أخبار سوريا... غارة من مسيرة مجهولة تودي بحياة شخص في مدينة جرابلس شرقي حلب.. النظام يتحدث عن "تسوية شاملة" في دير الزور.. موالون ينعون ضابطاً رفيعاً بميليشيا أسد.. تباين مواقف الأحزاب الكردية من وساطة روسية مع دمشق.. إعادة انتشار الميليشيا الإيرانية عند الحدود السورية ـ العراقية..مخيم الهول في الحسكة... «حاضنة» لجيل جديد من المتطرفين.. حوار دمشق - «قسد»... تابع: هل تفلح موسكو هذه المرة؟..هيكلة الإدارة الذاتية: مظلوم عبدي باقٍ...

تاريخ الإضافة الإثنين 8 تشرين الثاني 2021 - 4:36 ص    عدد الزيارات 1941    التعليقات 0    القسم عربية

        


غارة من مسيرة مجهولة تودي بحياة شخص في مدينة جرابلس شرقي حلب..

شبكة شام... أفادت "مؤسسة الدفاع المدني السوري"، (الخوذ البيضاء) اليوم الأحد 7 تشرين الثاني/ نوفمبر، عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك بأن طائرة مسيرة مجهولة قصفت مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي. ولفتت المؤسسة إلى أن القصف أودى بحياة شخص جراء الضربة الجوية حيث عملت فرق الإنقاذ التابعة للخوذ البيضاء على انتشال الجثة ونقلتها إلى مشفى المدينة، وأمّنت المكان لحماية المدنيين. وذكر "المكتب الإعلامي في مدينة جرابلس"، بأن طيران مجهول استهدف شخصا على أطراف مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي، ولم تعرف هوية الشخص المستهدف وسط تضارب الروايات عبر مواقع التواصل الاجتماعي. هذا ورجحت مصادر محلية في المدينة بأن يكون التحالف الدولي يقف خلف الاستهداف الأخير شرقي حلب، وجاء ذلك دون ورود أي إعلان رسمي حول مسؤولية التحالف باستهداف أي موقع في سوريا حتى لحظة إعداد الخبر. وتجدر الإشارة إلى أن مدينة جرابلس سبق أن شهدت قصفاً صاروخياً من قبل ميليشيات "قسد"، إضافة إلى عدة تفجيرات إرهابية، كما وسبق أن قصفت البوارج الحربية الروسية في السواحل السورية محطات تكرير النفط الخام قرب منطقة الحمران في ريف جرابلس شمال شرق محافظة حلب في آذار/ مارس الفائت.

وسط مفاوضات برعاية روسية .. النظام يتحدث عن "تسوية شاملة" في دير الزور

شبكة شام.. نقل موقع مقرب من نظام الأسد عن مسؤول في "حزب البعث"، ما قال إنها "تفاصيل وموعد التسوية الشاملة للمطلوبين والفارين والمتخلفين عن الخدمة في دير الزور"، حسب وصفه، فيما أشار موقع محلي إلى وجود مفاوضات برعاية روسية بين قوات النظام وقسد حول مناطق شمال وشرق سوريا. وحسب مصادر إعلامية موالية لنظام الأسد فإن "رائد الغضبان"، أمين فرع دير الزور لحزب البعث تحدث عن تسوية شاملة سيجري تطبيقها قريباً في دير الزور وتأتي بتوجيه من رأس النظام بشار الأسد ضمن إطار ما وصف "المصالحات الوطنيّة". وزعم "الغضبان" أن التسوية ستشمل كافة المطلوبين، سواء الفارين من الخدمة العسكرية والاحتياطية، أو المُتخلفين عن الخدمة الإلزامية وغيرهم، وذكر "أن هذه الخطوة تأتي حلاً لمشاكل الكثير من مواطني المحافظة وتعزيزاً لعودة الحياة الطبيعية والأمن والاستقرار فيها كما في باقي ربوع الوطن"، على حد قوله. وادعى الموقع ذاته أن إجراءات العمل بهذه الخطوة ستبدأ في الرابع عشر من الشهر الجاري بعد تشكيل لجانٍ ذات صلة من قبل الأجهزة المُختصة وستشمل كذلك المطلوبين بشكل عام رجالاً ونساء أسوةً بما جرى في محافظة درعا ولفتت إلى أن لجنة شُكلت لهذا الشأن من قبل وزارة الداخلية والعدل والأجهزة الأمنيّة، وفق تعبيره. فيما أشارت مصادر إعلامية إلى وجود مفاوضات بين "حزب الاتحاد الديمقراطي"، ضمن قوات قسد من جهة ونظام الأسد من جهة أخرى، برعاية روسية، فيما كشف موقع محلي أنها وصلت إلى تفاهمات أولية، في بعض الملفات الهامة المتعلقة بالأمور الإدارية والعسكرية. في حين نقل موقع مقرب من نظام الأسد تصريحات عن الشيخ "عبدالله الشلاش" بوصفه "رئيس مركز المصالحة السوري الروسي بدير الزور"، الذي تحدث عن تذليل أغلب العقبات التي تحول دون إتمام الاتفاق الذي سيضمن انتشار قوات الأسد والقوات الروسيّة بمناطق الجزيرة. وحسب "الشلاش"، فإن خطوة الانتشار تأتي كمرحلة أولى في إطار اتفاق شامل جارٍ العمل عليه بالتنسيق مع الجهات الأمنيّة والعسكرية والجانب الروسي في دير الزور، والعمل على تسوية أوضاع المطلوبين في اتجاهين، يشمل التحقق من أوضاع المطلوبين، وكذلك بالنسبة للعسكريين الفارين أو المُتخلفين عن الخدمة العسكريّة. بالمقابل قال ناشطون في موقع "فرات بوست"، إن جميع المعلومات التي تروجها وسائل إعلام موالية للنظام السوري عن دخول قوات نظام الأسد مناطق شرق الفرات بدير الزور عارية عن الصحة، وفق تعبيرهم. وكانت كشفت شبكة "دير الزور 24" المحلية، أن عدة قرى وبلدات في ريف دير الزور الغربي خرجت بمظاهرات، رفض فيها المحتجون أي دخول للقوات الروسية إلى مناطقهم، كون ذلك يمهد لعودة سلطة النظام والميليشيات الإيرانية. هذا وسبق أن كشف رئيس مايسمى بـ "المبادرة الوطنية للأكراد السوريين"، عمر أوسي، عن التوصل لمسودة "وثيقة وطنية" لحل الخلافات الموجودة بين "الميليشيات الانفصالية" و"حكومة النظام" بهدف التنسيق المشترك لصد أي عملية عسكرية تركية محتملة شمال سوريا.

