أخبار العراق.. «حزب الله» درّب عناصرها في لبنان فصائل نخبوية جديدة لإيران في العراق تأتمر بأمر «الحرس»... الانتخابات العراقية... مخاوف من إجرائها أو تأجيلها... الرئيس العراقي: الانتخابات المقبلة مفصلية...أهوار العراق في خطر.. والحكومة "غير مهتمة"..

تاريخ الإضافة السبت 22 أيار 2021 - 4:10 ص    عدد الزيارات 1508    التعليقات 0    القسم عربية

        


ينشر "مناخ الخوف".. تقرير يحذر من عدم محاسبة قتلة صحفيين وناشطين عراقيين..

الحرة / ترجمات – واشنطن... في التاسع من الشهر الجاري، قتل إيهاب الوزني، منسق الاحتجاجات المناهضة للسلطة في مدينة كربلاء الشيعية في الجنوب... قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن عدم محاسبة الجماعات المسلحة على أعمال القتل التي تستهدف نشطاء وصحفيين في العراق، سيلقي بظلاله على الانتخابات العراقية، وينشر مناخ الخوف في صفوف المحتجين الذين دعوا للتغيير منذ أكتوبر 2019. وحذرت المنظمة في تقرير نشرته على موقعها الرسمي من أن عدم اتخاذ السلطات العراقية خطوات عاجلة لوقف عمليات القتل خارج نطاق القانون، سيشيع مناخ الخوف ويحد من قدرة العراقيين على المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقرر في أكتوبر المقبل. وقالت الباحثة في قسم الأزمات والنزاعات في المنظمة، بلقيس والي، إن عمليات القتل استمرت على مدار العام ونصف العام الماضيين على الرغم من تراجع الاحتجاجات في العراق. وأضافت أن تقارير المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان في العراق تشير الى تسجيل 81 محاولة اغتيال ضد نشطاء وصحفيين مناهضين للحكومة منذ بدء المظاهرات". ووقع ما يقرب من ثلث عمليات القتل هذه منذ أن تولى الكاظمي السلطة قبل نحو عام، وفقا لوالي. استهدفت العديد من عمليات القتل والاختطاف هذه الأشخاص الذين كانوا يقودون الأصوات خلال المظاهرات والصحفيين الذين قاموا بتغطية الأحداث الجارية في بغداد ومراكز الاحتجاج الأخرى. وتشدد والي أنه "وعلى الرغم من خطورة ونطاق حملة الاغتيالات المستمرة، إلا أن حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي فشلت في ضمان أي محاسبة أو عدالة". تصف والي الجماعات المسلحة بأنها أصبحت "وقحة للغاية لدرجة أن المسلحين لا يخشون الاقتراب من شخص ما في منتصف الشارع في مدينة عراقية كبرى وإطلاق النار عليه من دون الخوف من أي عواقب". وتحذر الباحثة في هيومن رايتس ووتش من مستقبل "قاتم" ينتظر العراق على اعتبار أن العديد من الجماعات المسلحة التي تقف وراء عمليات القتل الأخيرة لديها أحزاب سياسية، بعضها موجود بالفعل في البرلمان". وتضيف أن هذه الأحزاب "قد تتمكن من استخدام الانتخابات المقبلة لترسيخ نفسها بين النخبة الحاكمة"، مشيرة إلى أنه "كلما زادت قدرة هذه الجماعات على دخول الهيكل الحاكم وكبح الجهود لوقف عمليات القتل، وتوفير العدالة للضحايا، كلما بدا مستقبل العراق أكثر قتامة". ولم يرد مسؤولون عراقيون ومستشارون في حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على طلبات موقع "الحرة" التعليق على تقرير هيومن رايتس ووتش. ومنذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في العراق في أكتوبر 2019، تعرض أكثر من 70 ناشطا لعملية اغتيال أو محاولة اغتيال، في حين اختطف عشرات آخرون لفترات قصيرة. ففي يوليو 2020، اغتيل المحلل المختص على مستوى عالمي بشؤون الجماعات المتطرفة، هشام الهاشمي، أمام أولاده في بغداد. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه الهجمات التي يختفي منفذوها تحت جنح الليل. لكن الناشطين يوجهون أصابع الاتهام إلى "ميليشيات" شيعية في بلد يتعاظم فيه نفوذ فصائل مسلحة تحظى بدعم إيران سيطرتها على المشهد السياسي. وفي التاسع من الشهر الجاري، قتل إيهاب الوزني، منسق الاحتجاجات المناهضة للسلطة في مدينة كربلاء الشيعية في الجنوب، وهو في طريقه الى منزله. وبعدها بأربع وعشرين ساعة تعرض الصحفي أحمد حسين مراسل قناة الفرات لمحاولة اغتيال بالطريقة ذاتها أثناء نزوله من سيارته متوجهاً إلى منزله القريب من مدينة الديوانية، جنوب العراق. وبعد حادثة الاغتيال التي طالت الوزني في كربلاء، أعلن عدد من الأحزاب العراقية، بعضها من المحسوبين على حراك تشرين مقاطعتها للانتخابات، وهي كل من الحزب الشيوعي وحزب البيت الوطني، واتحاد العمل والحقوق إضافة لحزب النائب فائق الشيخ علي. وتعهد الكاظمي بملاحقة الجناة ووجه وزارة الداخلية "بسرعة الكشف عن قتلة الناشط المدني إيهاب الوزني"، كما جاء في بيان صدر عن مكتبه.

