغم وجود 3 نقاط منها في مناطق تخضع حاليا لسيطرة قوات الأسد. وقال المصدر إن أفراد الجيش التركي لا يواجهون مشكلات في سراقب وإن نقاط المراقبة في إدلب مجهزة للدفاع عن أفرادها. وأنشأ الجيش التركي الأسبوع الماضي نقطتي مراقبة جديدتين حول سراقب في محاولة لمنع النظام من السيطرة عليها لكنها باتت الآن محاصرة من جانب قواته التي سيطرت على سراقب. وأوضح المصدر أن الدوريات التركية الروسية المشتركة في شمال شرقي سوريا تأجلت بسبب حالة الطقس وليس بسبب الهجمات في إدلب. وكانت وسائل إعلام تركية ذكرت أن أنقرة قررت وقف الدوريات المشتركة مع روسيا إلى أجل غير مسمى بسبب هجوم النظام على الجنود الأتراك في إدلب الاثنين الماضي، ما أدى إلى مقتل 8 منهم. وواصل الجيش التركي إرسال تعزيزات عسكرية إضافية إلى نقاط المراقبة داخل محافظة إدلب. ووصلت أمس 150 عربة عسكرية وقوات «كوماندوز» وأسلحة وعتاد إلى نقاط المراقبة الاثنتي عشرة المنتشرة في منطقة خفض التصعيد في إدلب.

رتل عسكري هو الأضخم للقوات التركية يدخل الأراضي السورية

سكاي نيوز عربية – أبوظبي... أفادت مصادر ميدانية في إدلب لـ"سكان نيوز عربية" بدخول رتلٍ عسكري هو الأضخم منذ إنشاء النقاط التركية في مناطق خفض التصعيد في محافظة إدلب شمال سوريا. وقدرت المصادر الرتل التركي بأكثر من 300 ألية عسكرية، يحتوي على عشرات الدبابات والمدافع الثقيلة وناقلات الجند والعربات المصفحة وسيارات الدعم اللوجستي. وأشارت إلى أن الرتل العسكري التركي دخل الأراضي السورية من معبر كفرلوسين الحدودي مع تركيا شمال إدلب. ويتوقع بحسب مصادر عسكرية أن يتوجه الرتل العسكري لإنشاء ثلاث نقاط عسكرية جديدة في ريف إدلب في معسكر الطلائع بالقرب من بلدة المسطومة الواقعة على طريق (مدينة إدلب أريحا) , بينما سيتمّ إنشاء نقطتين عسكريتين في أماكن أخرى في ريف إدلب . وتشهد محافظة إدلب منذ أيام دخول عشرات الأرتال العسكرية للجيش التركي والمزودة بالدبابات والمدافع وأعداد كبيرة من الجنود المشاة وينتشر في محيط محافظة إدلب وعلى الطرق الدولية m4 و m5 بالقرب من مدينة سراقب. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أمهل القوات السورية الموجودة في محيط نقاط المراقبة التركية إلى نهاية فبراير، من أجل الانسحاب. وقال أردوغان، الأربعاء: "خلال مكالمتي مع الرئيس الروسي أخبرته أن على القوات السورية أن تنسحب إلى الحدود المتفق عليها في سوتشي حول إدلب. أي خلف نقاط مراقبتنا".

خلاف تركي روسي

ويخشى مراقبون أن يؤدي التصعيد بين أنقرة ودمشق إلى تدهور أكبر للوضع المضطرب في المنطقة. وأكد جاويش أوغلو أن تركيا ستقوم بكل ما يلزم لوقف المأساة الإنسانية في إدلب، حسبما نقلت "رويترز". وقالت وسائل الإعلام الرسمية السورية، الخميس، إن وحدات من الجيش السوري دخلت مدينة سراقب الاستراتيجية في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة فصائل مسلحة، وبدأت في "تمشيطها" وإزالة الألغام منها.

