أخبار العراق.. ​​​​​​​20 قتيلا في اشتباكات العراق.. الصدر يُضرب عن الطعام وقوات الأمن تخرج أنصاره من القصر.. بعد اشتباكات بغداد..إيران تدعو مواطنيها لعدم زيارة العراق.. الصدر يعتزل..والعراق في مرمى الانفجار..الصدر.. الزعيم ذو الكفة الراجحة في المشهد السياسي..العراق: عتبة الفتنة..مقتدى الصدر... مثال استثنائي للمسار المزدوج في السياسة...

تاريخ الإضافة الثلاثاء 30 آب 2022 - 4:53 ص    عدد الزيارات 1278    التعليقات 0    القسم عربية

        


20 قتيلا في اشتباكات العراق.. الصدر يُضرب عن الطعام وقوات الأمن تخرج أنصاره من القصر...

الجزيرة... أكدت مصادر طبية عراقية للجزيرة سقوط 20 قتيلا في المواجهات المسلحة التي اندلعت داخل المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد، بعد إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الاثنين اعتزال العمل السياسي. وشهد العراق في الساعات الأخيرة تطورات أمنية وسياسية متلاحقة، حيث أخرجت القوات الأمنية بالقوة أنصار الصدر من داخل القصر الحكومي والساحات المحيطة به، وفرضت حظرا للتجول في جميع المحافظات. وقال رئيس الكتلة الصدرية البرلمانية المستقيلة حسن العذاري في تغريدة على تويتر إن الصدر أعلن الدخول في إضراب عن الطعام حتى يتوقف العنف واستعمال السلاح. وأظهرت مقاطع فيديو اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة داخل المنطقة الخضراء في بغداد. وأفاد مدير مكتب الجزيرة وليد إبراهيم بسماع دوي 13 انفجارا في المنطقة الخضراء بالعاصمة العراقية بغداد، واصفا ما يجري بالحرب الحقيقية، حيث دارت اشتباكات عنيفة في المنطقة الخضراء، وتصاعدت ألسنة اللهب في مناطق مختلفة منها. وأضاف إبراهيم أن الاشتباكات دارت بين التيار الصدري والإطار التنسيقي اللذين يمتلكان مليشيات مسلحة وقدرات عسكرية هائلة. وبدورها، قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن 7 قذائف هاون على الأقل سقطت مساء الاثنين في المنطقة الخضراء، التي تضم مقار حكومية وسفارات. وقال الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة على توتير إن دم جميع العراقيين خط أحمر.

صافرات الإنذار

وقالت وسائل إعلام عراقية إن صافرات الإنذار دوّت في السفارة الأميركية في بغداد بعد سقوط قذيفة هاون قربها. وأكدت إخلاء مقر السفارة الهولندية في المنطقة الخضراء وانتقال موظفيها للسفارة الألمانية. وأفاد مراسل الجزيرة بوقوع إطلاق نار كثيف قرب البرلمان العراقي داخل المنطقة الخضراء، وإطلاق نار كثيف في البصرة، بالتزامن مع بدء سريان حظر التجول الشامل في جميع المحافظات العراقية. وقالت وكالة الأنباء العراقية إن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وجه بمنع استخدام الرصاص وإطلاق النار على المتظاهرين من أي طرف أمني. كما وجه بفتح تحقيق عاجل بشأن أحداث المنطقة الخضراء، مطالبا قوات الأمن بحماية المتظاهرين. وذكرت مراسلة الجزيرة سلام هنداوي أن أعدادا كبيرة من أنصار التيار الصدري انسحبت من المنطقة الخضراء في بغداد.

القصر الحكومي

وكانت القوات الأمنية العراقية قد أعلنت استعادتها السيطرة الكاملة على مقر القصر الحكومي بعد إخراج أنصار التيار الصدري منه بالقوة. وقال مراسل الجزيرة في بغداد سامر يوسف إن قوات الأمن أطلقت النار بشكل كثيف داخل المنطقة الخضراء في بغداد، واستطاعت السيطرة على القصر بعد طرد المتظاهرين منه. وأضاف المراسل أن قوات الأمن أوقفت أفراد طاقم الجزيرة لعدة دقائق وهشمت الكاميرا الخاصة بهم، قبل أن تقوم بطردهم من محيط القصر الحكومي.

حظر التجول

بدورها، أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية حظر التجول الشامل في جميع المحافظات اعتبارا من الساعة السابعة مساء الاثنين. ودعت في بيان المواطنين إلى التعاون التام مع الأجهزة الأمنية كافة، والالتزام بحظر التجول، والابتعاد عن الشائعات المغرضة. بدوره، عاهد رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق فالح الفياض العراقيين بأن يكون الحشد خارج الاصطفاف السياسي، وأن يساهم في حماية العملية السياسية.

حالة الإنذار القصوى

كما قرر رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي تعليق جلسات مجلس الوزراء إلى إشعار آخر بسبب دخول متظاهرين مقر المجلس، وأعلن حالة الإنذار القصوى في بغداد لكل القوات الأمنية. وطالب رئيس الوزراء العراقي -خلال ترؤسه اجتماعا طارئا للقيادات الأمنية في مقر العمليات المشتركة- القيادات الأمنية بالالتزام التام بحماية أرواح المتظاهرين والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة. ودعا الكاظمي في بيان المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء والالتزام بتعليمات القوات الأمنية، كما طالب مقتدى الصدر بالمساعدة في دعوة المتظاهرين للانسحاب من المؤسسات الحكومية. وقال رئيس الوزراء العراقي إن تجاوز المتظاهرين على مؤسسات الدولة يعد عملا مدانا وخارجا عن السياقات القانونية، منتقدا ما سماه تمادي الخلاف السياسي ليصل إلى لحظة الإضرار بكل مؤسسات الدولة. وقال رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي إن ما شهدته البلاد ينذر بخطر كبير، فيما دعا رئيس إقليم كردستان العراق مسرور البارزاني الأطراف السياسية كافة إلى ضبط النفس وألا تسمح بانفلات الوضع عن السيطرة أكثر مما هو عليه. أما هوشيار زيباري القيادي في الحرب الديمقراطي الكردستاني ووزير الخارجية الأسبق فقال إن ما حصل اليوم في بغداد كانت نتيجة تراكمية لسياسات ومصالح وقرارات قضائية تعسفية قصيرة النظر. من جانبه، دعا حيدر العبادي رئيس الوزراء السابق ورئيس ائتلاف النصر العراقي إلى التهدئة وضبط النفس وعدم الانجرار خلف الفتن. بدوره، قال زعيم ائتلاف الوطنية العراقي إياد علاوي إنه لا سبيل لحل الأزمة السياسية إلا بالحوار الوطني. كما دعا الإطار التنسيقي في العراق التيار الصدري للعودة إلى طاولة الحوار، قائلا إن على الجميع درء الفتنة وتغليب لغة العقل والحوار وتجنيب البلد الفوضى وإراقة الدماء. ودعا الرئيس العراقي برهم صالح المتظاهرين إلى الانسحاب من المؤسسات الرسمية، وإفساح المجال أمام القوات الأمنية للقيام بواجبها.