إيران تشيّع قيادياً بارزاً قتل قبل سنوات في معارك درعا

أورينت نت – خاص... بموكب عسكري مهيب وحضور رسمي وديني، شيّع نظام الملالي الإيراني قياديا بارزا من صفوف ميليشيات "الحرس الثوري الإيراني" والذي استعاد جثته من مناطق سيطرة نظام أسد في سوريا بعد ستة أعوام على مقتله في محافظة درعا. وذكرت حسابات إيرانية على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه تم تشييع القيادي في ميليشيا "فاطميون" المدعو، محمد صديق رضائي، في مدينة قوتشان الإيرانية، بحضور مسؤولين وعلماء دين وحشد عسكري منظم حضره كبار الضباط وممثل المرشد الإيراني علي خامنئي بولاية خراسان الرضوي. وأشارت الحسابات إلى أن رضائي قتل خلال مشاركته في المعارك بمدينة بصر الحرير بمحافظة درعا جنوب سوريا في نيسان عام 2015، وأنه من "أوئل المقاتلين الفاطميين والمدافعين عن حرمة أهل البيت في سوريا"، بحسب وصفهم. وجرى التعرف على القيادي الإيراني من خلال تحليل الحمض النووي بعد ستة أعوام على مقتله في سوريا، ليتم استعادته وتشييعه بموكب "مهيب" وعرض عسكري لافت، بحسب صور وفيديوهات نشرها الإعلام الإيراني وبعضها مرفق في المقال. وميليشيا "فاطميون" إحدى الميليشيات التابعة لـ "الحرس الثوري الإيراني" والتي تقاتل إلى جانب ميليشيا أسد في سوريا، وهم مقاتلين شيعة ومعظمهم أفغان جندتهم إيران، كقوة "تشبيحية" مؤلفة من آلاف المقاتلين المتدربين بشكل جيد، ليشكلوا تهديداً للبلدان التي توجد فيها إيران مثل العراق وسوريا وأفغانستان. وتشارك إيران في المعارك الدائرة لمصلحة نظام أسد في سوريا عبر ميليشيات عديدة وأبرزها "الحرس الثوري الإيراني" و"فاطميون" وزينبيون" ولواء الباقر" وحزب الله، اللبناني والعراقي"، إضافة لإشراف الضباط الإيرانيين على ميليشيا أسد بشكل مباشر ومن خلال الدعم اللوجستي المقدم لها. وخسرت ميليشيات إيران مئات العناصر والقياديين من صفوفها خلال مشاركتها في الحرب السورية في السنوات الماضية، إنْ كان بمعارك ضد فصائل المعارضة في مختلف المناطق أو بهجمات لتنظيم داعش أو بغارات إسرائيلية، أبزر تلك الخسائر كانت مقتل ضابط برتبة لواء ومرافق القائد السابق للميليشيا، قاسم سليماني، (حسن عبد الله زاده ومحسن عباسي)، واللذين قتلا في حزيران الماضي بكمين نفذه تنظيم داعش بين دير الزور وتدمر . واستعادت إيران العديد من جثث قتلاها الذين سقطوا على الأراضي السورية من عناصر وضباط عبر صفقات تجريها مع نظام أسد ويتكتم عنها الأخير، فيما تزال خسائرها متواصلة وخاصة بالهجمات المتكررة على مواقع ميليشياتها بمناطق البادية السورية وخاصة بالقرب من الحدود العراقية. ومنذ بداية الثورة السورية عام 2011، عملت إيران على تجنيد عشرات الميليشيات من مقاتلين محليين وأجانب للقتال إلى جانب حليفها أسد في سوريا، تحت مسميات "الجهاد الإسلامي" ومحاربة الإرهاب من جهة، وتحت شعارات حماية المراقد المقدسة من جهة أخرى، إلا أنها في الحقيقية عمدت إلى تلك السياسة لتقوية تدخلاتها في المنطقة العربية تحقيقا لمصالحها.

مقتل عناصر للنظام بمناطق متفرقة وميليشيا إيرانية تغير مواقعها

إعداد: أورينت نت... قُتل عدد من عناصر ميليشيات أسد بهجمومين منفصلين غرب دير الزور والرقة باالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية للنظام إلى شمال الرقة قرب خطوط التماس مع الجيش الوطني، فيما أخلت ميليشيا إيرانية نقاطها ومواقعها من البادية جنوب المحافظة. وفي التفاصيل، قتل عنصر من ميليشيا لواء القدس الفلسطيني جراء هجوم استهدف سيارة عسكرية قرب منطقة التبني غرب دير الزور دون معرفة الجهة المهاجمة، كما قتل عنصران من ميليشيا القاطرجي التابعة لميليشيا أسد، جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارة عسكرية قرب بلدة دبسي عفنان جنوب غرب الرقة.

تعزيزات عسكرية شمال الرقة

وإلى الرقة، فقد نشرت شبكة عين الفرات شريطاً مصوراً يظهر مدرعات وشاحنات وعربات عسكرية وحافلات ترفع علم نظام أسد، وقالت إنها تعزيزات استقدمها نظام أسد من مطار الطبقة إلى محيط مدينة عين عيسى شمال الرقة. فيما ذكرت ذات المصادر أن ميليشيا حركة النجباء العراقية المدعومة إيرانياً سحبت معظم مقاتليها مع الآليات العسكرية من نقاطها الموجودة في مدينة معدان وريفها شرق الرقة، حيث سحبت 120 عنصراً ومعظم عدتها وعتادها من منطقتي السبخة ومعدان وريفيهما باتجاه ديرالزور، دون توضيح الأسباب، في ظل استلام ميليشيات أسد للنقاط التي تم إخلاؤها، مشيرة إلى أن أبرز النقاط التي غادرتها الميليشيا هي " قرية المشيرفة جنوب معدان، ونقطة قرية الخميسية وقرية مغلة كبير وقرية الرحبي" شرق الرقة.

روسيا تمنع دخول الحرس الثوري لمناطق قسد

وفي سياق آخر، أصدرت القيادة الروسية في مطار القامشلي خلال الساعات الأخيرة قراراً بمنع نقل عناصر ميليشيا الحرس الثوري إلى داخل مناطق سيطرة "قسد" عن طريق المطار، وقد ذكرت شبكة عين الفرات أن القرار الروسي جاء بالتنسيق مع ميليشيات أسد على اعتبار أن الوجود الإيراني في المنطقة لا مبرر له، كونها ليست منطقة اشتباكات، وقد أبلغت القيادة الروسية قيادة ميليشيات أسد في القامشلي بقرار منع نقل عناصر الحرس الثوري من المحافظات السورية إلى محافظة الحسكة بعد تزايد أعدادهم هناك دون وجود مبررات.

اغتيالات في درعا

وإلى درعا، فقد ذكر تجمع أحرار حوران أن العنصر في ميليشيات أسد "أيوب رستم" المنحدر من منطقة سهل الغاب بريف حماة قتل إثر إصابته بطلق ناري من قبل مجهولين على طريق "إزرع - الشيخ مسكين" شمال درعا مساء أمس السبت.

