أخبار وتقارير.. مع قرب انسحاب القوات الفرنسية.. مخاوف من تكرار سيناريو أفغانستان في غرب أفريقيا... "طالبان" تتعهد بتشكيل حكومة جديدة في غضون أسبوع وتتحدث عن عضوية النساء فيها..مسألة عائلية: الانشقاقات داخل عائلة طالباني تسلّط الضوء على الضعف السياسي في إقليم كردستان العراق... كيف تؤثّر أفغانستان في نهج حركة "حماس" وحركة "الجهاد الإسلامي في فلسطين" وإيران إزاء إسرائيل..

تاريخ الإضافة السبت 28 آب 2021 - 9:30 م    عدد الزيارات 2233    التعليقات 0    القسم دولية

        


مع قرب انسحاب القوات الفرنسية.. مخاوف من تكرار سيناريو أفغانستان في غرب أفريقيا...

الحرة / ترجمات – دبي... فرنسا تعلن بدء سحب قواتها من غرب أفريقيا خلال الأسابيع القادمة.. مع سيطرة طالبان على الحكم في أفغانستان هذا الشهر، أشاد أحد أسوأ المتطرفين في غرب أفريقيا بـ "إخوانه" وما وصفه باستراتيجيتهم الناجحة، وفقا لصحيفة واشنطن بوست. وأشار إياد أغ غالي، زعيم فرع القاعدة في مالي إلى استيلاء طالبان للسلطة قائلا: "عقدان من الصبر". وأوضح البيان العلني النادر كيف رفع سيطرة طالبان على كابل الروح المعنوية، وقدم حافزًا جديدًا للجماعات المتشددة التي تقود حركات التمرد المتزايدة بسرعة في غرب أفريقيا. احتفل المقاتلون في جميع أنحاء القارة، وكثير منهم أعلنوا الولاء للقاعدة والدولة الإسلامية، علنًا باستيلاء طالبان على السلطة كنتيجة "للمثابرة ضد الدول الغربية"، على حد قولهم. والآن بعد أن أعلنت فرنسا عن خطط لبدء تقليص وجودها العسكري في غرب أفريقيا بمقدار النصف تقريبًا خلال العام المقبل، يرى بعض الذين عانوا ما يقرب من عقد من العنف المتطرف أن هناك تشابهًا مخيفًا. وقال أزيدان أج إشكان، 30 عامًا، رئيس مجموعة شبابية في العاصمة المالية باماكو: "أخشى أن نلقى نفس مصير الأفغان". أدى استيلاء طالبان السريع على السلطة بعد رحيل الولايات المتحدة من أفغانستان إلى زيادة الضغط على فرنسا، التي لديها حوالي 5100 جندي في غرب أفريقيا. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يوليو، إن الانسحاب العسكري لبلاده من المقرر أن يبدأ "في الأسابيع المقبلة". ومن المقرر إغلاق ثلاث قواعد عسكرية في شمال مالي قلب الأزمة. ونزلت القوات الفرنسية في المنطقة قبل 8 سنوات بناء على طلب مسؤولين ماليين حذروا من أن مقاتلي القاعدة على وشك اقتحام العاصمة بامكو. ومنذ ذلك الحين تعهدت باريس بالبقاء حتى تبني مالي قدراتها الدفاعية الخاصة. لكن المتشددين استعادوا قوتهم منذ ذلك الحين، مما أشعل فتيل حركات تمرد في بوركينا فاسو والنيجر المجاورة، وانزلقت مالي في فوضى سياسية. خلال العام الماضي، تعرضت الانقلابين في تسعة أشهر. منذ يناير الماضي، لقي ما لا يقل عن 1852 ماليًا مصرعهم في أعمال العنف، وفقًا لمشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح. ولا يظهر الصراع أي بوادر للتراجع. في غضون ذلك، أبلغت الجيوش الإقليمية عن نقص الموارد والقوى البشرية للتغلب على التهديد. حوالي 4000 متطرف في المنطقة ينظمون هجمات بشكل منتظم ويسرقون المعدات. وقال إبراهيم يحيى إبراهيم، محلل شؤون غرب أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية في النيجر: "إذا انسحبت فرنسا، فمن المرجح أن يتحول ميزان القوى لصالح الجهاديين". وأضاف أن سيطرة طالبان هدية لآلات الدعاية الخاصة بهم. لا تحظى العمليات العسكرية الفرنسية في غرب أفريقيا بشعبية في باريس، وقال ماكرون، الذي يواجه إعادة انتخابه العام المقبل، إن القوات لم يكن من المفترض أن تبقى إلى الأبد. ويقول منتقدون إن وجود فرنسا يعيق الحوار بين القادة المتطرفين والحكومة المالية. سيتم استبدال المهمة الحالية، المعروفة باسم عملية برخان، بفريق أصغر من القوات الخاصة. وقد دعا الرئيس الفرنسي الولايات المتحدة والشركاء الأوروبيين إلى إمداد القوات بالمجهودات، لكن لم يكن هناك حماس كبير لهذه الفكرة في المنطقة.

