أخبار العراق.. ماذا لو انفجر الاحتقان الشيعي - الشيعي بـ «اغتيال كبير»؟ تحذيرات من فتنة شيعية-شيعية بعد اغتيالات ميسان.. ... صِدام شيعي في الجنوب يخيف حلفاء الصدر.. ترقب نتائج لقاء بارزاني ـ طالباني لحسم منصب رئاسة العراق.. «الإطار التنسيقي» يبادر بثلاثة حلول رابعها التوتر في جنوب العراق.. خبراء يرجحون اختيار عراقي ذي خبرة عسكرية لقيادة «داعش» ..

تاريخ الإضافة الجمعة 11 شباط 2022 - 4:48 ص    عدد الزيارات 1263    التعليقات 0    القسم عربية

        


العراق: تحذيرات من فتنة شيعية-شيعية بعد اغتيالات ميسان..

العامري يتهم الأعداء بدفع «المليارات» لإثارة الاقتتال والصدر مع التهدئة والخزعلي يحذر من الاتهام بدون أدلة...

الجريدة... على وقع التوتر الأمني والخلاف السياسي المفتوح، أحيا تواصل الاغتيالات في محافظة ميسان جنوب العراق مخاوف نشوب صِدام مسلح داخل البيت الشيعي خصوصاً بين سرايا السلام الجناح العسكري لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وجماعة «عصائب أهل الحق» المنشقة عنه بقيادة قيس الخزعلي وسط تحذيرات رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي من إشاعة الفوضى في المنطقة بأسرها. وشهدت ميسان عملية اغتيال جديدة لمقاتل في «سرايا السلام» بعد ساعات فقط من زيارة الكاظمي لها واجتماعه بقيادتها الأمنية وتقديمه العزاء في اغتيال القاضي المتخصص بقضايا المخدرات أحمد الساعدي، وتعهده بالثأر له والرائد بوزارة الداخلية حسام العلياوي وجميعهم قتلوا خلال أسبوع. ووفق مصدر أمني فإن عضو السرايا كرار أبو رغيف تعرض لإطلاق نار في مدينة العمارة مما أسفر عن مقتله في الحال، وجرى تشييعه من أنصار التيار، موضحاً أنه ابن شقيق القيادي الصدري عديل أبو رغيف وكان محتجزاً لظهوره في فيديو خلال عملية اغتيال مدير مكتب «العصائب» بميسان وسام العلياوي وشقيقه عصام في هجوم على مقر الحركة الموالية لإيران في أكتوبر 2019، لكن الشرطة أطلقت سراحه بعد التحقيق. وربط أهالي ميسان بين إطلاق سراح كرار واغتيال عمه قبل أسابيع وبعده القاضي الساعدي، وعملية اغتيال الرائد العلياوي وشقيقيه وسام وعصام، خصوصاً مع اتهام الخزعلي «سرايا السلام» بالمسؤولية عن مقتل الأشقاء الثلاثة، ومطالبته الصدر «بالتبرؤ من العناصر المسيئة». وقبل اغتيال كرار وإصابة زوجته، دعا الصدر، أمس الأول، للتهدئة وتجنب التصعيد بين السرايا والعصائب، مؤكداً أنهم «إخوة» وإن اختلف معهم سياسياً أو لم يرض بالتحالف معهم. وأوضح الصدر أن «التصعيد على مستويين الأول عشائري وأنه بعث من يحل المشاكل وأمل التحلي بمزيد من الحكمة والحنكة، والثاني سياسي بين العصائب والتيار». وقال الصدر: «أتفرقنا السياسة؟ كلا وألف كلا وعلى الجانبين التحلي بالهدوء وليجمعهم محمد الصدر إن لم يكُ مقتدى مؤهلاً عند بعضهم، وتصالحوا بعيداً عن القيادات فأنتم من أب واحد ومرجع واحد وما زلت آمل بالبعض منهم حقن الدماء، فلسنا ممن يقدم المصالح السياسية على الدينية والعقائدية». وأشار الصدر إلى أنه «حتى وإن كان استهدافهم محافظة ميسان الحبيبة والتصعيد فيها سياسياً من أجل تسقيط محافظها علي دواي (الكتلة الصدرية) للضغط من أجل التحالف فكل ذلك لا يحلل الدم العراقي فإياكم والتعدي على الدين والشرع والقانون». وأمس قرر الصدر إرسال وفد إلى العصائب لتجنب نشوب حرب داخلية بين الشيعة. ودعا الصدر الخزعلي إلى التعاون مع تلك اللجنة "ودرء الفتنة". وقال الصدر: "في حال لم يستجب أحد الوفدين (التيار والعصائب) فإنني سأعلن البراءة من الطرفين بلا تردد، وليأخذ القانون مجراه، وليبتعد الجميع عن العنف والأذى". وأضاف: "هناك من يريد إشعال الحرب الشيعية - الشيعية، وتهديد السلم الأهلي مع شديد الأسف". في المقابل، اعتبر الخزعلي أن عمليات الاغتيال لعناصر «العصائب» و«سرايا السلام» مشروع فتنة، محذراً أهالي المحافظة الجنوبية من أنه «يراد به الإيقاع بين أبناء الوطن الواحد والمذهب الواحد والمحافظة الواحدة». وأيّد الخزعلي كلّ خطابات التهدئة لتفويت الفرصة على مُريدي إشعال الفتنة، محذرا في الوقت نفسه من خطأ الاندفاع بتوجيه الاتهامات من «بعضنا إلى البعض الآخر» بدون أدلة. وطالب الخزعلي عشائر ميسان بالتبرؤ من كلّ مَن يثبت تورّطه بالدم العراقيّ ويُريد إيقاع الفتنة، داعياً الأجهزة الأمنية إلى الاحتكام للقانون، وأن تقوم بواجبها كاملاً بدعم القوى السياسية كافة. بدوره، حذر زعيم تحالف «الفتح» الأمين العام لمنظمة «بدر» هادي العامري، أمس، من اندلاع اقتتال داخلي في العراق، مؤكداً أن «ما تشهده محافظة ميسان من حوادث دموية أمر يبعث على الأسى والقلق، ويؤدي لسلب الشعور بالأمن والاستقرار وأن حالات التصعيد قد تتسع معها دائرة العنف المتبادل ليأخذ مديات خطيرة يصعب وضع حد لها». ودعا العامري، في بيان، «التيار الصدري والعصائب وامتداداتهما العشائرية والسياسية للتحلي بأعلى درجات ضبط النفس ووعي المسؤولية الشرعي والبصيرة بعواقب الأمور كون الدم لا يجلب إلا الدم». وقال العامري: «الاقتتال المحلي الذي أنفق لأجله الأعداء المليارات ولم ينجحوا، ربما يقدم إليهم بهذه الطريقة مجاناً وعلى طبق من ذهب، فنحذر إخواننا من الانجرار وراء الفتن والانصياع لمشاعر الغضب، ونحن مستعدون لأي مسعى ينزع فتيل الأزمة ويعضد جهود الخيرين لتجاوز هذه الأزمة، وإني أقابل بالشكر والإعجاب خطاب الاعتدال والتهدئة للأخوين السيد مقتدى الصدر والشيخ قيس الخزعلي».