غارات تركية جديدة ضد مواقع حزب العمال شمال العراق

الحرة – واشنطن... أنقرة تواصل شن عمليات عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني.. الجيش التركي ينفذ باستمرار عمليات عبر الحدود ويشن غارات جوية على قواعد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.... شنت مقاتلات تركية، الجمعة، غارات على مواقع وأهداف تابعة لحزب العمال الكردستاني في أقصى شمال العراق. وقال مدير ناحية جمانكي في دهوك ألند أمير إن "الطائرات التركية قصفت ظهر اليوم مواقع لحزب العمال بين قريتي كاني مازي وآتوش ومحيط قرى كارفا وبيباد التابعة لناحية جمانكي". وأضاف أمير في تصريح لقناة "الحرة" أن "المقاتلات التركية عاودت قصفها للمرة الثانية بعد الظهر، مما تسبب بحصول حرائق طالت بساتين ومزارع وأضرار مادية أخرى". ولم يشر المسؤول الكردي إلى وقوع إصابات بشرية نتيجة "صعوبة الوصول والحصول على معلومات من المناطق التي طالها القصف" . ويستخدم حزب العمال الكردستاني الذي أدرجته تركيا ودول أخرى على قائمة المنظمات الإرهابية منذ عقود، الجبال الشمالية في العراق نقطة انطلاق لعملياته في إطار التمرد المستمر منذ عقود ضد الدولة التركية وجيشها. وينفذ الجيش التركي باستمرار عمليات عبر الحدود ويشن غارات جوية على قواعد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وفي أبريل الماضي، أطلقت تركيا عملية عسكرية ضد مسلحين أكراد في منطقة متينا شمالي العراق، شارك بها نحو 5 آلاف جندي مدعومين بمروحيات وطائرات مسيرة وقوات خاصة نفذت عمليات إنزال.

منشورات تركية تدعو مسلحي "حزب العمال الكردستاني" في بلدات حدودية عراقية للاستسلام

روسيا اليوم....المصدر: وسائل إعلام كردية...قالت وسائل إعلام عراقية كردية، يوم الجمعة، إن طائرات تركية ألقت منشورات باللغتين الكردية والتركية على مناطق حدودية عراقية، ضمن محافظة دهوك بإقليم كردستان. وأشارت وسائل الإعلام إلى أن المنشورات التركية دعت مسلحي "حزب العمال الكردستاني" إلى الاستسلام، أو العودة إلى أهاليهم قبل أن يلاقوا مصير العناصر السابقة من مسلحي الحزب، الذين قضوا خلال الأشهر الأخيرة على يد الجيش التركي. وتواصل قوات تركية برية وجوية، منذ الثالث والعشرين من الشهر الماضي، عمليات واسعة النطاق وعلى عمق يصل لنحو 40 كيلومترا داخل الأراضي العراقية، تستهدف مسلحي حزب "العمال الكردستاني" المصنف على لائحة الإرهاب، والذي ينشط في البلدات العراقية الحدودية ويستخدمها كنطاق انطلاق لشن اعتداءات متكررة داخل الأراضي التركية. وتستهدف عمليتا "مخلب البرق"، و"الصاعقة"، المتواصلتان للأسبوع الثالث على التوالي، عدة مناطق أبرزها العمادية وزاخو وجبل متين، وأفاشين وباسيان وجبل كيسته، والزاب، شمال دهوك وشرق أربيل، ونجحت لغاية الآن في القضاء على العشرات من مسلحي حزب العمال وتدمير مقرات ومخازن سلاح ضخمة تابعة لهم. وقالت وكالة "دراكا مازي"، المعنية بتغطية أخبار إقليم كردستان العراق وتبث بعدة لغات، أن طائرات تركية ألقت منشورات في مناطق بلدتي شيلادزي وكاني ماسىي ضمن مدينة العمادية التابعة لمحافظة دهوك. ونقلت الوكالة عن مصادر، لم تسمها، أن المنشورات كانت باللغتين التركية والكردية، وتحث في مجملها مسلحي حزب "العمال الكردستاني" على "الاستسلام والعودة لأهاليهم"، داعية إياهم لـ "الاستسلام للعدالة وتسليم أنفسهم للسلطات والمحاكم لغرض العودة إلى حياتهم الطبيعية". وجاء في المنشورات "ألم يحن الوقت لأن تقولوا لمن استغلوكم منذ أعوام ويأكلون ما لذّ وطاب ويعيشون في رفاهية: قف - كفى! "، وأيضا "انظر لمن استسلم وعاد لحضن عائلته الدافئ ويمضي حياته بفرح وسرور، واجعله مثالا لك واقتدِ به"، وكذلك "امض حياتك المتبقية في حضن عائلتك وأحبابك، فأبواب الحياة السعيدة مفتوحة أمامكم"، و"لا تصر على الخطأ، ولا تتأخر في تسليم نفسك للعدالة! فدولتنا رقيقة القلب رحيمة!".