خارج بغداد

وخارج العاصمة، اقتحم أنصار التيار الصدري مكتب مجلس النواب في محافظة كربلاء جنوب البلاد، كما أظهرت صور محاصرة أنصار التيار الصدري محكمة الاستئناف في محافظة ميسان الاتحادية جنوب شرقي العراق. وقال مسؤولون أمنيون عراقيون إن أنصار الصدر يغلقون مداخل ميناء أم قصر في محافظة البصرة. وقال مراسل الجزيرة إن أنصار التيار الصدري أغلقوا مقر مبنى محافظة ذي قار في مدينة الناصرية. واقتحم أنصار الصدر أيضا مقر محافظة ديالى شرق العاصمة بغداد، وأظهرت صور بثها ناشطون عشرات منهم وهم يتجولون داخل أروقة مقر المحافظة. وفي محافظة واسط اقتحم أنصار الصدر مبنى المحافظة وسيطروا عليه بالكامل.

اعتزال الصدر

وتفجرت الأزمة عندما أعلن مقتدى الصدر -صباح اليوم الاثنين- اعتزاله الحياة السياسية نهائيا وإغلاق المؤسسات التابعة له. وقال الصدر -في بيان نشره عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر- إنه سيغلق "كافة المؤسسات إلا المرقد الشريف والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر الكرام". وتابع "الكل في حل مني، وإن مت أو قُتلت فأسألكم الفاتحة والدعاء". كما جاء في البيان على لسان مقتدى الصدر "لم أدّعِ يوما العصمة أو الاجتهاد ولا حتى القيادة، إنما أنا آمر بالمعروف وناهٍ عن المنكر، ولله عاقبة الأمور، وما أردت إلا أن أقوّم الاعوجاج الذي كان السبب الأكبر فيه هو القوى السياسية الشيعية بوصفها الأغلبية، وما أردت إلا أن أقرّبها إلى شعبها وأن تشعر بمعاناته".

دعوات للحوار

وجددت الرئاسات العراقية الثلاث -في وقت سابق اليوم الاثنين- دعمها دعوة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي لعقد جولة جديدة من الحوار الوطني الأسبوع الحالي لبحث ومناقشة الأفكار والمبادرات التي تخص حل الأزمة الحالية، وبحضور التيار الصدري. وذكر بيان لرئاسة الجمهورية أن الرئيس العراقي برهم صالح عقد اجتماعا اليوم بحضور الكاظمي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان، لبحث المستجدات على الساحة الوطنية. وأكد المجتمعون أن "الحفاظ على الأمن والاستقرار والمسار الديمقراطي والدستوري في العراق واجب جميع العراقيين كما هو واجب مؤسسات الدولة والقوى السياسية الوطنية، وأن الحوار البناء هو الطريق السليم لإنهاء كل الخلافات الحالية حفاظا على مقدرات البلاد".

12 قتيلا من أنصار الصدر في بغداد.. وواشنطن تحذر

المصدر | الخليج الجديد + وكالات.. قتل 12 متظاهرا وأصيب العشرات من أنصار التيار الصدري في العراق، الإثنين، برصاص قوات الأمن في المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، في وقت أعربت فيه واشنطن عن قلقها إزاء التطورات الأخيرة داعية لتجنب القيام بأعمال تؤدي إلى العنف. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر طبية عراقية، تأكيدها ارتفاع عدد قتلي التظاهرات في بغداد إلى 12 قتيلًا وإصابة 85 آخرين من أنصار "مقتدى الصدر". وسادت حالة من الفوضى في العراق، الإثنين، عقب إعلان زعيم التيار الصدري اعتزاله نهائيا العمل السياسي. وأصدرت القيادة العسكرية العراقية قرارا بفرض حظر تجوال في عموم البلاد، بينما دعت بعثة الأمم المتحدة في العراق إلى ضبط النفس في بلد يبدو أن المأزق السياسي الناتج من الانتخابات التشريعية في أكتوبر/ تشرين الأول 2021 يأخذ منعطفا جديدا. وذكرت خلية الإعلام الأمني الحكومية في بيان صحفي مقتضب: "تعلن قيادة العمليات المشتركة حظر التجوال الشامل في جميع محافظات العراق". وأضافت أن "الحظر يبدأ من الساعة السابعة من مساء اليوم الاثنين (بالتوقيت المحلي) وإلى إشعار آخر".

قلق أمريكي ودعوة لتجنب العنف

في غضون ذلك، اعتبرت السفارة الأميركية في بغداد أن التقارير الواردة عن حدوث اضطرابات في جميع أنحاء العراق، الاثنين، "مثيرة للقلق حيث لا تسمح للمؤسسات العراقية بالعمل". وقالت السفارة في بيان نشرته على "فيسبوك" إن الولايات المتحدة "تشعر بالقلق إزاء تصاعد التوترات وتحث جميع الأطراف على أن تظل سلمية وأن تمتنع عن القيام بأعمال يمكن أن تؤدي إلى دوامة من العنف". وأضافت أنه "لا ينبغي تعريض أمن العراق واستقراره وسيادته للخطر. حان الوقت الآن للحوار لحل الخلافات، وليس من خلال المواجهة". وأشارت السفارة إلى أن الحق في الاحتجاج العام السلمي عنصر أساسي في جميع الديمقراطيات، لكن يجب على المتظاهرين أيضا "احترام مؤسسات وممتلكات الحكومة العراقية التي تنتمي إلى الشعب العراقي وتخدمه ويجب السماح للمؤسسات بممارسة عملها". وكان مصدر أمني عراقي قد أفاد يوم الاثنين، بأن القوات العراقية أعلنت حالة الإنذار القصوى في العاصمة بغداد وقطعت إجازة منتسبيها، وذلك على خلفية المظاهرات الحاشدة التي تشهدها المدينة. يذكر أن أنصار من التيار الصدري اقتحموا ظهر اليوم الاثنين، القصر الجمهوري وسط العاصمة بغداد في وقت أعلن فيه رئيس الوزراء "مصطفى الكاظمي" تعليق أعمال الحكومة حتى إشعار آخر.