"طالبان" تتعهد بتشكيل حكومة جديدة في غضون أسبوع وتتحدث عن عضوية النساء فيها

روسيا اليوم... المصدر: "رويترز"... تعهدت حركة "طالبان" بتشكيل حكومة جديدة للبلاد في غضون الأيام القليلة القادمة. وصرح المتحدث باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد في حديث لوكالة "رويترز" بأن الحكومة الجديدة "لن تشمل وزراء فقط بل وزعماء"، وأقر بأنه من الصعب في الوقت الحالي توقع ما إذا كانت النساء سيدخلن مجلس الوزراء، موضحا أن القرار النهائي في هذا الشأن يعود لكبار قادة الحركة. وذكر مجاهد أن "طالبان" حتى الآن عينت حكاما وقادة للشرطة في 33 من أصل 34 حيث ولاية بنجشير التي لا تزال خارج سيطرة الحركة. ولفت إلى أن "طالبان" كانت قد عينت مسؤولين لإدارة مؤسسات رئيسية مثل وزارتا الصحة والتعليم والبنك المركزي، مضيفا أنه يتوقع أن تتخفف في الآونة الأخيرة الاضطرابات الاقتصادية الملموسة التي أضرت بالعملة الأفغانية في الآونة الأخيرة. وقال إن "طالبان" تعكف على إيجاد حلول للمشاكل المتعلقة بالعملة والاقتصاد في البلاد، مناشدا الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما من الدول الغرب الحفاظ على علاقاتها الدبلوماسية مع أفغانستان.

عبد اللهيان ينطلق من بغداد إلى محطته العربية الثانية منذ تعيينه

المصدر: RT توجه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان من بغداد اليوم إلى العاصمة السورية دمشق، لتكون محطته العربية الثانية منذ تعيينه بمنصبه. وأفاد التلفزيون الإيراني بأن "عبد اللهيان سوف يتجه من بغداد الى دمشق للقاء المسؤولين السوريين". وكان عبد اللهيان ترأس الوفد الإيراني في "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة" الذي عقد اليوم بالعاصمة العراقية". وهاجم في كلمته خلال المؤتمر الولايات المتحدة الأمريكية وسياستها في المنطقة، قائلا إن "الأمريكيين لا يجلبون السلام لشعوب المنطقة". كما استذكر عملية اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس.

مسألة عائلية: الانشقاقات داخل عائلة طالباني تسلّط الضوء على الضعف السياسي في إقليم كردستان العراق

معهد واشنطن... بواسطة بكير أيدوغان , محمد آلاجا....

عن المؤلفين:

بكير أيدوغان هو صحفي مقيم في أربيل يركّز على كردستان العراق. أيدوغان هو أحد المساهمين في منتدى فكرة. حسابه على موقع "تويتر" @bekir_aydgn

محمد آلاجا يقوم بدراسات أكاديمية حول العراق والسياسة الكردية في المنطقة والميليشيات الشيعية في الشرق الأوسط. إنه مراسل دبلوماسي مقيم حاليًا في أنقرة وزميل غير مقيم في مركز دراسات الشرق الأوسط. محمد هو أحد المساهمين في منتدى فكرة.

تحليل موجز

يشير الخلاف المستمر بين قادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بافيل ولاهور طالباني إلى تحولات محتملة في سياسة إقليم كردستان العراق ووجود دوافع محتملة تؤدى الى استمرار حالة عدم الاستقرار الإقليمي.