إيران تبني "مجموعات سرية" في العراق

الحرة / ترجمات – واشنطن.... المجموعات الجديدة مسؤولة عن سلسلة من الهجمات المعقدة ضد الولايات المتحدة وحلفائها في العراق والمنطقة.... انتقت إيران مئات المقاتلين الموثوق بهم من بين كوادر أقوى الميليشيات الحليفة لها في العراق، لتشكل بهم فصائل أصغر تضم عناصر من النخبة، في تكتيك جديد يقلل من اعتمادها على الميليشيات المعروفة التي عملت معها لسنوات، وفقا لتقرير خاص نشرته رويترز، الجمعة. يقول التقرير إن المجموعات السرية الجديدة تم تدريبها منذ العام الماضي على حرب الطائرات المسيرة والمراقبة والدعاية عبر الإنترنت والتواصل بشكل مباشر على ضباط فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. ووفقا لروايات مسؤولين أمنيين عراقيين وقادة ميليشيات ومصادر دبلوماسية وعسكرية غربية تحدثوا لرويترز فإن هذه المجموعات مسؤولة عن سلسلة من الهجمات المعقدة ضد الولايات المتحدة وحلفائها في العراق والمنطقة. وتقول رويترز إن إيران اعتمدت هذا التكتيك الجديد بعد الانتكاسات التي تعرضت لها في العراق مؤخرا، والمتمثلة بتراجع شعبية الميليشيات الموالية لها نتيجة الاحتجاجات ضد النفوذ الإيراني ومقتل قاسم سليماني في ضربة أميركية مكلع عام 2020. وشكل مقتل سليماني، الذي كان يدير ملف الميليشيات الشيعية في العراق، ضربة قوية لطهران لأن خليفته اسماعيل قاآني لا يمتلك ذات التأثير على قادة الميليشيات الذين انقسموا وبات من الصعب السيطرة عليهم، بعد أن غاب سليماني عن المشهد العراقي. بالتالي ترى إيران أن الاعتماد على مجموعات أصغر فيه مزايا تكتيكية أكثر نجاعة، لأنهم أقل عرضة للاختراق، ويمكنهم استخدام أحدث التقنيات التي طورتها إيران لضرب خصومها، مثل الطائرات من دون طيار. وقال مسؤول أمني عراقي لرويترز إن "الفصائل الجديدة مرتبطة مباشرة بالحرس الثوري الإيراني.. إنهم يأخذون أوامرهم منهم وليس من أي جانب عراقي". تشير الوكالة إلى أنه تم تأكيد هذه الرواية من قبل مسؤول أمني عراقي ثان، وثلاثة قادة في ميليشيات كبيرة موالية لإيران، ومسؤول حكومي عراقي، ودبلوماسي غربي، ومصدر عسكري غربي. يقول أحد قادة الميليشيات الموالية لإيران: "يبدو أن الإيرانيين شكلوا مجموعات جديدة من أفراد تم اختيارهم بعناية كبيرة لتنفيذ الهجمات والحفاظ على السرية التامة"، مضيفا: "نحن لا نعرف من هم". ويؤكد مسؤولون أمنيون عراقيون أن ما لا يقل عن 250 مقاتلا سافروا إلى لبنان على مدى عدة أشهر في عام 2020، حيث تلقوا تدريبات على يد مستشارين من الحرس الثوري الإيراني وجماعة حزب الله اللبنانية. التدريبات شملت كيفية إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ وزرع القنابل، بالإضافة إلى مهاجمة الخصوم على وسائل التواصل الاجتماعي. وذكر أحد المسؤولين الأمنيين العراقيين أن "المجموعات الجديدة تعمل في الخفاء، كما أن قادتها غير معروفين ويخضعون مباشرة لضباط الحرس الثوري الإيراني". وقال مسؤولون أمنيون عراقيون ومصادر غربية إن الجماعات الجديدة تقف وراء الهجمات التي استهدفت القوات التي تقودها الولايات المتحدة في قاعدة عين الأسد الجوية العراقية هذا الشهر، ومطار أربيل الدولي في أبريل الماضي، والسعودية في يناير من هذا العام، واستخدمت فيها جميعا طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات. لم تتسبب تلك الهجمات في وقوع إصابات، لكنها أثارت قلق المسؤولين العسكريين الغربيين، وفقا لرويترز. ولم يرد مسؤولون إيرانيون وممثلون عن الحكومة العراقية والميليشيات الموالية لإيران والجيش الأميركي على طلبات رويترز للتعليق على هذه المعلومات. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها لا تستطيع التعليق. خلال السنوات الماضية دعمت إيران الميليشيات الكبيرة في العراق مثل كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء وعصائب أهل الحق. ويؤكد قادة في الميليشيات تحدثوا لرويترز أنه ومع مقتل سليماني، وخروج آلاف العراقيين للشوارع للاحتجاج وانتقادهم علنا للجماعات المرتبطة بطهران، أصبح المسؤولون في إيران مرتابين من أن بعضا من هذه الميليشيات بدأت تفقد شعبيتها. وقال أحد قادة الميليشيات إن الإيرانيين "يعتقدون أن معلومات مسربة من إحدى الميليشيات ساعدت في مقتل سليماني، كما أنهم لاحظوا حصول انقسامات بين قادة الميليشيات في مسائل تتعلق بمصالح الشخصية وصراعات حول النفوذ". وقال آخر إن "اللقاءات والاتصالات بيننا وبين الإيرانيين تضاءلت، ولم يعد لدينا اجتماعات منتظمة كما أنهم توقفوا عن دعوتنا إلى إيران". وأكد مسؤولون أمنيون عراقيون ومسؤول حكومي وثلاثة قادة في ميليشيات إن فيلق القدس بدأ في اختيار العناصر الموثوقة لعزلهم عن الفصائل الرئيسية، وذلك في غضون أشهر بعد مقتل سليماني. وخلال في العام الماضي، بدأت مجموعات لم تكن معروفة من قبل في إصدار بيانات تتبنى خلالها مسؤولية هجمات صاروخية وتفجير عبوات ناسفة ضد مصالح أميركية في العراق. وغالبا ما صنف مسؤولون غربيون وتقارير صادرة عن مراكز بحوث، الجماعات الجديدة بأنها واجهات لكتائب حزب الله أو ميليشيا معروفة أخرى. لكن المصادر العراقية تؤكد لرويترز أنهم "منفصلون بالفعل ويعملون بشكل مستقل". وقال المسؤول الحكومي العراقي: "في عهد قااني، يحاولون إنشاء مجموعات تضم بضع مئات من الرجال من هنا وهناك.. من المفترض أن يكونوا موالين لفيلق القدس فقط.. إنهم جيل جديد".

فصائل نخبوية جديدة لإيران في العراق تأتمر بأمر «الحرس»

«حزب الله» درّب عناصرها في لبنان على حرب المسيّرات وعمليات الاستطلاع والدعاية الإلكترونية

