أخبار سوريا.. قائد «قسد» حذر من تجزئة سوريا والحرب ضد «داعش».. أرقام صادمة لعمليات القتل والاغتيالات في درعا.. إسرائيل: عمليّة اختراق "خطيرة" على الحدود السوريّة.. تعزيزات عسكرية كبيرة إلى شمال سورية وقصف متبادل.. عودة إلى الدفاتر القديمة | إردوغان لروسيا: نرتضي بمنبج وتل رفعت..

تاريخ الإضافة الجمعة 3 حزيران 2022 - 5:29 ص    عدد الزيارات 971    التعليقات 0

        


القوات التركية والفصائل الموالية لها تتنظر «ساعة الصفر» لمهاجمة «قسد»...

مقتل 3 في انفجار ضخم بمستودع ذخيرة للمعارضة السورية

الشرق الاوسط... إدلب: فراس كرم... تواصل القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري» المدعومة من أنقرة، إرسال التعزيزات والأرتال العسكرية إلى خطوط التماس مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في مناطق منبج وتل رفعت وعين العرب (كوباني)، شمال سوريا، فيما تواصل فصائل المعارضة لليوم الثالث على التوالي، إجراء مناورات عسكرية بالذخيرة الحية، وإتمام الاستعدادات العسكرية الكاملة للمعركة المرتقبة، ضد قوات «قسد»، في وقت قصفت فيه الأخيرة مناطق في تل أبيض بريف الرقة ومناطق بشمال حلب، ما أسفر عن مقتل وجرح 7 مدنيين. ‏وقال مصدر عسكري في «الجيش الوطني السوري»، المدعوم من أنقرة: «تواصل لليوم الثالث فصائل المعارضة في (هيئة ثائرون للتحرير) وفصائل أخرى في (الجيش الوطني السوري)، وبحضور وزير الدفاع ورئيس الأركان وقادة في المعارضة، إجراء مناورات عسكرية متقدمة، بالذخيرة الحية، في مناطق قريبة من خطوط التماس مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، شمال حلب، إتماماً للاستعدادات العسكرية للمعركة المرتقبة، ضد الأخيرة، تزامناً مع إرسال تعزيزات عسكرية ضخمة لفصائل المعارضة، شملت مئات المقاتلين والآليات العسكرية، إضافة إلى دخول رتل عسكري تركي من منفذ باب السلامة الحدودي شمال حلب، وانتشاره بالقرب من خطوط التماس مع قوات (قسد) في مناطق تل رفعت ومنبج وعين العرب (كوباني)، شمال شرقي حلب، وسط استنفار كبير في صفوف فصائل (الجيش الوطني السوري)، والقواعد العسكرية التركية في مناطق أعزاز ومارع والباب بريف حلب، شمال سوريا، وترافق ذلك مع تحليق مكثف للمقاتلات وطائرات الاستطلاع والمسيّرات التركية نوع (بيرقدار) في أجواء مناطق ريف حلب الشمالي». وأضاف: «يمكن القول بأن فصائل المعارضة السورية في شمال حلب وريف الرقة أكملت كامل استعداداتها العسكرية بالإضافة إلى القوات التركية، وبانتظار ساعة الصفر للبدء بالعملية العسكرية ضد (قسد) وتحرير مناطق تل رفعت ومنبج، من خلال التنسيق والتعاون العسكري مع القوات التركية». وقال أحمد الشهابي وهو ناشط (معارض)، في شمال حلب، إن «قصفاً صاروخياً مكثفاً مصدره (قسد) استهدف مساء أول من أمس (الأربعاء) 1 يونيو (حزيران)، الأحياء السكنية في مدينة تل أبيض بريف الرقة شمال سوريا، ما أسفر عن مقتل 3 مدنيين وإصابة 4 آخرين بجروح خطيرة، ودمار في الممتلكات، وتسبب القصف بحالة هلع ورعب شديدين في صفوف المدنيين، الأمر الذي دفع بفصائل المعارضة السورية والقوات التركية، إلى الرد على مواقع عسكرية تابعة لـ(قسد)، في محيط قريتي أم الكيف وتل جمعة في ناحية تل تمر بريف الحسكة ومواقع أخرى بالقرب من قريتي صيدا والمعلق بريف عين عيسى شمالي الرقة، وأطراف بلدة تل رفعت شمالي حلب، فيما قصفت القوات التركية محيط مطار (منغ) العسكري شمالي تل رفعت، وأُصيب اثنان من قوات النظام السوري، وآخرون من (قسد)، أعقبها قصف للأخيرة بالصواريخ معبر أبو الزندين وقرية الغوز بريف مدينة الباب والراعي شمال حلب، وتحليق سرب من 7 مروحيات روسية عسكرية في أجواء مناطق تل رفعت والقرى المجاورة، خاضعة لسيطرة (قسد)، وسط حالة استنفار قصوى في صفوف قوات الأخيرة في المنطقة». وفي إدلب، قال ناشطون: «شهدت خطوط التماس بين قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية من جهة ومن جهة ثانية فصائل المعارضة المسلحة، في ريف اللاذقية الشرقي، شمال غربي سوريا، اشتباكات عنيفة بين الطرفين بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، وطال قصف قوات النظام منطقة كفرتعال بريف حلب ومناطق مجاورة، فيما قصفت فصائل المعارضة السورية المسلحة في غرفة عمليات (الفتح المبين)، مواقع عسكرية لقوات النظام في مناطق كلز ومحيط كفرتعال ومحور الصراف بأرياف اللاذقية وحلب، ووقوع خسائر بشرية في صفوف الأخيرة، حسب مراصد (معارضة)». وفي سياق منفصل، انفجر مستودع للذخيرة لفصائل المعارضة السورية في منطقة قريبة من الحدود السورية التركية ومخيمات للنازحين، دون معرفة الأسباب. وأدى الانفجار وتطاير الشظايا إلى مقتل 3 مدنيين وإصابة آخرين بجروح واشتعال النيران بعدد كبير من خيام النازحين. وقالت منظمة «منسقو استجابة سوريا»، العاملة في شمال غربي سوريا، في بيان، إن «انفجاراً ضخماً وقع في أحد المواقع العسكرية في بلدة بابسقا شمالي إدلب، أدى إلى حدوث أضرار بشرية ومادية في مخيمات النازحين في المنطقة، حيث تضرر أكثر من 17 مخيماً للنازحين، نتيجة تساقط الشظايا على الكثير من الخيام، واحتراق أكثر من 19 خيمة ومسكناً مؤقتاً ضمن تلك المخيمات، فضلاً عن سقوط ضحايا وإصابات بين المدنيين». وأضافت أن «الانفجارات تسببت بحركة نزوح نحو 3500 مدني من المخيمات القريبة من موقع الانفجار ومعظمهم من النساء والأطفال وانتشارهم على الكثير من الطرقات وفي العراء خوفاً من تساقط الشظايا، في حين ساعدت فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) النازحين، في إخلاء عدد من المخيمات نتيجة قربها من موقع الانفجار». وأوضحت أن «عدد المخيمات التي تأثرت في محيط موقع الانفجار ضمن قطاع بابسقا بلغ 21 مخيماً، أما في المناطق المجاورة والتي وصلت إليها الشظايا هو 7 مخيمات، وتركزت الأضرار بشكل كامل في بلدة بابسقا، في حين وصلت بعض الأضرار الجزئية في مناطق سرمدا وكفردريان ومشهد روحين شمال إدلب». ويأتي ذلك عقب زيارة قامت بها السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، ووفد أميركي مرافق، إلى معبر «باب الهوى» الحدودي مع تركيا، حيث اجتمعت مع فريق من متطوعي الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، أول من أمس (الأربعاء)، 1 يونيو. جرى خلال الاجتماع مناقشة الأوضاع الإنسانية وحماية المدنيين في سوريا، إضافةً إلى تطبيق القرار 2254 للأمم المتحدة، ومناقشة مخاطر إغلاق معبر باب الهوى (شريان الحياة) على أكثر من 4 ملايين مدني، بعد نية روسيا استخدام الفيتو لمنع تمديد إمدادات الأمم المتحدة المرسلة عبر الحدود. وأكدت السفيرة، خلال الاجتماع، موقف بلادها «الداعم لتمديد تفويض آلية إدخال المساعدات الإنسانية المنقذة للأرواح عبر الحدود، ومواصلة الضغط لتمديد التفويض، لما فيه من تجنيب كارثة إنسانية تهدد حياة 4.1 مليون شخص يعيشون في شمال غربي سوريا، بما في ذلك أن أكثر من مليوني نازح داخلياً، يعتمدون على المساعدات الإنسانية والطبية التي تقدمها الأمم المتحدة، ولا يوجد في الوقت الحالي أي خيار آخر لإيصال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع إلا ببقاء معبر باب الهوى مفتوحاً». وأشارت خلال ذلك إلى «أهمية استمرار الدعم المنقذ للحياة، بما فيه الدعم للقطاع الطبي، والحفاظ على سلامة المدنيين، وتأمين الرعاية الصحية والعلاج لهم، وحماية مستقبل الأطفال لما فيه من ضمان لمستقبل سوريا».