دعمه الروس.. موالون ينعون ضابطاً رفيعاً بميليشيا أسد

أورينت نت – متابعات... نعى موالون ضابطا رفيعا في ميليشيا أسد قتل بظروف غاضمة وتحت مبررات "المرض" وسط خسائر ملحوظة في صفوف الميليشيا وبينهم ضباط بارزون قضوا على جبهات الشمال والبادية ودرعا. وذكرت شبكة "أخبار اللاذقية" اليوم أن الضابط برتبة عميد ركن أكثم الحسين توفي جراء "مضاعفات المرض" وينحدر من قرية سنديانة عين حفاض، بمنطقة صافيتا التابعة لريف طرطوس. ويشغل العميد الحسين قائد اللواء الثاني (اقتحام) التابع للفيلق الخامس أبرز فيالق ميليشيا أسد والمدعوم بشكل مباشر من الاحتلال الروسي، ويتهم بالمشاركة بقتل السوريين وتدمير مدنهم ومنازلهم من خلال إشرافه على أكبر الواحدات العسكرية المسؤولة عن الهجمات الوحشية تجاه مناطق المعارضة ولا سيما في الشمال السوري، وهذا ما تؤكده صور نشرها أقاربه على "فيسبوك" أثناء وجوده على جبهات المعارك التي تخوضها الميليشيا في عموم سوريا. وزدات خسائر ميليشيا أسد بشكل لافت خلال الآونة الأخيرة جراء المعارك والهجمات التي تشهدها مناطق البادية السورية وإدلب وحلب ودرعا، إلى جانب نعي ضباط "أمراء" برتبة عمداء وألوية بظروف غامضة وخاصة "حوادث السير والأمرض"، وكان آخرهم خبر وفاة العميد في الحرس الجمهوري رجب مهنا، والذي شغل قائداً في إحدى جبهات ريف حلب، والعميد يوسف الحسن المنحدر من مدينة حمص وهو أحد أبرز طياري ميليشيا أسد المجرمين في مطار كويرس الذي طالما قصف المناطق المحررة. كما نعت صفحات موالية أخرى العقيد علي سلمان علي المقيم في دمشق والمنحدر من قرية الجبيبات الغربية قرب جبلة، وذكرت أن وفاته جاءت بعد أربعة أيام على موت شقيقه، ما يشير إلى أن وفاتهما جاءت بفيروس كورونا. وكانت شبكة "مراسل سوري" وثقت مقتل اثنين وأربعين ضابطا من "ميليشيا الأسد" خلال الشهرين الماضيين (آب وتشرين أول)، بينهم لواءان وتسعة عمداء واثنا عشر عقيدا، وبقيتهم من رتب مختلفة بين مقدم إلى ملازم وفق صفحات موالية ذكرت تلك الخسائر تباعا على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي سياق الخسائر المتتالية، قتل اليوم عنصران من ميليشيا "القاطرجي" جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارة عسكرية قرب بلدة دبسي عفنان جنوب غرب الرقة، كما قتل عنصر من ميليشيا "لواء القدس" الفلسطيني بهجوم مسلح طال سيارة عسكرية قرب منطقة التبني غرب دير الزور.

تباين مواقف الأحزاب الكردية من وساطة روسية مع دمشق.. التهديدات التركية توحد الجهات السياسية شرق الفرات

(الشرق الأوسط)... القامشلي: كمال شيخو.... تباينت مواقف الأحزاب الكردية والجهات السياسية حول دور القوات الروسية بالتوسط لدى دمشق، ففي الوقت الذي تطابقت فيه دعوات حزب كردي وقيادي من «مجلس سوريا الديمقراطية»، لقيام موسكو بوساطة مع حكومة النظام للدخول في مفاوضات مباشرة، ولعب دور الضامن وإقناع حلفائها بالجلوس إلى طاولة المفاوضات وتغليب الحلول السياسية على الخيارات العسكرية، صرح مسؤول كردي بارز بالإدارة الذاتية، بأن موسكو ليست جادة بالضغط على النظام لتفعيل الحوار مع الإدارة. طالب «الحزب الديمقراطي التقدمي» الكردي في سوريا، عبر بيان نشر على موقعه الرسمي، أمس، روسيا، إلى لعب دور الوسيط بين الحركة الكردية والحكومة السورية للتوصل إلى صيغة تفاهم بين الطرفين، «لدرء المخاطر والتهديدات التركية لاحتلال أجزاء ثانية من الأراضي السورية لا سيما المناطق الكردية، والتي تهدد وجود الشعب الكردي في المنطقة». وقال أحمد سليمان عضو المكتب السياسي للحزب التقدمي لـ«الشرق الأوسط»، إن هذه الدعوة مردها «ما يحصل على الأرض من تطورات ميدانية، ولأن سوريا باتت منطقة نفوذ روسية بموافقة أميركية، أما باقي الدول فستنسحب من سوريا عاجلاً أم آجلاً». وفي حال توفرت تفاهمات داخل البيت الكردي «يمكن إقناع الروس بجدوى الحل السياسي، خصوصاً أن الإدارة الأميركية الحالية، تشجع الكرد والإدارة الذاتية على الحوار مع دمشق». وطالب أحزاب الحركة الكردية، التوصل لاتفاقيات أولية، «بهدف تحديد خياراتها والتي ستحقق لها حماية مناطقها وضمان حقوقها المشروعة في صيغة الحل السياسي للأزمة السورية». وهو ما ذهب إليه رياض درار رئيس «مجلس سوريا الديمقراطية»، الذي كشف عن وجود وساطة روسية بين دمشق والإدارة الذاتية، وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن التقدم الروسي داخل المناطق التي تسيطر عليها (قسد) المدعومة من واشنطن، «مؤشر على أن الروس قد يكونون أكثر جدية في دعم الحوار هذه المرة». ودعا مجلس «مسد» وقوات «قسد» للتصرف بواقعية، بالقول: «نحن بكامل الجهوزية والاستعداد للحوار إن رغبت دمشق بذلك، للوصول إلى صيغة حل سياسي لكامل القضايا في سوريا». يذكر، أن ممثلين من «مجلس سوريا الديمقراطية»، عقدوا في الماضي، ثلاثة اجتماعات مع مسؤولين أمنيين من النظام السوري، من خلال محادثات غير رسمية عقدت الأولى منتصف 2018، والثانية 2020 والثالثة بداية العام الحالي، غير أن د. عبد الكريم عمر، رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالإدارة الذاتية، اتهم روسيا بعدم جديتها في ممارسة الضغوط على النظام السوري لتفعيل الحوار مع الإدارة الذاتية. وأكد لـ«الشرق الأوسط»، بعدم وجود أي حوارات مع النظام، قائلاً، إن «موسكو ليست جادة في الضغط على النظام للانخراط في حوار بناء. ومنذ تشكيل محور (أستانا)، غيرت أولوياتها لتعزيز علاقاتها مع تركيا، وتعميق أزمة أنقرة في حلف شمال الأطلسي خدمة لأجنداتها». وشدد على أن «الحوار مع حكومة دمشق متوقف كلياً، لأن النظام غير جدي وما زال متمسكاً بعقلية ما قبل عام 2011، ويعتقد أنه قادر على السيطرة عسكرياً على كامل سوريا وهذا غير ممكن». من جهته، أعرب السياسي الكردي أحمد سليمان، عن اعتقاده، بأن التهديدات التركية جدية وتتحين الفرصة المناسبة لتنفيذها. وأن الحركة السياسية السورية عموماً والكردية خصوصاً، في مأزق حقيقي لما تعيشه من خلافات وتناقضات، مشدداً على أن «هذه الحالة تفسح الطريق أمام تنفيذ التهديدات التركية الخطيرة التي تهدد الوجود الكردي في المنطقة، لافتاً إلى أن تجربة احتلال عفرين ورأس العين، لم تدفع بالحركة لإعادة النظر وتقييم أسباب الفشل الذاتي». وأضاف أن انقسام الحركة شكل نقطة ضعف أساسية «وبغير التفاهم على صيغة مشتركة، يصعب إقناع القوى المؤثرة في الوضع السوري بالتفكير جدياً بمساندة حق الشعب الكردي في إطار الحل السياسي للأزمة السورية». وأشار القيادي رياض درار، إلى أن كل من يدعو لضرورة التفاوض بين الحكومة السورية وقوات «قسد» ومكونات الإدارة «مُحق، على أن يقود ذلك إلى الصلح لا المصالحة»، فالمصالحة برأيه لا تُقدم ولا تؤخر ولا تؤسس لحل حقيقي، بينما الصلح فهو بناء على أساسات متينة وعليه يمكن أن يقام أي حل سياسي. وعن تصاعد التهديدات التركية بشن هجوم ضد مناطق نفوذ «قسد» والإدارة شمال شرقي سوريا، شدد درار في تصريحاته، على أن «عندما يكون هناك عدوان فكل السوريين مسؤولون عن الدفاع عن وطنهم، وهناك إمكانية طلب المساعدة من الجيش السوري لصد أي عدوان تركي». في المقابل، حذر المسؤول عبد الكريم عمر، من تدخل تركي والسيطرة على المزيد من المناطق السورية التي ستؤدي إلى موجات نزوح، وستفاقم الوضع الداخلي وتزيد من تعقيدات المشهد الميداني «كما سيخلق الاجتياح فرصة لتنظيم (داعش) كي يستعيد نشاطه، ما يهدد استقرار وأمن المنطقة»، وناشد الدول الضامنة الضغط لكبح التهديدات التركية ومنع تنفيذها، وتعهد التزام الإدارة الذاتية ومكوناتها السياسية والعسكرية «بتطبيق كافة الاتفاقيات التي تنص على وقف إطلاق النار وخفض التصعيد».