بغداد: «الشرق الأوسط»... انتقت إيران مئات من المقاتلين الذين يحظون بثقتها من بين كوادر أغلب الفصائل القوية الحليفة لها في العراق، لتشكل جماعات نخبوية أصغر حجماً شديدة الولاء لها، متحولة بذلك من اعتمادها على جماعات كبيرة كان لها في وقت من الأوقات نفوذ عليها. وحسب تقرير لوكالة «رويترز»، تم تدريب الجماعات السرية الجديدة، العام الماضي، على حرب الطائرات المسيّرة والاستطلاع والدعاية الإلكترونية، وهي تأتمر بأمر ضباط في فيلق القدس (ذراع الحرس الثوري الإيراني) المسيطر على الفصائل المتحالفة مع إيران في الخارج. وتكشف روايات مسؤولين أمنيين عراقيين وقادة فصائل ومصادر دبلوماسية وعسكرية غربية أن هذه الجماعات مسؤولة عن سلسلة من الهجمات المعقدة على نحو متزايد التي استهدفت الولايات المتحدة وحلفاءها. ويعكس هذا الأسلوب رد إيران على ما شهدته من انتكاسات، على رأسها مقتل القائد العسكري قاسم سليماني قائد فيلق القدس الذي كان يسيطر سيطرة شديدة على الفصائل الشيعية العراقية حتى مقتله العام الماضي في هجوم صاروخي أميركي بطائرة مسيرة. ولم يكن إسماعيل قاآني، الذي خلفه في قيادة فيلق القدس، ملماً بخبايا السياسة الداخلية في العراق ولم يكن له قط النفوذ ذاته الذي تمتع به سليماني على الفصائل. كذلك اضطرت الفصائل الكبرى الموالية لإيران في العراق إلى تحاشي الأضواء بعد رد فعل سلبي شعبي أثار مظاهرات واسعة احتجاجاً على النفوذ الإيراني في أواخر 2019. وقد مُنيت تلك الفصائل بانقسامات بعد مقتل سليماني، ورأت إيران أن السيطرة عليها تزداد صعوبة. غير أن التحول إلى الاعتماد على جماعات أصغر يحمل في طياته ميزات تكتيكية. فهي أقل عرضة للاختراق وربما يتأكد أنها أكثر فاعلية في استخدام أحدث الأساليب التي طوّرتها إيران لاستهداف خصومها مثل الطائرات المسيرة المسلحة. وقال مسؤول أمني عراقي: «الفصائل الجديدة مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالحرس الثوري الإيراني. فهي تتلقى أوامرها منه لا من أي طرف عراقي». وأكد هذه الرواية مسؤول أمني عراقي ثانٍ وثلاثة قادة في فصائل أكبر موالية لإيران لها نشاط معروف ومسؤول في الحكومة العراقية ودبلوماسي غربي ومصدر عسكري غربي. وقال أحد قادة الفصائل الموالية لإيران: «يبدو أن الإيرانيين شكلوا جماعات جديدة من الأفراد المنتقين بعناية كبيرة لتنفيذ هجمات والحفاظ على السرية التامة. ونحن لا نعرف من هم». وقال المسؤولان الأمنيان العراقيان إن 250 مقاتلاً على الأقل سافروا إلى لبنان على مدار عدة أشهر في 2020، حيث تولى مستشارون من الحرس الثوري الإيراني وجماعة «حزب الله» اللبنانية تدريبهم على استخدام الطائرات المسيرة وإطلاق الصواريخ وزرع القنابل والترويج لأنباء الهجمات على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال أحد المسؤولين الأمنيين: «الفصائل الجديدة تعمل سراً ويأتمر قادتها غير المعروفين مباشرة بأوامر ضباط الحرس الثوري الإيراني». وقال المسؤولان الأمنيان العراقيان والمصادر الغربية إن الجماعات الجديدة تقف وراء هجمات من بينها هجوم على قوات تعمل بقيادة أميركية في قاعدة عين الأسد العراقية في الشهر الحالي، والهجوم على مطار أربيل الدولي في أبريل (نيسان) وعلى السعودية في يناير (كانون الثاني)، وكلها باستخدام الطائرات المسيرة المحملة بالمتفجرات. ولم تسفر تلك الهجمات عن خسائر في الأرواح لكنها أثارت انزعاج المسؤولين العسكريين الغربيين لشدة تطورها. ولم يرد مسؤولون إيرانيون وممثلون للحكومة العراقية والفصائل الموالية لإيران والجيش الأميركي على طلبات للتعليق. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها لا تستطيع التعليق. وقال قادة فصائل إن المسؤولين في طهران أصبحوا، بعد مقتل سليماني وبعد الربط علناً بين المتظاهرين المحتجين على الفصائل وبين إيران، يرتابون في بعض الفصائل التي تعهدوها بالرعاية وتراجع دعمهم لها. وقال أحد القادة: «اعتقدوا أن تسريبات من إحدى الفصائل ساعدت في التسبب في مقتل سليماني، ورأوا انقسامات على مصالح شخصية ونفوذ فيما بينها». وأضاف آخر: «تراجعت الاجتماعات والاتصالات بيننا وبين الإيرانيين. لم نعد نعقد اجتماعات منتظمة وتوقفوا هم عن دعوتنا إلى إيران». وحسب المسؤولين الأمنيين العراقيين ومسؤول حكومي وقادة الفصائل الثلاثة، فإن فيلق القدس بدأ بفصل العناصر الموثوق بها عن الفصائل الرئيسية بعد شهور من مقتل سليماني. ويعكس التحول من دعم حركات شعبية إلى الاعتماد على كوادر أصغر يسهل إحكام السيطرة عليها، استراتيجية اتبعتها إيران من قبل. ففي ذروة الاحتلال الأميركي للعراق خلال الفترة 2005 - 2007 شكلت طهران خلايا أثبتت فاعليتها الكبيرة في نشر القنابل المتطورة لاختراق الدروع الأميركية. وفي العام الماضي، بدأت جماعات لم تكن معروفة من قبل إصدار بيانات تعلن فيها مسؤوليتها في أعقاب هجمات بالصواريخ وقنابل مزروعة في الطرق. وفي كثير من الأحوال كان المسؤولون الغربيون وتقارير الباحثين الأكاديميين يعتبرون هذه الجماعات الجديدة مجرد واجهات لجماعة «كتائب حزب الله» أو أي فصيل آخر معروف. غير أن المصادر العراقية قالت إن هذه الجماعات منفصلة فعلياً وتعمل بشكل مستقل. وقال المسؤول في الحكومة العراقية: «يحاولون في ظل قاآني (الذي خلف سليماني) إنشاء جماعات من بضع مئات من الرجال من هنا وهناك بهدف أن تكون موالية فقط لفيلق القدس. جيل جديد».