واجه "الاتحاد الوطني الكردستاني" أزمة كبيرة على صعيد القيادة منذ أن باشر زعيمه بافل طالباني ببذل جهود للإطاحة بلاهور طالباني، وهو ابن عمه الذي يشاركه في القيادة. فاختير الرجلان كزعيمين مشاركين للحزب في شباط/فبراير 2020 بعد وفاة والد بافل المدعو جلال طالباني – وهو الرئيس العراقي السابق ومؤسس حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" الذي تزعّمه لمدة 42 عامًا. وبعد مرور ثلاث سنوات على وفاة جلال طالباني، لم يتمكن الحزب من تعيين زعيم مؤثّر قادر على الحفاظ على وحدة الحزب. وتبين الآن أن نظام مشاركة القيادة الذي يعاني من الاضطراب ليس مستدامًا، ما يُظهر ضعف النظام السياسي الخاص بـحزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" والقائم على العائلة."الاتحاد الوطني الكردستاني" هو ثاني أكبر حزب في إقليم كردستان العراق، وهو الخصم التاريخي "للحزب الديمقراطي الكردستاني" الأكبر حجمًا والقوي سياسيًا. وفي البداية، سعى بافل ولاهور إلى العمل معًا من أجل التعويض عن الأرباح التي اكتسبها "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، والتي أخذت تتزايد منذ أن أُصيب جلال طالباني بالمرض في عام 2012. لكن في خلال الشهر الماضي، أصبحت المنافسة وراء الكواليس داخل عائلة طالباني هي الحدث الرئيسي، في ظل قيام بافل بمجموعة من الخطوات الرامية إلى إزاحة لاهور عن موقع السلطة. أولًا، جرّد بافل لاهور مؤقتًا من واجبات مشاركة القيادة وعزل المسؤولين الموالين للاهور عن مناصب القيادة. ثم داهمت القوى الأمنية وسائل الإعلام الموالية للاهور. وأصدر النظام القضائي في السليمانية مذكرة توقيف بحق لاهور وشقيقَيْه، من بينهما بولاد طالباني، وهو الرئيس السابق لأحد أجهزة مكافحة الإرهاب. وحظيت جهود بافل بدعم عدة أفراد من العائلة ومسؤولين حزبيين أساسيين، من بينهم شقيقه الأصغر قباد طالباني – أي نائب رئيس وزراء إقليم كردستان العراق. كما أنه مدعومٌ من المسؤولَيْن القديمَيْن في حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" جعفر شيخ مصطفى، وهو نائب رئيس إقليم كردستان العراق، وكوسرت رسول علي، وهو رئيس "المجلس السياسي الأعلى" في حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني"، اللذَيْن يسيطران معًا على أكبر عدد من قوات "البيشمركة" التابعة للحزب في السليمانية. ردًا على ذلك، قال لاهور بعد أن طُلب منه مغادرة السليمانية: "لن أغادر شعبي حتى نفسي الأخير". وتُظهر الصور التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لاهور جالسًا في البيت إلى جانب رجال مسلحين، مع حشد كبير من الناس الذين ينتظرون خارج منزله، ما يشير إلى احتمال نشوب نزاع مسلح بين الرجال الموالين لزعيمَيْ الحزب. رغم أن بافل طالباني يبدو الآن مسيطرًا على الحزب ويحافظ على التحالف الانتخابي الذي شكّله حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" مع "حركة كوران (التغيير)" الإصلاحية، تُظهر هذه الأزمة الحاصلة على مستوى القيادة أن الحزب فقدَ قدرته على حل المسائل الداخلية. وحتى لو توصل "الاتحاد الوطني الكردستاني" إلى التوحد حول بافل، سيلزمه الكثير من الوقت والجهد لمنافسة "الحزب الديمقراطي الكردستاني". وإذا لم يتراضَ الطرفان بشكل مفاجئ، يُحتمل أن تزيد حملة التطهير التي يواصل بافل ممارستها على الموالين للاهور زعزعة الاستقرار في الحزب من حيث الانضباط والوحدة والثقة. حتى أن الانشقاق قد يتسبب بحدوث نزاع مسلح بين قوات الأمن والاستخبارات و"البيشمركة" التابعة لحزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" والموالية للطرف الأخر. علاوةً على ذلك، قد تثير الأزمة الحالية الشكوك بين أعضاء حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" في ما يخص نظام القيادة الذي تقوده عائلة طالباني. فقد يتزاحم أعضاء الحزب