الصفدي يشدد على مقاربات واقعية لحل سياسي في سوريا

عمّان: «الشرق الأوسط أونلاين»... أكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أن الانعكاسات الكارثية للأزمة على سوريا وعلى شعبها الشقيق وعلى المنطقة، تجعل من تفعيل جهود التوصل لحل سياسي واعتماد مقاربات عملية واقعية لتحقيق ذلك، أولوية أساسية. وخلال اجتماع الصفدي في عمان، اليوم (الأحد)، مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا، غير بيدرسون، لبحث الجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية، أكد الوزير الصفدي، على ضرورة العمل بشكل منهجي وفاعل لحل سياسي للأزمة السورية، ووقف ما تسببه من معاناة ودمارٍ. وشدد على أن الأردن سيستمر في العمل مع الأمم المتحدة والشركاء الإقليميين والدوليين، للتوصل لحل سياسي للأزمة يحفظ وحدة سوريا وتماسكها، ويُعيد لها أمنها واستقرارها، ويُخلصها من الإرهاب ويُهيئ الظروف اللازمة للعودة الطوعية للاجئين. وحذّر من تبعات تراجع الدعم الدولي للاجئين والدول المستضيفة لهم، مُؤكداً أن توفير العيش الكريم للاجئين مسؤولية مشتركة للدول المستضيفة والمجتمع الدولي. وشدّد الصفدي للمبعوث الأممي على دعم الأردن للجهود التي يبذلها لحل الأزمة، مُؤكداً مركزية دور الأمم المتحدة في هذا السياق. ووضع بيدرسون، وزير الخارجية الأردني، في صورة الجهود التي يقودها من أجل إحراز تقدم في جهود حلّ الأزمة، ومخرجات الاجتماع الأخير للجنة الدستورية. وثمّن المبعوث الدولي، التعاون المستمر بين المملكة والأمم المتحدة في جهود حل الأزمة السورية، مشيراً إلى دور المملكة الإنساني الذي تقوم به إزاء اللاجئين السوريين. إلى ذلك، التقى الصفدي، أيضاً، مبعوثة النرويج الخاصة إلى سوريا والعراق هيلدا هادالدستاد، وبحث معها التطورات في جهود حل الأزمة السورية والأوضاع في العراق. وأكّد خلال اللقاء ضرورة دعم المجتمع الدولي للعراق في مواجهة التحديات، وجهود الحكومة العراقية في تكريس الأمن والاستقرار وتحقيق تطلعات الشعب العراقي الشقيق. وشدّد الصفدي، الذي دان محاولة الاغتيال الإرهابية ضد رئيس وزراء العراق الدكتور مصطفى الكاظمي، على أنّ أمن العراق واستقراره ركيزة أساس لأمن المنطقة واستقرارها.

