نصرالله: نحن لا نتعاون مع جهة لا نثق بها ولا نطلب من الحريري التخلي عنها

تاريخ الإضافة الثلاثاء 10 آب 2010 - 6:03 ص    عدد الزيارات 3064    التعليقات 0    القسم محلية

        


قدّم "قرائن" على اتهام اسرائيل باغتيال الحريري وكشف سر التقاط البث في عملية انصاريه


نصرالله: نحن لا نتعاون مع جهة لا نثق بها ولا نطلب من الحريري التخلي عنها
 

السيد نصرالله في مؤتمره الصحافي امس. صورتان لعملية انصاريه عرضتا في المؤتمر.

شريط يظهر العميل احمد نصرالله خلال ادلائه باعترافاته عام 1996. (ابرهيم الطويل)
كتب عباس الصباغ:
لم يختم الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله اطلالاته التلفزيونية ومؤتمره الثاني امس عن المحكمة الدولية وتداعيات قرارها الاتهامي المرتقب، ولم يكشف كل الاسرار التي يحملها والتي تطلبت "جهداً من الاخوان" لاعدادها عدا عن التضحية بكشف احدى التقنيات التي لدى "المقاومة الاسلامية" وهي تمكّنها من فك شيفرة طائرات الاستطلاع الاسرائيلية بعد التمكن من التقاط الصور التجسسية التي كانت تنقلها الى القيادة الاسرائيلية. وعلى مدار ساعتين ونصف ساعة، قدم السيد نصرالله في مؤتمر صحافي في مجمع "شاهد" في الضاحية الجنوبية، وسط حشد اعلامي كبير، القرائن التي تدين اسرائيل في اغتيال الرئيس رفيق الحريري وخصوصاً ان طائرات الاستطلاع رصدت الطرق التي كان يسلكها الحريري من مجلس النواب ومقر الحكومة الى قصره في قريطم وكذلك الى منتجعه في فقرا وايضاً  المسالك المؤدية الى منزل شقيقه شفيق في صيدا.
بعد النشيدين الوطني والحزبي وتقديم للمؤتمر من مسؤول العلاقات الاعلامية في "حزب الله" السيد ابرهيم الموسوي، اطل السيد نصرالله عبر شاشة ضخمة وتحدث ساعتين عن بعض القرائن والمعطيات التي يملكها الحزب، وقال: "لقد صدرت تعليقات من فريق واحد تساءلت لماذا تركنا الكشف عن المعطيات حتى اليوم (امس)، وأنا بغض النظر عن الأسلوب الذي قدّمت فيه التساؤلات، فإن ما سأورده كفيل بإيضاح ذلك (...) لقد عملت إسرائيل منذ البدايات وتحديداً منذ 13 أيلول 1993 على اتهام "حزب الله"، والكل يعرف أن الحزب آنذاك نظّم تظاهرة رافضة لاتفاق أوسلو وقد أُطلق النار على المتظاهرين وسقط منهم 10 شهداء و50 جريحاً، وكانت الحكومة عامذاك برئاسة الرئيس رفيق الحريري مما أدى إلى خلاف سياسي وشخصي مع الرئيس الحريري والكل يعرفه".
واضاف: "بعد أيام على حادثة 13 أيلول، دخل الإسرائيلي على الخط عبر اتصال من شخص مع أحد المقربين من الرئيس الحريري قال له إن "حزب الله"  يريد اغتيال الحريري عبر مجموعة بإمرة عماد مغنية. وهنا أشير إلى أن القيادي في حزب الله علي ديب (أبو حسن سلامة) أوقفه السوريون آنذاك، وعلمت أنه في عنجر فذهبت لمقابلة اللواء (الراحل) غازي كنعان هناك طالباً الإفراج عن ديب، لكن كنعان قال لي إنه أرسله إلى دمشق بعد تحقيق "عنجري" أي طحنت عظام أبو حسن سلامة، إلا أنه كان يصر على أن ما يقال عن اجتماع شارك فيه مع عماد مغنية للتخطيط لقتل الرئيس الحريري هو مجرد اختلاق، وقد أرسلت أنا رسالة إلى الرئيس الراحل حافظ الأسد حول هذا الموضوع".
وكشف السيد نصرالله عن عميل اسمه أحمد نصرالله، مشيراً الى عدم وجود صلة قربى بينه وبين العميل المذكور وان الاخير تم توقيفه واستجوابه حول ما كان يقوم به، وأنه أوهم الرئيس الحريري بأن "حزب الله" يريد قتله.