للحلول مكان أفراد عائلة طالباني كزعماء مشاركين لحزب "الاتحاد الوطني الكردستاني"، أو قد يغادرون هذا الحزب ويشكلون أحزابًا جديدة. وفي الواقع، هكذا تأسست "حركة كوران"؛ فأسس العضو السابق في حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" نوشيروان مصطفى الحزب في عام 2009 بعد انتقاد قيادة عائلة طالباني. لا يؤدي الاقتتال الداخلي ضمن "الاتحاد الوطني الكردستاني" سوى إلى زيادة تعقيد الوضع السياسي المتزعزع أصلًا في إقليم كردستان العراق. فطالما أدى الشقاق والاقتتال الداخلي واتهامات الخيانة بين حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" و"الحزب الديمقراطي الكردستاني" إلى عدم الاستقرار وسط الأكراد العراقيين. ومنذ أن انسحبت قوات "البيشمركة" التابعة لحزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" من كركوك في تشرين الأول/أكتوبر 2017 وسط فشل محاولة حكومة إقليم كردستان التي سعت فيها إلى الاستقلال عن العراق، اتهم "الحزب الديمقراطي الكردستاني" "الاتحاد الوطني الكردستاني" بالتعاون مع اللواء الإيراني قاسم سليماني وحكومة بغداد. وهو يتطلع إلى الانتقام من قيادة عائلة طالباني، ويرى أن الانشقاق هو فرصة للتركيز على مأسسة السيطرة في إربيل، أي عاصمة إقليم كردستان العراق والقاعدة التقليدية "للحزب الديمقراطي الكردستاني"، إلى جانب عاصمة قضاء دهوك، في ظل تَلَهّي خصمه وتوهُّنه. من ناحية أخرى، قد ينظر "الحزب الديمقراطي الكردستاني" إلى صعود بافل من زاوية إيجابية. فقد التقى بافل طالباني بمسؤولين من "الحزب الديمقراطي الكردستاني" في عدة مناسبات منذ الانسحاب من كركوك في عام 2017، ويبدو أنه أصلح علاقاته مع قيادة بارزاني. كذلك، يتمتع قباد طالباني وكوسرت رسول علي المناصران لبافل بعلاقات طيبة مع مسؤولي "الحزب الديمقراطي الكردستاني". وفي المقابل، تَمسّكَ لاهور طالباني بموقفه المعادي "للحزب الديمقراطي الكردستاني" – دافعًا "الاتحاد الوطني الكردستاني" إلى تنفيذ سياسات مناهضة "للحزب الديمقراطي الكردستاني"، بما فيها زيادة الاستقلالية عن إربيل وإعطاء الأولوية لبغداد بدلًا منها. كما أن لاهور اتهم "الحزب الديمقراطي الكردستاني" بالتدخل في حملة التطهير التي يشنها بافل ضده. في حين أن هذه الوقائع تشير إلى احتمال دعم "الحزب الديمقراطي الكردستاني" لبافل في تنافسه مع لاهور، سيؤدي تورط هذا الحزب في أزمة داخلية ضمن "الاتحاد الوطني الكردستاني" إلى زيادة عدم الثقة بـ"الحزب الديمقراطي الكردستاني" في السليمانية. لذلك، سيتمسك هذا الحزب على الأرجح بموقف حيادي في ما يخص الانشقاق داخل عائلة طالباني، بينما قد يؤدي تولي بافل وحده القيادة إلى بداية حقبة انفراج في العلاقات المستقبلية بين الحزبين. بِغَضّ النظر عن النتيجة المباشرة، لا يشكل النزاع بحد ذاته سوى أحد الأمثلة عن التحدي المستمر الذي لا يفارق إقليم كردستان العراق. ففي السنوات الثلاثين تقريبًا منذ أن حصل هذا الإقليم على المزيد من الاستقلالية عن بغداد، تمثلت المشكلة الأساسية بالنسبة إليه في الازدواج الحزبي داخل النظام السياسي، الذي تخضع بموجبه مختلف وحدات "البيشمركة" والاستخبارات والأمن والحُكم لسيطرة فصائل متنوعة تابعة لحزبٍ ما أو عائلةٍ ما. في حال الحفاظ على هذا النظام، سيستمر في تعريض النظام السياسي ضمن إقليم كردستان العراق للخطر ويعزز عدم الاستقرار، كما يتضح من خلال الانشقاق الراهن داخل عائلة طالباني. وفي الواقع، قد يواجه "الحزب الديمقراطي الكردستاني" قريبًا أزمة داخلية مشابهة ضمن العائلة على صعيد القيادة، ما بعد الحقبة الطويلة التي تولّى فيها زعيمه المؤثّر مسعود بارزاني قيادته. وطالما تُعتبر العلاقات العائلية عنصرًا محدِدًا أساسيًا في سياسات إقليم كردستان العراق، ستستمر هذه المسائل في التسبب بانقسام السياسة داخل هذا الإقليم وتعقيدها أكثر فأكثر.