شمال شرقي سوريا جبهات ساخنة مع تصاعد التهديدات التركية

قائد «قسد» حذر من تجزئة سوريا والحرب ضد «داعش»

الشرق الاوسط....القامشلي: كمال شيخو.... مع تصعيد تركيا بشن عملية عسكرية مرتقبة ضد مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) العربية الكردية، اشتعلت ثلاث جبهات ساخنة على طول نقاط التماس الفاصلة بين الجهات السورية المتحاربة شمال شرقي البلاد، في وقت دفعت قوات النظام السوري التابعة للرئيس بشار الأسد، بحماية وتغطية جوية من الطيران الروسي، مزيداً من التعزيزات إلى بلدة تل رفعت الاستراتيجية في ريف محافظة حلب الشمالي، والتي صرح عنها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أول من أمس (الأربعاء) بشن هجوم ضدها، فيما حذر القائد العام لـ«قسد» مظلوم عبدي من الهجوم الذي سيؤثر سلباً على حرب التحالف الدولي والجيش الأميركي في ملاحقة وتعقب الخلايا الموالية لتنظيم «داعش» الإرهابي. وقال المتحدث الرسمي لقوات «مجلس منبج العسكري» التابعة لـ«قسد» شرفان درويش في حديث إلى «الشرق الأوسط»، بأنهم أفشلوا محاولة تسلل عناصر من الفصائل السورية الموالية لتركيا، شمال مدينة منبج في ريف محافظة حلب الشرقي. وقال «حاول عناصر من فصيل (درع الفرات) التسلل عدة مرات إلى قرية المحسنلي فاشتبكت قواتنا معهم ودارت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والثقيلة وباءت محاولتهم بالفشل». وأشار إلى أن حدة الاشتباكات ألحقت أضراراً بإحدى القواعد التركية في قرية حلونجي المقابلة للمنطقة. وأضاف درويش: «كما استمرت القوات التركية بقصف قرية المحسنلي بمدافع الهاون وبلغت الحصيلة الأولية للاستهداف نحو 15 قذيفة». واستمرت القوات التركية قصف قريتي عون الدادات والمحسنلي بالأسلحة الثقيلة. وأكد المسؤول في «المجلس» أن عدد قذائف الهاون الصاروخية التي سقطت على مناطق نفوذها خلال الأيام الثلاثة الماضية بلغ 41 قذيفة. وفي ريف حلب الشمالي، عززت قوات النظام مواقعها في بلدة تل رفعت الاستراتيجية، ووصل مزيد من الحشود والقوافل العسكرية بحماية وتغطية جوية من المقاتلات الروسية، بعد مرور يوم من إرسال مزيد من التعزيزات إلى مطار «منغ» العسكري المحيط بالبلدة. وذكر سكان محليون ومصدر مسؤول مدني يتبع الإدارة المدنية للمنطقة، بأن القوات السورية استقدمت تعزيزات ضمت دبابات ومدرعات وذخيرة وجنود بينها نحو 20 دبابة وخمس مدرعات (BMB) إضافة إلى ناقلات جند وذخيرة وسط تحليق للطائرات الروسية في سماء المنطقة.بدوره، علق القائد العام للقوات مظلوم عبدي على الهجمات العنيفة على مناطق نفوذ القوات، ونشر تغريده على حسابه الشخصي بموقع تويتر: «أي عدوان تركي جديد يعد استكمالاً لمخطط تقسيم سوريا الوطن وتجزئة الشمال، كما ستؤثر سلباً على الحرب ضد تنظيم داعش»، محذراً من تداعيات التصعيد التركي التي ستؤدي لأزمة إنسانية بحق مئات آلاف السوريين: «من الكرد والعرب ممن لجأوا لمناطقنا هرباً من المرتزقة، ندعو جميع الأطراف الفاعلة بالملف السوري للعمل بجدية والحيلولة دون وقوع مآسٍ جديدة لأهلنا».وفيما نفت قوات «قسد» قصفها أول من أمس (الأربعاء) بلدة تل أبيض بريف محافظة الرقة الشمالي الخاضعة لسيطرة فصائل سورية موالية لتركيا، قال المركز الإعلامي لـ«قسد» أمس في بيان رسمي: «نشرت صفحات تابعة للاحتلال التركي وفصائلها أنباء كاذبة عن تنفيذ قواتنا قصفاً صاروخياً استهدف مدينة تل أبيض الحدودية، قواتنا لم تنفذ أي عمليات في تلك المنطقة خلال الساعات الماضية». وقال فرهاد شامي، مدير المركز لـ«الشرق الأوسط»: «الاحتلال التركي أطلق عشرات القذائف المدفعية باتجاه مركز بلدة عين عيسى ومحيطها وقرى دبس وهوشان وصيدا ومحيط الطريق الدولي (إم 4)، تسببت بأضرار مادية جسيمة بمملكات المدنيين»، لافتاً إلى أن تصاعد الهجمات التركية على مناطق نفوذ القوات المدعومة من تحالف دولي تقوده واشنطن. وتابع: «أنقرة تستقوي بالصمت الدولي في مواصلة جرائمها، حيث لا يخدم تغاضي المجتمع الدولي عن الاعتداءات أي مشروع لحفظ الأمن والاستقرار بسوريا، أو مواصلة مكافحة الإرهاب في المنطقة». وفي محور ريف محافظة الحسكة الشمالي حيث ثالث جبهة ساخنة مشتعلة من إطلاق التهديدات التركية؛ استهدفت القوات التركية والسورية الموالية 13 قرية ونقطة على طول خطوط التماس الفاصلة بين مناطق «قسد» ومنطقة عمليات «نبع السلام»، بينها قرى العبوش والدادرة وتل شنان وقصر (توما يلدا) وتل جمعة والغيبش والطويلة وتقع بريف بلدة تل تمر الشمالي الغربي، كما طال القصف محيط القاعدة الروسية في منطقة المقابر ومحطة كهرباء البلدة إلى جانب قريتي محرملة وخضراوي.

