أخبار سوريا.. دورية روسية ـ سورية ـ كردية في الحسكة شرق الفرات.. تركيا وحلفاؤها يستكملون الاستعدادات لـ«عملية» شمال سوريا.. لافروف: قرار وجود قواتنا بأيدي العسكريين... والاتفاقات مع تركيا تنفَّذ ببطء.. لا انسحاب روسياً من سوريا: موسكو تستعرض قوّتها... بوجه أنقرة..

تاريخ الإضافة السبت 28 أيار 2022 - 5:30 ص    عدد الزيارات 1272    التعليقات 0    القسم عربية

        


دورية روسية ـ سورية ـ كردية في الحسكة شرق الفرات..

تحليق لطيران التحالف ومقاتلات موسكو فوق نقاط التماس

الشرق الاوسط... القامشلي: كمال شيخو... شهدت أجواء مناطق شمال شرقي سوريا تزاحماً جوياً بين طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي ومقاتلات روسية حلّقت فوق مناطق التماس واستطلعت الحدود الفاصلة بين الجهات المتحاربة، فيما سيرت الشرطة العسكرية الروسية والقوات الحكومية الموالية للرئيس السوري بشار الأسد برفقة مقاتلين وعربات من «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)؛ دورية مشتركة جالت القرى والمناطق المتاخمة للحدود التركية شمالي محافظة الحسكة وتفقدت النقاط والمخافر التي تتمركز فيها القوات السورية، في وقت كشف مسؤولون عسكريون روس لمحتجين أكراد بريف حلب الشمالي أن القوات الروسية والحكومية لن تسمح بتقدم القوات التركية شمالي البلاد. وحلّقت مقاتلات مروحية وحربية تابعة للتحالف الدولي على علو منخفض ونفذت طلعات جوية استطلاعية يومي الخميس والجمعة، شملت كامل الشريط الممتد بين بلدتي عين عيسى شمالي محافظة الرقة شرقاً، حتى عين العرب (كوباني) شرقي محافظة حلب غرباً، في حين شهدت سماء ريف محافظة الحسكة الشمالي والشمالي الغربي تحليقاً مكثفاً للطائرات المروحية الروسية والطيران الحربي التابع للتحالف الدولي، كما حلقت طائرات مروحية روسية فوق مدينة القامشلي وبلدتي عامودا والدرباسية المتاخمتين للحدود التركية، وصولاً إلى ريف أبو راسين وحوض زركان، وتشكل هذه المناطق نقاط تماس ساخنة تفصل قوات «قسد» المدعومة أميركياً عن قوات الفصائل السورية الموالية لتركيا المتمركزة في منطقة عمليات «نبع السلام». كما انطلقت مروحيات أميركية من قاعدتها بقرية قصرك شرقي بلدة تل تمر وحلقت في أجواء سماء المناطق الشمالية لمحافظة الحسكة، ووصلت طلعاتها إلى بلدة درباسية وناحية أبو راسين في وقت حلقت 6 مروحيات روسية في أجواء ريف عين العرب شرقي حلب، بالتزامن مع غياب تام للطيران التركي المسير الذي كثفت طلعاته مؤخراً واستهدف قياديين ومواقع «قسد». في سياق متصل، سيّرت، أمس، القوات الروسية وضباط بالقوات الحكومية برفقة مسؤولين من قيادة العلاقات العامة في قوات «قسد» بتغطية مروحيات روسية بأجواء المنطقة؛ دورية مشتركة انطلقت من القاعدة الروسية بمطار القامشلي، وتفقدت المخافر الحدودية المتركزة فيها القوات السورية في كل من بلدتي عامودا والدرباسية، وأكملت طريقها وتفقدت مواقع القوات الحكومية في ناحية أبو راسين وحوض الزركان وصولاً إلى القاعدة الروسية في بلدة تل تمر، وهذه الأخيرة تعد من بين أكثر النقاط سخونة شهدت مراراً قصفاً وهجمات عسكرية متبادلة تنفذها القوات السورية الموالية لتركيا، والمدفعية وراجمة الصواريخ التركية المنتشرة غرباً، وقوات «قسد» المسيطرة على الجهة الشرقية. إلى ذلك، نظم نازحو مدينة عفرين الكردية القاطنون في مخيمات الشهباء وسكان المنطقة بريف حلب الشمالي، وقفة احتجاجية، أول من أمس (الخميس)، أمام مقر القاعدة الروسية في قرية الوحشية، وعقد وفد من قادة الاحتجاجات مع مسؤولين عسكريين روس وسلموهم عريضة مكتوبة، منددة بتصعيد التهديدات التركية بضرب المناطق الخاضعة لنفوذ قوات «قسد» وإدارتها المدينة، بما فيها مناطق إقليم الشهباء التي تضم أكثر من 120 ألفاً ينحدرون من مدينة عفرين، الذين فروا منها بعد هجوم الجيش التركي في عملية «غصن الزيتون» بشهر مارس (آذار) 2018. ونقل المشاركون الذين التقوا الروس عن أحد المسؤولين قوله «إن القوات الروسية والحكومية السورية لن تسمح للقوات التركية بالتقدم لأنها عدو سوريا، ونعدكم بتحرير عفرين والمناطق الأخرى من قبضتها وإعادة النازحين إليها»، وذكر بيان باسم الوفد أن الدعوات التركية لإنشاء حزام أمني على حدودها الجنوبية «بغية بناء مستوطنات لتتحول لقواعد تركية متقدمة داخل العمق السوري، بهدف تغيير ديمغرافي وتركيبة سكان المنطقة الأصليين وهي جريمة بحق كل السوريين»، وطالبوا روسيا بوصفها إحدى الدول الضامنة لاتفاقيات خفض التصعيد مع أنقرة بـ«القيام بمسؤولياتها وواجباتها والضغط على تركيا لإنهاء احتلال الأراضي السورية، ومنعها من شن عدوان جديد ووقف عمليات التوطين»، بحسب البيان المنشور على حسابات وصفحات نشطاء أبناء مدينة عفرين. وفي مدينة الرقة شمالي سوريا، تمكنت وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لقوات «قسد» وبدعم من التحالف الدولي، أمس (الجمعة)، من القبض على ثلاثة عناصر يشتبه بانتمائهم إلى خلايا موالية لتنظيم «داعش»، وقال مصدر عسكري إن القوات وبتنسيق من التحالف نفذت على مدار يومي الخميس والجمعة الماضيين عمليات أمنية ناجحة، بالقرب من بلدة الجزرة بريف المحافظة الغربي وفي مركز مدينة الرقة، وتمكنت من القبض على ثلاثة عناصر يعملون في خلايا مسؤولة عن تصنيع القنابل اليدوية وتهريب الأسلحة. وجاءت العملية بعد مرور يوم على عملية مماثلة في ريف دير الزور الشرقي، وكشف ذات المصدر أن الوحدات الخاصة وبدعم وتغطية جوية من قوات التحالف نفذت عملية ناجحة ضد خلية نائمة تابعة للتنظيم قرب بلدة هجين، أسفرت عن القبض على مسؤول الاغتيالات في الخلية الإرهابية وضبطت بحوزته أسلحة ووثائق ومعدات أخرى كانت معه، وتأتي هذه العملية في إطار الجهود المشتركة بين قوات «قسد» والتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب وتوطيد الأمن والاستقرار، والحد من التهديد الذي يتعرض له السكان من قبل الخلايا المتشددة.