عودة أطفال روس من سوريا

المصدر: RT.... عادت طائرة تحمل على متنها 26 طفلا من مخيم "الهول" السوري إلى روسيا. وهبطت الطائرة في مطار "تشكالوفسكي" بضواحي موسكو الليلة الماضية، ورافقت الأطفال آنا كوزنيتسوفا، مفوضة حقوق الطفل لدى الرئيس الروسي. وعقب وصول الأطفال إلى الوطن، تم نقلهم إلى مركز الأبحاث الطبي الوطني، حيث كان أقرباؤهم بانتظارهم. وأكدت المفوضة أنه سيبدأ قريبا إعداد الوثائق للوصاية على الأطفال، الذين سيتوجهون إلى منازلهم بعد ذلك. وبشكل عام تم إجلاء 35 طفلا روسيا من مخيم "الهول"، سيعود 9 منهم إلى موسكو بعد إتمام الإجراءات المتعلقة بالوثائق. وأشارت كوزنيتسوفا إلى أن التحضيرات جارية لنقل 73 طفلا آخر من سوريا إلى روسيا. يذكر أن هذه العملية جرت في إطار جهود السلطات الروسية لإعادة عشرات الأطفال الذين توجه آباؤهم وأمهاتهم إلى سوريا والعراق للمشاركة في العمليات القتالية في صفوف الجماعات المسلحة، بما فيها تنظيم "داعش" الإرهابي.

الفصائل تحرر عدة قرى من ميليشيات أسد وحليفاتها جنوبي حلب

أورينت نت – خاص... أعلنت الفصائل المقاتلة ، اليوم الجمعة، عن استعادة السيطرة على عدة قرى بريف حلب الجنوبي، تقدمت إليها ميليشيا أسد الطائفية مؤخراً، ضمن الحملة التي تشنها على المنطقة. وقالت "الجبهة الوطنية للتحرير" عبر معرفاتها الرسمية، إنه تم "استعادة السيطرة على قرى محاريم، والخواري، وتل النباريز، ومزارع الظاهرية، في ريف حلب الجنوبي، وسقوط عدد من القتلى والجرحى لعصابات الأسد داخلها". وفي وقت سابق، أكد مراسل أورينت تدمير الفصائل المقاتلة ناقلة جند (BmB) للميليشيات الإيرانية التابعة لميليشيا أسد الطائفية، ومقتل طاقمها على محور قتال الكلارية غرب حلب. وذكرت صفحات محلية في وسائل التواصل، أن الفصائل المقاتلة تمكنت من تدمير ناقلة جند بقذيفة نوع (RBC)، وقتل جميع أفراد طاقمها في قرية الكلارية غرب حلب. وأمس نشرت الجبهة الوطنية للتحرير فيديو لاستهدافها مجموعة من عناصر ميليشيا أسد في نفس القرية عبر صاروخ حراري موجه انفجر وسطهم. ومنذ 15 كانون الثاني المنصرم، ارتفعت وتيرة المعارك وماتزال بين ميليشيات أسد بدعم روسي والفصائل المقاتلة في عدد من المناطق بإدلب وحلب مما كان يسمى بمناطق "خفض التصعيد". ورغم إحراز الميليشيات تقدما في عدد من المناطق إلا أنها تكبدت خسائر فادحة جدا بالعتاد والأرواح، حيث تشير المعلومات من مصادر موالية وشبه رسمية، إلى مقتل أكثر من 500 عنصر وضابط للميليشيا خلال شهر ونصف فقط.

دمشق «مدينة للنساء»... وطرطوس للأرامل.... «الشرق الأوسط» ترصد آثار غياب الرجال بسبب الحرب والهجرة