العراق: صِدام شيعي في الجنوب يخيف حلفاء الصدر

الجريدة... كتب الخبر محمد البصري... قالت مصادر سياسية متطابقة في أربيل وبغداد إن أجواء المفاوضات المعقدة حول تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، بدأت تواجه مخاطر جدية من اندلاع عنف داخلي، يهدد في آن واحد منطقة الأنبار السُّنية ومصالح الأكراد شمالاً، وكذلك معقل التيار الصدري في محافظة ميسان الجنوبية التي تشهد موجة اغتيالات وصِدامات دموية. وأضافت المصادر أن الأحزاب الكردية والسُّنية أبلغت مقتدى الصدر، الذي تتحالف معه عملياً لتشكيل الكتلة النيابية الأكبر، بمخاوف جادة مما يحصل على تخوم مناطق الأنبار غرباً وكردستان شمالاً، مشيرة إلى أن ذلك يحتاج إلى «انعطافة مرنة» في مسار المفاوضات الذي يوشك أن يخرج معظم حلفاء إيران من تشكيلة الحكومة الجديدة، ويثير غضب الفصائل الموالية التي خسرت الانتخابات. وبعد سلسلة اغتيالات، وأخرى مضادة في ميسان المحاذية لإيران في المنطقة الجنوبية، اضطر رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي إلى قضاء وقت طويل نهاية الأسبوع في مدينة العمارة، محذراً من جر الأوضاع إلى حرب داخلية، حيث تتركز صدامات بين أنصار التيار الصدري وميليشيا عصائب الحق، في وقت اضطر الصدر شخصياً إلى إصدار عدة مواقف، أمس، قال خلالها إن من الواجب إجراء مصالحة مع فصائل إيران حتى لو كانوا مرفوضين خلال مفاوضات تشكيل الحكومة. ولم ينجح الصدر في تفكيك تحالف الإطار الذي يجمع حلفاء طهران، كما فشل مبعوث حرس الثورة الإيراني إسماعيل قآني مراراً، في تليين مواقف الصدر وأربيل حيال التفاوض مع «الإطار» لتشكيل حكومة توافقية، وسط هجمات تستهدف حلفاء الصدر السنة والأكراد، وتسريبات تتحدث عن «مخاطر» أبلغتها طهران لأحزاب العراق، عبر لغة وصفت بأنها تهديد صريح لمسار المفاوضات القائم حالياً.