أنقرة تقول إن عملياتها العسكرية «لا تستهدف سيادة الجيران»

الشرق الاوسط... أنقرة: سعيد عبد الرازق... لم تحدد تركيا موعداً لعمليات عسكرية محتملة تستهدف القوات الكردية في شمال سوريا، لكنها أعلنت أن «العمليات العسكرية التي تنفذها الآن، أو التي ستنفذها في المستقبل على حدودها الجنوبية، لا تستهدف سيادة الجيران، لكنها ضرورية لأمنها القومي». وقال مجلس الأمن القومي التركي، إن أنقرة وجهت دعوة للدول التي قالت إنها تنتهك القانون الدولي بدعم «الإرهاب» للتخلي عن موقفها، والأخذ بعين الاعتبار مخاوف تركيا الأمنية. وتشكو تركيا من دعم الولايات المتحدة «وحدات حماية الشعب الكردية»، أكبر مكونات «تحالف قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، التي تعدها امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني»، المصنف من جانبها وحلفائها الغربيين تنظيماً إرهابياً، بالأسلحة المتطورة. بينما تعدها واشنطن أوثق حليف في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي. وقال البيان، الذي صدر ليل الخميس – الجمعة، عقب اجتماع مجلس الأمن القومي برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان، إن تركيا التزمت دائماً روح وقانون التحالفات الدولية، وتنتظر المسؤولية والصدق ذاتهما من حلفائها. والاثنين الماضي، قال إردوغان، إن بلاده «ستشن قريباً عمليات عسكرية جديدة على حدودها الجنوبية لمكافحة التهديدات الإرهابية هناك، واستكمال إنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كيلومتراً في المناطق التي تسيطر عليها (قسد) في شمال وشمال شرقي سوريا». ونفذت تركيا بالفعل 3 عمليات توغل في شمال سوريا منذ عام 2016، استهدفت بشكل أساسي «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية، وقوات «قسد» المدعومة من الولايات المتحدة، التي تتهمها تركيا بعدم تنفيذ تعهداتها بإبعاد الوحدات الكردية مسافة 30 كيلومتراً عن حدودها الجنوبية بموجب مذكرة تفاهم وقعت معها في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، وبموجبها توقفت عملية «نبع السلام» العسكرية في شرق الفرات بعد أيام من إطلاقها. وتعد دمشق عمليات التوغل انتهاكاً لسيادة البلاد ووحدة أراضيها. وقالت وزارة الخارجية السورية، إنها ستعتبر أي توغل عسكري تركي في أراضيها «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية». والثلاثاء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن أي هجوم جديد شمال سوريا سيقوض الاستقرار الإقليمي بدرجة أكبر، ويعرض القوات الأميركية المشاركة في الحملة على تنظيم «داعش» للخطر. ويرى مراقبون أن إردوغان بإعلانه شن عمليات عسكرية قريباً لتوسيع المناطق الآمنة المقامة بالفعل عبر الحدود الجنوبية لتركيا، يزيد من احتدام الخلاف مع شركاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) بشأن رفضه انضمام فنلندا والسويد للحلف. ويحتاج شن عمليات عسكرية جديدة إلى تنسيق مع الولايات المتحدة، وكذلك روسيا التي وقعت مع تركيا مذكرة تفاهم في 22 أكتوبر 2019 بشأن وقف عملية «نبع السلام» وانسحاب الوحدات الكردية مسافة 30 كيلومتراً جنوب الحدود السورية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي، بالتزامن مع اجتماع مجلس الأمن القومي التركي، إنه في حال حدوث الهجوم، يمكن أن ينسحب شركاء «قسد» من القتال ضد الجماعات الإرهابية، التي لا تزال تشكل تهديداً. وشدد في الوقت ذاته على أن تركيا شريك مهم في الناتو. بدوره، قال المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، سامويل وربيرغ، «نحن على تواصل مع المسؤولين الأتراك، حول مختلف الملفات، بما فيها الملف السوري، وقد عبرنا عن مخاوفنا بشأن التصعيد العسكري والمخاطر التي يحملها في المنطقة، وسنستمر في هذه المشاورات». وحذر وربيرغ من أن «التصعيد العسكري من شأنه أن يعرض الجميع للخطر، بما في ذلك المدنيون السوريون، لأنه لا يصب في مصلحة أحد، ونأمل أن تلتزم تركيا باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوقيع عليه في أكتوبر 2019»، مؤكداً أن الولايات المتحدة «لا تربط بين الملف السوري وملف انضمام السويد وفنلندا للناتو، ولن تربط بينهما، وبالنسبة لمخاوف تركيا الأمنية، فتتفهمها الحكومة الأميركية بشكل كبير، ولذلك تجري اتصالات الآن مع المسؤولين الأتراك لسماع مخاوفهم ومشاركة آراء الطرف الأميركي أيضاً». في المقابل، أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أنه لا أحد يستطيع أن يقيد أيدي تركيا بسبب تزايد الهجمات الإرهابية، وستقوم بما يلزم، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة لم تلتزم باتفاق أكتوبر 2019. وواصلت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، أمس الجمعة، (الهجوم) على مناطق انتشار القوات الكردية بريف حلب الشمالي. وأعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل 7 من عناصر «قسد» في ريف حلب.