موسكو تعيد ترتيب أوراق شمال شرقي سوريا.. إعادة انتشار الميليشيا الإيرانية عند الحدود السورية ـ العراقية

دمشق: «الشرق الأوسط»... بدأت الأجهزة الأمنية والحزبية والحكومية التابعة للنظام السوري في محافظة دير الزور شرق البلاد، التحضيرات لإتمام عملية تسوية واسعة منتصف الشهر الحالي، على غرار التسوية التي جرت في محافظة درعا برعاية روسية. وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط»، إن دمشق بدأت بتشكيل لجان خاصة بالتسوية المتوقع أن تشمل كافة المطلوبين، سواء الفارين من الخدمة العسكرية والاحتياطية، أو المُتخلفين عن الخدمة الإلزامية، كما ستشمل المطلوبين من الرجال والنساء بشكل عام، وفق ما ذكرته المصادر. وقد تم بتشكيل لجنة من قبل وزارة الداخلية والعدل والأجهزة الأمنيّة، لتولي مهمة إصدار وثيقة تسوية وضع لضمان عدم التعرض وملاحقة حاملها، وبحسب المصادر جرى إبلاغ الحواجز العسكريّة والأمنيّة المعنية. كما تم تحديد الصالة الرياضيّة بدير الزور مكاناً للتسوية المرتقبة، على أن يجري نقل التسويات إلى الريف الغربي ومن ثم إلى مدينتي البوكمال والميادين وأريافهما، وصولاً للريف الشمالي. وكان أمين فرع دير الزور لحزب البعث رائد الغضبان، قد أعلن في وقت سابق، عن عزم النظام القيام بـ«تسوية شاملة» في دير الزور، ويأتي ذلك متزامناً مع مساعٍ روسية لترتيب الأوضاع في شرق البلاد تضمن دخول الجيش السوري إلى بعض مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية. كما ذكرت في وقت سابق مصادر روسية لـ«الشرق الأوسط»، أن موسكو تبذل جهوداً مكثفة لتطويق التصعيد العسكري في شمال سوريا، على خلفية التأهب العسكري والتدريبات التي تقوم بها أطراف مختلفة، بالتزامن مع زج تعزيزات كبيرة للقوات الحليفة لتركيا والقوات النظامية في ريفي الحسكة والرقة، وسط تكثيف الشرطة العسكرية الروسية الاتصالات المباشرة بين الجيش السوري وقيادة «قوات سوريا الديمقراطية»، التي تمثل ضمن صفوفها المكون الكردي في المنطقة. يشار إلى أن الجهود الروسية أثمرت في القامشلي التي يتقاسم السيطرة عليها دمشق و«قسد»، سلسلة اتفاقات قضت بالإفراج عن عشرات من عناصر قوات النظام والدفاع الوطني المحتجزين لدى «قسد»، وفك الحصار عن المربع الأمني التابع لدمشق في مدينة القامشلي، واتفاقات خاصة بالموارد الطبيعية للمنطقة. في المقابل تقوم روسيا بحد الانتشار الإيراني في تلك المناطق، حسب ما أفادت به مصادر محلية، قالت إن قراراً روسياً صدر بمنع نقل عناصر ميليشيا الحرس الثوري إلى داخل مناطق سيطرة «قسد» عن طريق مطار القامشلي. وذكرت شبكة «عين الفرات» أن القرار الروسي تم بالتنسيق مع جيش النظام السوري، باعتبار أن «الوجود الإيراني في المنطقة لا مبرر له كونها ليست منطقة اشتباكات». وقد قامت القيادة العسكرية الروسية الموجودة في سوريا بإبلاغ الجيش في القامشلي، بقرار «منع نقل عناصر الحرس الثوري من المحافظات السورية إلى محافظة الحسكة، بعد تزايد أعدادهم هناك دون وجود مبررات». ويوجد نحو 150 عنصراً من الميليشيات التابعة لإيران في مناطق قريبة من مطار القامشلي. من جانبه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بقيام الميليشيات التابعة لإيران منذ أيام، بإعادة انتشار ضمن بلدات وقرى ممتدة من الميادين إلى البوكمال، عند الحدود السورية - العراقية بريف دير الزور الشرقي. وتتمثل عمليات إعادة الانتشار بتبديل مواقع ونقاط وقوات، بالإضافة إلى استقدام تعزيزات عسكرية بشكل يومي إلى مواقعها ونقاطها، وتحصين تلك المواقع والنقاط بشكل أكبر. ورجح المرصد أن «تكون تلك التحركات، للتمويه، تخوفاً من الاستهدافات المتكررة التي تتعرض لها تلك الميليشيات من قبل الجانب الإسرائيلي بالدرجة الأولى، وقوات التحالف الدولي بدرجة أقل».

مخيم الهول في الحسكة... «حاضنة» لجيل جديد من المتطرفين... محللون يخشون أن يُصبح نسخة عن سجن بوكا العراقي...