كيف تؤثّر أفغانستان في نهج حركة "حماس" وحركة "الجهاد الإسلامي في فلسطين" وإيران إزاء إسرائيل..

معهد واشنطن... بواسطة كوبي مايكل, يويل غوزانسكي...

عن المؤلفين:

د. كوبي مايكل هو باحث أولي في معهد دراسات الأمن الوطني، وهو محرر في مجلة "ستراتيجيكأسيسمنت"...

الدكتور يويل غوزانسكي هو زميل أبحاث أقدم في معهد دراسات الأمن القومي (INSS)، جامعة تل أبيب. كان الدكتور جوزانسكي أيضا زميل زائر في جامعة ستانفورد، وزميل معهد إسرائيل، وباحث في برنامج فولبرايت...

تحليل موجز: نظرًا لأن سيطرة حركة طالبان على البلاد سترفع من معنويات وكلاء إيران، يجب على إسرائيل والولايات المتحدة العمل على تطوير استراتيجية منسقة ضد هذه الجماعات بغية تعزيز الأمن الإسرائيلي واستعادة الثقة في الالتزامات الأمريكية نحو الشركاء الإقليميين..

صدمَ استيلاء حركة "طالبان" سريعًا على أفغانستان الغرب رغم أنه كان أمرًا متوقعًا. وسيُلصق هذا التطور ونتائجه على الأرجح سمة الهزيمة بالولايات المتحدة ويعطيها صورة الفشل في أداء دورها كقائدة للعالم الحر وللغرب. فطالما اعتُبرت الولايات المتحدة العدو الأشرس للإسلام الأصولي والعائق الأكبر أمام هذا الأخير في تحقيق رؤيته. لذلك، مهما كان الانسحاب الأمريكي ضروريًا ومبررًا – مع أنه ما من انسحاب يبدو جيدًا على الإطلاق – كانت مشاهده المقلقة بمثابة رياح دافعة لرحلة الإبحار التي شرع بها الجهاديون.

سيؤدي واقع أن نظام "طالبان" يمكن أن يعيد تأسيس نفسه في أفغانستان إلى تأجيج نيران الجهاد حول العالم، وبشكل خاص في الشرق الأوسط، مع العلم إلى درجة كبيرة من اليقين بأن العالم سيقف متفرجًا فيدينه ويعترض عليه من دون أن يتدخل. فيتعدد حلفاء حركة "طالبان" ومشجعوها في هذا المحيط المكتظ، ومن بينهم حركة "الجهاد الإسلامي في فلسطين" وحركة "حماس".

عقدَ إسماعيل هنية، وهو زعيم حركة "حماس"، اجتماعًا عامًا مع زعماء "طالبان" في قطر لاقى تغطية جيدة. وإلى ذلك، تتمتع حركة "الجهاد الإسلامي في فلسطين" بروابط تاريخية بحركة "طالبان": فانضم عبد الله عزام، وهو من الزعماء البارزين لحركة "الجهاد الإسلامي" سابقًا، إلى حركة "طالبان" وساعدها في تطوير قدراتها العسكرية.