تركيا وحلفاؤها يستكملون الاستعدادات لـ«عملية» شمال سوريا

وصول تعزيزات إلى مناطق عين العرب ومنبج في ريف حلب

(الشرق الأوسط)... إدلب: فراس كرم... تواصل فصائل «الجيش الوطني السوري» المدعوم من أنقرة، إرسال تعزيزات من مقاتلين وآليات عسكرية إلى محاور مناطق عين العرب (كوباني) ومدينة منبج شمال حلب، في وقت أعلن فيه قادة في فصائل المعارضة، استكمال القوات التركية، الاستعدادات العسكرية لبدء عملية عسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في مناطق كثيرة محتملة شمال سوريا، وسط تزايد في حدة التوتر والقصف المتبادل بين الطرفين، أدى إلى وقوع إصابات في صفوف الطرفين، تزامناً مع تحليق مكثف للطيران الحربي والاستطلاع التركي، والمقاتلات الروسية في أجواء شمال سوريا. وقال نشطاء في محافظة حلب، إن «رتلاً عسكرياً تركياً مؤلفاً من 56 دبابة و11 راجمة صواريخ وعشرات الشاحنات العسكرية المحملة بالمعدات اللوجيستية، دخل الأراضي السورية، باتجاه منطقة منبج شمال حلب، تزامناً مع وصول رتل عسكري ضخم لفصائل (الجيش الوطني السوري) المدعوم من أنقرة إلى محاور منطقة منبج وعين عرب شمال حلب». وضم الرتل عشرات السيارات العسكرية المصفحة والرشاشات الثقيلة والمتوسطة، استعداداً لبدء العملية العسكرية ضد (قسد)، وتزامن وصول الأرتال العسكرية مع قصف بري متبادل بين الأخيرة من جهة وقوات الجيش الوطني السوري والقوات التركية المنتشرة بريف حلب الشمالي من جهة أخرى. وتركَّز القصف التركي البري على مواقع عسكرية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في مناطق قريبة من تل رفعت وقريتي صوغانكه وقنطري وسموقة وحساجك وسد الشهباء في ريف مدينة عفرين الجنوبي شمالي حلب، وأسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف الأخيرة، رداً على قصفها للمواقع العسكرية التركية ومواقع أخرى تابعة لفصائل المعارضة السورية الموالية لأنقرة، واستهداف قيادي في صفوف الأخيرة بصاروخ موجه في قرية الحلوانجي بريف مدينة جرابلس شمال سوريا، وأسفر عن إصابات. من جهته، قال أحمد شهابي وهو ناشط في مدينة الباب بريف حلب، إن «التصعيد العسكري الحالي بين فصائل المعارضة السورية والقوات التركية من جهة وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى، ومواصلة إرسال التعزيزات والأرتال العسكرية الضخمة إلى خطوط التماس في مناطق منبج وتل رفعت وعين عرب، إضافة إلى تحليق المقاتلات وطائرات الاستطلاع التركية في الأجواء، كلها تشير إلى قرب العملية العسكرية التركية ضد (قسد)، تزامن ذلك مع توتر أمني في مدينة عين العرب شمال حلب بين الأهالي من جهة وبين قادة قسد وشخصيات سياسية كردية من جهة أخرى، بعد خروج مظاهرة أمس في عين العرب ضد الهجوم التركي على المدينة حيث رفع عدد من المتظاهرين أعلام حزب (PKK) وصور أوجلان (الزعيم الكردي للفصائل العسكرية الكردية المعتقل في تركيا)، حيث رأى بعض الأكراد أنها تخدم تركيا والجيش الوطني السوري وتؤكد للعالم أجمع وجود عناصر ينتمون للحزب المعادي لتركيا في المنطقة». وقال قيادي في فصائل «الجيش الوطني السوري» المدعوم من أنقرة، إن «كامل القوات العسكرية التابعة لفصائل المعارضة السورية والقوات التركية، باتت جاهزة لبدء العملية العسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بعد استكمال التجهيزات العسكرية والقتالية». ولفت: «القوات العسكرية التركية وفصائل المعارضة، انتشرت في محيط 3 مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية وهي منطقة عين العرب ومنطقة تل رفعت والشهباء ومنطقة منبج، وتعد هذه المناطق مصدراً خطراً يهدد السكان الآمنين في المناطق المأهولة، شمال حلب الخاضعة للنفوذ التركي والجيش الوطني السوري، لا سيما أنه خلال الآونة الأخيرة تزايدت الهجمات البرية من قوات سوريا الديمقراطية عبر القصف براجمات الصواريخ والصواريخ الموجهة على المدنيين في مناطق عفرين وجرابلس ومارع ومناطق أخرى، وأدى ذلك إلى مقتل عدد من المدنيين وجرح آخرين، فضلاً عن استهداف المشافي والمواقع العسكرية للمعارضة والقواعد العسكرية التركية». وفي شمال غربي سوريا، شهدت جبهات منطقة «خفض التصعيد»، قصفاً مكثّفاً ومتبادلاً بين فصائل المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام على طول خطوط التماس بدءاً من جبهات حلب وحتى جبهات ريف اللاذقية. وقال قيادي في فصائل المعارضة، إن «قوات النظام والميليشيات الإيرانية، قصفت بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ قرى وبلدات الفطيرة وكفرعويد وسفوهن وكنصفرة وبينين وفليفل، في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي ومحاور جبال الأكراد والتركمان شمال محافظة اللاذقية، وقرى في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، دون ورود أنباء عن خسائر بشرية، ما دفع بفصائل غرفة عمليات (الفتح المبين) للمعارضة، إلى استهداف مواقع قوات النظام والميليشيات الإيرانية في بلدة كفروما جنوب إدلب بعدد من قذائف المدفعية الثقيلة والصواريخ، تزامناً مع استهداف الفوج 46 بريف حلب الغربي، وترافق ذلك مع تحليق مكثف للطائرات الحربية الروسية وطيران الاستطلاع دون تسجيل أي غارة جوية».