الراي... باريس - أ ف ب - وسط فوضى وأعمال عنف وانسداد الأفق الديبلوماسي بإمكانية إعادتهم إلى بلدانهم، ينشأ جزء من الجيل المقبل من الجهاديين في مخيمات للاجئين في شمال شرقي سورية، يخشى محللون أن تصبح نسخة عن سجن بوكا العراقي، حيث نما تنظيم «داعش». وتؤوي المخيمات تحت سيطرة الإدارة الذاتية الكردية، عشرات الآلاف من الأشخاص المحتجزين في ظروف يُرثى لها، داخل منشآت هشة وغالباً ما تفتقد لإجراءات أمنية محكمة. وبين هؤلاء عدد من النساء والأطفال، ممن يتربّون على كره الغرب ويمكن أن يشكل بعضهم وفق محللين، الجيل المقبل من مقاتلي التنظيم المتطرف. في فبراير، تحدّث الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، بقلق عن 62 ألفاً من قاطني مخيم الهول في محافظة الحسكة، ثلثاهم دون الـ18 من العمر، بينما أكثر من نصفهم دون 12 عاماً. وقال بصراحة «الخطر على المدى البعيد هو من التلقين». وأضاف «إنه تطور مقلق قد تكون له تداعيات على الأجيال. ولنكن واضحين، لا يوجد حل عسكري» لذلك، داعياً المجتمع الدولي إلى إعادة رعاياه والى دعم برامج إعادة التأهيل المحلية. ويدرك جميع الخبراء والمستشارين وأجهزة الاستخبارات المخاطر المترتبة على استمرار الوضع القائم في مخيمات سورية، التي تشهد بين الحين والآخر فوضى أمنية واغتيالات واعتداءات على الحراس. ويقول الأستاذ في كلية الحرب البحرية الأميركية كريغ وايتسايد لـ«فرانس برس»، «إنه مخزون بشري موقوت». وعلى غرار مراقبين آخرين، يخشى أن يكون لدى «داعش» القدرة، متى شاء، على شن هجوم ضد المخيم وإطلاق سراح المحتجزين فيه. ويضيف «يريدون استعادة هؤلاء الناس وينتظرون اللحظة الملائمة». ويوضح أنّه اطلع على وثائق للتنظيم تظهر أنّه مازال يخصّص اعتمادات من أجل تمويل عملية تحرير المحتجزين. وتشكل بنية التنظيم بمجرّد وجودها، وفق وايتسايد، «أداة دعاية رائعة» للمجموعة التي تشكل الخصم الأكبر لتنظيم «القاعدة». لا يلوح في الأفق أي مخرج لهذه الأزمة. يتوقع الخبراء أن يتعثّر الأكراد في نهاية المطاف في التعامل مع هذه المسألة، فيما ترفض بغداد أو دمشق التحرك في شأنها. وتتردد الدول التي تتواجد رعاياها في شمال شرقي سورية، خصوصاً الغربية، في استعادة مواطنيها وتسليمهم الى نظمها القضائية. أما أجهزة الاستخبارات، فلديها أولويات أخرى ويتعيّن عليها تطوير موارد كبيرة لفهم حقيقة ما يحدث داخل التجمعات التي يشوبها العنف والفوضى. ويقول المسؤول عن ملف الإرهاب في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب يورام شفايتزر، إن المسألة «ليست ملحة لأحد، باستثناء من يرى المخاطر التي قد تنجم عنها». ويرى أن المناخ الذي ينشأ فيه هؤلاء الأطفال يشكّل «حاضنة» لجيل من الشباب الجهاديين. ويسأل «كم منهم سيتحولون إلى إرهابيين؟ يستحيل تقييم ذلك، لكن إن لم يتم التعامل كما ينبغي، فسيحدث ذلك حتماً». يحذّر الجنرال ماكينزي من أنه «لن نتخلص من ذلك بتحويل أنظارنا». لكن يمكن في المقابل فهم حقيقة التهديد من خلال العودة الى العام 2000، الى تجرية سجن بوكا الشهير في جنوب العراق، حيث احتجز الأميركيون أكثر من 20 ألف معتقل، خصوصاً من قادة حزب البعث السابق وجهاديين، وتحوّل إلى ما عرف بـ«جامعة الجهاد». عام 2015، كتب الخبير في المجموعات الإسلامية المتطرفة ويل ماكنتس عن السجن «إذا لم يكونوا جهاديين عند وصولهم، فقد أصبح الكثير منهم كذلك قبل رحيلهم»، متحدثاً عن «بيانات جهادية متطرفة تم تداولها هناك بحرية تحت أعين الأميركيين اليقظة لكن الجاهلة». ومن بين المعتقلين في سجن بوكا آنذاك، زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادي الذي قتل بغارة أميركية عام 2019 وخلفه أمير محمّد سعيد عبدالرحمن المولى. وبحسب ماكنتس، كان البغدادي حين إطلاق عام 2004، يمتلك دفتر عناوين كاملاً. ويقول «كتبوا أرقامهم الخاصة على ملابسهم الداخلية». ورغم اختلاف سياقاتهما التاريخية والجيوسياسية بشكل كبير، تتشابه التوصيفات التي تطلق على بوكا والهول، على غرار حاضنة أو منصة انطلاق. ويشارك مخيم الهول بفعالية في تمويل التنظيم الأصولي، وهو ما لم يفعله سجن بوكا قط. لكن بعيداً عن المقارنة، يشدّد شفايتزر على المأساة الأساسية في الهول، والتي غالباً ما لا يُسلّط الضوء عليها بالدرجة الأولى. ويوضح «المشكلة في المقام الأول هي مشكلة لاجئين محتجزين في ظروف قاسية للغاية ويمكنهم أن ينضموا إلى عالم الإجرام أو الإرهاب»، مشدداً على ضرورة وضع حد لهذه «الكارثة الإنسانية». ويضيف «إنها كالمياه الراكدة التي ستتحول مستنقعاً. يتعيّن تفريقها لأن لا شيء جيد يمكن أن يتأتى منها»...

حوار دمشق - «قسد»... تابع: هل تفلح موسكو هذه المرة؟

الاخبار... علاء حلبي ... تغييرات ميدانية عديدة قد تدفع بمجملها نحو التوصّل إلى أرضية يمكن البناء عليها

لا يمكن فصْل التصريحات الكردية المتواترة حول الانفتاح على دمشق، والسعي إلى بدء مفاوضات تُنهي حالة التعقيد في ملفّ الشرق السوري، عن الضغوط السياسية الروسية من جهة، والتهديدات التركية بشَنّ عملية عسكرية تستهدف مناطق «قسد» من جهة أخرى، وهو ما يضع الأكراد أمام خيارات ضيّقة، في ظلّ اضطراب الموقف الأميركي...

دمشق | تبدي قيادات «قوات سوريا الديمقراطية» - وذراعها السياسية «مجلس سوريا الديمقراطية» - رغبةً في الانخراط في حوار مباشر وشامل مع دمشق للوصول إلى اتفاق لتسوية ملفّ مناطق الشرق السوري. فالتصريحات الكردية، وإنْ جاءت متباينة ومتفاوتة، فهي تشبه، في مضمونها، ما كان صدر عن الأكراد في السنوات الأربع الماضية، وتحديداً قبل بدء تركيا عملياتها العسكرية على مواقع «قسد»، ما كلّف الأخيرة خسارة مناطق عدّة، أبرزها عفرين، نتيجة «عدم جدّية تصريحاتها»، و«الانقسام الذي تعاني منه قسد»، والذي أدّى بدوره إلى تعليق المفاوضات. ولكن، بخلاف المرّات السابقة، ثمّة تحوّلات ميدانية يحتمل أن تدفع نحو التوصّل إلى أرضية يمكن البناء عليها، لعلّ أبرزها تحصين روسيا نفوذها في الشرق السوري، في مقابل الانكفاء الأميركي، وهو ما يعني حصْر مصير «قسد» بيد موسكو بدلاً من واشنطن في بعض المناطق الشرقية. وعلى رغم الجهود الروسية الحثيثة لاختبار الحلّ السياسي مع الأكراد، إلّا أن عثرات كثيرة تواجه هذا المسار، في مقدِّمها الوجود العسكري الأميركي، والذي يجعل التوصّل إلى حلّ سياسي مسألة معقّدة، في غياب حرّية كافية للأكراد على طاولة الحوار، والخشية من عدم وفائهم بالتزاماتهم، والذي يمثّل تسليم منابع النفط للحكومة السورية إحدى أبرز ركائزها. كذلك، تصطدم هذه المساعي بالانقسام البَيْني الكردي، بين تيّارَيْن: يميل الأوّل إلى الولايات المتحدة ويسعى إلى إقامة كيان كردي منفصل كلياً أو جزئياً عن الحكومة في دمشق (فَدْرَلة سوريا)؛ فيما يسعى الثاني إلى التوصّل لاتفاق مع الحكومة السورية يضمن حصول المكوّن الكردي على بعض الحقوق، ومن بينها اللغة. انقسامٌ تجلّى بوضوح من خلال الصراع الداخلي الذي طفا، أخيراً، إلى السطح، والذي ينادي بعزل قائد «قسد»، مظلوم عبدي، رجل الولايات المتحدة، فضلاً عن التفاوت في التصريحات الكردية: بين مَن أبدى انفتاحه الكامل على الحوار، ومَن بدأ يتحدّث عن «شروط» كانت دمشق رفضتها خلال جولات المحادثات السابقة. من جهتها، تتمسّك الحكومة السورية بجملة مبادئ، أبرزها ضمان عدم المساس بهيكلية الجيش ومركزية القرار السياسي، ما يعني - في حال التوصّل إلى اتفاق بين الجانبَين - دمْج «قسد» بالجيش السوري بشكل يضمن الحفاظ على هيكليّته، وينهي وجود قوّة عسكرية على الأرض السورية غير خاضعة لسيطرة الحكومة.