-- دوريات روسية - تركية

وذكرت مصادر طبية أن القصف التركي خلال اليومين الماضيين أسفر عنه إصابة خمسة مدنيين بينهم طفلين اثنين وسيدتان ومواطن مدني من سكان تلك المناطق ونقلوا إلى المشافي لتلقي العلاج، بينما شهدت خطوط الجبهة والقرى والمواقع المحيطة بها تحليق للمروحيات الروسية في الأجواء وحركة نشطة من نزوح الأهالي خشيةً من القصف المكثف. وتابعت ذات المصادر: «استهدف القصف كل من كوثر حاج خليل ومزكين حاج خليل وهما شقيقان، وطفل من أبو راسين وطفل ثاني من (كوباني) فضلاً عن تضرر مساحات واسعة من المحاصيل الزراعية ومنازل المدنيين». وقالت قوات «قسد» في بيان رسمي نشر على موقعها أمس أن القصف التركي الأخير استهدف عشرات القرى والبلدات الآهلة بالسكان في مناطق شمال شرقي سوريا، «أكثر من 30 قرية وعشرات التجمعات السكنية تعرضت لاستهداف تركي بأكثر من 370 قذيفة مدفعية وصاروخية، فالقصف الشامل والعشوائي الذي تنفذه تركيا وصلت إلى مستويات خطيرة».

إردوغان عن العملية المحتملة ضد «قسد»: سنذهب إلى أوكار الإرهابيين وندفنهم فيها

معلومات عن مشاركة 2000 من عناصر «الوطني السوري»

الشرق الاوسط... أنقرة: سعيد عبد الرازق... بينما بدأ عناصر من «الجيش الوطني السوري» الموالي لتركيا تدريبات في منبج استعدادا لعملية عسكرية محتملة في شمال سوريا، تعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مجدداً بذهاب قواته إلى مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال سوريا و«دفنهم فيها». وقال إردوغان، خلال فعالية في أنقرة أمس (الخميس): «سنواصل الذهاب إلى أوكار الإرهابيين (في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية أكبر مكونات قسد) ودفنهم». كان إردوغان حدد، أول من أمس، نطاقاً للعملية العسكرية المحتملة ضد مناطق سيطرة قسد في شمال سوريا، قائلاً إن بلاده بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة في قرارها المتعلق بـ«إنشاء منطقة آمنة على عمق 30 كيلومتراً جنوب الحدود التركية وتطهير منطقتي تل رفعت ومنبج من الإرهابيين». وتقع المنطقتان غرب نهر الفرات في ريف حلب. وكان إردوغان هدد الأسبوع الماضي بهجوم يشمل مواقع «قسد» في غرب وشرق الفرات على السواء. ونقلت قناة «سي إن إن تورك» القريبة من الحكومة التركية أمس، جانبا من تدربيات لفصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا في منبج، قائلة إن «التدريبات تأتي في إطار الاستعدادات للعملية العسكرية الوشيكة». بدورها، قالت صحيفة «صباح»، القريبة من الحكومة التركية أيضا، إن الاستعدادات للعملية العسكرية الخامسة التي ستنفذ في شمال سوريا اكتملت، وإن الأنظار تتجه إلى الرئيس إردوغان، القائد العام للقوات المسلحة، لافتة إلى أن 2000 جندي من «الجيش الوطني السوري» سيدعمون القوات المسلحة التركية في العملية العسكرية، ومن المتوقع أن يكون الهدف الأول في العملية هو منبج، بالإضافة إلى تل رفعت. وأضافت الصحيفة، نقلا عن مصادر عسكرية، أن «منبج تقع على رادار القوات الجوية التركية. وبعد هاتين المنطقتين، إذا تم تطهير عين العرب (كوباني)، فسيتم استكمال الحزام الأمني الحدودي». وسبق لتركيا تنفيذ 4 عمليات عسكرية في شمال وشمال شرقي سوريا استهدفت في مجملها مناطق سيطرة «قسد»، وهي: «درع الفرات» 2016، «نبع السلام» 2018، في غرب الفرات، و«نبع السلام» 2019، في شرق الفرات، و«درع الربيع» في إدلب شمال غربي سوريا في 2020. وواصلت القوات التركية والفصائل الموالية لها تصعيد هجماتها في مناطق سيطرة قسد. وقتل عنصر بقوات «مجلس منبج العسكري» التابع لقسد، وذلك على أثر إحباط عملية تسلل نفذتها مجموعات تابعة للجيش الوطني الموالي لتركيا في قريتي المحسنلي وجندل بريف مدينة منبج الشمالي، شرقي حلب. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط قذائف صاروخية ومدفعية على أطراف قرية الغور ومعبر أبو الزندين الخاضع لسيطرة الجيش الوطني، مصدرها مناطق سيطرة قسد والنظام شمال حلب. وقصفت القوات التركية والفصائل الموالية لها، قرى خربشة وتل رحال والمديونة بريف حلب الشمالي بشكل مكثف. وسقطت قذائف عدة على القرى المأهولة بالسكان من مهجري عفرين والسكان الأصليين. وفي الوقت ذاته، حلقت 6 مروحيات روسية في أجواء مناطق انتشار قسد بريف حلب الشمالي، في كل من معراته الأحداث وفافين ومناطق أخرى بريف حلب الشمالي، وصولًا إلى أجواء منطقة الشيخ نجار والمسلمية وأخيرًا باتجاه مطار كويرس العسكري. كما حلقت طائرتان حربيتان تابعتان لسلاح الجو الروسي على علو منخفض، في أجواء منبج - تل أبيض المحاذية لمناطق سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها في شمال وشمال شرقي سورية، في حين دوى انفجار نتيجة قصف بصاروخ جو- جو في أجواء تل أبيض، بالتزامن مع القصف البري للقوات التركية والفصائل الموالية لها من منطقة «نبع السلام» على مناطق قسد في الجهة المقابلة. كما قصفت القوات التركية محيط اللواء 93 وقرية الدبس وهوشان وخالدية غربي عين عيسى في ريف الرقة الشمالي. كما شنت قصفا مدفعيا مكثفا على مناطق خاضعة لقسد وتتواجد ضمنها قوات النظام بريف الحسكة الشمال. وفي الأثناء، سيرت القوات الروسية ونظيرتها التركية دورية عسكرية مشتركة بريفي مدينة الدرباسية الغربي والشرقي في شمال الحسكة عند الحدود السورية – التركية، وسط تحليق مروحيتين روسيتين في سماء المنطقة، وذلك في إطار مذكرة التفاهم الموقعة في سوتشي بين تركيا وروسيا بشأن وقف عملية نبع السلام العسكرية التركية في 22 أكتوبر (تشرين الأول) 2019.