دمشق: «الشرق الأوسط».... باتت دمشق أشبه بـ«مدينة للنساء» جراء هجرة الرجال أو مشاركتهم في المعارك، في وقت تحولت مدن ساحلية، خصوصاً طرطوس، إلى مناطق لـ«الأرامل» بسبب مقتل الرجال من قوات النظام السوري وميليشياته. وأظهر تحقيق أجرته «الشرق الأوسط» أن موت أعداد كبيرة من الرجال خلال الحرب التي تشهدها سوريا وستدخل عامها العاشر منتصف مارس (آذار) المقبل وعمليات الخطف والاعتقال والهجرة، أمور أدت إلى فقدان أعداد كبيرة من العائلات في مناطق سيطرة الحكومة للمعيل زوجاً وولداً. هذه الحالة دفعت بكثير من النساء إلى ممارسة مهن وأعمال كانت حكراً على الرجال، والقيام بدور الأب المعيل والأم في آن، وهي ظاهرة لم تكن مألوفة في سوريا قبل الحرب. وباتت مشاهد مألوفة رؤية فتيات يعملن في محال بيع الألبسة الجاهزة الرجالية والنسائية والسوبرماركت والحلويات والبوظة وبسطات في أسواق الخضراوات، وعاملات نظافة في الطرقات، وسائقات لسيارات أجرة، وفي محال تصليح السيارات.