 

الاشرطة والقرائن

ثم عرض شريط مصوّر لأحمد نصرالله يقول فيه: "كنت أعرف شخصاً يعمل عند (الرئيس الشهيد) رفيق الحريري وقلت له إن "حزب الله" يريد قتل الحريري، وقد طلب مني هذا الشخص أن أتأكد. وبعد أسبوع قلت له إن هناك شخصًا اسمه محمد عفيف يعمل عند عماد مغنية وهو يعرف عن اغتيال الحريري. وكنت دائما أقول له "خلّي معلمك ينتبه"، وكنت أقول له هناك سيارة مفخخة على طريق بعبدا، ومرة قلت له إنهم يخططون لقتل بهية الحريري كي يذهب الحريري إلى صيدا فيغتالونه هناك".
وعلق نصرالله على ما ورد في التسجيل: "هذا شاهد على دخول إسرائيل منذ ذاك الوقت لإيهام الرئيس الحريري بأننا نريد اغتياله، وهذا الأمر لم يبلغه الحريري يومها لكنعان فقط بل لكثير من الأصدقاء السوريين والسعوديين".
وذكر ان الشريط المصوّر سلّم الى اللواء كنعان والأجهزة الأمنية المعنية، وتابع: "في العام 2000 أُطلق سراح أحمد نصرالله لأسباب لا اعرفها، وهرب الى فلسطين المحتلة وما زال موجوداً في فلسطين ويقوم بتجنيد لبنانيين لمصلحة العدو. إذاً استطاع نصرالله أن يزرع هذا التلفيق والتركيبة".
وانتقل للحديث عن اتهام اسرائيل للحزب بإغتيال الحريري وان هذا "الاتهام خلال كل السنوات الماضية وصولاً الى تقرير "در شبيغل" وما بعد بعد "در شبيغل"، وتاريخ العدو الإسرائيلي حافل باستهداف قيادات لبنانية وفلسطينية في لبنان وخارج لبنان، ولعلّ من أفضل الساحات التي توفّر للعدو تنفيذ عمليات اغتيال هي لبنان نظراً لوجود الساحل وقدرة عناصر إسرائيلية على الدخول عبر الشاطئ أو عبر الموانئ والبقاء عدة ايام، كما لوجود عملاء للعدو من كل الاختصاصات، ومن المعروف مدى الحقد الإسرائيلي على حركات المقاومة، كما معروف أن مشكلة إسرائيل مع سوريا لم تكن لأنها موجودة في لبنان بل لأن سوريا كانت تساند حركات المقاومة، وقد ذكر لي شخصيا الرئيس بشار الأسد أن قائدًا عربياً زاره في العام 2004  وقال له إن الأميركيين والمجتمع الدولي لا يمانعون في بقاء قواتك في لبنان، وهنا أذكّر ثورة الأرز بذلك، بل لا مشكلة في ان تذهب قواتك إلى الجنوب لكن بشرطين، أن تنزع سلاح حزب الله وسلاح المخيمات، فأجابه الأسد أن المقاومة في لبنان هي جزء من الأمن القومي الاستراتيجي لا يمكن التخلّي عنه، كما أن إسرائيل دخلت لبنان ولم تستطع نزع سلاح الفلسطينيين، وكان عندئذ لا بد من حدث كبير لتنفيذ القرار 1559 الذي صدر بعد اللقاء مع الأسد بأسابيع، فكان اغتيال الحريري الذي أخرج السوري وهم اليوم يسعون لاستخدام الاغتيال للنيل من "حزب الله"".
واشار الى ان لدى إسرائيل قدرة استطلاع جوي عبر الـMK، "ثم لديها قدرة التشويش على الاتصالات والمراقبة عبر الكاميرات، كما لديها القدرة على الاستطلاع الميداني عبر العملاء، فضلاً عن الامكانات والتجهيزات". وقال: "العملاء تمّ اعتقال اغلبهم في العامين 2009 و2010، وهنا أرد على من قال لي معلوماتك جديدة أم قديمة، وهنا سنتحدث عن اعترافات هؤلاء وقد نشر منها في الصحف لكن لم يتوقف عندها أحد كما يجب".