لافروف: قرار وجود قواتنا بأيدي العسكريين... والاتفاقات مع تركيا تنفَّذ ببطء

دعا الأكراد إلى «دراسة التاريخ» وخوض «حوار براغماتي» مع دمشق

الشرق الاوسط... موسكو: رائد جبر... حسم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، النقاشات الدائرة حول احتمال سحب القوات الروسية من سوريا، وقال في مقابلة مع قناة «آر تي» الروسية إن القوات «باقية لأنها موجودة بطلب من الحكومة الشرعية»، لكنَّه ترك الباب مفتوحاً أمام احتمال إعادة توزيع أو تقليص حجم الوجود العسكري. وقال إن هذا الأمر متروك للعسكريين لتقدير تعداد القوات التي يجب أن تبقى في البلاد. كان لافروف يجيب عن سؤال حول هذا الموضوع، بعد تداول تقارير إعلامية أخيراً، أشارت إلى توجه روسيا لإجراء تقليص جدّي في عديد قواتها في سوريا بسبب الحاجة إلى نقل جزء كبير منهم إلى أوكرانيا. وتجنب لافروف الإشارة إلى تلك التقارير مباشرةً، لكنه قال: «نحن هناك بناءً على طلب الرئيس الشرعي للجمهورية العربية السورية، الحكومة الشرعية لذلك البلد. نحن هناك في حالة امتثال كامل للمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة. ونؤدي المهام التي حددها مجلس الأمن في القرار 2254 وسنلتزم بهذا الخط في المستقبل أيضاً». وفي إشارة إلى المهام البعيدة المدى التي تضعها روسيا لهذا الوجود، قال الوزير: «سندعم القيادة السورية في جهودها لاستعادة وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية بشكل كامل، لأنه لا تزال هناك وحدات من القوات المسلحة للدول لم يدعها أحد. ولأنه حتى الآن، على سبيل المثال، الجيش الأميركي، الذي احتل جزءاً كبيراً من الضفة الشرقية لنهر الفرات، ينشئ بشكل علني تشكيلات شبه دولة هناك، ويشجع النزاعات الانفصالية بشكل مباشر، مستخدماً لهذا الغرض مزاج جزء من السكان الأكراد». لكنّ لافروف في الوقت ذاته، لم ينفِ احتمال تقليص القوات، وقال إن هذا الأمر تقرره القيادة العسكرية بناءً على المهام الميدانية، وزاد: «يتم تحديد أعداد قواتنا على الأرض من خلال المهام المحددة التي تحلها مجموعتنا هناك. ومن الواضح أنه لم تعد هناك عملياً مهام عسكرية. لا تزال هناك بعض المهام مثل ضمان الاستقرار والأمن. والمهام العسكرية، تلك التي يحلها الجيش السوري بشكل مباشر بدعمنا، في إدلب، حيث لم يختفِ التهديد الإرهابي نهائياً، ويحاول أصدقاؤنا وجيراننا الأتراك، كما يقولون لنا، تنفيذ ما اتَّفق عليه الرئيسان (فلاديمير) بوتين و(رجب طيب) إردوغان قبل بضع سنوات». وكان ملاحَظاً هنا أن لافروف تجنب الإشارة نهائياً إلى التلويح التركي الحالي بشن عملية عسكرية جديدة في الشمال السوري. واكتفى بالقول إن لدى «الجانب التركي متطلبات أمنية» في إشارة إلى الوضع مع النزعات الانفصالية في المنطقة. كما أشار في موقع آخر إلى أن تنفيذ الاتفاقات المبرمة مع موسكو «يسير ببطء وصعوبة لكنه يتقدم». وزاد أنه «في الآونة الأخيرة، وبفضل الإجراءات المتَّخَذة سواء من خلال قواتنا أو القوات المسلحة السورية، لم نلحظ أي استفزازات من داخل إدلب ضد مواقع الجيش السوري وقواعدنا في سوريا». وفي الملف الكردي، قال لافروف: «هنا تنشأ مشكلات بين الهياكل المختلفة التي تجمع الأكراد العراقيين والسوريين. وكل هذا