نساء دمشق يعملن في مهن ذكورية... والساحل يزدحم بالأرامل

غياب الرجال يجبر سوريات على القيام بأدوار الأم والأب والمعيل

دمشق: «الشرق الأوسط».... رغم ظهور علامات التعب على وجهها، فإن سوسن تواصل بنشاط تلبية طلبات الزبائن في أحد محلات الحلوى في دمشق، بعدما وجدت نفسها فجأة المعيل الوحيد للأسرة، ومجبرة على القيام بدور الأب والأم في آن واحد. وفي هذه الأيام، المتجول في أحياء العاصمة يلحظ أن الأسواق والأماكن العامة تزدحم بالنساء، لدرجة بات البعض يطلق عليها «مدينة النساء» بسبب طغيان الطابع الأنثوي على الذكوري، بينما يصف آخرون لـ«الشرق الأوسط» مدينة طرطوس على الساحل السوري بـ«مدينة الأرامل»، بسبب مقتل عدد كبير من رجالها في الحرب اذ يعتقد بمقتل اكثر من الف عنصر من الجيش النظامي. سوسن، السيدة البالغة من العمر نحو 25 عاماً، لا تنقصها الحنكة في التعامل مع الزبائن، من خلال إظهارها الابتسامات أثناء تلبيتها طلباتهم، وتوضح أنها لم تكن «مخيرة في مسألة الالتحاق بسوق العمل وإنما مجبرة» من أجل إعالة طفليها، بعد أن أفقدتها الحرب منذ عامها الثاني زوجها الذي كان المعيل الوحيد للعائلة. لا تجد سوسن التي تعمل لمدة ثماني ساعات في اليوم، حرجاً من العمل في المحل رغم أن معظم العاملين فيه هم من الرجال، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «الحياة صعبة للغاية، وازدادت صعوبتها مؤخراً، ويجب أن أعمل لأعيش أنا وأطفالي، فلا يوجد من يطرق بابنا ويعطينا ليرة أو رغيف خبز». وبعد أن توضح السيدة أن أحوالها تهون عن أحوال بعض الأسر النازحة التي فقدت معيلها، وتضطر لدفع مبالغ مرتفعة جداً إيجارات للمنازل، تقول: «الحمد لله، الحال مستورة، فأنا لم أنزح من بيتي، وأتقاضى 60 ألف ليرة في الشهر، وصاحب المحل رجل طيب إكرامياته للعمال لا تنقطع، كما أحصل على إعانات من الجمعيات الخيرية». (الدولار الأميركي يساوي ألف ليرة). وتسبب موت أعداد كبيرة من الرجال خلال الحرب التي تشهدها سوريا وستدخل عامها العاشر منتصف مارس (آذار) المقبل، وعمليات الخطف والاعتقال، في فقدان أعداد كبيرة من العائلات في مناطق سيطرة الحكومة للمعيل زوجاً وولداً. وتؤكد منظمات حقوقية ومراكز دراسات، أن حصيلة ضحايا الحرب تقدر بـأكثر من نصف مليون قتيل، 350 ألف حالة منها تم توثيقها، يضاف إليهم نحو مليون شخص أصيبوا بإعاقات مباشرة، ونحو 200 ألف معتقل، بينما يؤكد «مركز دمشق للأبحاث والدراسات» (مداد) الموالي للحكومة، في دراسة حملت عنوان «تداعيات الأزمة – الحرب على واقع المرأة السورية»، أن نسبة الذكور من وفيات الحرب السورية بلغت نحو 82 في المائة. هذه الحال دفعت بكثير من النساء إلى ممارسة مهن وأعمال كانت حكراً على الرجال، والقيام بدور الأب المعيل والأم في آن واحد، وهي ظاهرة لم تكن مألوفة في سوريا قبل الحرب؛ حيث بات من المألوف مشاهدة فتيات يعملن في محال بيع الألبسة الجاهزة الرجالية والنسائية والسوبرماركت والحلويات والبوظة، وحتى بائعات بساطات في أسواق الخضراوات، وعاملات نظافة في الطرقات، وسائقات لسيارات أجرة، وفي محال تصليح السيارات. ومن مؤشرات ارتفاع نسبة عمالة النساء والفتيات في مناطق سيطرة الحكومة، وحالة الفقر المدقع التي تعاني منها غالبية العائلات، مشاهدة فتيات لا يتجاوز عمر الواحدة منهن الثامنة عشرة، يعملن نادلات في المقاهي، التي انتشرت خلال الحرب بشكل لافت في العاصمة دمشق؛ حيث يقمن بالترحيب بالزبائن، ومرافقتهم إلى أن يختاروا طاولة يجلسون عليها، ومن ثم تلبية طلباتهم، والتردد عليهم بين الحين والآخر إلى أن ينهوا جلستهم، ثم قبض قيمة الفاتورة والبقشيش. أم يوسف، وهي أم لطفل وثلاث فتيات، منذ اختفاء زوجها في السنة الأولى للحرب تعمل في غسل السيارات أمام الأبنية في الأحياء الراقية وسط العاصمة، مقابل مبالغ مالية مقبولة تتقاضاها من أصحابها، تعيش منها مع أفراد عائلتها، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «الأولاد كانوا صغاراً، ولم يكن أمامي خيار سوى العمل، وإلا كنا سنشرد ونجوع». وتوضح أنها مع مرور الوقت وهي تقوم بهذا العمل؛ «أصبح كثير من أصحاب السيارات في تلك الأحياء زبائن لي، ويتصلون بي مسبقاً لتنظيف سياراتهم في اليوم التالي». ومع تفاقم صعوبة الحياة المعيشية للغالبية العظمى من الأسر، بسبب الغلاء الفاحش وتردي المداخيل الشهرية، تشير أم يوسف إلى أنها تبحث لفتياتها عن عمل من أجل مساعدتها في مواجهة مصاعب