أرقام صادمة لعمليات القتل والاغتيالات في درعا

الشرق الاوسط... درعا (جنوب سوريا): رياض الزين... لا تزال مناطق جنوب سوريا تشهد منذ سنوات حالة من الانفلات الأمني بشكل واضح في المنطقة حيث نشطت خلال السنوات الأخيرة عمليات القتل والاغتيال والسرقة والخطف والسطو المسلح، ولم تتمكن أي جهة رسمية أو محلية من كبح استمرار هذه الحالة على العكس فهي حالة متصاعدة، وقد نتج عن استمرار هذه الظاهرة حالة عدم الاستقرار ومناخ الخوف في المنطقة، وتعطل دور العدالة ومحاكمة المتورطين. وتشير إحصاءات محلية إلى أرقام صادمة لعدد القتلى وعمليات الاغتيال والخطف والسطو التي استهدفت أشخاصا خاضعين لاتفاق التسوية والمصالحة وقوات من النظام السوري وحتى المدنيين في محافظة درعا جنوب سوريا، وتنوعت عمليات الاغتيال والقتل إما بإطلاق النار المباشر على الضحية أو بزرع الألغام الأرضية (العبوات الناسفة). فبحسب شبكة درعا 24 المعنية بنقل الانتهاكات والأخبار المحلية في درعا، فإنها وثقت خلال شهر مايو (أيار) 2022 مقتل ما لا يقلّ عن 57 شخصًا، توزعوا بين مختلف مناطق درعا، بينهم 25 مدنيًّا، وثلاثة أطفال وسيدة، وإصابة ما لا يقلّ عن 28 شخصًا في ظروف مختلفة من حالة الانفلات الأمني، بينهم 22 مصابا مدنياً منهم ثلاثة أطفال وأربع سيدات. واستهدفت عمليات الاغتيال، وفقاً للإحصائية، ما لا يقل عن 11 شخصاً في ريف درعا الشرقي، و11 في ريفها الغربي، وسبعة في ريفها الشمالي، واثنين في درعا البلد، والأخير قُتل في مدينة درعا أثناء محاولته زرع عبوة ناسفة تحت إحدى السيارات. وقُتل ضابطان من قوات النظام السوري برتبة ملازم وملازم أول جراء استهدافهما بعبوة ناسفة؛ الأول في مدينة نوى؛ والثاني على الطريق الواصل بين قرية الشيخ سعد ومدينة نوى في ريف درعا الغربي. وكذلك قُتل سبعة عناصر يخدمون في صفوف الجيش والأجهزة الأمنية، معظمهم يؤدون الخدمة الإلزامية ومن أبناء محافظة درعا. وقُتل 19 شخصاً من أبناء محافظة درعا ممن خضعوا لاتفاقية التسوية والمصالحة، سبعة منهم لم ينضموا إلى أي جهة، بينما انضم 12 منهم لأحد التشكيلات العسكرية والأمنية في محافظة درعا، ومن الجدير بالذكر أن معظم شباب محافظة درعا خاصة ممن هم في سن الخدمة الإلزامية، انضموا لأحد التشكيلات العسكرية ليبقوا في مناطقهم وذلك بحسب اتفاقية المصالحة في عام 2018. ولقي خمسة عشر شخصاً حتفهم بإطلاق نار مباشر، 8 منهم في ريف درعا الشرقي، وأربعة في ريفها الغربي، وتوزع الثلاثة الباقون بين الريف الأوسط والشمالي ودرعا البلد. بينما عصابات التشليح والسرقة والتي كثُرت في الآونة الأخيرة على بعض الطرق العامة والفرعية، قتلت يافعين في ريف درعا الشرقي وتم سرقة ممتلكاتهما الشخصية، وفي الريف الشمالي قُتل أب وابنه بإطلاق نار بدافع السرقة، وبأن المنطقة التي تم قتلهم فيها تقع بين حاجزين عسكريين يتمركز أحدهما في العالية والآخر في أول بلدة نمر ويتبع لفرع أمن الدولة. وسجلت عمليات تهريب المخدرات والأسلحة من جنوب سوريا باتجاه الأردن خلال الشهر الماضي 3 عمليات تم إحباطها من قبل الجانب الأردني أحدها باستخدام طائرة مسيرة، وقد أعلن الجيش الأردني في إحدى العمليات قتل أربعة مهربين واصابة خمسة آخرين أثناء تبادل إطلاق نار بين حرس الحدود الأردني والمهربين، وقد اتهم رئيس قسم الاعلام في الجيش الأردني إيران وميليشياتها بالوقوف وراء عمليات التهريب. وكانت أخر عملية تم إحباطها قبل يومين حيث أعلن الجيش الأردني عن إحباط عملية تهريب ذخائر وأسلحة من سوريا باتجاه الأردن. ويحمل الأهالي تردي الوضع الأمني وجر المنطقة إلى الفوضى، إلى السلطة من خلال طريقة تعاملها وتجاهلها الملف الأمني الذي يزداد سوءا يوما بعد يوم.

إسرائيل: عمليّة اختراق "خطيرة" على الحدود السوريّة...

المصدر: النهار العربي... كشف الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، عن عملية اختراق على الحدود السورية. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه في "واقعة غير اعتيادية وخطيرة، اخترق شخص سوري الحدود عن عمد في منطقة جبل الشيخ، واعتُقل على الفور". وذكر أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن الجيش اعتقل في كمين منظم مشتبهاُ فيه اجتاز قصداً خط الحدود من داخل الأراضي السورية إلى داخل الأراضي الإسرائيلية في منطقة جبل الشيخ. وأكد أدرعي أن الجيش الإسرائيلي قام بتحويل المشتبه فيه لقوات الأمن للتحقيق، مضيفاً أن الجيش الإسرائيلي لن يسمح بخرق "سيادة إسرائيل". وفي السياق ذاته، أعلنت الحكومة الإسرائيلية الخميس عن اتخاذها قراراً هو الأول من نوعه بشأن هضبة الجولان السورية. ونشرت إيليت شاكيد، وزيرة الداخلية الإسرائيلية، تغريدة على "تويتر" مساء الخميس، أكدت من خلالها تحمسها لتوقيع قرار جديد يقضي بتشكيل لجنة تخطيط خاصة لمرتفعات الجولان السورية. وأضاف شاكيد أنه "بعد مرور 55 عاماً على سيطرة الجيش الإسرائيلي على هضبة الجولان السورية، فقد حان الوقت لتسريع إجراءات التخطيط وتسوية مرتفعات الجولان".