بالطبع يؤثر على التوتر في هذا الجزء من المنطقة»، موضحاً أنه «لا يمكن لتركيا بالطبع أن تقف جانباً». وزاد: «نريد حل هذه المشكلات فقط على أساس احترام سيادة الجمهورية العربية السورية وسلامتها الإقليمية. نحن نتحدث مع الأكراد. لدينا قنوات اتصال مع كل طرف منهم. ونشجعهم على إلقاء نظرة فاحصة على التاريخ الحديث. التاريخ المتعلق بوعود الولايات المتحدة للأطراف، وكيف يتم الوفاء بهذه الوعود». وأكد لافروف أنه «حتى من الاعتبارات البراغماتية البحتة، ناهيك بالقانون الدولي، من المعقول بدرجة أكبر الدخول في حوار جاد مع دمشق، والاتفاق على كيفية تنظيم العيش في دولة واحدة»، مشيراً إلى أنه «بالطبع، سنواصل أيضاً تقديم المساعدة الإنسانية. نرى كيف تحاول الولايات المتحدة إبقاء الوضع في حالة أزمة وتحفز استئناف الأعمال العدائية مرة أخرى». وفي العلاقة مع واشنطن، توقف عند «قانون قيصر» الذي وصفه بأنه «سيئ السمعة ويهدف إلى خنق الاقتصاد السوري». لكنه أشار بارتياح إلى أن «الدول العربية، تتفهم أكثر فأكثر الطريق المسدود لهذا المسار وتهتم باستئناف علاقاتها مع الجمهورية العربية السورية. لذلك، أعادت الإمارات العربية المتحدة مؤخراً أعمال سفارتها بالكامل. ولم يسحب عدد من الدول العربية سفاراته من دمشق». وأعرب عن أملٍ في أن تنجح القمة العربية المقبلة في إطلاق مسار عودة سوريا لشغل مقعدها في جامعة الدول العربية. وزاد الوزير: «الآن يجري التحضير للقمة المقبلة، وقد ناقشناها في الجزائر مع الرئيس تبون. والغالبية العظمى، على حد علمنا من اتصالاتنا، تؤيد نوعاً من الحل الذي يسمح ببدء عملية استئناف العضوية الكاملة لسوريا في جامعة الدول العربية». وتطرق إلى «مشكلة اللاجئين»، مشيراً إلى أن «وسطاء الأمم المتحدة يحاولون المشاركة في هذه القضية. لكنّ الولايات المتحدة والأوروبيين المطيعين لهم تماماً بكل الطرق الممكنة يمنعون عودة هؤلاء الأشخاص». وانتقد «ضعف» الأمم المتحدة، وقال إنها لم تشارك بفاعلية في مؤتمر إعادة اللاجئين الذي عُقد في دمشق قبل عامين بينما يشارك الأمين العام أنطونيو غوتيريش في كل الاجتماعات الأوروبية التي تهدف لجمع الأموال لدعم الدول المضيفة بدلاً من إعادة اللاجئين. في الملف السياسي، قال لافروف إن بلاده على اتصال دائم مع المبعوث الدولي غير بيدرسن بشأن «العملية التي تجري في جنيف، اللجنة الدستورية، لجنة صياغة الدستور. وهناك اتفاق على أنه في الأسابيع القليلة المقبلة. سوف يبدأ الاجتماع التالي لهيئة الصياغة». وأعرب لافروف عن ثقته بأن «قرار (الرئيس السوري بشار) الأسد الأخير بالعفو عن جميع المتهمين بارتكاب جرائم تتعلق بالتهديد الإرهابي كان خطوة مهمة وإيجابية للغاية، ويشكل فرصة جيدة، كون السيد بيدرسن، والكثير من الزملاء الغربيين قالوا: يجب على الأسد أن يتخذ بعض الخطوات. حسناً هذا جيد. لقد تم اتخاذ هذه الخطوة. يجب علينا الآن أن نردّ بالمثل. وليتحدث السيد بيدرسن مع المعارضة، ومع من يسيطر عليها، حتى تتمكن المعارضة من اتخاذ خطوات بناءة من جانبها».

«تحرير الشام» تتسلّل إلى ريف حلب: تركيا تضغط... بالجولاني أيضاً

الاخبار... علاء حلبي .. لم تحصل تركيا حتى الآن على أي ضوء أخضر أميركي لشن عملية جديدة في سوريا ....