الانتخابات العراقية... مخاوف من إجرائها أو تأجيلها... الإرجاء يبدو إما بكارثة طبيعية أو اهتزاز أمني كبير جداً

بغداد: «الشرق الأوسط».... رغم عدم وضوح الحجوم الحقيقية للكتل والأحزاب التي تتنافس لخوض الانتخابات المبكرة في العراق في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، إلا أن الاقتراع سيكون الأقل من حيث المتنافسين (المرشحين) والأشرس في مجال التنافس على الناخبين (المواطنين) الذين يحق لهم المشاركة، والذين يبلغ عددهم نحو 25 مليون ناخب. أبقيت مقاعد البرلمان على حالها (329 مقعداً)، وبينما تنافس 7 آلاف مرشح للفوز عليها في عام 2018، فإن أعداد المتنافسين في انتخابات أكتوبر وعلى المقاعد نفسها لا يزيد على 3500 مرشح. هذا الانخفاض الكبير في أعداد المتنافسين الذين يزيد على النصف تقريباً لا يعني عزوفاً عن خوض السباق بقدر ما يعني التفافاً على القانون الانتخابي الجديد الذي يعتمد الدوائر المتعددة والتصويت الفردي. في كل الانتخابات السابقة، وطبقاً لقانون «سانت ليغو» المعدل الذي كانت تعتمده مفوضية الانتخابات، كانت الانتخابات تجرى على أساس الدائرة الواحدة والقوائم الفائزة. كانت تلك الصيغة مناسبة للقوى والأحزاب الكبيرة التي بقيت بموجب ذلك تتسيد المشهد السياسي في البلاد. فالدائرة الواحدة والفوز بأصوات القائمة كان يؤمن حصول الكتل الكبيرة على الأصوات، لأن جميع أصوات المرشحين حتى من لم يفز تذهب إلى القائمة في النهاية. القانون الانتخابي الجديد الذي تم تشريعه تحت الضغط الجماهيري بعد الاحتجاجات الجماهيرية الكبرى منذ عام 2019 يقوم على الدوائر المتعددة، والفوز بأعلى الأصوات لا يحتاج إلى تعددية المرشحين بقدر ما يحتاج إلى آليات أخرى للفوز، والالتفاف على إرادة الناخب، في المقدمة منها المال السياسي والولاءات العشائرية والمناطقية، بالإضافة إلى النفوذ عبر السلطة أو السلاح المنفلت. ومع اقتراب الموعد المقترح للانتخابات، فإن المشكلة التي بات يواجهها الجميع هي أن هذه الانتخابات تحولت إلى مشكلة بحد ذاتها، سواء أجريت في موعدها (المبكر)، أو تم تأجيلها إلى موعدها التقليدي والدستوري خلال شهر مايو (أيار) عام 2022. وطبقاً للمراقبين، فإن المخاوف من إجراء الانتخابات مثلما تعمل عليه الحكومة بكل قوة عبر تهيئة الأرضية المناسبة تكاد تكون بدرجة المخاوف نفسها من تأجيلها إلى موعدها الدستوري. رئيس مركز التفكير السياسي في العراق الدكتور إحسان الشمري، يرى في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إنه «في ضوء إقرار قانون الانتخابات وتوافق القوى السياسية وإصدار البرلمان قراراً بحل نفسه قبل الانتخابات بثلاثة أيام، فضلاً عن المرسوم الجمهوري، يبدو أن الحديث عن تأجيل الانتخابات هو نتيجة الفراغ السياسي الذي يحدث في العراق، حيث لا توجد لدى القوى السياسية ما يمكن أن تشغل نفسها فيه». ويضيف الشمري: «هناك مجس أو بالون اختبار تطلقه بعض القوى السياسية التي باتت تشعر أنها لن تحصد المقاعد التي تتمناها، أو التي كانت حصلت عليها سابقاً»، مبيناً أن «مثل هذه الطروحات هي محاولات لإضعاف الوضع السياسي وهز ثقة المواطن بالحكومة التي تبدو جادة على كل المستويات من أجل إجراء الانتخابات، حيث إن التأجيل فيما لو حصل سيأتي أيضاً من قبل الحكومة، لأن البرلمان لا يريد أن يتحمل المسؤولية في هذا المجال». ورداً على سؤال بشأن السيناريو الأقرب بشأن إجرائها أو تأجيلها، يقول الشمري إن «السيناريو الأقرب يعتمد على طبيعة القوى المقاطعة للانتخابات لأنها ضغطت من خلال الفواعل الدولية، بخاصة الأمم المتحدة، ولذلك أتصور أننا يمكن أن نكون أمام سيناريو التأجيل، خصوصاً أن القوى المقاطعة سوف تعتمد على مبدأ غياب المناخات الأمنية الكافلة لحرية الانتخابات، فضلاً عن نزاهة وقدرة المفوضية على إجراء تلك الانتخابات بشفافية بعيداً عن تأثير القوى السياسية، برغم أن ذلك لا يزال يبدو بعيداً». ويتابع: «سيناريو التأجيل ومثلما يعرف الجميع ستكون له تداعيات خطيرة جداً، ذلك أنه سيفقد العراق الكثير من المصداقية دولياً، والأمر نفسه ينطبق على القوى السياسية نفسها التي ستكون في مواجهة مع عدة جبهات»، مؤكداً أن «القوى السياسية سوف تحاول المضي في هذه الانتخابات عن طريق اعتماد آلياتها القديمة بعدم اعتماد معايير دولية يمكن من خلالها ضمان شفافية تلك الانتخابات، وهو بالنسبة لها أفضل من سيناريو التأجيل الذي سيضعها في مواجهة أزمات جديدة مثل حكومة طوارئ أو تغيير النظام أو الدستور، وهو ما يهز نفوسهم أكثر، وبالتالي فإن تأجيل الانتخابات بات مرهوناً، إما بكارثة طبيعية أو اهتزاز أمني كبير جداً».