تتمسّك دمشق بجملة مبادئ، أبرزها عدم المساس بهيكلية الجيش ومركزية القرار السياسي

وعلى رغم التشكيك الذي يطاول المساعي الكردية الأخيرة، ومدى جدّيتها، تستقبل موسكو، يوم غدٍ الثلاثاء، وفداً كردياً سيبحث المتغيّرات الطارئه على المنطقة الشرقية، وأُسس الحوار الذي يمكن أن تُبنى عليه المفاوضات مع دمشق، في ظلّ التهديدات التركية المتواصلة، والتي تمتدّ من تل رفعت غرب الفرات، وصولاً إلى تل تمر شرق الفرات، خصوصاً أن التهديدات جاءت هذه المرّة مقرونة بتحرّكات عسكرية وحشْد قوات عند خطوط التماس، وشَنّ هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت قياديين أكراداً. في غضون ذلك، وصلت تعزيزات عسكرية من الجيش السوري إلى محافظة الرقة، وأخرى إلى محيط منبج وتل رفعت، حيث يتمركز الجيش السوري ضمن نقاط تفصل مناطق سيطرة القوات التركية عن مناطق سيطرة «قسد»، وهو ما يبدو تمهيداً لتسليم تلك المناطق للجيش السوري، في حال التوصّل إلى اتفاق. وبخلاف السنوات الثلاث الماضية، التي شهدت مراوغة كردية، خصوصاً بعد رفض «الإدارة الذاتية» الوفاء بالتزاماتها عبر تسليم مناطق تسيطر عليها (منبج وتل رفعت) للجيش السوري، والاكتفاء بتسليمه مناطق عند تخومهما، يبدو موقف دمشق أكثر صرامة هذه المرّة، إذ ترفض، حتى الآن، الطروحات الكردية بتسليم شكلي للمناطق التي تسعى أنقرة إلى الهجوم عليها، وتصرّ على حلّ شامل يعيد تلك المناطق إلى كنف الدولة السورية، ما من شأنه أن يلجم المساعي التركية، وينهي الأوضاع المعقّدة في تلك المنطقة، وإلّا فإن «قسد» تضع نفسها أمام مواجهة ثنائية مع الأتراك من جهة، والجيش السوري الذي سيسعى إلى استعادة تلك المناطق بالقوّة من جهة أخرى، وهو ما لا يرغب به الأكراد، وما تحاول موسكو تجنّبه.

هيكلة الإدارة الذاتية: مظلوم عبدي باقٍ... حتى إشعار أميركي آخر

الاخبار... محمود عبد اللطيف ... مثّلت شروط «الإدارة الذاتية»، في السابق، سبباً في توسيع الخلاف مع دمشق ....

توجَّه وفد من «مجلس سوريا الديموقراطية» إلى العاصمة الروسية، موسكو، لبحث إمكانية الحوار مع دمشق. وفي حين تقف الشروط الكردية السابقة حاجزاً أمام نجاح أيّ حوار مقبل، إضافة إلى عامل آخر مهمّ يتمثّل في مدى التزام هؤلاء بتنفيذ ما تطلبه القوات الأميركية، يجد قادة «الإدارة الذاتية» في العلاقة مع موسكو، مخرجاً ممكناً من الضغوط التركية، وعامل أمان من التحوّلات المفاجئة في السياسات الأميركية.... تفيد مصادر كردية بأن وفداً يمثّل «مجلس سوريا الديموقراطية» (مسد)، توجّه إلى العاصمة الروسية، موسكو، للقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف، وبحْث مسائل تتعلّق بالمخاوف من الهجوم التركي وإمكانية الحوار مع دمشق. زيارةٌ سبقتها تصريحات لافتة جاءت على لسان قيادات «قسد»، حول ضرورة الحوار مع الحكومة السورية «لوضع حدٍّ للتهديدات التركية، والأزمة السورية عموماً». وبحسب مصدر كردي قريب من «الإدارة الذاتية» تحدّث إلى «الأخبار»، فإن القيادية إلهام أحمد، توجّهت، على رأس وفد يمثّل «مسد»، إلى موسكو لبحث آلية الحوار المحتمل مع دمشق، مشيراً إلى أن «الحديث لا يدور راهناً عن حوار واسع مع دمشق لتسوية ملفّ الشرق السوري، وإنّما عن حوار حول آلية جديدة لانتشار المزيد من القوات السورية وتسليم نقاط تقع عند خطوط التماس مع القوات التركية والفصائل الموالية لها في محافظات حلب - الرقة - الحسكة، بالتزامن مع استمرار التحشيد التركي إعلامياً وعسكرياً والقصف المدفعي المتواصل لمواقع قسد». شرطا القيادات الكردية الأساسيان والمتمثّلان بـ«الاعتراف بالإدارة الذاتية» و«خصوصية قسد العسكرية»، كانا سبباً في توسيع الخلاف مع دمشق وعدم قبولها بالحوار السياسي، ليقتصر الأمر - في مناسبات الحوار السابقة - على «المسائل الخدميّة». وقد لا يعدو نتاج أيّ حوار جديد بين دمشق و«قسد»، كونه تكراراً لما حدث في مدينة منبج ومناطق شمال الحسكة والرقة قبل عامين، حين أدّت «التفاهمات» إلى انتشار الجيش السوري في نقاط تماس مباشرة مع القوات التركية، وسط وجود نقاط مراقبة روسية. وتفيد معلومات «الأخبار» بأن «الوقت لا يزال مبكراً على ذهاب قسد نحو حوار يمكن أن يحلّ ملفّ المنطقة الشرقية، لا سيما أن القوات الأميركية الموجودة في المنطقة لا يمكن أن تسمح بحلّ نهائي لهذا الملفّ في الوقت الحالي، كونه يتنافى مع استمرارية وجودها في المناطق النفطية، فيما لا يمكن التعويل على حوار يمكن أن يفضي إلى نتيجة، طالما أن قسد ملتزمة بتنفيذ ما تطلبه القوات الأميركية».