لا يمكن الفصل بين التهديدات التركية بشنّ هجوم جديد على مناطق سيطرة الأكراد في الشمال السوري، وبين عمليات الإحلال والتبديل الجارية في صفوف الفصائل التابعة لأنقرة، والتي تمهّد الطريق أمام «هيئة تحرير الشام» للتمدّد إلى ريف حلب. ومن شأن هذا التمدّد أن يمثّل قفزة كبيرة في مخطّط توحيد المناطق التي تسيطر عليها تركيا، توازياً مع استمرار العمل على مشروع «المنطقة الآمنة»، التي يحاول رجب طيب إردوغان استثمار احتدام الصراع الدولي حول أوكرانيا، لإمرارها... لم يخرج اجتماع مجلس الأمن القومي التركي، الذي انعقد أوّل من أمس، بأيّ جديد، كما لم يحسم أمر العملية العسكرية التي يهدّد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، بتنفيذها في الشمال السوري، ليترك بذلك الباب موارباً، تماماً مثلما فعل إردوغان، في ما من شأنه تصدير موقف موحّد بين المؤسّسات التركية إزاء الأوضاع على الحدود الجنوبية، وبالتالي تحصين إعلان إردوغان، وتقديم دفعة لمسعاه الهادف إلى تحقيق أكبر مكاسب ممكنة من الحرب الروسية في أوكرانيا، والتي فرضت على الغرب إعادة احتضان أنقرة، بهدف مضاعفة الضغوط على موسكو. الاجتماع الذي استمرّ نحو ساعتين، حاول الخروج بقرارات مرنة، تحمل رسائل عدّة، بعضها مُوجَّه إلى روسيا وبعضها الآخر إلى الولايات المتحدة، إذ أكد أن «أنقرة التزمت دائماً بروح وقانون التحالفات الدولية، وأنها تنتظر نفس المسؤولية والصدق من حلفائها»، مضيفاً أن «العمليات العسكرية الجارية، وتلك التي ستُنفَّذ على حدودنا الجنوبية، ضرورة لأمننا القومي، ولا تستهدف سيادة دول الجوار». وفي محاولة لوضع الكُرة في ملعب واشنطن، ضمن لعبة التفاوض الجارية حالياً، فقد ذكّر المجلس بموقف تركيا من «قسد» وحزب «الاتحاد الديموقراطي» الذي يقودها، والذي تَعتبره تركيا امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني» المصنّف على لوائح الإرهاب التركية، حيث قال البيان: «وجّهنا دعوة إلى الدول التي تنتهك القانون الدولي بدعم الإرهاب، للتخلّي عن موقفها والأخذ في الحسبان مخاوف تركيا الأمنية». وفي وقت تشير فيه التطوّرات الميدانية إلى عدم حصول تركيا على أيّ ضوء أخضر أميركي لشنّ العملية، حتى الآن، ذكّرت روسيا بحضورها الميداني عبر تنفيذ طلعات جوّية مكثفة فوق مناطق سيطرة الفصائل التابعة لتركيا، تخلّلها إطلاق قذائف متفجّرة. كما خرجت عنها تصريحات تُعتبر الأولى من نوعها لنفي الإشاعات التي تردّدت أخيراً حول انسحاب قوّاتها من سوريا، والتي لم تعلّق عليها موسكو طيلة الشهر الماضي، إذ أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في لقاء تلفزيوني، أن «القوات الروسية الموجودة في سوريا، والتي جاءت بناءً على طلب الحكومة الشرعية، ستتابع دعمها دمشق لاستعادة جميع المناطق وتوحيد البلاد». وحذّر لافروف، الذي ركّز على عدم شرعية الوجود العسكري الأميركي، من مخاطر دعم واشنطن النزعة الانفصالية الكردية على وحدة الأراضي السورية. إلّا أن الوزير الروسي بدا أكثر مرونة خلال حديثه عن تركيا، حيث ذكّر بالاتفاقات الموقّعة مع أنقرة، والتي تفرض على الأخيرة «عزل الفصائل الإرهابية» في إدلب، وفتح طريق حلب - اللاذقية، معتبراً أن «تحقيق ما اتفق عليه الرئيسان فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان قبل عدّة سنوات لا يسير على ما يرام». بدورها، كثّفت واشنطن من نشاطها العسكري في مناطق التماس مع مواقع انتشار الفصائل المدعومة من أنقرة، عبر تسيير دوريات وتنفيذ طلعات جوّية استطلاعية، تخلّلها استهداف تحذيري على مقربة من نقطة مراقبة تركية في محيط رأس العين غرب محافظة الحسكة، من دون وقوع أيّ إصابات. في غضون ذلك، بدأت «هيئة تحرير الشام» التغلغل في مناطق في ريف حلب، مُستغِلّة حالة الاقتتال والانقسام الداخلي بين الفصائل التابعة لتركيا. وأكدت مصادر «جهادية» أن عدداً من المقاتلين دخلوا إلى جنديرس في محيط عفرين في ريف حلب الشمالي، وسط تحذيرات أطلقها ناشطون معارضون من توسّع انتشار «الهيئة» التي تملك علاقات متينة مع فصائل عديدة، من بينها «كتائب» وقيادات تعمل في صفوف الفصائل في مناطق «نبع السلام» و«غصن الزيتون». ويعني هذا السيناريو تمكُّن الجولاني من مدّ نفوذه إلى تلك المناطق بشكل تدريجي، وهو ما يتوافق مع رغبة تركيا في توحيد مساحة سيطرتها، واستثمار الجولاني الذي أثبت خضوعه التامّ لها، واستقلاليّته المالية في الوقت نفسه، في تنفيذ المخطّط المذكور.