ماذا لو انفجر الاحتقان الشيعي - الشيعي بـ «اغتيال كبير»؟

الصدر يساوم للإمساك بالسلطة ويتهم «محور المقاومة» بالإرهاب

الراي... | بقلم - إيليا ج. مغناير |.... أصبح العراق أخيراً، ساحة لمعارك سياسية وكلامية، اندلعت معها «اشتباكات» غنية بالألفاظ المسيئة والشتائم، لم توافر القادة السياسيين داخل المجتمع الشيعي خصوصاً. وبلغت الأمور حد وصف زعيم «التيار الصدري» السيد مقتدى الصدر، بأبشع الصفات واتهامه بـ «حماية المجرمين»، ليرد بخرق «المحرمات» واتهام «محور المقاومة» بـ «الإرهاب»، وهي صفة لم يستخدمها إلا أعداء إيران والمحور، ولم تدخل أبداً البيت الشيعي خصوصاً من زعيم كان له تاريخ حافل بمحاربة الأميركيين في العراق. وفي هذا الإطار، يأتي إعلان قائد العمليات الوسطى الأميركي الجنرال كينث فرانك ماكنزي، خلال ندوة، أن «حلفاء إيران يرسلون المسيرات بسبب خسارتها في الانتخابات النيابية العراقية»، وهو ما ترفضه مصادر قيادية في «محور المقاومة»، وترى أنه «يمهد لخطوات تصعيدية أو اغتيالات من المرجح أن تتخذها أميركا في العراق لتتهم بها إيران وحلفاءها لاحقاً بهدف افتعال حرب أهلية وخصوصاً بين الأطراف الشيعية المتناحرة». ولا يخفى على أحد أن لإيران حلفاء أقوياء في العراق بمعزل عن العملية السياسية ونتائجها. وتالياً فإنها لن تفقد نفوذها أو تتخلى عنه في العراق ما دامت تشعر بخطر حقيقي على أمنها القومي بسبب الوجود الأميركي، وبسبب حرية الحركة للاستخبارات الإسرائيلية في الشمال، أي في كردستان، الذي لا يقع تحت سيطرة الحكومة المركزية في بغداد وتتواجد فيه مئات الآلاف من قوات نظامية كردية تتبع حكومة كردستان. أما بالنسبة إلى تركيا، فهي تحتل جزءاً من بعشيقة ولديها العشرات من القواعد العسكرية وتستبيح العراق حين تشاء وتشن الهجمات من دون رادع مثلما فعلت بقصفها سنجار ومخمور في الأيام الماضية، في الوقت الذي لم تستطع حكومة بغداد لجمها. أما أميركا، فلديها كل الأسباب للبقاء في العراق وإبقاء قوات لها تحت حجة مكافحة الإرهاب وهزيمة «داعش». فالولايات المتحدة وفي عهد الرئيس جو بايدن، لن تتخلى عن قواعدها ولن تترك الاستثمارات الهائلة والمقدرات العراقية التي تستطيع شركاتها الإفادة منها. وهي تملك مركز نفوذ لها في العراق لن تتخلى عنه بسهولة، خصوصاً أن الحدود المشتركة مع إيران طويلة وتخدم مصلحتها ومصلحة إسرائيل. إضافة إلى أن أي استقرار مستدام في بلاد الرافدين، سيدفع بالسياسيين إلى الطلب من أميركا مغادرة القواعد التي ما زالت تملكها في صحراء الأنبار (قاعدة عين الأسد) وكردستان (قاعدة حرير ومطار أربيل) وفي بغداد (قاعدة فكتوريا في مطار بغداد). أما المسألة الأهم والأخطر، فهي الخلاف الشيعي - الشيعي، الذي وصل إلى نقطة حرجة جداً، وسط سؤال جوهري: هل يمثل هذا الخلاف حالة نادرة تتقاذف فيها الاتهامات يمنى ويسرى ما من شأنه أن يفسح المجال لأعداء العراق، وخصوصاً أميركا، للتدخل لإشعال هذا الخلاف؟....

أعرب جمهور «التيار الصدري» عن بغضه الشديد لإيران. وهذا الأمر يعود إلى قائده في الدرجة الأولى، لأن التيار يتموضع تبعاً لإرادة زعيمه السيد الصدر، الذي يقول أتباعه اليوم إن العلاقة السيئة بينه وبين إيران تعود إلى زمن والده الشهيد محمد صادق الصدر، الذي اتهم يوماً بأنه «عميل لصدام حسين» وأغلقت مكاتبه الدينية في إيران، وهو الذي أطلق شعار «نعم نعم للإسلام» بدل شعار «نعم نعم للقائد صدام حسين». إلا أن الحقيقة، وبحسب ما كتب الباحث الصدري العراقي مختار الأسدي في كتابه «الصدر الثاني، الشاهد والشهيد»، هي أن والد السيد مقتدى كان يرمز للإمام الخميني «بأبي أحمد ويدعمه ويؤيد السيد علي الخامنئي ويؤكد حبه له كوالي أمر المسلمين ويدعو له ويتمنى أن تكون هناك دولة إسلامية في العراق مثل دولته (ص 38)». ويذكر الكاتب بأن والد السيد مقتدى، الصدر الثاني (لقب السيد محمد صادق الصدر لان السيد محمد باقر الصدر الذي اغتاله صدام يلقب بالشهيد الأول) كان استخدم، في خطبته قبل الأخيرة، في أيام شهر رمضان، وفي خضم القصف الأميركي على العراق، وصف «الشيطان الأكبر، الذي يتسم بالظلم والطغيان والعدوان» ليصف أميركا، متناغماً مع الموقف الذي اتخذه الإمام الخميني وسار عليه قادة إيران لغاية اليوم. وكذلك فعل مقتدى الذي استلم السلاح من إيران بعد معركة النجف الأولى واستعان بتدريباتها العسكرية وأنشأ وحدات خاصة و«عصائب أهل الحق» وقام بعمليات بمشاركة «حزب الله» اللبناني ضد أميركا في كربلاء ومناطق أخرى من العراق أدت إلى قتل العديد من الأميركيين. إلا أن إيران عملت على التقاط أعداد كبيرة من «التيار الصدري» بقيت على محبة السيد الصدر الشهيد الثاني وانضمت إلى تنظيمات مختلفة ودعمتها بالمال والسلاح. وهذه التنظيمات انشقت عن التيار الصدري، الذي كان زعيمه توجه إلى إيران للاحتماء أيام حكم إياد علاوي ونوري المالكي. وقد كان مقتدى كثير التنقل بين العراق وإيران حيث درس في حوزتها العلمية في قم من دون أن يتسنى له إنهاء دراسته الدينية. ولم يتردد الصدر بلقاء القادة الإيرانيين من أعلى الهرم إلى ضباط الحرس الثوري وعلى رأس هؤلاء اللواء قاسم سليماني وخصوصاً عند تشكيل الحكومات التي كان جزءاً منها. ويوم اغتيال سليماني في أوائل 2020 خارج مطار بغداد، دعا إلى تظاهرة تخطت المليون عراقي وانضمت إليه جميع الأحزاب كوقفة غضب ضد أميركا، التي لم يهادنها الصدر منذ عام 2003 إلى العام 2014. إلا أنه في الأعوام الأخيرة تغير خطاب الصدر، الذي بدأ الكلام عن «السلاح المتفلت» الشيعي الميليشيائي، وعن الحاجة إلى السيطرة على «الحشد الشعبي»، الذي اعتبره جزءاً من أذرع إيران في العراق. وبعد نجاحه في الحصول على أكثر المقاعد النيابية لحزب واحد (73 مقعداً) رفع من مستوى التشنج مع إيران في إشارته لها بتعبير الدولة «الشرقية»، قائلاً «لا شرقية ولا غربية». ومن الضروري الإشارة، إلى أن شعبية الصدر لا تتخطى شعبية «الإطار التنسيقي». فقد حصل التيار الصدري على 800.000 صوت انتخابي، بينما حصل «الإطار» على مليون و200 ألف. إلا أن تشتت الأصوات وكثرة المرشحين لدى «الإطار» مقابل حسن إدارة العملية الانتخابية وتوزيع المرشحين لدى «التيار الصدري» أدى إلى حصوله على 73 مقعداً. وثمة من يشير إلى أن الصدر تحالف مع الزعيم الكردي مسعود بارزاني، ذي النزعة الانفصالية وحليف أميركا. وقال للبارزاني إنه حليفه ولكن عليه تغيير هوشيار زيباري ليصوت لمن يرشحه لرئاسة الجمهورية ويعطيه حصته. واللافت أن الزعيم الصدري قبل بإعطاء السنة الحصة التي يريدونها في العملية السياسية حالياً، وانتخب محمد الحلبوسي رئيساً للمجلس. وتالياً فإن هذه التحالفات وغيرها، كما هو الحال مع السنة، حلفائه، تدل على أن هدف الصدر «زعامة الشيعة وإضعاف إيران» التي تدعم خصومه، وفق مصادر مطلعة. فالصدر ساهم في تسعير العداء لإيران من دون أن يعلن جهاراً إنها عدوة له، ومسؤوليته كبيرة لانه لم يصحح البوصلة لمناصريه وتياره. ويبدو أنه يدع الأمور كما هي، لان ذلك يتناسب مع الصورة التي يريد تقديمها كلاعب أساسي وقائد وطني. ويكيل أنصار الصدر، الاتهامات لمناصري إيران، بنعتهم بـ«الولائيين»، لموالاتهم ولاية الفقيه، بينما يطلق الشيعة الآخرون على أنصار الصدر اسم «المقتدائيين» لافتقادهم لمرجع مجتهد يُقلدونه. وذهب زعيم «التيار الصدري» إلى أبعد من ذلك، باستفزاز إيران وحلفائها عندما خطا الخطوة غير المتوقعة وغير محسوبة النتائج باتهامه «محور المقاومة» بأنه «إرهابي». فبمجرد اتهامه جزءا من «المحور» («ألوية الوعد الحق»)، فانه يتهم الجسم كله. وهذا يعني عند المراقبين أن الصدر هو الشخص الذي يعول عليه الشرق والغرب لضرب إيران واجتثاثها من العراق. بينما كانت حقيقة مواقفه رد فعل على قائد «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، أحد مساعديه السابقين الذين انشقوا عن «التيار الصدري»، والذي رغب بحشر مقتدى بالطلب منه رفع الغطاء عن أحد المتهمين بقتل أحد أفراد القوات الأمنية في محافظة ميسان. لقد استقبل الصدر، قائد «فيلق القدس» إسماعيل قاآني في الحنانة - النجف، في محاولة لإزالة التوتر بين المكونات الشيعية السياسية وإيجاد صيغة حل توافقية. فإذا لم ينجح بترجمة مقتضيات هذا اللقاء وتغيير مزاج الشارع الصدري لإنهاء الاحتقان والقول إن إيران ليست العدوة، فان هذا اللقاء يعتبر تكتيكياً انتخابياً. من هنا، فإن الخلاف هو على «السلطة الشيعية» والتنافس على مقاعد والمناصب في الدولة... إنها الحرب على السلطة والسيطرة، والتي يمكن أن تطيح بالجميع في نهاية الأمر إذا لم يتم وضع حد للاحتقان والضغائن.