ثم عرضت معلومات عن عميل إسرائيلي هو فيليبوس حنا صادر.
وعلق نصرالله: "ذهاب هذا العميل إلى الشاطئ البحري والسير مشيًا إلى منزل الرئيس ميشال سليمان في عمشيت ثم بالسيارة، ليس للتسلية، كما استطلاعه لليخت التابع لقائد الجيش هو لاستهداف العماد (جان) قهوجي، وهنا لا بد من الانتباه إلى الرابط الذي هو الشاطئ والبحر وهو مشترك مع استهداف الرئيس الحريري قرب السان جورج".
وسأل: "لماذا تم التغاضي عن هذا العميل؟ ولماذا لم تأتِ لجنة التحقيق الدولية لمساءلة هذا العميل ويمكنها الربط بينه وبين عملاء آخرين وربما الضابط المشغّل والتوصّل لشيء ما، بل عندما أتى شاهد زور أوقفوا على أساسه الضباط الأربعة وأشخاصاً من آل عبدالعال والتحقيق مع ضباط سوريين، فيما لم يتم التحقيق مع اي ضابط من هؤلاء المشغّلين للعملاء الاسرائيليين".
وكذلك عرضت معلومات عن العميل سعيد العلم، وانه كان يراقب بطلب اسرائيلي  قيادات 14 آذار كالدكتور سمير جعجع والرئيس سعد الحريري  و"هنا رد على من كان يسأل لماذا كل الاغتيالات في صفوف 14 آذار، إذ كان يتم ذلك لكي يتم توجيه الاتهام باتجاه محدد". وبعد العلم عرضت لقطات عن العميل محمود رافع الذي حكم بالاعدام.
وقال نصرالله: "العميل رافع وضع عبوة الزهراني، ونعتقد أن هذه العبوة التي كشفتها مخابرات الجيش في العام 2005 كانت معدّة للرئيس نبيه بري، وأنا أصدّق محمود رافع بأنه لم يكن يعرف لمن وضعها، لأن الاسرائيلي لم يكن يعلم عملاءه إلا بما يجب تنفيذه. وهنا أقول إن الاسرائيلي الذي اغتال الرئيس الحريري السنّي في شباط العام 2005 ولم تنجح خطته للفتنة في لبنان، أراد اغتيال الرئيس بري الشيعي لإثارة الفتنة مجدداً، لكن الله حمى لبنان من الفتنة".
واضاف: "هل سألت لجنة التحقيق الدولية محمود رافع الذي أدخل كثراً من العملاء إلى لبنان عن معلوماته؟".
ثم جاء دور العميل ناصر نادر الذي وصفه الامين العام لـ"حزب الله" بانه "عميل ميداني شارك في اغتيال غالب عوالي، وقد صدر يومها بيان بإسم تنظيم "جند الشام" أنه اغتال عوالي، ليتبين أن الاسرائيلي هو من اغتاله، وكان البيان خطوة منه لإيهام حزب الله أن تنظيماً سنّياً اغتال شخصًا شيعيًا وانه نقل أفراداً من الموساد إلى لبنان وحقائب سوداء كانوا يضعونها في أماكن معيّنة، وقد بقي هؤلاء الأفراد في لبنان أسابيع وأياماً". وختم مسلسل العروض مع العميل أديب العلم.
ودعا نصر الله الى أن "تقوم جهة ما بجمع كل اعترافات هؤلاء العملاء لرسم خريطة شاملة لكل ما قاموا به لكي نبدأ من هنا لمعرفة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وليس من شهود الزور".
وفي ملف الاتصالات، وعلى ضوء اعتقال عملاء لإسرائيل في قطاع الاتصالات، اشار الى "سيطرة فنية وقدرة على التنصت على أي شخص وتحديد مكانه إذا كانوا يريدون اغتياله".