الحياة، وتقول: «العمل لا يعيب الفتاة ما دامت محافظة، وتحدثتُ مع كثير من الزبائن لإيجاد عمل للبنات، ووعدوني خيراً، ولكن حتى الآن لم أحصل على نتيجة»، وتلفت إلى أنها «سأقوم بتشغيلهن بأي عمل بعد عودتهن من المدرسة؛ لأن مصاريف الحياة كبيرة، ولم أعد أقدر على تأمينها وحدي». كانت الأرقام الرسمية تشير إلى أن عمالة النساء في سوريا لا تشكل أكثر من 16 في المائة من قوة العمل السورية، وأن نسبة البطالة وصلت بين الإناث إلى نحو 11.1 في المائة عام 1994، وارتفعت إلى الضعف تقريباً بين عامي 2004 و2009. أما لدى الذكور، فقد كانت النسبة 6.3 في المائة، وارتفعت إلى نحو 10.5 في المائة خلال الفترة نفسها؛ لكن الأرقام خلال السنوات الخمس الماضية فإنها ترجح تغيراً كبيراً لمصلحة النساء، بعدما أصبحت قطاعات كثيرة تطلب عاملات لسد الثغرات جراء ندرة العاملين من الرجال والشباب. ومع تكتم المصادر الرسمية في البلاد على النسبة الحالية لعمالة النساء، للتغطية على الأعداد الكبيرة لضحايا الحرب، نقلت تقارير عن خبير اقتصادي من دمشق، رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أن نسبة طغيان الطابع الأنثوي على الذكوري في الأسواق والأماكن العامة تصل إلى 80 في المائة. وكنتيجة طبيعية، ساهمت عمالة النساء في رفع نسبة الأنشطة التي تقوم بها المرأة السورية مقارنة بالرجل، بما يقارب 40 في المائة كحد وسطي، وفق ما يقول الخبير الاقتصادي. ويشير إلى أن هذه النسبة ارتفعت إلى 90 في المائة نهاية عام 2015 وبداية عام 2016، نتيجة لظروف فرضتها الحرب على الرجال. وتتحدث أرقام الأمم المتحدة عن هجرة نحو 6 ملايين سوري إلى دول الجوار ودول غربية منذ بداية الحرب، بينما تشير تقارير إلى أن أغلبية هؤلاء من الرجال والشباب الذين هربوا، خوفاً من الالتحاق بالخدمة الإلزامية والاحتياطية في صفوف الجيش الحكومي. وتشير دراسة إلى أن 2.7 مليون شخص فقدوا وظائفهم في القطاعين العام والخاص، ما أدى إلى فقدان الدخل لأكثر من 13 مليون شخص من المعالين بحكم التدمير الذي طال مواقع العمل، الأمر الذي قد يوقع الأسرة في شباك الاستغلال والفقر، ما زاد من الضغوط على المرأة في سوريا، التي وجدت نفسها مسؤولة وتواجه مختلف ضغوطات الحياة. وبعد أن كان سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي يساوي ما بين 45 – 50 ليرة في سنوات ما قبل الحرب، شهد تدهوراً تدريجياً خلال الحرب، ويصل حالياً إلى نحو 1050. التدهور في سعر صرف الليرة على مدار سنوات الحرب كان في كل مرة يترافق مع موجة ارتفاع جديدة في أسعار معظم المواد الأساسية، لتزداد الأسعار أكثر من 22 ضعفاً، أي بنسبة بلغت 2400 في المائة، في ظل مراوحة في المكان لمتوسط رواتب وأجور العاملين في القطاع العام، بين 20 ألف ليرة (نحو 20 دولاراً) و40 ألف ليرة (نحو 40 دولاراً) شهرياً، وفي القطاع الخاص بين 100 ألف ليرة (نحو 100 دولار) و150 ألف ليرة (نحو 130 دولاراً) شهرياً، في حين يحتاج الفرد إلى أكثر من 100 ألف ليرة للعيش بالحد الأدنى، بينما تؤكد دراسات وتقارير أن أكثر من 93 في المائة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر. وفي مؤشر على اندفاع النساء للعمل، قالت مصادر في وزارات ومؤسسات حكومية لـ«الشرق الأوسط»، إن معظم المتقدمين للوظائف التي تعلن عنها تلك الوزارات والمؤسسات من النساء، بينما يلاحظ في الطرقات ازدياد نسبة المرتديات للزي العسكري، بعد انخراطهن في الجيش النظامي والميليشيات التابعة، بعد أن كان هذا الأمر نادراً في سنوات ما قبل الحرب.



السابق

أخبار العراق...خطوة جديدة تقرب بغداد من موسكو.. ما السرّ؟... أكثر من 500 قتيل منذ بدء التظاهرات... ماذا عن المناطق المحررة من «داعش»؟... مزاجان يتصارعان في المحافظات السنية... التيار الصدري يتعهد للمتظاهرين بسحب عناصره..محتجو العراق يتطلعون إلى دعم المرجع الشيعي الأعلى بعد أن هاجمهم أنصار مقتدى الصدر....

التالي

أخبار اليمن ودول الخليج العربي..«التحالف»: مقتل 3 صيادين مصريين في انفجار لغم بحري...متحدث أممي يحض على «إفساح المجال» أمام تنظيم «جسر الرحمة»...مقتل 15 انقلابياً في الساحل الغربي... وشرطة تعز تضبط أسلحة....السعودية.. إنفلونزا الطيور بالرياض لا ينتقل للإنسان...الإمارات تعلن عن إصابتين جديدتين بفيروس كورونا...

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,462,278

عدد الزوار: 7,634,114

المتواجدون الآن: 0