وسارعت قيادتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي في فلسطين" إلى إصدار بيان دعم وتهنئة لحركة "طالبان" على نصرها الباهر. وحين أعرب زعيم "طالبان" عن امتنانه للمهنئين، أشار إلى ارتباط النجاح في أفغانستان بالجهد الفلسطيني للقضاء على إسرائيل وإنشاء دولة فلسطينية من النهر إلى البحر.

مع أن قادة "حماس" يدركون مستوى قوة التنظيم مقارنة مع إسرائيل، ويدركون المسؤولية الهائلة التي يتحملونها عن الناس في قطاع غزة وأهمية تطوير جهود إعادة البناء وتحسين الوضع الإنساني هناك، قد يؤدي ما تراه حركة "حماس" كمثابرة وتضحية من جهة "طالبان" أديتا إلى تحقيق نصر عظيم على الولايات المتحدة بحد ذاتها، إلى زعزعة حس "حماس" بالمسؤولية والاهتمام وأن يرخي قيودها.

رغم أن فكرة الإنجاز الذي حققته حركة "طالبان" لا تؤدي إلى تخلي "حماس" سريعًا عن كافة المحاذير، قد يفترض المرء أن حس الثقة بالنفس والبهجة، وحتمًا بروز منظمات جهادية أخرى في الساحة، سيؤثّران في سلوك "حماس" – ويمكن أن يساهما في التصعيد.

على النحو نفسه، عزز هذا النجاح على الأرجح زخم حركة "الجهاد الإسلامي في فلسطين" – وهي عمومًا شريكة لحركة "حماس" إنما أيضًا وكيلة لإيران تحفزها فلسفة تفوق حركة "حماس" في التطرف والطابع القتالي. فمن وقتٍ إلى آخر، تتحدى حركة "الجهاد الإسلامي في فلسطين" حركة "حماس" وتعمل بشكل مستقل وضد مصالح "حماس" من خلال تصعيد الخطوات العسكرية ضد إسرائيل.

التنسيق الإيراني والرد الإسرائيلي

يتوافر أيضًا تأثير إقليمي أوسع نطاقًا، بسبب تنسيق الهجمات ضد إسرائيل. ففي خلال عملية "حارس الأسوار"، واجهت إسرائيل هجمات من أربع جبهات مختلفة هي: قطاع غزة وجنوب لبنان وجنوب سوريا وغرب العراق. ويجب اعتبار الجبهات الأربع، وأيضًا الجبهة الخامسة التي يشغّلها الحوثيون في اليمن، ككيان واحد يشغّله المبدأ التنظيمي نفسه وتقوده إيران عبر الوكلاء.

ففيما تختلف حركة "حماس" وحركة "الجهاد الإسلامي في فلسطين" حين يتعلق الأمر بخصائصهما كوكيلتين لإيران – إذ يشكل "الجهاد الإسلامي" وكيلًا إيرانيًا واضحًا في حين أن حركة "حماس" تعمل ككيان مستقل بشكلٍ أكبر، وعلى عكس "الجهاد الإسلامي"، لا تخضع للحُكم الإيراني المطلق – لا يبدّل هذا الأمر بأي شكل من الأشكال جوهر النظام الإقليمي الذي تقوده إيران.

كان كلٌ من إسماعيل هنية، زعيم حركة "حماس"، وزياد النخالة، زعيم حركة "الجهاد الإسلامي في فلسطين"، ونعيم قاسم، نائب الأمين العام لـ"حزب الله"، يجلس في الصف الأمامي المخصص للوجهاء في حفل أداء رئيسي، وهو الرئيس الإيراني الجديد، لليمين الدستورية. ومن ثم، يوضح هذا الموقف الرمزي للغاية كيف ترى إيران هؤلاء الوكلاء ، سواء أكانوا شيعة أم سنة ، مشاركين في "محور المقاومة".

على مدى سنوات بنت إيران بشكل منهجي هذه الجبهات الخمس كعنصر أساسي من جهدها لردع الدفاعات الإسرائيلية وإرهاقها. وتستطيع إيران التحكم بارتفاع ألسنة النيران عبر إصدار تعليمات إلى وكلائها، فيبقى عليهم تحديد كيفية تشغيل هذه الجبهات ضد إسرائيل. رغم العداوة القائمة منذ زمن طويل بين إيران وحركة "طالبان"، استغل كلاهما السنوات العشرين من التواجد الأمريكي في أفغانستان لإعادة بناء علاقتهما وإنشاء تحالف.