العراق تحت «حظر التجوّل»: الصدر «ينسحب» والشارع يشتعل

الاخبار... ارتفعت حدة التوتر في الشارع العراقي إثر اقتحام أنصار «التيار الصدري» القصر الجمهوري، بعد إعلان زعيمه مقتدى الصدر اعتزاله الحياة السياسية، فسقط قتيلان وأصيب العشرات في اشتباكات بين المحتجّين والقوى الأمنية. التصعيد الذي يتوّج أزمة بدأت مع عجز القوى السياسية التي ربحت الانتخابات البرلمانية الأخيرة، عن التوافق على الحكم، أجبرت الحكومة العراقية على إعلان «حالة الإنذار القصوى» لكل القوات الأمنية في بغداد، إلى جانب فرض حظر للتجول في البلاد، بدءاً من مساء اليوم. وأعلنت قيادة العمليات المشتركة «حظر التجوال الشامل في جميع محافظات العراق، اعتباراً من الساعة السابعة من مساء اليوم الاثنين الى إشعار آخر»، بينما دعت بعثة الأمم المتحدة في العراق إلى ضبط النفس. وقتل اثنان من أنصار مقتدى الصدر، اليوم، في المنطقة الخضراء ببغداد وأصيب 22 آخرون بجروح وفق ما أفادت مصادر طبية وكالة «فرانس برس»، وسط حالة من الفوضى. ليست هذه المرة الأولى التي يشهر فيها الصدر سلاح الشارع بوجه خصومه، فقد سبق اقتحام القصر الجمهوري، اليوم، اقتحام خاطف للبرلمان، في الأيام الفائتة. ويأتي اعتزاله اليوم، فيما يبدو أنه محاولة للتنصّل من مسؤولية ما قد تتطور إليه الأمور، على الرغم من مناشدات رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي له «للمساعدة في دعوة المتظاهرين إلى الانسحاب من المؤسسات الحكومية». وعقب إعلانه «تعليق جلسات مجلس الوزراء إلى إشعار آخر»، أعلن الكاظمي​ حالة «الإنذار القصوى» لكل القوات الأمنية في ​بغداد، وسارع إلى عقد «اجتماع طارئ» للقيادات الأمنية في مقر «قيادة العمليات المشتركة» التي أعلنت حظراً للتجوال في أنحاء البلاد اعتباراً من الساعة السابعة مساء الاثنين «حتى إشعار آخر»، بعد مناقشة الأحداث. وجدّد الكاظمي دعوته إلى «ضبط النفس» من الجميع، داعياً المتظاهرين إلى «الانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء وعدم إرباك الوضع العام في البلاد، وتعريض السلم المجتمعي للخطر (...) والالتزام بتعليمات القوات الأمنية المسؤولة عن حماية المؤسسات الرسمية وأرواح المواطنين». ورأى أن اقتحام المتظاهرين للمنطقة الخضراء ودخول مؤسسات حكومية خطوة «تؤشر إلى خطورة النتائج المترتبة على استمرار الخلافات السياسية وتراكمها». كما جدّد الكاظمي توجيهاته «بالالتزام التام بالتعليمات السابقة في ما يخص حماية أرواح المتظاهرين، والحفاظ أيضاً على الممتلكات العامة والخاصة، ومنع التجاوز على المؤسسات الحكومية من قبل أي طرف كان».

أنصار الصدر يقتحمون القصر الجمهوري في بغداد... والكاظمي يعلّق عمل مجلس الوزراء

الاخبار... اقتحم العشرات من أنصار مقتدى الصدر، اليوم، القصر الجمهوري في بغداد للتعبير عن غضبهم، بعدما أعلن الصدر «اعتزاله النهائي» العمل السياسي، وفق ما أفاد مصدر أمني. وعلى إثره، قرر رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، تعلق عمل مجلس الوزراء حتى إشعار آخر. وقال المصدر الأمني لوكالة «فرانس برس»، إن أنصار الصدر «دخلوا إلى القصر الجمهوري» الواقع في المنطقة الخضراء المحصّنة التي أُغلقت مداخلها. وكان الآلاف من أنصار الصدر يتوجّهون نحو هذا القصر المخصّص للمناسبات، والمختلف عن القصر الرئاسي حيث المقرّ الرسمي لرئيس الجمهورية.

بعد اشتباكات بغداد.. إيران تدعو مواطنيها لعدم زيارة العراق

المصدر | الخليج الجديد + متابعات... دعت إيران، الإثنين، مواطنيها إلى عدم زيارة العراق، حتى إشعار آخر، بعد تفجر اضطرابات أعقبت إعلان الزعيم الشيعي "مقتدى الصدر" اعتزال الحياة السياسية، حيث اقتحم أنصاره القصر الرئاسي في بغداد واقتحموا مقر الحكومة واشتبكوا مع قوات الأمن، ما أسفر عن سقوط قرابة 10 قتلى. وقالت وزارة الداخلية الإيرانية، في بيان: "نطلب من المواطنين عدم التوجه إلى العراق حتى إشعار آخر حرصا على سلامتهم بالنظر للوضع الأمني في هذا البلد"، ووعدت بـ"عودة الزوار الإيرانيين المتواجدين في النجف وكربلاء مع ضمان سلامتهم". من جهتها، طلبت السفارة الإيرانية في العراق من رعاياها هناك "عدم التوجه إلى بغداد والكاظمية وسامراء حتى إشعار آخر؛ بسبب فرض قوانين فرض التجوال في العاصمة العراقية". وفي وقت سابق، الإثنين، أعلنت قيادة القوات المشتركة، فرض حظر التجوال في جميع أنحاء العراق، بدءا من الساعة السابعة من مساء اليوم وإلى إشعار آخر. وأعلن عن مقتل متظاهرين اثنين وإصابة العشرات من أنصار التيار الصدري في بغداد، برصاص قوات الأمن في المنطقة الخضراء. وسادت حالة من الفوضى في العراق، الإثنين، عقب إعلان زعيم التيار الصدري اعتزاله نهائيا العمل السياسي. وأصدرت القيادة العسكرية العراقية قرارا بفرض حظر تجوال في عموم البلاد، بينما دعت بعثة الأمم المتحدة إلى ضبط النفس في بلد يبدو أن المأزق السياسي الناتج من الانتخابات التشريعية في أكتوبر/ تشرين الأول 2021 يأخذ منعطفا جديدا.