الصدر يبعث وفداً لـ«وأد الفتنة» وتجنّب «الحرب الشيعية»

الاخبار.. قرر زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، اليوم، تشكيل وفد يقع على عاتقه مهمة التهدئة بين التيار الصدري وحركة «عصائب أهل الحق»، بزعامة قيس الخزعلي، بهدف تجنّب نشوب «حرب شيعية» في العراق بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة ميسان جنوب البلاد. وقال الصدر في بيان، اليوم، إنه «في حال لم يستجب أحد الوفديْن (التيار والعصائب)، فإنّي سأعلن البراءة من الطرفين بلا تردد، وليأخذ القانون مجراه، و ليبتعد الجميع عن العنف والأذى». وأضاف أن «هناك من يريد إشعال الحرب الشيعية- الشيعية و(تهديد السلم الأهلي) مع شديد الأسف». ودعا الصدر مسؤول «العصائب» إلى التعاون مع تلك اللجنة «ودرء الفتنة». وشهدت محافظة ميسان طيلة المدة الماضية، سلسلة من الاغتيالات التي طاولت وجهاء عشائر وعناصر في التيار الصدري، وحركة «عصائب أهل الحق». وطاولت تلك الاغتيالات القاضي أحمد فصيل (يوم 5 شباط)، المتخصص بقضايا المخدرات في محكمة استئناف ميسان، وسبقه اغتيال الضابط في وزارة الداخلية، حسام العلياوي، في وقت متأخر من الأربعاء (2 شباط الجاري) في المحافظة نفسها. كما سقط عنصر في سرايا السلام ضحية، الأربعاء، برصاص مسلّحين مجهولين في مدينة العمارة، وهو ابن شقيق القيادي في السرايا، عديل أبو رغيف، وفق مصدر أمني لـ«وكالة شفق نيوز» العراقية. ودعا الأمين العام لحركة «عصائب أهل الحق»، قيس الخزعلي، الخميس (3 شباط)، زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للبراءة من قَتَلة الرائد في الشرطة حسام العلياوي، محذراً من إثارة الفتنة. وعلّق الصدر، أمس، على عمليات الاغتيال الأخيرة في محافظة ميسان، مؤكداً أن التيار الصدري و«عصائب أهل الحق» «أخوة» وإن اختلفوا سياسياً. كذلك حذّر زعيم تحالف «الفتح»، الأمين العام لمنظمة «بدر»، هادي العامري، في وقت سابق من اليوم، من اندلاع اقتتال داخلي في العراق على خلفية الأحداث الأمنية التي تشهدها محافظة ميسان جنوب البلاد.