تحاول تركيا تسويق الجولاني على أنه «معتدل» عبر تكليفه بمهام القضاء على الفصائل المتشدّدة بشكل تدريجي

وتأتي تحرّكات «تحرير الشام» بعد نحو 10 أيام على اجتماع يُعتبر الأوّل من نوعه بين الجولاني وبين وفد عسكري واستخباراتي تركي في معبر باب الهوى الحدودي في إدلب، لم تتسرّب عنه أيّ معلومات دقيقة، نتيجة مشاركة «دائرة ضيقة جدّاً» من أتباع الجولاني فيه، بالإضافة إلى الطوق الأمني المشدّد الذي فُرض خلال عقده. بيد أن التطوّرات الميدانية التي تلت اللقاء يمكن أن تشرح بعض النقاط التي تمّ الاتفاق عليها، ومن بينها التخلّص من جماعة «أنصار الإسلام»، بعد أن تَكرّر اسم الجماعة أخيراً في وسائل الإعلام الأميركية، إذ اعتقلت «الهيئة» القيادي البارز في «أنصار الإسلام»، أبو الدرداء الكردي، وقياديَّيْن آخرين في مناطق عدّة في ريفَي إدلب واللاذقية، في سيناريو مطابق تماماً للإجراءات التي قامت بها «الهيئة» خلال عمليات إنهاء وجود فصائل متشدّدة في وقت سابق، ومن بينها «حرّاس الدين»، وسط توقّعات بأن تشهد مناطق انتشار «أنصار الإسلام» مواجهات مسلّحة للسيطرة على مقرّاتها وإنهاء وجودها. وتحاول تركيا تسويق الجولاني، الذي أصبح «رجُلها الأكثر موثوقية» على أنه «معتدل»، عبر تكليفه بمهام القضاء على الفصائل المتشدّدة بشكل تدريجي، الأمر الذي يُعتبر تمهيداً للدور اللاحق الذي سيلعبه مستقبلاً بعد توغّله أكثر في مناطق سيطرة أنقرة شمالي حلب وبعض مناطق الرقة، خصوصاً أنه بات يتمتّع بعلاقات «طيّبة» مع واشنطن، التي استثمرته خلال عمليتَي اغتيال زعيمَي تنظيم «داعش» السابقَين أبو بكر البغدادي، وخليفته أبو إبراهيم القرشي، واللذين كانا يختبئان قرب الحدود التركية في مناطق يسيطر عليها الجولاني. في السياق ذاته، يأتي إعلان تركيا اعتقال «مسؤول بارز» في تنظيم «داعش» إثر عملية أمنية في مدينة إسطنبول التركية، روّجت وسائل إعلام تركية أنه الزعيم الجديد للتنظيم المُكنّى الحسن الهاشمي القرشي، من دون أن تتوفّر معلومات موثوقة حول حقيقة الدور الذي كان يلعبه، ليعطي ذلك دفعة كبيرة لأنقرة في السباق الدولي لـ«محاربة الإرهاب»، ومحاولة تركيا سحب ذرائع واشنطن في دعمها لـ«قسد» عبر تقديم الأخيرة كمساهم أكبر في محاربة «داعش». بشكل عام، وعلى الرغم من تراجع مؤشّرات قيام أنقرة بشنّ عملية عسكرية جديدة في سوريا، تشير التطورات الميدانية والعسكرية والسياسية الأخيرة إلى أن تركيا عازمة على مواصلة ضغطها بحثاً عن أكبر مكاسب ممكنة من الحرب الروسية في أوكرانيا، سواءً كانت هذه المكاسب قضم المزيد من الأراضي لإقامة مشروع «المنطقة الآمنة» الذي يجده إردوغان فرصة للتخلّص من اللاجئين السوريين، إضافة إلى تشكيل طوق يبعد خطر الأكراد عن حدوده، وإيجاد موطئ قدم دائم في الشمال السوري، أو عبر رفع القيود الأميركية المفروضة عليها في جانب التسليح، وإتمام عمليات بيع مقاتلات أميركية تريدها، إضافة إلى إعادتها إلى برنامج طائرات «F35» الذي أُبعدت عنه على خلفية شراء منظومة «S400» الروسية، فضلاً عن تحصيل دور أكبر في «حلف شمال الأطلسي» (الناتو) الذي ينتظر موافقة تركية مدفوعة الثمن للقبول بانضمام فنلندا والسويد إليه.

لا انسحاب روسياً من سوريا: موسكو تستعرض قوّتها... بوجه أنقرة

الاخبار.. أيهم مرعي ... الحسكة | في وقت كانت فيه القوات الروسية تستقدم المزيد من التعزيزات إلى بلدة عين عيسى، وترفع السواتر الترابية لحماية البلدة من أيِّ هجوم تركي محتمل، سرّبت وسائل إعلام عن ضابط أميركي كبير، معلومات عن انسحاب الآلاف من وحدات المشاة الروسية وسلاحَي الهندسة والطيران الروسيَين من سوريا. واللافت في تسريبات الضابط الأميركي أنّه حدّد نطاق الانسحاب بقاعدة حميميم الجوية في اللاذقية، ومناطق في شمال وشمال شرق البلاد، وهو ما فتح المجال أمام قراءات ميدانية متعددة لهذه الأنباء. ونقلت قناة «سكاي نيوز» عربية عن المسؤول في «البنتاغون» قوله إن «وزارة الدفاع الروسية أبلغت الحكومة السورية خططها بالانسحاب، وتسعى الأخيرة إلى ملء الفراغ الروسي من خلال إرسال وحدات قتالية غير نظامية، منها ما هو تابع للحكومة وأخرى مدعومة من الحرس الثوري الإيراني، لتفعيل تواجدها في الشمال والشمال الشرقي استعداداً لاحتمال حصول تغيّرات أمنية ميدانية». في المقابل، يبدو أن موسكو رأت في التصعيد التركي الأخير فرصة للردّ على الحملات الإعلامية الأميركية والغربية ضدّها، من خلال اتّخاذ جملة من التدابير الميدانية الهادفة إلى تعزيز وجودها في مناطق الشمال والشمال الشرقي تحديداً، عبر إرسال المزيد من التعزيزات البرية وحتى الجوية. وبالفعل، نفذت موسكو، خلال اليومين الفائتين، طلعات جوية واسعة للطيران الحربي والمروحي والمسيّر على امتداد الشريط الحدودي مع تركيا، عبر ستّ مروحيات وطائرتين حربيتين، توازياً مع تسيير دوريات على الأرض، شارك فيها الجيش السوري لأوّل مرة منذ نحو عامين، في مدينة الدرباسية وصولاً إلى أطراف رأس العين في ريف الحسكة. واختارت روسيا منطقة شمال وشرق سوريا تحديداً للاستعراض العسكري، لأكثر من اعتبار، أوّلها كون المنطقة متاخمة ومتداخلة مع مناطق التواجد الأميركي، وهذا سيبعث برسائل ميدانية مباشرة إلى واشنطن تثبت أن حضور موسكو العسكري في سوريا مستمر، بعيداً عن الشائعات المغايرة لذلك، وأن روسيا تعارض أيّ تحرك تركي محتمل في مناطق تعدّ هي فيها ضامناً لوقف إطلاق النار. ولعلّ الحزم الذي أبدته القوات الروسية تجاه النوايا التركية بشنّ عملية عسكرية جديدة، دفع بمجلس الأمن القومي التركي إلى إصدار بيان إعلامي لم يحدّد مكان العملية المفترضة أو زمانها، على رغم استمرار الحملات الاستعراضية والإعلامية عن حشود تركية على الحدود، هي غير موجودة على أرض الواقع حتى الآن. وفي الاتجاه نفسه، واصل وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، تصريحاته التي تعبّر عن تريث تركي في تنفيذ الهجوم، من خلال التأكيد أن «بلاده تلقت وعوداً أميركية وروسية لإبعاد الوحدات الكردية مسافة 30 كم عن الحدود الجنوبية». وأضاف أنه «إذا زادت التهديدات علينا ستقوم باتخاذ التدابير اللازمة».