وبالنسبة لإيران، كانت الرغبة في تشكيل تحالف ضدها من الحلفاء الإقليميين بقيادة الولايات المتحدة هو ما حفّز "اتفاقات أبراهام". كما تحرص إيران على دق إسفين بين إسرائيل والدول المجاورة لإيران في الخليج – أي الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسعودية. فتركّز إسرائيل ودول الخليج على برنامج إيران النووي والتهديد الذي يطرحه وكلاء إيران على أراضي هذه الدول. وتخشى إيران أيضًا تزايد الوجود الإسرائيلي على صعيدَي الاستخبارات والعمليات في الخليج.

إلا أن كلًا من إسرائيل ودول الخليج يشعر أن الردع المتأصل في التعاون مع الولايات المتحدة قد تضرر مع الإدارة الجديدة في واشنطن، وأن رغبة الإدارة الحالية تتمثل في العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران وتقليص وطأة قدمها الخاصة في الشرق الأوسط: أي أولًا في أفغانستان، ثم على الأرجح في العراق وسوريا.

تجدر ملاحظة أن النظام الإقليمي الذي بنته إيران يتسم بالكراهية المتعصبة تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل وكل ما يمثّله الغرب، فضلًا عن الاعتقاد الديني الشديد الحماس والتفاني في سبيل الجهاد كطريقة عمل. ويتمثل هدف النظام في تقويض الهيمنة والنفوذ الأمريكيَين، وإضعاف الأنظمة السنية والإطاحة بها، وتدمير دولة إسرائيل، لتتبع ذلك عملية أسلمة المنطقة. ويفضّل هذا النظام ترك حل النزاع التاريخي بين الشيعة والسنة إلى النهاية.

حين يتعلق الأمر بالجهاد، يُعتبَر الإنجاز الباهر المفترض الذي حققته حركة "طالبان" في استيلائها السريع على أفغانستان بمثابة دليل على فعالية الصمود وعلى القضية المحقة للمجموعة. وتشبه إعادة تأسيس "إمارة أفغانستان الإسلامية" منبع أمل أكثر من كونها مجرد رفع للمعنويات بالنسبة إلى الرؤية الجهادية الخاصة بحركة "حماس" وحركة "الجهاد الإسلامي في فلسطين" وما يشبههما في المنطقة.

بالتالي، من الحكمة افتراض أن الفرح الكبير الناتج لن يؤدي سوى إلى تعزيز البهجة، التي تشبه تلك التي استمتعت بها حركة "حماس" في خلال عملية "حارس الأسوار" وبعدها، وسيقود التنظيمات الجهادية إلى استفزاز إسرائيل والدول العربية. ولا يُستبعَد احتمال أن يزيد وكيل تنظيم "الدولة الإسلامية" في شبه جزيرة سيناء كلًا من عدد الهجمات ونطاقها على الجيش المصري المتمركز هناك، وربما أيضًا من شبه جزيرة سيناء ضد إسرائيل.

في مواجهة هذا التحول ، ينبغي على إسرائيل تبديل نهجها الاستراتيجي إزاء النظام الإقليمي الذي يتشكل ويترسخ حاليًا، وإزاء ما يربطه بنجاح "طالبان". وعليها تطوير استراتيجية مصممة لتقويض المبدأ التنظيمي للنظام الإقليمي الذي ترأسه إيران، وتفكيك الصلات التي تربط الأطراف الفاعلة، وتعطيل بناه التحتية المتعددة. ولتحقيق هذه الغاية، على إسرائيل تبني استراتيجية تتمثل في بذل جهد استباقي وثابت لتعطيل عناصر النظام بشكل منسق، بدلًا من الرد على الأعمال التي ينفذها أحد عناصر النظام ضدها. ويجب أن يتمثل المبدأ التوجيهي في تحمُّل كافة عناصر النظام ولاعبيه المسؤولية المشتركة.