الكاظمي يدعو شركات ألمانيا إلى العراق

بغداد: «الشرق الأوسط»... أشاد رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، أمس (الخميس)، بـ«الدور الذي لعبته ألمانيا في المشاركة بالحرب على الإرهاب التي يضطلع فيها العراق بدور المتصدّي الأول، والتعاون الأمني والاستخباري، وفي مجال مكافحة الإرهاب». ودعا الكاظمي خلال اتصال هاتفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس، الشركات الألمانية إلى الاستثمار في العراق، حسب بيان للحكومة العراقية. وأعلن الكاظمي خلال الاتصال الهاتفي عن رغبة العراق في أن تشهد العلاقات بين البلدين مزيداً من التقدم والازدهار. وحسب البيان العراقي، أشاد المستشار الألماني من جانبه بالدور المتنامي للعراق إقليمياً في تقريب وجهات النظر والتهدئة. ورحّب بجهود العراق في مجالات الإصلاح الاقتصادي، والخطوات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة على مسار الإصلاح مما يعزز فرص التعاون بين البلدين. وحسب البيان فإن الجانبين ناقشا أهمية الاستثمار واستعداد الشركات الألمانية المشاركة في تشييد مشاريع البنى التحتية في العراق وبحث أوضاع المهاجرين العراقيين، والإجراءات المتخذة للحفاظ على أمنهم وسلامتهم. على صعيد آخر، أفاد مصدر أمني أمس (الخميس)، بأن انفجاراً استهدف رتل دعم للتحالف الدولي قرب محافظة المثنى جنوب العراق. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن وسائل إعلام عراقية، قول المصدر إن «عبوة ناسفة انفجرت، صباح اليوم، مستهدفةً رتل دعم لوجيستي تابعاً للتحالف الدولي في أثناء مروره ضمن حدود محافظة المثنى». وأوضح المصدر أن الانفجار حدث خلال عبور الرتل، دون إصابات تُذكر.

ترقب نتائج لقاء بارزاني ـ طالباني لحسم منصب رئاسة العراق

تضاؤل فرص زيباري... ومرشح بديل في الانتظار

بغداد: «الشرق الأوسط»... تترقب الأوساط الكردية والعراقية، على حد سواء، إمكانية ظهور الدخان الأبيض من أربيل على إثر اللقاء الذي جمع زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني مع زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني أمس (الخميس) في مدينة أربيل بإقليم كردستان. وطبقاً لما يراه المراقبون السياسيون، فإنه «لقاء الفرصة الأخيرة»، على الرغم من أن طالباني التقى بارزاني أكثر من مرة خلال الفترة الماضية، وهو من جيل والده الرئيس الراحل جلال طالباني. ويقدم المراقبون والمعنيون بالشأن الكردي أكثر من سبب لوصف اللقاء بـ«الفرصة الأخيرة». فعلى مدى كل الفترة الماضية، بعد ظهور نتائج الانتخابات، لم يتفق الكرد على مرشح لمنصب رئيس الجمهورية في ظل الخلاف المزمن بشأن تقاسم المناصب بين بغداد وأربيل. وسبق لهم أن اختلفوا خلافاً حاداً خلال انتخابات عام 2018 عندما رشح الاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح، الرئيس الحالي، بينما رشح الحزب الديمقراطي الكردستاني فؤاد حسين، وزير الخارجية الحالي، للمنصب. لكن الفوز كان من نصيب صالح وحزبه. وخلال انتخابات2021 تكرر الخلاف بينهما ولم يتوصلا إلى حل وسط، إذ أعاد الاتحاد الوطني الكردستاني ترشيح برهم صالح لولاية ثانية، بينما رشح الحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري وزير الخارجية الأسبق للمنصب. وبينما عقد البرلمان العراقي جلسة الأسبوع الماضي، خصصت إحدى فقراتها لانتخاب رئيس الجمهورية، سبقت الجلسة قبل يومين سلسلة مقاطعات لها، جعلت من إمكانية تحقيق النصاب أمراً مستحيلاً، وهو ما حصل بالفعل. في غضون ذلك، تقدم عدد من نواب البرلمان بطعن أمام المحكمة الاتحادية العليا بعدم أهلية زيباري لشغل المنصب بسبب سحب الثقة منه عندما كان وزيراً للمالية عام 2016. وعلى إثر ذلك، فقد أعاد البرلمان فتح باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، وهو ما عدّه خبراء القانون في العراق مخالفة دستورية واضحة، بينما رآها كثيرون بأنها بمثابة فرصة للحزب الديمقراطي الكردستاني لطرح مرشح بديل عن زيباري، خشية أن تصدر المحكمة الاتحادية، التي حددت الأحد المقبل موعداً للنظر بالدعوى، حكماً عليه، ما سوف يحرم الحزب الديمقراطي من أي مرشح للرئاسة، وبالتالي انتخاب برهم صالح، مرشح الحزب الخصم للمنصب. وبينما لم يتم حتى الآن التوافق بين الحزبين الكرديين على مرشح واحد للمنصب، فإن فرص التسوية بينهما بدأت تتضاءل ما لم يصدر موقف جديد عبر اللقاء بين طالباني وبارزاني. وطبقاً لمصدر كردي، أبلغ «الشرق الأوسط»، شريطة عدم ذكر اسمه أو هويته، فإن «موضوع محافظة كركوك المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، طبقاً للمادة 140 من الدستور، والمختلف عليها بين الحزبين، كان حاضراً وللمرة الأولى بين زعيمي الحزبين الكرديين الرئيسيين». وأضاف المصدر: «سبق أن جرى التطرق في أوقات سابقة إلى موضوع كركوك التي أعادها رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي عام 2017 تحت سيطرة بغداد إثر خلاف كردي - كردي، تبادل خلاله كل من الحزبين تهماً بالتواطؤ والخيانة مع بغداد»، مبيناً أن «الاتحاد الوطني الكردستاني يعتبر كركوك إحدى أهم حواضنه التنظيمية والشعبية، وبالتالي يريد أن يكون منصب المحافظ من الاتحاد، في وقت يريد الحزب الديمقراطي الكردستاني تسلم منصب المحافظ، وهو أمر يمكن أن يكون موضع مساومة بين بارازني وطالباني بخصوص منصب رئيس الجمهورية لجهة إمكانية تخلي الاتحاد الوطني عن منصب المحافظ، مقابل بقاء منصب رئيس الجمهورية للاتحاد الوطني، وسحب (الديمقراطي) مرشحه الحالي للمنصب هوشيار زيباري». ورداً على سؤال حول ما إذا كانت المساومة تشمل المرشح الحالي للاتحاد الدكتور برهم صالح أو تقديم الاتحاد مرشحاً بديلاً عنه، قال المصدر الكردي المطلع إن «الاتحاد الوطني في حال تم طرح قضية كركوك والتوصل إلى تسوية بشأنه، ليس على استعداد للتخلي عن مرشحه الحالي برهم صالح». إلى ذلك، وبسبب تضاؤل فرص هوشيار زيباري للمنصب، حتى في حال برّأته المحكمة الاتحادية نتيجة لإمكانية تردد «الصدريين» في انتخابه، فقد أعلن سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني فاضل ميراني أنه بات لدى حزبه مرشح بديل، هو وزير الخارجية الحالي فؤاد حسين. وفيما قلل ميراني من أهمية منصب رئيس الجمهورية بالنسبة لحزبه، فإنه أشار إلى مرشح بديل يمكن أن يُقدم خلال المهلة التي حددها البرلمان، وهي الأحد المقبل. ميراني قال إن «منصب رئيس الجمهورية لم يكن مجدياً لكردستان، وأنا أتعجب أن ندخل في معركة ليّ الأذرع مع الاتحاد الوطني الكردستاني على هذا المنصب». وأضاف أن «المرشح البديل لنا هو فؤاد حسين».