الصدر يعتزل... والعراق في مرمى الانفجار

تطورات خطيرة وتحذيرات من الانزلاق نحو متاهات مجهولة يخسر فيها الجميع

زعيم التيار يقاطع السياسة ويفك حصار البرلمان رداً على مطالبة الحائري له باتباع خامنئي

الثوار يقتحمون القصر الجمهوري ومقرات رسمية... ورصاص الحشد يقتل 8 ويصيب العشرات

الجريدة.... في تحوّل مفاجئ أدخل العاصمة العراقية بغداد وعدة محافظات جنوبية حالة من الهرج والمرج، قرّر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الانزواء واعتزال المشاركة في أي نشاط سياسي نهائياً، في رد ضمني صاعق على إعلان المرجع الشيعي البارز بالنجف كاظم الحائري اعتزاله أمس العمل الديني كمرجع بسبب وضعه الصحي، وتوصيته باتباع مرجعية المرشد الإيراني علي خامنئي، ومفارقة من «يريد إشعال نار الفتنة والتناحر بين المؤمنين». وقال الصدر عبر «تويتر»، دون أن يذكر خامنئي بالاسم: «يظن الكثيرون، بمن فيهم السيد الحائري، أن هذه القيادة جاءت بفضلهم أو بأمرهم، كلا، إن ذلك بفضل ربي أولاً ومن فيوضات السيد الوالد قدس سره الذي لم يتخلَّ عن العراق وشعبه». وأضاف: «على الرغم من استقالته، فإن النجف الأشرف هي المقر الأكبر للمرجعية كما هو الحال دوماً، وإنني لم أدّعِ يوماً العصمة أو الاجتهاد، ولا حتى القيادة، إنما أنا آمر بالمعروف وناهٍ عن المنكر، ولله عاقبة الأمور، وما أردتُ إلا أن أقوِّم الاعوجاج الذي كان السبب الأكبر فيه هو القوى السياسية الشيعية باعتبارها الأغلبية، وما أردتُ إلا أن أقربهم إلى شعبهم وأن يشعروا بمعاناته». وأضاف: «أنّى لهم هذا، وعلى الرغم من تصوري فإن اعتزال المرجع لم يك بمحض إرادته، وما صدر من بيان عنه كان كذلك أيضاً، إلا أنني وقد كنت قررت عدم التدخل في الشؤون السياسية، فإنني الآن أعلن الاعتزال النهائي وغلق كل المؤسسات إلا المرقد الشريف والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر الكرام. والكل في حل مني، وإن مت أو قتلت فأسالكم الفاتحة والدعاء». وبعد إعلان الصدر اعتزاله من مقر إقامته في الحنانة بالنجف، شهدت المنطقة الخضراء توافداً كثيفاً لأنصاره لدعم المعتصمين في مقر البرلمان. ووسط حالة من الغضب وعدم اليقين اقتحم متظاهرون القصر الجمهوري واشتبكوا مع قوات أمنية داخله، كما اقتحموا مقار حكومية في عدة محافظات جنوبية بالبصرة والديوانية وذي قار ورددوا هتافات تندد بالنظام السياسي. ووسط الفوضى، التي عمت الميادين الرئيسية في العراق، أعلنت اللجنة المشرفة على تظاهرات واعتصامات التيار الصدري، أن «تكليفها انتهى»، بينما دعا صالح محمد العراقي، المعروف بوزير الصدر، المتظاهرين إلى الانسحاب من المؤسسات الرسمية، قبل أن يغلق صفحاته على جميع مواقع التواصل. وترددت أنباء عن توجه المتظاهرين إلى خيم معتصمي «الإطار التنسيقي الشيعي» الذي يضم فصائل وأحزاباً متحالفة مع طهران، عند الجسر المعلق قبل أن تردهم القوات الأمنية المنتشرة بكثافة داخل المنطقة الخضراء وعلى أبوابها. ولاحقاً، أفادت أنباء بسقوط 8 قتلى على الأقل ووقوع عشرات الإصابات بعد تدخل مسلحي «الحشد الشعبي»، في خطوة قابلها التيار بنشر مجاميع مسلحة من ذراعه العسكرية «سرايا السلام» في شوارع بساحة التحرير ببغداد لحماية أنصاره. وفي محاولة لإعادة الانضباط وحماية مؤسسات الدولة، أعلنت القوات الأمنية، التي سمحت لعناصر مكافحة الشغب باستخدام الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين في المنطقة الخضراء، فرض حظر شامل للتجول في بغداد قبل أن توسعه ليشمل كل المحافظات بعد عصر أمس. من جهته، أعلن رئيس الوزراء المؤقت مصطفى الكاظمي تعليق جلسات الحكومة إلى إشعار آخر، ودان اقتحام المقار الحكومية، داعياً الصدر إلى مطالبة أنصاره بالانسحاب من المؤسسات. وفي حين قال الكاظمي إن «التطورات تؤشر إلى خطورة النتائج المترتبة على استمرار الخلافات السياسية وتراكمها»، حذر الرئيس برهم صالح من «انزلاق الأوضاع نحو متاهات مجهولة وخطيرة يكون الجميع خاسراً فيها». ومع انسداد قنوات الحوار بين التيار الصدري وخصومه في «الإطار» بشأن حل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة، وصل وزير الخارجية فؤاد حسين إلى طهران، في زيارة رسمية للقاء كبار المسؤولين الإيرانيين. وتوقع مراقبون أن يطلب حسين المساعدة لحل الأزمة المحتدمة في بغداد بين حلفاء طهران والصدر الذي علمت «الجريدة» من مصدر مطلع، في وقت سابق، أنه رفض لقاء قائد «فيلق القدس» إسماعيل قآني والسفير الإيراني الجديد 3 مرات خلال شهر بالإضافة إلى رفضه دعوة للقاء خامنئي من أجل نزع فتيل الخلاف.

السيستاني يرفض التدخل والرد على الساسة

كشفت أوساط مطلعة في النجف، أمس، أن المرجع الأعلى في العراق السيد علي السيستاني، لا ينوي التدخل بعد التطورات المتسارعة لتظاهرات الصدريين في العاصمة بغداد ومحافظات جنوبية أمس. وتحدثت الأوساط عن إجراء أطراف سياسية عدة اتصالات مكثفة بمكتب المرجعية العليا في النجف، لطلب التدخل وإنهاء التصعيد الحاصل في الشارع، إلا أن «المكتب لم يرد على أي منها». وأكدت أن نية السيستاني هي «عدم التدخل فيما يجري» في ظل حالة الاحتقان الكبيرة التي يشهدها الشارع المنقسم بين القطبين الشيعيين «التيار الصدري» وخصومه بـ «الإطار التنسيقي» المتحالف مع إيران.

إخلاء منزل المالكي وأنباء عن هروبه

كشفت إذاعة «مونتي كارلو»، أمس، عن إخلاء منزل زعيم «ائتلاف دولة القانون» رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، داخل المنطقة الخضراء وتهريبه إلى جهة مجهولة؛ بعد اقتحام أنصار التيار الصدري القصر الجمهوري وسط بغداد. وتأتي الأنباء عن هروب المالكي بعد نحو شهر من ظهوره، في مقاطع مصورة، حاملاً رشاشاً ويتجول وسط حراسة مشددة في المنطقة الخضراء ببغداد غداة اقتحامها من قبل أنصار خصمه اللدود مقتدى الصدر، وذلك في مشهد أثار الكثير من الجدل. وظهر المالكي في إحدى الصور داخل مكتبه وهو يحمل الرشاش، وذلك بالتزامن مع عملية الاقتحام، التي تمت نهاية يوليو الماضي، وتخللها احتلال أنصار الصدر لمبنى مجلس النواب في المنطقة الخضراء.