 

حجر الزاوية والسر

وركز نصرالله على الاستطلاع الجوي الاسرائيلي واعتبره "حجر الزاوية في استهدافات إسرائيل، التي هي من أهم المصنّعين لطائرات الاستطلاع. وتقوم طائرات استطلاع العدو بتصوير المنازل والطرق والمواكب للأشخاص المستهدفين، و قبل العام 1997 تمكنت المقاومة من التقاط بثّ طائرة استطلاع الـMK وما كانت ترسله إلى غرفة العمليات الاسرائيلية، وأصبح هناك إمكانية أن تصل ما تصوره هذه الطائرة إلى الشباب في المقاومة، وكانت البداية صعبة لأن قراءة هذه الصور لم تكن سهلة بل تحتاج إلى تخصص لانها تحتاج إلى استطلاع على الأرض أو إلى صورة صناعية، كما هي بحاجة لإمكانات لم تكن متوافرة، كما لم يكن بإمكاننا التقاط إرسال كل الطائرات التي كانت تأتي أعداد منها إلى فوق لبنان بنفس الوقت، كما أن العدو قام بعد عملية أنصاريه بتشفير البث مما خلق مشكلة فك التشفير".
وقال: "التقط الأخوة صورًا من الـ MK تصور الشاطئ ثم البساتين ثم طريقاً معبدة، لم نكن نعرف اين ولكن استطعنا أن نعرف من خبرة الشباب بالأرض، وعرف المكان وحلّلنا ان الاسرائيلي سيقوم بعملية على طريق أنصاريه ونصب إخوتنا كمينًا هناك وبقوا عدة أسابيع، ثم في ليلة ليلاء أتى كوماندوس إسرائيلي ومشى في الطريق الذي صورته الطائرة الإسرائيلية حتى الكمين وتم تفجير العبوات بهم، وحصل ما حصل".
وعرض صور التقطتها طائرة استطلاع إسرائيلية قبل عملية أنصاريه، ثم مشاهد خلال العملية، وكذلك صور من طائرة استطلاع إسرائيلية ترصد مكان عمل أبو حسن سلامة وعملية استطلاع ورصد محمود المجذوب.
وبعد هذا العرض انتقل نصرالله إلى ما  يتعلق باغتيال الرئيس الحريري، مشيراً إلى أنه زار عائلته بعد اغتياله في قريطم وقد طلبت الاخيرة المساعدة في التحقيق. وشرح: "تشكلت بناء على ذلك لجنة مثّل عائلة الحريري فيها السيد وسام الحسن، وقد أعدت اللجنة تقريرًا ثم حصل ما حصل وذهب الاتهام باتجاه سوريا وانتهى الأمر عند هذا الحد، وشكلنا فريقًا متميّزاً وقلنا لهم تعالوا لنجلس ونبحث بشكل جدّي بعد ما توافر لدينا من معطيات للعملاء التي تشكل أمراً يجب التوقف عنده، وقلنا إن العملاء الذين نفذوا اغتيال الرئيس الحريري قد يكونوا سحبوا من البلد، ومن جملة الأفكار التي طرحت في تلك اللجنة أن لدينا أرشيف بعضه واضح تعالوا لنرجع إلى الأرشيف لما سبق 14 شباط 2005 ونطابق بين خريطة حركة الرئيس الشهيد رفيق الحريري والأماكن التي يذهب إليها وعملنا قرابة السنة، ولا زلنا في بداية العمل وقد وصلنا إلى نتائج مهمة وملفتة جدًا إذا ما جمعناها إلى ما تقدم تشكل القرائن التي تحدثت عنها".
ثم عرضت  مشاهد من صور لطائرة استطلاع إسرائيلية للقصر الحكومي القديم والجديد ومنطقة السان جورج والروشة من زوايا مختلفة ما يدل على ان "الاستطلاع له بعد تنفيذي وتحضيري لعملية ما، وما سنعرضه مرتبط بمدينة بيروت والطريق إلى فقرا حيث منتجع الرئيس الحريري كما وبصيدا. وقد تم في هذا الاستطلاع التدقيق عن المنعطفات وخصوصًا تلك القريبة من الشاطئ(...) و في كل هذه المناطق هل تعرفون أي مراكز للمقاومة أو بيوت لقيادي في المقاومة؟ لماذ يتابع الإسرائيلي هذه الحركة وخصوصاً المنعطفات؟ أريد هنا أن أُبقي في الأذهان، أنه هل هذا كله مجرد صدفة؟ هناك صدف يتحدث عنها البعض، ويُبني عليه قرار ظني، وفي تلك المنطقة على طريق فقرا لا يوجد أحد من المقاومة ولا هو طريق تحرك لقيادات حزب الله ولا هو طريق نقل عتاد للحزب، إذاً لمن يستطلع هذا الطريق؟ كما سنرى استطلاعًا للطريق إلى صيدا وصولاً إلى منزل شقيق الشهيد رفيق الحريري، السيد شفيق الحريري، ومحيط منزله".
وانتقل نصر الله الى "القرينة التالية هي الحركة الجوية للعدو في يوم الاغتيال. واسمحوا لي اليوم ألا أكشف سرًا حول كشف هذا التحرك وفي يوم ما إذا واجهنا تحقيقًا جدّياً سنكشف هذا السر. وأنتم تعرفون أن طائرة أواكس لديها القدرة على تعطيل الاتصالات والتنصت".
وبعد عرض للمعلومات عن تحليق لطائرات استطلاع إسرائيلية يوم اغتيال الحريري، أضاف: "هذا الجدول للحركة الجوية الإسرائيلية يمكن للتحقيق الدولي الحصول عليه من الاسرائيليين إذا أرادوا التعاون، أو من دول أخرى ترصد الجو، وأنا متأكد من هذا الجدول. هذا وعلمنا أن أحد العملاء الاسرائيليين التنفيذيين وهو غسان الجد آوى في منزله مجموعة كان لها علاقة باغتيال أحد كوادرنا ويرتبط بأعمال تنفيذية، وقد حصلنا على معلومات مؤكدة أنه كان في منطقة السان جورج في 13 شباط. وفر هذا العميل من لبنان قبل أن تقبض عليه الأجهزة الأمنية بعد أن قدمنا لها معلومات عنه".
وبعد ذلك عرضت معلومات عن العميل غسان جرجس الجد.
وعلق: "لدينا أدلتنا حول هذا العميل، وفي حال حصول تحقيق جدّي سنكون جاهزين لمناقشة ذلك، أنا لا أدّعي أني أقدم دليلاً قاطعاً بل قرائن تفتح الباب على التحقيق مع الإسرائيلي، وهذا بعض ما عندنا وسنحتفظ ببقية لزمن آخر لأننا في زمن غادر، وأنا لم أتعرض للمحكمة الدولية وملتزم بالتهدئة، وقد ساعد توقيف العملاء على توفير هذه المعطيات، وان القراءة السياسية العاقلة تصل إلى النتيجة عينها، وأنا ابتعدت قدر الامكان عن التحليل لأذهب إلى ما يرتبط بالتحقيق والقرائن. وتجاهل لجنة التحقيق الدوليّة للمعطيات التي أبرزناها اليوم يؤكد ما نعتقده من أنها مسيّسة".
ورداً على سؤال قال: "يعود للحكومة اللبنانيّة أن تقرّر تقديم ما عرضناه للجنة التحقيق، ونحن حاضرون لنقدم هذه المعلومات للجهة التي تكلفها الحكومة اللبنانية، وأنا لا أعتقد أن اللجنة الدولية جادة في تحقيقها ولدي أدلّة على ذلك. وكنا نتابع عميلاً إسرائيلياً وقدمنا هذه المعطيات، لكن لم يكن لدينا أي معطيات عن علاقة هذا العميل باغتيال الرئيس الحريري، ولو كان لدينا ذلك لقدمناها. أما موضوع العميل أحمد نصرالله فلا يشكّل دليلاً جرمياً ولكني استشهدت به لأقول إنّ الاسرائيلي استعمله ليخلق عند الحريري أنّ "حزب الله" يريد اغتياله، وطرح هذا الموضوع في الاعلام سابقاً لم يكن له أي معنى، ولو قدمناه في العام 2005 لقالوا لنا من اتهمكم أصلاً".
واعتبر انه في العام 1996 لم "يكن هناك أي مشروع سياسي على مستوى لبنان والمنطقة بحاجة لإغتيال الرئيس الحريري لكي ينفّذ، ولو قامت إسرائيل بالاغتيال وقتها لما حصلت كل التداعيات إذ لم يكن هناك من جورج بوش ولم يكن للرئيس الحريري الامتداد والحجم عينه، والاغتيال جاء ضمن مشروع للمنطقة أدى إلى حروب في المنطقة".