«الإطار التنسيقي» يبادر بثلاثة حلول رابعها التوتر في جنوب العراق

(تحليل إخباري)... الصدر يرسل وفداً إلى ميسان للتهدئة (واع)

بغداد: «الشرق الأوسط».... حتى مع إعلان «الإطار التنسيقي» مبادرة من ثلاث نقاط لحل الأزمة السياسية الخانقة، فإن الفاعلين العراقيين يُجمعون على «قلة حيلتهم» في ابتكار خريطة طريق جديدة لإدامة الحياة السياسية، بعد الاختراق الذي أسفرت عنه الانتخابات المبكرة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. المبادرة تضمنت «مد اليد» إلى زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، والدعوة إلى وضع معايير مشتركة لاختيار رئيس الوزراء، وإطلاق «مرحلة جديدة من الحوار»، وهي صياغات متأخرة عن طبيعة الأزمة وطبيعة الصدام بين أطرافها، لكنها تكشف أمرين أساسيين: أن القوى الأساسية في الإطار لا تمتلك خططاً بديلة سوى المشاركة في الحكومة، وأن الصياغات الفقيرة سياسياً والمشغولة بأهمية «البيت الشيعي» تدفع الصدر للتشكيك بحلفائه في المكونين السني والكردي، قبل أن يقرر «إقصاء رفاقه في المذهب». في لحظة إطلاق المبادرة، كانت مدينة ميسان، جنوب العراق، تتحول إلى مسرح لتصفية الحسابات بين «التيار الصدري» و«عصائب أهل الحق». صيد منفلت لمسلحين من الطرفين، على إيقاع الصيد السياسي في بغداد، بحثاً عن توافق شيعي - شيعي. بهذا المعنى، يمكن تخمين صياغة «الرغبات» في مبادرة الإطار. ومنذ مطلع شهر فبراير (شباط) الجاري، شهدت المدينة عمليات اغتيال متبادلة بين التيار الصدري والعصائب، بدأت بتصفية الرائد حسام العلياوي، شقيق أحد أتباع قيس الخزعلي، ثم اغتيال قاضٍ رفيع متخصص بملف المخدرات في المدينة، واغتيال أحد قادة «سرايا السلام» التابع للصدر، وآخرها اغتيال شخصين عند أطراف مركز المدينة، بعد ساعات قليلة من زيارة أجراها رئيس الوزراء لإعادة رسم الخطة الأمنية. السباق الآن لحسم الانفلات في ميسان، قبل رسم معادلة سياسية جديدة. يقول الصدر إنه «مستعد للبراءة من الصدريين والعصائب» ممن تورطوا بحملة الاغتيالات، ولمح إلى أن «التصعيد قد يكون ضغطاً سياسياً من أجل التحالف»، بينما يُحرر قادة الإطار بيانات متواترة للتوسط من أجل التهدئة واحتواء الموقف. وفي السياق، ثمة محاولات لإقامة «صلح ميسان» واستعادة «البيت الشيعي». وشهدت العلاقة بين «التيار الصدري» و«العصائب» مناوشات منهجية، على فترات طويلة، باغتيال شخصيات من الطرفين، لكنها لم تظهر في السنوات القليلة الماضية بوصفها بؤرة نزاع مفتوح استوجبت تدخل القيادات من الطرفين. وعقب زيارة إسماعيل قاآني، قائد «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري الإيراني»، أدرك قادة الإطار التنسيقي أن الإمساك بالحلول الوسطى يكلف عدداً من الفاعلين النافذين «خسائر غير مقبولة»، لهذا جاءت المبادرة فضفاضة، وأيضاً جرى تصعيد الحدث الأمني في ميسان إلى الواجهة. على الأقل، نجحت الأطراف المعنية باختلاق ورقة سياسية جديدة، مسرحها ميسان، وأدواتها الاغتيال. ويقول قيادي في الإطار التنسيقي، إن «الحديث عن حلول ناضجة الآن، وقابلة للعيش غداً، في حكم المستحيل. ليس لدينا سوى أن نساعد الصدر على إدراك خطورة الطريق الذي يمضي إليه (...) ثمة رسالة واحدة مما يجري، وهي أن مواجهة إيران تحتاج إلى قدرات أكبر»، وبهذا المعنى تكون الحوادث في ميسان هي المبادرة الفعلية للإطار. ويضيف القيادي: «الأزمة في ميسان كسر عظام تُطبخ في بغداد». وبينما كان الصدر يودّع قاآني بتغريدة عن حكومة الأغلبية متوقعاً إشارات أكثر مرونة من العامري والمالكي والخزعلي، يراقب اليوم الفخ الذي سُحب إليه في ميسان، ما قد يجبره على التبرع بنفوذ التيار في المدينة لحماية مشروعه في حكومة الأغلبية أو التفاوض مع الإطار على «الجمل بما حمل».