وساطة بارزاني وحكم حل البرلمان

تضاربت الأنباء، أمس، حول بدء رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني وساطة بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وخصومه في «الإطار التنسيقي الشيعي» عبر جولة تشمل بغداد والنجف. وبعد أن أكد مصدر في رئاسة الإقليم العراقي، أن نيجيرفان سيقوم بالوساطة موفداً من قبل الزعيم الكردي مسعود بارزاني لاحتواء الأزمة التي تغرق بها البلاد منذ 300 يوم، نفى رئيس المجلس الاستشاري العراقي، فرهاد علاء الدين، وجود مبادرة جديدة لدى الجانب الكردي، وما يتداول حول زيارة رئيس كردستان إلى بغداد والحنانة، مقر زعيم التيار مقتدى الصدر. وقال علاء الدين إن «الأنظار تتجه نحو المحكمة الاتحادية وحكمها في قضية حلّ البرلمان»، مشيراً إلى أن «ردّ الدعوى هو الاحتمال الأكبر، لكن ما يكتب في قرار الحكم هو الأهم». ومن المقرر أن تعقد المحكمة الاتحادية العليا، اليوم، جلسة لنظر دعوى تقدم بها التيار الصدري من أجل إصدار قرار بحلّ البرلمان الخاضع لهيمنة «الإطار التنسيقي».

إيران تمنع الرحلات وتعيد الزوار

أكدت القيادة الوسطى بالجيش الأميركي أنها تتابع بقلق وضع العاصمة العراقية، مشددة على ضرورة عدم تعريض أمن البلد واستقراره وسيادته للخطر. وبينما نفت الخارجية الأميركية إخلاء مقرها الدبلوماسي في بغداد، وصفت سفارتها التقارير بشأن الاضطرابات التي عمت جميع أنحاء العراق بـ «المثيرة للقلق»، مشددة على أنه حان الوقت للحوار من أجل حل الخلافات. وفي إيران، التي ألغت جميع الرحلات الجوية من مطار الخميني إلى بغداد حتى إشعار آخر، تحركت وزارة الداخلية لإعادة جميع زوار أربعينية الإمام الحسين من العراق، ودعتهم إلى عدم السفر إلى العراق، مبينة أنها «تنسق مع السفارة في بغداد لإعادة الزوار الإيرانيين إلى البلاد بسلام». وعلى غرار جامعة الدول العربية ومملكة البحرين، حثت بعثة الأمم المتحدة (يونامي) جميع الأطراف العراقية على تهدئة التوترات واللجوء إلى الحوار، داعية المتظاهرين إلى مغادرة المنطقة الخضراء فوراً، وإخلاء جميع المباني الحكومية والسماح للحكومة بإدارة الدولة.

الكاظمي يرجئ الاجتماعات ووزير الخارجية يطلب مساعدة طهران وصالح يخشى المجهول

الأمن يستخدم الرصاص الحي ويفرض حظراً شاملاً للتجوال بكل المحافظات

• «سرايا السلام» تنتشر في ساحة التحرير لحماية المحتجين

الصدر... الزعيم ذو الكفة الراجحة في المشهد السياسي

الراي... بغداد - أ ف ب - حينما يرفع سبابته ويعقد حاجبيه، يحبس العراق أنفاسه: مازال السيد مقتدى الصدر، يُشكّل كفة راجحة في التوازن السياسي. فقد أظهر رجل الدين المعروف بعمامته السوداء، مجدداً لخصومه السياسيين، أنه مازال يتمتّع بقاعدة شعبية واسعة وقادر على حشد مناصريه وخلط الأوراق في المشهد السياسي. أمس، وفي بيان مقتضب قال الصدر «إنني الآن أعلن الاعتزال النهائي». كما أعلن إغلاق كل المؤسسات المرتبطة بالتيار الصدري «باستثناء المرقد الشريف، والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر». ورد أنصاره على ذلك باقتحام مقر رئاسة الوزراء. قرّر الصدر مجدداً قلب الطاولة مع تأكيد سعيه لإخراج العراق من أزمة سياسية عميقة يعيشها منذ انتخابات أكتوبر 2021. فالبلد الغني بالنفط والغارق في أزمة اقتصادية واجتماعية حادة، يتوقف مصيره على توصل الأطراف السياسية إلى اتفاق يسمح في النهاية بتعيين رئيس وزراء جديد ورئيس جديد. لكن الصدر يريد انتخابات جديدة في حين يطالب خصومه الشيعة في الإطار التنسيقي والمؤيدون لإيران، بتشكيل حكومة ثم انتخابات تشريعية بشروط. وهو لا يتردد في فتح جبهات مع الفصائل الشيعية بالدعوة بانتظام إلى حل «الميليشيات» بعد أن دعا إلى التصدي للغزو الأميركي عام 2003 عبر تشكيل «جيش المهدي». ويعتمد مقتدى على دعم جمهور لا يُستهان به. ويشرح الباحث في مركز «واشنطن إنستيتوت» حمدي مالك، أن الصدر «قادر على احتلال الشارع، وليس لأحد القدرة على منافسته في هذا الميدان». ويضيف أنه «الشخصية المحورية» في تياره. خلال احتجاجات أكتوبر 2019، أرسل الصدر الآلاف من مناصريه إلى الشارع لدعم المتظاهرين المطالبين بتغيير الطبقة السياسية الفاسدة. لكنه سرعان ما دعا مناصريه إلى مغادرة الشارع... ليدعو بعد ذلك إلى «تجديد الثورة الإصلاحية السلمية». ويُشير الخبير في التيارات الشيعية في جامعة «أرهوس» في الدنمارك بن روبن دكروز، إلى أن الصدر «يحاول أن يموضع نفسه في مركز النظام السياسي، مع أخذ مسافة منه في الوقت نفسه». وشكّلت ملفات مكافحة الفساد وإعمار العراق مواضيع حملته للانتخابات التشريعية الأخيرة، فيما لعب أيضاً على الوتر الوطني. ويقدّم نفسه على أنه معارض للنظام ومكافح للفساد، علماً أن الكثير من المنتمين لتياره يتولون مناصب مهمة في الوزارات. ولد الصدر في العام 1974 في الكوفة قرب مدينة النجف جنوب بغداد. ورث شعبيته الكبيرة من والده محمد صادق الصدر، أبرز رجال الدين الشيعة المعارضين لصدام حسين، الذي قتله مع اثنين من أبنائه في العام 1999. ومنح هذا النسب المرموق دفعا شعبياً لمقتدى، فكان احد أبرز الشخصيات التي لعبت دوراً أساسياً في إعادة بناء النظام السياسي بعد سقوط صدام في العام 2003، وقاد إحدى أكثر الحركات الشيعية نفوذاً وشعبية في البلاد. بدأت مسيرته بمعارك ضارية مع القوات الأميركية التي اجتاحت العراق في 2003، وصولاً الى نزاع حاد مع رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي حكم بين العامين 2006 و2014. حلّ بعد ذلك «جيش المهدي» المؤلف من 60 ألف مقاتل، لكنه أعاد تفعيله بعد اغتيال قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني مطلع العام 2020 بضربة عسكرية أميركية في بغداد. تبقى علاقته مع إيران إحدى أكثر المسائل المعقدة. وفي حين تبنى في أعقاب احتجاجات 2019 خطاً قريباً من «الحشد الشعبي» الموالي لإيران، بات الآن يدافع عن خط «وطني». ويرى دكروز أن الصدر «يسعى إلى تسوية مع إيران تسمح له بمنافسة حلفائها على الساحة السياسية مع الخروج في الوقت نفسه عن نطاق سطوتهم»، لكن طهران «لا ترى في الصدر شخصاً يُمكن الاعتماد عليه». ويقرّ الجميع، حتى معارضوه، بأنه لايزال يحتفظ بقاعدة شعبية قوية تستجيب له.