الوقت لا يزال مبكراً على ذهاب «قسد» نحو حوار يمكن أن يحلّ ملف المنطقة الشرقية بشكل جدّي

لكن «قسد» تعوّل كثيراً على توسيع القواعد الجوية الروسية في الشمال، إذ يجري الحديث عن احتمال نشْر موسكو مروحياتٍ قتالية في مطار قديم يقع إلى الجنوب من بلدة عين العرب في ريف حلب الشرقي، وهو ما يُعدّ من جملة الرسائل الروسية الرافضة لعملية تركية جديدة في الشمال، خصوصاً بعدما بدأت في نشر مقاتلات «سوخوي» في مطار القامشلي، وتنفيذ تدريبات مشتركة مع القوات السورية في ريف الحسكة والرقة، فيما قد تذهب إلى رفع أعلامها عند نقاط تقع على الخطوط الأمامية لمنع القوات التركية من تنفيذ أيّ عملية جديدة في المنطقة. وتجد قيادات «الإدارة الذاتية» في العلاقة مع موسكو، مخرجاً ممكناً من الضغوط التركية، وعامل أمان من التحوّلات المفاجئة في السياسات الأميركية.

هل يتنحّى عبدي؟

تؤكد مصادر كردية أن الحديث عن إقالة مظلوم عبدي من منصبه غير صحيحة، وأن هذه «الأقاويل الإعلامية» بدأت من تصريحاته لـ«راديو إيكوت» السويدي في تشرين الأول من العام الماضي، نافيةً وجود تصريح جديد للقيادي الكردي الأكثر قرباً من الإدارة الأميركية. ورُبطت رغبة عبدي في التخلي عن العمل العسكري في حينه، بخلافه مع «حزب العمال الكردستاني» حول آلية المواجهة مع القوات التركية، إذ يرى التيار الذي يقوده عبدي أن المواجهة المفتوحة على امتداد الحدود السورية - العراقية، لا تصب في «المصلحة الكردية»، كما يشاع أن له رغبة في «فكّ الارتباط» بين «قسد» و«الكردستاني» لإزالة الحجّة التي تتذرّع بها الحكومة التركية لشنّ عمليات عسكرية في الشمال الكردي. لكن عبدي لم يصرّح بذلك في أيّ مناسبة سابقة، ولم يتّخذ أيّ خطوة جدية تشير إلى وجود مثل هذه النية؛ فالمقاتلون الأكراد من حَملة الجنسيات غير السورية، ما زالوا موجودين على الأرض، كما أن قيادات «كوادر قنديل» (عناصر «الكردستاني»)، ما زالت في مواقعها، على رغم مرور أكثر من عام على ترويج إشاعة «فكّ الارتباط»، الذي وإنْ حدث، سيكون أشبه بـ«فكّ ارتباط» «جبهة النصرة» عن قيادة تنظيم «القاعدة». مصداقية الحديث عن إقالة عبدي بالنسبة إلى وسائل الإعلام المهتمّة في الشأن السوري، تأتي من كون «مصدره الأوّل» هو قناة أو إذاعة تنطق بالكردية، على الرغم من كونها وسائل إعلام معارضة لسياسة «قسد»، إذ تتبع أو تموَّل من قِبَل حكومة إقليم شمال العراق (كردستان)، الذي يقيم علاقة اقتصادية مع «قسد»، ويسمح بمرور قوافل الإمداد الخاصة بها عبر أراضيه بما في ذلك عناصر «الكردستاني»، إضافة إلى سماحه لمسؤولي «الإدارة الذاتية» باستخدام مطار أربيل، لكنه على خلاف يصل حدّ «الشقاق» السياسي مع «الكردستاني» و«قسد» في قضايا أبرزها: قيادة الأكراد في دول وجودهم، و«العلاقة مع تركيا»، فيما يقوم تعامله معهما على قاعدة «مجبر أخاك لا بطل». ووفق مصادر «الأخبار»، فإن «الحديث عن إقالة عبدي يستنسخ ما نُشر قبل عام عن الأمر ذاته، بعد تصريحات أدلى بها للراديو السويدي». والبديل الذي يحكى عنه، هو محمود برخودان، الملقّب بـ«محمود رش» و«الأسود»، والذي يوصف بأنه من الشخصيات المقرّبة من «الكردستاني»، على رغم أنه هدّد أكثر من مرة، بأن «قسد» ستواجه قوات شمال العراق (بيشمركة)، في حال اندلعت حرب بينها وبين فصيل «كريلا»، الذي يُعدّ أحد الأجنحة العسكرية لـ«الكردستاني». وتقول المصادر ذاتها إن «إحداث أي تبديل في هيكلية قسد العسكرية حالياً، مسألة عالية الخطورة، كونها تتزامن مع ارتفاع حدّة التهديدات التركية لمناطق الإدارة الذاتية، فيما لا يمكن أن يتم الأمر من دون موافقة أميركية». وتضيف أن «عبدي يُعد رجل أميركا الأوّل في سوريا، ومسألة التخلّي عنه تبدو صعبة في المرحلة الحالية، ولن تحدث إلّا إذا صدر الأمر عن واشنطن نفسها»، مشيرة إلى أن «الكردستاني يعيش شهر عسل طويلاً مع واشنطن لا يريد إنهاءه حالياً، وليس منطقياً الاستناد إلى عدم تعليق قسد في بيان رسمي عن إقالة قائدها العام، ليُعتبر الخبر حقيقياً»، فقسد لم تنفِ سابقاً ولن تنفي حالياً مثل هذه الأنباء».



السابق

أخبار لبنان.. «ربط نزاع» داخل الحكومة.. وكرة العرقلة في ملعب «حزب الله»!...واستياء شيعي من هجوم بكركي على مزهر... الراعي يصوّب على "العطل" الحكومي و"العطب" القضائي.... الحكومة معلّقة ولا وساطات.. الكويت تعتذر عن عدم الوساطة والغرب لا يرى أفقاً لتسوية مع السعودية.. في لبنان كما العراق... «القوة الناعمة» تُعانِد النفوذَ الإيراني.. خيار ميقاتي استقالة قرداحي وإلا سيتخذ موقفاً آخر.. انتخابات «اليسوعية»... معركة سياسية تسبق الاستحقاق النيابي...

التالي

أخبار العراق... الكاظمي: استهدفوا منزلي بمسيرات وجهت لي بشكل مباشر...بايدن: فريقي الأمني سيساعد في كشف منفذي الهجوم على الكاظمي..الكاظمي يعود رقماً صعباً في معادلة تشكيل الحكومة.. تغيرات على المشهد السياسي العراقي.. محاولة اغتيال الكاظمي... لماذا هؤلاء أبرز المُتهمين!..إيران تعلق على محاولة اغتيال الكاظمي.. إدانة «مشروطة» من الفصائل المسلحة لاستهداف رئيس الوزراء العراقي..بايدن يوجّه «الأمن القومي» بمساعدة العراق..الكاظمي... يجسّد عودة دولة عراقية ذات سيادة رجل المخابرات الذي لا يعادي أحداً..

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,750,844

عدد الزوار: 7,710,098

المتواجدون الآن: 0