لو طُبّق هذا المنطق في خلال عملية "حارس الأسوار" ضد حركة "حماس" في قطاع غزة، ، لكانت إسرائيل سترد على جميع الأطراف المعنية. فحين اختارت الميليشيا الشيعية في غرب إيران إطلاق طائرة مسلحة من دون طيار إلى إسرائيل، واختارت المنظمات الفلسطينية، تحت حماية "حزب الله"، استهداف إسرائيل بالصواريخ، وأدار "حزب الله" غرفة عمليات مشتركة مع "حماس"، وأعلن عن التزامه بمساندة "حماس"، وهدد بالرد على إسرائيل في حال حدوث نزاع آخر مع "حماس"، لكانوا فقدوا حصاناتهم.

مع ذلك، لا يتعين على إسرائيل اتخاذ التدابير ضد عناصر النظام الإيراني فحسب، وعليها بذل قصارى جهدها لإنشاء نظام مضاد يتألف من الدول العربية السنية البراغماتية مع إشراك الدعم الناشط للولايات المتحدة. فيمكن أن تكون فعليًا هذه اللسعة النفسية الناتجة عن ضعف أمريكا وتراجعها عن التزامها بمساندة حلفائها، كما اتضح من خلال قرار سحب قواتها من أفغانستان، بمثابة حافز للإدارة الأمريكية: فتبرز هنا فرصة لإثبات العكس، والحفاظ على مكانة الولايات المتحدة ونفوذها في المنطقة عبر وسائل الدعم العملي لنظام إقليمي سيُبنى من أجل مواجهة النظام الإقليمي الإيراني بفعالية، ووضع حد للإلهام الذي ولّده نجاح "طالبان" لدى عناصر ذلك النظام.

يمكن أن تُشرك إسرائيل إدارة بايدن لزيادة التدخل في الشرق الأوسط عبر استخدام "اتفاقات أبراهام" كمنصة للتعاون الإقليمي ضد إيران، لا سيما على خلفية قلق الدول العربية من احتمال تخلي الولايات المتحدة عن المنطقة. فترى الدول العربية أن إسرائيل تتمتع بنفوذ كبير في واشنطن، وأنها قادرة على تمثيل موقفها. والمطلب المحوري الموجه إلى الإدارة هو إيجاد رابط جديد بين حلفاء واشنطن الإقليميين، يساهم في إرساء الاستقرار الإقليمي، وينشئ قوة معاكسة ضد الكيانات المثيرة للمشاكل التي تسعى إلى مواصلة النزاعات على الدوام، ويوفر مساحة من المرونة للولايات المتحدة تسمح لها في الوقت نفسه بمواجهة كلٍ من المشاكل الإقليمية والعالمية التي قد يغذيها انتصار طالبان.

 

 

 

 

 

 



السابق

أخبار وتقارير.. جنبلاط «يدوْزن» ويُعْلي حفْظ الوجود ...بدء انسحاب القوات الأميركية من مطار كابول.. «قمة بغداد» تدعو دول الاقليم للتعامل مع التحديات على أساس التعاون وحسن الجوار... ماكرون: القوات الفرنسية ستبقى في العراق مهما كان قرار واشنطن...الكاظمي: العراق وفرنسا شريكان أساسيان في الحرب على الإرهاب..«التعاون الإسلامي» تدعو المجتمع الإسلامي والدولي لدعم العراق...السيسي: ندعم استقرار العراق ودوره العربي والإقليمي..الحكومة اليمنية تعلن عن حزمة إجراءات .. لبنان: 3 جرحى في مشاجرة بمحطة محروقات...

التالي

أخبار وتقارير.. اتهامات لعون بمحاولة الإطاحة بـ«الطائف» ومصادرة صلاحيات رئيس الحكومة..قمة بغداد تتجنب الخلافات ولقاءات ثنائية تكسر الجمود الإقليمي...بايدن محذراً: هجوم «محتمل جداً» على مطار كابول.. أفغانستان: واشنطن تدمّر «إيغل» وتتوقع هجمات.. بايدن يتهم الصين بإخفاء معلومات «حيوية» عن منشأ «كورونا»...كازاخستان: 13 قتيلاً بانفجارات مخزن سلاح..

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,336,069

عدد الزوار: 7,673,997

المتواجدون الآن: 0