الرئيس العراقي: الانتخابات المقبلة مفصلية... شدد على «حصر السلاح بيد الدولة» وأكد أن الاغتيالات «لا تُغتفر»

بغداد: «الشرق الأوسط».... في وقت بدأت ترتفع فيه في العراق الأصوات، وبخاصة في أوساط المدنيين والحراك الجماهيري، بمقاطعة الانتخابات المقرر إجراؤها في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بسبب استمرار اغتيال الناشطين وآخرهم إيهاب الوزني في كربلاء، يقود الرئيس العراقي برهم صالح حراكاً سياسياً مع القوى السياسية المختلفة وممثلي الحراك الجماهيري من أجل المشاركة الفاعلة في الانتخابات. وطبقاً لسلسلة الاجتماعات واللقاءات التي أجراها ويتوقع الاستمرار بها الأسبوع المقبل، مع مختلف الأطراف طبقاً لما أبلغ به مصدر في رئاسة الجمهورية «الشرق الأوسط»، فإن «الرئيس صالح يسعى إلى تخفيف التوتر من أجل الحيلولة دون نجاح دعوات مقاطعة الانتخابات من منطلق أن الانتخابات هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق هدف كل العراقيين وهو الاستقرار والرفاه والبدء في عمليات الإعمار والتنمية». وكان صالح قد بحث أول من أمس (الأربعاء)، مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أهمية الحفاظ على الاستقرار في البلد وترسيخه. وقال بيان رئاسي إن الاجتماع بين صالح والكاظمي «تضمن العمل على تعزيز سلطة الدولة والأجهزة الأمنية في تطبيق القانون وحماية السلم والأمن». وأضاف: «تم بحث الانتخابات المقبلة، حيث جرى تأكيد أهميتها وضرورة تهيئة الظروف الملائمة لإجرائها ودعم المستلزمات الضرورية كافة لإنجاحها واتخاذ أقصى التدابير لمنع الخروقات الانتخابية وكل ما من شأنه التأثير على إرادة الناخبين في اختيار ممثليهم». وأكد صالح، أمس (الخميس)، أن الانتخابات النيابية المقررة في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل «مفصلية»، مشيراً إلى أن «الانتخابات النزيهة وضمان المشاركة هما المرتكز لتصحيح المسارات وتجاوز الأخطاء». وشدد على ضرورة «حصر السلاح» بيد الدولة، مؤكداً أن الاغتيالات وترويع المتظاهرين والإعلاميين جريمة «لا تُغتفر». وأفات رئاسة الجمهورية في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع)، بأن صالح استقبل أمس سكرتير الحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي، والوفد المرافق له، و«جرت مناقشة تطورات الأوضاع في البلد». وأكّد صالح أن «المرحلة التي يمر بها البلد مهمة ومفصلية تستدعي التعاون والتكاتف»، مشيراً إلى أن «استحقاقات الإصلاح وتصحيح المسارات وتجاوز الأخطاء وسوء الإدارة باتت مطلباً ملحّاً وليس خياراً للنقاش والجدل حوله». وشدد على «ضرورة حماية الأمن والاستقرار المتحقق في البلد، وترسيخ دولة مقتدرة ذات سيادة وحصر السلاح بيدها»، لافتاً إلى أن «الحراك الشعبي هو حراك مجتمعي رصين وواعٍ للتحديات الراهنة والمستقبلية التي تواجه البلد، وجاء نتاج أخطاء لا يمكن التغافل عنها من الفساد وسوء الإدارة». وختم الرئيس العراقي أن «جرائم الاغتيالات والترويع للمتظاهرين والناشطين والصحافيين أعمال لا تُغتفر، ويجب ألا تمرّ دون عقاب». ولفت إلى أن «الانتخابات المقبلة مفصلية وتأسيسية وتأتي بعد إجماع وطني واسع على أن الأخطاء لا ينبغي أن تستمر ويجب تجاوزها، وإعادة ثقة الناخبين في العملية الانتخابية والمشاركة الواسعة فيها لتكون المسار السلمي والشعبي الحقيقي للتغيير والإصلاح». وبيّن أن «تحقيق الأمن الانتخابي وضمان نزاهة الانتخابات يمثّلان الآن أولوية قصوى، لتأمين حق العراقيين في التعبير عن إرادتهم الحرة بوصفهم مصدر كل السلطات وأساسها الشرعي»، مؤكداً أنه «يعمل من موقعه على ضمان إجراء انتخابات نزيهة وعادلة». ودعا صالح «جميع السلطات والمؤسسات المعنية والقوى السياسية والفعاليات الاجتماعية إلى واجب إنجاز ذلك»، موضحاً أن «التزوير والتلاعب سينعكس سلباً على الجميع دون استثناء، إذ إن إرادة الشعب الحرة يجب أن تسود، وتتم إعادة الاعتبار له، وأن تكون خياراته هي الحاكمة».

أهوار العراق في خطر.. والحكومة "غير مهتمة"

الحرة / خاص – واشنطن... جفاف الأهوار يؤثر على الجواميس التي يربيها السكان ويعتمدون عليها بشكل كبير للحياة

ينظر حسن مناحي الشغانبي إلى جواميسه وهي تجتاز مياه "نهر العز" شمال محافظة البصرة، والمياه لا تصل إلى ركبها، وأحيانا أقل من ذلك. احتاج الشغانبي، الذي يعيش من منتجات تلك الجواميس وحليبها إلى المسير بها مسافة أطول هذا اليوم ليصل إلى مستوى مياه يصل إلى صدور تلك الحيوانات التي تقضي جل نهارها في الماء من أجل التبريد، وفي الطريق، اضطر إلى رشها عدة مرات من أجل حمايتها من الحرارة. يقول حسن لموقع "الحرة" إنه "خسر جاموسة الصيف الماضي بسبب نقص المياه وتلوثها، لكن هذه المرة القطيع كله مهدد". وتعود مخاوف حسن إلى جفاف أراض واسعة من الأهوار، وانخفاض نسبة الماء، وجودته، بسبب قلة الواردات المائية القادمة من دجلة والفرات. جفاف الأهوار يؤثر على الجواميس التي يربيها السكان ويعتمدون عليها بشكل كبير للحياة