الكاظمي للصدر: ساعدنا

دعا رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، إلى «التدخل بتوجيه المتظاهرين للانسحاب من المؤسسات الحكومية». وأكد الكاظمي في بيان، أمس، أن «تجاوز المتظاهرين على مؤسسات الدولة يعد عملاً مداناً وخارجاً عن السياقات القانونية»، داعياً الصدر «الذي لطالما دعم الدولة وأكد الحرص على هيبتها واحترام القوى الأمنية، للمساعدة في دعوة المتظاهرين للانسحاب من المؤسسات الحكومية». وأضاف أن «تمادي الخلاف السياسي ليصل إلى لحظة الإضرار بكل مؤسسات الدولة لا يخدم مقدرات الشعب العراقي، وتطلعاته، ومستقبله، ووحدة أراضيه». وجدد دعوته إلى ضبط النفس من الجميع، داعياً المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء والالتزام بتعليمات القوات الأمنية المسؤولة عن حماية المؤسسات الرسمية وأرواح المواطنين.

العراق: عتبة الفتنة

الصدر يُفلِت شارعه: العراق على عتبة الفتنة

الاخبار.. بغداد |... سرى جياد .... أنصار الصدر يجتاحون مقرَّي رئاسة الجمهورية والحكومة في «المنطقة الخضراء»

دفع زعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر، الوضع المتأزّم منذ أشهر في العراق، نحو المجهول، بعدما أفلت أنصاره الموجودين في الشارع على غاربهم، متنصّلاً من المسؤولية عن كلّ ما يقومون به، بإعلانه اعتزال العمل السياسي نهائياً. خطوةٌ أعادت وضع البلاد تحت شبح الانزلاق إلى اقتتال شيعي – شيعي، مع ما يعنيه هذا السيناريو من مخاطر كبيرة على مستقبلها. وإذ عادت عوامل التهدئة لتتفعّل مساء أمس، وخصوصاً في ظلّ ما بدا أنه حرص أميركي - إيراني على إبقاء الأمور تحت السيطرة، فإن ما جرى يجلّي مدى الاستفحال الذي بلغته الأزمة العراقية، والذي يمكن أن يعاود الانفجار إذا لم يُبتدع حلّ عاجل للخروج من عنق الزجاجة .... ليست المرّة الأولى التي يعلن فيها مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي. لكن بخلاف المرّات السابقة، بدا هذه المرّة أن المقصود هو إطلاق العنان لمؤيّديه للتحرّك من دون ضوابط، ليضع البلد أمام أخطر منعطف منذ سقوط نظام صدام حسين في عام 2003، في محاولة لكسر التوازن الذي قام عليه الحُكم مذّاك، وفرْض إرادته على القوى الأخرى، سواء في «المكوّن الشيعي»، أو في «المكوّنات» الأخرى. وعلى رغم ساعات التوتّر التي امتدّت حتى الليل، بدا أن الأطراف اختارت التراجع خطوة عن حافّة الهاوية، بعدما انسحب جزء من الصدريين من «المنطقة الخضراء»، إثر قيامهم باجتياح مقرَّي الحكومة ورئاسة الجمهورية. وسُجّل، في خلال ذلك، إطلاق نار كثيف لم يتّضح ما إذا كان ناجماً عن اشتباكات بين طرفَي النزاع، «التيار الصدري» و«الإطار التنسيقي»، أو أن قوات الأمن هي التي أطلقت النار حين كانت تحاول إخراج المتظاهرين من المنطقة، إلّا أن المصادر الطبّية العراقية تحدّثت عن سقوط أكثر من عشرة قتلى و200 جريح. وساعد في احتواء التوتّر قليلاً، تدخُّل القوى الأمنية بفاعلية لفرض حظر تجوال في كلّ أنحاء البلاد، في غياب الظروف الدولية المؤاتية للاقتتال، ولا سيما أن واشنطن ليست بحاجة إلى إشعال بؤرة توتّر جديدة في بلد ينتج أربعة ملايين برميل يومياً من النفط، ما سيؤدي إلى مزيد من الارتفاع في أسعار النفط، وخاصة أن «الصدريين» أغلقوا ميناء أمّ قصر في البصرة الذي يُصدَّر معظم النفط العراقي منه. ومن هنا، يُفهم قيام الولايات المتحدة بالبعث برسائل طمأنة من خلال الإعلان أنها لا ترى موجباً لإخلاء سفارتها في «المنطقة الخضراء». في المقابل، يُعتبر من البديهي أن لا مصلحة لإيران في التوتّر، باعتبار أنها ستكون أوّل المتضرّرين، وهي سارعت إلى إغلاق حدودها ووقف حركة الطيران من طهران إلى بغداد، على رغم استمرار حركة الطيران في مطار بغداد. وفي مؤشّر إضافي إلى رغبة الأطراف الأخرى في التهدئة، أصدر «الإطار التنسيقي» بياناً دعا فيه الصدر إلى الحوار، مطالباً الأجهزة الأمنية بحماية المؤسّسات الحكومية. وكان خطر الصدام بين «الصدريين» وأنصار الإطار ماثلاً، حين وصل الأوّلون إلى الجسر المعلّق من جهة «المنطقة الخضراء»، وكان الأخيرون على طرفه الثاني. ولم ينتظر الصدر دقيقة واحدة بعد انتهاء مهلة الـ 72 ساعة التي كان قد منحها للقوى السياسية للردّ على مبادرته القاضية بخروج كلّ القوى السياسية من الحُكم، بما فيها «التيار الصدري»، وهي مبادرة اعتبر «الإطار التنسيقي» أنها مستحيلة التنفيذ، كما لو أن الأول طرحها لتُرفض، وليبدأ تنفيذ مرحلة أخرى من التحرّك في الشارع. لكن القرارات السابقة للصدر بالاعتزال، والتي عاد في النهاية عنها، تشير إلى أن لا اعتزال حقيقياً للسياسة، حيث سيظلّ الرجل يؤثّر في مجريات الأحداث، ولو بشكل غير معلَن، وسيظلّ كذلك يتحمّل مسؤولية عما يقوم به أنصاره. وكان الصدر قد أعلن قراره في تغريدة على «تويتر»، ردّ فيها على المرجع آية الله كاظم الحائري، الذي سبقه بإصدار بيان اعتزل فيه المرجعية بسبب المرض والتقدّم في العمر، وأيضاً بسبب الأوضاع السياسية التي وصل إليها العراق، طالباً من مقلّديه اتّباع مرشد الجمهورية الإسلامية، آية الله علي الخامنئي. كما هاجم مقتدى الصدر من دون أن يسمّيه، داعياً أبناء الشهيدَين الصدرَين الى أن يعرفوا أن «حبّ الشهيدَين لا يكفي ما لم يقترن الإيمان بنهجهما بالعمل الصالح والاتّباع الحقيقيّ لأهدافهما التي ضحّيا بنفسَيهما من أجلها، ولا يكفي مجرّد الادّعاء أو الانتساب». وقرّر الحائري إسقاط جميع الوكالات والاُذونات الصادرة من قِبله أو من قِبل مكاتبه. ومعروف أن مقتدى هو أحد وكلاء الحائري، وكثير من أتباع «التيار الصدري» من مقلّدي الأخير، بحسب وصية آية الله السيد محمد صادق الصدر، والد مقتدى.