تعزيزات عسكرية كبيرة إلى شمال سورية وقصف متبادل

«قسد» تحذّر من عواقب أي هجوم... وواشنطن تناشد موسكو الإبقاء على آخر معبر إنساني

الجريدة.... دفع الجيش التركي بتعزيزات عسكرية كبيرة ليل الأربعاء ـ الخميس إلى الأراضي السورية عبر معبرَي تل أبيض وباب السلامة، وسط تصعيد عسكري كبير بين الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية من جهة وقوات سورية الديموقراطية (قسد) من جهة أخرى في مناطق شمال سورية. وقال قائد عسكري فيما يعرف بـ «الجيش الوطني» السوري الموالي لأنقرة: «دخلت تعزيزات عسكرية كبيرة تابعة للجيش التركي من معبر باب السلامة الحدودي في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، وتوجهت إلى القواعد التركية، كما دخل رتل آخر من معبر تل أبيض بريف الرقة الشمالي، واتجه الرتل إلى مناطق جنوب تل أبيض». ويأتي دخول التعزيزات العسكرية التركية إلى سورية بعد التصعيد الذي شهدته مناطق شمال سورية بين فصائل المعارضة الموالية لتركيا وبين «قسد». وقال سكان محليون في مناطق ريف تل أبيض الغربي إن الجيش التركي وفصائل المعارضة أطلقوا عشرات القذائف على عدة قرى غرب تل أبيض الخاضعة لسيطرة «قسد». وقال طبيب في مستشفى تل أبيض: «قتل 4 أشخاص وأصيب 7 آخرون بينهم اثنان في حالة حرجة، وتم تحويل أحد المصابين إلى المشافي التركية». وأصدر المركز الإعلامي لـ «قسد» بياناً دان فيه «القصف التركي الوحشي». وقالت «قسد»، اليوم، إن هجوما جديدا تهدد تركيا بشنه في شمال سورية سيسبب أزمة إنسانية ويقوض حملتها ضد تنظيم داعش. وناشد مظلوم عبدي القائد العام لـ «قسد» كل الأطراف «منع أي مآس جديدة ودعم خفض التصعيد»، محذرا من أن هجوما جديدا من شأنه أن يؤدي إلى موجات نزوح جديدة في الصراع السوري المستمر منذ 11 عاما. وتعهدت تركيا، التي شنت 4 عمليات في شمال سورية منذ 2016، بشنّ توغل عسكري جديد ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية، وهي المكون الرئيسي لـ «قسد»، التي تسيطر على مناطق واسعة من الشمال السوري على الحدود التركية. وأعربت واشنطن عن قلقها قائلة إن أي هجوم جديد سيعرض القوات الأميركية التي لها وجود في سورية للخطر ويقوّض الاستقرار الإقليمي. وأثناء زيارة لبلدة هاتاي التركية بالقرب من الحدود السورية، اليوم، أكدت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا غرينفيلد، مجددا، معارضة واشنطن لأي عمل عسكري. وطالبت السفيرة بالإبقاء على آخر معبر حدودي يتيح نقل المساعدة الى شمال سورية والمهدد بالإغلاق من قبل موسكو، معبّرة عن قلقها من مخاطر «تفاقم معاناة» ملايين الأشخاص. ينتهي السماح باستخدام نقطة العبور هذه الساري منذ 2014 في 10 يوليو، وسيتطلب تصويتا بمجلس الأمن في مطلع يوليو، تهدد موسكو بعرقلته عبر استخدام حق النقض (الفيتو).

"ليلة رعب" في مخيمات الشمال السوري.. صواريخ تتطاير و"قنابل موقوتة"

الحرة... ضياء عودة – إسطنبول... تعتبر محافظة إدلب في شمال غربي البلاد أبرز المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري

"ليلة رعب، النساء والأطفال يصرخون، وأصواتهم تدمي القلب".. بهذه الكلمات يلخّص "نذير سليمان" ما عاشوه من حالة "رعب وهلع" في ليلة الخميس، بعدما انفجر مستودع للأسلحة والذخائر بالقرب من المخيمات المكتظة بالنازحين، والواقعة على الحدود السورية- التركية. يقع المستودع في منطقة بابسقا بريف إدلب الشمالي، ويتبع لـ"فيلق الشام"، وهو فصيل عسكري ينتشر في المنطقة، إلى جانب تشكيلات عسكرية أخرى. وأسفرت الانفجارات التي حصلت فيه عن تطاير القذائف والصواريخ المخزّنة بشكل عشوائي، ما أسفر عن ضحايا وإصابات وأضرار كبيرة في الخيم القماشية، بسبب سقوط قسم كبير من الذخائر في مناطق انتشار المخيمات. ونشر ناشطون إعلاميون من المنطقة تسجيلات مصورة أظهرت المشاهد الأولية من حادثة الانفجار، والتي تعتبر ليست الأولى من نوعها في مناطق سيطرة فصائل المعارضة. يقيم "نذير سليمان" وهو نازح من مدينة معرة النعمان في "مخيم البر" بمنطقة بابسقا، ويوضح في حديث لموقع "الحرة" أن هذا المخيم تعرض لكمٍ "كبير" من الأضرار إلى جانب مخيمات أخرى، بينما توفيت فيه طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة. ويضيف: "كانت المشاهد في ليلة الخميس مهولة. لم يمر علينا هكذا نوع من الهلع وأصوات صراخ النساء والأطفال. جميع النازحين هربوا على الفور، خاصة أن الخيام لا سقف يحميها. الخيمة لا تقي أي شيء!". ..... وتحدث سليمان عن احتراق 12 خيمة بالكامل، بينما انفجرت خزانات المياه في "مخيم البر"، وألواح الطاقة الشمسية التي يعتمد عليها النازحون في توليد الكهرباء. وذلك ما أشارت إليه فرق إنسانية في سلسلة بيانات نشرتها في الساعات الماضية، بينها بيان "فريق منسقو الاستجابة في الشمال السوري"، حيث أعلن عن تضرر أكثر من 17 مخيما، نتيجة تساقط الشظايا على العديد من الخيم الموجودة في المنطقة مسببة احتراق أكثر من 19 خيمة ومسكن مؤقت ضمن تلك المخيمات، وسقوط ضحايا وإصابات بين المدنيين. وذكر الفريق الإنساني أن الانفجارات أدت إلى حركة نزوح للمدنيين من عدة مخيمات قدرت بحوالي 3500 مدني معظمهم من النساء والأطفال، وانتشروا على العديد من الطرقات خوفا من تساقط الشظايا. وأوضح "منسقو الاستجابة": "عدد المخيمات التي تأثرت في محيط موقع الانفجار ضمن قطاع بابسقا 21 مخيما، أما في المناطق المجاورة، والتي وصلت إليها الشظايا هو 7 مخيمات".

"خطر قديم جديد"