خبراء يرجحون اختيار عراقي ذي خبرة عسكرية لقيادة «داعش» .. أربع شخصيات لخلافة القرشي

لندن – بغداد: «الشرق الأوسط»... قال مسؤولان أمنيان عراقيان وثلاثة محللين مستقلين إنه من المرجح أن يخرج الزعيم القادم لتنظيم «داعش» من دائرة ضيقة من المتشددين العراقيين الذين صقلتهم المعارك ممن برزت أدوارهم في أعقاب الاجتياح الأميركي للعراق عام 2003. وقال المسؤولان العراقيان إن أحد أفراد المجموعة المرشحة لخلافة أبو إبراهيم القرشي، الذي فجّر نفسه خلال عملية أميركية لاعتقاله في سوريا الأسبوع الماضي، هو قائد عسكري أعلنت واشنطن وبغداد مقتله العام الماضي. كان مقتل القرشي (45 عاماً) ضربة قاصمة للتنظيم بعد عامين من العملية المماثلة التي لقي فيها زعيمه السابق أبو بكر البغدادي مصرعه في 2019. لم يوجه القرشي كلمة علناً إلى مقاتليه وأتباعه وتجنب الاتصالات الإلكترونية وأشرف على تحول أسلوب القتال إلى وحدات صغيرة منفصلة رداً على الضغوط الشديدة من جانب القوات العراقية والقوات التي تعمل تحت قيادة أميركية. غير أن من يتابعون تنظيم «داعش» عن كثب يتوقعون أن يعلن اسم زعيمه الجديد في الأسابيع المقبلة مع استمرار التنظيم، الذي فرض حكماً قاسياً على مساحات من العراق وسوريا من 2014 إلى 2017 في حملة التمرد العنيدة الدامية. وقال الخبير العراقي فاضل أبو رغيف، الذي يقدم المشورة للأجهزة الأمنية، إن هناك أربعة مرشحين محتملين لخلافة القرشي. وقال: «هؤلاء هم كل من: أبو خديجة، وآخر دور معروف له كان قيادياً في (داعش) في العراق، وأبو مسلم وهو قائد التنظيم في الأنبار، وآخر يدعى أبو صالح ويُعرف عنه القليل من المعلومات ولكنه كان مقرباً من البغدادي والقرشي». وأضاف: «وهناك كذلك أبو ياسر العيساوي. وهناك شكوك بأنه لا يزال على قيد الحياة رغم أن التنظيم نعاه. ومكانته مهمة جداً في التنظيم وذلك لامتلاكه خبرة عسكرية طويلة». وكان الجيش العراقي والتحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة «داعش» في العراق وسوريا قد أعلنا مقتل العيساوي في غارة جوية في يناير (كانون الثاني) عام 2021. غير أن مسؤولاً أمنياً عراقياً أكد أن ثمة شبهات قوية أن العيساوي لا يزال على قيد الحياة. وأضاف المسؤول: «إذا اتضح أنه لم يُقتل، فهو يمتلك الخبرة والتجربة في تخطيط الهجمات العسكرية ولديه الآلاف من الأتباع».