أعلن الحائري اعتزال المرجعية وانتقد الصدر وطلب من مقلّديه اتّباع الخامنئي

وكتب الصدر أن «الكثيرين، بمن فيهم السيد الحائري، يظنّون أن هذه القيادة جاءت بفضلهم أو بأمرهم»، مضيفاً: «كلا، إن ذلك بفضل ربي أولاً، ومن فيوضات السيد الوالد»، مؤكداً أنه «على رغم تصوّري أن اعتزال المرجع لم يكن بمحض إرادته، وما صدر عنه من بيان كان كذلك أيضاً، إلّا أنني كنت قد قرّرت عدم التدخّل في الشؤون السياسية. فإنني الآن أعلن الاعتزال النهائي وغلْق كل المؤسسات إلا المرقد الشريف والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر الكرام، والكلّ في حلّ مني، فإن متُّ أو قتلت أسألكم الفاتحة والدعاء». وبعد التغريدة، صدر بيان عن المكتب الخاص للصدر يعلن فيه أنه يُمنع منعاً باتّاً التدخّل باسم «التيار الصدري» في جميع الأمور السياسية والحكومية وفي جميع المعاملات المتداولة في مفاصل الدولة وجميع المؤسسات والعناوين الاجتماعية الأخرى، كما يُمنع رفع الشعارات والأعلام والهتافات السياسية وغيرها باسم التيار، وأيضاً تداول أو استعمال أيّ وسيلة إعلامية، بما فيها منصّات التواصل الاجتماعي باسم التيار. ثمّ أعلن «الوزير القائد» التابع للصدر، تعليق نشاطه، ونشر رسالة لأحد أنصار التيّار يقول فيها «الآن انكسر ظهري، وقلّت حيلتي وشمت بي عدوي... سنبقى صامدين»، فردّ عليه «الوزير»: «كفّيتوا ووفّيتوا... عودوا إلى منازلكم سالمين». لكن هذه الدعوة بدت من باب التنصّل من المسؤولية فحسب. ويلفت المحلل السياسي، فاضل الطائي، المقرّب من «التيار الصدري»، لـ«الأخبار»، إلى أنه «بعد عجز الصدر عن تشكيل حكومة غالبية وطنية لتحقيق إصلاحات في العملية السياسية، قام بسحب أعضاء كتلته النيابية من البرلمان لينتقل إلى الشارع لتحقيق الإصلاحات التي يطالب بها الشعب العراقي، أي أن السيد الصدر انتقل من الشرعية الدستورية، إلى الشرعية الثورية من خلال التظاهرات والاعتصامات الشعبية التي كفلها الدستور، باعتبار أن الشعب مصدر السلطات»، مضيفاً إنه «بحسب تغريدات الصدر وبياناته، فقد بدأ بالتصعيد في مطالبه من حلّ البرلمان إلى الدعوة إلى عدم اشتراك جميع الأحزاب في الانتخابات ومن ضمنها التيار الصدري»، متابعاً أنه كان واضحاً أنه «إذا تمّ رفض هذه المبادرة، فسيرفع الصدر يده عن قيادة التظاهرات ويقفل بابه أمام أيّ حوار، ويبقى الأمر متروكاً للشعب... وليس لأحد مستقبلاً لومه». ويشير الطائي إلى أن «الشارع العراقي في حالة غليان، كون الأحزاب الحاكمة لا ترغب في الإصلاحات ولا تتنازل لحقوق الشعب العراقي، وهي ساعات حرجة للنظام، فإمّا أن يزيح الطبقة الحاكمة بثورة شعبية كبرى، أو فوضى عارمة تؤدّي إلى الاقتتال». في المقابل، يبدي القيادي في «تحالف الفتح»، عائد الهلالي، في حديث إلى «الأخبار»، اعتقاده بأن «مبادرة الصدر كانت مستحيلة التنفيذ أو القبول بها من قِبل الأطراف الأخرى السياسية وجمهورها. إن عملية صناعة أحزاب بديلة جديدة، وقيادات جديدة، مع مشروع جديد، تحتاج إلى فترة زمنية لا تقلّ عن عشر سنوات». ويؤكد أن «جميع الكتل السياسية من المكوّنات الثلاثة مع جمهور المدنيين والمستقلّين، مجمعون على أن يكون التسلسل في التعاطي مع حالة الانسداد السياسي بالطرق الآتية:

- تشكيل حكومة انتقالية تؤسّس لعملية سياسية جديدة وإجراء انتخابات مبكرة.

- إجراء تعديلات دستورية أوصت بها المحكمة الاتحادية، وبالأخص تعديل قانون الانتخابات وتغيير المفوضية وما إلى ذلك.

- وبعدها يُحلّ البرلمان وتُجرى انتخابات مبكرة جديدة».