تعتبر حوادث انفجار مستودعات الأسلحة في الشمال السوري، وخاصة في محافظة إدلب "خطرا قديما جديدا"، ولطالما حذّرت منه الفرق الإنسانية والمنظمات المعنية بشؤون المدنيين. في أغسطس 2018 قُتل 67 مدنيا وأصيب 35 آخرون، جراء انفجار مستودع للذخيرة، تعود ملكيته لأحد التجار، في مدينة سرمدا بريف إدلب الشمالي. وأدى الانفجار إلى انهيار أبنية يسكنها مدنيون، أغلبيتهم من مهجري حمص وداريا، واستمرت فرق "الدفاع المدني" في ذلك الحين لأكثر من ثلاثة أيام بعمليات انتشال الضحايا. وبعد تلك الحادثة قُتل أربعة مدنيين، بينهم متطوع في "الدفاع المدني"، نتيجة انفجار وقع في مستودع أسلحة يتبع لفصيل "الحزب الإسلامي التركستاني"، في 31 أكتوبر عام 2019، في مدينة دركوش غربي إدلب. وسببت ضخامة الانفجارات، في ذلك الوقت، تطاير القذائف إلى الأحياء السكينة في المدينة. وفيما يتعلق بانفجارات "بابسقا" أشار فريق "منسقو الاستجابة" إلى أن "المنطقة التي تعرضت للانفجار تحتاج إلى عدة أشهر لإزالة لإزالة المخلفات الحربية، والتي أصبحت قنابل موقوتة في المنطقة". وبالتالي تحتاج المنطقة إلى "مسح شامل" لإزالة الذخائر غير المنفجرة، ونقل العوائل من تلك المناطق إلى مناطق آمنة نسبيا خوفا من سقوط ضحايا وإصابات، بينما يقدر عدد العائلات التي تحتاج إلى النقل حاليا 3000 عائلة. وشدد الفريق الإنساني على ضرورة إبعاد المواقع العسكرية عن المناطق المأهولة والتجمعات السكنية، وخاصةً أن وجود هذه الأسلحة والمتفجرات بالقرب من التجمعات السكنية، يمثل مصدر خطر كبير على سلامة الأهالي، وينذر بوقوع كوارث أمنية وإنسانية "لا تحمد عقباها"، كونها تمثل مشاريع كوارث في فترات أخرى، لاسيما أن المنطقة شهدت حوادث مماثلة في عدة مواقع اخرى. ونادرا ما تعلّق الفصائل العسكرية على هكذا نوع من الحوادث، بينما يغيب موقفها بشأن الأسباب التي تدفعها لإقامة مستودعات الأسلحة بين تجمعات المدنيين. وحاول موقع "الحرة" الحصول على تعليق من فصيل "فيلق الشام"، إلا أنه لم يتلق ردا حتى ساعة إعداد هذا التقرير. وكانت "حكومة الإنقاذ السورية" التي تسيطر على إدارة محافظة إدلب قد فرضت بعد "انفجار مستودع سرمدا" في أغسطس 2018، وما تبع ذلك من غضب شعبي رخصا على محال بيع وتخزين السلاح. ولكن القرار لم يدخل حيز التنفيذ بشكل فعلي حتى 15 من أغسطس 2021، أي بعد نحو عامين ونصف من إصداره. بدوره يقول عبد السلام عبد الرزاق، وهو قيادي عسكري في شمال سوريا، إن المستودعات في منطقة بابسقا "قديمة"، حيث وضعت قبل سنوات عديدة في الجبال، بعيدا جدا عن التجمعات السكانية. ويضيف عبد الرزاق لموقع "الحرة": "لكن بسبب مساحة المخيمات المتزايدة لم يبق منطقة في الشمال السوري إلا وفيها سكن ومخيمات". وفي البداية أنشئت هذه المستودعات "ضمن معايير سلامة"، لكن في الوقت الحالي من المفترض أن تكون تحت الأرض بسبب الاكتظاظ السكاني. "استغربت كثيرا من عدد الذخائر الثقيلة والمتوسطة التي انفجرت ليلة الخميس"، بحسب القيادي. ويتابع عبد الرزاق: "في الوقت الحالي يجب أن تضع الفصائل العسكرية في عين الاعتبار نقل هذه المستودعات، ووضعها تحت الأرض".

"عائلات لم تعد للمكان"

بلغت أعداد النازحين السوريين في الشمال السوري نحو 2.1 مليون نازح، من أصل أكثر من 4 ملايين سوري يسكنون مناطق سيطرة المعارضة السورية. في حين يبلغ عدد سكان المخيمات مليونا و43 ألفا و869 نازحا، يعيشون ضمن 1293 مخيما، من بينها 282 مخيما عشوائيا أقيمت في أراض زراعية، ولا تحصل على أي دعم أو مساعدة إنسانية أممية. وتعتبر محافظة إدلب في شمال غربي البلاد أبرز المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، وعلى مدى السنوات الماضية تعرضت لقصف بمختلف أنواع الأسلحة من قوات النظام السوري وروسيا، ما أسفر عن مقتل آلاف المدنيين ونزوح الملايين. ما يقرب من ثلثي النساء والأطفال البريطانيين المحتجزين في مخيمات في شمال شرق سوريا هم ضحايا للاتجار بالبشر وتنتشر في هذه البقعة الجغرافية المحاصرة عدة تشكيلات عسكرية، في مقدمتها "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا المصنفة على قوائم الإرهاب)، إلى جانب فصائل تتبع لتحالف "الجبهة الوطنية للتحرير"، والتي تصنف ضمن التشكيلات "المعتدلة". ويحمّل الصحفي محمود بكور مسؤولة حوادث الانفجارات لـ"الجهات المعنية في تخزين الأسلحة والصواريخ"، في إشارة منه إلى الفصائل العسكرية المنتشرة هناك. ويقول بكور لموقع "الحرة": "للأسف هذه الحادثة هي الخامسة، وقبلها حصلت انفجارات في سرمدا وحارم والفوعة. سلامة الناس وأرواحهم مسؤولية جميع الفصائل المسؤولة عن المستودعات". "نتمنى أن تجد الجهات المعنية والمسؤولة حلا فوريا لنقل جميع المستودعات. نحن نتكلم عن صواريخ بعيدة المدى ووصلت إلى مسافات بعيدة من موقع الحادثة". ويتابع الصحفي السوري: "نحذر من التكرار، وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، ما قد يسبب باشتعال النيران وحصول الانفجارات". ويوضح منير مصطفى نائب مدير "الدفاع المدني السوري" أنهم أجلوا في الساعات الماضية 12 مخيما في منطقة بابسقا، ونقلوا قاطنيهم إلى أماكن أكثر أمنا في المساجد والمنازل حفاظا على سلامتهم. ويقول لموقع "الحرة": "انتشلت فرقنا جثتين من المكان (طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة ورجل) توفيا على الفور وأسعفت مصابَين (رجل وامرأة) إلى المشافي القريبة". وفي الوقت الحالي تعمل فرق "الدفاع المدني" على تبريد أماكن الحرائق لمنع اشتعالها من جديد وتأمين المخيمات لحماية المدنيين. كما تعمل فرق إزالة الذخائر غير المنفجرة على مسح منطقة المخيمات بمحيط مكان الانفجار، والتي تطايرت إليها الذخائر لحماية المدنيين من خطرها. وتحدث مصطفى أن "عشرات العوائل التي خرجت بسبب الانفجار لم تعد إلى المكان، لأنها فقدت ملاذها الأخير في المخيمات". في المقابل "بقي قسم آخر من العوائل التي لم تخرج لعدم توفر مكان تلجأ إليه. هي فقدت ملجأها الوحيد في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها السوريون وتفاقم الوضع الإنساني في مناطق شمال غربي سوريا، لتزداد معاناتهم مع كل كارثة جديدة تعصف بهم".