شهدت قطعان الماشية الكثير من الوفيات مؤخرا

ويعتمد سكان عرب الأهوار بصورة تامة على رعي الجاموس، فأرضهم لا تنبت فيها الحشائش اللازمة لرعي الأغنام، كما أن وفرة المياه – في السابق- جعلت منها المكان المفضل لتربية هذا النوع من الحيوانات، ومنذ آلاف السنين. يقول ليث بشير، اختصاصي التاريخ في إحدى الجامعات العراقية إن "عرب الأهوار موجودون هناك منذ أكثر من 5 آلاف سنة، وهم يقومون بنفس الشيء تقريبا منذ ذلك الوقت، يصيدون الأسماك في زوارق محلية الصنع ويربون الجاموس، حياتهم كلها تعتمد على الماء ويعتمد تاريخهم عليه كذلك". وليس عرب الأهوار فقط، وإنما أيضا عشرات أو ربما مئات من أنواع الطيور المهاجرة، التي تقضي شتاء دافئا نسبيا في المياه العراقية، بالإضافة إلى أنواع من الحيوانات البرية المهددة بالانقراض مثل "كلب الماء" العراقي الذي تناقصت أعداده بشكل كبير. ويقول علي عبد الخبير مدير مركز شؤون الأهوار، وهو منظمة متخصصة برصد التغيرات البيئية في المنطقة إن "نقص الإمدادات المائية سيؤدي إلى كارثة فيما يتعلق بالتنوع الأحيائي من ناحية انقراض أحياء برية أو مائية فضلا عن نقص الموئل وفقدان مكان استراحة الطيور المهاجرة". ويهدد هذا التغير وجود الأهوار على لائحة التراث العالمي التي تحدد أهمية الأهوار بهذين العاملين. ويضيف عبد الخبير لموقع "الحرة" إن "نقص المياه سيؤدي إلى هجرة سكانية من تلك المناطق إلى المناطق الحضرية كون السكان يعتمدون بشكل أساسي في حياتهم ومعيشتهم على صيد السمك و حليب و لحوم الحيوانات خصوصا الجاموس"، كما أن "الهجرة الجماعية إلى المنطقة الحضرية ستؤدي إلى تأثيرات اجتماعية نظرا لاختلاف القيم والتقاليد والمستوى الثقافي وما شابه ذلك". ويستشهد الخبراء بزيادة المشاكل العشائرية شمال البصرة وجنوب محافظة العمارة بفقدان قبائل عرب الأهوار لأراضيها ونشاطاتها الاقتصادية، ومنازعتها سكان مدن الريف التي تعتمد على الزراعة ورعي الأغنام، ومحاولة الطرفين الانتقال للنشاطات الاقتصادية المرتبطة بالنفط في المحافظة، والتي تعاني أساسا من شح الفرص. ويلوم عبد الخبير الحكومة العراقية التي يقول إنها لا تمتلك "توجها حقيقيا بالاهتمام بمعالجة مشكلة المياه الواردة إلى الأهوار، بل العكس هناك أصوات داعمة لترشيد المياه الواردة إلى تلك المناطق بدعوى أن ذلك يعتبر هدر في المياه بسبب التبخر للمسطحات المائية غافلين عن تأثير المسطحات على التوازن البيئي وتلطيف الجو فضلا عن كونها مصدرا اقتصاديا مهما جدا لعشرات الآلاف من السكان". ويضيف "لعل إهمال ذلك تجلى بشكل كبير في المؤتمر الدولي الأول للمياه في بغداد منتصف شهر مارس هذه السنة ولم تذكر فيه مفردة الأهوار في توصياته، أما الحكومة المحلية فهي ليست بأفضل من المركزية". ولم تستجب وزارة الري العراقية، أو حكومات العمارة والناصرية المحلية (وهي المحافظات التي تتشاطر أهوار جنوب العراق) لتساؤلات موقع "الحرة". لكن علاء البدران، وهو استشاري في مجلس محافظة البصرة ومتخصص في الزراعة والمياه يقول إن الحل الوحيد لمشكلة المياه في الأنبار هي من خلال تحريك وتدوير المياه "للتخلص من الأملاح والملوثات". ويقول البدران لموقع "الحرة" إن "التلوث يسبب مشاكل كبيرة للحيوانات التي تعيش في الأهوار، وللنباتات التي تعيش عليها تلك الحيوانات كما حدث في هور الحمار وأدى إلى مشكلة كبيرة". ويضيف البدران إن "الأموال لا تخصص بشكل كاف للأهوار العراقية، لكن هناك عدم اهتمام من قبل المسؤولين الأعلى سلطة في الحكومة العراقية". والأهوار العراقية هي مسطحات مائية واسعة تمتد على أجزاء من محافظات العراق الجنوبية، وتعيش فيها أنواع من الأسماك والحيوانات والطيور، بالإضافة إلى استيطانها من قبل قبائل عرب الأهوار كالشغانبة والكرامشة والبو المحمد، الذين يعتمدون على مياهها بصورة كبيرة للعيش. ومنذ تعرض الأهوار إلى التجفيف خلال فترة النظام العراقي السابق، الذي كان يحارب حركات تثور ضده مستخدمة الطبيعة الجغرافية للأهوار، لم تعد الأهوار إلى طبيعتها رغم جهود إنعاشها، ورغم إدخالها في قائمة التراث العالمي كموقع مهم أحيائيا وتاريخيا.

بعد اشتباكات البصرة.. أبو رغيف في مرمى سهام العصائب

الحرة / خاص – واشنطن... تنتشر القوات الأمنية بشكل كبير في محافظة البصرة.. لكن نفوذ الميليشيات فيها واضح ... قبل نحو 10 أيام اشتعل ليل محافظة البصرة جنوب العراق بالرصاص، على خلفية اشتباكات بين مجاميع مسلحة قيل إنها تابعة لعصائب أهل الحق، وبين قوة من خلية الصقور الاستخبارية، التي يديرها وكيل وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات، أحمد أبو رغيف. ويبدو إن إدارة أبو رغيف المباشرة للخلية جعلته - من جديد - تحت سهام الميليشيات التي يطالب نواب عنها في البرلمان العراقي بإقالته بتهمة "التآمر" ونقل ضباط من الخلية إلى خارجها. وقالت مصادر أمنية لموقع الحرة إن الاشتباكات اندلعت بعد محاولة قوة من جهاز مكافحة الإرهاب اعتقال مسؤول في ميليشيا العصائب اسمه صباح الوافي، يعمل كمسؤول للدعم اللوجستي للميليشيا في المحافظة. وبحسب مصدرين أمنيين من محافظة البصرة تحدثا لموقع "الحرة" فإن "الوافي لم يعتقل، وكذلك لم يجر اعتقال مسؤولين آخرين منهم شخص اسمه عمار". وقال أحد المصدرين وهو من مديرية استخبارات المحافظة إن "الوافي انتقل إلى مكان مجهول"، فيما قال المصدر الثاني وهو من فوج مكافحة الإرهاب في المحافظة إن "الوافي مطلوب بتهم قتل". ولم تؤكد أي جهة رسمية عراقية هذه الاتهامات بصورة رسمية. ورغم أن الوافي لم يعتقل، لكن المصدر في جهاز مكافحة الإرهاب العراقي يقول إن "ابن الوافي أصيب في عملية الاعتقال بجروح طفيفة". ورغم أن المصادر تقول إن جهاز مكافحة الإرهاب هو من قام بالعملية، إلا أن مسلحي العصائب هاجموا مقر خلية الصقور في مجمع القصور الرئاسية في المحافظة "ظنا منهم بأن الخلية هي من نفذ محاولة الاعتقال" بحسب قائد عمليات البصرة الذي أقيل إثر العملية، أكرم صدام، والذي قال قبل إقالته إن "القيادات الأمنية تدخلت وتم حل القضية".