تطهير أمني

وأضاف المسؤول أنه من المرجح أن ينفّذ تنظيم «داعش» عملية تطهير أمني بسبب التسريبات المحتملة التي أفضت إلى مقتل القرشي وذلك قبل اجتماع قياداته لاختيار خليفة له وإعلان اسمه. وقال حسن حسن رئيس تحرير مجلة «نيو لاينز» التي نشرت أبحاثاً عن القرشي، إن الزعيم الجديد سيكون من قدامى المتشددين العراقيين. وقال: «إذا اختاروا واحداً في الأسابيع المقبلة فسيتعين عليهم اختيار واحد من بين أفراد الدائرة نفسها... المجموعة التي كانت جزءاً من جماعة الأنبار التي عملت تحت اسم (داعش) في العراق منذ الأيام الأولى». وكان التنظيم قد خرج للوجود من بين صفوف المتشددين الذين شنوا تمرداً أصولياً سنياً بدوافع طائفية على القوات الأميركية والعراقية بعد 2003». وكان تنظيم «داعش في العراق» الذي عُرف أيضاً باسم تنظيم «القاعدة في العراق» فرعاً من تنظيم «القاعدة» العالمي الذي أسسه أسامة بن لادن وانبثق من خلاله تنظيم «داعش» الذي اكتسب شكله في فوضى الحرب الأهلية السورية على الجانب الآخر من الحدود. وقد احتجزت القوات الأميركية البغدادي والقرشي اللذين كانا من أعضاء تنظيم «القاعدة في العراق» من البداية لفترة من الوقت في منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة. وقال مسؤول أمني وضابط برتبة عقيد في الجيش لـ«رويترز» إنه لم يحدث أن ألقت القوات الأميركية القبض على أيٍّ من المرشحين الأربعة المحتملين لخلافة القرشي. ويتفق مسؤولون ومحللون في دول مختلفة على أن تنظيم «داعش» يتعرض لضغوط أكبر من أي وقت مضى وأنه لن يستعيد مكانة «داعش»، لكنهم منقسمون حول مدى أهمية الانتكاسة التي يمثلها مقتل القرشي للتنظيم. ويقول البعض إن الحرب على التنظيم ستظل تشغل الولايات المتحدة وحلفاءها لسنوات قادمة مع تحوله إلى حركة تمرد دائمة بقيادات جديدة جاهزة للإمساك بأعنّته. وقال أحد المسؤولين الأمنيين: «في سوريا، مجاميع (داعش) تعمل بطريقة شبكة من الوحدات المنفردة وذلك لتجنب استهدافها. ولذلك لا نعتقد أن مقتل القرشي سيكون له تأثير كبير». وأضاف: «أصبح كذلك من الصعب ملاحقتهم لأنهم توقفوا منذ مدة عن استخدام المكالمات عن طريق الهواتف النقالة للتواصل فيما بينهم». ويقول بعض المسؤولين إنه منذ هزيمة التنظيم في العراق عام 2017 وفي سوريا عام 2019 وجدت قياداته أنه من السهل على نحو متزايد أن تتنقل بين البلدين وساعدتها في ذلك ثغرة في مناطق السيطرة بين القوات المسلحة المختلفة. وقال مسؤولون أمنيون وعسكريون إن الحدود التي تمتد لمسافة 600 كيلومتر مع سوريا تجعل من الصعب جداً على القوات العراقية أن تمنع تسلل المتشددين عبر أنفاق تحت الأرض. من جهته، قال لاهور طالباني، الرئيس السابق لوحدة مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بالحكم الذاتي، إن بعض قيادات تنظيم «داعش» يمكنها التنقل على امتداد العراق كله، وقال لـ«رويترز»: «عندما أرى الهجمات تتزايد في منطقة معينة فلن أندهش إذا كانت شخصية مهمة قد مرت بتلك المنطقة. (داعش) هُزم لكن لم يتم القضاء على التنظيم الإرهابي بالكامل في العراق. لا أعتقد أننا تمكنّا من إنجاز المهمة». وكانت سيطرة التنظيم على مساحة من الأرض في العراق وسوريا قد ميّزته عن غيره من الجماعات المماثلة مثل تنظيم «القاعدة» وأصبحت محورية لمهمته عندما أعلن قيام دولة الخلافة في 2014 وتبعية جميع الشعوب والبلدان الإسلامية له. ويستمد التنظيم المناهض للغرب بشدة قوته أيضاً من التوتر السني - الشيعي. وقال أبو رغيف إن قائد التنظيم الجديد قد تكون له مؤهلات عسكرية أقوى من القرشي الذي يقول المسؤولون العراقيون إن أتباعه كانوا يعدّونه من رجال الشريعة أكثر منه قائداً عسكرياً. وأضاف: «بعد تنصيب رئيس التنظيم الجديد ستبقى الأحكام الشرعية ثابتة ولكن الهجمات والغزوات ستتغير قطعاً وفقاً لمنهج الزعيم الجديد الذي قد يؤمن بالغزوات المكثفة أو الهجمات بالقنابل والانتحاريين». ويقول المحللون إنه رغم عدم تسلط الأضواء على القرشي والسرّية التي اكتنفت نشاطه فمن المرجح أن يؤثر مقتله على مقاتلي التنظيم. وتوقع حسن حسن رئيس تحرير مجلة «نيو لاينز»، أن يُضعف القضاء على القرشي المعنويات. وقال أرون زيلن، الباحث الزميل بمعهد واشنطن، إن القائد الجديد مهم جداً للتنظيم. وأضاف: «عندما يُقتل زعيم للجماعة فإن قَسَم الولاء يصبح للزعيم (التالي)، للشخص نفسه لا للجماعة».

 

 



السابق

أخبار سوريا.. روسيا تطالب إسرائيل بوقف ضرباتها لسوريا... موسكو تفشل في التطبيع بين السعودية والنظام السوري.. زعيم درزي يدافع عن مظاهرات السويداء... درعا إلى مربّع الاغتيالات مجدّداً: عدوى السويداء (لا) تنتقل بسهولة.. تركيا لاستضافة اجتماع وزاري بصيغة آستانة... وتنتظر موافقة إيران..موسكو تنتقد واشنطن في ملف مكافحة الإرهاب.. فرنسا تقترب من محاكمة مرتكبي جرائم حرب وضد الإنسانية في سوريا..

التالي

أخبار دول الخليج العربي.. واليمن.. انفجارات عنيفة تهز صنعاء باحتراق مخزن سوق سوداء حوثي.. التحالف يعلن إصابة 12 مدنيا في هجوم حوثي على مطار أبها السعودي..البيت الأبيض: سنعمل مع السعودية لمحاسبة الحوثيين..حصار حرض يستنزف الحوثيين ويكبدهم مئات القتلى خلال أسبوع..ألغام الحوثيين تحصد أكبر عدد من المدنيين اليمنيين خلال شهر.. الإمارات وقطر تبحثان في الدوحة متابعة «بيان العُلا».. «الداخلية» تطلب إيقاف نشاطين لمجموعات بحرينية «داعمة للإرهاب»..شركات تجسس إسرائيلية اخترقت 200 هاتف أردني..

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,148,227

عدد الزوار: 7,661,158

المتواجدون الآن: 0