غرينفيلد تؤكد أهمية فتح معابر أخرى لإيصال المساعدات الدولية للسوريين

الحرة....ميشال غندور – واشنطن... أكدت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، على أهمية فتح مزيد من المعابر لإيصال مزيد من المساعدات للسوريين، تلبية للاحتياجات الإنسانية الملحة. وقالت غرينفيلد معلنة عن بدء زيارة لها إلى تركيا، الأربعاء، عبر تغريدة في تويتر "مرحبا من تركيا حيث أخطط لرؤية جهود الأمم المتحدة لتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة في سوريا على أرض الواقع. وستتاح لي الفرصة للقاء مسؤولين محليين وعمال إغاثة ولاجئين. سأشارك العديد من القصص بقدر المستطاع على أرض الواقع". وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة مع المنظمة الأممية والشركاء لإعادة التفويض للأمم المتحدة وتوسيع قدرتها على تقديم المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا. وأوضحت المتحدثة باسم بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، أوليفيا دالتون في تغريدة "تأتي هذه الرحلة التي أتواجد فيها مع السفيرة في تركيا قبل الموعد النهائي الذي حدده مجلس الأمن في 10 يوليو لتجديد آلية الأمم المتحدة. تسمح هذه الآلية للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى السوريين المحتاجين. سنكون قادرين على رؤية تأثير هذا المعبر الحدودي مباشرة". وأظهرت تغريدات غرينفيلد أنها التقت مع أعضاء من منظمة الخوذ البيضاء، إذ أثنت على شجاعتهم في تعريض أنفسهم للأذى مقابل مساعدة السوريين المحتاجين. والتقت بعدد من اللاجئين واستمعت لقصصهم. وتؤكد السفيرة غرينفيلد على الحاجة "لمزيد من المعابر وإيصال مزيد من المساعدات الدولية المكثفة، حيث لا يوجد بديل آخر قابل للتطبيق من أجل التخفيف من الاحتياجات الهائلة للسكان المعرضين للخطر في شمال سوريا"، بحسب بيان صحفي صادر عن مكتب البعثة في الأمم المتحدة. وكشف البيان أن السفيرة ستلتقي مع كبار المسؤولين الأتراك لمناقشة "فرص تعزيز العلاقات الأميركية-التركية، والعمل مع حليفة في الناتو لمواجهة التحديات العالمية، وتحسين التعاون فيما يخص الوضع في سوريا". وستبحث غرينفيلد ملف "إدارة أزمة اللاجئين"، إضافة إلى "دور تركيا الحاسم في تسهيل نقل المساعدات الإنسانية عبر الحدود واستضافتها ملايين اللاجئين السوريين وتوفير الملاذ الآمن لهم". وستلتقي السفيرة مع مجموعة من اللاجئين للاستماع إلى تجاربهم بشكل مباشر، بالإضافة إلى عقد اجتماعات مع الشركاء من المنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة. وينتهي تفويض الأمم المتحدة لإيصال المساعدات عبر الحدود في 10 يوليو، وهي تسري منذ عام 2014 ويستفيد منها حاليا أكثر من ثلاثة ملايين شخص في شمال غرب سوريا الذي لا يزال خارج سيطرة دمشق، وفق تقرير لوكالة فرانس برس. وصارت الآلية اعتبارا من عام 2020 تنفذ فقط عبر معبر باب الهوى بعد إسقاطها من ثلاثة معابر أخرى بضغط من روسيا. وفي الـ20 من مايو الماضي، قالت روسيا إنها لا ترى سببا لتجديد تفويض الأمم المتحدة في يوليو لإيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سوريا بدون موافقة دمشق.

مقتل 3 أشخاص جراء هجوم صاروخي على بلدة شمالي سوريا

أسوشيتد برس... قالت جماعة ناشطة في مراقبة الحرب إن صاروخا أصاب الأربعاء منطقة سكنية في بلدة بشمال سوريا يسيطر عليها مقاتلو المعارضة المدعومون من تركيا، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين. أفاد بعض النشطاء بأن الصاروخ أطلق على تل أبيض من قبل قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، وهو ما نفته الجماعة. وجاء الهجوم بعد ساعات من إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن الجيش التركي "سيطهر" قريبا مدينتي منبج وتل رفعت في شمال سوريا من "الإرهابيين"، في إشارة إلى الميليشيات الكردية الرئيسية في سوريا المعروفة باسم وحدات حماية الشعب. ويتحدث أردوغان عن توغل جديد منذ أسابيع دون أن يذكر متى سيبدأ مثل هذا الهجوم. وشنت تركيا أربع عمليات رئيسية في سوريا منذ عام 2016، تستهدف بشكل أساسي وحدات حماية الشعب. وتدعي أنقرة أن حزب العمال الكردستاني المحظور داخل تركيا ووحدات حماية الشعب في سوريا هما نفس الشيء. ويعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية في تركيا وأوروبا والولايات المتحدة. وقاد الحزب تمردا مسلحا ضد الدولة التركية منذ عام 1984، وأودى الصراع بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص. وأفادت شبكة بلدي الإعلامية بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 10 آخرين في تل أبيض، فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، وهو مراقب حرب معارضة، مقتل أربعة وإصابة عدد آخر في الهجوم. وأصدرت قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد بيانا نفت فيه إطلاق مقاتليها أي صاروخ باتجاه تل أبيض الخاضعة لسيطرة مقاتلين مدعومين من تركيا منذ 2019، وقالت إن طائرة مسيرة أطلقت الصاروخ.

موسكو تأمل أن تُحجِم أنقرة عن شن هجوم في سوريا

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»... أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، اليوم (الخميس)، أن بلادها تأمل أن «تُحجِم» تركيا عن شن هجوم في شمال سوريا، في إشارة إلى التهديدات التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ضد المقاتلين الأكراد، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وقالت ماريا زاخاروفا في بيان: «نأمل أن تُحجِم أنقرة عن (اتخاذ) خطوات يمكن أن تؤدي إلى تدهور خطير للوضع الصعب أصلاً في سوريا».

عودة إلى الدفاتر القديمة | إردوغان لروسيا: نرتضي بمنبج وتل رفعت

الاخبار...علاء حلبي .. انخفض سقف التوقّعات في أنقرة بعد جولة مفاوضات دبلوماسية مع الولايات المتحدة ودول في الاتحاد الأوروبي

بعد أكثر من أسبوع على شنّ أنقرة حملة إعلامية وسياسية بحثاً عن صفقة تسمح لها بقضم المزيد من الأراضي السورية بحجّة محاربة القوى الكردية، خفّض الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، من سقف التوقّعات التي كانت ارتفعت بشكل كبير، ليعود الحديث ويدور حول جيبَين صغيرَين في ريف حلب الشمالي، تشرف عليهما روسيا. وبذلك، يرمي إردوغان الكُرة في ملعب موسكو، في سياق اللعبة التفاوضية التي يمارسها لاستغلال الحرب في أوكرانيا، فيما تبدو «قسد» أمام اختبار صعب جديد، تتّجه الأنظار إلى كيفية تعاملها معه....بعد اتّصال هاتفي بين الرئيسَين، التركي رجب طيب إردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، ناقش خلاله الطرفان ملفّات عديدة تتعلّق بالحرب في أوكرانيا، وأزمة الغذاء التي يواجهها العالم، بالإضافة إلى الأوضاع في الشمال السوري، أعلن إردوغان، في كلمة أمام نواب حزب «العدالة والتنمية» في البرلمان أوّل من أمس، أن الهدف من المرحلة المقبلة من العمليات العسكرية التركية في سوريا هو منبج وتل رفعت في ريف حلب، قبل أن يشنّ هجوماً لاذعاً على شركاء له في «حلف شمال الأطلسي» (الناتو)، من دون أن يُسمّيهم، معتبراً أن «الجهات التي تقدّم السلاح للإرهابيين مجاناً وتمتنع عن بيعه لتركيا تستحقّ لقب دولة إرهاب لا دولة قانون»، في إشارة إلى العقوبات التي فُرضت على تركيا على خلفيّة احتلالها عفرين خلال عمليات «غصن الزيتون» قبل نحو أربعة أعوام. التصريحات التركية الجديدة التي خفّضت من سقف التوقّعات بشكل كبير، جاءت بعد جولة مفاوضات دبلوماسية بين تركيا والولايات المتحدة ودول في الاتحاد الأوروبي، في إطار الجهود الغربية المتواصلة لمضاعفة الضغط على روسيا عبر ضمّ السويد وفنلندا إلى «الناتو». وإذ قدّمت واشنطن لأنقرة، خلال تلك المفاوضات، تسهيلات كبيرة من بينها العمل على إحياء صفقة طائرات «F16» كانت قد علّقتها الأولى، فقد اتّخذت موقفاً حازماً تجاه أيّ عملية عسكرية تركية جديدة، باعتبارها ستؤدّي إلى «زعزعة أمن المنطقة». وأمام مجريات الأحداث، يبدو اختيار الرئيس التركي منطقتَي منبج وتل رفعت تحديداً، التفافاً على فشل أنقرة في الحصول على تسهيلات أميركية، علماً أن المنطقتَين تُعدّان موضع جدل منذ سيطرة «قسد» عليهما عام 2016 بغطاء جوّي روسي، وما تبع ذلك من اتّفاقات روسية - تركية تعهّدت خلالها أنقرة باتّخاذ خطوات فعلية في إدلب شمال غربي سوريا، عن طريق عزل «الإرهابيين» والعمل على فتح طريق حلب – اللاذقية، في حين تعهّدت موسكو بمراقبة نشاط الأكراد وضمان عدم اتّخاذهم منبج وتل رفعت منطلقاً لشنّ أيّ هجمات. وخلال العامَين الماضيَين، وبالتوازي مع انسحابات واشنطن من مواضع في سوريا وتمركزها في المناطق النفطية حينها، حاول الرئيس التركي الضغط مجدّداً للسيطرة على منبج وتل رفعت، الأمر الذي يضمن له انتزاع جيب كردي موجود في خاصرة مساحة سيطرة القوات التركية، بالإضافة إلى توجيه ضربة اقتصادية كبيرة لـ«قسد» التي تعتمد على منبج في تنفيذ تعاملات تجارية كبيرة تتعلّق بعمليات تهريب النفط من وإلى الشمال والشمال الغربي من سوريا، بالإضافة إلى تهريب البضائع التركية. من جهتها، كثّفت روسيا نشاطها العسكري في مناطق التماس مع القوات التركية، في حين استقدم الجيش السوري تعزيزات إلى أماكن عدّة، من بينها نقاط تمركزه على تخوم منبج، وفي محيط تل رفعت، كما عمدت موسكو إلى تسيير دوريات جوّية بشكل يومي تنفّذها حوّامات عسكرية على ارتفاع منخفض، الأمر الذي يُعتبر رسالة مباشرة إلى أنقرة من جهة، وإلى الفصائل التابعة لها، والتي قد تقْدم على محاولة إحداث تغييرات في الخريطة الميدانية.