اشتباكات القصور الرئاسية.. وزير الدفاع العراقي يكشف سبب إقالة قائد عمليات البصرة...

كشف وزير الدفاع العراقي جمعة عناد، الأربعاء، أن السبب الذي دفع لإقالة قائد عمليات البصرة السابق من منصبه هو نتيجة محاولته حل "مشكلة" القصور الرئاسية على الطريقة "العشائرية". ويقول المحلل الأمني العراقي، سعيد جبير الزاملي، إن "مقاتلي العصائب ارتكبوا فعل التمرد حينما هاجموا قوة عسكرية رسمية بالأسلحة، كما أن مقاتلي الحشد في حال وجودهم فعلا فأنهم متهمون بخيانة الأوامر العسكرية باعتبارهم مقاتلين ضمن جهاز رسمي". ويضيف الزاملي لموقع "الحرة" لكن "بالطبع لن يتم محاسبة أحد، لأن هذه الفصائل أقوى من الدولة ومن القانون".

محاولة إقالة أبورغيف

ولم تصمت العصائب بعد هذه الحادثة، إذ أن نائبها في البرلمان، مهدي تقي، وهو قيادي في الفصائل المسلحة يحاول حاليا جمع تواقيع برلمانية لإقالة أبو رغيف. وقال، محمد مهدي، لقناة آسيا الفضائية إنه يريد استجواب وإقالة أبو رغيف بسبب تغييرات أجراها في خلية الصقور الاستخبارية، ويصف نقل الضباط في الخلية بـ"المؤامرة". ويعد أبو رغيف حاليا، بحسب المحلل الزاملي "أقوى أذرع الكاظمي الضاربة" إذ أنه يقود الجهود الحكومية لمكافحة الفساد، وتمكن من إلقاء بعض المتهمين بالفساد بالسجن فعلا. وكان رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، قد قال في تصريحات صحفية إن هذا العام شهد ملاحقات للفساد هي الأكبر منذ 2003. ويقول الصحفي العراقي، مصطفى نظير، إن "أبو رغيف له الفضل الأكبر في هذا"، في إشارة إلى تصريحات الكاظمي بشأن مكافحة الفساد.

"أعداء"

ويبدو أن جهود أبو رغيف جلبت له عداء الميليشيات، التي اعتقلت خلية الصقور، التي يشرف عليها أبو رغيف شخصيا ويقدم تقارير عملها إلى الكاظمي مباشرة، عددا من المتهمين بالقتل والسلب في البصرة الشهر الماضي، منهم أعضاء ما عرف بـ"خلية الموت" المتهمة بقتل ناشطين وناشطات. وقبل أشهر، استعرض في بغداد مسلحون تابعون لكتائب حزب الله، التي يعتقد أن "خلية الموت في البصرة" تابعة لها، وقاموا بالدوس على صور الكاظمي، وصور أبو رغيف دونا عن كل القادة الأمنيين العراقيين الآخرين. ويقول الصحفي مصطفى نظير لموقع "الحرة" إن "أبو رغيف ربط مصيره بمصير الكاظمي، وهذه مجازفة، الميليشيات الآن تريد رأسه، إن لم يكن حرفيا فعلى الأقل إزاحته من منصبه". ويقول مصدر قريب من مكتب أبو رغيف إنه "يعي التهديدات ويتعامل معها"، مضيفا لموقع "الحرة" إن "أبو رغيف يحب العمل في خلفية المشهد". ولم يعلق أبو رغيف أو مكتبه رسميا على خبر طلب الاستجواب، كما لم يرد النائب عن العصائب على محاولات موقع "الحرة" الاتصال به. ويقول المحلل السياسي مرتضى جود الله لموقع "الحرة" إن "أبو رغيف سيكون من أكبر الخاسرين في حال لم يتم اختيار الكاظمي لولاية ثانية"، لكنه يستدرك "إلا إن تم اختيار بديل له من نفس الخط الذي يدعمه عمار الحكيم وحيدر العبادي". ويضيف جود الله "هناك حاجة إلى المزيد من الأجهزة الأمنية التي لا تخشى تحدي الميليشيات، وفي الحقيقة ليس لدينا إلا القليل جدا".

 

 



السابق

أخبار سوريا.. قلق في جنوب سوريا من تجدد «سيناريو التهجير» إلى الشمال... تغييرات جذرية في مركزية الميليشيات الإيرانية شرق سوريا...زيارة غير معلنة لجنرال أميركي إلى سوريا..

التالي

أخبار دول الخليج العربي.. واليمن.. «الخزانة الأميركية» تتهم «حزب الله» اللبناني وفيلق القدس الإيراني بإدارة معسكرات الجماعة...بلينكن: الحوثيون يستفيدون من «الدعم الإيراني السخي» في ضرب اليمن...معارك في مأرب وخروق في الحديدة وصد هجمات في حجة...مباحثات سعودية ـ أممية تتناول مستجدات فلسطين.. «زايد 3»... تدريب عسكري مصري إماراتي ..قرقاش يبحث مع المبعوث الأمريكي إحلال السلام في اليمن..وزارة الصحة البحرينية تعلن اختراق حسابها على "تويتر"....خلل في شبكة الربط المصري يقطع الكهرباء عن الأردن..

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,504,702

عدد الزوار: 7,690,352

المتواجدون الآن: 0