ويقول الهلالي إن «هناك عدداً من الشخصيات القيادية، وكذلك ما لا يقل عن 170 نائباً يريدون الذهاب إلى عقد جلسة وإكمال باقي الاستحقاقات الدستورية حتى وإن اقتضى الأمر عقد هذه الجلسة خارج بغداد. فلا يهمّ أين ستكون الجلسة، المهم هو كيفية الحفاظ على الدم العراقي وعدم السماح للوضع بالانزلاق»، مضيفاً إن «البعض يقول لنتريّث قليلاً ونعطِ للحوار فسحة وخصوصاً بعد الجولة التي قام بها السيد هادي العامري في كردستان، وكذلك لننتظر عودة السيد عمار الحكيم من جولته الخليجية، ومن المحتمل أن يكون هناك لقاء ربّما يجمع الصدر مع العامري. ننتظر كذلك ما سوف تسفر عنه جهود السيد مسعود بارزاني مع السيد نيجرفان بارزاني، إذ سيقوم الأخير بجولة داخلية ويعقد لقاءات مع جميع القيادات السياسية العراقية حاملاً معه مبادرة من الأول».

مقتدى الصدر... مثال استثنائي للمسار المزدوج في السياسة

بغداد: «الشرق الأوسط»... في مقابلة تلفزيونية، قبل نحو ١٠ سنوات، خرج الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر وهو يراجع حوادث ما بعد اغتيال والده، وقال إنه اضطر إلى مغادرة مجلس العزاء باكياً: «لقد شاهدني الناس أبكي على طول الطريق من المجلس حتى منزل العائلة (…) بعض الأصدقاء عاتبني على ذلك»، الصدر كان يتحدث عن حادثة اغتيال والده، مع شقيقيه مؤمل ومصطفى عام ١٩٩٩، التي تعتبر نقطة تحول كبرى في حياته، من حينها وجد ذلك الشاب نفسه، من دون خبرة سياسية أو دينية، أمام إرث ديني ونفوذ عميق في المجتمع الشيعي العراق أبرز ما في هذا الإرث هو السياق الذي أسسه الصدر الأب الذي حاول تحرير الحوزة الشيعية من الهيمنة الإيرانية، كزعامة دينية للشيعة العروبية.

قد يتساءل البعض من هو مقتدى الصدر الذي يحاول التمرد على القوى الشيعية المتحالفة مع طهران؟ وكيف يمكن أن تؤثر خلفيته الدينية ونشأته في عائلة دينية على مساره السياسي؟

مقتدى الصدر المولود في الكوفة عام 1974 هو الابن الرابع للمرجع الشيعي محمد صادق الصدر، وينحدر من إحدى أبرز العائلات الدينية الشيعية في العراق، وكان جده محمد حسن الصدر رئيساً لوزراء العراق عام ١٩٤٨ وعضواً ورئيساً لمجلس الأعيان في البلاد، وأشقاؤه هم مصطفى ومؤمل ومرتضى، ومتزوج من ابنة عمه محمد باقر الصدر، المرجع التاريخي لحزب الدعوة الإسلامية، اضطر هذا الزعيم للقفز من القاع إلى رأس الجبل في غير أوانه، في لحظة تناقض حاد بين أن يكون أيقونة دينية تحيطها هالة من التقديس، وبين حاجته إلى مزيد من الوقت ليكون زعيماً لملايين الأنصار، لكن ما حدث لاحقاً، وعلى مدار عقدين من الزمن، يعكس كيف أصبح الصدر نفسه، زعيماً ذا نفوذ متجذر. ما زال الزعيم الشيعي مقتدى الصدر المتهم بأنه سريع الغضب، يحتفظ تحت هالة رجل الدين، بدور يشكل كفة راجحة في التوازن السياسي في البلاد، وأظهر لخصومه السياسيين أنه ما زال يتمتع بقاعدة شعبية واسعة وقادر على حشد مناصريه وخلط الأوراق في المشهد السياسي. وخلافاً للمراجع الشيعية في العراق، يمكن القول إن الصدر يتفرد عن غيره من الزعامات بأنه جزء من نسيج اجتماعي تعايش مع حصار اقتصادي فرض على العراق في تسعينات القرن الماضي، في بيئة معادية لنظام البعث الحاكم آنذاك، ومثلما تمنح هذه الظروف الصدر امتياز الزعامة الشعبية، فإنها تجعل زعيم التيار ابن نشأة عاصفة ومتقلبة تحكمها العواطف. وبعد انهيار نظام صدام حسين عام 2003 عثر الصدر للمرة الأولى على الفراغ السياسي الذي يمكن أن يتموضع فيه بوصفه زعيماً دينياً، ومنذ ذلك الحين نسج الصدر صورة رجل الدين الذي يتموضع في قلب المطبخ السياسي، ويحتفظ بالمسافة «القدسية» عنها، هذه الوصفة المركبة تفسر قراراته في الانخراط بالسياسة والاعتكاف عنها. الصدر هو مجموعة حوادث سياسية ونقاط تحول في عراق ما بعد صدام حسين، وهو لحظة المقاومة المسلحة ضد الأميركيين، وهو أحد قادة الحرب الطائفية في بغداد، وهو خصم نوري المالكي في معركة «صولة الفرسان» في البصرة، وهو نفسه حليف السنة والكرد ضد أصدقاء الأمس من القوى الشيعية، وذات التركيبة، اشترك الصدر في جميع الحكومات التي تشكلت بعد ٢٠٠٣، لكنه يقود الاحتجاجات الشعبية ضدها. إنه المثال الاستثنائي للمسار المزدوج في العمل السياسي، الذي حافظ على الزخم الشعبي طوال هذه السنوات، وليس من المتوقع أن يتخلى عن فوائد هذه الثنائية بينما يواجه خصومه في الإطار التنسيقي.



السابق

أخبار سوريا..بيدرسن يقر بجمود العملية السياسية في سوريا ويخشى «مزيداً من الانهيار»..المعارضة السورية تنفي مزاعم إيرانية عن مطالبة تركيا برحيلها.. «الدراجة النارية» تكتيك جديد لـ«داعش» في البادية السورية..الميليشيات الإيرانية تتحدى «التحالف» بتوجيه صواريخ نحو حقلي نفط.. اغتيال قيادي مقرب من «حزب الله» في ريف دمشق..لوفيجارو: الصراع السوري تجمد دون أي احتمال لتسوية دائمة..

التالي

أخبار دول الخليج العربي..واليمن..إفشال الهجوم الحوثي الأعنف منذ الهدنة غرب تعز..تعليق مشاركة الحكومة اليمنية بمحادثات عمّان غداة خروقات حوثية.. لجنة تحقيق يمنية تسلّم النائب العام ملفات 5 آلاف انتهاك لحقوق الإنسان.. قطان في جولة افريقية خامسة..مركز الملك سلمان يطلق المرحلة الثانية من «التدخل الطارئ» لإغاثة الصومال..«الثقافة» السعودية تنظم الدورة الثانية..مباحثات بين ملك البحرين والرئيس الفرنسي لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون..العيسى يحذّر مجدداً من «صدام الحضارات».. «الأقطاب» في طليعة المترشحين لبرلمان الكويت..

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,165,771

عدد الزوار: 7,662,542

المتواجدون الآن: 1