اختيار إردوغان منطقتَي منبج وتل رفعت تحديداً هو التفاف على فشل أنقرة في الحصول على تسهيلات أميركية

وعلى الرغم من التشدّد الروسي في الميدان، بدا موقف موسكو السياسي أكثر ليناً من نظيره الأميركي إزاء الرغبة التركية في قضم مناطق في سوريا، الأمر الذي يبدو أنه يرتبط بالاتّفاقات المُوقّعة بين الطرفين، والتي عبّرت روسيا أكثر من مرّة عن قلقها من تأخّر تركيا في تنفيذ تعهّداتها بموجبها في إدلب. ويعيد ذلك مجمل التفاهمات الروسية - التركية إلى الواجهة مرّة أخرى، ويضع «قسد» أمام اختبار صعب في منطقتَي تل رفعت ومنبج، حيث ستجد نفسها مجدّداً إزاء مطلب تسليم المنطقتَين للجيش السوري بما من شأنه قطع الطريق على تركيا إليهما، وتمكين روسيا من تنفيذ تعهّداتها بخصوصهما، غير أن هذه الخطوة لا تزال مرتبطة بشكل وثيق بملفّ إدلب، الذي سيؤدي أيّ تقدّم ملموس فيه إلى تقدّم مماثل في منبج وتل رفعت. وأمام هذه المعادلة، وفي ظلّ انعدام الوجود الأميركي في المنطقتَين الأخيرتَين، ومع ازدياد الضغوط التركية، يبدو الأكراد الذين يَنشدون الدعم الأميركي، وتشهد علاقتهم بروسيا فتوراً ناجماً عن الارتماء في أحضان واشنطن، في موقف صعب؛ فمن جهة، أثبتت التجارب التي خاضوها سابقاً عدم قدرتهم على مقاومة تركيا، خصوصاً أن حليفهم (واشنطن) تخلّى عنهم مرات عديدة، ومن جهة أخرى، ما زال التيّار المتشدّد في «قسد» يقاوم الضغوط السياسية لتسليم منبج وتل رفعت، أملاً بانفراجة ما تضمن استمرار سيطرتها عليهما. على أن التحرّكات العسكرية الكردية، والتصريحات التي يطلقها مسؤولو «قسد»، تشير إلى وجود قلق من «خدعة تركية» يتمّ خلالها التركيز الإعلامي على منطقتَين في ريف حلب، بينما يكون الهدف الحقيقي قضم مناطق أخرى، من بينها عين عيسى التي تُعتبر عاصمة «الإدارة الذاتية»، وتُعدّ عقدة مهمّة على طريق «M4» الدولي؛ وعين العرب (كوباني) التي تمثّل نقطة فصل بين مناطق سيطرة تركيا على الشريط الحدودي، وتسعى أنقرة إلى انتزاعها لوصل الشمال السوري بتل أبيض، خاصة بعد انسحاب قوات «التحالف الدولي» من قاعدة «خراب عشق» في معمل «لافارج» الفرنسي للإسمنت، وانسحاب الخبراء الفرنسيين الذين باشروا قبل نحو ثلاثة أسابيع العمل على إعادة تشغيل المصنع؛ إضافة إلى تل تمر ومحيطها، والتي شهدت خلال اليومين الماضيين تكثيفاً للاستهداف المدفعي والصاروخي التركي، الأمر الذي نجمت عنه حركات نزوح وسط مخاوف من شنّ هجوم برّي تركي. بشكل عام، لا توحي التحرّكات العسكرية التركية، على رغم تصاعد وتيرة القصف، بأيّ تحشيد عسكري جدّي استعداداً لعملية عسكرية كبيرة، خصوصاً بعد حصْر النشاط التركي في منطقتَين صغيرتَين لا تتطلّب السيطرة عليهما استعدادات كبيرة في حال سمحت موسكو بذلك. على أن الديناميات الروسية المتزايدة على الأرض تشير، حتى الآن، إلى تمسّك موسكو باتّفاقها المبرم مع أنقرة، واستعدادها للإيفاء بتعهّداتها، في انتظار التزام تركي مماثل في إدلب. 



السابق

أخبار لبنان..ودٌّ مستجد بين بعبدا وعين التينة..الترسيم يعود إلى الواجهة: "أسابيع حاسمة" لاستئناف المفاوضات..اسم ميقاتي يتصدر لرئاسة الحكومة اللبنانية..الحكومة المتوقّعة في لبنان أسيرة اختبارات صعبة.. واشنطن وباريس لا تمانعان بقاء ميقاتي.. اللواء إبراهيم: اتّفقت مع واشنطن على «تنشيط» التفاوض مع دمشق.. اللبنانيون يعانون يومياً بين ملاحقة تقلبات الليرة وتفلت أسعار الاستهلاك.. تأكيد أوروبي على ضرورة إنجاز انتخابات الرئاسة اللبنانية في موعدها..

التالي

أخبار العراق..هجوم مزدوج يستهدف قاعدة للجيش التركي شمالي العراق.. الأمم المتحدة: الإفلات مع العقاب خلق بيئة من الترهيب بالعراق..تحركات على أعلى المستويات بعد "فضيحة" الامتحان الوزاري.. مشاوراتٌ عراقية لحلّ مشكلة سداد ديون الغاز لإيران.. «العراقية» تواجه دعوى قضائية بعد انتقادها خامنئي وسليماني.. أقلية سوداء مهمشة في العراق رغم وجودها فيه منذ قرون..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,534,020

عدد الزوار: 7,636,875

المتواجدون الآن: 0