الوجود العسكري في شرق الفرات، لم يطرأ عليه أيّ تغيير

وفي السياق نفسه، نقلت مواقع إعلامية كردية تصريحات عن ضابط روسي في القاعدة الروسية في بلدة الوحشية في ريف حلب الشمالي، أكد فيها أن «روسيا لن تسمح لتركيا بشنّ عملية عسكرية جديدة شمال سوريا». بدوره، يؤكد مصدر مقرب من القوات الروسية في المنطقة الشرقية، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «الوجود العسكري في شرق الفرات، لم يطرأ عليه أيّ تغيير، والقوات العسكرية المتواجدة هناك تمارس نشاطها الاعتيادي في المنطقة، بدليل تنفيذ دوريات جوية وبرية عديدة قبل وبعد التهديد التركي بشنّ عملية عسكرية جديدة». ويضيف المصدر أن «الضباط الروس يؤكدون أن العملية العسكرية في أوكرانيا لن تؤثر على التزامات روسيا في سوريا»، معتبراً أن «كلّ الأنباء التي تروج لانسحاب القوات الروسية من سوريا، تندرج في إطار الحرب الإعلامية ضد موسكو». ولفت إلى أن «الجهود الروسية أثمرت مؤخراً إنهاء حصار قسد لأحياء في الحسكة والقامشلي، واستمرار تدفق المياه إلى السكان من محطة علوك، مع تسهيل اجتماعات لإنجاز اتفاق بخصوص التعليم الجامعي في الحسكة، مع استمرار تنفيذ غارات جوية ضد تحركات داعش بالبادية». ولم تكتفِ موسكو بالرد الميداني، بل جاء الردّ الدبلوماسي عبر تأكيد وزير الخارجية، سيرغي لافروف، في تصريحات إعلامية، أن «القوات الروسية باقية في سوريا لأنّها موجودة هناك بطلب من حكومتها الشرعيّة ... ونحن نؤدي المهام التي حددها مجلس الأمن في القرار 2254، وسنلتزم بهذا الخط في المستقبل أيضاً». وأضاف: «سندعم القيادة السوريّة في جهودها لاستعادة وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية بشكل كامل، لأنه لا تزال هناك وحدات من القوات المسلحة للدول لم يدعها أحد، ولأنه حتى الآن، على سبيل المثال، الجيش الأميركي الذي احتلّ جزءاً كبيراً من الضفة الشرقية لنهر الفرات، ينشئ بشكل علني تشكيلات شبه دولة هناك، ويشجع الانفصالية بشكل مباشر، مستخدماً لهذا الغرض مزاج جزء من السكان الأكراد في العراق». 



السابق

أخبار لبنان..«المركزي» يتدخّل في حرب الدولار وتلاعب مكشوف بالنار!..بوصعب مرشّـح "الثنائي": باسيل و"حزب الله"!..بري يرفض الدخول في «مقايضات» مقابل انتخابه رئيساً للبرلمان اللبناني.. «مصرف لبنان» يصدم الأسواق بتدخل قوي لدعم العملة الوطنية.. تحذيرات من «الانهيار التام» ودعوات للإسراع بتشكيل الحكومة.. قضاة لبنان ينتفضون بوجه الزعماء السياسيين.. من اقترح إقالة سلامة وعون؟..الفاتيكان – حزب الله: وقائع من حوار يتقدّم..

التالي

أخبار العراق.. «تجريم التطبيع» يهدد علاقة بغداد بواشنطن.. الصدر يؤكد عدم استهداف اليهود وواشنطن تعتبر أنه يعزز «بيئة معاداة السامية»..تعاون عراقي فرنسي في مجالات الطاقة.. الأمن العراقي يلقي القبض على "داعشي"..


أخبار متعلّقة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,387,537

عدد الزوار: 7,630,592

المتواجدون الآن: 0