اما عن امكان نية اسرائيل تصوير مراكز سورية قال: "الصور التي عرضناها هي لمنعطفات ليس فيها مراكز للجيش السوري ولا للمقاومة، وما لم نعرضه ليس معناه أنّ الاسرائيلي لم يصوّرها، ونحن ليس عندنا تصوير لمركز الأمانة العامة ولمكان إقامتي إلا أنّ إسرائيل قصفتهما عام 2006 فمعنى ذلك أنها صوّرت وما ليس لدينا قد لا نكون تمكّنا من تصويره ولكن ما قدمناه هو لطرح السؤال لماذا إسرائيل صوّرت هذه الصور. نحن لا نريد أن نقنع من هو مقتنع أو من لا يريد أن يقتنع، وأحدهم قبل أن أعرض الأدلة قال إنّ أدلّة نصرالله ساقطة، ولكننا مهتمون لإطلاع الرأي العام لأنّ الهدف من القرار الظني الذي سيصدر هو تشويه صورة "حزب الله" وتبرئة إسرائيل. فهناك من أنفق في لبنان 500 مليون دولار لتشويه صورة الحزب، ولذا فهناك معركة صورة ومعركة رأي عام ونحن فيها نقول إنّ المقاومة بريئة ومعتدى عليها.
ولم يعمل أحد في لبنان منذ عام 2005 باتجاه فرضيّة أنّ الاغتيال قامت به إسرائيل. ما يرتبط بالقرار الظني يأتي في وقته.
نحن ركّزنا في الاشهر الماضية على حركة موكب الرئيس الحريري ويمكن أن نكمل البحث في المستقبل بمحاور أخرى، وإذا كان هناك تحقيق جدي نحن حاضرون لتقديمه".
ورداً على سؤال لـ"النهار" عما اذا كان  موضوع المحكمة التي اعتبرها مستشار المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية محكمة اسرائيلية يستأهل كشف سر من أسرار المقاومة والاستراتيجية الدفاعية، اجاب: "حماية لبنان والمقاومة أمام ما يتهددها عبر المحكمة الدوليّة يستحق بذل الدماء وليس فقط كشف سر، وأنا أكشف السر للرأي العام وليس أمام الإسرائيلي الذي اتخذ احتياطاته بعد عمليّة أنصاريّه وشفّر الاستطلاع".
وعن موعد لقائه مع الرئيس سعد الحريري وما اذا كان سيطلب منه التخلي عن المحكمة، قال: "ليس هناك قطيعة مع الرئيس الحريري ويمكن أن يحصل اللقاء في أي وقت، و أنا لن أطلب منه أيّ شيء، هو ولي الدم، وبعد 5 سنوات ضاعت الحقيقة في كواليس شهود الزور ومن معهم وكل ما يساعد على الوصول إلى الحقيقة سنعمل عليه".
وسأل: "ما كانت النتيجة من استماع المحكمة الدوليّة للّواء جميل السيّد؟ فأنا لا أذهب إلى جهة لا أثق بها، ونحن قبل فترة عندما قبلنا أن تستمع المحكمة لإخوة من الحزب على أساس أنهم شهود فذلك حتى لا يقال إننا لا نتعاون وإننا متهمون".
وكشف انه  كانت هناك فكرة ان يتحفظ وزراء الحزب عن البند المتعلق بالمحكمة الدوليّة في البيان الوزاري للحكومة الحالية، قائلاً: "سيأتي يوم ونتحدث عن ذلك بالوثائق".
وختم: "ان "حزب الله" المقاوم  والملتزم الوحدة الوطنيّة والإسلامية والحريص على الوحدة ضد العدو الاسرائيلي مستمر في هذا المسار، وفي موضوع المحكمة الدوليّة مشكلتي هي مع الأميركي الذي يتحكّم بالمحكمة وليس مع إخوتي السنّة أو غيرهم في لبنان(...)".
 


المصدر: جريدة النهار

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,311,036

عدد الزوار: 7,627,470

المتواجدون الآن: 0